الدروس
course cover
أبو محمد عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف رضي الله عنه
7 Jan 2009
7 Jan 2009

4151

0

0

course cover
مختصر عبد الغني

القسم الرابع

أبو محمد عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف رضي الله عنه
7 Jan 2009
7 Jan 2009

7 Jan 2009

4151

0

0


0

0

0

0

0

قالَ الحافظُ أبو مُحَمَّدٍ عبدُ الغَنِيِّ بنُ عبدِ الواحدِ الْمَقْدِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ وأَرضاهُ:

أبو مُحَمَّدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ عوفِ بنِ عبدِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ


ابنِ عبدِ الحارثِ بنِ زُهْرَةَ بنِ كِلابٍ.
يَلْتَقِي معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كِلابِ بنِ مُرَّةَ.
وأُمُّهُ الشِّفَاءُ.
وقيلَ: العَنْقَاءُ بنتُ عَوْفِ بنِ عبدِ الحارثِ بنِ زُهْرَةَ، كانتْ مُهَاجِرَةً.
أَسْلَمَ قَديمًا، وشَهِدَ بَدْرًا والْمَشاهِدَ كُلَّها معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وصَحَّ أنَّ رسولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى وَراءَهُ في غَزْوَةِ تَبُوكَ [1].
ومنْ وَلَدِهِ:
سالِمٌ الأَكْبَرُ: ماتَ قبلَ الإسلامِ.
وأمُّ القاسمِ: وُلِدَتْ في الجاهليَّةِ.
ومُحَمَّدٌ: وبهِ كانَ يُكَنَّى، وُلِدَ في الإسلامِ.
وإبراهيمُ وحُميدٌ وإسماعيلُ: أمُّهم أمُّ كُلثومٍ بنتُ عُقبةَ بنِ أبي مُعَيْطِ بنِ أبي عَمرِو بنِ أُمَيَّةَ بنِ عبدِ شمسِ بنِ عبدِ مَنافٍ، من الْمُهاجِراتِ الْمُبايِعاتِ.
وكلُّ وَلَدِ عبدِ الرحمنِ منها قدْ رُوِيَ عنهم الحديثُ.
وعُرْوَةُ بنُ عبدِ الرحمنِ قُتِلَ بأَفريقِيَّةَ، وأُمُّهُ نَحِيرَةُ بنتُ هانئِ بنِ قَيْصَةَ بنِ مسعودِ بنِ شَعْبَانَ.
وسالِمٌ الأَصْغَرُ: قُتِلَ بأفريقيَّةَ [2]، وأمُّهُ سَهلةُ بنتُ سُهَيْلِ بنِ عمرٍو، وهوَ أَخُو مُحَمَّدِ بنِ أبي حُذَيْفَةَ بنِ عُتْبَةَ لأُمِّهِ.
وعبدُ اللَّهِ الأكبرُ: قُتِلَ بأفريقيَّةَ، وأمُّهُ منْ بني عبدِ الأَشْهَلِ.
وأبو بكرِ بنُ عبدِ الرحمنِ.
وأبو سلمةَ الفقيهُ، وهوَ عبدُ اللَّهِ الأصغَرُ، وأُمُّهُ تُمَاضِرُ بنتُ الأَصْبَغِ الكَلبيَّةُ، وهيَ أَوَّلُ كَلبيَّةٍ نَكَحَها قُرَشِيٌّ.
وعبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ الرحمنِ.
ومُصْعَبُ بنُ عبدِ الرحمنِ، وكانَ على شُرْطَةِ مَرْوَانَ بنِ الحكَمِ بالمدينةِ.
ماتَ بالمدينةِ، ودُفِنَ بالبَقيعِ سنةَ اثنتَيْنِ وثلاثينَ في خِلافةِ عُثمانَ بنِ عَفَّانَ.
وصَلَّى عليهِ عُثمانُ، وسِنُّهُ اثنانِ وسبعونَ [3].


تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع

[1] وذلكَ في صلاةِ الفَجْرِ؛ حيثُ تَقَدَّمَ بالناسِ عبدُ الرحمنِ بنُ عَوفٍ لَمَّا تَأَخَّرَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لبَعضِ حاجتِهِ، ومعهُ الْمُغيرةُ بنُ شُعبةَ، فلَمَّا جَاءَا قَضَيَا الركعةَ التي سُبِقَا بها.

والحديثُ في (صحيحِ مسلمٍ) (274) [81]، وعندَ البخاريِّ مُخْتَصَرًا برَقْمِ (182)، وفي مواضِعَ أُخْرَى. ورواهُ كذلكَ أبو داوُدَ (151)، والنَّسائيُّ (1/77)، وابنُ مَاجَهْ (545)، وأحمدُ في (الْمُسْنَدِ) (4/249 - 251).

