3 Nov 2008
المفعول الذي لم يسمَّ فاعله
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ المَفْعُولِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ
وَهُوَ: الاسْمُ المَرْفُوعُ، الَّذِي لَمْ يُذْكَرْ مَعَهُ فَاعِلُهُ.
فَإِنْ
كَانَ الفِعْلُ مَاضِياً ضُمَّ أَوَّلُهُ وَكُسِرَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ،
وَإِنْ كَانَ مُضَارِعاً ضُمَّ أَوَّلُهُ وَفُتِحَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ.
وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ:
ظَاهِرٌ، وَمُضْمَر.
فَالظَّاهِر نَحْوُ قَوْلِكَ: ضُرِبَ زَيْدٌ، ويُضْرَبُ زَيْدٌ، وأُكْرِمَ عَمْرٌو، ويُكْرَمُ عَمْرٌو.
والمُضْمَر اثْنَا عَشَرَ؛ نَحْوُ قَـوْلِكَ:ضُرِبْتُ، وَضُرِبْنَا، وَضُرِبْتَ، وَضُرِبْتِ،
وَضُرِبْتُمَا، وَضُرِبْتُم، وَضُرِبْتُنَّ، وَضُرِبَ، وَضُرِبَتْ، وَضُرِبَا، وَضُرِبُوا، وَضُرِبْنَ).
التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ المَفْعُولِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ(1)
وَهُوَ: الاسْمُ المَرْفُوعُ، الَّذِي لَمْ يُذْكَرْ مَعَهُ فَاعِلُهُ.
فَإِنْ
كَانَ الفِعْلُ مَاضِياً ضُمَّ أَوَّلُهُ وَكُسِرَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ،
وَإِنْ كَانَ مُضَارِعاً ضُمَّ أَوَّلُهُ وَفُتِحَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ(2).
وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ:
ظَاهِرٌ، وَمُضْمَر.
فَالظَّاهِر نَحْوُ قَوْلِكَ: ضُرِبَ زَيْدٌ، ويُضْرَبُ زَيْدٌ، وأُكْرِمَ عَمْرٌو، ويُكْرَمُ عَمْرٌو.
والمُضْمَر اثْنَا عَشَرَ؛ نَحْوُ قَـوْلِكَ:ضُرِبْتُ، وَضُرِبْنَا، وَضُرِبْتَ، وَضُرِبْتِ،
وَضُرِبْتُمَا، وَضُرِبْتُم، وَضُرِبْتُنَّ، وَضُرِبَ، وَضُرِبَتْ، وَضُرِبَا، وَضُرِبُوا، وَضُرِبْنَ(3) ).
الشرح:
قال الشيخ محمد محيي الدين عبد الحميد (ت: 1392هـ): (النائب عن الفاعل
(1) قدْ يَكُونُ الكلاَمُ مؤلَّفاً مِن فِعْلٍ وفَاعِلٍ ومَفْعُولٍ بهِ، نحْوُ
(قَطَعَ مَحْمُودٌ الغُصْنَ) ونحْوُ (حَفِظَ خَلِيلٌ الدَّرْسَ) ونحْوُ (يَقْطَعُ إِبْرَاهِيمُ الغُصْنَ) و(يَحْفَظُ عَلِيٌّ الدَّرْسَ).
وقدْ
يَحذِفُ المُتكلِّمُ الفَاعِلَ مِن هذَا الكلاَمِ ويكتفِي بذكرِ الفِعْلِ
والمَفْعُولِ، وحينئذٍ يجبُ عَلَيْهِ أن يُغيِّرَ صورةَ الفِعْلِ، ويغيِّرَ
صورةَ المَفْعُولِ أيضاً. أمَّا تغييرُ صورةِ الفِعْلِ فسيأْتِي الكلاَمُ عَلَيْهِ. (نائبَ الفَاعِلِ) أوْ (المَفْعُولَ الذي لَمْ يُسَمَّ فاعلُهُ). (2) ذَكَرَ المصنِّفُ فِي هذِهِ العباراتِ التّغييراتِ التي تحدثُ فِي الفِعْلِ عنْدَ حذفِ فاعلِهِ وإسنادِهِ إلَى المفعولِ: أقسام نائب الفاعل: وأنْوَاعُ كلِّ قسمٍ من الضَّميرِ اثنا عشرَ: وقدْ ذكرْنَا تفصيلَ ذلكَ كلِّهِ فِي بابِ الفَاعِلِ، فلا حاجةَ بنا إلَى تَكرارِهِ هنا. تدريبٌ عَلَى الإعرابِ: (يُحترَمُ العالِمُ)، (أُهِينَ الجَاهلُ).
وأمَّا تغييرُ صورةِ المَفْعُولِ فإنَّهُ بعْدَ أن كانَ مَنْصُوباً يُصَيِّرُهُ مرْفُوعاً، ويعطيهِ أحكامَ الفَاعِلِ:
-وتأنيثِ فعلِهِ لهُ إنْ كانَ مؤنَّثاً، وغيرِ ذلكَ.
ويُسمَّى حينئذٍ:
-وإنْ
كانَ الفِعْلُ مُضَارِعاً ضُمَّ أوَّلُهُ وفُتِحَ الحَرْفُ الذي قبْلَ
آخِرِهِ؛ فتقُولُ (يُقْطَعُ الغُصْنُ) و(يُحْفَظُ الدَّرْسُ).
- إلَى ظاهرٍ.
-ومضمرٍ، والمضمرُ إلَى:
-متَّصلٍ.
-ومنفصلٍ.
-وخمسةٌ للمخاطَبِ.
-وخمسةٌ للغائبِ.
1-يُحترَمُ:
فِعْلٌ مُضَارِعٌ مبنِيٌّ لِلمجهُولِ، مرفُوعٌ لِتَجَرُّدِهِ من النَّاصبِ
والجَازمِ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
العالِمُ: نائبُ فَاعِلٍ، مرفُوعٌ وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.
2-أُهِينَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ للمجهُولِ، مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ من الإعْرَابِ.
الجَاهلُ: نائبُ فَاعِلٍ، مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ المَفْعُولِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ(1)
وَهُوَ:الاسْمُ، المَرْفُوعُ(2)، الَّذِي لَمْ يُذْكَرْ مَعَهُ فَاعِلُهُ(3).
- فَإِنَ كَانَ الفِعْلُ مَاضِياً ضُمَّ أَوَّلُهُ وَكُسِرَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ (4).
-وَإِنْ كَانَ مُضَارِعاً ضُمَّ أَوَّلُهُ وَفُتِحَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ(5).
وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ:
-ظَاهِرٌ.
-وَمُضْمَر(6).
فَالظَّاهِر
نَحْوَ قَوْلِكَ: (ضُرِبَ زَيْدٌ، ويُضْرَبُ زَيْدٌ(7)، وأُكْرِمَ عَمْرٌو ويُكْرَمُ عَمْرٌو(8).
والمُضْمَر
نَحْوُ
قَوْلِكَ: ضُرِبْتُ، وَضُرِبْنَا(9)، وَضُرِبْتَ، وَضُرِبْتِ(10)،
وَضُرِبْتُمَا، وَضُرِبْتُم، وَضُرِبْتُنَّ(11)، وَضُرِبَ، وَضُرِبَتْ،
وَضُرِبَا، وَضُرِبُوا، وَضُرِبْنَ(12) ).
الشرح:
قال الشيخ عبد الرحمن بن
محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) أي: الـَّذي لم يـُذكـَرْ معه فاعلُ فعلِهِ، وعبارةُ المتأخِّرينَ:
النَّائبُ عن الفاعلِ، وهي: أحسنُ وأعمُّ.
(2) أي: النـَّائبُ عن الفاعلِ، هو:
الاسمُ الصَّريحُ،كـ (ضُرِبَ زيدٌ)، أو المؤوَّلُ، كـ (أُحبُّ أن تُقْرَأَ).
وقولُهُ: المرفوعُ، أي: حكمُهُ الرَّفعُ:
-إمَّا لفظًا، كـ (ضُربَ زيدٌ).
-أو تقديرًا كـ (ضُرِبَ الفتى).
-أو محلاًّ، كـ (ضُرِبَ هذا والفتى)
وذا: كُلٌّ منها نائبُ فاعلٍ.
(3) أي: الـَّذي حـُذِفَ فاعلـُهُ، وأُقيمَ مفعولُهُ مقامَهُ، في رفعِهِ، وعمديَّتِهِ، ووجوبِ تأخيرِهِ عن الفعلِ، وتأنيثِ الفعلِ لتأنيثِهِ، نحو قولِكَ: (ضُرِبَ زيدٌ)، والأصلُ: (ضَرَب عمرٌو زيدًا)، فَحُذِف عمرو لغرضٍ، وبقيَ الفعلُ محتاجًا إلى ما يسندُ إليه، فأُقيمَ المفعولُ به مُقَامَ الفاعلِ في الإسنادِ إليهِ، فصارَ مرفوعًا بعدَ أن كانَ منصوبًا، فالتبسَ بالفاعلِ صورةً، فاحتيجَ إلى تمييزِ أحدِهِمَا عن الآخرِ، فَأُبْقِيَ الفعلُ مع الفاعلِ على أصلِهِ، وغُيِّرَ مع نائبِهِ في الماضي والمضارعِ.
(4) أي: إذا أردْتَ تمييزَ المبنيِّ للمفعولِ، من المبنيِّ للفاعلِ.
فإن كانَ الفعلُ ماضيًا ضُمَّ أَوًّلُه وَكُسِرَ ما قبلَ آخرِهِ إن لم يكنْ مكسورًا، تحقيقًا كضُرِبَ، أو تقديرًا كـ (قيلَ، وبيعَ، وشُدَّ).
(5) إن لم يكنْ مفتوحًا
-تحقيقًا، كـ (يُضرَبُ). -أو تقديرًا، نحو: (يُقالُ، ويُباعُ، ويُشدُّ). (6) أي:النـَّائبُ عن الفاعلِ قسمان: -ظاهرٌ، وأقسامُهُ كثيرةٌ، تبلغُ أربعينَ صورةً، كما تقدَّمَ في الفاعلِ. -ومضمَرٌ وهو: ما دلَّ على غيبةٍ، أو حضورٍ، كما مُثِّلَ. (7) أي: فنائبُ الفاعلِ الظَّاهرُ المسندُ إليه الماضي، نحو قولِكَ: (ضُرِبَ زيدٌ): فضُرِبَ فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمجهولِ. وزيدٌ نائبُ فاعلٍ مرفوعٌ.
