الدروس
course cover
أفراس النبي صلى الله عليه وسلم ودوابه وسلاحه
6 Jan 2009
6 Jan 2009

8695

0

0

course cover
مختصر عبد الغني

القسم الثاني

أفراس النبي صلى الله عليه وسلم ودوابه وسلاحه
6 Jan 2009
6 Jan 2009

6 Jan 2009

8695

0

0


0

0

0

0

0

قالَ الحافظُ أبو مُحَمَّدٍ عبدُ الغَنِيِّ بنُ عبدِ الواحدِ الْمَقْدِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ وأَرضاهُ:

[أَفْرَاسُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ودَوَابُّهُ وسِلاحُهُ]

ذِكْرُ أَفْرَاسِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ

أوَّلُ فَرَسٍ مَلَكَهُ (السَّكْبُ)، اشتراهُ منْ أعرابيٍّ منْ بني فَزارةَ بعَشْرِ أَوَاقٍ، وكان اسمُهُ عندَ الأعرابيِّ (الضَّرِسَ)، فسَمَّاهُ (السَّكْبَ)، وكان أَغَرَّ مُحَجَّلًا طَلْقَ اليُمْنِ، وهوَ أوَّلُ فرَسٍ غَزَا عليهِ [1].

وكان لهُ سَبْحَةٌ [2]، وهوَ الذي سابَقَ عليهِ، فسَبَقَ ففَرِحَ بهِ.
والْمُرْتَجِزُ [3]، وهوَ الذي اشتراهُ من الأعرابيِّ الذي شَهِدَ لهُ خُزيمةُ بنُ ثابتٍ، والأعرابيُّ منْ بَنِي مُرَّةَ.
وقالَ سَهْلُ بنُ سَعْدٍ الساعديُّ: كانَ لرسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنْدِي ثلاثةُ أفراسٍ: لِزَازٌ، والظَّرِبُ، واللَّحِيفُ.
فأمَّا لِزَازٌ: فأَهْدَاهُ لهُ الْمُقَوْقِسُ.
وأمَّا اللَّحِيفُ: فأَهداهُ لهُ ربيعةُ بنُ أبي الْبَرَاءِ، فأثابَهُ عليهِ فرائضَ منْ نَعَمِ بَنِي كِلابٍ.
وأمَّا الظَّرِبُ: فأهداهُ لهُ فَرْوَةُ بنُ عمْرٍو الجذاميُّ [4].
وكان لهُ فَرَسٌ يُقالُ لهُ: الْوَرْدُ [5]، أهداهُ لهُ تَميمٌ الدَّارِيُّ، فأعطاهُ عُمَرَ، فحَمَلَ عليهِ [6]، فوَجَدَهُ يُباعُ [7].
وكانت بغْلَتُهُ الدُّلْدُلُ، يَرْكَبُها في الأسفارِ.
وعاشَتْ بعدَهُ حتَّى كَبِرَتْ وزَالَتْ أسنانُها، وكانَ يُجَشُّ لها الشعيرُ [8]، وماتَتْ بيَنْبُعَ [9].
وحمارُهُ عُفَيْرٌ ماتَ في حِجَّةِ الوداعِ.
وكان لهُ عشرونَ لِقْحَةً [10] بالغابةِ، يُراحُ إليهِ كلَّ ليلةٍ بقِرْبَتَيْنِ عظيمتَيْنِ منْ لَبَنٍ.
وكانَ فيها لِقاحٌ غِزارٌ: الْحَنَّاءُ، والسَّمْرَاءُ، والعُرَيِّسُ، والسعْدِيَّةُ، والْبَغُومُ، واليَسِيرَةُ، والرَّيَّا.
وكانتْ لهُ لِقْحَةٌ تُدعَى بُرْدَةَ، أهداها لهُ الضحَّاكُ بنُ سُفيانَ، كانتْ تَحْلِبُ كما تَحْلِبُ لِقْحَتَانِ غَزيرتانِ.
وكانتْ لهُ مُهْرَةُ، أَرْسَلَ بها سعدُ بنُ عُبادةَ منْ نَعَمِ بني عُقَيْلٍ والشَّقْرَاءُ.
وكانتْ لهُ العَضْبَاءُ، ابتاعها أبو بكرٍ منْ نَعَمِ بني الحَرِيشِ وأُخْرَى بثمانِمائةِ دِرْهَمٍ، فأَخَذَها رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأَرْبَعِمائةِ دِرْهَمٍ.
وهيَ التي هاجَرَ عليها، وكانتْ حينَ قَدِمَ المدينةَ رُبَاعِيَّةً، وهيَ القَصْوَاءُ والْجَدْعَاءُ، وقدْ سُبِقَتْ، فشَقَّ على المسلمينَ [11].
وكانَ لهُ مَنَائِحُ[12]:
سَبْعٌ من الْغَنَمِ: عِجْزَةُ، وزَمْزَمُ، وسُقْيَا، وبَرَكَةُ، ووَرْسَةُ، وأَطْلالُ، وأَطْرَافُ.
وكان له مِائةٌ من الغَنَمِ.

[سِلاحُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ]

وكانَ لهُ ثلاثةُ رِماحٍ أَصَابَها منْ سلاحِ بني قَيْنُقَاعٍ، وثلاثةُ قِسِيٍّ: قَوْسٌ اسْمُها الرَّوْحَاءُ، وقَوسُ شَوْحَطٍ، وقوسٌ صَفراءُ تُدْعَى الصفراءَ.

وكانَ لهُ تُرْسٌ فيهِ تمثالُ رَأْسِ كَبْشٍ، فكَرِهَ مَكانَهُ، فأَصْبَحَ وقدْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَزَّ وجَلَّ.

وكانَ سيْفَهُ ذُو الْفَقَارِ، تَنَفَّلَهُ يومَ بَدْرٍ، وهوَ الذي رأى فيهِ الرُّؤْيَا يومَ أُحُدٍ [13]، وكان لِمُنَبِّهِ بنِ الْحَجَّاجِ السَّهْمِيِّ.

وأصابَ منْ سلاحِ بني قَيْنُقَاعٍ ثلاثةَ أَسْيَافٍ: سيفٌ قَلَعِيٌّ [14]، وسيفٌ يُدْعَى بَتَّارًا، وسيفٌ يُدْعَى الْحَنِيفَ.

وكانَ عندَهُ بعدَ ذلكَ الْمُخَدَّمُ، ورَسُوبٌ، أَصَابَها من الفُلْسِ [15]، وهوَ صَنَمٌ لِطَيِّئٍ.

قالَ أَنَسُ بنُ مالكٍ: كانَ نَعْلُ [16] سيفِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِضَّةً، وقَبِيعتُهُ فِضَّةً، وما بينَ ذلكَ حِلَقُ فِضَّةٍ.

وأصابَ منْ سلاحِ بني قَيْنُقَاعٍ دِرْعَيْنِ: دِرْعٌ يُقالُ لهُ: السَّعْدِيَّةُ، ودِرعٌ يُقالُ لهُ: فِضَّةُ.

ورُوِيَ عنْ مُحَمَّدِ بنِ سَلَمَةَ قالَ: رَأَيْتُ على رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يومَ أُحُدٍ [17] دِرعَيْنِ: دِرْعُهُ ذاتُ الفُضولِ، ودِرْعُهُ فِضَّةُ، ورأيتُ عليهِ يومَ خَيبرٍ دِرعَيْنِ: ذاتُ الفضولِ والسَّعْدِيَّةُ.


تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع

[1] وكانَ ذلكَ في أُحُدٍ كما ذَكَرَ الذهبيُّ في (تاريخِ الإسلامِ) (2/359).

والسَّكْبُ، كما في (النهايَةِ): الكثيرُ الجَرْيِ، كأنَّما يَصُبُّ جَرْيَهُ صَبًّا، وأَصْلُهُ مِنْ سَكَبَ الماءَ يَسْكُبُهُ.

[2] يُقالُ ذلكَ للفَرَسِ الحسَنِ مَدِّ اليديْنِ في الْجَرْيِ.

[3] وكانَ أبيضَ؛ وسُمِّيَ بذلكَ لِحُسْنِ صَهِيلِهِ.

[4] يُنْظَرُ: (الطبقاتُ) (1/488) لابنِ سعدٍ.

[5] الوَرْدُ بينَ الكُمَيْتِ الأحمرِ والأَشْقَرِ.

[6] أيْ: تَصَدَّقَ بهِ في سبيلِ اللَّهِ.

[7] الحديثُ في (صحيحِ البخاريِّ) (3636)، وتَمامُهُ: لَمَّا أَرادَ عُمَرُ شِراءَهُ قالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لَا تَشْتَرِهِ، وَلَا تَعُدْ فِي صَدَقَتِكَ)).

[8] يُجَشُّ: بالجيمِ؛ أيْ: يُطْحَنُ لها الشعيرُ.

