الدروس
course cover
3: (ظننت) وأخواتها
3 Nov 2008
3 Nov 2008

23062

0

0

course cover
الآجرومية

القسم الثالث

3: (ظننت) وأخواتها
3 Nov 2008
3 Nov 2008

3 Nov 2008

23062

0

0


0

0

0

0

0

3: (ظننت) وأخواتها

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَمَّا ظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُها:
فَإِنَّها تَنْصِبُ المُبْتَدَأ وَالخَبَرَ عَلَى أَنَّهُمَا مَفْعُولاَنِ لَهَا.
وَهِيَ: ظَنَنْتُ، وَحَسِبْتُ، وَخِلْتُ، وَزَعَمْتُ، وَرَأَيْتُ، وَعَلِمْتُ، وَوَجَدْتُ، وَاتَّخَذْتُ، وَجَعَلْتُ، وَسَمِعْتُ.
تَقُولُ: (ظَنَنْتُ زَيْداً مُنْطَلِقاً)، و(رَأيتُ عَمْرًا شَاخِصاً)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ).

هيئة الإشراف

#2

7 Nov 2008

التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَمَّا ظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُها(1):
فَإِنَّها تَنْصِبُ المُبْتَدَأ وَالخَبَرَ عَلَى أَنَّهُمَا مَفْعُولاَنِ لَهَا.
وَهِيَ: ظَنَنْتُ
(2)، وَحَسِبْتُ(3)، وَخِلْتُ(4)، وَزَعَمْتُ(5)، وَرَأَيْتُ(6)، وَعَلِمْتُ(7)، وَوَجَدْتُ(8)، وَاتَّخَذْتُ(9)، وَجَعَلْتُ(10)، وَسَمِعْتُ(11).
تَقُولُ: (ظَنَنْتُ زَيْداً مُنْطَلِقاً)، و(رَأيتُ عَمْرًا شَاخِصاً)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ
).


الشرح:

قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): ( (1) ظنّ وأخواتها

القسمُ الثَّالثُ مِن نواسخِ المبتدأِ والخبرِ:
(ظننتُ) وأخواتُهَا أيْ نظائرُهَا فِي العملِ
وَهِيَ تدخلُ عَلَى المبتدأِ والخبرِ فتنصبُهمَا جميعاً.

ويقالَ للمبتدأِ مفعولٌ أوَّلُ، وللخبرِ مَفْعُولٌ ثانٍ.

وهذَا القسمُ عشرةُ أَفْعَالٍ:

(2) الأوَّلُ: (ظَنَنْتُ) نحوُ: (ظَنَنْتُ مُحَمَّداً صَدِيقاً).

(3) الثَّانِي: (حَسِبْتُ) نحوُ: (حَسِبْتُ المَالَ نَافِعاً).

(4) الثَّالثُ: (خِلْتُ) نحوُ: (خِلْتُ الحَدِيقَةَ مُثْمِرَةً).

(5) الرَّابعُ: (زَعَمْتُ) نحوُ: (زَعَمْتُ بَكْراً جَرِيئاً).

(6) الخامسُ: (رَأَيْتُ) نحوُ: (رَأَيْتُ إِبْرَاهِيمَ مُفْلِحاً).

(7) السَّادسُ: (عَلِمْتُ) نحوُ: (عَلِمْتُ الصِّدْقَ مُنْجِياً).

(8) السَّابعُ: (وَجَدْتُ) نحوُ: (وَجَدْتُ الصَّلاحَ بَابَ الخَيْرِ)

(9) الثَّامنُ: (اتَّخذْتُ) نحوُ: (اتخذْتُ مُحَمَّداً صَدِيقاً).

(10) التَّاسعُ: (جَعَلْتُ) نحوُ: (جَعَلْتُ الذَّهَبَ خَاتَماً).

(11) العاشرُ: (سَمِعْتُ) نحوُ: (سَمِعْتُ خَلِيلاً يَقْرَأُ).

وهذِهِ الأَفْعَالُ العشرةُ تَنْقَسِمُ إلَى أرْبَعَةِ أقسامٍ:

القِسْمُ الأوَّلُ:يفيدُ ترجيحَ وقوعِ الخبرِ، وهُوَ أرْبَعَةُ أَفْعَالٍ، وَهِيَ: ظَنَنْتُ، وحَسِبْتُ، وخِلْتُ، وزَعَمْتُ.

القِسْمُ الثَّانِي: يفيدُ اليقينَ وتحقيقَ وقوعِ الخبرِ، وهُوَ ثلاثةُ أَفْعَالٍ، وَهِيَ: رأيتُ، وعلمتُ، ووجدتُ.

القسمُ الثَّالثُ: يفيدُ التّصييرَ والانتقالَ، وهُوَ فعلانِ، وهمَا: اتَّخذتُ، وجعلتُ.

القسمُ الرَّابعُ: يفيدُ النّسبةَ فِي السّمعِ، وهُوَ فِعْلٌ واحدٌ، وهُوَ سمعتُ.

تدريبٌ عَلَى الإعراِبِ
أعْرِب الجملَ الآتيَةَ:

{إنَّ إبراهيمَ كانَ أمَّةً}
كأنَّ القمرَ مصباحٌ
حسبتُ المالَ نافعاً
ما زالَ الكتابُ رفيقِي.

الجوابُ:

1-إنَّ: حَرْفُ توكيدٍ ونصبٍ، يَنْصِبُ الاسْمَ ويَرْفَعُ الخبرَ.

وإبراهيمَ: اسْمُ إنَّ مَنْصُوبٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
كانَ: فِعْلٌ مَاضٍ ناقصٌ، يَرْفَعُ الاسْمَ ويَنْصِبُ الخبرَ، واسمُهُ ضميرٌ مستترٌ فيهِ جوازاً تقديرُه هُوَ يعودُ عَلَى إبراهيمَ.
أمَّةً: خبرُ كانَ مَنْصُوبٌ بهِ وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
والجملةُ مِن كانَ واسمِهِ وخبرِهِ فِي محلِّ رفْعِ خبرِ (إنَّ).
2-كأنَّ: حَرْفُ تشبيهٍ ونصبٍ، يَنْصِبُ الاسْمَ ويَرْفَعُ الخبرَ.

والقمرَ: اسْمُ كأنَّ مَنْصُوبٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
ومصباحٌ: خبرُ كأنَّ مرفُوعٌ بهِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.

3-حسب: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ عَلَى آخرِهِ منع مِن ظهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسُّكُونِ العارضِ لدفعِ كراهةِ توالِي أربعِ متحركاتٍ فيمَا هُوَ كالكلمةِ الواحدةِ.

والتَّاء :ضميرُ المُتكلِّمِ فَاعِلُ حَسِبَ، مبنِيٌّ عَلَى الضّمِ فِي محلِّ رفْعٍ.
والمالَ: مَفْعُولٌ أوَّلُ لحسب مَنْصُوبٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.
ونافعاً: مَفْعُولٌ ثانٍ لحسب مَنْصُوبٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.

