الدروس
course cover
2: (إنَّ) وأخواتها
3 Nov 2008
3 Nov 2008

17740

0

0

course cover
الآجرومية

القسم الثالث

2: (إنَّ) وأخواتها
3 Nov 2008
3 Nov 2008

3 Nov 2008

17740

0

0


0

0

0

0

0

2: (إنَّ) وأخواتها

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَمَّا إنَّ وَأَخَوَاتُهَا فَإِنَّهَا تَنْصِبُ الاسْمَ وَتَرْفَعُ الخَبَرَ.
وَهِيَ: إِنَّ، وَأَنَّ، وَلَكِنَّ، وَكَأَنَّ، وَلَيْتَ، وَلَعَلَّ.
تَقُولُ: (إِنَّ زَيْداً قَائِمٌ)، وَ(لَيْتَ عَمْرًا شَاخِصٌ)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ).

هيئة الإشراف

#2

7 Nov 2008

التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَمَّا إنَّ وَأَخَوَاتُهَا(1) فَإِنَّهَا تَنْصِبُ الاسْمَ وَتَرْفَعُ الخَبَرَ.
وَهِيَ: إِنَّ
(2)، وَأَنَّ(3)، وَلَكِنَّ(4)، وَكَأَنَّ(5)، وَلَيْتَ(6)، وَلَعَلَّ(7).
تَقُولُ: (إِنَّ زَيْداً قَائِمٌ)، وَ(لَيْتَ عَمْرًا شَاخِصٌ)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ
).


الشرح:

قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): (إنّ وأخواتها

(1) القِسْمُ الثَّانِي مِن نواسخِ المبتدأِ والخبرِ (إنَّ) وأخواتُهَا، أيْ: نظائرُهَا فِي العملِ،
وَهِيَ تدخلُ عَلَى المبتدأِ والخبرِ، فتنْصِبُ المبتدأَ ويُسمَّى اسمَهَا، وترفْعُ الخبرَ- بمعْنَى أنَّهَا تجدِّدُ لهُ رفعاً غيرَ الذي كانَ لهُ قبْلَ دخولهَا- ويُسمَّى خبرَهَا، وهذِهِ الأدواتُ كلُّهَا حروفٌ، وَهِيَ ستَّةٌ.
(2) الأوَّلُ: (إِنَّ) بكسرِ الهمزةِ.
(3) الثَّانِي: (أَنَّ) بفتحِ الهمزةِ.
وهمَا يدلاَّنِ عَلَى التّوكيدِ.
ومعنَاهُ تقويَةُ نسبةِ الخبرِ للمبتدأِ، نحْوُ (إِنَّ أَبَاكَ حَاضِرٌ) ونحوُ: (عَلِمْتُ أَنَّ أَبَاكَ مُسَافِرٌ).

(4) الثَّالثُ: (لكنَّ) ومعنَاهُ الاستدراكُ، وهُوَ: تعقيبُ الكلاَمِ بنفِيِ مَا يُتَوَهَّمُ ثبوتُهُ أوْ إثباتُ مَا يُتَوَهَّمُ نَفْيُهُ، نحوُ: (مُحَمَّدٌ شُجَاعٌ لَكِنَّ صَدِيقَهُ جَبَانٌ).
(5) الرَّابعُ: (كَأَنَّ) وهُوَ يدلُّ عَلَى تشبيهِ المبتدأِ بالخبرِ، وهُوَ (كَأَنَّ الجَارِيَةَ بَدْرٌ).
(6) الخامسُ (لَيْتَ) ومعنَاهُ التّمنِّي، وهُوَ: طلبُ المستحيلِ أوْ مَا فيهِ عُسرٌ، (لَيْتَ الشَّبَابَ عَائِدٌ) ونحوُ: (لَيْتَ البَلِيدَ يَنْجَحُ).
(7) السَّادسُ: (لَعَلَّ) وهُوَ يدلُّ عَلَى التّرجِّي أو التّوقُّعِ).