والظَّاهرُ المسندُ إليه المضارعُ، نحو قولِكَ: (يُضرَبُ زيدٌ):
فيُضْرَبُ :فعلٌ مضارعٌ مبنيٌّ للمجهولِ.
وزيدٌ :نائبُ فاعلٍ مرفوعٌ.
(8) وإعرابـُهما كما مرَّ، وهكذا ما بقيَ من أقسامِ الظَّاهرِ، المتقدِّمةِ في بابِ الفاعلِ.
(9) أي: ونائبُ الفاعلِ المضمرُ،وهو قسمانِ أيضًا:
-متَّصلٌ.
- ومنفصلٌ.
والمتَّصلُ نحو قولِكَ: ضُرِبتُ:
فضُرِبَ :فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمجهولِ.
والتَّاءُ: ضميرُ المتكلِّمِ وحدَهُ متَّصلٌ مبنيٌّ على الضَّمِّ، محلُّهُ رفعٌ نائبُ فاعلٍ.
وضُرِبْنا:
ضُرِبَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ للمجهولِ.
ونا: ضميرُ المتكلِّمِ، ومعه غيرُهُ، أو المعظِّمِ نفسَهُ، مبنيٌّ على السُّكونِ، محلُّهُ رفعٌ نائبُ فاعلٍ.
(10) ضُرِبْتَ للمخاطبِ المفردِ.
وضُرِبْتِ للمخاطبةِ المفردةِ.
(11) ضـُربتـُما للمثنـَّى المخاطبِ مطلقًا.
وضُربتُمْ لجمعِ الذُّكورِ المخاطَبينَ.
وضُربتنّ َ لجمعِ الإناثِ المخاطباتِ.
فالفعلُ: في الجميعِ مضمومُ الأوَّلِ، مكسورُ ما قبلَ الآخرِ.
والتَّاءُ: نائِبُ فاعلٍ، وهذا كلُّهُ للحاضرِ.
(12) ضـُرِبَ للغائبِ المفردِ.
وضُرِبَتْ للغائبةِ المفردةِ.
وضُرِبَا للمثنَّى المذكَّرِ.
وأَهْمَلَ ضُرِبتَا للمثنَّى المؤنَّثِ الغائبِ.
وضُرِبُوا لجماعةِ الذُّكورِ الغائبينَ.
وضُرِبْنَ لجماعةِ الإناثِ الغائباتِ.
هذا كلُّهُ في المتَّصلِ.
وتقولُ في المنفصِلِ: (ما ضُرِبَ إلا أنا)، و(ما ضُرِبَ إلا نحن)، إلى آخرِهَا.
والفعلُ في الجميعِ: مضمومُ الأوَّلِ مكسورُ ما قبلَ الآخرِ، وتجري في المضارعِ كالماضي).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (بَابُ المَفْعُولِ الَّذِي لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ(1)
وَهُوَ: الاسْمُ المَرْفُوعُ، الَّذِي لَمْ يُذْكَرْ مَعَهُ فَاعِلُهُ(2).
فَإِنْ
كَانَ الفِعْلُ مَاضِياً ضُمَّ أَوَّلُهُ وَكُسِرَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ(3)،
وَإِنْ كَانَ مُضَارِعاً ضُمَّ أَوَّلُهُ وَفُتِحَ مَا قَبْلَ آخِرِهِ(4).
وَهُوَ عَلَى قِسْمَيْنِ:
ظَاهِرٌ، وَمُضْمَر(5).
فَالظَّاهِر(6) نَحْوُ قَوْلِكَ: ضُرِبَ زَيْدٌ، ويُضْرَبُ زَيْدٌ، وأُكْرِمَ عَمْرٌو، ويُكْرَمُ عَمْرٌو.
والمُضْمَر اثْنَا عَشَرَ(7)؛ نَحْوُ قَـوْلِكَ:ضُرِبْتُ، وَضُرِبْنَا، وَضُرِبْتَ، وَضُرِبْتِ،
وَضُرِبْتُمَا، وَضُرِبْتُم، وَضُرِبْتُنَّ، وَضُرِبَ، وَضُرِبَتْ، وَضُرِبَا، وَضُرِبُوا، وَضُرِبْنَ).
الشرح:
قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (1) بابُ المفعولِ الَّذي لم يسمّ فاعلُهُ
هذه عبارةُ المتقدّمين،واعتُرِضَ عليها من وجهين:
الوجهُ الأوَّلُ:أنَّها لا تشملُ إنابةَ المصدرِ والظَّرفِ والجارِّ والمجرورِ.
والثَّاني:أنَّها
تقتضي جوازَ إقامةِ المفعولِ الثَّاني في بابِ كسا وأعطى مقامَ الفاعلِ،
ولا يصحُّ أن يُقالَ (كُسي زيداً جُبَّةٌ)، ولا (أُعطي زيدًا درهمٌ)، فلا
يقومُ مقامَ الفاعلِ إلا المفعولُ الأوَّلُ.
ولأجلِ ذلك اعترض ابنُ مالكٍ على هذه العبارةِ، وترجم بقولِهِ: النَّائبُ عن الفاعلِ، وهي أحسنُ من عبارةِ المتقدِّمين لوجهين:
الأوَّلُ:أنَّها شاملةٌ لما تقدَّمَ.
والثَّاني:أنَّها أخصرُ من عبارةِ المتقدِّمين.
ويمكنُ الجوابُ عن المتقدِّمين بأنَّ عبارتَهُم صارت علَمًا على كلِّ فعلٍ حُذِفَ فاعلُهُ.
(2) قوله: (وهو الاسمُ) أي اصطلاحاً، واحترز بذلك عن الفعلِ والحرفِ، فإنَّهما لا يقومان مقامَ الفاعلِ.
قوله: (والمرفوعُ):
-إمَّا لفظا كـ(ضُربَ زيدٌ). في الأمثلةِ المذكورةِ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ لما لم يسمَّ فاعلُهُ. ووجوبُ تأخيرِهِ عن الفعلِ بعد أن كان جائزَهُ، واتّصالُهُ بالفعلِ بعد أن كان جائزَ الانفصالِ، -كتصحيحِ السَّجعِ كما في قولِهِ: (مَنْ طابَتْ سريرتُهُ حُمِدَتْ سيرتُهُ)، فلو قيل: حمدَ النّاسُ سيرتَهُ لاختلّ السّجعُ. وماالـمـالُ والأهلـونَ إلا ودائعُ قوله: (ضُمَّ أوّلُهُ وكُسِرَ ما قبلَ آخرِهِ) إمَّا: (4) قوله: (وإن كان مضارعًا ضُمَّ أوَّلُهُ وفُتِحَ ما قبلَ آخرِهِ) إمَّا: قوله: (ظاهرٌ ومضمرٌ): ومثلُهَا الأربعةُ المسنَدةُ: - والمضافُ إلى ياءِ المتكلِّمِ كـ(ضُربَ أبي). (7) قوله: (والمضمرُ اثنا عشرَ) اثنان للمتكلِّمِ وهما: ضُرِبْتُ وضُرِبْنَا. ولا يخفى عليك أمثلتُهَا وإعرابُهَا).
-أو تقديرًا كـ(ضُربَ الفتى).
-أو مرفوعٌ محلاًّ كقولِكَ: (ضُربَ هذا).
فضُربَ
قوله: (الَّذي لم يُذكرْ معه فاعلُهُ) أي الَّذي حُذِفَ فاعلُهُ وأُقيم مفعولُهُ مقامَهُ في رفعِهِ بعد أن كان منصوباً، وصار عمدةً بعد أن كان فضلةً،
وتأنيثُ الفعلِ لتأنيثِهِ، مثالُ ذلك: (ضُربَ زيدٌ)،
فإنَّ الأصلَ: (ضَرَبَ عمرو زيدًا)، فحُذِفَ الفاعلُ وهو عمرو لغرضٍ من الأغراضِ وأُقيمَ المفعولُ مقامَهُ.
والغرضُ الّذي يُحذَفُ له الفاعلُ:
إمَّا معنويٌّ:
-كالعلمِ به كما في قولِهِ تعالى: {وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفًا}، الأصلُ واللهُ أعلمُ: وخلقَ اللهُ الإنسانَ ضعيفًا، فحُذِفَ الفاعلُ وهو لفظُ الجلالةِ للعلمِ به.
-أو الخوفِ عليه كقولِكَ: (شُتِمَ الأميرُ)، فحُذفَ الفاعلُ للخوفِ عليه.
-أو الخوفِ منه كقولِكَ: (غُصِبَ المالُ)، والأصلُ غصبَ الظّالمُ المالَ، فحُذفَ الفاعلُ للخوفِ منه.
-أو حُذِفَ لتعظيمِهِ كقولِكَ: (ضُرِبَ الزّبّالُ)، والأصلُ ضربَ السّلطانُ الزّبّالَ، فحُذِفَ الفاعلُ وهو السّلطانُ تعظيماً له.
-أو تحقيرِهِ كقولِكَ: (ضُربَ السّلطانُ) والأصل ضربَ الزّبّالُ السّلطانَ، فحُذفَ الزّبّالُ لحقارتِهِ.
أو لفظيٌّ:
ولا بــدّ يــومــا أن تــُرَدَّ الـودائعُ
فقولُهُ أنْ تُرَدَّ الودائعُ أصلُهُ أن يردَّ اللهُ الودائعَ، فحُذفَ الفاعلُ لتصحيحِ النّظمِ.
(3) قوله: (فإن كان الفعلُ ماضيًا ضُمَّ أوَّلُهُ)
هذه الفاءُ فاءُ الفصيحةِ واقعةٌ في جوابِ شرطٍ مقدّرٍ تقديرُهُ: إذا
أردتَ تمييزَ المبنيِّ للمفعولِ من المبنيِّ للفاعلِ، فإن كان الفعلُ إلخ.