4-مَا: حَرْفُ نفِيٍ مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ لا مَحَلَّ لهُ من الإعْرَابِ.
وزالَ: فِعْلٌ مَاضٍ ناقصٌ يُرْفَعُ الاسْمَ ويُنْصَبُ الخبرَ.
والكتابُ: اسْم زالَ مرفُوعٌ بهِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ ضمَّةٌ ظَاهِرةٌ فِي آخِرِهِ.
ورفيق: خبرُ زالَ مَنْصُوبٌ بهِ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ فتحةٌ مُقدَّرةٌ عَلَى آخرِهِ منَعَ مِن ظهُورِهَا اشتغالُ المحلِّ بحركةِ المناسبةِ لياءِ المُتكلِّمِ، ورفيق مضافٌ، وياءُ المُتكلِّمِ مضافٌ إليْهِ بُنِيَ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ خفضٍ).

هيئة الإشراف

#3

7 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَمَّا ظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُها:

فَإِنَّها تَنْصِبُ المُبْتَدَأ وَالخَبَرَ عَلَى أَنَّهُمَا مَفْعُولاَنِ لَهَا(1)،

وَهِيَ:

ظَنَنْتُ، وَحَسِبْتُ(2)، وَخِلْتُ، وَزَعَمْتُ(3)، وَرَأَيْتُ، وَعَلِمْتُ(4)، وَوَجَدْتُ، وَاتَّخَذْتُ(5)، وَجَعَلْتُ، وَسَمِعْتُ(6)؛ تَقُولُ: (ظَنَنْتُ زَيْداً مُنْطَلِقا)(7)، وَ(خِلْتُ عمراً شَاخِصاً)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ(8) ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) هذا هو القسمُ الثَّالثُ من النَّواسخِ الَّتي تدخلُ على المبتدأ والخبرِ، وتغيِّرُهُ ما لم تُلغَ أو تُعلَّقْ، وهو ظننْتُ ونظائرُهَا في العملِ.

وأربعةٌ منها: تفيدُ ترجيحَ وقوعِ المفعولِ الثَّاني.

وثلاثةٌ: تفيدُ تحقُّقَ وقوعِهِ.

واثنانِ:يفيدانِ التَّصييرَ، والانتقالَ.

والعاشرُ: يفيدُ حصولَ النِّسبةِ في السَّمعِ.

ويُقالُ لها: أفعالُ الشَّكِّ، واليقينِ، وأفعالُ القلوبِ.

وكلُّها أفعالٌ بالاتِّفاقِ، ومتصرِّفةٌ، تعملُ بلفظِ المضارعِ، وبلفظِ الماضي، والأمرِ، والمصدرِ، واسمِ الفاعلِ، تنصبُ المبتدأَ، ويُسمَّى مفعولَهَا الأوَّلَ، وتنصبُ الخبرَ، ويُسمَّى مفعولَهَا الثَّانيَ، وتنصبُ الجزئيين جميعًا، حيثُ لا مانعٌ، وهو أمرانِ:

الإلغاءُ، وهو: إبطالُ العملِ لفظًا ومحلاًّ جوازًا:

لضعفِ العاملِ بتوسّطِهِ، نحو: (زيدٌ ظننْتُ قائمٌ)

أو تأخّرِهِ، نحو: (زيدٌ قائمٌ ظننْتُ)، والإهمالُ أرجحُ.

والثَّاني التَّعليقُ:وهو: إبطالُ العملِ لفظًا، لا محلاًّ بسببِ توسّطِ ما له الصَّدارةُ بينها وبين معمولَيْهَا:

كاللامِ، نحو: (علمْتُ لَزَيْدٌ قائمٌ).

أو ما الاستفهاميَّة

وهذان الأمرانِ: لا يجريانِ في ظنَّ وجميعِ أخواتِهَا، بل في بعضِهَا.

(2) نحو: (ظننْتُ زيدًا قائمًا)، و(حسبْتُ بكرًا صديقًا).

(3) نحو: (خلتُ الهلالَ لائحًا)، و(زعمْتُ زيدًا صادقًا).

(4) رأيْتُ، يعني: القلبيَّةَ، نحو: (رأيتُ اللهَ أكبرَ كلِّ شيءٍ)، و(علمْتُ الرَّسولَ صادقًا).

(5) نحو: (وجدْتُ العلمَ نافعًا)، و(اتَّخذْتُ زيدًا صديقًا).

(6) (جَعلتُ العلمَ بضاعتي)، و(سمعْتُ النَّبيَّ يقولُ).

وأمَّا إذا دخلَ على ما يسمعُ، فينصبُ مفعولاً واحدًا باتّفاقٍ، نحوَ{يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ}.

(7) فـ (ظننت): فعل وفاعل.

و(زيداً): مفعول أول.

و(منطلقاً):مفعول ثان.

(8) فخلْتُ: فعلٌ وفاعلٌ، وأصلُ خلْتُ خيِلْتُ بكسرِ الياءِ.

وعمراً:مفعولٌ أوَّلٌ.

وشاخصًا :مفعولٌ ثانٍ.

وما أشبهَ ذلك من أمثلةِ ما يفيدُ الرُّجحانَ، ومن أمثلةِ ما يفيدُ التَّحقيقَ، ومن أمثلةِ ما يفيدُ التَّصييرَ،بلا فرق.

وهذا القسمُ من النَّواسخِ:

حقُّهُ أن يُذكرَ في المنصوباتِ، ولكنَّهُ ذكرَهُ استطرادًا لتتميمِ بقيَّةِ النَّواسخِ).

هيئة الإشراف

#4

7 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَمَّا ظَنَنْتُ وَأَخَوَاتُها(1):
فَإِنَّها تَنْصِبُ المُبْتَدَأ وَالخَبَرَ
(2) عَلَى أَنَّهُمَا مَفْعُولاَنِ لَهَا.
وَهِيَ: ظَنَنْتُ، وَحَسِبْتُ، وَخِلْتُ، وَزَعَمْتُ، وَرَأَيْتُ، وَعَلِمْتُ، وَوَجَدْتُ، وَاتَّخَذْتُ، وَجَعَلْتُ، وَسَمِعْتُ.
تَقُولُ: (ظَنَنْتُ زَيْداً مُنْطَلِقاً)، و(رَأيتُ عَمْرًا شَاخِصاً)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ
(3) ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) قوله: (وأمَّا ظننْتُ وأخواتُهَا) أي نظائرُهَا في العملِ، ففي الكلامِ هنا استعارةٌ تصريحيَّةٌ، حيث شُبّهَتْ النّظائرُ بالأخواتِ، واستُعيرَتْ للنّظائرِ على سبيلِ الاستعارةِ التَّصريحيَّةِ
وضابطُهَا: أن يُذكرَ المشبَّهُ به بخلافِ الاستعارةِ المكنيَّةِ فإنَّ ضابطَهَا أن يُذكرَ المشبَّهُ ويُطوَى ذكرُ المشبَّهِ به كما في قولِ الشَّاعرِ:
وإذا المنيَّةُ أنشَبَتْ أظفارَهَا ألـفـَيـْتَ كـلــَّ تـميـمةٍ لا تـنفـَعُ

حيثُ شبَّهَ المنيَّةَ بالسّبعِ تشبيهًا مضمرًا في النَّفسِ على سبيلِ الاستعارةِ بالكنايةِ، وطوى ذكرَ المشبّهِ به وهو السَّبعُ ورمزَ إليه بشيءٍ من لوازِمِه وهو الأظفارُ، لأنَّ الأظفارَ تلازمُ السّبعَ، وذكرُ النّشبِ ترشيحٌ.

