الدروس
course cover
المبتدأ والخبر
3 Nov 2008
3 Nov 2008

10213

0

0

course cover
الآجرومية

القسم الثالث

المبتدأ والخبر
3 Nov 2008
3 Nov 2008

3 Nov 2008

10213

0

0


0

0

0

0

0

المبتدأ والخبر

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (باب المبتدأ والخبر
المُبْتَدَأُ: هُوَ الاسْمُ المَرْفُوعُ العَارِي عَنِ العَوَامِلِ اللَّفْظِيَّةِ.
وَالخَبَرُ: هُوَ الاسْمُ المَرْفُوعُ المُسْنَدُ إِلَيْهِ.
نَحْوُ قَوْلِكَ: زَيْدٌ قَائِمٌ، والزَّيْدَانِ قَائِمَانِ، والزَّيْدُونَ قَائِمُونَ).

هيئة الإشراف

#2

7 Nov 2008

التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (باب المبتدأ والخبر
المُبْتَدَأُ(1): هُوَ الاسْمُ المَرْفُوعُ العَارِي عَنِ العَوَامِلِ اللَّفْظِيَّةِ.
وَالخَبَرُ
(2): هُوَ الاسْمُ المَرْفُوعُ المُسْنَدُ إِلَيْهِ.
نَحْوُ قَوْلِكَ: زَيْدٌ قَائِمٌ، والزَّيْدَانِ قَائِمَانِ، والزَّيْدُونَ قَائِمُونَ
).


الشرح:

قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): (المبتدأ والخبر

(1)المبتدأُ عبارةٌ عمَّا اجتمَعَ فيهِ ثلاثةُ أمورٍ:
الأوَّلُ:أن يكونَ اسماً؛ فخرجَ عن ذلكَ الفِعْلُ والحرفُ.
والثَّانِي: أن يكونَ مرْفُوعاً؛ فخرجَ بذلكَ المَنْصُوبُ والمجرورُ بحَرْفِ جرٍّ أصليٍّ.
والثَّالثُ:أن يكونَ عارياً عن العواملِ اللفظيَّةِ، ومعْنَى هذَا أن يكونَ خالياً من العواملِ اللفظيَّةِ، مثلُ الفِعْلِ، ومثلُ (كان) وأخواتِهَا؛ فإنَّ الاسْمَ الواقعَ بعْدَ الفِعْلِ يَكُونُ فاعلاً أوْ نائباً عن الفاعلِ عَلَى مَا سبَقَ بيانُهُ، والاسْمُ الواقعُ بعْدَ (كانَ) أوْ إحدَى أخواتِهَا يُسمَّى (اسْمَ كانَ) ولا يُسمَّى مبتدأً.
ومِثالُ المستوفِي هذِهِ الأمورِ الثّلاثةِ (مُحَمَّدٌ) مِنْ قوْلِكَ: (مُحَمَّدٌ حَاضِرٌ) فإنَّهُ اسْمٌ مرفُوعٌ لَمْ يتقدَّمْهُ عَامِلٌ لفظيٌّ.
(2) والخبرُ: هُوَ الاسْمُ المرفُوعُ الذي يُسْنَدُ إلَى المبتدأِ ويُحملُ عَلَيْهِ؛ فيتمُّ بهِ مَعَهُ الكلامُ، ومِثَالُهُ (حَاضِرٌ) مِنْ قوْلِكَ (مُحَمَّدٌ حَاضِرٌ).

وحُكمُ كلٍّ من المبتدأِ والخبرِ الرَّفْعُ

كمَا رأيتَ، وهذَا الرَّفْعُ:

-إمَّا أن يكونَ بضمَّةٍ ظَاهِرةٍ، نحْوُ (اللَّهُ رَبُّنَا) و(مُحَمَّدٌ نَبِيُّنَا).

-وإمَّا أن يكونَ مرْفُوعاً بضمَّةٍ مُقدَّرةٍ للتعذُّرِ نحْوُ (مُوسَى مُصْطَفًى مِنَ اللَّهِ) ونحْوُ (لَيْلَى فُضْلَى البَنَاتِ).

-وإمَّا أن يكونَ بضمَّةٍ مُقدَّرةٍ منَعَ مِن ظهُورِهَا الثِّقَلُ نحْوُ (القَاضِي هُوَ الآتِي).

-وإمَّا أن يكونَ مرْفُوعاً بحَرْفٍ من الحروفِ التي تنوبُ عن الضَّمَّةِ، نحْوُ: (المُجْتَهِدَانِ فَائِزَانِ).

ولا بدَّ فِي المبتدأِ والخبرِ مِن أن يتطابقا فِي:

-الإفرادِ، نحوُ: (مُحَمَّدٌ قَائِمٌ).

-والتّثنيَّةِ نحوُ:(المُحَمَّدَانِ قَائِمَانِ).

-والجمْعِ نحوُ: (المُحَمَّدُونَ قَائِمُونَ).

-وفِي التّذكيرِ كهذِهِ الأمثلةِ.

-وفِي التَّأنيثِ نحوُ: (هِنْدٌ قَائِمَةٌ) و(الهِنْدَانِ قَائِمَتَانِ) و(الهِنْدَاتُ قاَئِمَاتٌ) ).

