3 Nov 2008
معاني (إنَّ) وأخواتها
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَمَعْنَى:
- إِنَّ وَأَنَّ لِلتَّوْكِيد.
- وَلَكِنَّ للاسْتِدْرَاك.
- وَكَأَنَّ للتَّشْبِيهِ.
- وَلَيْتَ للتَّمَنِّي.
- وَلَعَلَّ للتَّرَجِّي وَالتَّوَقُّع).
التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَمَعْنَى:
- إِنَّ وَأَنَّ لِلتَّوْكِيد.
- وَلَكِنَّ للاسْتِدْرَاك.
- وَكَأَنَّ للتَّشْبِيهِ.
- وَلَيْتَ للتَّمَنِّي.
- وَلَعَلَّ للتَّرَجِّي وَالتَّوَقُّع).
الشرح:
قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): (ومعْنَى التّرجِّي:
طلبُ الأمرِ المحبوبِ، ولا يَكُونُ إلاَّ فِي الممكنِ، نحوُ: (لَعَلَّ اللَّهَ يَرْحَمُنِي).
ومعْنَى التّوقُّعِ:
انتظارُ وقوعِ الأمرِ المَكروهِ فِي ذاتِهِ، نحوُ: (لَعَلَّ العَدُوَّ قَرِيبٌ مِنَّا) ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَمَعْنَى:
إِنَّ وَأَنَّ التَّوْكِيد(1).
وَلَكِنَّ للاسْتِدْرَاك(2).
وَكَأَنَّ للتَّشْبِيهِ(3).
وَلَيْتَ للتَّمَنِّي(4).
وَلَعَلَّ للتَّرَجِّي وَالتَّوَقُّعِ(5) ).
الشرح:
قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) أي: ومعنى إنَّ المكسورةِ، وأنَّ المفتوحةِ، للتَّوكيدِ، أي: توكيدِ النِّسبةِ بينَ المبتدأ والخبرِ.
والفرقُ بينهما:
أنَّما سدَّ مسدَّ المصدرِ، فهو بفتحِ الهمزةِ، نحو: (يعجبُنِي أَنَّك عالِمٌ).
وإلا فبكسرِهَا.
(2)
وهو تعقيبُ الكلامِ، برفعِ ما يُتوَهَّمُ ثبوتُهُ، أو نفيِهِ، ينصبُ
الاسمَ، ويرفعُ الخبرَ. (3) وهو الدِّلالةُ على مشاركةِ أمرٍ لأمرٍ، في
معنى، نحو: (زيدٌ كالأسدِ).
(4) وهو: طلبُ ما لا مَطمَعَ فيه، كقولِهِ: (ألا ليتَ الشَّبابَ يعودُ يومًا)، أو ما فيه عسرٌ، كـ (ليتَ لي مالاً فأتصدَّقَ منه).
(5) التَّرجِّي: طلبُ الأمرِ المحبوبِ، نحو: (لعلَّ اللهُ يرحمُنَا).
والتَّوقُّعُ: الإشفاقُ، نحو: (لعلَّ زيدًا هالكٌ).
والفرقُ بينَ التَّمنِّي والتَّرجِّي:
-أنَّ التَّمنِّي طلبُ ما يمكنُ وقوعُهُ وما لا يمكنُ.
-والتَّرجِّي هو ما يمكنُ وقوعُهُ.
ولا
تعملُ إنَّ وأخواتُهَا إلا متأخِّرٌ اسمُهَا وخبرُهَا عنها، ولا يتقدَّمُ
خبرُهَا عن اسمِهَا إلا إذا كانَ ظرفًا، أو جارًّا ومجرورًا، وذلك لضعفِهَا
عن العملِ؛ لأنَّها حروفٌ، بخلافِ كانَ وأخواتِهَا).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (وَمَعْنَى:
- إِنَّ وَأَنَّ(1) لِلتَّوْكِيد.
- وَلَكِنَّ للاسْتِدْرَاك(2).
- وَكَأَنَّ للتَّشْبِيهِ(3).
- وَلَيْتَ للتَّمَنِّي(4).
- وَلَعَلَّ للتَّرَجِّي(5) وَالتَّوَقُّع).
الشرح:
قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) قوله: (إنَّ وأنَّ) وهما لتوكيدِ النّسبةِ بين الاسمِ والخبرِ، فإذا قلتَ:
(زيدٌ
قائمٌ)، فالنّسبةُ ثبوتُ القيامِ لزيدٍ، فإذا أردتَ توكيدَهَا فأكِّدْ
بإِنّ المكسورةِ الهمزةِ المفتوحةِ النّونِ المشدّدةِ، أو أنّ المفتوحةِ
الهمزةِ.