(2) قوله: (فإنَّها تنصبُ المبتدأَ والخبرَ) ومحلُّ هذا إذا لم تُلغَ أو تُعلَّقْ.

- والإلغاءُ:إبطالُ العملٍ لفظاً ومحلاًّ.

- والتَّعليقُ:إبطالُ العملِ لفظًا وإبقاؤه محلاًّ بسببِ:

ما له صدرُ الكلامِ كما في قولِهِ تعالى: {لنعلَمَ أيُّ الحزبينِ أحصَى} فقولُهُ: (أيُّ الحزبينِ أحصَى) جملةٌ في محلِّ نصبٍ سدَّتْ مسدَّ مفعولي علمَ.

والإلغاءُ يكونُ بسببِ:
-توسّطِ العاملِ.

-أو تأخّرِهِ.

فمثالُ التّوسّطِ: (زيدٌ ظننتُ قائمٌ):

فزيدٌ: مبتدأٌ.

وظننْتُ: ملغاةٌ.

وقائمٌ: خبرٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ ظاهرةٍ.

والإعمالُ والإهمالُ في نحوِ هذا المثالِ على حدٍّ سواءٍ.

ومثالُ التّأخّرِ:

(زيدٌ قائمٌ ظننْتُ):

فزيدٌ: مبتدأٌ.

وقائمٌ: خبرُهُ.
وظننْتُ: ملغًى، والإهمالُ في نحوِ هذا المثالِ أرجحُ من الإعمالِ.

(3) قوله: (وهي ظننْتُ إلخ):

والحاصلُ أنَّ منها
ما يفيدُ تحقّقَ المفعولِ الثَّاني.
ومنها ما يفيدُ ترجيحَهُ.
ومنها ما يفيدُ التَّصييرَ والانتقالَ.
ومنها ما يفيدُ حصولَ النّسبةِ في السّمعِ.


فما يفيدُ التّحقّقَ من هذه الأفعالِ: رأَى، وعَلِمَ ووَجَدَ،
كما في قولِ الشَّاعرِ:

رأيتُ اللهَ أكبرَ كلِّ شيءٍ محـاولةً وأكثرَهُم جنودَا


- ومثالُ علم قولُهُ:

علمْتُ التُّقى والجودَ خيرَ تجارةٍ

ومثالُ ما يفيدُ ترجيحَ وقوعِ المفعولِ الثَّاني قولُكَ:

(ظننْتُ زيدًا قائمًا)، والمعنى أنَّ قيامَ زيدٍ أرجحُ من عدمِهِ.

- وكذا قولُهُ: حسبتُ كما في قولِكَ: (حسبتُ زيدًا صديقًا).

- وخِلْتُ، تقولُ: (خِلْتُ عمرًا قائمًا)، وأصلُهُ: خيلْتُ بياءٍ تحتيَّةٍ بعد الخاءِ، فنُقِلَتْ حركةُ الياءِ إلى الخاءِ بعد سلبِ حركتِهَا وهي الفتحةُ، فالتقى ساكنان الياءُ واللامُ، فحُذِفَتِ الياءُ لالتقاءِ السّاكنين، فصار خِلْتُ.

وكذلك زعمَ كقولِ الشَّاعرِ:

زعَمَتْنِي شيخًا ولستَ بشيخٍ إنَّمـا الـشَّيـخُ مــن يــُدِبُّ دبيـبَا

فالياءُ: مفعولٌ أوَّلٌ.

وشيخًا: مفعولٌ ثانٍ.

- وكذلك اتَّخذَ،تقولُ: (اتّخذْتُ زيدًا صديقًا).

قوله: (وجعلْتُ) هذا مثالُ ما يفيدُ التَّصييرَ والانتقالَ كقولِكَ: (جعلْتُ الطّينَ إبريقًا).

قوله: (وسمعْتُ) هذا مثالُ ما يفيدُ نسبةَ السّمعِ كـ (سمعْتُ النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- يقولُ).

فلفظُ النّبيَّ: مفعولٌ أوَّلٌ.

ويقولُ: فعلٌ مضارعٌ، وفاعلُهُ مستترٌ جوازاً تقديرُهُ هو.

والجملةُ في محلِّ نصبٍ مفعولٌ ثانٍ.

وهذا على رأي المصنِّفِ، والصَّحيحُ:
أنَّ سمعَ إذا دخلَ على ما لا يسمعُ ينصبُ مفعولين على الرَّاجحِ.
وأمَّا إذا دخل على ما يسمعُ فينصبُ مفعولاً واحدًا باتّفاقٍ).

هيئة الإشراف

#5

7 Nov 2008

شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي


قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): ( (1) ثم أَخَذَ يَتَكَلَّمُ على القِسمِ الثالثِ بقولِهِ: (وأمَّا):
الواوُ: للاستئنافِ، أوْ حرفُ عطفٍ.
أمَّا:حرفُ شَرْطٍ وتَفصيلٍ.
(ظَنَنْتُ): مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ رفعٍ.
(وأخواتُها): معطوفٌ على ظَنَنْتُ، والمعطوفُ على المرفوعِ مرفوعٌ.
وأخواتُ:مُضَافٌ
والهاءُ: مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(فإنَّها): الفاءُ: واقعةٌ في جوابِ أَمَّا. وإنَّ: حرفُ توكيدٍ ونصبٍ تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.
والهاءُ: اسْمُها مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ نَصْبٍ. (تَنْصِبُ): فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
وفاعلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ يعودُ على ظَنَنْتُ وأخواتِها.
(المبتدأَ): مفعولٌ لـِ تَنْصِبُ منصوبٌ بفتحةٍ ظاهرةٍ، إنْ قُرِئَ بالهمزةِ، ومُقَدَّرَةٍ على الألِفِ، إن قُرِئَ بالألِفِ.
(والخبرَ): معطوفٌ على المبتدأَ، والمعطوفُ على المنصوبِ منصوبٌ.
(على): حرفُ جَرٍّ.
(أنَّهُما): أنَّ بفتحِ الهمزةِ: حرفُ توكيدٍ ونصبٍ تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.

والهاءُ: اسْمُها مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ نَصْبٍ.


والميمُ: حرفُ عِمَادٍ.

والألِفُ: حرفٌ دالٌّ على التثنيَةِ. (مفعولانِ): خبرُ أنَّ مرفوعٌ بالألِفِ؛ لأنَّهُ مُثَنًّى.


والنونُ: عِوَضٌ عن التنوينِ في الاسمِ المفرَدِ.

وأنَّ واسمُها وخبرُها في تأويلِ مَصْدَرٍ مجرورٍ بـ على، و على ومجرورُها: مُتَعَلِّقَانِ بـ تَنْصِبُ.

