7 Jan 2009
قالَ الحافظُ أبو مُحَمَّدٍ عبدُ الغَنِيِّ بنُ عبدِ الواحدِ الْمَقْدِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ وأَرضاهُ:
أبو حَفْصٍ عمرُ بنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ
ابنِ
نُفَيْلِ بنِ عبدِ الْعُزَّى بنِ رَياحِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ قُرْطِ بنِ
رَزَاحِ بنِ عَدِيِّ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالبٍ.
يَلْتَقِي معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ.
وأمُّهُ: حَنْتَمَةُ بنتُ هاشمٍ، وقِيلَ: هِشَامِ [1]، بنِ المغيرةِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عُمَرَ بنِ مخزومٍ.
أسلمَ بمكَّةَ [2]، وشهدَ المشاهدَ كُلَّها معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وأوْلادُهُ:
أبو عبدِ الرحمنِ عبدُ اللَّهِ: أَسْلَمَ قَديمًا، وهاجَرَ معَ أَبِيهِ، وهوَ مِنْ خيارِ الصحابةِ.
وحَفْصَةُ: زوجُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أُمُّها: زَينبُ بنتُ مَظْعُونٍ.
وعاصِمُ بنُ عُمرَ: وُلِدَ
في حياةِ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أمُّهُ: أمُّ عاصمٍ
جميلةُ بنتُ ثابتِ بنِ أبي الأَقْلَحِ.
وزيدٌ الأكبرُ بنُ عمرَ، ورُقَيَّةُ: أمُّهما: أمُّ كُلثومٍ بنتُ عَلِيِّ بنِ أبي طالبٍ.
وزيدٌ الأصغرُ، وعُبيدُ اللَّهِ ابنا عُمرَ: أُمُّهما: أمُّ كُلثومٍ بنتُ جَرْوَلَ الْخُزاعيَّةُ [3].
وعبدُ الرحمنِ الأَكبرُ بنُ عمرَ.
وعبدُ الرحمنِ الأوسطُ: هوَ أبو شَحْمَةَ المَجْلُودُ في الخمْرِ [4]. أُمُّهُ: أُمُّ وَلَدٍ [5] يُقالُ لها: لَهِيَّةُ.
وعبدُ الرحمنِ الأصغرُ بنُ عمرَ: أمُّهُ: أُمُّ وَلَدٍ يُقالُ لها: فَكِيهَةُ.
وعِياضُ بنُ عُمرَ: أُمُّهُ: عاتِكةُ بنتُ زَيدِ بنِ عمرِو بنِ نُفَيْلٍ.
وعبدُ اللَّهِ الأَصْغَرُ بنُ عمرَ: أمُّهُ: سعيدةُ بنتُ رافعٍ الأنصاريَّةُ، منْ بني عمرِو بنِ عوفٍ.
وفاطمةُ بنتُ عمرَ: أمُّها: أمُّ حكيمٍ بنتُ الحارثِ بنِ هِشامٍ.
وأمُّ الوليدِ بنتُ عمرَ، وفيها نَظَرٌ [6].
وزَينبُ بنتُ عمرَ: أُخْتُ عبدِ الرحمنِ الأصغرِ بنِ عمرَ.
وَلِيَ الخلافةَ عَشْرَ سنينَ وسِتَّةَ أشهُرٍ ونصفَ شَهْرٍ.
وقُتِلَ [7] في
آخِرِ ذي الْحِجَّةِ منْ سنةِ ثلاثٍ وعشرينَ من الهجرةِ، وهوَ ابنُ ثلاثٍ
وسِتِّينَ سنةً، سِنِّ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وفي سِنِّهِ خِلافٌ.
تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع
شرح مختصر عبد الغني لفضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)
الخليفة الثاني : أبو حفص ، عمر بن الخطاب رضي الله عنه ،
عمر بن الخطاب بن نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله بن قرب بن رزاح بن
عدي بن كعب بن لؤي بن غالب ، يجتمع أيضا مع النبي صلى الله عليه وسلم في
كعب ، ليكون كعب له ثلاثة أولاد : تيم بن كعب، عدي بن كعب ، مرة بن كعب،
يلتقي في كعب بن لؤي.