هيئة الإشراف

#3

7 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَمَّا إِنَّ وَأَخَوَاتُهَا:
فَإِنَّهَا تَنْصِبُ الاسْمَ وَتَرْفَعُ الخَبَرَ

(1)، وَهِيَ: إِنَّ، وَأَنَّ(2)، وَلَكِنَّ، وَكَأَنَّ(3)، وَلَيْتَ، وَلَعَلَّ(4).

تَقُولُ: (إِنَّ زَيْداً قَائِمٌ)(5)، وَ(لَيْتَ عَمْراً شَاخِصٌ)(6)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ(7) ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) هذا هو:القسمُ الثَّانِي من النَّواسخِ الَّتي تدخلُ على المبتدأ والخبرِ، وتُغيِّرُ حُكْمَه.

وعملُهَا عكسُ عملِ كان وأخواتِهَا.

وإنَّ وأخواتُهَا: ستَّةُ أحرفٍ، تنصبُ المبتدأَ ويُسمَّى اسمَهَا، وترفعُ الخبرَ ويُسمَّى خبرَهَا.

(2) إنَّ بكسرِ الهمزةِ، وتشديدِ النُّونِ، وهي أمُّ البابِ،

وأنَّ بفتحِ الهمزةِ، وتشديدِ النُّونِ.

(3) بتشديدِ النُّونِ فيهما.

(4) ليتَ بفتحِ التَّاءِ.

ولعلَّ: بتشديدِ اللام الأخيرةِ.

(5) فإنَّ: حرفُ توكيدٍ ونصبٍ، تنصبُ الاسمَ وترفعُ الخبرَ.

وزيداً اسمُهَا منصوبٌ.

وقائمٌ خبرُهَا مرفوعٌ.

وتقولُ: (بَلَغني أَنَّ زيدًا مُنطلقٌ):

وزيدًااسمُهَا.

ومنطلقٌخبرُهَ.

وأنَّ بفتحِ الهمزةِ: لا بدَّ أن يطلبَهَا عاملٌ، ولا يُشترَطُ في المكسورةِ،

وتقولُ: (لكنّ عمراً جالسٌ)، و(كأنَّ زيدًا أسدٌ).

(6) و(لعلَّ الحبيبَ قادمٌ)، وإعرابُهَا على ما تقدَّمَ.

(7) من أمثلةِ إنَّ وأخواتِهَا).

هيئة الإشراف

#4

7 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَأَمَّا إنَّ وَأَخَوَاتُهَا فَإِنَّهَا تَنْصِبُ الاسْمَ وَتَرْفَعُ الخَبَرَ.
وَهِيَ: إِنَّ، وَأَنَّ، وَلَكِنَّ، وَكَأَنَّ، وَلَيْتَ، وَلَعَلَّ.
تَقُولُ: (إِنَّ زَيْداً قَائِمٌ)، وَ(لَيْتَ عَمْرًا شَاخِصٌ)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ
) (1).


الشرح:

قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) قوله: (وأمَّا إنَّ وأخواتُهَا فإنَّها تنصبُ الاسمَ وترفعُ الخبرَ) هذا هو المشهورُ عند النّحاةِ،

ومقابلُ المشهورِ أنَّها تنصبُ الجزأين كما في قولِ العربِ: (إنَّ حراسَنَا أسدًا)، وكما في قولِ الشّاعرِ:

يا ليتَ أيَّامَ الصّبَا رواجعَا

فإنَّها بنصبِ العينِ المهملةِ، وأجابوا على ذلك بأنَّ الخبرَ محذوفٌ تقديرُهُ

(تلقاهُمْ أسْدًا)، وأسْدًا: منصوبٌ على الحالِ،
وكذلك قولُهُ: رواجعًا فإنَّهُ منصوبٌ على الحالِ أي (تلقاهم رواجعًا).