و (لها): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ في مَحَلِّ رفعٍ نعتٌ لـ مفعولانِ.

وجُملةُ تَنْصِبُ المبتدأَ والخبرَ: في مَحَلِّ رفعٍ خبرُ أنَّ.

وجُملةُ فإنَّها تَنْصِبُ.. إلى آخِرِهِ، في مَوْضِعِ رَفْعٍ خبرُ المبتدأِ، وهوَ ظَنَنْتُ.

وجُملةُ المبتدأِ والخبرِ جوابُ الشرطِ، وهوَ أَمَّا.

ثُمَّ ذَكَرَ مِنْ ذلكَ عَشَرَةَ أفعالٍ:

أَرْبَعَةٌ منها:تُفيدُ تَرجيحَ وُقوعِ المفعولِ الثاني.

وثلاثةٌ منها:تُفيدُ تَحَقُّقَ وُقوعِهِ.

واثنان منها: يُفيدانِ التَّصْييرَ والانتقالَ مِنْ حالةٍ إلى حالةٍ أُخْرَى.

وواحدٌ منها:يُفيدُ حُصولَ النِّسْبَةِ في السَّمْعِ.

(2) وقدْ ذَكَرَها على هذا الترتيبِ فقالَ:

(وهيَ): الواوُ: للاستئنافِ.

هيَ: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.

(ظَنَنْتُ) وما عُطِفَ عليها: خبرُ المبتدأِ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ رفعٍ.

(وحَسِبْتُ): معطوفٌ على ظَنَنْتُ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ رفعٍ.

(وخِلْتُ، وزَعَمْتُ، ورَأَيْتُ، وعَلِمْتُ، ووَجدْتُ، واتَّخذْتُ، وجَعَلْتُ، وسَمِعْتُ): معطوفاتٌ أيضًا على ظَنَنْتُ مَبْنِيَّاتٌ على الضَّمِّ في مَحَلِّ رفعٍ.

(3) ثمَّ ذَكَرَ بعضَ الأمثلةِ بقولِهِ

(تقولُ): فعلٌ مُضَارِعٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ.وفاعلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ وجوبًا تقديرُهُ أنتَ.

(ظَنَنْتُ زيدًا مُنْطَلِقًا).

وإعرابُهُ:

ظَنَّ: فعلٌ ماضٍ.والتاءُ: ضميرُ المتكلِّمِ فاعلٌ.

وزيدًا: مفعولُهُ الأوَّلُ.

ومُنْطَلِقًا: مفعولُهُ الثاني، مَنصوبانِ بالفتحةِ الظاهرةِ.

(و) تقولُ في مثالِ خالَ:(خِلْتُ الهلالَ لائحًا).

وإعرابُهُ:

خالَ: فعلٌ ماضٍ.

والتاءُ: ضميرُ المتكلِّمِ فاعلُهُ.

والهلالُ: مفعولُهُ الأوَّلُ منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ.

ولائحًا: مفعولُهُ الثاني منصوبٌ أيضًا بالفتحةِ الظاهرةِ.

وأَصْلُ خِلْتُ: خَيِلْتُ بفتحِ الخاءِ وكسْرِ الياءِ، نُقِلَتْ كسرةُ الياءِ إلى الخاءِ بعدَ سَلْبِ حركةِ الخاءِ، فَالْتَقَى سَاكِنَانِ: اليَاءِ واللاَّمِ، فحُذِفَت الياءُ لالتقاءِ الساكنيْنِ.

وأشارَ إلى بَقِيَّةِ الأمثلةِ بقولِهِ:

(وما): الواوُ: حرفُ عطفٍ.

وما: اسمٌ موصولٌ بمعنى الذي مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ نَصْبٍ على جُمْلَةِ: (ظَنَنْتُ زيدًا مُنطلِقًا) بكونِها مقولَ القولِ.

(أَشْبَهَ): فعلٌ ماضٍ.

(ذلكَ): ذا: اسمُ إشارةٍ مفعولٌ بهِ لـ أَشْبَهَ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ نَصْبٍ.

واللامُ: للبُعْدِ.

والكافُ: حرفُ خِطَابٍ.

يَعْنِي أنَّ ما أَشْبَهَ هذَيْنِ المثاليْنِ مِنْ بَقِيَّةِ الأمثلةِ يُقاسُ على هذَيْنِ المثاليْنِ.

فمِثالُ زَعَمَ: (زَعَمْتُ بَكْرًا صَديقًا).

وإعرابُهُ:

زَعَمَ: فعلٌ ماضٍ.

والتاءُ: فاعلٌ.

وبَكْرًا: مفعولُهُ الأوَّلُ.

وصَدِيقًا: مفعولُهُ الثاني.

ومِثالُ حَسِبَ:(حَسِبْتُ الحبيبَ قادمًا).

وإعرابُهُ:

حَسِبْتُ:فعلٌ وفاعلٌ.

الحبيبَ: مفعولُهُ الأوَّلُ.

وقادمًا: مفعولُهُ الثاني.

وهذهِ هيَ الأربعةُ التي تُفيدُ ترجيحَ وقوعِ المفعولِ الثاني.

ومِثالُ رَأَى:(رَأَيْتُ الصِّدْقَ مُنْجِيًا).

وإعرابُهُ:

رأيْتُ:فعلٌ وفاعلٌ.

والصدْقَ:مفعولُهُ الأوَّلُ.

ومُنْجِيًا:مفعولُهُ الثاني.

ومِثالُ عَلِمَ: (عَلِمْتُ الْجُودَ مَحبوبًا).

وإعرابُهُ:

عَلِمْتُ: فعلٌ وفاعلٌ.

والجودَ: مفعولُهُ الأوَّلُز

ومحبوبًا: مفعولُهُ الثاني.

ومِثالُ وَجَدَ:(وَجَدْتُ العلمَ نافعًا).

وإعرابُهُ:

وَجَدْتُ: فعلٌ وفاعلٌ.

والعلمَ: مفعولُهُ الأوَّلُ.

ونافعًا: مفعولُهُ الثاني.

وهذهِ هيَ الثلاثةُ التي تُفيدُ تَحقيقَ وُقوعِ المفعولِ الثاني.

ومِثالُ اتَّخَذَ:(اتَّخَذْتُ بَكْرًا صَديقًا).

وإعرابُهُ:

اتَّخَذْتُ: فعلٌ وفاعلٌ.

وبَكْرًا: مفعولُهُ الأوَّلُ.

وصَديقًا: مفعولُهُ الثاني.

ومِثالُ جَعَلَ:(جَعَلْتُ الطِّينَ إِبْريقًا).

وإعرابُهُ:

جَعَلْتُ:فعلٌ وفاعلٌ.

والطِّينَ:مفعولُهُ الأوَّلُ.

وإِبريقًا:مفعولُهُ الثاني.

وهذانِ هما اللَّذَانِ يُفيدانِ التَّصْيِيرَ والانتقالَ مِنْ حالةٍ إلى حالةٍ أُخْرَى.