هيئة الإشراف

#3

7 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بابُ المبتدأ والخبرِ(1)
المُبْتَدَأُ: هُوَ الاسْمُ المَرْفُوعُ العَارِي عَنِ العَوَامِلِ اللَّفْظِيَّةِ(2).
وَالخَبَرُ: هُوَ الاسْمُ المَرْفُوعُ المُسْنَدُ إِلَيْهِ(3)،
نَحْوُ قَوْلِكَ: (زَيْدٌ قَائِمٌ)(4) و(الزَّيْدَانِ قَائِمَانِ) و(الزَّيْدُونَ قَائِمُونَ)(5) ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) الابتداء: الاهتمام بالشيء وجعله أولا لثان بحيث يكون الثاني خبرا عن الأول، وجمعهما في باب واحد، لأن الخبر ملازم للمبتدأ وإن كان المبتدأ لا يلزم الخبر، نحو: أقائم الزيدان، أقل رجل يقول ذلك، فالزيدان فاعل سد مسد الخبر، وجملة يقول ذلك في محل جر صفة
لرجل.
(2) أي: المبتدأ اصطلاحا، هو: الاسم الصريح كزيد قائم، أو المؤول كقوله تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ} تقديره: صومكم خير لكم، وقوله المرفوع، أي: بالابتداء لفظا نحو: زيد قائم، أو محلا نحو: موسى يخشى، ورفعُهُ بالابتداءِ على الصَّحيحِ
، قالَ ابنُ مالكٍ:

ورفـعُوا مبتدأً بالابتدَا كذاك رفعُ خبرٍ بالمبتدَا

- وقيلَ:كُلٌّ منهما رفعَ الخبرَ.

- وقيلَ:إنَّ الابتداءَ رافعٌ لهما.

- وقيلَ:الابتداءُ رفعَ المبتدأَ وهما رفعَا الخبرَ.

وكونُهُ المرفوعَ هو حكمُهُ، وكثيرًا ما يُذكَرُ الحكمُ في الحدِّ زيادةَ توضيحٍ، وإلا فذكرُ الحكمِ في الحدِّ فيه نظرٌ.

والعاري، أي: المجرَّدُ عن العواملِ اللفظيَّةِ، غيرِ الزَّائدةِ وما أشبهَهَا، فإنَّ عامِلَهُ معنويٌّ، وقد يدخلُ عليه عاملٌ زائدٌ، كـ (بحسبك دِرهَمٌ)، أو شبيهٌ بالزَّائدِ، مثل لعلَّ.

(3) أي:والخبرُ الأصليُّ، هو: الاسم الصَّريحُ، كـ (قائمٌ)، أومؤوَّلٌ، كـ (حقُّ زيدٍ أن يقومَ)، فأن وما دخلَتْ عليه، في تأويلِ مصدرٍ خبرِ المبتدأ.

وحكمُهُ مرفوعٌ بالمبتدأ، المسندِ إلى المبتدأ.

ثمَّ تارةً يكونُ المبتدأُ والخبرُ: مفردين لمذكَّرينِ، أو مثنَّيينِ، أو مجموعين جمعَ تصحيحٍ، كما مُثِّلَ.

(4) هذا شروعٌ في أمثلةِ المبتدأ والخبرِ الظَّاهرِ، وهي: عشرةٌ:

أحدُهَا: نحو (زيدٌ قائمٌ):

فزيدٌ مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.

وقائمٌ خَبَرُ المبتدأ.

وهذا مثالُ المبتدأ والخبرِ المفردين لمذكَّرٍ.

(5) وعلامةُ رفعِهِما: الألفُ في المثنَّى، والواوُ في الجمعِ نيابةً عن الضَّمَّةِ.

- وتارةً يكونانِ مجموعين جمعَ تكسيرٍ،كـ (الزُّيودُ قيامٌ).

فهذه أربعةٌ للمذكَّرِ.

- أو مفردين لمؤنَّثٍ، كـ (هندٌ قائمةٌ).

-أو مثنّيينِ لمؤنَّثٍ، كـ (الهندانِ قائمتانِ).

-أو مجموعين لمؤنَّثٍ جَمعَ تصحيحٍ، كـ (الهنداتُ قائماتٌ).

-أو جمعَ تكسيرٍ، كـ(الهنودُ قيامٌ).

وهذه أربعةٌ للمؤنَّثِ.

وتمامُ العشرةِ:

- المضافُ إلى ياءِ المتكلِّمِ.

-والمضافُ إلى غيرِ ياءِ المتكلِّمِ).

هيئة الإشراف

#4

7 Nov 2008

حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري

المتن:

قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (باب المبتدأ والخبر(1)
المُبْتَدَأُ: هُوَ الاسْمُ المَرْفُوعُ
العَارِي عَنِ العَوَامِلِ اللَّفْظِيَّةِ(2).
وَالخَبَرُ: هُوَ الاسْمُ المَرْفُوعُ
المُسْنَدُ إِلَيْهِ.
نَحْوُ قَوْلِكَ: زَيْدٌ قَائِمٌ
(3)، والزَّيْدَانِ قَائِمَانِ، والزَّيْدُونَ قَائِمُونَ).


الشرح:

قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: (بابُ المبتدأ والخبرِ
(1) إنَّما جمعَهُما في بابٍ واحدٍ لتلازُمِهِمَا غالبًا، أي أنَّ المبتدأَ يلزمُهُ الخبرُ كثيراً.
ومن غيرِ الغالبِ قد يسدّ الفاعلُ مسدَّ الخبرِ كقولِكَ: (أقائمٌ الزّيدان):

فالهمزةُ: للاستفهامِ.
وقائمٌ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، ورفعُهُ ضمَّةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ.
والزّيدانِ: فاعلٌ سدَّ مسدَّ الخبرِ.
وقد يكون المبتدأُ لا خبرَ له كقولِهِم: أقلُّ رجلٍ يقولُ ذلك.
فأقلُّ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، ورفعُهُ ضمَّةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ.
وأقلُّ: مضافٌ.
ورجلٍ: مضافٌ إليه مجرورٌ وجرُّهُ كسرةٌ ظاهرةٌ في آخرِهِ.
ويقولُ: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ ظاهرةٍ، والفاعلُ مستترٌ جوازًا تقديرُهُ هو.
وذا: مفعولٌ في محلِّ نصب.
واللامُ: للبعدِ.
والكافُ :حرفُ خطابٍ.