وبعضُهُم يرفعُ بها الجزأين،

وخرجَ على ذلك قولُهُ -صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ-: ((إنَّ من أشدِّ النّاسِ عذابًا يومَ القيامةِ المصوّرونَ)):
فيُعرِبُ (من أشدِّ النّاسِ): جارًّا ومجرورًا خبرًا لإِنَّ مقدّمًا.

والمصوّرون: اسمُهَا مؤخّرًا.

وأجاب بعضُ النّحاةِ عن ذلك بأنَّ (من) الجارّةَ حرفٌ زائدٌ.

وأشدّ النّاسِ: اسمُهَا.
والمصوّرون: خبرُهَا).

هيئة الإشراف

#5

7 Nov 2008

شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي


قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): (ولَمَّا فَرَغَ مِن الكلامِ على القِسمِ الأوَّلِ - وهوَ ما يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ-
أَخَذَ يَتكلَّمُ على القِسمِ الثاني، وهوَ ما يَنْصِبُ الاسمَ ويَرْفَعُ الخبرَ، فقالَ:
(وأَمَّا): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
أمَّا: حرفُ شَرْطٍ وتَفصيلٍ.
(إنَّ): مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(وأخواتُها): معطوفٌ على إنَّ، والمعطوفُ على المرفوعِ مرفوعٌ.
وأخواتُ: مُضَافٌ.
والهاءُ: مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(فإنَّها): الفاءُ: واقعةٌ في جوابِ أَمَّا.
وإنَّ: حرفُ توكيدٍ ونصبٍ تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.والهاءُ: اسْمُها مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ نَصْبٍ.
(تَنْصِبُ): فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ، وفاعلُهُ ضميرٌ يعودُ على إنَّ. و
(الاسمَ): مفعولٌ بهِ منصوبٌ.
(وتَرْفَعُ): معطوفٌ على تَنْصِبُ.
وفاعلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ يعودُ أيضًا على إنَّ.
و (الخبرَ): مفعولٌ بهِ منصوبٌ.
وجُملةُ تَنْصِبُ وما عُطِفَ عليها في مَحَلِّ رفعٍ خبرُ إنَّ.
وجُملةُ إنَّ واسمُها وخبرُها في مَحَلِّ رفعٍ خبرُ المبتدأِ، وهوَ إنَّ الأُولَى.
وجُملةُ المبتدأِ والخبرِ في مَحَلِّ جَزْمٍ جوابُ الشرطِ، وهوَ إمَّا.
(وهيَ): الواوُ: للاستئنافِ.
هيَ: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(إنَّ) بكسْرِ الهمزةِ وتشديدِ النونِ: هيَ وما عُطِفَ عليها خبرُ المبتدأِ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(وأنَّ) بفتحِ الهمزةِ وتشديدِ النونِ: معطوفٌ على إنَّ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(ولكنَّ) بتشديدِ النونِ: معطوفٌ على إنَّ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(وكأنَّ) بتشديدِ النونِ: معطوفٌ على إنَّ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(ولَيْتَ): معطوفٌ أيضًا على إنَّ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(ولعلَّ): معطوفٌ أيضًا على إنَّ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.

ثمَّ شَرَعَ يُمَثِّلُ للبعضِ، ويُقاسُ عليهِ الباقي، بقولِهِ: (2) (تقولُ: إنَّ زيدًا قائمٌ).
وإعرابُهُ: تقولُ: فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وجوبًا تقديرُهُ أنتَ.
إنَّ: حرفُ توكيدٍ ونصبٍ تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.
وزيدًا: اسْمُها منصوبٌ بها.
وقائمٌ: خبرُها مرفوعٌ بها.
وتقولُ في عَمَلِ أنَّ المفتوحةِ: (بَلَغَني أنَّ زيدًا مُنْطَلِقٌ).
وإعرابُهُ: بَلَغَ: فعلٌ ماضٍ.
والنونُ: للوِقايَةِ.
والياءُ: مفعولٌ بهِ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ نَصْبٍ.