[9] وهيَ المدينةُ المعروفةُ اليومَ على ساحلِ البحرِ الأحمرِ في المملكةِ العربيَّةِ السعوديَّةِ حَرَسَها اللَّهُ، قالَ في (مُعجَمِ البُلدانِ): سُمِّيَتْ يَنْبُعُ بذلكَ؛ لكثرةِ يَنابيعِها وعُيونِها.

[10] اللِّقْحَةُ: هيَ الناقةُ الْحَلوبُ.

وكانتْ تلكَ الدوابُّ عندَ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعدَ الفُتوحاتِ والْفَيْءِ الذي أَعطاهُ اللَّهُ.

[11] حيثُ كانتْ لا تُسْبَقُ كُلَّمَا سابَقوها، فلَمَّا سَبَقَها أعرابيٌّ على قَعودٍ اشْتَدَّ ذلكَ على الصحابةِ وشَقَّ عليهم، فقالَ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ لَا يَرْفَعَ شَيْئًا مِنَ الدُّنْيَا إِلَا وَضَعَهُ))، رواهُ البخاريُّ (6501).

[12] الْمَنَائِحُ: جَمْعُ مَنيحَةٍ، وهيَ ما يُمْنَحُ لَبَنُهُ ووَبَرُهُ ووَلَدُهُ. (القاموسَ مادَّةَ مَنَحَ).

[13] روى البخاريُّ (4081) ومسلمٌ (2272) عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنَّهُ قالَ: ((رَأَيْتُ فِي رُؤْيَايَ أَنِّي هَزَزْتُ سَيْفًا فَانْقَطَعَ صَدْرُهُ، فَإِذَا هُوَ مَا أُصِيبَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ أُحُدٍ، ثُمَّ هَزَزْتُهُ أُخْرَى فَعَادَ أَحْسَنَ مَا كَانَ، فَإِذَا هُوَ مَا جَاءَ اللَّهُ بِهِ مِنَ الْفَتْحِ وَاجْتِمَاعِ الْمُؤْمِنِينَ، وَرَأَيْتُ فِيهَا بَقَرًا وَاللَّهِ خَيْرًا، فَإِذَا هُمُ الْمُؤْمِنُونَ يَوْمَ أُحُدٍ)).

[14] نِسْبَةً إلى مَوْضِعٍ بالباديَةِ يُقالُ لهُ: مَرْجُ القَلْعَةِ (مُعجَمَ البُلدانِ) (4/389).

[15] بضَمِّ الفاءِ وسكونِ اللامِ، كذا ضَبَطَهُ في (النهايَةِ) (3/ 0-47).

[16] نَعْلُ السيْفِ: حديدةٌ في أَسفلِ غِمْدِهِ. وقَبِيعَتُهُ: ما يكونُ على طَرَفِ مَقْبَضِهِ. (القاموسَ).

[17] زيادةٌ منْ مَطبوعةِ دارِ الْجِنانِ. وهوَ كذلكَ في (تَهذيبِ الكمالِ) (1/ 212) الذي أَصْلُهُ للمُؤَلِّفِ الحافظِ عبدِ الغنيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ.

ثمَّ اعلَمْ -وَفَّقَكَ اللَّهُ- أنَّ عِنايَةَ الصحابةِ رَضِيَ اللَّهُ عنهم بنَقْلِ هذهِ الأمورِ، حتَّى نَقَلُوا حياةَ دَوَابِّهِ وماذا كانتْ تَأْكُلُ وكمْ عاشَتْ وأينَ مَاتَتْ... إلخ، لدَليلٌ واضِحٌ على شِدَّةِ حِرْصِهم وعَظيمِ اجتهادِهم في نَقْلِ جميعِ أحوالِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأُمَّةِ، وإذا كانَ كذلكَ في أُمُورٍ كهذهِ؛ فإنَّهُ في أُمورِ الدِّينِ أَعْظَمُ وأَعْظَمُ، فجَزاهم اللَّهُ خَيْرًا وَرَضِيَ عنهم وجَزَى مَنْ جاءَ بعدَهم من التابعينَ وعُمومِ علماءِ المسلمينَ أَعْظَمَ الجزاءِ، وضاعَفَ مَثوبَتَهم، وشَمِلَنا معهم بِمَنِّهِ وفَضْلِهِ.