وجملةُ (يقولُ ذلك) في محلِّ جرّ صفةٌ لرجلٍ، ولم تكن هذه الجملةُ خبراً لأنَّ احتياجَ النّكرةِ إلى الوصفِ أشدُّ من احتياجِ المبتدأ إلى الخبرِ.

وهذه التّسميةُ هي المشهورةُ عند النّحاةِ.
وأمَّا سيبويهِ :فإنَّه يسمِّي هذا البابَ ببابِ المبنيِّ والمبني عليه.
وأمَّا المناطقةُ: فيُسمَّى عندهم بالموضوعِ والمحمولِ.
وأمَّا أهلُ البيانِ والمعاني :فيسمُّونه بالمسنَدِ والمسنَدِ إليه.

(2) قوله: (هو الاسمُ المرفوعُ) المرادُ ما يشملُ:

-الصَّريحَ كـ(زيدٌ قائمٌ).
-والمؤوَّلَ كما في قولِهِ تعالى: {وأنْ تصوموا خيرٌ لكُمْ} فقولُهُ: {وأن تصومُوا} مؤوَّلٌ بمصدرٍ تقديرُهُ صومُكُم خيرٌ لكم.
فصومُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ ظاهرةٍ.

ولكم متعلّقٌ بـ(خيرٌ).
قوله:(المرفوعُ) يعني:

-لفظًا كـ(زيدٌ قائمٌ).
-أو تقديراً كـ (موسى يخشى):
فموسى: مبتدأ مرفوعٌ بضمَّةٍ مقدّرةٍ على الألفِ.
ويخشى: فعلٌ مضارعٌ وفاعلٌ في محلِّ رفعٍ خبرٌ المبتدأ.

قوله: (العاري عن العواملِ اللفظيَّةِ) خرج بذلك:

-الفاعلُ.
-وخبرُ إنَّ.
-واسمُ كان وأخواتِهَا.
قال العلامة الشّيخُ خالدٌ -زيادةٌ على كلامِ المصنِّفِ-: غيرِ الزّائدةِ فدخلَ بحسبِكَ درهمٌ، وقولُهُ تعالى: {هَلْ مِنْ خالقٍ غيرُ اللهِ}.

فالباءُ في(بحسبِكَ درهمٌ) زائدةٌ، وكذا (من) في قولِهِ تعالى: {مِنْ خالقٍ}.
وقولُهُ بحسبِكَ:

حسبُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ مقدّرةٍ على آخرِهِ.
والكافُ: في محلّ جرٍّ، ودرهمٌ: خبرٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ ظاهرةٍ.

وقولُهُ: {هَلْ مِنْ خالقٍ}:

هل:حرفُ استفهامٍ.
ومِنْ: زائدةٌ.

وخالقٍ: مبتدأٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ مقدّرةٍ منع من ظهورِهَا اشتغالُ المحلِّ بحركةِ حرفِ الجرِّ الزّائدِ.

وغيرُ: فاعلٌ مرفوعٌ بالضّمّةِ الظّاهرةِ في آخرِهِ.
وغيرُ: مضافٌ.
ولفظُ الجلالةِ: مضافٌ إليه وسدّ (غيرُ) مسدَّ الخبرِ.
(3) قوله: (والخبرُ هو الاسمُ المرفوعُ) خرج بذلك المنصوبُ والمجرورُ، فلا يكونان خبرًا بنفسِهِمَا.

قوله: (المسندُ إليه نحو قولِكَ: زيدٌ قائمٌ) هذا شروعٌ في أمثلةِ المبتدأ والخبرِ الظّاهرِ وهي عشرةٌ:

أربعةٌ للمذكّرِ:
-المفردِ كقولِكَ: (زيدٌ قائمٌ).
-والمثنَّى كـ(الزَّيدان قائمانِ).
-وجمعُ المذكَّرِ كـ(الزَّيدون قائمون).
-وجمعُ التَّكسيرِ كـ(الزّيودُ قيامٌ).
-وأربعةٌ للمؤنّثِ المفردِ كـ(هندٌ قائمةٌ).
-والمثنّى المؤنّثِ كـ(الهندان قائمتان).
-وجمعِ المؤنّثِ السّالمِ كـ(الهنداتُ قائماتٌ).
-وجمعِ المؤنّثِ المكسّرِ كـ(الهنودُ قيامٌ).
- وتمامُ العشرةِ المضافُ إلى ياءِ المتكلّمِ والمضافُ إلى غيرِ ياءِ المتكلِّمِ).

هيئة الإشراف

#5

7 Nov 2008

شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي


قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): ( (1) ولَمَّا فَرَغَ مِن الكلامِ علَى نائبِ الفاعلِ أخَذَ يَتَكَلَّمُ علَى الْمُبْتَدَأِ والخبرِ فقالَ: (بابُ المبتدأِ والخبرِ)
وهما الثالثُ والرابعُ مِن المرفوعاتِ، وَجَمَعَهُمَا في بابٍ واحدٍ لِتَلاَزُمِهما غالبًا.
وفي إعرابِ:
بابُ، ما تَقَدَّمَ.
وبابُ:مُضَافٌ.
والمبتدأِ: مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ؛ إنْ قُرِئَ بالهمزةِ، وكَسْرَةٍ مُقَدَّرَةٍ على الألفِ؛ إن قُرِئَ بالألِفِ.
والخبرِ: معطوفٌ على المبتدأِ، والمعطوفُ على المجرورِ مجرورٌ.
(2) (المبتدأُ): مبتدأٌ مرفوعٌ بضمَّةٍ ظاهرةٍ أوْ مُقدَّرَةٍ على الألِفِ، كما سَبَقَ.
(هوَ): ضميرُ فصْلٍ على الأصَحِّ، لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعرابِ.
(الاسمُ): خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالمبتدأِ.
(المرفوعُ): نعتٌ لـ الاسمُ، ونعتُ المرفوعِ مرفوعٌ.
(العارِي): نعتٌ ثانٍ لـ الاسمُ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على الياءِ، مَنَعَ مِنْ ظُهورِها الثِّقَلُ.
(عن العواملِ): جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بالعاري.
(اللفظيَّةِ): نعتٌ لـ العواملِ، ونعتُ المجرورِ مجرورٌ. يَعْنِي: أنَّ المبتدأَ هوَ الاسمُ المرفوعُ العاري؛ أي: المجرَّدُ عن العواملِ اللفظيَّةِ.