ومِثالُ سَمِعَ:(سَمِعْتُ النبيَّ يَقولُ).

وإعرابُهُ:

سَمِعْتُ: فعلٌ وفاعلٌ.

والنبيَّ: مفعولُهُ الأوَّلُ.

ويَقولُ: فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ، وفاعلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ يعودُ على النبيَّ.

والجملةُ مِن الفعلِ والفاعل في مَحَلِّ نَصْبٍ هيَ المفعولُ الثاني لـ سَمِعْتُ.

وهذا على رَأْيِ أبي عَلِيٍّ الفارسيِّ في قولِهِ: (إنَّ سَمِعَ إذا دَخَلَتْ على ما لا يُسْمَعُ تَعَدَّتْ لاثنَيْنِ).

وهوَ رأيٌ ضعيفٌ جَرَى عليهِ الْمُصَنِّفُ.

والْمُعْتَمَدُ عندَ الْجُمهورِ أنَّ جُمْلَةَ يَقولُ في مَوْضِعِ نَصْبٍ في الحالِ مِن النبيَّ؛ لأنَّ جميعَ أفعالِ الحوَاسِّ التي هيَ: سَمِعَ، وذَاقَ، وأَبْصَرَ، ولَمَسَ، وشَمَّ؛ لا تَتَعَدَّى إلاَّ إلى مفعولٍ واحدٍ.

وهذا هوَ الذي يُفيدُ حُصولَ النِّسبةِ في السَّمْعِ.

وهذا القِسْمُ -أَعْنِي ظَنَّ وأخواتِها- ذُكِرَ في المرفوعاتِ استطرادًا لِتَتْمِيمِ بَقِيَّةِ النواسخِ، وإلاَّ فحَقُّهُ أن يُذْكَرَ في المنصوباتِ).

هيئة الإشراف

#6

7 Nov 2008

شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)


قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (أما ظننت وأخواتها فإنها تنصب المبتدأ والخبر،

وقلنا ما دامت تنصب المبتدأ والخبر فإن إدخالها في المرفوعات إنما هو استطراد وإلا ليست منها؛ لكي يكمل النواسخ ما دام بدأ بذكر بعضها، تنصب المبتدأ والخبر على أنهما مفعولان لها وهي: (ظننت، وحسبت، وخلت، وزعمت، ورأيت، وعلمت، ووجدت، واتخذت، وجعلت، وسمعت) أفعال هذا الباب أكثر من هذا بكثير.

وهي أيضاً نوعان:

- أفعال قلوب.

-وأفعال تصيير.

والمؤلف ذكر من أفعال التصيير فعلاً أو فعلين، وذكر من أفعال القلوب أيضاً بعضها ولم يذكرها كاملةً، وهي كثيرة جدّاً، والباب فيها واسع، باب أفعال التصيير كأفعال الشروع باب واسع، يوصلها بعض العلماء إلى أعداد كبيرة.

نحن نأخذ هذه الأفعال التي ذكرها.

أولاً هذه الأفعال كما ترون تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما معاً، الأول على أنه مفعول أول، والثاني على أنه مفعول ثان لها.

بماذا تختلف عن باب (كان) و(إن)؟

أن (كان) و(إن) تعملان في المبتدأ والخبر، وهذه تعمل في المبتدأ والخبر أيضاً، لكنها قبلهما ترفع فاعلاً، ففي قولك: (ظننتُ محمداً قائماً)، التاء هنا ضمير مبني على الضم في محل رفع فاعل، ومحمداً مفعول أول، وقائماً مفعول ثان.

هذه الأفعال وهي ظن وأخواتها تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر، ولا بد من هذا القيد،لماذا؟

احترازاً من باب آخر ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر:

فالباب الذي ينصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر

هو الذي يسمى باب ظنّ.

والباب الذي ينصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر

هو الذي يسمى باب أعطى وكسا.

فظن وأخواتها وأعطى وأخواتها يتفقان في نصب مفعولين، لكن مفعولي (ظن) وأخواتها مما أصله المبتدأ والخبر، أما مفعولا (أعطى) وأخواتها فإنه ليس أصلهما المبتدأ والخبر.

فإذا جئت لـ(محمدٌ قائمٌ)، تستطيع أن تسلط عليها (ظن)، ولكن لا تستطيع أن تسلط عليها (أعطى)، فتقول: (ظننت محمداً قائماً)، ولا تستطيع أن تدخل عليها(أعطى) بحال من الأحوال؛ لأن أعطى تنصب مفعولين ليس أصلهما المبتدأ والخبر، تقول: (أعطيت الفقير درهماً)، المفعول الأول (الفقير) والمفعول الثاني (درهماً).

هل يمكن أن تركب منهما مبتدأ وخبراً؟

لا يصح أن تقول: (الفقير درهمٌ).

ويتفقان في: أنهما يرفعان فاعلاً قبل أن يصلا إلى نصب المفعولين.

إذا نظرنا إلى معاني هذه الأفعال التي ذكرها المؤلف وجدنا أنها على فئات، وهي مرتبة بحسب فئاتها.

فانظر للأربعة الأولى وهي (ظننت وحسبت وخلت وزعمت) تجد أن هذه الأربعه الأولى تشكل فئة من حيث المعنى، وهي أنها أفعال تدل على الرجحان، تدل على أن الشيء الذي بعدها أمر راجح وليس يقيناً، يعني فرق بين أن تقول: (علمت زيداً قائماً)، وأن تقول: (ظننت زيد قائماً).

(علمت) تفيد اليقين، لكن ظننت يعني ظن يترجح عندي أنه قائم.

فالفئة الأولى

-الأربعة الأولى- تفيد الرجحان أو الترجيح وهي:

(ظننت)، ومثلها (حسبت) أيضاً ومثلها (خِلْت).

(خلت) بمعنى (ظننت)، (خلت محمداً مسافراً فتبين لي أنه ليس مسافراً).

و(زعمت) كذلك، (زعمت محمداً صديقاً ولكن فيما بعد تبين أنه ليس كذلك)

فالأربعة الأولى وهي: (ظننت، وحسبت، وخلت، وزعمت)، تفيد الرجحان أو الترجيح، أي أن ما بعدهما أمره راجح وليس بأكيد.

والثلاثة التى بعدها تعد فئةً ثانية

وهي: (رأيت، وعلمت، ووجدت).

(وجدت) هنا المراد بها: وجد التي بمعنى (علم)، التي تنصب مفعولين، وليس وجد بمعنى حصل على الشيء، يعني فقدت المفتاح؛ تقول: (وجدت المفتاح)، (وجدت المفتاح) هذه ليست هي التى تنصب مفعولين، وإنما التى تنصب مفعولين هي (وجد) التى بمعنى (علم)، تقول مثلاً: (وجدت العلم نافعاً) و(وجدت الاجتهاد موصّلاً إلى بَرِّ الأمان)، و(وجدت السهر ضارّاً) يعني: (علمت)، فـ(وجد) هنا التي من هذا الباب هي التي بمعنى (علم)، مثلها في المعنى ومثلها في العمل.