وأنَّ: حرفُ توكيدٍ ونَصْبٍ تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.
وزيدًا: اسْمُها منصوبٌ بها.
ومُنْطَلِقٌ: خبرُها مرفوعٌ بها.وأنَّ واسمُها وخبرُها في تأويلِ مَصْدَرٍ مرفوعٍ على أنَّهُ فاعلُ بَلَغَني، والتقديرُ: بَلَغَني انْطِلاقُ زيدٍ.

والفرْقُ بينَ إنَّ المكسورةِ والمفتوحةِ:

أنَّ أَنَّ المفتوحةَ لا بُدَّ أنْ يَطْلُبَها عاملٌ كما مَثَّلَ، بخلافِ إنَّ المكسورةِ فإنَّها تَقَعُ في ابتداءِ الكلامِ حقيقةً أوْ حُكْمًا.

وتقولُ في عملِ لكنَّ: (قامَ القومُ لكنَّ عَمْرًا جالسٌ).

وإعرابُهُ: قامَ: فعلٌ ماضٍ.

والقومُ: فاعلٌ.

لكنَّ: حَرْفُ استدراكٍ ونَصْبٍ تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.

وعَمْرًا: اسْمُها منصوبٌ بها.

وجالِسٌ: خبرُها مرفوعٌ بها.

وتقولُ في عملِ كأنَّ: (كأنَّ زيدًا أَسَدٌ).

والأصلُ: (إنَّ زيدًا كأسَدٍ)، فقُدِّمَت الكافُ ليَدُلُّ الكلامُ مِنْ أَوَّلِهِ على التشبيهِ، وفُتِحَت الهمزةُ بعدَ كَسْرِها فصارَ كما ذُكِرَ.

وإعرابُهُ:

كأنَّ: حرفُ تَشبيهٍ ونَصْبٍ تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.

وزيدًا: اسْمُها منصوبٌ بها.

وأَسَدٌ: خبرُها مرفوعٌ بها.

(و) تقولُ في عملِ ليتَ:(ليتَ عَمْرًا شاخصٌ).

وإعرابُهُ:

الواوُ: حرفُ عطفٍ.

ليتَ: حَرْفُ تَمَنٍّ ونَصْبٍ تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.

وعَمْرًا:اسْمُها منصوبٌ بها.

وشاخِصٌ: خبرُها مرفوعٌ بها.

وتقولُ في عملِ لعلَّ: (لعلَّ الحبيبَ قادمٌ).

وإعرابُهُ:

لعلَّ: حرفُ تَرَجٍّ ونَصْبٍ تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخبرَ.

والحبيبَ: اسْمُها منصوبٌ بها.

وقادمٌ: خبرُها مرفوعٌ بها.

فقدْ عَلِمْتَ أنَّهُ لا يَخْتَلِفُ عمَلُها، وإنَّما تَخْتَلِفُ مَعانيها وقتَ اختلافِ أَلفاظِها على الأَصْلِ في اختلافِ اللفظِ.

وإنَّما عَمِلَتْ لِمُشَابَهَتِها للفعلِ الماضي، نحوِ كانَ، في البناءِ على الفتحِ وفي عددِ الأحْرُفِ، ودَلالتِها على المعاني المختلِفةِ.

وكانَ عَمَلُها على عكسِ عَمَلِ كانَ؛ لضَعْفِ الْمُشَبَّهِ عن الْمُشَبَّهِ بهِ، ولكونِ كانَ وأخواتُها أفعالاً وهيَ الأصلُ؛ فقَوِيَتْ في العملِ فقُدِّمَ مَرفوعُها على مَنصوبِها، وإنَّ وأخواتُها حروفٌ فضَعُفَتْ في العمَلِ؛ فقُدِّمَ مَنصوبُها على مَرفوعِها).