فخَرَجَ بالاسمِ: الفعلُ والحرفُ، فكُلٌّ منهما لا يَقَعُ مبتدأً؛ أيْ: باعتبارِ معناهما.
أمَّا باعتبارِ لفْظِهما

فيَقَعُ كلٌّ منهما مبتدأً؛ لأنَّهُمَا يَصيرانِ حينئذٍ اسمَيْنِ.


فمِثالُ الفعلِ الواقعِ مبتدأً قولُهم:

ضَرَبَ: فِعْلٌ ماضٍ.

و: يَضْرِبُ :فعلٌ مُضَارِعٌ.

و: اضرِبْ: فعلُ أمْرٍ.

وإعرابُ الأوَّلِ:

ضَرَبَ: مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.

وفعلٌ: خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالمبتدأِ.

وماضٍ: صِفةٌ لـ فِعْلٌ، وصفةُ المرفوعِ مرفوعٌ، وعلامةُ رَفْعِهِ ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ على الياءِ المحذوفةِ لالتقاءِ الساكنيْنِ.

وإعرابُ الثاني:

يَضْرِبُ: مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ رفعٍ.

وفعلٌ: خبرُهُ.

ومُضارِعٌ: صِفةٌ لـ فِعْلٌ، وصفةُ المرفوعِ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.

وإعرابُ الثالثِ:

اضْرِبْ: مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ.

وفعلٌ: خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالضمَّةِ، وفعلٌ: مُضَافٌ.

وأمْرٌ: مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.

ومثالُ الحرفِ الواقعِ مبتدأً قولُهم:

مِنْ حَرْفُ جَرٍّ.

و: هلْ حرفُ استفهامٍ.

وإعرابُ الأوَّلِ:

مِنْ:مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ.

وحرفُ: خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالضمَّةِ، وحَرْفُ: مُضَافٌ.

وجرٍّ: مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.

وإعرابُ الثاني:

هلْ: مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ.

حَرْفُ: خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالضمَّةِ.

وحرفُ: مُضَافٌ.

واستفهامٍ: مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.

ودَخَلَ في الاسمِ الصريحُ نحوُ: (زيدٌ قائمٌ).

وإعرابُهُ:

زيدٌ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ.

وقائمٌ: خبرُهُ مرفوعٌ بالمبتدأِ.

والمُؤَوَّلُ بالصريحِ، نحوُ قولِهِ تعالى: {وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ}.

وإعرابُهُ:

الواوُ: للاستئنافِ.

وأنْ: حرفٌ مَصْدِرِيٌّ ونَصْبٍ.

تَصُومُوا: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بـ أنْ، وعلامةُ نصبِهِ حَذْفُ النونِ.

والواوُ: فاعلٌ.

وأنْ وما بعدَها: في تأويلِ مَصْدَرٍ مبتدأٌ.

وخيْرٌ: خبرٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهرةِ.

ولَكُمْ: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ خيرٌ، والميمُ: علامةُ الجمْعِ، والتقديرُ: وصَوْمُكم خيرٌ لكمْ.

وخَرَجَ بالمرْفُوعِ: المنصوبُ والمجرورُ بغيرِ الأحْرُفِ الزائدةِ وما أَشْبَهَها.

فالزائدةُهيَ: التي دُخولُها كَخُرُوجِها إذْ لمْ تُفِدْ معنًى ولمْ تَتَعَلَّقْ بشيءٍ، نحوُ الباءِ في: (بِحَسْبِكَ دِرْهَمٌ).

وإعرابُهُ:

الباءُ: حرفُ جَرٍّ زائدٌ.

وحَسْبُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها اشتغالُ المَحَلِّ بحركةِ حرفِ الجرِّ الزائدِ.

ودِرهمٌ: خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالمبتدأِ.

فالباءُ في بِحَسْبِكَ لم يُفِدْ وُجودُها معنًى، ولمْ تَتَعَلَّقْ بشيءٍ.

والشبيهةُ بالزائدةِ

وهيَ: التي أفادَ وُجودُها في الكلامِ معنًى ولمْ تَتَعَلَّقْ بشيءٍ، نحوُ: (رُبَّ رَجُلٍ كَرِيمٍ لَقِيتُهُ).

وإعرابُهُ:

رُبَّ: حرفُ تقليلٍ وجَرٍّ شبيهٌ بالزائدِ.

ورجُلٍ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ مُقَدَّرَةٌ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظهورِها اشتغالُ الْمَحَلِّ بحركةِ حرفِ الجرِّ الشبيهِ بالزائدِ.

وكريمٍ، بالجَرِّ: صفةٌ لـ رجُلٍ على اللفظِ.

وبالرفعِ: على الْمَحَلِّ.

ولقيتُهُ: فعلٌ وفاعلٌ ومفعولٌ، والجملةُ في مَحَلِّ رفعٍ خبرُ المبتدأِ وهوَ رجُلٌ.

فرُبَّوُجودُها أفادَ معنًى وهوَ التقليلُ لمْ يُسْتَفَدْ بدونِها، ولمْ تَتَعَلَّقْ بشيءٍ.

وأمَّا حرفُ الجرِّ الأصليُّ

فهوَ الذي يُفيدُ وُجودُهُ معنًى ويَحتاجُ لِمَا يَتعلَّقُ بهِ؛ فلذا لا يَجوزُ دخولُهُ على المبتدأِ.

وخَرَجَ بالعارِي عن العوامِلِ اللفظيَّةِ:

الفاعلُ، نحوُ زَيْدٌ في قولِكَ: (ضَرَبَ زَيْدٌ).