وكذلك (رأى) ليس المراد منها رأى البصرية، رأى بالعين، كما إذا قلت: (رأيت الهلال)، (رأيت الهلال) هنا هذه رأى بصرية ليست هي التي تنصب مفعولين.

وإنما التي تنصب مفعولين هي: (رأى) التى بمعنى (علم)، مثل إذا قلت: (رأيت العلم نافعاً)، يعني علمته كذلك بعد تجربة وبعد معايشة.

وكما في قول الشاعر:

رأيـت الـلــه أكـبـر كـل شيء ...............

(رأيت الله)

أي علمت الله سبحانه وتعالى:

........أكبر كل شيء محــاولــة

وأكــثـرهـم جنوداً

فهذه الثلاثة وهي:

(رأى، وعلم، ووجد) تشكل الفئة الثانية، وهي أفعال العلم.

الفئة الأولى:

الأربعة الأولى أفعال الظن والرجحان.

الفئة الثانية هي:

أفعال العلم واليقين.

الفئة الثالثة وهي:

(اتخذتُ، وجعلت).

اتخذت، وجعلت، ما معناها هنا؟

معنى صيرتُ هي (اتخذ) التى بمعنى (صيَّر)، و(جعل) التى بمعنى (صير)؛ لأن هناك (جعل) أخرى في أفعال الشروع، (جعل) يعني: (جعل) الرجل يتكلم، أي أخذ يتكلم، وشرع في الكلام، (جعل) هنا التي تنصب مفعولين هي التي بمعنى صيَّر تقول: (جعلت الطين إبريقاً)، أي صيرت الطين إبريقاً، (جعلت سعف النخل حصيراً)، أي صيرته حصيراً، هذه هي المراد.

و(اتخذ) هي التى بمعنى (صير) تقول: (اتخذت محمداً صديقاً) أي صيرته وجعلته صديقاً لي، قال تعالى:{واتخذ الله إبراهيم خليلا} فاتخذ التى بمعنى صير وجعل هي التي تنصب مفعولين.

فالفئة الثالثة هي: أفعال التصيير، وهي اكتفى منها المؤلف هنا: بـ(اتخذ، وجعل) وإلا فإنها في بعض كتب المطولات أكثر من ذلك.

والفعل الأخير -فيما أعلم- انفرد المؤلف بذكره، لم يذكره أكثر العلماء الذين تعرضوا لأفعال هذا الباب، لم يوردوا (سمع) ضمن أفعال هذا الباب، وهو مما انفرد به المؤلف فيما أعلم.

الأمثلة:

تقول: (ظننتُ زيداً قائماً)، (رأيت عمراً شاخصاً)، (حسبت عليّاً مسافراً)، (خلت محمداً مقيماً)، (زعمت عليّاً أخاً)، (رأيت العلم نافعاً)، (علمت المثابرة مثمرة)، (وجدت القراءة نافعةً)، (اتخذت محمداً صديقاً)، (جعلت الطين إبريقاً)، (وسمعت محمداً يقرأ).

فقلت لكم إن

(سمع) استخدامها قليل في هذا ويعني انفرد بها المؤلف عن غيره.

هذا خلاصة ما ذكره المؤلف في هذا، وأحكام هذا الباب واسعة جدّاً.

وأفعال هذا الباب تعمل هذا العمل

بشرط أن لا يدخلها ما يسمى بالإلغاء أو التعليق، هناك حكمان يتسلطان على أفعال القلوب من هذا الباب، وهاذان الحكمان هما ما يسمى بالإلغاء والتعليق.

الإلغاء والتعليق ما هما؟

الإلغاء:

هو إبطال العمل لفظاً ومحلاًّ.

بسبب توسط الفعل أو تأخره، إذا قلت مثلاً:

(ظننت محمداً قائماً)، عملت حينئذٍ (ظنّ) فإذا قلت: (محمداً ظننت قائماً) فيحسن أن تلغي العمل حينئذٍ فتقول: (محمدٌ ظننت قائمٌ)، ويجوز لك الإعمال لكن الإهمال أكثر.

ومثله لو تأخر العامل نهائيّاً فقلت: (محمداً قائماً ظننت) فالإهمال أكثر حينئذٍ، فينبغى أن تقول: (محمدٌ قائمٌ ظننت)، فهذه الأفعال تعمل ما لم يحصل فيها الإلغاء، وهو إبطال العمل لفظاً ومحلاًّ بسبب توسط العامل، أو تأخره، أو يحصل لها التعليق.

التعليق: هو إبطال عملها في اللفظ، لكنها عاملة في المحل.

والتعليق سببه هو:

أن يعترض بينها -بين هذا الفعل وبين معموليه- شيء من الحروف التى لها صدر الكلام، كـ (لام) الابتداء وما النافية ونحوها.

هذا خلاصة الحديث في أفعال هذا الباب.

وهناك أيضاً أحكام أخرى حول جواز حذف المفعولين أو حذف أحدهما اختصاراً أو اقتصاراً، ولكن نكتفى بما ذكره المؤلف.

[خلاصة]

الشيخ:

انتهينا من الحديث عن النواسخ بأنواعها، بأبوابها الأربعة:

باب: كان وأخواتها.

وباب: أفعال المقاربة، والرجاء والشروع، وهي تكاد تكون ملحقة بكان أي أنها تعمل عملها.

والباب الثالث: باب (إنَّ) وأخواتها.

والباب الرابع: باب ظن وأخواتها.

والأبواب الثلاثة الأولى ينطبق عليها ما أدخلها المؤلف تحته، وهو أبواب المرفوعات لأنها تشتمل على مرفوع إما اسمها أو خبرها، أما الباب الرابع وهو باب ظن وأخواتها فإنه لا يشتمل على مرفوع جديد، لأن المرفوع الأول الذي فيه هو الفاعل وسبق الحديث عن بابه، وأما المفعولان اللذان أصلهما المبتدأ والخبر فهما منصوبان، والحديث عنهما كما قلنا لا يندرج تحت باب المرفوعات، وإنما ذكر المؤلف هذا الباب استطراداً، ليتم الحديث عن أبواب النواسخ.

هذه الأفعال وهي ظن وأخواتها تدخل على المبتدأ والخبر فتنصبهما على أنهما مفعولان لها، المبتدأ مفعولها الأول، والخبر مفعولها الثاني.

وقلنا إن هناك أفعالاً تنصب مفعولين ولكن ليس أصلهما المبتدأ والخبر وهو ما يعرف بباب أعطى وكسى، وأن باب ظن وأخواتها تعمل هذا العمل باستمرار ما لم يعرض لها أو إحدى أخواتها ما يسمى بالإلغاء أو التعليق.

الإلغاء هو إبطال العمل لفظاً ومحلا بسبب توسط العامل بين المفعولين أو تأخره عنهما معاً، كما إذا قلت في: (ظننت زيداً قائماً) لو وسطت العامل فقلت: (زيداً ظننت قائماً).

أو أخرته فقلت:

(زيداً قائماً ظننت)؛ فإن العامل هنا الراجح فيهالإلغاءأي إبطال العمل لفظاً ومحلا.