ثمَّ إنَّ التَّوكيدَ:
-تارةً يكون واجبًا إذا كان المخاطبُ مُنْكِرًا.
-وتارةً يكون حسنًا إذا كان المخاطبُ شاكًّا.
-وتارةً يكون عبثًا إذا كان المخاطبُ خاليَ الذّهنِ.
والفرقُ بين المكسورةِ الهمزةُ والمفتوحةِ الهمزةِ:
-أنَّ المفتوحةَ الهمزةَ لا بدَّ أن يتقدَّمَها عاملٌ كقولِكَ: (بلغني أنَّ زيدًا منطلقٌ).
-وأمَّا المكسورةُ الهمزةِ فلا يشترطُ أن يتقدَّمَها ذلك.
(2) قوله: (ولكن للاستدراكِ) وهو تعقيبُ الكلامِ برفعِ ما يُتوهَّمُ ثبوتُهُ أو نفيُهُ.
- فمثالُ ما يُتوهَّمُ ثبوتُهُ
قولُكَ:
(زيدٌ يقومُ الليلَ)، فيُتوهَّمُ أنَّه صالحٌ مع أنَّه منهمكٌ على الدّنيا
وفعلِ المعاصي، فترفعُهُ بقولِكَ: (لكنَّه غيرُ صالحٍ):
فلكنَّ حرفُ استدراكٍ ونصبٍ.
والهاءُاسمُهَا مبنيٌّ على الضّمِّ في محلِّ نصبٍ.
وغيرُ صالحٍ: خبرُهَا مرفوعٌ بضمَّةٍ ظاهرةٍ في آخرِهِ.
- ومثال ما يُتوهَّمُ نفيُهُ قولُكَ: (زيدٌ جاهلٌ)، فيُتوهَّمُ نفيُ الصّلاحِ عنه، فتثبتُهُ بقولِكَ: (لكنَّه صالحٌ).
(3) قوله: (وكأنَّ للتَّشبيهِ) وهو مشاركةُ أمرٍ لأمرٍ في المعنى، مثالُهُ كقولِكَ: (كأنَّ زيدًا حمارٌ). فقولُهُ:
مشاركةُ أمرٍ-وهو زيدٌ- لأمرٍ وهو الحمارُ-في المعنى- وهو البلادةُ، أو هو
إلحاقُ ناقصٍ بكاملٍ كما تقولُ: (زيدٌ كالبدرِ)، فقد ألحقْنَا ناقصًا -وهو
زيدٌ- بكاملٍ، وهو البدرُ. - ومشبَّهٌ به وهو البدرُ. والبدرُ هو القمرُ ليلةَ أربعةَ عشرَ. قولُ الشَّاعرِ: ألا: أداةُ استفتاحٍ. قولُكَ: (ليت لي قنطارًا من الذَّهبٍ): وقولُهُ: (من الذَّهبِ): جارٌّ ومجرورٌ متعلّقٌ بمحذوفٍ صفةُ (قنطاراً). - وهالكٌ: خبرُهَا).
وأركانُهُ خمسةٌ:
-ومشبَّهُ وهو زيدٌ.
-وأداةُ تشبيهٍ وهي الكافُ.
(4) قوله: (وليتَ للتّمنِّي) وهو طلبُ مالا طمعَ فيه أو ما فيه عسرٌ.
ألا ليتَ الشّبابَ يعودُ يومًا
(إنَّ) ينصبُ الاسمَ ويرفعُ الخبرَ.
والشّبابَ: اسمُهَا.
(ويعودُ يومًا): في محلِّ رفعٍ خبرُهَا.
- ومثالُ ما فيه عسرٌ
وقنطارًا: اسمُهَا مؤخَّرٌ.
(ولي): جارٌّ ومجرورٌ متعلّقٌ بمحذوفِ خبرٌ مقدّمٌ.
(5) قوله: (ولعلَّ للتّرجّي)
وهو طلبُ الأمرِ المحبوبِ كما في قولِهِ: (لعلَّ اللهَ يرحمُنَا)، و(لعلَّ
الحبيبَ قادمٌ)، وتكونُ للإشفاقِ وهو الأمرُ المكروهُ كما في قولِكَ:
(لعلَّ العدوَّ هالكٌ):
شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي
قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): (وقدْ ذَكَرَ اختلافَ مَعانِيهَا بقولِهِ:
(ومَعْنَى إنَّ) إلى آخِرِهِ.
