الأسئلة العلمية
حالة السؤال
سؤال عن استشكال في حديث: (غطوا الإناء وأوكئوا السقاء)

0

0

0

أمل عبد الرحمن
أستاذة


09:31 22-12-1433 | 07-11-2012

قال صلى الله عليه وسلم: ((غطوا الإناء وأوكئوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء، لا يمر بإناء ليس عليه غطاء، أو سقاء ليس عليه وكاء، إلا نزل فيه من ذلك الوباء)) رواه مسلم.

شيخنا الفاضل أحسن الله إليكم أرجو إزالة الغموض عندي في فهم هذا الحديث الشريف.

فكم من مرة تحتاج ربة البيت أن تطبخ ليلا لأمر طارئ وهنا كم من آنية الطعام تكون مكشوفة في هذه الأثناء أو عشاء متأخر أو طفل كشف إناء ولم يغلقه.

فكيف أتعامل مع هذا الحديث ولا أكون مخالفة لهذا الهدي النبوي؟ بارك الله فيكم ونفع بكم.


عبد العزيز بن داخل المطيري
المشرف العام
09:31 27-12-1433 | 12-11-2012

ليس معنى الحديث أن لا يبقى الإناء مكشوفاً ولو لوقت يسير، وإنما تركه مكشوفا هكذا لغير حاجة أو النوم في الليل وترك الآنية مكشوفة فهذا منهي عنه، والحديث من باب الآداب، وهو أدب جليل عظيم له آثاره في الحفظ من بعض الأوبئة، والحفظ من كيد الشياطين ومن شر بعض الحيوانات، كما في الصحيحين: (إذا كان جنح الليل أو أمسيتم فكفوا صبياكم فإن الشياطين تنتشر حينئذ فإذا ذهب ساعة من الليل فخلوهم، وأغلقوا الأبواب واذكروا اسم الله؛ فإن الشيطان لا يفتح باباً مغلقاً، وأوكوا قربكم واذكروا اسم الله، وخمروا آنيتكم واذكروا اسم الله ولو أن تعرضوا عليه شيئا، وأطفئوا مصابيحكم)).

وفي حديث عبد الله بن سرجس رضي الله عنه مرفوعا: ((وإذا نمتم فأطفئوا السراج فإن الفأرة تأخذ الفتيلة فتحرق أهل البيت)). رواه أحمد.

فتغطية الإناء فيها حفظ من أنواع من الآفات والشرور والأوبئة، ويكفي من ذلك أن يعرض المرء على الإناء شيئاً، ولو عُوداً كما جاء في بعض رويات حديث جابر في الصحيح ((وخمّر إناءك ولو بعود تعرضه عليه)) .

وهذه آية وعبرة للمؤمنين، فهذا المعروض مع التسمية وإن كان لا يغطّي الإناء لكنه سبب يمنع كيد الشيطان وما يترتب عليه من الشرور والآفات، ويحفظ به العبد.

ومفهوم حديث جابر أنه هذا النهي خاص بالليل، لقوله: ((إذا كان جنح الليل)).

ويخرج منه الوقت اليسير الذي يُترك الإناء فيه مكشوفاً ولا سيما إذا دعت لذلك حاجة، لأن النبي صلى الله عليه وسلم لما أهدي إليه قدح فيه لبن أمر أبا هريرة أن ينادي أهل الصفة فذهب إليهم وناداهم فأتوا فشربوا ولم يُذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم غطَّى الإناء، والحديث في الصحيحين.

لكن لا يَنبغي أن ينام المرء والآنية مكشوفة، ولو أن يعرض عليها شيئاً يسيراً.