7 Jan 2009
قالَ الحافظُ أبو مُحَمَّدٍ عبدُ الغَنِيِّ بنُ عبدِ الواحدِ الْمَقْدِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ وأَرضاهُ:
أبو الأَعورِ سعيدُ بن زيدِ بنِ عمرٍو رَضِيَ اللَّهُ عنهُ
ابنِ نُفَيْلِ بنِ عبدِ العُزَّى بنِ رَباحِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ قُرْطِ بنِ رَزاحِ بنِ عديِّ بنِ كعبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالبٍ [1].
يَلْتَقِي معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ.
أمُّهُ فاطمةُ بنتُ بُعْجَةَ بنِ أُمَيَّةَ بنِ خُويلدٍ، منْ بَنِي مُلَيْحٍ، منْ خُزاعةَ.
وهوَ ابنُ عمِّ عمرَ بنِ الْخَطَّابِ، وتَزَوَّجَ أُخْتَهُ أُمَّ جميلٍ بنتَ الْخَطَّابِ.
أَسْلَمَ قَديمًا [2]، وَلَمْ يَشْهَدْ بَدْرًا [3].
ولهُ من الوَلَدِ:
عبدُ اللَّهِ: وكانَ شاعرًا.
وقالَ الزُّبيرُ بنُ بَكَّارٍ: ووَلَدُهُ قَليلٌ [4]، وليسَ بالمدينةِ منهم.
وتُوُفِّيَ سعيدُ بنُ زيدٍ سنةَ إحدى وخمسينَ، وسِنُّهُ بِضْعٌ وسبعونَ سنةً.
تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع
[2] ثَبَتَ في (صحيحِ البخاريِّ) (3862) و(3867) و(6942) عنْ سعيدِ بنِ زيدٍ أنَّهُ قالَ: لقدْ رَأَيْتُنِي وإنَّ عُمَرَ لَمُوثِقِي على الإسلامِ وأُخْتِهِ.
والمعنى: أنَّ عُمَرَ قبلَ إسلامِهِ رَبَطَ سعيدَ بنَ زيدٍ بسببِ إسلامِهِ إهانةً لهُ وإلزامًا بالرجوعِ عن الإسلامِ، وفَعَلَ ذلكَ بأُخْتِهِ أيضًا.
[3] جاءَ في بعضِ الْمَصادِرِ أنَّهُ لمْ يَشْهَدْ بَدْرًا؛ لأنَّ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْسَلَهُ هوَ وطلحةَ بنَ عُبَيْدِ اللَّهِ يتَحَسَّسَانِ خَبَرَ العِيرِ، فبَلَغَا الحوراءَ، فلمْ يَزَالَا مُقيمَيْنِ هناكَ، ولَمَّا رَجَعا للمدينةِ كانَ ذلكَ يومَ الوَقعةِ، فخَرَجَا يَؤُمَّانِ النبيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ببَدْرٍ، فضَرَبَ لهما بسَهْمِهِمَا وأُجورِهما.
[4]
ذَكَرَ في (الرياضِ النَّضِرَةِ) (4 / 344) أنَّ لهُ ثلاثةَ عَشَرَ
ذَكَرًا وثمانِيَ عشرةَ أُنْثَى، وعَدَّدَهُم. انْظُر (الطبقاتِ) (3/381).
شرح مختصر عبد الغني لفضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)
الرابع:
أبو الأعور: سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل بن عبد العزى بن رباح بن عبد
الله بن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي بن غالب ، رضي الله عنه .
أبوه :
زيد بن عمرو ، ابن عم عمر بن الخطاب ، زيد بن عمرو بن نفيل هذا من الذين
قرؤوا في كتب النصارى ، وترك عبادة النصارى ، وترك عبادة الأوثان ، وكان لا
يأكل مما ذبح لغير الله ، وأخلص العبادة لله ووحد الله وقال : يا ربي ،
والله لو أعلم دينا أدين به أحسن مما أنا عليه لدنت لك يا رب بهذا الدين ،
فلم يكن يعرف الصلوات ولا أركان الإسلام ، إلا أنه وحد الله تعالى .
ذكر أنه قال لابنه سعيد أو لعمر بن الخطاب : إذا بعث النبي فأبلغوه مني
السلام ، فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم وأبلغوه ، أثنى عليه خيرا وقال
: ((قد رأيته في الجنة يسحب ذيوله)) يعني كأنه يسحب ثيابا الواحد منها كالذيل الطويل ، مما يدل على أنه من أهل الخير ، حتى قيل : إنه يبعث يوم القيامة أمة وحده .
هذا أبو سعيد : زيد بن عمرو بن نفيل ، عمر بن الخطاب بن نفيل ، فهما ابنا عم ، سعيد هذا ممن بادر بالإسلام .
أمه
فاطمة بنت باجة بن أمية بن خويلد ، من بني مليح من خزاعة ، أمه من خزاعة ،
وهو ابن عم عمر رضي الله عنه ، يعني بواسطة ابن ابن عم عمر ، وتزوج أخت
عمر ، اسمها أم جميل بنت الخطاب ، فهو صهر عمر وهو أيضا ابن عمه .
أسلم قديما ، يقول : لقد رأيتني وإن عمر لموثقني على الإسلام
، أسلم قبل عمر ، وكان عمر قبل أن يسلم شديدا على من أسلم ، فلما أسلم هو
وزوجته التي هي أم جميل ، لما أسلم ، عند ذلك أوثقه عمر على الإسلام ، ما
هذا الدين الذي أتيت به ؟ قبل أن يسلم عمر رضي الله عنه ، فكان موثقا له
على الإسلام ، عمر رضي الله عنه قبل أن يسلم غضب على سعيد لما أسلم ،
فأوثقه إهانة له ليرجع ، وفعل ذلك أيضا بأخته التي هي أم جميل .
لم
يشهد بدرا ، والنبي صلى الله عليه وسلم لم يعاتب الذين تخلفوا عن بدر ،
ذكروا أنه أرسله وطلحة يتجسسان خبر العير ، عير قريش ، فبلغا الحوراء ، فلم
يزالا مقيمين هناك ، ولما رجعا المدينة كان ذلك بعد الوقعة ، فخرجا يؤمان
النبي صلى الله عليه وسلم ببدر ، وضرب لهما بسهمهما وأجرهما ، فعدهما
كأنهما قد شهدا بدرا .
أولاد
سعيد ، ولد له عبد الله بن سعيد ، ذكروا أنه شاعر ، وقال الزبير بن بكار :
وولده قليل ، وليس بالمدينة منهم ، لكن ذكر صاحب الرياض النضرة أن له
أولاد ، عددهم ثلاثة عشر ذكرا وثماني عشرة أنثى ، هكذا في الطبقات وغيرها ،
وكأن المؤلف لم يطلع على أسمائهم ، فلذلك قال : وولده قليل وليس بالمدينة
منهم .
توفي سعيد بن زيد سنة إحدى وخمسين ، وسنه بضع وسبعون ، يعني تجاوز السبعين.