وإعرابُهُ: الواوُ:للاستئنافِ.
معْنَى:مبتدأٌ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على الألِفِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها التعَذُّرُ.
ومعنى: مُضَافٌ.
وإنَّ بكسْرِ الهمزةِ: مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(وأنَّ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
أنَّ بفتحِ الهمزةِ: معطوفٌ على إنَّ بكسْرِها مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(للتوكيدِ): اللامُ زائدةٌ.
والتوكيدُ:
خبرُ المبتدأِ السابقِ وهوَ مَعْنَى، مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على
آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ حرفِ الجرِّ
الزائدِ.
يَعْنِي أنَّ
إِنَّ المكسورةَ الهمزةِ وأنَّ المفتوحةَ الهمزةِ يُفيدانِ التوكيدَ؛ أيْ:
توكيدَ النِّسبةِ، وهُوَ رَفْعُ احتمالِ الكَذِبِ ودَفْعُ تَوَهُّمِ
الْمَجازِ، فيكونانِ لتأكيدِ النِّسبةِ إنْ كانَ المُخَاطَبُ عالِمًا بها،
ولِنَفْيِ الشكِّ عنها إنْ كانَ مُتَرَدِّدًا، ولنفيِ الإنكارِ لها إنْ
كانَ مُنْكِرًا.
فالتوكيدُ لنَفْيِ الشكِّ مُسْتَحْسَنٌ، ولنفيِ الإنكارِ واجبٌ، ولغيرِهما جائزٌ.
وتَقَدَّمَ مِثالُهما.
(ولكنَّ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
لكنَّ:
مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ، وهوَ نائبٌ عن المضافِ
المحذوفِ دَلَّ عليهِ ما قَبْلَهُ، وهوَ مَعْنَى، لكنَّ آخِرَهُ .
(للاستدراكِ): اللامُ: زائدةٌ.
والاستدراكُ:خبرُ
المبتدأِ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها
اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ حرفِ الجرِّ الزائدِ.
يَعْنِي أنَّ لكنَّ تُفيدُ الاستدراكَ، وهوَ تَعقيبُ الكلامِ برَفْعِ ما يُتَوَهَّمُ ثُبوتُهُ أوْ نَفْيُهُ.
وتَقَدَّمَ مِثالُهُ.
(وكأنَّ):الواوُ: حرفُ عطفٍ.
كأنَّبفتحِ
الهمزةِ وتشديدِ النونِ: مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ،
وهوَ نائبٌ عنْ مُضَافٍ محذوفٍ كالَّذِي قَبْلَهُ.
(للتشبيهِ): اللامُ: حرفُ جَرٍّ زائدٌ.
والتشبيهُ:خبرُ
المبتدأِ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها
اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ حرفِ الجرِّ الزائدِ.
يَعْنِي أنَّ كأنَّ تُفيدُ التشبيهَ، وهوَ: الدَّلالةُ على مُشارَكَةِ أمْرٍ لأمْرٍ في معنًى بينَهما.
وتَقَدَّمَ مِثالُهُ.
(وليتَ):الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ليتَ: مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ، وهوَ نائبٌ عنْ مُضَافٍ محذوفٍ كالَّذِي قَبْلَهُ. (للتَّمَنِّي):
اللامُ:حرفُ جَرٍّ زائدٌ.والتمنِّي: خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بضَمَّةٍ
مُقَدَّرَةٍ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بالكسرةِ
المقدَّرَةِ لأجْلِ حرفِ الجرِّ الزائدِ على الياءِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها
الثِّقَلُ.
يَعْنِي أنَّ ليتَ تُفيدُ التمنِّي،
وهوَ طَلَبُ ما لا طَمَعَ فيهِ، أوْ ما فيهِ عُسْرٌ.
وتَقَدَّمَ مِثالُها.
(ولعلَّ):الواوُ: حرفُ عطفٍ.
لعلَّ: مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ، وهوَ نائبٌ عنْ مُضَافٍ محذوفٍ دلَّ عليهِ ما قَبْلَهُ كما تَقَدَّمَ.
(للتَّرَجِّي): اللامُ: حرفُ جَرٍّ زائدٌ.
والترَجِّي:خبرُ
المبتدأِ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها
اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ حرفِ الجرِّ الزائدِ الْمُقَدَّرَةِ على الياءِ
مَنَعَ مِنْ ظُهورِها الثِّقَلُ.