هيئة الإشراف

#2

30 Mar 2010

شرح مختصر عبد الغني لفضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)

ذكر بعد ذلك الأفراس الخيل، يقول أول فرس له اسمه: السكب اشتراه من أعرابي من بني فزارة بعشرة أواق، الأعرابي يسميه الضرس؛ فسماه السكب أغر محجلا، طلق اليدين، أول فرس غزا عليه، كان ذلك في أحد، سمي السكب؛ لأنه سريع الجري، كأنما ينصب من صبب من سكب الماء.
كان له أيضا فرس يسمى السبحة، الفرس الحسن طويل اليدين يسمى سبحة، سابق عليه صلى الله عليه وسلم فسبق ففرح به، وذلك لأنهم كانوا يسابقون بالخيل.
كذلك المرتجز، المرتجز: هو الأبيض، سمي بذلك لحسن صهيله، اشتراه من أعرابي، وأراد الأعرابي أن يتراجع، وأنكر أنه باعه؛ فشهد خزيمة بن ثابت أنه قد باعك، فقبل شهادته، الأعرابي من بني مرة قال سهل بن سعد الساعدي: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاثة أفراس: لذاذ، والضرب، واللحيف، يعني يقاتل عليهن أو يملكهن، يقول: لذاذ أهداه له المقوقس ملك مصر، الذي أهدى له مارية القبطية، اللحيف: أهداه له ربيعة بن أبي البراء، وأثابه عليه فرائض من نعم بني كلاب، يعني كافأه على هذه الهدية، فرائض يعني: إبل.
الضرب: أهداه له مروة بن عمرو الجذامي، كما ذكر ذلك ابن سعد في الطبقات، كان له أيضا فرس يقال له: الورد يعني الأحمر أو الأشقر، شبيه بالورد، أهداه له تميم الداري أحد المشهورين من الصحابة، أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم عمر، ولما أعطاه كان زائدا عند عمر، فأهداه وتصدق به على رجل، ذلك الرجل لا يعرف قدره، فعرضه للبيع أراد عمر أن يشتريه؛ لأنه سيباع برخص منعه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: ((لا تشتره وإن أعطاكه بدرهم العائد في هبته كالعائد في قيئه)) يقول: هكذا هو في الصحيح.
كانت أيضا بغلته الدلدل يركبها في الأسفار، البغلة التي أحد أبويها من الحمار، والأب الثاني من الخيل، الدلدل هذه عاشت بعده حتى كبرت، وسقطت أسنانها، كان يدش له الشعير، يعني يشدخ الشعير لها حتى تأكله، وماتت بينبع المدينة المعروفة، كان له حمار يقال له: عفير، وهو الذي ركبه، وأردف عليه معاذ، يقول: كنت رديف النبي صلى الله عليه وسلم على حمار، هذا هو عفير.
أما الدواب فذكروا أن له عشرين لقحة، اللقحة المراد بها: الحلوب، الناقة التي فيها حلوب تسمى لقحة، وليست الحامل كما يفهم، كان فيها لبن كانت ترعى في الغابة يراح إليه كل ليلة بقربتين عظيمتين من اللبن؛ أي كل ليلة، وكان فيها لقاح غزار، يعني غزيرة اللبن، يعني في الغابة، الحنا والسمرا، والعريس، والسعدية، والبغوم، واليسيرة، والريا لعل هؤلاء كن لقاح يحلبن في قربتين.
كانت له أيضا لقحة أخرى تدعى بردة، أهداها له الضحاك بن سفيان كانت تحلب كما تحلب لقحتان غزيرتان، ولعل ذلك ببركة دعوته، كانت له أيضا مهرة، المهرة: هي ولد الفرس، أرسل بها سعد بن عبادة من نعم بني عقيل.