ونائبُهُ، نحوُ (عمرٌو) منْ قولِكَ: (ضُرِبَ عمرٌو)، بضَمِّ الضادِ وكسْرِ الراءِ.

واسمُ كانَ وأخواتِها، نحوُ (زيدٌ) في قولِكَ: (كَانَ زَيْدٌ قَائِمًا).

وخبرُ إنَّ وأخواتِها، نحوُ قَائِمٌ مِنْ قولِكَ: (إِنَّ زَيْدًا قَائِمٌ).

فهذهِ كلُّها لا يَصِحُّ أنْ يُقَالَ فيها مبتدأٌ لعَدَمِ عُرُوِّها -أيْ: تَجَرُّدِها- عن العواملِ اللفظيَّةِ.

والمرادُ بالعواملِ اللفظيَّةِ التي يَتَجَرَّدُ عنها المبتدأُ العواملُ الأصليَّةُ.

أمَّا الزائدةُ وما أَشْبَهَها فقدْ عَلِمْتَ أنَّهُ يَجوزُ دُخُولُها عليهِ.

وخَرَجَ بالعواملِ اللفظيَّةِ العواملُ المعنويَّةُ

فلا يَتَجَرَّدُ عنها، كالابتداءِ؛ فإنَّ المبتدأَ مرفوعٌ بهِ، وهوَ عاملٌ معنويٌّ.

وليسَ لنا على الصحيحِ عاملٌ معنويٌّ إلاَّ الابتداءَ في المبتدأِ، والتجَرُّدَ مِن الناصِبِ والجازِمِ في الفعلِ المضارِعِ.

والابتداءُ معناهُ :الاهتمامُ بالشيءِ وجَعْلُهُ أَوَّلاً لِثَانٍ؛ بحيثُ يكونُ الثاني خَبَرًا عن الأوَّلِ، نحوُ: (زَيْدٌ قائمٌ)،

فـ زيدٌ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.

وقائمٌ: خبرُهُ مرفوعٌ بالمبتدأِ.

(3) (والخبرُ):

الواوُ: للاستئنافِ أوْ حرفُ عطفٍ.

الخبرُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.

(هوَ): ضميرُ فصْلٍ على الأصَحِّ، لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعرابِ.

(الاسمُ): خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالمبتدأِ.

(المرفوعُ): نعتٌ لـ الاسمُ، ونعتُ المرفوعِ مرفوعٌ.

(المُسْنَدُ): نعتٌ ثانٍ لـ الاسمُ، ونعتُ المرفوعِ مرفوعٌ.

(إليهِ): إلى: حرفُ جَرٍّ.

والهاءُ: ضميرٌ عائدٌ على المبتدأِ مَبْنِيٌّ على الكسرِ في مَحَلِّ جرٍّ؛ لأنَّهُ اسمٌ مبنيٌّ لا يَظهرُ فيهِ إعرابٌ، والجارُّ والمجرورُ مُتَعَلِّقٌ بالمُسْنَدِ.

يَعْنِي أنَّ الخبرَ:هوَ الاسمُ المرفوعُ المُسْنَدُ إلى المبتدأِ، نحوُ قائمٌ منْ قولِكَ: (زيدٌ قائمٌ).

وإعرابُهُ:

زيدٌ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.

وقائمٌ: خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالمبتدأِ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.

فالعاملُ فيهِ لفظيٌّ؛ لأنَّهُ مرفوعٌ بالمبتدأِ، وهوَ: زيدٌ، في هذا الْمِثالِ، والمبتدأُ عاملٌ لفظيٌّ.

وهذا تَعريفٌ للخبَرِ الأصليِّ، وقدْ يكونُ جُملةً كما سيأتي.

ثمَّ نَوَّعَ المبتدأَ والخبرَ إلى أنواعٍ بقولِهِ:

(نَحْوُ قَولِكَ: زيدٌ قائمٌ). وإعرابُهُ:

نحوُ بالرفعِ: خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ تقديرُهُ: وذلكَ نحوُ.

وإعرابُهُ:

الواوُ: للاستئنافِ.

وذا: اسمُ إشارةٍ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ.

واللامُ: للبُعْدِ.

والكافُ: حرفُ خِطَابٍ.

ونحوُ: خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالضمَّةِ.

وبالنصبِ: مفعولٌ بفعلٍ محذوفٍ تقديرُهُ: أَعْنِي نحوَ.

وإعرابُهُ:

أَعْنِي: فعلٌ مضارعٌ مرفوعٌ بضَمَّةٍ مُقَدَّرَةٍ على الياءِ مَنَعَ مِنْ ظُهورِها الثِّقَلُ، والفاعلُ مُسْتَتِرٌ وجوبًا تقديرُهُ أنا.

ونحوَ:مفعولٌ بهِ لـ أَعْنِي منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ.

ونحوُ: مُضَافٌ. وقولِ: مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.

وقولِ: مُضَافٌ.

والكافُ: مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ جرٍّ.

وزيدٌ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.

وقائمٌ: خبرُهُ. وهذا مِثالٌ للمبتدأِ والخبرِ الْمُفْرَدَيْنِ لِمُذَكَّرٍ.

(والزَّيْدَانِ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.

الزيدانِ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعلامةُ رفعِهِ الألِفُ نيابةً عن الضَّمَّةِ لأنَّهُ مُثَنَّى.

والنونُ: عِوَضٌ عن التنوينِ في الاسمِ المفرَدِ.

(قائمانِ): خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ الألفُ نيابةً عن الضَّمَّةِ لأنَّهُ مُثَنَّى.

والنونُ:عِوَضٌ عن التنوينِ في الاسمِ المفرَدِ.

وهذا مِثالٌ للمبتدأِ والخبرِ الْمُثَنَّيَيْنِ لِمُذَكَّرٍ.