فتقول: (زيدٌ ظننتُ قائمٌ).

وتقول: (زيدٌ قائمٌ ظننت)، ولو أعملت لجاز لكن الإعمال ضعيف، وإن كان الإعمال في العامل المتأخر أضعف منه في العامل المتوسط، يعني أن الإلغاء هو الأولى في نحو قولك: (زيدٌ ظننتُ قائمٌ)، والإعمال لا بأس به فتقول: (زيداً ظننتُ قائماً).

ولو أخرت العامل فقلت: (زيدٌ قائمٌ ظننت)، فإن الإلغاء حينئذٍ أرجح بلا شك، ولو أعملته فقلت: (زيداً قائماً ظننتُ)، لكان جائزاً لكنه قليل، وإن كان إعمال المتوسط على قلته أقوى من أعمال المتأخر هذا هو الإلغاء.

أما

التعليق: فهو إبطال العمل لفظاً فقط مع بقائه في المحل، يعني أن العامل وهو (ظننت) وأخواتها بسبب التعليق لا تحدث أثر ظاهراً في المعمولين، وإنما أثر مقدر خفي، الجملة هذه تعرب مبتدأ وخبراً، أو تعرب أي شيء آخر، ثم تقول بعد ذلك وهي في محل نصب، مفعولي ظننت، أو سدت مسد مفعولي (ظننت)، إذاً (ظننت) مازال عاملاً في هذين المعمولين، لكنه عملاً ليس في اللفظ وإنما في المحل..

ما الدليل على أنه عاملٌ في المحل؟

ما دمنا لم نر عملاً في اللفظ فما الذي دلنا على أنه عمل في المحل؟

الدليل على أن العمل باق في المحل:

أنك لو عطفت لنصبت المعطوف مراعاة لأنك عطفته على منصوب محلا…

ما سبب التعليق؟

قلنا

إن الإلغاء سببه توسط العامل أو تأخره.

أما التعليق فسببه اعتراض شيء من الحروف التي لها صدر الكلام بين العامل والمعمولين.

إذا اعترض حرفٌ من الحروف التى لها صدر الكلام بين العامل وبين المعمولين فإنه حينئذٍ يبطل العمل في اللفظ فقط، ويبقى العمل في المحل، أي يبقى العمل مخفيّاً داخليّاً ولا يلغى نهائيّاً.

وقلنا إن الإلغاء لا يوجب إبطال العمل، وإنما يرجحه، فلك أن تعمل مع توسط العامل أو تأخره.

أما التعليق فإنه يوجب إبطال العمل لفظاً.

الفرق بين الإلغاء

والتعليق:

- أن

الإلغاء: مجوز

- والتعليق: موجب لإبطال العمل في اللفظ دون المحل.

الأشياء التي تعترض بين العامل والمعمول

مثل:

(ما) النافية، ومثل (لام الابتداء)، ومثل (لا) النافية ومثل (همزة الاستفهام)، وغيرها.

مثلاً لو قلت: (علمت زيداً قائماً)، هنا عملت، فإذا أدخلت لام الابتداء فقلت: (علمت لزيد قائم)، بطل العمل في اللفظ حينئذٍ، ووجب أن ترفع المعمولين في اللفظ فقط، لكنك عندما تعرب تقول:

(علمت) فعل وفاعل.

(اللام):

 لام الابتداء.

(زيد) مبتدأ.

(قائم) خبر، والجملة سدت مسد مفعولي (علم)؛ لأن علم عاملة وتحتاج إلى مفعولين.

وبدليل أنك لو عطفت لقلت: (وعمراً) ولا تقل: (وعمرٌ).

ويستشهدون على ذلك بقول الشاعر، وأظنه

كُثَيِّر عزة، وهو: كثير بن عبد الرحمن المشهور بكثير عزة، فأي شعر يأتى ويرد فيه اسم عزة ينسب إلى كُثير، وأي شيء يرد فيه اسم ليلى؛ ينسب إلى قيس بن الملوح المسمى بالمجنون، قوله:

وما كنتُ أدري قبل عزَّةَ ما البكى ولا مـوجـعـاتِ القلبِ حتـى تولتِ

(وما كنت أدري)،

الفعل أدري وهو من أفعال العلم، مثل أعلم، (قبل عزة ما البكى) ما كنت أدرى قبل عزة (ما البكى ولا موجعات القلب حتى تولت) فهنا (ما البكى) كما ترون جملة اسمية سدت مسد مفعولي (أدري) أو (درى) وبطل العمل لفظاً، وبقي محلا.

والدليل على بقائه محلا: أنه عطف فقال: (ولا موجعاتِ القلب) ولم يقل: (ولا موجعاتُ) وإنما قال: (ولا موجعاتِ) فنصبه بالكسرة بدل الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، هذا خلاصة التعليق.

بقيت إشارة،

وهي أن كان وأخواتها في هذا الباب أفعال ناقصة، يعني لا تكتفي بمرفوعها، وإنما ترفع مرفوعاً وتنصب منصوباً، اسماً وخبراً، أفعال هذا الباب أو بعض أفعال هذا الباب، وهي كان وأخواتها قد تستعمل تامة، تستعمل تامة مكتفية بمرفوعها، أي أنها تحتاج إلى فاعل، فتخرج عن هذا الباب وتصبح كبقية الأفعال التي ترفع فاعلاً.

فمثلاً (كان) إذا كانت بمعنى (وجد) أو كانت بمعنى: (حصل) فهي تامة، ليست كان الناقصة التي: كان فلان كذا.

أما التامة

التي بمعنى (وجد) هي التي تقول: كان كذا، يعني: حصل كذا، يعني انتهى الأمر، كما في قوله تعالى: {وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة} كان هنا لا تحتمل إلا أن تكون تامة، لأن بعدها مرفوع وهو ذو، أي إن وجد ذو عسرة فأنظروه إلى أن ييسر الله عليه.

ما الذي يمنع أن تكون (كان) ناقصة وأن اسمها ضمير مستتر يعود إلى شيء متقدم؟

أي إن كان هذا المدين أو نحو ذلك ذو عسرة.

ما الذي يمنع من هذا؟

يمنع منه أن (ذو) جاءت مرفوعة، الذي يريد أن يجعلها ناقصة ويجعل اسمها ضميراً يعود إلى المدين المتقدم، لو كان كذلك لكانت: وإن كان هو -أي المدين- ذا عسرة، لو كانت "ذا عسرة" لصارت ناقصة واسمها مقدر، لكن الآية: (وإن كان ذو عسرة) أي: إن وجد ذو عسرة.

أيضاً كما في قوله تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول له كن فيكون} هذه الآن تامة، ليست ناقصة، ما تحتاج إلى اسم وخبر، (كن فيكون) أي يأمره بالحصول فيحصل، (كن فيكون)، ليس يكون كذا وكذا، وإنما يكون أي يوجد ويحصل فقط، هذه تامة.

كذلك لو أخذنا الأفعال أغلبها لوجدناها بهذا الشكل، أصبح مثلاً إذا قلت أصبح فلان كذا، يعني على حالة معينة هذه هي الناقصة.

