7 Jan 2009
قالَ الحافظُ أبو مُحَمَّدٍ عبدُ الغَنِيِّ بنُ عبدِ الواحدِ الْمَقْدِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ وأَرضاهُ:
أبو عبدِ اللَّهِ عُثمانُ بنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ
ابنِ أبي العاصِ، بنِ أُمَيَّةَ، بنِ عبدِ شمسِ، بنِ عبدِ مَنافٍ.
يَلْتَقِي معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في عبدِ مَنافٍ، وهوَ الأبُ الخامسُ.
وأمُّهُ: أَرْوَى [1] بِنْتُ كُرَيْزِ، بنِ رَبيعةَ، بنِ حَبيبِ، بنِ عبدِ شمسِ، بنِ عبدِ مَنافٍ، وأُمُّها: أمُّ حكيمٍ البيضاءُ بنتُ عبدِ الْمُطَّلِبِ.
أَسْلَمَ قَديمًا، وهاجَرَ الهجرَتَيْنِ، وتَزَوَّجَ ابنتَيْ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [2].
ووَلِيَ الْخِلافةَ ثِنْتَيْ عشرةَ سنةً إلَّا عشرةَ أيَّامٍ، وقِيلَ: إلَّا اثْنَيْ عَشَرَ.
وقُتِلَ في ذي الْحِجَّةِ لثمانِ عشرةَ خَلَتْ منهُ بعدَ العَصْرِ، وهوَ
يومئذٍ صائمٌ، سنةَ خمسٍ وثلاثينَ، وهوَ ابنُ اثنتَيْنِ وثمانينَ [3].
ولهُ من الوَلَدِ:
عبدُ اللَّهِ الأكبرُ: وأمُّهُ رُقَيَّةُ بنتُ رسولِ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، تُوُفِّيَ وهوَ ابنُ ستِّ سنينَ، ودَخَلَ
رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْرَهُ.
وعبدُ اللَّهِ الأَصْغَرُ: وأمُّهُ فاختةُ بنتُ غَزْوَانَ، أُخْتُ عُتْبَةَ.
وعُمَرُ، وخالدٌ، وأَبانٌ، ومَريمُ: أمُّهم أمُّ عَمْرٍو بنتُ جُنْدُبِ بنِ عمرِو بنِ حُمَمَةَ، من الأَزْدِ منْ دَوْسٍ.
والوليدُ، وسعيدٌ، وأمُّ عُثمانَ: أمُّهم فاطمةُ بنتُ الوَليدِ بنِ عبدِ
شمسِ بنِ الْمُغيرةِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرَ بنِ مَخزومٍ.
وعبدُ الْمَلِكِ: لا عَقِبَ لهُ، ماتَ رَجُلًا، وأُمُّهُ أمُّ البنينَ بنتُ عُيَيْنَةَ بنِ حِصْنِ بنِ حُذيفةَ بنِ زيدٍ.
وعائشةُ، وأمُّ أَبانٍ، وأمُّ عمرٍو: وأُمُّهُنَّ رَملةُ بنتُ شَيْبَةَ بنِ ربيعةَ.
وأمُّ خالدٍ، وأَرْوَى، وأمُّ أبانٍ الصُّغْرَى: أمُّهُم نائلةُ بنتُ
الفُرَافِصَةِ بنِ الأَحْوَصِ بنِ عمرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ الحارثِ بنِ
حِصْنِ بنِ ضَمْضَمِ بنِ عَدِيِّ بنِ جَنَابٍ، منْ كَلْبِ بنِ وَبْرَةَ.
تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع
[1] وقدْ أَسْلَمَتْ رَضِيَ اللَّهُ عنها، (الفتْحَ) (7/55).شرح مختصر عبد الغني لفضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)
الثالث من العشرة عثمان بن عفان ، رضي الله عنه ،
كنيته أبو عبد الله ، عثمان بن عفان بن أبي
العاص بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم
في عبد مناف ؛ لأن عبد مناف له أربعة أولاد : هاشم بن عبد مناف ، ونوفل بن
عبد مناف ، وعبد شمس بن عبد مناف ، وعبد العزى بن عبد مناف ، فعبد مناف
الأب الخامس .