-أو
تقديرًا كـ(بيعَ وقيلَ) وأصلُ بِيعَ بُيِعَ بضمِّ الباءِ الموحَّدةِ وكسرِ
الياءِ، فنُقِلَتْ حركةُ الياءِ المثنّاةِ للباءِ الموحّدةِ بعد سلبِ
حركتِهَا،
فصارَ بِيعَ، وأصلُ قِيلَ قُولَ بضمِّ القافِ وكسرِ الواوِ، واستُثقِلَتِ الكسرةُ على الواوِ فنُقِلَتْ إلى ما قبلَهَا وهو القافُ،
فصارت الواوُ ساكنةً والقافُ متحرّكةً، فوقعتِ الواو إثرَ كسرةٍ فقُلِبَتْ ياءً لمناسبةِ الكسرةِ فصار قِيلَ.
-وإمَّا
تقديرًا كـ(يُقالُ ويُباعُ) أصلُهُمَا يقْوُلُ ويَبْيِعُ، نُقلَتْ حركةُ
الواوِ والياءِ إلى السَّاكنِ قبلَهُما فتحرَّكَا بحسبِ الأصلِ وانفتحَ ما
قبلَهُما الآن، قُلِبَ كلٌّ من الواوِ والياءِ ألفاً فصار يُقالُ ويُباعُ.
(5) قوله: (وهو على قسمين) الأَوْلى حذفُ على إذ لا معنى للاستعلاءِ.
(6) فالظَّاهرُ أقسامُهُ كثيرةٌ تبلغُ أربعين صورةً، أربعةً للمذكّرِ وهي:
- والمثنَّى المذكّرُ كـ(ضُرِبَ الزَّيدانِ).
-وجمعُ المذكَّرِ كـ(ضُرِبَ الزَّيدون).
-وجمعُ التَّكسيرِ كـ(ضُرِبَ الزُّيودُ).
فهذه الأقسامُ الأربعةُ يرفعُهَا الماضي والمضارعُ.
-والمثنَّى المؤنّثُ كـ(ضُرِبَت الهندانِ).
-وجمعُ المؤنَّثِ السّالمُ كـ(ضُرِبَتِ الهنداتُ).
-وجمعُ المؤنَّثِ المكسّرُ كـ(ضُربَتِ الهنودُ).
فهذه الأربعةُ يرفعُهَا الماضي والمضارعُ أيضا.
وهذان المثالان يرفعُهُمَا الماضي والمضارعُ، فهذه عشرون، والفاعلُ فيها إمَّا نكرةٌ أو معرفةٌ.
-المفردُ المخاطبُ.
-والمفردةُ المخاطبةُ.
-والمثنَّى المخاطبُ.
- وجمعُ المذكَّرِ المخاطبُ.
-وجمعُ المؤنَّثِ المخاطبُ.
وخمسةٌ للغائبِ وهي:
-المفردُ الغائبُ.
-والمفردةُ الغائبةُ.
-والمثنَّى الغائبُ.
- وجمعُ المذكَّرِ الغائبُ.
-وجمعُ المؤنّثةِ الغائبةُ.
شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي
قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): (بابُ المفعولِ
(1) تَقَدَّمَ إعرابُه.
و (الذي): اسمٌ موصولٌ نعتٌ لـلمفعولِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ جَرٍّ؛ لأنه اسمٌ مَبْنِيٌّ لا يَظْهَرُ فيه إعرابٌ.
(لم): حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.
(يُسَمَّ): فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه مجزومٌ بـ لمْ، وعلامةُ جَزْمِه حَذْفُ الألِفِ، والفتحةُ قَبْلَها دليلٌ عليها.
و (فاعلُه): نائبُ فاعلِ يُسَمَّ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
وفاعلُ: مضافٌ.
والهاءُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ جَرٍّ. (وهو): الواوُ للاسْتِئنافِ.
هو: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
(الاسمُ): خبرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بالضَّمَّةِ.
(المرفوعُ): نعتُ الاسمُ ونعتُ المرفوعِ مرفوعٌ.
(الذي): اسمٌ موصولٌ نعتٌ ثانٍ لـ الاسمُ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
(لم): حَرْفُ نفْيٍ وجَزْمٍ وقَلْبٍ.
(يُذْكَرْ): فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه مجزومٌ بـ لمْ، وعلامةُ جزمِه السكونُ.
(معَه):مع:ظرفُ مكانٍ منصوبٌ علَى الظرفيَّةِ بـ يُذْكَرْ، وعلامةُ نَصْبِه الفتحةُ الظاهرةُ.ومع: مضافٌ.
والهاءُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ جَرٍّ.
(فاعلُه): نائبُ فاعلِ يُذْكَرْ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
وفاعلُ: مضافٌ.
والهاءُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ جَرٍّ.
يَعْنِي:
أنَّ المفعولَ الذي يَقومُ مُقامَ فاعلِه في جميعِ أحكامِه هو الاسمُ المرفوعُ الذي لم يُذْكَرْ معه فاعلُه بأنْ حُذِفَ لغَرَضٍ مِن الأغراضِ المذكورةِ في عِلْمِ البيانِ.
-كالعِلْمِ به: كما في قولِه تعالَى: {وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا}،
والأصلُ: وخَلَقَ اللهُ الإنسانَ، برَفْعِ لفظِ الجلالةِ علَى الفاعلِيَّةِ، ونَصْبِ الإنسانِ علَى المفعوليَّةِ، فحُذِفَ الفاعلُ الذي هو اللهُ للعِلْمِ به، فبَقِيَ الفعلُ مُحتاجًا إلَى ما يُسْنَدُ إليه فأُقِيمَ المفعولُ به مُقامَ الفاعلِ في الإسنادِ إليه؛ فأُعْطِيَ جميعَ أحكامِ الفاعلِ فصارَ مَرفوعًا بعدَ أن كان مَنصوبًا، فالْتَبَسَتْ صُورتُه بصورةِ الفاعلِ فاحتيجَ إلَى تَمييزِ أحدِهما عن الآخَرِ؛ فبَقِيَ الفعلُ مع الفاعلِ علَى صِيغتِه الأصليَّةِ، وغُيِّرَ مع نائبِه ثم بَيَّنَ كيفيَّةَ تغييرِ الفعلِ بقولِه:
(2) (فإنْ كان): الفاءُ: فاءُ الفصيحةِ.
وإنْ: حرفُ شَرْطٍ جازمٌ يَجْزِمُ فعلينِ:
الأوَّلُ فعلُ الشرْطِ. والثاني جوابُه وجزاؤُه. وكان: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرفعُ الاسمَ ويَنصِبُ الخبرَ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جَزْمٍ بـ إنْ فِعْلُ الشرطِ. و(الفعلُ): اسمُ كان مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ. و (ماضيًا): خَبَرُها منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ. (ضُمَّ): فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه، وهو جوابُ الشرطِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جزْمٍ. و (أَوَّلُه): نائبُ فاعلِ ضُمَّ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
وأَوَّلُ: مضافٌ.
والهاءُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ جَرٍّ.
(وكُسِرَ):الواوُ: حرفُ عطفٍ.
كُسِرَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
(ما): اسمٌ موصولٌ بمعنَى الذي نائبُ فاعلِ كُسِرَ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
(قبلَ): ظَرْفُ مكانٍ منصوبٌ علَى الظرفيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بفعْلٍ محذوفٍ تقديرُه: ثَبَتَ أو اسْتَقَرَّ، وقَبْلَ: مضافٌ.
و (آخِرِه): مُضافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.
وآخِرِ: مضافٌ.
والهاءُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الكسرِ في مَحَلِّ جَرٍّ.
يَعْنِي:
أنَّ الفعلَ الماضيَ يُغَيَّرُ مع نائبِ الفاعلِ بضَمِّ الأوَّلِ وكَسْرِ ما قبلَ الآخِرِ:
إمَّا تحقيقًا
نحوُ: {خُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا} وإعرابُه:
خُلِقَ:فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
والإنسانُ: نائبُ الفاعلِ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
وضَعيفًا: حالٌ مِن الإنسانِ.
وَإمَّا تقديرًا
كـ(بِيعَ الطعامُ)، والأصْلُ: بُيِعَ الطعامُ، بضَمِّ الباءِ الْمُوَحَّدَةِ وكَسْرِ الياءِ الْمُثَنَّاةِ تحتُ، فنُقِلَتْ حركةُ الياءِ إلَى ما قَبْلَها بعدَ سَلْبِ حركتِها، فصارَ: بِيعَ، بكسرِ الباءِ الموَحَّدِة وسكونِ الياءِ التحتيَّةِ، وإعرابُه:
بِيعَ:فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
والطعامُ: نائبُ فاعلٍ مرفوعٌ بالضَّمَّةِ.
وكذلك: (شُدَّ الحبلُ)، أصلُه: شُدِدَ، بضَمِّ الأوَّلِ وكَسْرِ ما قبلَ الآخِرِ، فأُدْغِمَت الدالُ في الدالِ فصارَ: شُدَّ، وإعرابُه:
شُدَّ:فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
والحبلُ:نائبُ الفاعلِ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
(3) (وإنْ كان):الواوُ: حرفُ عطفٍ.
إنْ: حرفُ شرطٍ جازمٌ يَجْزِمُ فعلينِ:
الأوَّلُ:فعلُ الشرطِ.
والثاني: جوابُه وجزاؤُه.
وكان: فعلٌ ماضٍ ناقصٌ يَرفعُ الاسمَ ويَنصِبُ الخبرَ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جزمٍ بـ إنْ فِعْلُ الشرطِ، واسمُ كان ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هو يعودُ علَى الفعلِ.
(مضارعًا): خبرُ كان منصوبٌ بالفتحةِ الظاهرةِ.
(ضُمَّ): فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه، وهو جوابُ الشرطِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جزْمٍ.
(أوَّلُه): نائبُ فاعلِ ضُمَّ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
وأَوَّلُ: مضافٌ.
والهاءُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ جَرٍّ.
(وفُتِحَ): الواوُ: حرفُ عطفٍ.
فُتِحَ: فعلٌ ماضٍ مبنيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
(ما): اسمٌ موصولٌ بمعنَى الذي نائبُ فاعلِ فُتِحَ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
(قبلَ): ظَرْفُ مكانٍ مَنصوبٌ علَى الظرفيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بفِعْلٍ محذوفٍ تقديرُه: ثَبَتَ أو اسْتَقَرَّ، وقَبْلَ: مضافٌ.
و (آخِرِه): مُضافٌ إليهِ مجرورٌ بالكسرةِ الظاهرةِ.