أمه: حنتمة بنت هاشم أو هشام بن المغيرة بن عبد الله بن عمرو بن مخزوم .
أسلم بمكة رضي الله عنه ،
شهد المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لم يتخلف عنه في غزوة
من الغزوات ولا في عمرة ولا في حجة ، بل كان مصاحبا له دائما ، كان في أول
الأمر شديدا على المسلمين ، وكان يهدد من أسلم ويخوفهم ، ثم لما ذكر له أن
أخته وزوجها مسلمان ، استاء لذلك وذهب إليهما ولما طرق عليهما الباب خاف
منه زوج أخته ، فاختبأ ، دخل وقال : أصبأتما ؟ قالت : بل أسلمنا ونحن ندعوك
إلى الإسلام ، وكان عندهما صحيفة فيها آيات من سورة طه ، فأراد أن يقرأها
فقالت : إنك نجس لا بد أنك تغتسل وتتطهر ، فرغبته فهداه الله ، وتطهر وأخذ
يقرأ تلك الصفحات ، ووقعت في قلبه فهداه الله تعالى ،
ولما أسلم قوي المسلمون ، يقول ابن مسعود رضي الله عنه : ما زلنا أعزة منذ أن أسلم عمر بن الخطاب رضي الله عنه .
لما أسلم وهم مختبئون في دار الأرقم قال : لماذا نختفي ، ألسنا على الحق ؟ اخرجوا ونصلي في الحرم ،
فخرجوا في صفين ، صف فيه عمر وصف فيه حمزة ، لما رأى الكفار ذلك لم
يتجرءوا لعلمهم بجراءة عمر وبقوته ، فلم يتجرءوا على أن يؤذوهم ، وهكذا أعز
الله الإسلام بعمر بن الخطاب رضي الله عنه .
بقي بمكة بعد إسلامه معلنا
إسلامه ، كلما أراد أحد أن يؤذيه تغلب عليه ، لما أعطيه من الشجاعة والقوة
، ولما هاجر المسلمون إلى المدينة كان من أول المهاجرين ، هاجر ومعه نحو
عشرين من الصحابة ونزلوا بالمدينة .
وكان أيضا يتعاطى التجارة
ويأتيه أرباح ، وكان ينفق على النبي صلى الله عليه وسلم ، وينفق أيضا على
المستضعفين من المهاجرين من مكة ومن غيرهم ، وفتح الله تعالى عليه ، ولما
تأيمت ابنته حفصة عرضها على أبي بكر : أترغب أن أزوجك حفصة ؟ فلم يقل شيئا ، ثم عرضها على عثمان ففكر ثم قال : إنه بدا لي ألا أتزوج ،
ثم بعد ذلك خطبها النبي صلى الله عليه وسلم ، فأصبح صهر النبي صلى الله
عليه وسلم ؛ أي: أنه زوجه ابنته ، كذلك أبو بكر زوجه ابنته عائشة ، فكلاهما
صهر النبي صلى الله عليه وسلم .
ثم بعد ذلك كان مع النبي
صلى الله عليه وسلم في أسفاره ، ومما حدث أنه كان يوافقه القرآن في عدة
آيات ، فمنها أسرى بدر ، لما جيء بهم أشار عمر بأنهم يقتلون لأنهم أخرجوه
ولأنهم آذوه ، وأشار أبو بكر إلى أنهم يفدون ، فأخذوا منهم الفدية ، فنزل
القرآن منكرا أخذ الفدية ومنكرا للأسر ، فقال الله تعالى : {مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ} أي: حتى يقتل قتلا {تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا}
يعني: أنكم أخذتموهم لأجل المال ، ثم دخل عمر وأبو بكر والنبي صلى الله
عليه وسلم يبكيان ، فقال : ما يبكيكما؟ فقالا : عرض علينا العذاب أدنى من
هذه الشجرة ، ثم قال : لو نزل العذاب ما نجى منه إلا عمر لأنه كان صارما ،
ولأنه صمم وقال : اقتلوهم لأنهم أخرجوك وآذوك .