أمه أروى
بنت كريز بن ربيعة بن حبيب بن عبد شمس بن عبد مناف ، تجتمع مع أبيه في عبد
شمس ، أم أروى يقال لها : أم حكيم البيضاء ، بنت عبد المطلب ، يعني أنها
عمة النبي صلى الله عليه وسلم ، أم حكيم عمة النبي صلى الله عليه وسلم .
أسلم قديما وهاجر الهجرتين
، وتزوج ابنتين من بنات النبي صلى الله عليه وسلم ، كان أولا تزوج رقية
قبل البعثة ، قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم ، وذكروا أن في سبب زواجه
أنه قد خطبها ثم خطبها بعده ولد أبي لهب ، وذلك قبل النبوة ، وكان ولد أبي
لهب أقرب ، فظن أنهم سيزوجونها عتبة ابن أبي لهب ، دخل مرة على أمة له
تتكهن فقالت : حييت يا هذا ثلاثا تترا ، ثم ثلاثا وثلاثا أخرى ، ثم بأخرى
كي تتم عشرة ، أنكحت يا هذا حصانا زهرا ، لقيتها حصانا بكرا ، وأنت بكر قد
لقيت بكرا ، يقول : فتعجب كيف تقول : إني أتزوجها ، وقد خطبها ابن عمها،
ولكن قدر الله أنه هو الذي تزوجها.
وبعد ذلك هاجر لما حصل
الأذى للمؤمنين بمكة ، هاجر إلى الحبشة وبقوا هناك مدة وسمعوا أن أهل مكة
قد اصطلحوا مع المؤمنين بمكة ، فرجع مع الذين رجعوا ، ولما رجعوا إذا هم
على شدتهم ، فهاجر إلى المدينة وبقي في المدينة ، وتوفيت رقية في سنة ثنتين
، لما غزا النبي - صلى الله عليه وسلم - بدرا ، تخلف عثمان يمرض امرأته
وما تهيأ للغزو ، ولما رجع النبي - صلى الله عليه وسلم - وإذا هي قد ماتت ،
فزوجه بأختها أم كلثوم ، وبقيت عنده ، وماتت في حدود سنة سبع أو ثمان ،
ولذلك يقال له : ذو النورين ؛ أي: أنه تزوج بنتي نبي ، فلما ماتت الثانية
قال النبي -صلى الله عليه وسلم- : ((لو كان عندنا بنت ثالثة لزوجناها عثمان)) فهو ثالث الخلفاء الراشدين ، يقول أبو الخطاب في عقيدته :
قـالوا فثـالثهم فقـلـت مجاوبا ....... مـن بـايع المختـار عنه باليد
صهر النبي على ابنتيه ومن حوى ....... فضليـن فضـل تلاوة وتهجــد
أعني ابن عفان الشهيد ومن دعي ....... في الناس ذو النورين صهر محمد
فيسمى ذو النورين ، وهو صهر النبي - صلى الله عليه وسلم - على ابنتيه .
كان من خيار الصحابة رضي الله عنهم ، وهو الذي كتب المصاحف ، لما كان في خلافته قدم إليه حذيفة فقال : أدرك الناس قبل أن يختلفوا في القرآن ،
فإني قد شاهدت منهم اختلافا في قراءة القرآن . فعند ذلك كانت الصحف عند
حفصة ، فجاء بتلك الصحف التي كتبت في عهد أبي بكر ، وأمرهم أن ينسخوها ،
فنسخوها في المصاحف ، وأرسل إلى كل جهة مصحفا ، وأمرهم أن يقتصروا عليه ولا
يقرؤوا إلا بما فيه ، فلذلك يقال لهذه المصاحف أنها بالرسم العثماني هكذا .