وآخِرِ: مضافٌ.
والهاءُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الكسرِ في مَحَلِّ جَرٍّ.
يَعْنِي:
أنَّ الفعلَ المضارِعَ يُغَيَّرُ مع نائبِ الفاعلِ بضَمِّ أوَّلِه وفَتْحِ ما قبلَ آخِرِه:
إمَّا تحقيقًا
نحوُ قولِك: (يُضْرَبُ زيدٌ)؛ بضَمِّ الأوَّلِ وفَتْحِ ما قبلَ الآخِرِ، وإعرابُه:
يُضْرَبُ:فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
وزيدٌ: نائبُ الفاعلِ مرفوعٌ بالضمَّةِ الظاهِرَةِ.
وَإمَّا تقديرًا
نحوُ: (يُباعُ الطعامُ)؛ إذ أَصْلُه: يُبْيَعُ بضَمِّ أوَّلِه وفتْحِ ما قبلَ آخِرِه، فنُقِلَتْ حركةُ ما قبلَ الآخِرِ إلَى الساكنِ قَبْلَه فصارَ الحرفُ الثاني مَفتوحًا وما قبلَ الآخِرِ ساكنًا تَحَرَّكَت الياءُ بِحَسَبِ الأصلِ وانْفَتَحَ ما قَبْلَها بِحَسَبِ الآنِ قُلِبَتْ أَلِفًا فصارَ: يُباعُ، وإعرابُه:
يُباعُ:فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
والطعامُ:نائبُ الفاعلِ مرفوعٌ بالضَّمَّةِ.
وكذلك: (يُشَدُّ الحبْلُ)، وأصلُه: يُشْدَدُ الحبلُ، بدالينِ فأُدْغِمَتْ إحداهما في الأخرَى، فصارَ: يُشَدُّ:
فـ يُشَدُّ: فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
والحبْلُ: نائبُ الفاعلِ، ولم يُذْكَرْ فعلُ الأمرِ لكونِه لا يَتَأَتَّى بِناؤُه للمفعولِ؛ لأنه يَلْزَمُ ذِكْرُ فاعلُه.
(4) (وهو):الواوُ للاسْتِئنافِ.
هو: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
(علَى قِسمينِ):علَى: حرفُ جرٍّ.
وقِسمينِ: مجرورٌ بـ علَى، وعلامةُ جرِّه الياءُ المفتوحُ ما قَبْلَها المكسورُ ما بعدَها نيابةً عن الكسرةِ؛ لأنه مُثَنًّى.
(ظاهرٍ): بالْجَرِّ علَى كونِه بدلاً من قسمينِ، وبالرفْعِ علَى كونِه خبرًا لمبتدأٍ محذوفٍ. (ومُضْمَرٍ): بالْجَرِّ عطفٌ علَى ظاهرٍ، وبالرفْعِ خبرُ مبتدأٍ محذوفٍ كما تَقَدَّمَ في الظاهرِ.
(5) (فالظاهرُ): الفاءُ: فاءُ الفصيحةِ. الظاهرُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.
(نحوُ): خبرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بالابتداءِ.
نحوُ: مضافٌ. و
(قولِك): مُضافٌ إليهِ مجرورٌ وعلامةُ جرِّه الكسرةُ الظاهرةُ.
وقولِ: مضافٌ.
والكافُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جَرٍّ.
(ضُرِبَ): بضَمِّ أوَّلِه وكَسْرِ ما قبلَ آخِرِه، وهو فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
(زَيْدٌ): نائبُ الفاعلِ مرفوعٌ، وعلامةُ رَفْعِه الضمَّةُ، وهذا مثالٌ للماضي الْمُجَرَّدِ مِن الزيادةِ.
(ويُضْرَبُ): بضَمِّ أوَّلِه وفَتْحِ ما قبلَ آخِرِه وإعرابُه: الواوُ: حرفُ عطفٍ.يُضْرَبُ: فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
(زيدٌ): نائبُ الفاعلِ مرفوعٌ وعلامةُ رَفْعِه الضمَّةُ، وهذا مِثالٌ للمضارِعِ الْمُجَرَّدِ مِن الزيادةِ. (وأُكْرِمَ): بضَمِّ أوَّلِه وكَسْرِ ما قبلَ آخِرِه وإعرابُه: الواوُ: حرفُ عطفٍ.أُكْرِمَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
(عمرٌو): نائبُ الفاعلِ مرفوعٌ وعلامةُ رَفْعِه الضَّمَّةُ. ويُكْرَمُ: بضَمِّ أوَّلِه وفَتْحِ ما قبلَ آخِرِه، وإعرابُه:
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
يُكْرَمُ: فعلٌ مضارِعٌ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
عمرٌو: نائبُ الفاعلِ مرفوعٌ بالضَّمَّةِ، وهذا مِثالٌ لنائبِ الفاعلِ مع الْمَزيدِ في الماضي والمضارِعِ.
والمرادُ بالمجَرَّدِ: ما كان وَزْنُه علَى وزنِ فَعَلَ كـ ضَرَبَ، فيقالُ: الضادُ فاءُ الكلمةِ، والراءُ عينُ الكلمةِ، والباءُ لامُ الكلمةِ؛ لأنها في مُقابَلَةِ الفاءِ والعينِ واللامِ في فَعَلَ.
والمرادُ بالمزيدِ:ما كان فيه زيادةٌ عن هذه الأَحْرُفِ الثلاثةِ، نحوُ: أُكْرِمَ؛ فإنه علَى وَزْنِ أُفْعِلَ. فيقالُ: الهمزةُ زائدٌةٌ لزيادتِها علَى الأَحْرُفِ الثلاثةِ، والكافُ فاءُ الكلمةِ، والراءُ عينُ الكلمةِ، والميمُ لامُ الكلمةِ.
(6) (والمُضْمَرُ): الواوُ للاسْتِئنافِ، أو حرفُ عطفٍ.
المُضْمَرُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.
(نحوُ): خبرُ المبتدأِ مَرفوعٌ بالابتداءِ.
والجملةُ مستأنَفَةٌ أو مَعطوفةٌ علَى جُملةِ فالظاهِرُ.
ونحوُ: مضافٌ.
وقولِ: مِن (قولِك): مُضافٌ إليهِ مجرورٌ، وعَلامةُ جَرِّهِ كسْرةٌ ظاهِرَةٌ في آخِرِه.
وقولِ: مضافٌ.
والكافُ: مُضافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ جَرٍّ.
(ضُرِبْتُ): بضَمِّ الضادِ وكَسْرِ الراءِ وضَمِّ التاءِ للمُتَكَلِّمِ، وإعرابُه: ضُرِبَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.والتاءُ: ضَميرُ المتكلِّمِ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
(وضُرِبْنا): بضَمِّ الضادِ وكَسْرِ الراءِ للمتكلِّمِ ومعه غيرُه، أو الْمُعَظِّمِ نفسَه، وإعرابُه: الواوُ:حرفُ عطفٍ.
ضُرِبَ:فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.
ونا: ضميرُ المتكلِّمِ ومعه غيرُه أو الْمُعَظِّمِ نفسَه، نائبُ فاعلٍ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ. (وضُرِبْتَ): بضَمِّ الضادِ وكَسْرِ الراءِ وفَتْحِ التاءِ للمخاطَبِ الْمُذَكَّرِ، وإعرابُه:
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ضُرِبَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
والتاءُ: ضميرُ المخاطَبِ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
(وضُرِبْتِ): بضَمِّ الضادِ وكَسْرِ الراءِ والتاءِ للمخاطَبَةِ المُؤَنَّثةِ، وإعرابُه:
الواوُ: حرفُ عطفٍ،
ضُرِبَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.
والتاءُ: ضميرُ المخاطَبَةِ المُؤَنَّثةِ نائبُ فاعلٍ مَبْنِيٌّ علَى الكسرِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
(وضُرِبْتُمَا): بضمِّ الضادِ وكسْرِ الراءِ وضَمِّ التاءِ للمُثَنَّى المخاطَبِ مُطْلَقًا، وإعرابُه:
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ضُرِبَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.
والتاءُ: ضميرُ المخاطَبينَ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
والميمُ: حرْفُ عِمادٍ.
والألِفُ: حرفٌ دالٌّ علَى التثنيةِ.
(وضُرِبْتُمْ): بضمِّ الضادِ وكَسْرِ الراءِ وضَمِّ التاءِ، وإعرابُه:
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ضُرِبَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
والتاءُ: ضميرُ المخاطَبينَ الْمُذَكَّرِينَ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
والميمُ: علامةُ الجمعِ.
(وضُرِبْتُنَّ): بضَمِّ الضادِ وكَسْرِ الراءِ وضَمِّ التاءِ، وإعرابُه:
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ضُرِبَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.
والتاءُ: ضميرُ النِّسوةِ المخاطَباتِ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
والنونُ: علامةُ جَمْعِ النِّسوةِ.
والحاصلُ:
أنَّ التاءَ في الجميعِ نائبُ الفاعلِ، وما اتَّصَلَ بها حروفٌ دَالَّةٌ علَى المعنَى المرادِ مِن: تثنيةٍ، وجَمْعٍ، وتذكيرٍ وتأنيثٍ:
وضَمُّوا التاءَ مع الْمُتكلِّمِ
لأنَّ الضمَّ مِن الشَّفَتَينِ ويَحتاجُ في النُّطْقِ لتحريكِ عُضوينِ؛ فكان أَقْوَى مما بعدَه؛ وأُعْطِيَ للمُتَكَلِّمِ طَلَبًا للتناسُبِ.
وفَتحوها مع المخاطَبِ
المذَكَّرِ لأنَّ الفتحَ مِن أقصَى الْحَنَكِ فكان ضَعيفًا عن الضَّمِّ؛ فأُعْطِيَ للمخاطَبِ لضَعْفِه عن المتكلِّمِ.
وكَسَرُوها مع المخاطَبَةِ المُؤَنَّثة
لكونِ الكَسْرِ مِن وَسَطِ الحنَكِ فكان بَيْنَ الْمَخرجينِ؛ فأُعْطِيَ للمُؤَنَّثةِ المخاطَبَةِ جبرًا لِمَا فاتَها مِن القوَّةِ.
فهذه الأقسامُ السبعةُ للحاضِرِ متَكَلِّمًا كان أو مخاطَبًا.
