14 Feb 2015
عشرة أسباب لمغفرة الذنوب ومحْو آثار السيئات
قال ابن القيم رحمه الله في كتابه "عدة الصابرين": (باب المنهيَّات يَمْحُوهُ الله سبحانه ويبطل أثرَه بأمورٍ عديدةٍ من فِعْلِ العَبْدِ وغيرِه؛ فإنه يبطلُه بالتوبةِ النَّصوحِ، وبالاستغفارِ، وبالحسنات الماحيةِ، وبالمصائبِ المكفِّرةِ، وباستغفار الملائكة، وبدعاء المؤمنين؛ فهذه ستة في حال حياته.
- وبتشديدِ الموتِ وكَرْبِهِ وسياقِه عليه؛ فهذا عندَ مفارقته الدنيا.
- وبهَوْلِ المُطَّلَعِ، ورَوْعَةِ الملَكين في القبر، وضغطته وعصرته له،
وشدَّةِ الموقفِ وعنائه وصعوبتِه، وبشفاعة الشافعين فيه، وبرحمةِ أرحمِ
الراحمين له.
فإن عجزت عنه هذه الأمور؛ فلا بدَّ له من دخولِ النار، ويكونُ لُبْثُهُ
فيها على قدرِ بقاءِ خُبْثِهِ ودَرَنِهِ؛ فإنَّ الله حرَّمَ الجَنَّةَ إلا
على كل طيَّبٍ؛ فما دامَ دَرَنُه ووَسَخُه وَخُبْثُه فيه فهو في كير
التطهير حتى يتصفَّى).
وهو ملخَّص من كلام لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كرره في مواضع من كتبه، ومنها قوله في رسالة "أمراض القلوب وشفاؤها" : (المؤمن إذا فعل سيئة فإن عقوبته تندفع عنه بعشرة أسباب:
- أن يتوب فيتوب الله عليه؛ فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له.
- أو يستغفر فيغفر له.
- أو يعمل حسنات تمحوها؛ فإنَّ الحسنات يذهبن السيئات.
- أو يدعو له إخوانه المؤمنون، ويشفعون له حيا وميتا.
- أو يهدون له من ثواب أعمالهم لينفعه الله به.
- أو يشفع فيه نبيه محمد صلى الله عليه وسلم.
- أو يبتليه الله في الدنيا بمصائب تُكفِّرُ عنه.
- أو يبتليه في البرزخ والصعقة؛ فيكفَّر بها عنه.
- أو يبتليه في عرصات القيامة من أهوالها بما يكفَّر عنه.
- أو يرحمه أرحم الراحمين.
فمن أخطأته هذه العشرةُ فلا يلومنَّ إلا نفسَه كما قالَ تعالى فيما يروي عنه رسوله: (يا
عبادي إنَّما هي أعمالُكم أُحصِيها لكم ثمَّ أوفِّيكم إيَّاها؛ فمن وجدَ
خيراً فليحمدِ الله، ومن وَجَدَ غيرَ ذلك فلا يلومنَّ إلا نفسَه).
ولشيخ الإسلام بسط طويل في شرح هذه الأسباب في كتاب الإيمان الأوسط.