هيئة الإشراف

#6

7 Nov 2008

شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)


قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (الباب الثاني من أبواب النواسخ، هو:
باب (إن) وأخواتها:
لماذا أورد باب كان وأخواتها في باب المرفوعات؟
لأن اسمها مرفوع.
فلماذا أورد باب إن وأخواتها في باب المرفوعات؟
لأن خبرها مرفوع.
إذاً لو قلنا: لماذا أورد باب ظن وأخواتها في باب المرفوعات؟
هو أورد الباب الثالث كما قال: باب ظن وأخواتها.
لماذا أورده في باب المرفوعات؟
الواقع أن إدخاله باب ظن وأخواتها إنما هو استطراد لذكر النواسخ كلها فقط، وإلا فإن باب ظن وأخواتها لا محل له في باب المرفوعات، ومحله في باب المنصوبات؛ لأن المرفوع بها فاعل، وقد ذكر باب الفاعل.
أما المنصوبان:
- المفعول الأول.

-والمفعول الثاني.
فمحلهما في باب المنصوبات، لكنه لما ذكر النواسخ استطرد بذكرها.
هل هناك باب كان أولى أن يذكره بدل أن يذكر باب ظن وأخواتها؟
باب كاد وأخواتها وهي أفعال المقاربة، المفروض أنه ذكر باب أفعال المقاربة والرجاء والشروع، فإنه أولى من ذكره لباب ظن وأخواتها، لأن باب أفعال المقاربة والرجاء والشروع هو من أبواب المرفوعات فعلاً، ولذلك يحسن أن نشير إليه لأنه متم لهذا الأمر، ولأنه يكاد يكون ملحقاً بباب كان وأخواتها؛
لأن (كاد) وأخواتها شبيهة بكان وأخواتها وملحقة بها، بينهما خلاف يسير هو الذي جعل هذه وأخواتها تستقل بباب وهذه وأخواتها تستقل بباب.
ما الخلاف المهم بين كان وأخواتها وكاد وأخواتها الذي جعلهما ينفصلان في بابين مستقلين؟

عملهما واحد رفع الاسم ونصب الخبر، وهما أفعال نواسخ بلا شك.

الفرق بينهما في الخبر: فإن أفعال المقاربة والرجاء والشروع من أهم شروطها أن يكون خبرها جملة، والغالب أن يكون جملة فعلية،

هذا هو الفرق المهم بين باب كان وأخواتها وباب (كاد) -أي أفعال المقاربة والرجاء والشروع- وأخواتها.

أفعال المقاربة والرجاء والشروع ما هي؟

هي في الواقع ثلاث فئات أيضاً:

الفئة الأولى: أفعال المقاربة:

وهي ثلاثة أفعال:كاد، وأوشك، وكرب، وهي ثلاثة أفعال تدل على المقاربة.

والفئة الثانية: الأفعال التي تدل على الرجاء.

عسى، واخلولق، وحرى، هذه ثلاثة تدل على الرجاء.

والفئة الثالثة: هي الأفعال التي تدل على الشروع، يعني الشروع في الشيء، وهي كثيرة، يقولون إن بعض العلماء أوصلها بل زادها على العشرين منها: طفق، وأنشأ، وأخذ، وعلق، وما إلى ذلك، وغيرها من الأفعال.

هذه -أفعال هذا الباب؛ وهو المقاربة والرجاء والشروع- هذه أفعال نواسخ تدخل على المبتدأ والخبر فترفع المبتدأ على أنه اسمها، وتنصب الخبر محلاًّ على أنه خبرها، فهي تنصبه محلاًّ ولا تنصبه لفظاً؛ لأن الخبر لا بد أن يكون جملة، ولذلك شذَّ وندر أن يأتي خبرها اسماً مفرداً كما في قول الشاعر:

فـأُبــتُ إلــى فــــهــم ومــا كــِدتُ آيبــاً ....................

و(ما كدت آيباً) هذا نادر، والمفروض لو كان على القياس لقال: وما كدت أؤوب، أو وما كدت أن أؤوب، أي أن أرجع، لكن آيباً أي راجعاً جعله مفرداً ونصب بالفتحة الظاهرة، وهذا نادر وقليل جدّاً في هذا الباب.