وَأَمَّا أمثلةُ الغائبِ فأشارَ لها بقولِه:
(وضُرِبَ): بضَمِّ الضادِ وكَسْرِ الراءِ وفَتْحِ الباءِ؛ للمُذَكَّرِ الغائبِ، وإعرابُه:
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ضُرِبَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.
ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هو.
(وضُرِبَتْ): بضَمِّ الضادِ وكسْرِ الراءِ وفتحِ الباءِ وسكونِ التاءِ؛ للغائبةِ المُؤَنَّثةِ، وإعرابُه:
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ضُرِبَ:فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.
والتاءُ: علامةُ التأنيثِ.
ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ جوازًا تقديرُه هي.
(وضُرِبَا): بضمِّ الضادِ وكسْرِ الراءِ؛ للمُثَنَّى الغائبِ المذَكَّرِ، وإعرابُه:
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ضُرِبَ:فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.
والألفُ:نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
ولم يَذْكُر الْمُصَنِّفُ ضميرَ الْمُثَنَّى الغائبَ المُؤَنَّثَ، ومِثالُه:
ضُرِبَتَا، بضَمِّ الضادِ وكَسْرِ الراءِ، وإعرابُه:
ضُرِبَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.
والتاءُ: علامةُ التأنيثِ، وحُرِّكَتْ بالفتحِ لمناسَبَةِ الألفِ.
والألفُ: نائبُ الفاعلِ.
(وضُرِبُوا): بضمِّ الضادِ وكَسْرِ الراءِ؛ لِجَمْعِ الغائبِينَ الْمُذَكَّرِينَ، وإعرابُه:
الواوُ: حرفُ عطفٍ.
ضُرِبَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.
والواوُ: ضميرُ الذكورِ الغائبينَ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.والألِفُ التي بعدَ الواوِ: زائدةٌ فَرْقًا بَيْنَ واوِ الجمْعِ وواوِ الْمُفْرَدِ في نحوِ:
(زيدٌ يدعو ويَغزو)، و(الزيدونُ لن يَدْعُوا ولن يَغْزُوا)؛ لأن صورةَ الفعلِ فيهما واحدةٌ؛ فَفَرَّقوا بَيْنَ الواوينِ بوُجودِ الألِفِ بعدَ واوِ الجمْعِ وإسقاطِها بعدَ واوِ المفْرَدِ، قِيلَ غيرُ ذلك. (وضُرِبْنَ): بضَمِّ الضادِ وكَسْرِ الراءِ؛ لِجَمْعِ النِّسوةِ الغائباتِ، وإعرابُه: الواوُ: حرفُ عطفٍ.ضُرِبَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ لِمَا لَمْ يُسَمَّ فاعلُه.ونونُ النِّسوةِ: نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
هذا كلُّه نائبُ الفاعلِ المُضْمَرُ الْمُتَّصِلُ.
وَأَمَّا المنفَصِلُ وهو: ما وَقَعَ بعدَ إلاَّ فتقولُ فيه: (ما ضُرِبَ إلا أنا)؛ للمتكلِّمِ، وإعرابُه:
ما: نافيةٌ.
وضُرِبَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.
وإلا: أداةُ حَصْرٍ.
وأنا:ضميرٌ مُنْفَصِلٌ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
و: (ما ضُرِبَ إلا نحن)؛ للمتكلِّمِ الْمُعَظِّمِ نفسَه أو معه غيرُه، وإعرابُه كما في الذي قبلَه.
ونحن فيه: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى الضَّمِّ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
و: (ما ضُرِبَ إلا أنتَ)؛ بفَتْحِ التاءِ للمخاطَبِ المذَكِّرِ، وإعرابُه كالأوَّلِ.
وأنْ مِن أنتَ: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
والتاءُ: حرفُ خطابٍ لا مَوْضِعَ لها مِن الإعرابِ.
و: (ما ضُرِبَ إلا أنتَ)؛ بكسْرِ التاءِ للمخاطَبَةِ المُؤَنَّثةِ:
فـ أنْ ضميرٌ مُنْفَصِلٌ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
والتاءُ:حرفُ خِطابٍ.
و: (ما ضُرِبَ إلا أنتما)؛ بضَمِّ الضادِ وكَسْرِ الراءِ للمثنَى المخاطَبِ مُطْلَقًا مذَكَّرًا أو مُؤَنَّثًا، فـ أنْ مِن أنتما: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
والتاءُ: حرفُ خِطابٍ.
والميمُ: حَرْفُ عِمادٍ.
والألِفُ:حَرْفٌ دالٌّ علَى التثنيةِ.
و: (ما ضُرِبَ إلا أنتمْ)؛ لجمْعِ الذكورِ المخاطبينَ:
فـ أن من أنتم: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
والتاءُ: حرفُ خِطابٍ.
والميمُ: عَلامةُ جَمْعِ الذكورِ.
و: (ما ضُرِبَ إلا أنتنَّ)؛ لجمْعِ الإناثِ المخاطَباتِ.
فـ أن مِن أنتنَّ: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
والتاءُ: حَرْفُ خِطابٍ لا مَوْضِعَ لها مِن الإعرابِ.
والنونُ: عَلامةُ جمعِ النِّسوةِ.
هذه أمثلةُ الحاضرِ.
وتقولُ في الغائبِ: (ما ضُرِبَ إلا هو)؛ للمفرَدِ المذَكَّرِ، وإعرابُه:
ما: نافيةٌ.
وضُرِبَ:فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ للمجهولِ.
وإلا: أداةُ حَصْرٍ.
وهو: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
و: (ما ضُرِبَ إلا هي)؛ للمُؤَنَّثةِ الغائبةِ:
فـ هي: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى الفتحِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
و: (ما ضُرِبَ إلا هما)؛ للمُثَنَّى الغائبِ مُطْلَقًا:
فـ هما: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
و: (ما ضُرِبَ إلا هم)؛ لجمْعِ الذكورِ الغائبينَ:
فـ هم: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
و: (ما ضُرِبَ إلا هنَّ)؛ لجمْعِ الإناثِ الغائباتِ:
فـ هن: ضميرٌ مُنْفَصِلٌ نائبُ الفاعلِ مَبْنِيٌّ علَى السُّكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ).
شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)
قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال المصنف رحمه الله تعالى: (باب المفعول الذي لم يسم فاعله، وهو الاسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله:
فإن كان الفعل ماضياً ضُم أوله وكسر ما قبل آخره.
وإن كان مضارعاً ضُم أوله وفتح ما قبل آخره.
وهو على قسمين:
ظاهر.
ومضمر.
فالظاهر نحو قولك: (ضُرب زيدٌ) و(يُضرب زيدٌ) و(أُكرم عمرٌو) و(يُكرم عمرٌو).
والمضمر اثنى عشر: نحو قولك: (ضُربتُ) و(ضُربْنا) و(ضُربْتَ) و(ضُربْتِ) و(ضُرِبْتُما) و(ضُرِبْتُم) و(ضُرِبْتُنَّ) و(ضُرِبَ) و(ضُرِبَتْ) و(ضُرِبا) و(ضُرِبوا) و(ضُرِبْنَ)).
(باب المفعول الذي لم يسم فاعله): هو في الواقع حصره في العنوان بأنه: (المفعول الذي لم يسم فاعله) فيه تجوز؛ لأنه أوسع من ذلك.
هو في الواقع: باب ما لم يسم فاعله، واسمه المشهور: (باب نائب الفاعل) أو (النائب عن الفاعل)، أو (باب ما لم يسم فاعله)، أي: باب ما حُذف فاعله وقام هذا الذي بعده مقامه.
وحينما نقول إن تسميته بباب المفعول فيها تجوز؛ لأنه ليس كل ما ينوب عن الفاعل يكون مفعولاً.
فالأشياء التي تنوب عن الفاعل أكثر من ذلك، فينوب عن الفاعل:
-المفعول به -وهو الأصل لاشك في ذلك- ولكن ينوب أشياء أخرى غير المفعول به، وهي:
- الجار والمجرور.
-والظرف بنوعيه: ظرف الزمان والمكان.
-والمصدر.
هذه أشياء كلها تنوب عن الفاعل وتأخذ أحكامه، فالقول بأن المفعول هو الذي ينوب عن الفاعل وحده إنما هو من باب التغليب ومن باب التجوز؛ لأن المفعول هو الأصل وهو الأشهر والأكثر.
يقول في تعريفه هو: (الاسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله).
(هو الاسم المرفوع) طبعاً:
-كلمة (الاسم): تبعد ما سبق أن ذكرناه في الفاعل من الفعل والحرف، فإن الفعل والحرف لا يقع واحد منهما نائباً عن الفاعل.
-وكلمة (مرفوع):
أيضاً تبعد ما كان منصوباً وما كان مجروراً، فإن النائب عن الفاعل يأخذ
أحكام الفاعل، وأبرز أحكام الفاعل: الرفع، والفاعل لا يجر -كما قلنا- وكذلك
نائب الفاعل لا يجر، إلا ما ذكرنا من الجر بحرف الجر الزائد مثل: (ما
جاءني من أحد)، و{كفى بالله شهيداً} في باب الفاعل، فحكمه أنه مرفوع كحكم الفاعل تماماً، ولكن رفعه أيضاً -كما قيل في الفاعل-:
- قد يكون مرفوعاً بعلامة ظاهرة.
-وقد يكون في محل رفع بعلامة مقدرة (إذا كانت لا تظهر عليه)، وقد يكون في محل رفع كما إذا كان جارًّا ومجروراً، أو نحو ذلك.
(الذي لم يُذكر معه فاعله) لاشك في أنه إذا ذكر الفاعل لا يصير عندنا حينئذٍ نائب عن الفاعل؛ لأن النائب عن الفاعل لا يجتمع مع الفاعل، وكما أن النائب لا يصح أن تقول: هذا ناب عن فلان والمنوب عنه موجود؛ لأن النيابة عنه تقتضي أنه جلس في مكانه وقام بعمله، فالنائب عن الفاعل لا يأتي إلا عندما يحذف الفاعل.
فإذا حذفت الفاعل تقدم المفعول به أو ما ينوب منابه في محله، وأخذ جميع أحكامه:
-من مسألة الرفع.
- ومسألة تأنيث الفعل له.
- ومسألة عدم جواز تقدمه، وما إلى ذلك.
