6 Jan 2009
قالَ الحافظُ أبو مُحَمَّدٍ عبدُ الغَنِيِّ بنُ عبدِ الواحدِ الْمَقْدِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ وأَرضاهُ:
[خَدَمُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومَوْالِيِهِ وإِمَاؤُهُ]
ذِكْرُ خَدَمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [1]
أَنَسُ بنُ مالكِ بنِ النَّضْرِ الأنصاريُّ.
وهِنْدُ وأسماءُ ابْنَا حارثةَ الأَسْلَمِيَّانِ.ذِكْرُ مَوالِيهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
زَيْدُ بنُ حارثةَ بنِ شُرَاحِيلَ الكَلْبِيُّ. وابنُهُ أُسَامَةُ بنُ زَيْدٍ، وكانَ يُقالُ لأُسامةَ بنِ زيدٍ: الْحِبُّ ابنُ الْحِبِّ. تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع
وثَوْبَانُ بنُ بُجْدُدَ، وكانَ لهُ نَسَبٌ في اليَمَنِ.
وأبو كَبْشَةَ منْ مُوَلَّدِي مَكَّةَ. يُقالُ: اسْمُهُ سُلَيْمٌ، شَهِدَ بَدْرًا، ويُقالُ: كانَ منْ مُوَلَّدِي أَرْضِ دَوْسٍ.
وأَنَسَةُ، منْ مُوَلَّدِي السَّرَاةِ [5].
وصالحٌ: شُقْرَانُ [6].
ورَبَاحٌ، أَسْوَدُ.
ويَسَارٌ، نُوبِيٌّ [7].
وأبو رَافعٍ، واسمُهُ أَسْلَمُ، وقيلَ:
إبراهيمُ. وكانَ عَبْدًا للعَبَّاسِ، فوَهَبَهُ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فأَعْتَقَهُ.
وأبو مُوَيْهِبَةَ، منْ مُوَلَّدِي مُزَيْنَةَ.
وفَضالَةُ، نَزَلَ بالشامِ.
ورافعٌ، كانَ لسعيدِ بنِ العاصِ فوَرِثَهُ وَلَدُهُ،
فأَعْتَقَهُ بعضُهم وتَمَسَّكَ بعضُهم، فجاءَ رافعٌ إلى النبيِّ صَلَّى
اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ يَسْتَعِينُهُ، فَوُهِبَ لهُ، وكانَ يَقُولُ: أنا
مَوْلَى رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
ومِدْعَمٌ، أَسْوَدُ، وَهَبَهُ لهُ رِفاعةُ بنُ زَيْدٍ الجُذَامِيُّ، وكانَ منْ مُوَلَّدِي حِسْمَى [8]، قُتِلَ بِوَادِي القُرَى.
وكِرْكِرَةُ، كانَ على ثَقَلِ [9] النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
وزيدٌ جَدُّ هلالِ بنِ يَسارِ بنِ زَيدٍ.
وعُبَيْدٌ [10].
وطَهْمَانُ، أوْ كَيْسَانُ، أوْ مِهْرَانُ، أوْ ذَكْوَانُ، أوْ مَرْوَانُ [11].
ومَأْبُورٌ القِبْطِيٌّ، أَهْدَاهُ الْمُقَوْقِسُ.
[2]
حيثُ كانَ بِلالٌ وابنُ أُمِّ مَكتومٍ يُؤَذِّنَانِ بالمدينةِ، وأبو
مَحْذُورَةَ بِمَكَّةَ، وسَعْدُ الْقَرَظِ بقُباءَ. هؤلاءِ الأربعةُ هُمْ
مُؤَذِّنُوهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
[3]
قالَ الحافظُ الْمُنْذِرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ: سُلْمَى خادِمُ رسولِ
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -بفتْحِ السينِ وسُكونِ اللامِ -
وهيَ مَولاةُ صَفِيَّةَ بنتِ عبدِ الْمُطَّلِبِ، وهيَ امرأةُ أبي رافعٍ
مَوْلَى رسولِ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأُمُّ بَنِيهِ،
وهيَ التي قَبَلَتْ إبراهيمَ ابنَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، وكانتْ قابِلَةَ فاطمةَ، وهيَ التي غَسَّلَتْ فاطمةَ معَ
زَوْجِها ومعَ أسماءَ بنتِ عُمَيْسٍ، وشَهِدَتْ سُلْمَى هذهِ خَيْبَرَ معَ
رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. اهـ
يُنْظَرُ: (مُخْتَصَرُ سُنَنِ أبي
دَاوُدَ) (5/348) ط دارِ الْمَعرِفةِ، بتحقيقِ الشيخِ أحمد شَاكِر، والشيخِ
محمَّد حامد الفقيِّ رَحِمَهما اللَّهُ.