أقول: إن أفعال هذا الباب هي أفعال نواسخ، وتدخل على المبتدأ والخبر، فترفع المبتدأ على أنه اسمها، وتنصب الخبر على أنه خبرها، لكنها تنصبه نصباً محليّاً وليس نصباً لفظيّاً؛ لأن خبرها لا بد أن يكون جملة، وشذ مجيء خبرها مفرداً كما في قول الشاعر: فأبت (أي رجعت) إلى فهم (أي قبيلة فهم) وما كدت آيباً، (أي ما كدت أن أرجع)..

.................. وكـم مـثـلـهـا فارقتهـا وهـي تصفر

هو يصف عصابة من قطاع الطرق اعتدوا عليه وكادوا يفتكون به، ولكنه سلم منهم فيقول: (فأبت إلى فهم) أي رجعت إلى قومي (وما كدت آيباً) كدت أن لا أرجع بسبب تطويقهم للمكان ومحاولتهم الإمساك بي، لكني تمكنت من ذلك وما كدت أتمكن، لكن الله سلم، ثم عاد يفتخر بنفسه ويقول: (وكم مثلها فارقتها وهي تصفر) أي كم عصابة تعرضت لها وفارقتها وهي تصفر من الندم على أنها لم تتمكن من الإمساك بي.

وكذلك أيضاً من نماذج وأمثلة مجيء الخبر مفرداً وهو من النوادر والشواذ المثل المشهور عن الزَّباء في قولها (عسى الغوير أبؤساً) طبعاً (الغوير) تصغير غار و(أبؤساً) يعني جمع بؤس.

تقول: عسى أن يكون الغار بؤساً عليهم، فيقع عليهم أو ينسد عليهم فلا يخرجون منه، فأبؤساً هنا الخبر هنا جاء مفرداً، طبعاً (مفرداً) ليس المراد جمعاً، وإنما المراد ليس جملةً ولا شبه جملة، ليس جملةً فجاء مفرداً، فصار منصوباً بالفتحة الظاهرة على آخره، وهذا نادر وقليل في باب أفعال المقاربة والرجاء والشروع.

من أمثلة (كاد) وأخواتها أمثلة مشهورة وورودها في القرآن كثير جدّاً كقوله تعالى: {إن كدت لتردين}.

(كاد) هنا.

واسمها (التاء).

و(تردين) خبرها وهو جملة فعلية.

وخبر هذه الأفعال:

- تارة يكون مقترناً بـ(أن) في بعضها وهو الكثير.

- وتارة يكون مجرداً من (أن) في بعضها وهو كثير.

- وبعضها يرد بالوجهين، بهذا وبهذا، وإن كان يكثر في ناحية ويقل في أخرى.

ننتقل إلى باب (إن وأخواتها): قال المؤلف: (وأما باب إن وأخواتها فإنها تنصب الاسم وترفع الخبر، وهي: (إنَّ، وأنَّ، ولكنَّ، وكأنَّ، وليـتَ، ولعلَّ)) كم عدد (إن) وأخواتها؟

ست أدوات أو ستة أحرف (إن، وأن، كأن، لكن، ليت، لعل).

هل هذه هي الحروف الناسخة التي تعد من أخوات إن أو بقي شيء؟

هل ترك المؤلف من ذلك شيئاً أو أنه استوفاها كاملة؟

بقي (لا) النافية للجنس فإنها من أخوات (إنّ)،

وأمثلتها كثيرة، منها: (لاحول ولا قوة إلا بالله).

(لا رجل في الدار)، (لا امرأةَ في المنـزل)

، ونحو ذلك من الأمثلة.