فمن علل حذف الفاعل:
- أن يكون الفاعل غير معروف أصلاً، فيحذف وينوب المفعول به أو غيره منابه.
أو أن يكون: لا يتعلق بذكره غرض،يعني يكون مثلاً: أنت تكون في مقامٍ أو في مجلس تستهجن أن تذكر بعض الأشياء، فتبنى الفعل للمجهول لكي تحذف هذا الفاعل تأدباً مع هذا المكان الذي أنت فيه، أو أنه لا يتعلق بذكره أي غرض مثلاً، كما في قول الشاعر:
وإن مُدّت الأيدي إلى الزاد لم أكن
(وإن مدت الأيدي): أصلها إذا مد الناس أيديهم إلى الأكل (لم أكن بأعجلهم) إذ أجشع الناس أعجلهم يعني:لا يتعلق بذكره غرض، المهم أنه يتحدث عن نفسه وعن صفاته، أنه ليس جشعاً في الأكل، وأنه لا يبادر بمد يديه، ولا يكون أعجل الناس في ذلك، فلا يتعلق بذكر الفاعل غرض، فحينئذٍ يحذف الفاعل.
وربما حذف الفاعل أحياناً:
- حماية له أو وقاية له؛ لأن التصريح باسمه قد يضره ويؤثر عليه، فتقول مثلاً: (تُكُلِّمَ في هذا الموضوع هذا اليوم) لأنك ما تريد أن تذكر المتكلم بهذا الأمر لأنك لا ترى مصلحة ظاهرة في ذكره.
المهم أنه إذا حذف الفاعل -لأي علة من هذه العلل أو لأي سبب من هذه الأسباب- فإنه يتقدم المفعول به أو ما ينوب منابه؛ لكي يحل محله في أحكامه التي مرت وذكرت.
إذا أردت أن أحذف الفاعل وأنيب المفعول به محله،ما الذي يتغير؟
هناك تغيران:
-هناك تغير في الفعل.
- وتغير في هذا المفعول الذي تقدم.
- أما المفعول الذي تقدم
فالتغير الذي يحصل فيه أنه يرفع بعد أن كان منصوباً، تقول: (قرأت الكتاب) تقول: (قُرِئ الكتابُ) هذا التغير الذي يحصل في المفعول الذي تقدم.
إذا أردت أن أبني فعلاً للمجهول، أو أن أبنيه لغير المعلوم، أو لما لم يسم فاعله، ما التغييرات التي تحصل في الفعل؟
يقول: (إذا كان الفعل ماضياً ضم أوله وكسر ما قبل آخره،
وإن كان مضارعاً ضم أوله وفتح ما قبل آخره). هذه قاعدة في الماضي والمضارع.
هناك زيادة أخرى يعني إضافة:
-بأنه إذا كان الفعل مبدوءاً بالتاء الزائدة فإنه يضم مع الأول الحرف الثاني.
- فإن كان الفعل مبدوءاً بهمزة الوصل، يعني: كان خماسياً أو سداسياً فإنه يضم مع الأول أيضاً الحرف الثالث.
إذا قلت: (انطلق الرجال إلى الميدان) إذا بنيته للمجهول تقول: (اُنطُلِقَ) تضم الأول وتضم معه الحرف الثالث وهو الطاء.
فإذا قلت مثلاً: (استخرج العمال البترول) إذا بنيته للمجهول ماذا تقول؟ (أُستُخرج) تضم مع الأول أيضاً الحرف الثالث.
إذاً القاعدة لا تتغير: أنه يضم الأول مطلقاً، مع الماضي ومع المضارع، ويكسر ما قبل الآخر مع الماضي، ويفتح ما قبل الآخر مع المضارع.
وهذه القاعدة لا تتغير، إلا أنه إن كان مبدوءاً بالتاء زِيد على ما سبق: أن يضم الثاني مثل: (تقدم محمد على أقرانه) أو (تقدم محمد في الامتحان)، إذا بنيته للمجهول ماذا تقول؟ (تُقُدِّمَ) تضيف إلى ضم الأول ضم الثاني أيضاً، وهو الحرف الذي يقع بعد هذهالتاء، (تَكَلّم): (تُكُلِّم)، (تَبَرَّع)، (تُبُرِّعَ) بمبلغ كذا وكذا.
فإن كان مبدوءاً بهمزة الوصل ضُمَّ مع الأول الحرف الثالث، وأما القاعدة فهي ثابتة لا تتغير، وهي: ضم الأول وكسر ما قبل الآخر في الماضي، وضم الأول وفتح ما قبل الآخر في المضارع.
وهو على قسمين:
ظاهر ومضمر.
ما قاله المؤلف -رحمه الله- هنا في الظاهر والمضمر هو نفس ما قاله في باب الفاعل.
يقول: فالظاهر نحو قولك: (ضُرب زيدٌ) و(يُضرب زيدٌ) جاء بنائب الفاعل مفرداً مذكراً مع فعل ماض ومع فعل مضارع: (ضُرِب) و(يُضرب) و(أُكرم عمرو) و(يُكرمُ عمرو)
يعني: مع فعل ثلاثي ومع فعل رباعي.
والمضمر اثنا عشر، وهي التي تقدمت، وأشرنا إليها مع الفاعل، وهي ضمائر الرفع المتصلة، وهي اثنا عشر، وضمائر الرفع المنفصلة، وهي اثنا عشر، كلها ترد هنا، فكما أنها هناك تقع فاعلاً، فهي هنا -أيضاً- تقع نائباً عن الفاعل.
تقول: (ضُربتُ) أو (أُكْرِمتُ) و(ضُربنا) و(ضُربتَ) و(ضُربتِ) و(ضُربتما) و(ضُربتم) و(ضُربتن) وتقول: (ضُرِبَ) أيضاً ما قلناه هناك: من أن الفاعل أو نائبه يكون ضميراً بارزاً مع المتكلم ومع المخاطب ومع الغائب، إلا في حالة المفرد المذكر والمفردة المؤنثة، فإنه يكون ضميراً مستتراً مع الغائب.
(ضُربتُ):
نائب الفاعل: التاء، (ضُرِبنا) نائب الفاعل: (نا)، و(ضُرِبتَ) كذلك التاء،
و(ضُربتِ) التاء و(ضُربتما) كذلك و(ضربتم) و(ضربتن) نائب الفاعل ظاهر كما
ظهر في الفاعل، وعندما جاء للواحد الغائب قال: (ضُرب)،أين نائب الفاعل؟
ضمير مستتر تقديره: (هو).
أين نائب الفاعل؟
و(ضُرِبت)
-أيضاً- ضمير مستتر تقديره: (هي)، ولا يصح أن تقول: إن التاء هي نائب
الفاعل؛ لأنها كما قلنا تاء التأنيث الساكنة، وهي حرف لا محل له من
الإعراب، ولا تقع فاعلاً ولا نائب فاعل.
و(ضُرِبا) هنا ظهر وصار ضميراً بارزاً وهو الألف، و(ضُربوا): واو الجماعة، و(ضُربن): نون النسوة.
وكذلك ضمائر الرفع المنفصلة، لم يذكرها هنا كما لم يذكرها هناك من نحو: (ما قام إلا أنا) و(إلا أنت) (إلا هو) التعبير بأنَّ (أنا) و(أنت) و(هو) و(هي) و(هم) التعبير بأنه هو الفاعل؛ إنما هو تعبير فيه تجوز وتسامح، وإلا فإنهم يقولون: إن الفاعل مقدر تقديره: (ما قام أحد إلا أنا)، وأن هذا مستثنى منه، لكنه حل محله فجاز لك أن تعبر عنه بأنه هو الفاعل، كما يجوز لك أن تعبر عنه بأنه هو نائب الفاعل، وكما تقول: (ما أُكرِم إلا أنا) (إلا نحن) (إلا أنت) (إلا أنتِ) (إلا أنتما) (إلا أنتم) (إلا أنتن) (إلا هو) (إلا هي) (إلا هما) (إلا هم) (إلا هنّ)، فيصح إذاً أن يقع نائب الفاعل ضمير رفع منفصل، كما كان ذلك مع الفاعل نفسه.
هذا أبرز ما ذكره فيما يتعلق بباب نائب الفاعل.
بقيت إضافة لم يتعرض لها، وهي أن كل حديثه هنا موجه على المفعول به عندما يقع نائباً عن الفاعل فقط، ولم يذكر الأشياء الأخرى الثلاثة التي تنوب عن الفاعل حينما يغيب المفعول به، وهي:
- الجار والمجرور.
- وظرف الزمان بنوعيه: ظرف الزمان وظرف المكان.
- والمصدر.
هذه الأشياء الأربعة تنوب عن الفاعل كما ينوب المفعول به، لكن الراجح والمشهور عند الجمهور: أن من شروط نيابتها عن المفعول به:
الشرط الأول:
أن لا يوجد المفعول به، هذا ما يشترطه الجمهور: أن هذه الأشياء الأربعة وهي: الجار والمجرور والمصدر والظرف بنوعيه؛ تنوب عن الفاعل، لكنها لا يصح أن تنوب مع وجود المفعول به؛ لأنه هو الأصل.
هذا رأي الجمهور، وإن كان الأخفش والكوفيون أجازوا أن ينوب أي واحد من هذه مع وجود المفعول به.
(الأخفش) فصل في ذلك والكوفيون أجازوه على إطلاقه محتجين بقراءة في قوله تعالى: {لِيُجزى قومٌ بما كانوا يكسبون}{لِيُجزى}(يجزى) هنا: فعل مضارع مبني للمجهول يحتاج إلى نائب فاعل وهو المفعول به: ليجزي اللهُ قوماً، فلفظ الجلالة: فاعل، فلما بني الفعل للمجهول تقدم المفعول به (وهو: القوم) وحل محله فصار: (ليجزى قومٌ بما كانوا يكسبون).
هناك قراءة ليست سبعية -من الشواذ- (ليُجزى قوماً) فالمفعول به باق على نصبه، والفعل (يجزي) مبني للمجهول.
هل في هذه القراءة جعل المفعول به نائب فاعل أو لا؟ (ليُجزى قوماً)
لو كان نائب فاعل لصار: ليجزى قومٌ، لكن بقاءه على النصب دليل على أنه لم ينب عن الفاعل هنا.