[4] يُنْظَرُ حاشيَةُ ص (43 - 44).
[5] السَّرَاةُ: مكانٌ بينَ مَكَّةَ واليمنِ.
[6] جَزَمَ الْمَزِّيُّ في (تَهذيبِ الكَمالِ) (1/207) بأنَّ شُقْرَانَ اسْمُهُ صالِحٌ.
[7] وهوَ الذي قَتَلَهُ العُرَنِيُّونَ في الْقِصَّةِ المشهورةِ.
[8] حِسْمَى: أرضٌ بباديَةِ الشامِ، (مُعْجَمَ البُلدانِ) (2/258).
[9] الثَّقَلُ:
هوَ متاعُ السفرِ وما يَثْقُلُ حَمْلُهُ وكلُّ شيءٍ نفيسٍ مصونٌ، انظر
(القاموسَ). وذِكْرُ كِرْكِرَةَ جاءَ في صحيحِ البخاريِّ (3074 ) كتابِ
الجهادِ.
[10] وهوَ ابنُ عبدِ الغَفَّارِ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ.
[11] هذا بعضُ ما عُرِفَ بهِ ذَكْوَانُ.
شرح مختصر عبد الغني لفضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)
بعد
ذلك ذكر خدم النبي صلى الله عليه وسلم الذين خدموه، وكانوا يتشرفون
بخدمته: أنس بن مالك لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم مكة وهو عمره عشر
سنين خدمه، وقالت له أمه: الزم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان يخدمه
وكان يرسله في أموره الخاصة والعامة.
الثاني:
هند وأسماء؛ رجلان رجل اسمه هند ورجل اسمه أسماء، أبوهما الحارث من أسلم،
كذلك ابن عم لهما أيضا ربيعة بن كعب من قبيلة أسلم، كذلك عبد الله بن مسعود
رضي الله عنه، ويسمى صاحب النعلين، كان إذا قام النبي صلى الله عليه وسلم
ألبسه نعليه، وإذا جلس صلى الله عليه وسلم حمل نعليه، وجعلهما في ذراعيه
حتى يقوم؛ هذا من محبتهم لخدمة النبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك عقبة بن عامر الجهني،
كان صاحب بغلة النبي صلى الله عليه وسلم إذا ركبها يقوده بها بالأسفار،
كذلك بلال بن الحارث المؤذن، الذي هو عتيق أبي بكر رضي الله عنه، كذلك سعد
مولى أيضا لأبي بكر، كذلك مخمر ابن أخي النجاشي ويقال: ابن أخته، ويقال: ذو
مخبر بالباء، كان أيضا ممن خدم النبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك بكير بن شداخ الليثي،
ويقال: إنه مكبر بكر، كذلك أبو ذر الصحابي الجليل جندب بن جنادة، كذلك
واقد، وأبو واقد، وهشام، وأبو ضميرة، وحنين، وأبو عسيب، واسمه أحمر، وأبو
عبيد. هؤلاء يتسابقون لخدمة النبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك سفينة كان عبدا لأم
سلمة رضي الله عنها أعتقته، وقالت: أنا أعتقك بشرط أنك تخدم النبي صلى الله
عليه وسلم فقال: لو لم تشترطي علي ما فارقته، يعني إني فرح أن أخدمه ولو
لم تشترطي، فهؤلاء هم المشهورون من خدامه، وقيل: إن خدامه أربعون.
وله خدام من الإماء فمنهن:
سلمى أم رافع، وهي زوجة مولاه أبي رافع المتقدم، خدمت النبي صلى الله عليه
وسلم مولاة لصفية بنت عبد المطلب عمة النبي صلى الله عليه وسلم، قيل: إنها
امرأة أبي رافع، وقيل إنها أي هذا هو الأفضل أم بنيه، وهي التي قابلت
إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم .
كذلك بركة أم أيمن وهي أم
أسامة بن زيد ورثها النبي صلى الله عليه وسلم من أبيه، ولما أعتق زيد زوجه
بأم أيمن، كانت تحب النبي صلى الله عليه وسلم، لما مات النبي صلى الله عليه
وسلم زارها أبو بكر وعمر، فلما جلسا عندها بكت، فقالا لها: أما تعلمي أن
ما عند الله خير لرسوله، قالت: بلى ولكن أبكي أن الوحي قد انقطع، فهيجاها
وبكت، كذلك ميمونة بنت سعد، وخضرة، ورضوى هؤلاء خدمه.
أما مواليه الذين هم
العتقاء: فمنهم زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبي، وهو الذي كان عند أبيه من
بني كلب، فاختطفه في الجاهلية بعض العرب، وباعوه على أنه مملوك لهم،
واشتراه العوام، وأهداه لخديجة، وأهدته للنبي صلى الله عليه وسلم، وأعتقه
صلى الله عليه وسلم، وجاء أبواه؛ أبوه وعمه، وقالوا: اذهب معنا رده علينا
يا محمد، فقال: ((له الخيار هل تختارني أو تختار أباك؟)) فقال: لا أريد بك بديلا، فأقام عند النبي صلى الله عليه وسلم وكان قبلُ ينسب زيد بن محمد، ونزل فيه قول الله تعالى: {مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ} ونزل فيه قوله تعالى: {وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ} وذكر اسمه في القرآن، ما ذكر اسم أحد من الصحابة إلا هو في قوله: {فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا} ابنه أسامه ولد أم أيمن، أسامة وأبوه يقال لهما: الحبان؛ الحب ابن الحب، حب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كذلك ثوبان بن بجدد، وكان
له نسب في اليمن أي ثوبان أيضا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذلك
أبو كبشة مولد بمكة، قيل: اسمه سليم، شهد بدرا، وقيل: كان من المولدين بأرض
دوس، فهو مولى للنبي صلى الله عليه وسلم، كذلك أنسة من مولدي السراة،
السراة: الجبال المرتفعة في جنوب المملكة، هناك السروات الكبيرة التي بها
الباحة، وهناك سراة صغيرة تسمى سراة عبيدة.
كذلك رباح، كان عبدا أسود،
ولكنه عتيق، كذلك يسار وهو نوبي، يسار هذا كان يرعى الإبل، فجاءه العرنيون
وقتلوه، وأخذوا الإبل، فبعث بأثرهم فقتلوا، كذلك أبو رافع، وهو أشهر
الموالي، اسمه أسلم أو إبراهيم، كان عبدا للعباس فوهبه للنبي صلى الله عليه
وسلم فأعتقه، ولما طلبه بعض العمال أن يخرج معه للزكاة، فقال له النبي صلى
الله عليه وسلم: ((إنها لا تحل لبني هاشم وإن مولى القوم منهم)) يعني أنت منا، أي تعد كأنك من بني هاشم.
كذلك أبو مويهبة كان من
مولدي مزينة، يعني من المولدين، ثم أعتق، كذلك فضالة نزل بالشام، كذلك
رافع، ولعله ولد أبي رافع، وقيل غيره، كان عبدا لسعيد بن العاص، فورثه ولده
عمرو بن سعيد وأعتقه بعضهم أولاد سعيد، وتمسك به بعضهم، جاء رافع إلى
النبي صلى الله عليه وسلم يستعينه فوهب له، قال بنو سعيد: نهبه لك يا رسول
الله، وكان يقول: أنا مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كذلك مدعم عبد أسود وهبه
له رفاعة بن زيد الجذامي، وكان الذي أتاه سهم وهو في خيبر فقتله، وقيل: إن
ذلك كركرة، كان على ثقل النبي صلى الله عليه وسلم.
كذلك زيد جد هلال بن يسار
بن زيد، كذلك عبيد قيل: إنه ابن عبد الغفار، وهكذا طهمان أو كيسان أو مهران
أو ذكوان أو مروان، وكذلك مأبور القبطي، أهداه إليه المقوقس، كل هؤلاء
موالي له.