(والزَّيْدُونَ):الواوُ: حرفُ عطفٍ.

الزَّيْدُونَ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعلامةُ رفعِهِ الواوُ نيابةً عن الضَّمَّةِ لأنَّهُ جمعُ مذَكَّرٍ سالِمٌ.

والنونُ: عِوَضٌ عن التنوينِ في الاسمِ المفرَدِ.

(قَائِمُونَ): خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالواوِ نيابةً عن الضَّمَّةِ؛ لأنَّهُ جَمْعُ مذَكَّرٍ سالِمٌ.

والنونُ: عِوَضٌ عن التنوينِ في الاسمِ المفرَدِ.

وهذا مِثالٌ للمبتدأِ والخبرِ المَجْمُوعَيْنِ جَمْعَ تصحيحٍ لِمُذَكَّرٍ.

ويُقاسُ على ذلكَ جمعُ التكسيرِ لِمُذَكَّرٍ، نحوُ: (الزُّيودُ قِيامٌ).

وإعرابُهُ:

الزُّيودُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.

وقِيامٌ: خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهرةِ.

والمفرَدانِ لِمُؤَنَّثٍ، نحوُ: (هِنْدٌ قائمةٌ).

وإعرابُهُ:

هِندٌ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ.

وقائمةٌ: خبرُ المبتدأِ.

والْمُثَنَّيَانِ لِمُؤَنَّثٍ، نحوُ: (الهندانِ قائِمَتَانِ).

وإعرابُهُ:

الهِنْدَانِ: مُبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعلامةُ رفعِهِ الألفُ نيابةً عن الضَّمَّةِ؛ لأنَّهُ مُثَنَّى.

والنونُ: عِوَضٌ عن التنوينِ في الاسمِ المفرَدِ.

وقائمتانِ: خبرُهُ مرفوعٌ بالألِفِ نيابةً عن الضَّمَّةِ؛ لأنَّهُ مُثَنًّى.

والنونُ: عِوَضٌ عن التنوينِ في الاسمِ المفرَدِ.

والمجموعانِ جَمْعَ تصحيحٍ لِمُؤَنَّثٍ، نحوُ: (الهِنْدَاتُ قائماتٌ).

وإعرابُهُ:

الهنداتُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعلامةُ رفعِهِ الضمَّةُ الظاهرةُ.

وقائماتٌ: خبرُ المبتدأِ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهرةِ.

والمجموعانِ جَمْعَ تكسيرٍ لِمُؤَنَّثٍ، نحوُ: (الهنودُ قِيامٌ).

وإعرابُهُ:

الهنودُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهرةِ.

وقيامٌ: خبرُهُ مرفوعٌ أيضًا بالضمَّةِ).

هيئة الإشراف

#6

7 Nov 2008

شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)

القارئ: (الحمد الله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد قال المصنف -رحمه الله تعالى-:

باب المبتدأ والخبر

( المبتدأ هو الاسم المرفوع المسند إليه، نحو قولك: زيد قائم، والزيدان قائِمان، والزيدون قائمون، والمبتدأ قسمان: ظاهر ومضمر، والظاهر ما تقدم ذكره، والمضمر اثنا عشر هي: "أنا ونحن وأنتَ وأنتِ وأنتما وأنتم وأنتن ، وهو وهي وهما وهم وهن" نحو قولك: أنا قائم، ونحن قائمون، وما أشبه ذلك.
والخبر قسمان: مفرد ، وغير مفرد ، فالمفرد نحو: زيد قائم. وغير المفرد أربعة أشياء. الجار والمجرور، والظرف، والفعل مع فاعله ، والمبتدأ مع خبره. نحو قولك: زيد في الدار، وزيد عندك، وزيد قام أبوه ، وزيد جاريته ذاهبة).
قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (باب المبتدأ والخبر من الأبواب الطويلة. التي فيها تفصيلات كثيرة ، لكن المؤلف اكتفى منه بالأمور البارزة، وصرف النظر عن التفصيلات كـ مثلًا من الأمور التي صرف النظر عنها، وهي تأخذ حيزًا كبيرًا في باب المبتدأ والخبر مسألة: تقديم المبتدأ وجوبًا، وتقديم الخبر وجوبًا، وحذف المبتدأ، وحذف الخبر، وما إلى ذلك.
كل هذه التقسيمات والتفريعات لم يلتفت إليها، وكذلك مسألة الابتداء بالنكرة، ومسألة خبر ظرف الزمان، هل يقع ممتد… ، خبر يخبر به عن الشيء الذات أسماء الذوات ، أو نحوها اكتفى بالأمور البارزة في المبتدأ والخبر.
فعَرَّفَ المبتدأ بأنه الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية. طبعًا هذا التعريف ليس معناه أنه التعريف الوحيد، وإنما هناك تعريفات أخرى كثيرة للمبتدأ، بعضها فيه تفصيلات أكثر، وبعضها أقل.
لكن هذا التعريف في حد ذاته تعريف لا بأس به، يعني: يؤدي الغرض، فقوله: "هو الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية"، قوله: "هو الاسم" احتراز من ماذا؟ احتراز من الفعل والحرف؛ لأن المبتدأ من خصائصه أن يكون اسمًا.
لكن كلمة اسم كما مر معنا في الفاعل تشمل ما إن كان اسمًا صريحًا مثل محمد قائم، وما كان مؤولا، والمؤول كما مر في باب الفاعل هو ما دخلت عليه أن أو ما المصدرية، أو ما نحو ذلك وانسبك من مجموعيهما مصدر يقع فاعلًا.
وكذلك هنا ما كان مؤولا بأن كان حرف مصدري وبعده فعل مضارع يؤول منها مصدر، هذا المصدر قد يعرب مبتدأ كما في قوله -تعالى-: {وأن تصوموا خيرٌ لكم }
خير: خبر، أين المبتدأ؟ المبتدأ هو المصدر المؤول من أن وما دخلت عليه، وتقديره: صيامكم خيرٌ لكم ، أو الصيام خيرٌ لكم.
فالمبتدأ إذن قد يكون اسمًا صريحًا، وقد يكون مؤولا بالاسم الصريح. المرفوع احتراز من المنصوب والمجرور، فإن المبتدأ لا بد أن يكون مرفوعًا، وكلمة مرفوع يعني: يدخل فيها ما كان مرفوعا في اللفظ وفي التقدير، وما كان مرفوعا في التقدير فقط.
أو في المحل، وإن كان في اللفظ مجرورًا بحرف جر زائد، كما قلنا في الفاعل. قلنا في الفاعل: إن قولك:{وكفى بالله شهيداً}
لفظ الجلالة فاعل مجرور لفظًا بالباء الزائدة، لكنه مرفوعًا محلًا، كذلك المبتدأ قد يُجر لفظًا بالباء الزائدة، لكنه يكون مرفوعًا محلًا، وحمل سيبويه على ذلك قوله -تعالى-: {بأييكم المفتون}:يقول:أن الباء حرف جر زائد ، وأن أي هنا مبتدأ مجرور لفظًا بالباء، ومرفوع محلًا "أيكم المفتون" والمفتون خبر.
وكذلك منه قوله -تعالى-: {هل من خالقٍ غيرالله يرزقكم}
"خالق" هنا يقولون: إنه مبتدأ مجرور لفظًا بمن الزائدة، ومرفوع محلًا على الابتداء.
فإذن كلمة "مرفوع" يراد به الرفع اللفظي والمحلي معًا، أو يكفي في ذلك الرفع اللفظي.
وقوله: "العاري عن العوامل اللفظية" احتراز مما كان مرفوعًا بسبب عامل لفظي. جاء محمدٌ. محمدٌ اسم مرفوع، هل تقول إنه مبتدأ؟ ليس مبتدأ؛ لماذا؟ لأنه لم يعرى عن العوامل اللفظية، وإنما سبقه عامل لفظي عمل فيه، وهو الفعل فصيره فاعل، وليس مبتدأ.
المبتدأ ينبغي أن يكون مرفوعًا بلا رافع لفظي؛ ولذلك قلت من ثلاثة أيام: إن العامل في المبتدأ، والعامل في الفعل المضارع عاملٌ معنوي.
العوامل في النحو كلها لفظية إلا عاملان. العامل في الفعل المضارع عامل معنوي وهو تجرده من الناصب والجازم، وعامل الرفع في المبتدأ عامل معنوي أيضًا وهو الابتداء، ما معني الابتداء؟ يقولون: هو اهتمامك بهذا الاسم، وجعلك إياه أولًا لا ثان، ونحو تصديره هذا الشيء هو الابتداء هو الذي رفعه، وإن كان في رافعه أقوال أخرى، لكن هذا القول هو أشهرها وأبرزها.
فإذن المبتدأ هو المرفوع بلا عامل لفظي أي العاري عن العوامل اللفظية، فلو كان مسبوقًا بعامل لفظي لم يسم مبتدأ جاء محمدٌ. محمدٌ اسم مرفوع، ولكنه ليس مبتدأ؛ لأنه رفع بعامل لفظي كان محمدٌ. محمدٌ ليس مبتدأ إنما هو اسم كان؛ لأنه رفع بعامل لفظي.
إن محمدًا أخوك. أخوك ليس مبتدأ، وإن كان مرفوعا؛ لأنه أيضًا رفع بعامل لفظي؛ ولأنه أيضًا في موقع الخبر، وليس في موقع المبتدأ فلا بد فيه أن يكون مرفوعا، وأن يكون مجردًا، أو عاريا عن العوامل اللفظية، ويستثنى من ذلك الأشياء الزائدة كحرف الجر الذي أشرنا إليه فإنه يؤثر في اللفظ فقط، لكنه لا يؤثر في المحل، وإنما يبقى على إعرابه مبتدأ.
هذا هو تعريف المبتدأ: الاسم المرفوع العاري عن العوامل اللفظية
، والخبر تعريفه: هو الاسم المرفوع المسند إليه. انتبهوا المبتدأ مسند أو مسند إليه ، المبتدأ … طيب انظروا الآن حتى تعرفوا قضية الإسناد هذه محمدٌ قائمٌ ، أسندنا ماذا إلى ماذا؟ أسندنا القيام إلى محمد، إذن "قائم" الذي هو الخبر مسند أو مسند إليه؟ قائم الذي هو الخبر مسند ، ومحمد مسند إليه، أسندنا القيام إلى محمد، أسند القيام إلى محمد، فالقيام مسند، ومحمد مسند إليه.
فهنا في قوله: "هو الاسم المرفوع المسند إليه" ليس المسند إليه غيره، وإنما المسند إلى المبتدأ هنا ضمير يعود إلى المبتدأ ، كلمة "إليه" هذه ضمير عائدة إلى المبتدأ، وهو الاسم المرفوع المسند، مسند إلى ماذا؟ أسند إلى محمد، إلى المبتدأ، فليس الخبر مسندا إليه، وإنما الخبر مسند إلى مسند إليه، وهو محمد، فكلمة المسند إليه هنا في تعريف المؤلف موهمة، توهم أن الخبر هو المسند إليه، وهو ليس كذلك.
الخبر في الغالب دائمًا هو المسند كما أن الفعل دائمًا هو المسند ، والفاعل أو المبتدأ، هو المسند إليه، يعني: المحكوم عليه محكوم به ، ومحكوم عليه مسند ومسند إليه، إذا قلت: محمد كتب. أين المسند وأين المسند إليه؟ أين المسند؟ تفضل ……
نعم المسند كتب ، وهو الكتابة، والمسند إليه محمد، فمحمد كتب، أو محمد كاتب، كتب محمد ، فالكتابة أو الفعل دائمًا، أو الوصف هو المسند، والاسم الذي هو الفاعل، أو المبتدأ هو المسند إليه، فهنا ليس المراد بأن الخبر هو المسند إليه، وإنما المراد بأن الخبر مسند إلى شيء آخر.
فـ "إليه" هنا لو جعل مكانها المبتدأ لكان أوضح، لو قال: هو الاسم المرفوع المسند إلى المبتدأ. لكانت أقل إيهاما، لكن كلمة "المسند إليه" توهم بأنه يعني: المصطلح مسند ومسند إليه. والواقع أن الخبر هو المسند، والمبتدأ هو المسند إليه، فالخبر إذن هو الاسم المرفوع المسند إلى المبتدأ .
الخبر هو الاسم المرفوع المسند إلى المبتدأ، طبعًا قولنا هنا: الاسم سيأتي في الخبر بأن الخبر عدة أنواع، وليس نوعًا واحدًا منه ما هو مفرد، ومنه ما هو جملة، ومنه ما هو شبة جملة.
والمرفوع سواء كان رفعه رفعًا لفظيًا، أو كان مرفوعا محلًا، يعني: إذا كان مفردًا قابل للرفع فإنه يكون مرفوعا لفظًا، مثل محمد قائم، فإنه يعني: إن كان لا تظهر عليه الحركات، فإنه يكون مرفوعا لكن الضمة مقدرة للتعذر أو الثقل أو نحوه.
فإن كان جملة، أو شبه جملة فإنه يكون حينئذ في محل رفع خبر، وليس مرفوعا رفعًا لفظيًا، المسند إلى المبتدأ احتراز من الاسم المرفوع إذا كان ليس مع مبتدأ، كما في حالة الاسم المرفوع، إذا كان مع الفعل، أو نحو ذلك، والذي +فهمنا+ …..
هو أخذه بالأصل بالأكثر وبالأشهر فقط ، نعم وإلا فإن الخبر يكون -كما سيأتي يكون- جملة فعلية، هو نفسه ذكر هذا، يكون جملة فعلية ، ويكون جملة اسمية، لكنه أخذه بالأشهر وبالأكثر، وأخذ الأكثر منه، وهو وضعه في حالة الإفراد، أنه اسم مرفوع.
ولا بد من أن نشير إلى أنه هو الذي تتم به الفائدة الذي تتم به الفائدة مع مبتدأ أو وصف كما هو يرد في بعض التعريفات الأخرى تعريف المؤلف هنا للخبر يعني: ليس تامًا كاملًا لدرجة كافية، وإن كان يغني إلى حد ما، لكن هناك تعريفات أتم وأدق وأشمل للخبر ، بأن الخبر هو الجزء المتم الفائدة مع مبتدأ.
الخبر هو الجزء المتم الفائدة مع مبتدأ، إذا قلت بهذا الشكل دخل المفرد، ودخل الجملة، وخرج ما أتم الفائدة مع فاعل، مع فعل، وخرج ما أتم الفائدة مع حرف ناسخ، وخرج ما أتم الفائدة مع أي شيء آخر، إذا قلت: إن الخبر هو الجزء المتم للفائدة مع مبتدأ، فإنه يكون تعريفًا جيدًا.
أما كلمة "اسم مرفوع" فإنها ليست دقيقة؛ لأنه يكون جملة فعلية ويكون جملة اسمية، ولا يظهر فيه الرفع، وإن كان الرفع من أحكامه ، سواء كان رفعًا لفظيا، أو كان رفعًا محليا، أو تقديريا.
مَثَّل المؤلف بهذه الأمثلة كتمثيله في باب الفاعل؛ ليرمز إلى شيء معين، فقال: نحو قولك: زيد قائم، والزيدان قائمان، والزيدون قائمون، نَوَّعَ هذه الأمثلة لماذا؟ ليدل علي أمور منها أن المبتدأ يقع مفردا، ويقع مثنًى وجمعًا، وأن الخبر كذلك. وأنه لا بد فيهما من المطابقة.
لا بد فيهما من المطابقة، فلا يصح أن يكون المبتدأ مفردا والخبر مثنى، أو جمعا، ولا يصح العكس، لا بد من المطابقة بين المبتدأ والخبر في الإفراد والتثنية والجمع.
وكذلك من أغراضه من هذا التمثيل أن يبين لك أن المبتدأ يعني: سواء رفع بحركة، أو كانت علامة الإعراب فيه حركة، أو كانت علامة الإعراب فيه حرفا كالألف في الزيدان، وكالواو في الزيدون).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#7