بقي في الواقع أداة ثامنة أو حرف ثامن

يستخدم في لغة ليست بالكثيرة، بقي (عسى)، عسى مرَّ معنا قبل قليل أنها من أفعال الرجاء فهي فعل، لكنها تستخدم قليلاً حرفاً ناسخاً من أخوات (إنّ).

متى ذلك؟

إذا كان الخبر مفرداً.

وأمر أهم من ذلك، وهو:

إذا كان اسمها ضميراً متصلاً بها: إذا اتصل بها ضمير تحولت من الفعلية إلى الحرفية على الراجح، وصارت بدل أن تكون من أخوات (كاد) -أي من باب النواسخ التي ترفع الاسم وتنصب الخبر- تحولت إلى أخوات إن التي تنصب الاسم وترفع الخبر … ومن شواهدها، يعني كلما اتصلت عسى بالضمير سواء كان:

- ضمير مخاطب مثل (عساك).

- أو ضمير متكلم مثل (عساني) ونحو ذلك.

- أو ضمير غائب مثل (عساه).

فإنها تكون من أخوات (إن) كالسؤال المشهور دائماً، إذا سألت شخصاً فقلت له:

(عساك طيب)، أو (عساكم طيبون)، من أخوات إن لأنها اتصلت بالضمير، فلزمك فيما بعد أن تقول: (طيبون) أو (طيبين)؟

لزمك أن تقول (طيبون) لأنه سيكون حينئذٍ خبرها، وخبرها مرفوع لأنها من أخوات (إن) والشاعر الذي يقول:

ولي نفس تنازعني إذا ما أقول لها لعلي أو عساني

فإذا صارت حرفاً ناسخاً فإنها تصير شبيهة بلعل في العمل وفي المعنى وهو الترجي، ولذلك صارت مرادفةً لها هنا في قوله لعلي أو عساني لأنها صارت بمنـزلتها، وكذلك قول الشاعر:

فقلت عساها نار كأسٍ وعلها ...….........

فـ(نار) هنا: خبر (عسى) على أنها أخت إن، واسمها هو الضمير المنصوب المتصل بها، فعسى إذاً هي الحرف الثامن من أخوات (إن) في لغة ليست بالكثيرة، ولأن الكثير في عسى أنها فعل من أفعال الرجاء …

الباب الذي يلحق عادةً بباب كان وأخواتها هو باب (ما، ولا، ولات، وإن) المشبهات بليس.

(ما) المشبهه بليس التي تعمل عملها هي التي تسمى بما الحجازية كما في قوله تعالى

{ما هذا بشراً إن هذا إلا ملك كريم}.

ما هذا بشراً، (ما) نافية.

و(هذا) اسمها مبني في محل رفع.

و(بشراً)خبرها منصوب.

وقد عملت الآن على لغة أهل الحجاز.

لماذا قيل حجازيه؟

لأن (بنو) تميم يهملونها، ولذلك إذا أهملت قالوا تميمية، وإن عملت قالوا حجازية، وكما في قوله تعالى: {ما هن أمهاتهم}هنا عملت.

فـ(هن) اسمها في محل رفع.

و(أمهاتهم) خبرها منصوب بالكسرة نيابة عن الفتحة؛ لأنه جمع مؤنث سالم، أي مختوم بألف وتاء زائدتين.

ولا، (لا) كما ترون تأتي أختاً لـ(ليس) فترفع المبتدأ وتنصب الخبر، وتأتي أختاً لـ(إنّ) فتعكس، فتنصب الاسم وترفع الخبر.

ما الفرق بينهما؟

إن كانت نافية للجنس بصفة عامة فهي أخت (إن) مثل: (لا رجلَ في الدار).