والشقرا هذه عنوق كانت له عناقة مشهورة يقال لها: العضباء ابتاعها أبو بكر من نعم بني الحريش، وأخرى بثمانمائة درهم، أخذها الرسول صلى الله عليه وسلم بأربعمائة درهم؛ لأن أبا بكر اشترى اثنتين بثمانمائة، هاجر صلى الله عليه وسلم على هذه الناقة التي هي العضباء، كان حين قدم المدينة كانت رباعية، وكانت له القصواء، ولعل القصواء ناقة أخرى غير العضباء.
ذكروا أن صرح أهل المدينة سباه بعض الأعراب، وسبوا معه امرأة من الأنصار وسبوا هذه الناقة التي هي العضباء، المرأة تفلتت في الليل، وجاءت وركبت على العضباء، ولا تعرفها، ونذرت إن أنجاها الله عليها أن تنحرها، فلما جيء بها عرفت، فقالت: إني قد نذرت أن أنحرها وأتصدق بلحمها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بئس ما جزتها أنجاها الله عليها وتنحرها؛ إنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملكه العبد)).
ذكروا أنها كانت لا تسبق، وجاء أعرابي على قعود فسبقها، فشق ذلك على المسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إن حقا على الله أنه لا يرتفع شيء إلا وضعه)) هذه النوق، والخيل، والحمر.
كذلك أيضا كان له منائح أي واحدها منيحة: التي يحلب لبنها من الغنم، أو من البقر، وقيل: إنها سبع من الغنم، وذكر بعضهم أسماءها: عزة، وزمزم، وسقيا، وبركة، وورسة، وأطلال، وأطراف أي سبع، ولكن ذكروا أيضا أنه صلى الله عليه وسلم كان له مائة من الغنم، وكان عندها راع، وكان يقول: ((إذا ولدت واحدة منهن أخبرناه حتى نذبح واحدة حتى لا يزيد ما نملكه على مائة)) مرة جاء الراعي بسخلة يحملها، وكان عند النبي صلى الله عليه وسلم ضيف فذبح واحدة وقال: ((لا تحسب أنا ذبحناها لك إنا عندنا مائة من الغنم -كأنها له ولبعض زوجاته- وإنا تعهدنا أنها كلما ولدت واحدة ذبحنا واحدة حتى لا تزيد نريد أن نقنع بهذا القدر)) نقف هاهنا على ما ذكر من السلاح. والله أعلم.
أحسن الله إليكم يقول فضيلة الشيخ: إذا كان الرجل متزوجا بزوجتين، فهل له بأن يخير الكبرى بأن تهب ليلتها للصغرى، أو أن يطلقها؟
له ذلك، ونزل في ذلك آية هي قوله تعالى: {وَإِنِ امْرَأَةٌ خَافَتْ مِنْ بَعْلِهَا نُشُوزًا أَوْ إِعْرَاضًا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يُصْلِحَا بَيْنَهُمَا صُلْحًا} فلها أن تصطلح معه، أن تسقط ليلتها لضرتها، أو كذلك ترضى ببعض القسم.
أحسن الله إليكم يقول: من هو المولد؟
كانوا يطلقون المولد على الذي يحتج بشعره، وهو ليس من العرب، إنما هو من العجم، المولدين الذين ولدوا بين العرب وليس أصلهم من العرب، يعني قد يكونوا من الفرس، قد يكونوا من الروم، قد يكونوا من الحبشة، فإذا ولد له ولد، ونشأ في العرب يسمى مولدا.
أحسن الله إليكم، وأثابكم ونفعنا بعلمكم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
تكلم العلماء رحمهم الله في ما كان عند النبي صلى الله عليه وسلم من الأسلحة، الأسلحة في ذلك الوقت تنحصر في أربعة أشياء:
الأول: السيف، فإن السيف هو أكثر ما يستعمل في القتال، ولا كانوا يعرفون أنكى منه، ولذلك يقول بعضهم:
السـيف أصـدق إنبـاء من الكتب = في حده الحد بين اللهو واللعب
وهكذا.