7 Nov 2008

العناصر

المبتدأ والخبر
سبب جمع المؤلف بين المبتدأ والخبر
أسماء هذا الباب
الاسم الأول: (باب المبتدأ والخبر) وهو المشهور عند النحاة
الاسم الثاني: (باب المبني والمبني عليه) ذكره سيبويه
الاسم الثالث: (الموضوع والمحمول) وهو المشهور عند المناطقة
الاسم الرابع: (المسند والمسند إليه) وهو المشهور عند البلاغيين

عبد العزيز بن داخل المطيري

#8

7 Nov 2008

الأسْئِلةٌ

س1: مَا هُوَ المبتدأُ؟
س2: مَا هُوَ الخبرُ؟
س3: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ المبتدأُ؟
س4: مثِّلْ لِلمبتدأِ الظَّاهرِ، مثِّلْ لِلمبتدأِ المضمرِ.
س5: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ المضمرُ الذي يقعُ مبتدأً؟
س6: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ الخبرُ الجملةُ؟
س7: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ الخبرُ شبهُ الجملةِ.
س8: مَا الذي يربطُ الخبرَ الجملةَ بالمبتدأِ؟
س9: فِي أيِّ شىءٍ تجبُ مطابقةُ الخبرِ للمبتدأِ.
س10: مثِّلْ لِكلِّ نوعٍ مِن أنْوَاعِ الخبرِ بمثاليْنِ.