(والتَّوَقُّعِ):الواوُ: حرفُ عطفٍ.
التوَقُّعِ:
معطوفٌ على الترَجِّي، والمعطوفُ على المرفوعِ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ
ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ
بحركةِ حرفِ الجرِّ الزائدِ.
يَعْنِي أنَّ لعلَّ تُفيدُ شيئَيْنِ:
أحدُهما الترَجِّي، وهوَ: طَلَبُ الأمرِ المحبوبِ.
والثانيالتوَقُّعُ،وهوَ: الإشفاقُ في المكروهِ، نحوُ: (لعلَّ زيدًا هالِكٌ).
وتَقَدَّمَ إعرابُهُ).
شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)
قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (نأخذ معاني هذه الحروف.
إن وأن ماذا يفيدان؟
إن
وأن: يفيدان التوكيد، إذا قلت: (محمد قائمٌ)، ثم قلت: (إن محمداً قائمٌ)،
فلا شك بأن العباره الأخيرة أكثر توكيداً على قيام محمد من الأولى، فإن
أضفت مؤكداً ثالث وهو لام الابتداء فقلت:(إن محمداً لقائمٌ)، يعني استوفى
المؤكدات وزاد عن سابقه.
والثاني: (لكنَّ).
(لكنّ) ماذا تفيد؟
(لكنّ) تفيد الاستدراك،
وهو الغالب من معانيها.
الاستدراك ما هو؟
هو أن تنفي شيئاً -تبعد شيئاً- كان متوقعاً فإذا
قلت مثلاً (زيد شجاع)، يتبادر عادةً أن الشجاعة يتلازم معها الكرم؛ لأن
الشجاعة هي الجود بالنفس، والكرم هو الجود بالمال، فيفترض أنهما متلازمان. فإذا
قلت: (زيدٌ شجاع)، وتوقعت أن السامع يظن أن الشجاعة ملازمة للكرم، وأنت
تعرف أنه ليس كذلك، ترجع فتقول: (لكنه بخيل)، يعني لا تفهم الأمرين، وإنما
(زيد شجاع لكنه بخيل)، فأنت تستدرك بنفي الصفة التي كان يتوقع السامع أنها
ثابتة وملازمة للصفة الأولى. وربما
جاءت للتوكيد، طبعاً معناها الأصلي هو الاستدراك، لكنها ربما جاءت
للتوكيد، وذلك في سياق (لو) كما إذا قلت مثلاً: (لو جاء محمد لأكرمته لكنه
لم يأت)، فـ(لكنه لم يأت)لم تأت بمعنى جديد، وإنما هي توكيد للمعنى السابق؛
لأن (لو) أصلاً تفيد الامتناع للامتناع، فحينما تقول: (لو جاء محمدٌ
أكرمته)، ماذا يفهم منك السامع؟! أنه ما جاء أصلاً، امتنع الإكرام لامتناع المجيء، فإذا جئت بعد ذلك وقلت: (لكنه لم يأت)، فأنت أكدت الامتناع بتوكيد آخر. فهي قد تأتي للتوكيد إذا كانت في سياق (لو) وإن كانت ليست في سياقها فإن الغالب أنها تفيد الاستدراك. الحرف الثالث: (كأنَّ). كأنَّ ماذا تفيد؟
معناها متفق عليه وهو التشبيه،
(كأنَّ زيداً أسد)، (كأن هنداً بدر)، وما إلى ذلك.
وليت تفيد التمني.
التمني ما المراد به؟
المراد به:
هو طلب ما لا طمع فيه، أو شيء قريب من المستحيل، فيه عسر وفيه مشقة وكلف.
طلب المستحيل كقول الشيخ الهرم:
ألا لــيــت الـــشـبـاب يــعـود يــوماً ..................
وهذه ما فيها أمل، ما حصلت لأحد قبله، فهذا من المستحيلات.
أو الذي يكاد يكون شبيهاً بالمستحيل وإن كان ممكناً، كإنسان فقير مسكين في بلاد نائية فيقول: (ليت لي مالاً فأحج به أو فأحج منه) يعني هذا الأمر بالنسبة له يكاد يكون بمنـزلة المستحيل، وإن كان ممكناً لأن الله ربما فتح عليه فتحقق له ذلك، نادر إذا كنت تستطيع الشيء وفي متناول يدك أن تستخدم معه (ليت) لأن (ليت) إنما تأتي في الأمور التي يصعب على الإنسان وليس في متناوله تحقيقها.