[2] في هامِشِ المخطوطِ لَحْقٌ غيرُ واضحٍ عندَ هذا الموضِعِ المُمَيَّزِ بالْمَعقوفَتَيْنِ، فأَكْمَلْتُهُ منْ مَطبوعةِ دارِ الْجِنانِ، ومَيَّزْتُهُ بجَعْلِهِ بينَ حاصِرَتَيْنِ، وهذا ما يُوافِقُ الْمَصادِرَ الأُخْرَى.

[3] قالَ الحافظُ الذهبيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ في (سِيَرِ أعلامِ النُّبلاءِ) (1/86):

ومِنْ أَفْضَلِ أعمالِ عبدِ الرحمنِ عَزْلُهُ نفسَهُ من الأَمْرِ وَقتَ الشُّورَى واختيارُهُ للأُمَّةِ مَنْ أَشارَ بهِ أهلُ الْحِلِّ والْعَقْدِ، فنَهَضَ في ذلكَ أَتَمَّ نُهوضٍ على جَمْعِ الأُمَّةِ على عُثمانَ، ولوْ كانَ مُحَابِيًا فيها لأَخَذَها لنفسِهِ أوْ لَوَلَّاها ابنَ عَمِّهِ وأَقْرَبَ الجماعةِ إليهِ سعدَ بنَ أبي وَقَّاصٍ.

هيئة الإشراف

#2

30 Mar 2010

شرح مختصر عبد الغني لفضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)