إذاً أين نائب الفاعل؟
عند الكوفيين: نائب الفاعل هو الجار والمجرور، {بما كانوا يكسبون}فيستدلون بمثل هذه الآية أنه يصح أن ينوب الجار والمجرور عن الفاعل مع وجود المفعول به ومع تقدم المفعول به أيضاً.
أما الأخفش فيقول: إذا تقدم الجار والمجرور على المفعول به فلا حرج في نيابته.
لكن الجمهور -وهو الرأي الأقوى- يقولون: بأنه لا يصح أن ينوب غير المفعول به مع وجوده أبداً، حتى ولو تأخر المفعول به، فلو قلت مثلاً: يعني نريد مثالاً يجمع بين هذه الأشياء كلها تقول: (ضُرب زيد ضرباً شديداً أمام الأمير يوم الجمعة في داره)(ضُرب زيد) (زيد) هو المفعول به،(ضرباً شديداً) هذا المصدر، (أمام الأمير): ظرف مكان، (يوم الجمعة): ظرف زمان (في داره) جار ومجرور.
هذه هي الخمسة التي تنوب عن الفاعل.
يقولون: إذا وجدت هذه الخمسة وكان معها المفعول به وهو (زيداً) فإنه يجب أن تنيب المفعول به، سواء:
- تقدم كما في قولك: (ضُرِب زيد...).
- أو تأخر، لو قلت: (ضُرب ضرباً شديداً أمام الأمير يوم الجمعة زيدٌ) فلو أخرت (زيد) وهو المفعول به فإنه يجب أن يكون هو النائب عن الفاعل.
فإذا لم يوجد في الكلام مفعول به أصلاً، بأن كان الفعل -مثلاً- لازماً، مثل: (خرج) الآن تقول: (خرج محمد من المنزل) إذا بنيت (خرج) للمجهول ماذا تقول؟
يعني: أنت الآن جالس فسمعت الباب فتح وخرج أحد من المنزل لكن ما رأيته، ماذا تقول؟
تقول: (خُرِجَ من المنزل) أين نائب الفاعل؟
الجار والمجرور: (من المنزل) ما عندك خيار أن تنيب الجار والمجرور.
مثلاً: (صام محمد رمضان) إذا بنيته للمجهول وحذفت الفاعل تقول: (صِيم رمضان) (رمضان) هنا: ظرف زمان وهو نائب عن الفاعل؛ لأنه لا يوجد مفعول به.
فإذا قلت: (سار محمد فرسخاً أو ميلاً) فإذا بنيته للمجهول ماذا تقول؟ (سِيرَ ميلٌ) أو (سير فرسخ)ففرسخ هنا ظرف مكان وهو نائب عن الفاعل.
تقول: (ضُرِب اللص ضرباً شديداً) فإذا حذفت المفعول به أو الفاعل فتقول:(ضُرِب ضربٌ شديدٌ)، يعني أنه وقع هذا اليوم ضربٌ شديد على فرد من الناس، يعني نحن لا نعرف من المضروب ولا المفعول، وإنما نعرف وقوع الضرب، فإذا عرفته وبنيته للمجهول تقول: (ضُرِب ضربٌ شديدٌ هذا اليوم) أي أنه حصل ووقع هذا اليوم ضرب شديدٌ فالحاصل أن المفعول به ليس هو وحده ينوب عن الفاعل، وإنما ينوب معه أربعة أشياء، لكنه هو أولها، وهو سيدها، ولا يصح أن ينوب غيره مع وجوده فإن لم يكن موجوداً فلك أن تنيب الموجود؛ إما جار ومجرور أو الظرف أو المصدر.
ولابد في الظرف والمصدر حينما ينوبان من شروط:
الأول: كما ذكرت- أن لا يوجد المفعول به.
والثاني: أن يكون كل واحد منهما مختصاً ومتصرفاً.
ما معنى مختص؟
أي: ليس مبهماً ليس عاماً، يعني: لا يصح أن تقول: (صِيم شهرٌ)(رمضان) معروف و(عاشر ذي الحجة) معروف لكن (شهرٌ) أو (زمن) أو (مسافة) لا يصح.
تقول: (سير ميل) هذا صحيح محدد مختص، (صيم رمضان) هذا محدد، (صيمت عشر ذي الحجة) هذا محدد، لكن (صِيم زمن)(سِير مسافة) هذا غير مختص؛ لأنه فيه إبهام وعموم، فلا يصح أن ينوب عن الفاعل.
وكذلك يشترط فيه أن يكون متصرفاً ليس ملازماً لهيئة معينة، كما في كلمة (سبحان) مثلاً فإنها ملازمة للنصب على المصدرية (سبحان الله) فلا يصح أن تنوب؛ لأنها ليست متصرفة وإنما ملازمة لهذه الهيئة.
لو طلب منك مثال للأشياء التي تنوب عن الفاعل بصفة عامة.
تقول: الأشياء التي تنوب عن الفاعل خمسة أشياء:
1- المفعول به.
2-والجار والمجرور.
3-والمصدر.
4-وظرف الزمان.
5-وظرف المكان.
إذا أردت أن تجمع هذه الخمسة في مثال واحد تقول:
(ضُرِب زيدٌ ضرباً شديداً أمام الأمير يوم الجمعة في السوق) مثلاً.
(ضُرِب زيد): هذا المفعول به زيد.
(ضرباً شديداً): هذا المصدر.
(أمام الأمير): هذا ظرف المكان.
(يوم الجمعة): هذا ظرف الزمان.
(في السوق): هذا الجار والمجرور.
إذا اجتمعت عندك هذه الخمسة ماذا تعمل؟
عند الجمهور يجب أن تنيب المفعول به الذي هو: (زيد) سواء تقدم أو تأخر، والبقية كلها تكون منصوبة سواء كانت منصوبة بحركة ظاهرة أو في محل نصب.
عند غير الجمهور يجوز لك أن تنيب غير (زيد) فتقول مثلاً: -يصح عند غير الجمهور أن تقول: - (ضُرِب زيداً أمامُ) فتنيب (أمام) وتقول: (ضُرِب زيداً أمامَ ضربٌ) فتنيب (ضرب) أو تقول: (ضُرِب زيداً أمامَ ضرباً يومُ) فتنيب (يوم)، أو تنصب الجميع على أن (في السوق) هي النائب، وتكون مرفوعة بضمة مقدرة، لكنها طبعاً جار ومجرور ما تظهر عليها الحركة.
فهذا هو الغرض من هذا المثال، الغرض من هذا المثال هو جمع الأشياء الخمسة التي تنوب عن الفاعل.
الرأي المشهور: أن الخمسة إذا اجتمعت فأجدرها وأولاها هو المفعول به، سواء تقدم أو تأخر.وعند غير الجمهور: يصح أن تنيب أي واحد من هذه الأشياء، ولكن ما الدليل؟:
الدليل: أنك؛ الذي تختاره للنيابة ترفعه، وتبقي الباقية منصوبة على أنها معمولة لهذا الفعل.
[خلاصة لنائب الفاعل]
هو: (الاسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله)،
وقلنا: إن كلمة (اسم) هنا تخرج الفعل والحرف، فإنه لا يقع نائباً عن الفاعل.
وكلمة (مرفوع) تخرج المنصوب والمجرور، فإن نائب الفاعل كالفاعل؛ من أهم أحكامه: الرفع، فلا يقع منصوباً ولا مجروراً.
(الذي لم يذكر معه فاعله) تبعد ما ذكر معه الفاعل؛ لأنه إذا ذكر معه الفاعل صار حينئذٍ -هذا المتأخر- صار مفعولاً وليس نائباً عن الفاعل.
(والمفعول الذي لم يسم فاعله) ذكر العنوان بهذا الشكل؛ من باب التغليب، وإلا فإن الذي ينوب عن الفاعل خمسة أشياء، وليس المفعول به فقط، المفعول به هو أهم وأبرز هذه الأشياء التي تنوب عن الفاعل. تقول: في (أكل محمد الطعام) تقول: (أُكِل الطعام).
فإذا حذف الفاعل تقدم المفعول به وحل محله وناب منابه في أحكامه:
- في أنه يرفع كما يرفع الفاعل.
- وفي أنه لا يتقدم على العامل أو على الفعل كما أن الفاعل لا يتقدم أيضاً.
- وفي أنه أيضاً يفرد معه ويوحَّد معه الفعل
فلا يثنى ولا يجمع إذا كان هو مثنى أو مجموعاً.
وفي أحكامه الأخرى؛ من حيث التقديم والتأخير، وما إلى ذلك من الأحكام الأخرى.
قلت إن الأشياء التي تنوب عن الفاعل ليس المفعول به فقط، وإنما هي خمسة أشياء: أولها وأهمها:
- المفعول به.
- ثم الجار والمجرور.
- ثم الظرف (سواء كان ظرف زمان أو ظرف مكان).
- ثم المصدر.
هذه خمسة أشياء تنوب عن الفاعل، ويمكن أن تجمع في مثال واحد، كما لو قلت:
(ضُرِب زيد في السوق أمام الأمير يوم الجمعة ضرباً شديداً).
هذه الخمسة -عند الجمهور- إذا اجتمعت فيجب أن تنيب المفعول به، الذي هو زيد، سواء كان المفعول به متقدماً أو كان متأخراً، فلابد أن ينوب المفعول به مع وجوده.
وعند بعض العلماء -وهو رأي ليس بالقوي- أنك يصح أن تنيب أي واحد من هذه:
فلك أن تقول: (ضُرِبَ زيداً في السوق)وتكون أنبت الجار والمجرور: (في السوق)، (أمام الأمير يوم الجمعة ضرباً شديداً).
ولك أن تنيب أحد الظروف،
فتقول: (ضُرِبَ زيداً في السوق أمامُ) فتنيب ظرف المكان.
ولك أن تنيب ظرف الزمان،
فتقول: (ضُرِب زيداً في السوق أمامَ الأمير يومُ الجمعة).
ولك أن تنيب المصدر، فتقول: (ضُرِب زيد) أو: (ضرب زيداً في السوق أمام الأمير يوم الجمعة ضربٌ شديدٌ).