- إما لاستحالتها.
- أو لأنها عسيرة.
و(لعل) تأتي لماذا؟
للترجي أو للرجاء.
والرجاء بعضهم يعبر عنه بأنه التوقع، يعني أو للتوقع،
يسمونه وهو الرجاء:
- إن كان الأمر محبوباً.
- أو الإشفاق إن كان أمراً مكروهاً.
الترجي بالنسبة للمحبوبات هذا كثير: (لعل الله يأتي بالفرج).
والإشفاق إذا كان في أمر من المكروهات، يمثلون له بقوله تعالى: {فلعلك باخع نفسك على آثارهم}.
المؤلف اكتفى من هذا الباب بهذه الأحكام، وهي أحكام يسيرة إذا قورنت بأحكام
(إن) الأخرى.
فهذا الباب فيه أحكام كثيرة وفيه تفصيلات، فيه ما يتعلق بهمزة (إن) مثلاً.
متى تأتي المفتوحة؟
ومتى تأتي المكسورة؟
وما مواضع هذه؟
وما مواضع هذه؟
وما المواضع التي يجوز فيها الأمران؟
وكذلك ما يتعلق بأحكام لام الابتداء، وما يتعلق بالعطف على اسم إن وخبرها، وما يتعلق بالتقديم والتأخير بالنسبة لاسمها وخبرها، وهو ما مر أيضا الإلماح إليه في باب (كان)، ولكن نكتفي بهذه الأشياء البارزة في هذه المباحث).
العناصر
الحروف الناسخة وما تفيده:
الحرف الأول: (إنّ) بكسر الهمزة
(إنّ) لا يتأخر خبرها عن اسمها إلا إذا كان ظرفاً أو جاراً ومجروراً
الحرف الثاني: (أنّ) بفتح الهمزة
(إنّ)و(أنّ) تفيدان التوكيد
الفرق بينهما
1 - (أنّ) المفتوحة تسد مسد المصدر، نحو: (يعجبني أنك عالم)، بخلاف (إن) المكسورة
2ـ (أنّ) المفتوحة لابد أن يسبقها عامل، بخلاف المكسورة فإنها تقع في ابتداء الكلام حقيقة وحكماً
الحرف الثالث: (لكنّ)
(لكنّ) تفيد الاستدراك
معنى الاستدراك: تعقيب الكلام بنفي ما يتوهم ثبوته، أو إثبات ما يتوهم نفيه
مثال الاستدراك بـ (لكنّ)
مثال ما يتوهم ثبوته
مثال مايتوهم نفيه
تنبيه: (لكنّ) قد تفيد التوكيد إذا جاءت في سياق (لو)
الحرف الرابع: (كأنّ)
(كأنّ) تفيد التشبيه
الحرف الخامس: (ليت)
(ليت) تفيد التمني
معنى التمني: طلب المستحيل أو ما فيه عسر
مثال طلب المستحيل
مثال طلب مافيه عسر
الحرف السادس: (لَعَلّ)
(لعل): تفيد الترجي والتوقع
الفرق بين التمني والتوقع والترجي
1ـ الترجي: طلب الأمر المحبوب، ولا يكون إلا في الممكن. والتوقع انتظار وقوع المكروه في ذاته
2ـ التمني: طلب ما يمكن وقوعه وما لا يمكن، والترجي طلب ما يمكن وقوعه
الحرف السابع: (لا) النافية للجنس
الحرف الثامن: (عسى) في لغة
الحرف التاسع: (ما) الحجازية
(ما، ولا، ولات، وإن) المشبهات بـ(ليس)
(كاد وأخواتها)، وتسمى: (أفعال المقاربة)
الفرق بين أفعال المقاربة، والأفعال الناسخة
أقسام أفعال المقاربة ثلاثة:
القسم الأول: أفعال المقاربة وهي: (كاد، وأوشك، وكرب)
القسم الثاني: أفعال الرجاء وهي: (عسى، واخلولق، وحري)
القسم الثالث: أفعال الشروع وهي كثيرة، منها: (طفق، وأنشأ، وأخذ، وعلق)
الأسئلة
س1: مَا الذي تعملُهُ (إنَّ) وأخواتُهَا؟
س2: مَا الذي تدلُّ عَلَيْهِ كأنَّ، وليتَ؟
س3: مَا معْنَى الاستدراكِ؟
س4: مَا معْنَى التّرجِّي؟
س5: مَا معنى التّوقعِ؟