فإن كانت نافية للوحدة، فإنها تكون حينئذٍ أخت (ليس) فترفع الاسم وتنصب الخبر، كما إذا قلت: (لا رجلٌ في الدار بل رجلان) إذا كانت أخت (ليس) صح أن تقول بعدها: (بل رجلان، بل ثلاثة، لأنك نفيت الواحد، لكن إذا كانت أخت (إن) فإنها تكون نافية للجنس بصفة عامة، (لا رجل في الدار) معناها لا يوجد في الدار أحد من جنس الرجال، ولذلك لا يصح في أخت (إن) أن تقول: (لا رجل في الدار بل رجلان)؛ لأنك كيف تنفي الجنس ثم تأتي تثبت اثنين؟

وفي أخت (ليس) يصح أن تقول: (لا رجلٌ في الدار بل رجلان).

والحرف الثالث

مما يشبه ليس في المعنى والعمل: (لات) وهذه استخدامها (ليس) بالكثير، وقد وردت في القرآن كما في قوله تعالى:{ولاتَ حين مناصٍ}فلات هنا عاملة عمل (ليس)، اسمها في الغالب يكون محذوفاً مقدراً والمذكور بعدها في الغالب هو الخبر، والتقدير: لات الحين حين مناص، أي ليس الحينُ حينَ فرار، الآن لا يجدي، الآن ليس الحين حين فرار.

والأخيرة

(إنْ) النافية، وهذه استعمالها ناسخة من أخوات (ليس)قليل، وهي لغة -كما يقولون- لأهل العالية، وهم جهة ما فوق نجد مما يتصل أو مما يلي الحجاز من جهة الغرب، تسمى منطقة العالية، أهل هذه المنطقة هم الذين كانوا يستخدمون (إنْ) هذه نافية، وتعمل عمل ليس وكان، كما في قول أحدهم: (إن أحدٌ خيراً من أحدٍ إلا بالعافية)، إن أحدٌ خيراً من أحدٍ أي: لا أحد خير من أحد إلا بالعافية، وكما في البيت المشهور:

إن هو مستولياً على أحد إلا عـلـى أضعـف المجانين

يقول: يعني هذا ليس بشيء، ولا يستطيع أن يستولي على أحد إلا على شخص ليس معه عقل، (إن هو مستولياً) فقد عملت عمل (ليس).

هي أخت لـ(ما) في المعنى وفي العمل، يعني شبيهة بمعنى (ما) هي بمعنى (ليس) وبمعنى (ما) في النفي واستخدامها عاملة هذا العمل ليس كثيراً، وإنما هو خاص بهذه القبيلة.

نأتي إلى (إن) وأخواتها، عرفنا الآن أن هذه الحروف:

- من العلماء من يجعلها ثمانية بإضافة (لا) النافيه للجنس و(عسى).

- ومنهم من يجعلها ستة كالمؤلف هنا.

- ومنهم من يجعلها خمسة.

كيف يعمل الذي يجعلها خمسة؟

بأن يجعل (إن) و(أن) حرفاً واحداً فيقول (إن) بالكسر والفتح يعدها حرفاً واحداً، ثم يأتي بالأربعة الباقية ويترك الاثنين الأخيرين).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#7

7 Nov 2008

العناصر

(إنّ) وأخواتها، وتسمى (الحروف الناسخة)
الخلاف في عدد حروف (إنّ) وأخواتها على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أنها ثمانية أحرف بإضافة (لا) النافية للجنس و(عسى)
القول الثاني: أنها ستة أحرف
القول الثالث: أنها خمسة أحرف
بيان عمل (إن) وأخواتها
شرط عمل (إن) وأخواتها: أن يتأخر اسمها وخبرها
لا يتقدم خبر (إنّ) على اسمها إلا في حالتين:
الحالة الأولى: أن يكون ظرفاً
الحالة الثانية: أن يكون جارًّا ومجروراً

عبد العزيز بن داخل المطيري

#8

7 Nov 2008

الأسئلة

س1: مَا الذي تعملُهُ (إنَّ) وأخواتُهَا؟

س2: مَا الذي تدلُّ عَلَيْهِ كأنَّ، وليتَ؟
س3: مَا معْنَى الاستدراكِ؟
س4: مَا معْنَى التّرجِّي؟
س5: مَا معنى التّوقعِ؟