كذلك أيضا ذكر أنه قال له بعض اليهود : إن جبريل عدونا ، فقال عمر : من كان عدوا لله وملائكته وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين ، فنزلت على لسان عمر ، أو نزلت موافقة لكلام عمر .
كذلك أيضا ثبت أنه كان يقول للنبي صلى الله عليه وسلم : احجب نساءك ؛ فإنه يدخل عليهن البر والفاجر ، عند ذلك نزلت آية الحجاب في قول الله تعالى : {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ} هذه أيضا من موافقاته .
قال مرة : يا رسول الله لو اتخذت من مقام إبراهيم مصلى ؟ نزلت الآية : {وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى} موافقة له .
ولما رأى بعض نساء النبي صلى الله عليه وسلم أخذن يعصين ويتظاهرن قال : عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن ، فنزلت الآية كما قال عمر .
ثبت أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إنه كان في الأمم قبلكم محدثون ، فإن يكن في هذه الأمة محدث فإنه عمر)) ، أو : ((فإن منهم عمر)) وذلك لأنه يصيب ما يقوله .
يقول بعض الصحابة : ما اختلفنا في شيء إلا جاء القرآن على ما يقوله عمر .
فضائله كثيرة ، منها : لما
طرق على النبي صلى الله عليه وسلم والنساء يرفعن صوتهن ، عند ذلك اختفين
فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال : ((إن هؤلاء النساء كن رافعات صوتهن ، ولما رأينك سكتن)) ، فقال: أي عدوات أنفسهن ، أتهبنني ولا تهبن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ((والله ما رآك الشيطان سالكا فجا إلا سلك فجا غير فجك)) إشارة إلى أن الشيطان يهرب منه.
أما خلافته؛
فتؤخذ من استخلاف أبي بكر ، لما حضر أبا بكر الوفاة اختاره خليفة ، ونعم
الاختيار ، فإنه لما استخلف ضبط أمر الأمة وفتح الله عليه ، وفتحت في زمنه
كنوز كسرى وقيصر ، وفتحت مصر وفتحت الشام كله والعراق كله ، وتوالت
الفتوحات إلى خراسان ، وتجاوزوا أيضا إلى بعض أفريقيا كلها ، بتدبيره رضي
الله عنه .
ضبط الأمر واختار من هم
لهم القدرة والأهلية على تولي القتال ، رضي الله عنه ، وقد جاء ما يدل على
الإشارة إلى خلافته ، من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إني رأيتني على بئر أنزع منها ( يعني بالدلو ، يعني ينزع من البئر بالدلو ) فنزعت
منها ما شاء الله أن أنزع ، ثم أخذها أبو بكر ، فنزع منها ذنوبا أو ذنوبين
، وفي نزعه ضعف والله يغفر له ، ثم أخذها ابن الخطاب فاستحالت في يده غربا
، فلم أر عبقريا من الناس يفري فريه ، حتى روي الناس وشربوا وضربوا بعطن)) إشارة إلى طول خلافته وإلى انتشار الإسلام في زمنه ، وإلى ما يسر الله على يديه من الفتوحات ونصر الإسلام ، رضي الله عنه .