ثم إن بعض الأعراب من
العراق ونحوه ، أنكروا عليه أنه قرب أقاربه ؛ لأنه كان يحب أقاربه ويتأول
أن ذوي القربى هم أقارب الوالي ، في قوله تعالى : {وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَى}
كان أبو بكر وعمر جعلوا ذوي القربى هم بنو هاشم ، وأما هو فإنه جعل معهم
بني عبد العزى ، الذي هو جده ؛ لأنه عثمان بن عفان بن العاص بن أمية بن عبد
شمس ، فجعل بني عبد شمس بدل بني هاشم ، فنقموا عليه لماذا لم تسر سيرة
الخليفتين قبلك ؟ واجتمعوا عليه وتألبوا وحاصروه ، وكان قد قرب مروان بن
الحكم ؛ لأنه ابن عمه وولاه الكتابة ، فروي أن مروان كتب كتابا وختمه بختم
عثمان ، وفيه قتل بعض الأشخاص ، ولم يشعر به عثمان ، فعثر على ذلك الراكب
الذي معه ذلك الكتاب ، وإذا به كتابته فيه ختمه ، فكان ذلك مما أحفظ كثيرا
من أولئك ، فعند ذلك تألبوا عليه وحاصروه ، ولم يكن أحد يغضب له ؛ لأنه
كلما جاء واحد ينتصر له صرفهم ، وقال : يحفظني الله ، لا أحد يحرسني ، ولو
أنه أذن لتألب أهل المدينة وردوا أولئك الثائرين .
وقدر أنه قتل ، ولما قتل
لم يكن هناك أحق بالخلافة من علي رضي الله عنه ، فبويع بالخلافة ، وحصلت
الفتن العظيمة ، وذلك لأن معاوية ابن عم عثمان ، معاوية بن أبي سفيان ،
وأبو سفيان اسمه صخر بن حرب بن أمية ، وعثمان اسمه عثمان بن عفان بن أبي
العاص بن أمية ، يجتمعان في أمية ، فعند ذلك غضب معاوية وجاء ليطالب بدم
عثمان ، وحصلت بينه وبين أهل العراق مقتلة عظيمة ، وقعة الجمل بين علي وبين
الذين مع طلحة والزبير ، قتل بها نحو عشرة آلاف ، ثم وقعة صفين قتل بها ما
يقارب سبعين ألفا ، فكان ذلك كله بسبب أولئك الثوار الذين ثاروا على عثمان
رضي الله عنه .
يقول : ولي الخلافة ثنتي
عشرة سنة إلا عشرة أيام ، وقيل : إلا اثني عشر ، هذه مدة خلافته ، وهو أطول
من اللذين قبله ؛ لأن أبا بكر خلافته سنتان ونصف ، وعمر عشر سنين ونصف ،
وعثمان ثنتي عشرة ، قتل في ذي الحجة وأكثر الصحابة في مكة في الحج ، سنة
ثمان عشرة ، ليلة ثمان عشرة ، خلت من ذي الحجة ، بعد العصر ، وكان يومئذ
صائما ، وكان هيئته يحيي ليله حتى قال بعض الشعراء :
ضحوا بأشمط عنوان السجود به ....... يقطـع الليـل تسبيحا وقرآنا
كان قتله سنة خمس وثلاثين ، وعمره اثنتان وثمانون ،كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد أخبره فقال : ((بشره على بلوى تصيبه)).
أما أولاده؛ فله: عبد الله الأكبر ،
أمه رقية بنت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - توفي وهو ابن ست سنين ،
ودخل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قبره ، ولعله أكبر أولاد عثمان .
وعبد الله الأصغر ، وأمه فاختة بنت غزوان ، أخت عتبة بن غزوان .
وعمر وخالد وأبان ومريم ، أمهم أم عمرو بنت جندب بن عمرو بن هممة بن الأزد من دوس .
والوليد وسعيد وأم عثمان ، أمهم فاطمة بنت الوليد بن عبد شمس بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم .
وعبد الملك ، لا عقب له ، مات رجلا ، أمه أم البنين بنت عيينة بن حصن بن حذيفة بن زيد .
وعائشة وأم أبان وأم عمرو ، وأمهن رملة بنت شيبة بن ربيعة .
وأم خالد وأروى وأم أبان الصغرى
، أمهم نائلة بنت بن الفرافصة بن الأحوص بن عمرو بن ثعلبة بن الحارث بن
حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب ، فيكون مجموع أولاده ذكورا وإناثا نحو سبعة
عشر من عدة نساء ، ويمكن أن بعضهن من أمهات أولاده .