لكن هذا القول بإنابة أي واحد منها ليس بالقوي، وإنما القوي أنه متى وجد المفعول به فيجب أن ينوب؛ لأنه هو الأصل، وإن لم يوجد المفعول به فلك أن تنيب أي واحد من هذه، ويحسن أن تنيب المتقدم منها، فيمكن أن ينوب الجار والمجرور عن الفاعل، كما إذا قلت مثلاً:
(خُرِج من المنزل)، (خرج محمد من المنزل) إذا حذفت الفاعل فإنك تنيب الجار والمجرور فتقول: (خُرِج من المنزل).
ولك أن تنيب الظرف فتقول: (صام محمد رمضان) إذا حذفت الفاعل تقول: (صِيم رمضانُ) ولك أن تنيب المصدر فتقول: (ضُرِب ضربٌ) أي: حصل ضرب شديد، ولك أن تنيب ظرف المكان فتقول: (سير فرسخ أو ميل أو نحو ذلك)
واشترط العلماء في نيابة الجار والمجرور والظرف
-الظرف بنوعيه- والمصدر والجار والمجرور: أن لا يوجد المفعول به، هذا هو الشرط الأول.
والشرط الثاني -وهو خاص بالظرفين وبالمصدر-:
- أن يكون الظرف -بنوعيه- والمصدر متصرفاً، فلا يصح أن يكون ملازماً لحالة واحدة.
- وأن يكون مختصّاً بوصف أو بإضافة، فلا يصح أن يكون مبهماً عاماً.
تقول: (صِيم رمضان)؛ لأن (رمضان) شهر معروف، ولكن لا يصح أن تقول: (صيم زمن) أو (صيم دهر)؛ لأنه مبهم عام.
فالحاصل إذاً الذي يهم التركيز عليه: أن الأشياء التي تنوب عن الفاعل خمسة وليس المفعول به فقط.
وأنك حينما تريد أن تبني الفعل للمجهول أي لما لم يسم فاعله؛ فإنه يلزمك فيه تغيير يسير:
-فإن
كان الفعل ماضياً فإنه يضم أوله ويكسر ما قبل آخره، فتقول في: (كَتَبَ)
(كُتِبَ): تضم الأول -وهو الكاف- وتكسر ما قبل الآخر -وهو التاء-.
- وإن كان الفعل مضارعاً فإنك تضم الأول وتفتح ما قبل الآخر، مثل: (يُكتَب الدرس) بدل (يَكتب) : إذا بنيته للمجهول قلت: (يُكتب).
إن كان الفعل مبدوءاً بالتاء الزائدة فإنه يضم مع الأول الحرف الثاني، فتقول: (تُكُلم) (تُقُدم) (تُبُرع بمبلغ كذا وكذا).
وإن كان مبدوءاً بهمزة وصل
-في الخماسي والسداسي- فإنه يضم مع الأول الحرف الثالث، مثل: (اُنطُلق) و(اُستُخرج) ونحو ذلك.
وكما أن الفاعل
-في تقسيم المؤلف- قسمان:
ظاهر، ومضمر.
فأيضاً النائب عن الفاعل كذلك قسمان:
ظاهر، ومضمر.
هذا خلاصة ما في النائب عن الفاعل.
ننتقل إلى باب المبتدأ والخبر.
[استدراك]
أود أن أشير إلى آية مرت في حديثنا عن نائب الفاعل وهي قراءة
{ليُجْزَى قوماً بما كانوا يكسبون}فهذه القراءة يستشهد بها الكوفيون وغيرهم ممن يرى هذا الرأي على أنه يصح أن ينوب غير المفعول به مع وجود المفعول به، وقد ذكرت أن هذه القراءة شاذة.
والواقع أنها شاذه بالنسبة لحكم النحويين عليها، فالنحويون الذين لا يرون هذا الرأي يقولون: إن هذه القراءة شاذة، وليس معنى قولي إنها شاذة أنها من القراءات الشاذة اصطلاحاً، أي التي فوق القراءات العشر أو فوق القراءات الأربع عشرة قراءة، فإن هذه القراءة قد قرأ بها أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني، وهو من القراء العشرة.
فهي باعتبار قارئها قراءة عشرية، وهي بنظر النحويين لها وتخريج النحويين لها قراءة شاذة، والحكم على القراءات بالشذوذ سواء كانت عشرية أو سبعية هذا كلام طويل، وفيه كتب مؤلفة حول نظرة النحويين لبعض القراءات، وليس هذا المجال مجاله).
العناصر
نائب الفاعل
اصطلاحات العلماء في باب (نائب الفاعل)
مصطلح المتقدمين: (المفعول الذي لم يسم فاعله)
الاعتراض على عبارة المتقدمين من وجهين
الوجه الأول: أنها لا تشمل إنابة المصدر والظرف والجار والمجرور
الوجه الثاني: أنها تقتضي جواز إقامة المفعول الثاني في باب (كسا) و(أعطى) مقام الفاعل
مصطلح المتأخرين: (النائب عن الفاعل)
ترجم ابن مالك للباب بقوله: (النائب عن الفاعل) وهو أحسن؛ لوجهين:
الوجه الأول: أنها شاملة لما تقدم
الوجه الثاني: أنها أخصر من عبارة المتقدمين
بيان معنى (نائب الفاعل):
تعريف (النائب عن الفاعل) اصطلاحاً: هو الاسم المرفوع الذي لم يذكر معه فاعله
صور التغيير بعد حذف الفاعل:
الصورة الأولى: التغيير في المفعول:
يرفع بعد أن كان منصوباً
الصورة الثانية: التغيير في الفعل وله صور:
الصورة الأولى: إذا كان الفعل ماضياً يضم أوله ويكسر ما قبل آخره
مثاله: قبل التغيير: (شَكَرَ) بعد التغيير: (شُكِرَ)
الصورة الثانية: إذا كان الفعل مضارعاً يضم أوله ويفتح ما قبل آخره
مثاله: قبل التغيير: (يَكْرِمُ) بعد التغيير: (يُكْرَمُ)
الصورة الثالثة: إذا كان الفعل مبدوءاً بالتاء الزائدة فإنه يضم مع الأول الحرف الثاني
مثاله: قبل التغيير: (تَعَلَّمَ) بعد التغيير: (تُعُلِّمَ)
الصورة الرابعة: إذا كان الفعل خماسياً أو سداسياً فإنه يُضم الحرف الأول والثالث
مثاله: قبل التغيير: (اسْتَغْفَرَ) بعد التغيير: (استُغْفِرَ)
القاعدة في تغيير الفعل: أن يضم أوله سواء كان ماضيا أو مضارعا
فائدة: الأفعال الناقصة لا تبنى للمجهول مطلقاً بل منها ما يبنى للمجهول ومنها ما لا يبنى
أغراض حذف الفاعل
أولاً: الأغراض المعنوية
الغرض الأول: العلم به
مثاله: قوله تعالى: (وخُلِقَ الإنسانُ ضعيفا) للعلم بالخالق وهو الله
الغرض الثاني: الجهل به
مثاله: (قُتِلَ زيدٌ) إن كنت لا تعلم من القاتل
الغرض الثالث: الخوف عليه
مثاله: (شتِمَ الأمير) إن خفت على الشاتم من بطش الأمير
الغرض الرابع: الخوف منه
مثاله: (غصب المال) إن كنت تخاف من الفاعل
الغرض الخامس: تعظيمه
مثاله: قوله تعالى: (قُتِلَ الإنسانُ) معناه قتله الله
الغرض السادس: تحقيره
مثاله: قوله تعالى: (غُلِبَتِ الرومُ) تحقيرا للغالب وهم للفرس
الغرض السابع لا يتعلق بذكره غرض
مثاله: قول الشاعر: (إذا مدت الأيدي إلى الزاد لم أكن بأعجلهم إذ أجشع الناس أعجلُ)
ثانياً: الأغراض اللفظية
الغرض الأول: تصحيح السجع
مثاله: (من طابت سريرته حُمِدَتْ سيرتُه)
الغرض الثاني: تصحيح النظم
مثاله: قول الشاعر: (وما المال والأهلون إلا ودائع ولابد يوما أن ترد الودائع)
أقسام نائب الفاعل
القسم الأول: الظاهر
صور (نائب الفاعل الظاهر) كثيرة تبلغ أربعين صورة كما في الفاعل
القسم الثاني: الضمير، وهو نوعان:
النوع الأول: الضمير المتصل
الضمائر المتصلة: اثنا عشر ضميراً
النوع الثاني: الضمير المنفصل
الضمائر المنفصلة: اثنا عشر ضميرا
فائدة: الضمائر النائبة عن الفاعل هي نفس الضمائر في الفاعل
أنواع ما ينوب عن الفاعل
النوع الأول: المفعول به
مثاله: (ضُرِبَ زيدٌ)
النوع الثاني: الجار والمجرور
مثاله: (ضُرِبَ في السوقِ)
النوع الثالث: المصدر
مثاله: (ضُرِبَ ضربٌ شديدٌ)
النوع الرابع: ظرف الزمان
مثاله: (صِيْمَ رمضانُ)
النوع الخامس: ظرف المكان
مثاله: (سِيْرَ ميلٌ)
شروط ما ينوب عن الفاعل غير المفعول به:
الشرط الأول: ألاّ يوجد المفعول به
الشرط الثاني: أن يكون كل واحد منهما مختصاً ومنصرفاً
ترتيب ما ينوب عن الفاعل حال الاجتماع:
القول الأول (المشهور): أن الخمسة إذا اجتمعت فأولاها المفعول به سواء تقدم أو تأخر
القول الثاني: يصح أن تنيب أي واحد من هذه الأشياء، وعلامته: رفعه
ترتيب ماعدا المفعول به من النائبات
المصدر ثم ظرف المكان ثم ظرف الزمان ثم الجار والمجرور
مثال اجتماع النائبات عن الفاعل: (ضُرِبَ زيدٌ ضرباً شديداً أمامَ الأميرِ يومَ الجمعةِ في السوقِ)
الأسْئِلةٌ
س1: مَا هُوَ نائبُ الفَاعِلِ؟
س2: هلْ تعرفُ لهُ اسماً آخرَ؟
س3: مَا الذي تعملُهُ فِي الفِعْلِ عنْدَ إسنادِهِ للنائبِ عن الفاعلِ؟
س4: ماذا تفعلُهُ فِي المفعولِ إذَا أقمْتَهُ مقامَ الفَاعِلِ؟
س5: مثِّلْ بثلاثةِ أمثْلِةٍ لنائبِ الفَاعِلِ الظَّاهرِ.