كان قتله على يد مجوسي ،
يقال له: أبو لؤلؤة ، هذا المجوسي كان صناعا يعمل الأرحى ، الرحى التي
كانوا يطحنون عليها ، ثم إن مولاه أو سيده الذي هو المغيرة ، اصطلح معه على
ضريبة ، يقول : أنت صناع اذهب واصنع للناس وأعطني كل يوم درهمين ، فجاء إلى عمر وقال : اشفع لي إلى مولاي يخفف عني الضريبة ، فقال عمر : أنت صنع فلا تعوقك أن تخسر كل يوم ثلاثة دراهم أو أربعة ،
فقال : لأصنعن لك رحى ، يتهدد بها الناس في أطراف الأرض ، ففطن عمر وقال :
هم بقتلي ، أو : قتلني العلج ، لما كان مرة وهو يصلي الفجر بعدما كبر جاء
ذلك العلج ومعه السكين لها طرفان ، لها حدان من هنا ومن هنا ، وقد سقاها
سما فطعنه في بطنه ثلاث طعنات ، فالتفت إلى من وراءه وقال : قتلني الكلب
، ثم تقدم عبد الرحمن بن عوف وصلى بهم صلاة خفيفة ، ثم خرجوا بعمر رضي
الله عنه وهو ينزف دمه ، بقي ثلاثة أيام ثم مات رضي الله عنه .
خلافته نحو عشر سنين ، انتشر فيها الإسلام انتشارا واسعا مما حببه الله تعالى إلى الأمة ، فكان محبوبا عندهم .
ولا شك أن هؤلاء الخلفاء
خلافتهم حق ، أبو بكر ثم عمر ، لا يشك في ذلك إلا أهل الريب والعياذ بالله ،
ولا يلتفت إلى من طعن في خلافتهم .
أولاده وبقية سيرته نقرأها غدا إن شاء الله . والله أعلم.
******
سؤال:
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ ، هذه أسئلة من الشبكة - هذا الأخ - نقرأها
حسب ورودها ، الأخ مصطفى من مصر يقول : الشيخ الفاضل حفظه الله تعالى ،
يقول : إنا نحبكم في الله وأنا أبلغ من العمر أربعين سنة متزوج ولي ثلاثة
أبناء ، أعمل في المجال السياحي وأنا الآن مدير لإحدى كبرى الشركات
السياحية في الغردقة بالبحر الأحمر ، يقول : وأنا في حيرة من مالي وضاق
صدري من هذا العمل الذي أنا فيه ، وأريد أن أبرأ لديني وأفر بنفسي وأسرتي
إلى الله ، وزوجتي ملتزمة ولله الحمد ، وأولادي يحفظون القرآن ، يقول : ما
هي نصيحتكم لي ؟ هل أترك عملي هذا مع أنه في السياحة وهو فيه نوع من
الاختلاط وفيه زيارة المعابد في مصر وغيرها ؟ فبماذا تنصحوني وجزاكم الله
خيرا.
أحبك الله ورزقنا جميعا
حبه وحب من يحبه ، ونقول : إذا كنت متمسكا بدينك وأولادك يحفظون القرآن
وزوجتك امرأة صالحة وقد أصبت رزقا في هذا العمل فلا مانع من أنك تزاوله ولا
محظور فيه إن شاء الله إذا تنزهت عن الكسب الحرام واقتصرت على الحلال
وأخلصت ونصحت في عملك ، هذا الذي نراه.
سؤال: أحسن الله إليك ، الأخت خيرية من الكويت تقول : هل تجوز العباءة المذهبة على الرجال؟
لا تجوز ، لا يجوز للرجال أن يلبسوا الحرير ولا الذهب لعموم : ((الذهب والحرير حرام على رجال أمتي حل للنساء)) هذا إذا عرف بأنه ذهب ، فالزر هذا يكون ليس بذهب إنما هو مصبوغ ، وأنه أيضا فيه شيء من الفضة ، هكذا يكون الذي نعرفه.
سؤال: والأخ أبو معاذ من ليبيا يقول: ما حكم الصلاة في منزل بني بالربا؟
المال مال الله ، إذا أخرج
صاحب هذا المال هذا المال فبنى به مسجدا ، فالمال مال الله ، فالصلاة فيه
جائزة ، إنما إثمه على الذي اكتسب وإذا تخلص منه فبنى به مسجدا فإنه يتخلص .