لكن إذا قلت مثلاً: (أصبحنا وأصبح الملك لله)، (أصبحنا) أي: جاءنا الصباح، {فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون} أي حين يدخل عليكم المساء وحين يدخل عليكم الصباح، ليس حين تمسون على هيئة كذا أو حين تصبحون على هيئة كذا حتى تكون ناقصة، وإنما هي كذلك، تقول: أمسى مثلاً..تقول: (أمسى الدجاج) يعني نام بمجرد ما يأتيه المغرب، لست تريد أمسى على هيئة معينة حتى تكون ناقصة.

كذلك (بات) إذا كانت بات على هذه الهيئة فهي الناقصة، أما إذا قلت بات محمد أي نام، فهذه تامة.

وكذلك

(دام)، ما دام هذه لا تكون ناقصة إلا في هذه الهيئة، هذه الهيئة التي تسبق فيها بما المصدرية الظرفية وبصيغة الماضي فقط، لكن قد يأتي فعل (يدوم) كما قال أحد الإخوة، يقول:

هذه الدار لا تُبقي على أحد ولا يـدوم عـلى حال لها حال

هذه ليست ناقصة، هذه تامة، من دام يدوم، هذه تامة، مصدر دام التامة، فلا تقول: إن دام هنا متصرفة؛ لأنه جاء منها الدوام، الدوام هذه غير (مادام) التى معنا.

كذلك (ما زال).

زال لها ثلاثة معان:

زال التي ماضيها يزال، ما زال وما يزال، هذه التي معنا، الناقصة.

- أما

زال بمعنى: (ماز): يعني زال الكتب عن الدفاتر، يعني ميز هذه عن هذه، فهذه ماضيها يزيل، يعني: يميز، زل الماعز عن الضأن، يعني ميز هذه من هذه، هذه زال يزيل ليست هي الناقصة.

- أو كذلك

زال يزول، (زالت الشمس)، (لا تزول هذه البقعة إلا بغسل شديد)، هذه من زال يزول، ليست هي الناقصة، الناقصة هي: زال التي مضارعها يزال.

فإذاً ليس كلما وجدتم فعل (يزال) أو فعل من (دام) أو فعل من (أصبح) أو فعل من (أمسى) تقول: أين اسمها أين خبرها؟

يعني لا تكون ناقصة باستمرار، وإنما هذه الأفعال يعرض لها التمام ويعرض لها النقصان).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#7

7 Nov 2008

العناصر

(ظن) وأخواتها
سبب إيراد ظن وأخواتها في باب المرفوعات
أفعال هذا الباب نوعان:
النوع الأول: أفعال القلوب
النوع الثاني: أفعال التصيير
عدد أفعال هذا الباب:
1- ظننت
2ـ حسبت
3ـ خلت
4ـ زعمت
5ـ رأيت
6ـ علمت
7ـ وجدت
8 ـ اتخذت
9 ـ جعلت
10ـ سمعت
بيان عمل (ظن) وأخواتها
(ظن) وأخواتها تنصب مفعولين أصلهما المبتدأ والخبر؛ بخلاف باب أعطى وكسا
مانع عمل (ظن) وأخواتها أمران:
الأمر الأول: الإلغاء
معنى الإلغاء: هو إبطال العمل لفظاً ومحلاً
سبب الإلغاء: هو توسط الفعل أو تأخره
مثال التوسط: (محمدٌ ظننت قائمٌ)
مثال التأخر: (محمدٌ قائمٌ ظننت)
الأمر الثاني: التعليق
معنى التعليق: هو إبطال عملها في اللفظ، لكنها عاملة في المحل
سبب التعليق هو: أن يعترض بين الفعل ومعموليه شيء من الحروف التي لها صدر الكلام
الأشياء التي تعترض بين العامل والمعمول مثل:
1ـ (ما) النافية
2ـ (لام الابتداء)
3ـ (لا) النافية
4ـ (همزة الاستفهام)، وغيرها
أقسام أفعال (ظن) وأخواتها من حيث المعنى:
القسم الأول: يفيد ترجيح وقوع الخبر
أفعال القسم الأول أربعة وهي: (ظننت، وحسبت، وخلت، وزعمت)
مثال ما يفيد الرجحان: (ظننت زيداً قائماً)
القسم الثاني: يفيد اليقين وتحقيق وقوع الخبر،
أفعال القسم الثاني ثلاثة وهي: (رأيت، وعلمت، ووجدت)
مثال ما يفيد التحقيق: (علمتُ التقى والجود خيرَ تجارةٍ)
تنبيه: (وجدت) هنا بمعنى (علم) التي تنصب مفعولين وليست بمعنى حصل على الشيء
تنبيه: (رأى) هنا ليست بمعنى رأى البصرية، وإنما بمعنى رأى العلمية
القسم الثالث: يفيد التصيير والانتقال
أفعال القسم الثالث هي: (اتخذ، وجعل)
مثال ما يفيد التصيير: (اتخذت زيداً صديقاً)
القسم الرابع: يفيد النسبة في السمع
وهذا القسم له فعل واحد وهو:(سمعت)
مثال ما يفيد النسبة في السمع: (سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول)
فائدة: (سمع) إذا دخل على ما لا يسمع نصب مفعولين على الراجح، وإذا دخل على ما يسمع نصب مفعولاً واحداً باتفاق
بيان أن أفعال هذا الباب تامة، وأن ما تصرف منها يعمل عملها
وجه الاختلاف بين باب (ظن) وأخواتها وباب (إن) و(كان) من جهة العمل
فوائد:
فائدة: في قول النحويين (ظننت وأخواتها) استعارة تصريحية
ضابط الاستعارة التصريحية: أن يذكر المشبه به

ضابط الاستعارة المكنية: أن يذكر المشبه ويطوى ذكر المشبه به

عبد العزيز بن داخل المطيري

#8

7 Nov 2008

الأسئلة

س1: مَا الذي تعملُهُ (ظننت وأخواتُهَا)؟
س2: إلَى كمْ قسْمٍ تَنْقَسِمُ أخواتُ (ظننْتُ)؟
س3: هاتِ ثلاثَ جُمَلٍ مكوَّنةٍ مِن مبتدأٍ وخبرٍ بحيْثُ تكونُ الأولى مِن مبتدأٍ ظاهرٍ وخبرٍ جملةٍ فعليَّةٍ، والثَّانِيَةُ مِن مبتدإٍ ضميرٍ لجماعةِ الذّكورِ
وخبرٍ مُفْرَدٍ، والثَّالِثَةُ مِن مبتدأٍ ظاهرٍ وخبرٍ جملةٍ اسميَّةٍ، ثُمَّ أدْخِلْ عَلَى كلِّ واحدةٍ مِن هذِهِ الجملِ (كانَ) و(لعلَّ) و(زعمت).
س4: أعْرِب الأمثْلِةَ الآتيَةَ: (واتَّخَذَ اللَّهُ إبْرَاهَيمَ خَلِيلاً)، (يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا)، (لَعَلِّي أبْلُغُ الأَسْبَابَ).