ذكر بعده: الرابع: عبد الرحمن بن عوف ، رضي الله عنه ، هو عبد الرحمن بن عوف بن عبد عوف بن عبد بن الحارث بن زهرة بن كلاب ، يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في كلاب بن مرة ، وهو من بني زهرة ، أي أخوال النبي صلى الله عليه وسلم .
ذكر أن اسمه قديما : عبد عمرو ، فلما أسلم تسمى بعبد الرحمن ، سمى نفسه عبد الرحمن ، فكان يدعوه من يعرفه في مكة : يا عبد عمرو ، فلا يلتفت إليهم ، وعرف بعد ذلك باسم عبد الرحمن .
أسلم قديما بمكة ، أسلم بدعوة من أبي بكر الصديق ، أبو بكر الصديق رضي الله عنه له معرفة بمثل هؤلاء ، هو الذي دعا عثمان وزين له حتى أسلم ، ودعا سعدا وزين له حتى دخل في الإسلام ، ودعا عبد الرحمن وزين له الإسلام حتى أسلم ، وكذلك دعا الزبير ونحوهم ، فأسلم بدعوة أبي بكر عدد كثير ، يبين لهم حالة النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان في أول الأمر يستخفي ؛ لأن المشركين يرجمونه ويقذفونه ويؤذونه ، ولكن أبا بكر له قوم يحمونه ، فكان يتجرأ ويخرج ، يخرج ويتصل بمن يعرفه ويعلمهم ويدعوهم ، حتى دخل في الإسلام هذا العدد الكبير ، ومنهم حمزة عم النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك من أسلم منهم .
فلما أسلم عبد الرحمن شهد بدرا والمشاهد كلها ، ما تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أبدا .
أمه يقال لها : الشفاء ، وقيل : العنقاء ، بنت عوف بن عبد الحارث بن زهرة ، فأمه من بني زهرة ، وكذلك أبوه من بني زهرة ، قيل : إنها من المهاجرات ، أمه ، أنها هاجرت .
أما هو رضي الله عنه فإنه هاجر إلى المدينة ، ولما هاجر لم يكن معه شيء ، ما معه رأس مال ، فآخى النبي صلى الله عليه وسلم بينه وبين سعد بن الربيع الأنصاري ، فقال له سعد بن الربيع : إن لي زوجتين ، اختر واحدة منهما وأطلقها حتى تتزوجها ، وإني لي مال أقاسمك مالي ، فقال رضي الله عنه : بارك الله لك في أهلك ومالك ، دلوني على السوق ، فدلوه على سوق بني النضير ، فعمل فيه بيعا قليلا حتى ربح ، يقال : إنه أولا ما معه رأس مال ، اشترى بعيرا والبعير فيه خطام ، حبل ، ولما اشتراه قال : من يشتريه ؟ فباعه على رجل برأس المال إلا الحبل ، أخذه ، ثم ثانيا وثالثا ورابعا ، ولما بقيت معه الحبال جعلها هي الفائدة ، ثم باعها بثمن ، وكانت هي رأس ماله ، ثم بعد ذلك جعل يبيع ويشتري ، وكثر ماله ، ولما كثر ماله ، عند ذلك تزوج ، أول من تزوج امرأة من الأنصار ، رآه النبي صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة ، فقال : ((ماهيا)) ، أي ما الأمر ؟ وما الخبر في العادة أن الصفرة تكون بعد الدخول بالزوجة التي تصبغ ثيابها أو جسدها بشيء من الصفرة من الزعفران أو العصفر أو الورس أو الكركم ، فقال : تزوجت امرأة من الأنصار ، ((على أي شيء ؟)) يعني بكم تزوجتها ؟ قال : على وزن نواة من الذهب ، النواة نواة التمرة ، على وزنها ذهبا ، فدعا له قال : ((بارك الله فيك ، أولم ولو بشاة)) يعني اعمل وليمة ، عمل وليمة ، ثم بعد ذلك تزوج أخرى ، وتزوج ، وكثر أولاده وكثر ماله .
ذكروا أنه قدم له مرة عير كثيرة تحمل زادا ، لما قدمت وجاءت إلى المدينة تحركت المدينة من كثرتها ، فجاءوا الزبائن وساموا منه أن يعطوه فائدة ، في المائة مثلا عشرة ، أو في المائة عشرين ، ولكنه أصر وامتنع وقال : أبيعها على الله ، يعطيني في المائة ألفا ، الحسنة بعشر أمثالها ، فتصدق بها كلها .
ثم كان رضي الله عنه يتعاهد زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانت عائشة رضي الله عنها تقول : سقى الله عبد الرحمن من سلسبيل الجنة ؛ لأنه كان يتعهدهن بالصدقة ويعطيهن ويكثر من إعطائهن ، هكذا .
اشتهر له ولد اسمه كنيته ، يقول : صح أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى وراءه ، وذلك في غزوة تبوك ، تأخر النبي صلى الله عليه وسلم مع بعض الذين تأخروا ، واجتمع المصلون ، ولما اجتمعوا في مكان لأنهم متفرقون كانوا أربعين ألفا ، فقدموا عبد الرحمن فصلى بهم ، ولما صلى ركعة جاء النبي صلى الله عليه وسلم ، صلاة رباعية مقصورة ، فصلى معه الركعة الأخيرة ، وقام وقضى الركعة التي فاتته ، لما رأوه فزعوا فقال : ((أحسنتم أحسنتم)) يعني أنكم لازم أنكم سوف تصلون ؛ أي لأنهم صلوا جماعات .
ذكر أولاده ، يقول : له ابن اسمه سالم ، يقال له : سالم الأكبر ، مات قبل الإسلام ، يعني مات في الجاهلية ، وله أيضا بنت تسمى أم القاسم ، ولدت في الجاهلية وأسلمت .
كذلك الثالث : محمد ، كان يكنى به ، ولد في الإسلام ، أكبر كنيته وأشهرها أنه أبو محمد .
الرابع والخامس والسادس : إبراهيم وحميد وإسماعيل ، أمهم أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط بن أبي عمرو بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، من المهاجرات ، من بني أمية ، كل أولاده هؤلاء : سالم وأم القاسم ومحمد وإبراهيم وحميد وإسماعيل ، كلهم من هذه المرأة ، أم كلثوم بنت عقبة ، عقبة قتل في بدر ، وله أولاد ، منهم الوليد بن عقبة .
يقول : السابع: عروة بن عبد الرحمن ، قتل بإفريقية ، أمه سهلة بنت سهيل بن عمرو ، وسهيل من بني ثقيف ، ولكنه من سكان مكة ، وهو أخو محمد بن أبي حذيفة بن عتبة ، أخوه لأمه .
سالم الأصغر ، عبد الله الأكبر ، قتل بإفريقية ، أمه من بني عبد الأشهل من الأنصار .
أبو بكر بن عبد الرحمن وأبو سلمة الفقيه ، وهو عبد الله الأصغر ، أمه تماضر بنت الأصبغ الكلبية ، وهي أول كلبية نكحها قرشي .
عبد الرحمن بن عبد الرحمن ، ولد له .
مصعب بن عبد الرحمن ، كان على شرفة مروان بن الحكم بالمدينة .
هؤلاء هم أولاد عبد الرحمن ، رضي الله عنه ، يكون عددهم أربعة عشر أو قريبا من ذلك ، أشهرهم أبو سلمة ، روى الحديث ، اشتغل برواية الحديث عن أبي هريرة ، روى عنه كثيرا ، يقال : عن أبي سلمة عن أبي هريرة ، ولم يعرف له اسم .
مات عبد الرحمن بالمدينة ودفن بالبقيع سنة اثنتين وثلاثين ، في خلافة عثمان ، وخلف تركة كثيرة ، صلى عليه عثمان ، عمره اثنتان وسبعون.