سؤال: أحسن الله إليكم ، الأخت خديجة من فرنسا تقول : هل يجوز للمرأة أن تلبس عباءة من لون معين والجلباب من نوع آخر؟
لا مانع إذا كانت العباءة مثلا سوداء والقميص أحمر ، فلا مانع ، أو غير ذلك من الألوان.
سؤال: أحسن
الله إليكم ، الأخ أحمد من مصر يقول: قال أحد الصوفية : إن الإمام مالك
رحمه الله قال : من تفقه ولم يتصوف فقد تفسق ، ومن تصوف ولم يتفقه فقد
تزندق ، ومن تصوف وتفقه فقد تحقق ، فما معنى ذلك؟.
إذا كان يريد التصوف الزهد
الذي هو لباس الصوف ، فلا مانع ، وذلك لأن الزهاد في عهد أبي بكر وفي عهد
مالك يسمون صوفية ؛ لأنهم يلبسون الخشن من الثياب يلبسون صوف الماعز أو صوف
الضأن ، فيسمون صوفية ؛ لأنهم زهاد ، ولم تكن معهم طرق الصوفية التي تجددت
في القرن الثالث وما بعده ، فهم بريئون من ذلك فإذا ثبت هذا عن مالك فإنه
يقول : لا بد أن يكون المتصوف زاهدا متقللا من الدنيا ، رغبته في الآخرة
أكثر من رغبته في الدنيا ، هذا الذي يحمل عليه كلام مالك.
أحسن الله إليكم وأثابكم ونفعنا بعلمكم وصلى الله على نبينا محمد وآله وسلم. والله أعلم
******
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
المؤلف يقتصر على ذكر
الواحد من هؤلاء العشرة ، ثم يذكر مولده ووفاته ، ويذكر أولاده ، ولا يذكر
شيئا من سيرته ولا من فضائله التي تميز بها ، ولعله يكتفي بما ذكر في الكتب
المطولة التي تحتوي على فضائل هؤلاء الصحابة وكذلك غيرهم .
وقد ذكرنا بالأمس بعض
فضائل أبي بكر وفضائل عمر ، ذكر هاهنا أولاد عمر رضي الله عنه ، اشتهر أن
كنيته أبو حفص ، ولعل حفصا هذا ولد صغيرا أو قبل الإسلام ، ولأجل ذلك ما
ذكروه في أولاده ، ويمكن أنه أخ لحفصة من أمها ، فيكون ولدا لعمر ولد له من
زينب هذه ، ولدت له ابنا وبنتا حفصا وحفصة .
أشهر أولاده رضي الله عنه :
أبو عبد الرحمن : عبد الله بن عمر بن الخطاب ، الذي حمل السنة والذي حفظ
عن النبي صلى الله عليه وسلم علما جما ، زادت أحاديثه على الألفين ، وهو
ممن اشتهر من أولاد الصحابة ، ويعد من المكثرين الذين رووا عددا كثيرا من
السنة ، وعمر إلى أن زاد على ، أو بلغ نحو أربع وثمانين ، عمره ، يعني قارب
التسعين .
كنيته أبو عبد الرحمن ، هاجر بصحبة أبيه ، ولازم النبي صلى الله عليه وسلم .
ذكر أنه عرض يوم أحد
ليقاتل في الصف فاستصغره ، عمره أربعة عشرة ، ولما كان يوم الخندق بلغ خمسة
عشر ، فأجازه النبي صلى الله عليه وسلم ، والخندق سنة خمس ، فيمكن أنه ولد
قبل الهجرة بعشر سنين ، ومات في حدود سنة أربع وسبعين ، فيكون عمره أربع
وثمانين .
وكذلك حفصة بنت عمر ، إحدى أمهات المؤمنين ، وأمها وأم عبد الله : زينب بنت مظعون ، فهما أخوان من الأم والأب ، ولها أخبار ولها سيرة .