الثاني: الرمح، الرمح: هو حديدة محددة رأسها دقيق محدد، يجعل هذا الطرف في رمح، يعني : في عصا طويلة، إذا قاتلوا فإنهم يطعنون به، فيقع في الصدر ، ويقع في البطن ، ويقع في الظهر، فالرماح من الأسلحة.
الثالث: السلاح اليدوي كالسكين، والخنجر، والعصا، ونحوها، فإنهم أيضا يقاتلون بها إذا كانوا من قريب.
الرابع: الرمي بالسهام، وكانت السهام عندهم يقطعونها من الشجر، من شجر الطلع ، والثمر، والسلم، ونحوه، ثم يحددون طرفها كرأس السكين أو نحوه، يحددون طرف ذلك السهم، ويجعلون في الطرف الثاني شعبة، يعني: أي في رأسه، ثم يجعلونه في القوس.
القوس: عود يقطعونه من الشجر الأخضر قدر باع أو نحوه وهو أخضر، ثم يعكفونه كنصف دائرة، فإذا يبس بقي على انحنائه منحنيا، ثم يجعلون في أحد طرفيه محلا للسهام التي يرمى بها، ويربطون طرفيه بخيط أو بحبل يسمونه الوتر، ويجعلون السهم في رأسه هذه الريشة المحددة، ومن أمثالهم قولهم: (قبل الرمي يراش السهم) أي: قبل أن يرمي بالسهم لا بد أن يحدد ريشته، يرمون بهذه السهام من قديم، مذكور أن إسماعيل -عليه السلام- كان يصيد بهذه السهام، يصيد الضباع ونحوها، أي لأهله، فهذه هي الأسلحة عندهم.
كانوا أيضا يقاتلون على الإبل، ويقاتلون على الخيل، وعلى البراذين، وعلى البغال، ويقاتلون أيضا على الأرجل.
قال الله تعالى: {فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالًا أَوْ رُكْبَانًا} يعني: إذا حضرت الصلاة وأنتم في حال القتال، وفي حالة المسايفة، فإنكم تقاتلون ولو وأنتم تصلون، تصلون وأنتم تقاتلون على أرجلكم أو على خيولكم، رجالا وركبانا، هكذا كان سلاحهم.
كان أيضا مما يلبسونه في الحرب الدرع: الدرع الذي يلبسونه على البدن، ويسمى الجوشن، وأول من صنعه داود -عليه السلام- قال الله تعالى: {وَعَلَّمْنَاهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَكُمْ لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} هذا الدرع من حديد كنحاس أو نحوه، حديد مقطع يدخل بعضه في بعض، ثم يلبس كأنه ثوب، يستر المنكبين والبطن والظهر، حتى إذا وقع السهم لم يخرقه، وكذلك السيف قد لا يخرقه.
ومما يلبسونه الخوذة التي تلبس على الرأس، الخوذة لها عدة أسماء، تلبس على الرأس حتى تقي الرأس من وقع السلاح، فتسمى الخوذة، وتسمى البيضة، وتسمى المغفر ، وهذه من أسمائها أيضا المجن ، يصنع بقدر الرأس، كهيئة القبعة، أو هيئة القلنسوة التي تستر الرأس من حديد، وتستر جوانب الرأس والأذنين والخدين حتى إذا وقع السلاح فيه لم يصل إلى الرأس إلا إذا كان قويا، ويجعلون في هذه الخوذة يجعلون فيها مثل الحلق.
ذكر في وقعة أحد قالوا: كان عليه -صلى الله عليه وسلم- هذا المغفر ، ويسمى البيضة، يقولون: وهشمت البيضة على رأسه، ودخلت حلقتان من حلق المغفر في وجنتيه، فاجتذبهما بعض الصحابة بأسنانه حتى سقطت إحدى أسنانه من قوة اجتذابه بهما، هذه الخوذة لها هذه الأسماء لكثرة استعمالها، خوذة، ومجنة، ومغفر، وبيضة، يعني تقي الرأس من وقع السلاح، فهذه مما كان يلبسونه في القتال.
في هذه الأزمنة في القرن الماضي والذي قبله، اخترع الحرب بالرصاص وبالبندق وبالبارود، اعتقد بعض الجهلة أن هذا بدعة لا يجوز، فاعترض على أئمة الدعوة منكرا عليهم ذلك في قوله:
وهـا أنتـم قد تفعلون كغيركم = حوادث قد جاءت عن الأب والجد
كحرب ببارود وشـرب لقهـوة = وكـم بدع زادت عن العد والحد
فجعل هذه من البدع الحرب بالبارود، وأجابه بعض أئمة الدعوة بقوله: ومن أعجب الأشياء -يعني مما ابتدعتموه-
وأعجب شيء أن عددت لقهـوة = مع الحرب بالبارود في بدع الضد
يعني تعد هذه في البدع، والبدع لا تكون إلا في القربات.