الثالث:
عاصم بن عمر ، ولد في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، أمه أم عاصم :
جميلة بنت ثابت بن أبي الأقلح ، وهو الذي يكون جدا لعمر بن عبد العزيز من
أمه .
الرابع والخامس :
زيد الأكبر ابن عمر، ورقية ، أمهما أم كلثوم بنت علي بن أبي طالب ، وذلك
لأنه تزوج بنت علي ، وأمها فاطمة بنت النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال :
إني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن كل نسب قد ينقطع إلا ما كان من نسبي)) فحيث أن أم كلثوم كانت من نسب النبي صلى الله عليه وسلم ، فتزوجها عمر .
السادس والسابع : زيد
الأصغر، وعبيد الله ابنا عمر ، أمهما أم كلثوم بنت جرول الخزاعية ، قيل :
إن اسمها مليكة ، سمى زيدا لأن زيدا الأكبر الذي أمه أم كلثوم الفهري مات
صغيرا .
التاسع : عبد الرحمن الأكبر ابن عمر .
العاشر :
عبد الرحمن الأوسط ، أبو شحمة ، ذكر أنه جلد في الخمر ، وذلك لأنه لما دخل
في مصر كان هناك شراب لم يشعر بأنه من المسكرات فشربه مع بعضهم ، مع آل
قدامة ، وكان عمر رضي الله عنه شديدا على الذين يشربون المسكر ، فخاف أن
يقال : إن عمر يتساهل مع ولده ، فحاول وعزم على أن يجلده ، ولو كان متأولا ؛
لأنه ما ظن أن هذا يسكر ، شراب في مصر يسمى الطلاء لم يسكر ، ولكن قالوا :
إن كثيره يسكر ، ومن غيرته رضي الله عنه أن جلده وجلد أيضا ابنا مظعون
الذين هم أخوال عبد الله ، وأمه أم ولد ، يعني أمة مملوكة وطئها ، فولدت له
عبد الرحمن الأوسط .
الثالث: عبد الرحمن الأصغر ، يعني كان له ثلاثة ، كلهم عبد الرحمن ، مات الأول ثم الثاني ثم الثالث ، أمه أم ولد أيضا ، يعني مملوكة ، اسمها فكيهة .
بعده عياض بن عمر ، أمه عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل ، بنت عمه ؛ لأن زيد بن عمرو ، والد سعيد بن زيد ، هو ابن عم عمر بن الخطاب .
بعده عبيد الله الأصغر ،
وقد تقدم عبيد الله الأكبر ، عمر سمى عبد الله وعبيد الله وعبيد الله
الثاني ، ويمكن أن عبيد الله الأول مات في حياته ، الأصغر أمه سعيدة بنت
رافع الأنصارية من بني عمرو بن عوف .
بعده فاطمة بنت عمر ، أمها أم حكيم بنت الحارث بن هشام .
بعدها أم الوليد بنت عمر ، يقول : وفيها نظر ، يعني هل هو حقيقة أن له بنتا يقال لها أم الوليد ؟ يمكن أنها فاطمة التي قبلها .
بعدها زينب بنت عمر ، أخت عبد الرحمن الأصغر ، يعني من أمه ، أمها أم ولد يقال لها فكيهة .
هكذا أولاده رضي الله عنه ، يمكن أن عددهم قد يبلغون سبعة عشر من الذكور والإناث .
يقول : ولي الخلافة عشر
سنين وستة أشهر ونصف شهر ، وقتل في آخر ذي الحجة سنة ثلاث وعشرين من الهجرة
، وهو ابن ثلاث وستين وهو سن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وفي مقدار
سنه اختلاف ،
قتله -كما ذكرنا بالأمس- غلام المغيرة ، الذي يقال له: فيروز الديلمي ويكنى
أبا لؤلؤة ، بعد ما دخل في صلاة الصبح ، كان معه خنجر له رأسان وقد سقاه
سما ، بعد ما طعنه بقي ثلاثة أيام ثم مات ، رضي الله عنه .