والحاصل أن هذه كانت الأسلحة عندهم، فاحتاجوا أيضا إلى أن يذكروا شيئا مما كان عند النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول: كان له ثلاثة رماح، هذا كان عن الرمح قدر مترين، عصا طويلة في كل من رأسيها حديدة محددة كالسكين، أو كرأس المخيط.
ثلاثة رماح أصابها من سلاح بني قينقاع، بنو قينقاع كانت حربهم في سنة أربع أو نحوها، وذلك لأنهم هموا أن يقتلوا النبي -صلى الله عليه وسلم- ونزل فيهم قوله تعالى: {وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا} ولما أطلع الله تعالى نبيه على أنهم عزموا على قتله حاصرهم، ونزل في قصتهم أول سورة الحشر: {هُوَ الَّذِي أَخْرَجَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مِنْ دِيَارِهِمْ لِأَوَّلِ الْحَشْرِ} ولما حاصرهم ورأوا أنه قد ضيق عليهم عند ذلك رحلوا {يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُمْ بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ} كانوا ينقضون البيت حتى يأخذوا خشبه أو أبوابه، هكذا.
كان من جملة ما حصل للنبي -صلى الله عليه وسلم- ثلاثة رماح، كذلك ثلاثة قسي، القسي واحدها قوس، ذكرنا أن القوس: عود رطب عرضه مثلا كنصف البوصة، يقطع وهو أخضر، ثم يعكف كنصف دائرة ويربط، وإذا يبس بقي على انحنائه، ثم عندما يريدون الرمي يربطون في طرفيه هذا الحبل الذي يسمونه الوتر، ويجعلون السهم في طرف ويجرونه حتى تتلاقى طرفاه ثم يطلقونه، فإذا انطلق قذف بالسهم، يصل إلى ما يصل إليه.
هذه ثلاثة أقواس (قوس اسمها الروحاء، وقوس شوحط، وقوس صفراء تدعى الصفراء).
الشوحط: عصي معروفة إلى الآن قريبة من الخيزران، تقطع من بعض الشجر، ويصلح منها أقواس، هذه الرماح والأقواس.
كذلك الترس، الترس عرفنا أنه له عدة أسماء، سمي ترسا لأنه يتترس به، يعني يجعله على رأسه كحصن، يقال: تترست بالجدار عن العدو، يعني جعلته حماية.
(كان له ترس فيه تمثال رأس كبش) قد جعل في هذا الترس الذي يجعل على الرأس تمثال، صورة رأس كبش.
(فكره مكانه فأصبح وقد أذهبه الله عز وجل) كره هذه الصورة التي هي رأس كبش، فلما أصبح مرة وإذا هو قد انطمس، هذا ترس كان يلبسه، وقد ذكرنا أنه كان عليه مغفر، والمغفر هو الترس في قتال أحد ويسمى أيضا بيضة.
يقولون: وهشمت البيضة على رأسه، يعني الترس، ودخلت حلقتان من حلق المغفر أي في وجنته، فهو اسمه ترس، واسمه خوذة، ومجن، واسمه بيضة، والبيضة نوع منه لهذا ويسمى المغفر.
يقول: (كان له سيف اسمه ذو الفقار، تنفله يوم بدر، وهو الذي رأى فيه الرؤيا يوم أحد، كان لمنبه بن الحجاج السهمي).
كان له هذا السهم هو مما نفل يوم بدر؛ لقوله تعالى: {قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَالرَّسُولِ} أخذه نفلا يعني من الغنيمة، وكان قبله لأحد بني سهم الذين قتلوا في بدر منبه نبيه ومنبه بن الحجاج من بني سهم، كان من رءوس المشركين، ومن الذين قتلوا في بدر، هذا السيف الذي هو ذو الفقار، كأنه محدد له فقار يعني منحنيا، الفقار في الأصل: ظهر البعير من قولهم: أفقره ، يعني : أعطاه فقارا ، يعني : بعيرا، ذكروا أنه رأى فيه ثلمة في المنام، رأى في سيفه ثلمة، في الصحيحين أنه قال: ((رأيت كأني هززت سيفي فانقطع)) انقطع صدره ، انقطع ذلك السيف، انثلم ثم انقطع، وفسر ذلك بما أصيب من الصحابة يوم أحد، هكذا يقول: ((هززته مرة أخرى فعاد كما كان)) فإذا فسر الكسر الأول بوقعة أحد، وفسر عوده كما كان بما فتح الله عليه من غزوة الفتح، واجتماع المسلمين، وما حصل بعد ذلك، ورأى أيضا: أن بقرا تنحر، وإذا هي ما حصل من القتلى في غزوة أحد.
يقول: (وأصاب من سلاح بني قينقاع ثلاثة أسياف) لما أن بني قينقاع انهزموا وهربوا كان لهم أسلحة، كانت أموالهم كلها على يد النبي صلى الله عليه وسلم، يقول عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (كانت أموال بني النضير مما لم يقاتل فيه المسلمون {فَمَا أَوْجَفْتُمْ عَلَيْهِ مِنْ خَيْلٍ وَلَا رِكَابٍ} وكانت لرسول الله صلى الله عليه وسلم) بنو قينقاع هم أول من طرد وأخرج من المدينة، اليهود الذين كانوا في المدينة ثلاث قبائل؛ بنو قينقاع، وبنو النضير، وبنو قريظة، وكلهم نقضوا العهد.
بنو قينقاع جاءت أحدهم امرأة وهو في سوقه في دكانه، وكانت متسترة طلب منها أنها تكشف وجهها فأبت، ولما جلست عنده لأجل أنها تماكس وتشتري منه، عمد إلى أسفل ثوبها وربطه بأعلى ثوبها وهي جالسة بشباك أو بإبرة ولما قامت تكشفت؛ حيث إن ثوبها قد ربط أعلاه، فجلست وصاحت، فجاء المسلمون وقالت: هذا الذي فعل، كان ذلك نقض عهد لهم، فطردهم النبي صلى الله عليه وسلم، ولما طردهم كان لهم أسلحة ولهم أيضا عتاد، فكان ذلك مما حصل من النبي صلى الله عليه وسلم.
سيفه ذو الفقار، وكذلك ثلاثة أسياف، سيف قلعي، وسيف يدعى بتار، وسيف يدعى الحنيف.
القلعي موضع في البادية يقال له مرج القلعة، فيصنع منها سيوف، قديما يستخرجون منها حديدا ويصنعون منه السيوف، كذلك السيف الذي يقال له بتار؛ أي لحدته وقوته يبتر من ضربه.
(كان أيضا عنده صلى الله عليه وسلم بعد ذلك المخدم، ورسوب، أصابها من الفلس، صنم لطي) هكذا، فلما كسر ذلك الصنم وجدت عنده هذه الأسلحة، فوجد عنده سيف يقال له: المخدم، وسيف يقال له: رسوب.
(قال أنس بن مالك رضي الله عنه: (كان نعل سيف رسول الله صلى الله عليه وسلم فضة، وقبيعته فضة، وما بين ذلك حلق فضة).
هذا السيف له نعل، النعل: حديدة تجعل في أسفل الغمد، السيف يجعل له غمد، وغماده الذي يدخل فيه معروف إلى الآن، أما القبيعة فهي التي تكون عند مقبض السيف، عند مكانه الذي يقبض معه، جعلت نعله فضة، وقبيعته فضة، وجعل ما بين القبيعة وما بين النعل حلق فضة، وهو دليل على جواز استعمال الفضة بالسلاح.
كذلك الدروع (أصاب من سلاح بني قينقاع درعين: درع يقال له: السغدية، ودرع يقال له: فضة).
عرفنا الدرع وهو الجوشن الذي علمه الله داود، قال الله تعالى: {وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ} يعني: ألان الله له الحديد، فكان الحديد في يده كالعجين يصنع منه هذه الأسلحة التي هي الدروع {لِتُحْصِنَكُمْ مِنْ بَأْسِكُمْ} ذكرت في قوله تعالى: {وَسَرَابِيلَ تَقِيكُمْ بَأْسَكُمْ} فأصاب درعين، وسمي السغدية وفضة، هكذا .
يقول: (روى محمد بن مسلمة: (رأيت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم أحد درعين: درعه ذات الفضول، ودرعه فضة، ورأيت عليه يوم خيبر درعين: ذات الفضول والسغدية).
هكذا كان -صلى الله عليه وسلم- يعد العدة ويتحصن عند مقابلة الأعداء، يتحصن إذا كان سوف يقاتل عدوه؛ لقول الله تعالى: {وَخُذُوا حِذْرَكُمْ} ولقوله تعالى: {وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ} فكان يعد العدة، من جملة ذلك أنه يلبس هذه الدروع حتى يتحصن، يلبس الدرع على البدن، ويلبس المجن على الرأس، ويأخذ معه سيفا، أو رمحا، أو خنجرا يقاتل به، فكل ذلك من أخذ الحذر الذي أمر الله به {وَخُذُوا حِذْرَكُمْ} لعله يلبس درعين، درعا في المقدم، ودرعا في المؤخر، أي: درع يلبسه على صدره وجنبيه، ودرع يلبسه على ظهره وجنبيه وكتفيه حتى يكون ذلك أقوى لتحصنه، فلبس درعين يوم أحد، ولبس درعين يوم خيبر.
اعتنى الصحابة -رضي الله عنهم- بنقل أسلحته حتى نقلوا دوابه التي كان يركب، وكذلك علف دوابه، وكم عاشت، ومكان موتها، دليل على شدة حرصهم وعلى اجتهادهم في نقل أحوال النبي صلى الله عليه وسلم، لا شك أنهم في أمور الدين أشد اهتماما، حيث نقلوا الأمور العادية، فكذلك نقلوا العبادات، اهتموا بالعبادات، اهتموا بالقرآن، اهتموا بالعبادات، لا شك أن اهتمامهم بها أقوى من اهتمامهم بنقل دوابه، يعني: فرسه وخيله ودروعه وأسلحته وما أشبه ذلك.