الدروس
course cover
الدرس العاشر: أصول الردّ على الشبهات
30 Oct 2008
30 Oct 2008

3219

0

0

course cover
كشف الشبهات

القسم الثاني

الدرس العاشر: أصول الردّ على الشبهات
30 Oct 2008
30 Oct 2008

30 Oct 2008

3219

0

0


0

0

0

0

0

الدرس العاشر: أصول الردّ على الشبهات

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي (ت: 1206هـ): (وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِكِتَابِهِ الَّذي جَعَلَهُ:

{تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النَّحل: 89].
فَلا يَأتي صَاحِبُ بَاطِلٍ بِحُجَّةٍ إِلاَّ وَفي القُرْآنِ ما يَنْقُضُها وَيُبَيِّنُ بُطْلانَهَا، كَما قالَ تَعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان: 33].
قَالَ بَعْضُ المُفَسِّرينَ: هَذِهِ الآيَةُ عَامَّةٌ في كُلِّ حُجَّةٍ يَأتي بِها أَهْلُ البَاطِلِ إِلى يَوْمِ القِيَامةِ.

وَأَنَا أَذْكُرُ لَكَ أشْياء مِمَّا ذَكَرَ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ جَوَاباً لِكَلامٍ احْتَجَّ بِهِ المُشْرِكُونَ في زَمَانِنَا عَلَيْنَا فَنَقُولُ: جَوَابُ أَهْلِ البَاطِلِ مِنْ طَرِيقَيْنِ:
-مُجْمَل.

-وَمُفَصَّلٍ).

هيئة الإشراف

#2

27 Nov 2008

شرح سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ

المتن:

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي (ت: 1206هـ): (وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِكِتَابِهِ الَّذي جَعَلَهُ: {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النَّحل: 89](1).
فَلا يَأتي صَاحِبُ بَاطِلٍ بِحُجَّةٍ إِلاَّ وَفي القُرْآنِ ما يَنْقُضُها وَيُبَيِّنُ بُطْلانَهَا، كَما قالَ تَعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان: 33].
قَالَ بَعْضُ المُفَسِّرينَ: هَذِهِ الآيَةُ عَامَّةٌ في كُلِّ حُجَّةٍ يَأتي بِها أَهْلُ البَاطِلِ إِلى يَوْمِ القِيَامةِ
(2).

وَأَنَا أَذْكُرُ لَكَ أشْياء مِمَّا ذَكَرَ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ جَوَاباً لِكَلامٍ احْتَجَّ بِهِ المُشْرِكُونَ في زَمَانِنَا عَلَيْنَا(3) فَنَقُولُ: جَوَابُ أَهْلِ البَاطِلِ مِنْ طَرِيقَيْنِ:
-مُجْمَل.

-وَمُفَصَّلٍ(4) ).


الشرح:

قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت: 1389هـ): ((1) (وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِكِتَابِهِ) الذِي هو السِّلاَحُ كُلُّ السِّلاَحِ الأَعْظَمِ {الَّذِي جَعَلَهُ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وبُشْرَى للمُسْلِمِينَ}.
(2) (فَلاَ يَأْتِي صَاحِبُ بَاطِلٍ بِحُجَّةٍ) كَائِنَةٍ مَا كَانَتْ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ (إِلاَّ وَفي القُرْآنِ مَا يَنْقُضُهَا ويُبَيِّنُ بُطْلاَنَهَا) يَعْرِفُ ذَلِكَ مَن يَعْرِفُهُ، ويُوَفَّقُ لَهُ مَن يُوَفَّقُ، وَيَجْهَلُ ذَلِكَ مَن يَجْهَلُهُ كَمَا قَالَ تَعَالَى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ} أي: بِحُجَّةٍ أو شُبْهَةٍِ، وهذه نَكِرَةٌ في سِيَاقِ النَّفْيِ، فَشَمِلَ جَمِيعَ مَا يُؤْتَى بِهِ {إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} فالقُرْآنُ كَفِيلٌ بِذَلِكَ (قَالَ بَعْضُ المُفَسِّرِينَ: هَذِهِ الآيَةُ عَامَّةٌ في كُلِّ حُجَّةٍ يَأْتِي بِهَا أَهْلُ البَاطِلِ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ) ولَكِنْ قَدْ يُؤْتَى الإِنْسَانُ مِن عَدَمِ الفَهْمِ لَهُ أَوْ عَدَمِ الاعْتِنَاءِ بِهِ.
وَقَدْ الْتَزَمَ بَعْضُ العُلَمَاءِ؛ وهو شَيْخُ الإِسْلاَمِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ أَنْ لاَ يَحْتَجَّ مُبْطِلٌ بِآيَةٍ أو حَدِيثٍ صَحِيحٍ عَلَى بَاطِلِهِ إِلاَّ وفي ذلك الدَّلِيلِ مَا يَدُلُّ عَلَى نَقْضِهِ، وذَكَرَ لِذَلِكَ أَمْثِلَةً: مِنْهَا آيَةُ: {لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ}و{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ}.

(3) (وَأَنَا أَذْكُرُ لَكَ أَشْيَاءَ مِمَّا ذَكَرَ اللهُ في كِتَابِهِ جَوَابًا لِكَلاَمٍ احْتَجَّ بِهِ المُشْرِكُونَ في زَمَانِنَا عَلَيْنَا) هَذَا فِيهِ بَيَانُ مَوْضُوعِ الكِتَابِ وَمَا صُنِّفَ فِيهِ؛ فَهُو في رَدِّ شُبَهٍ شَبَّهَ بِهَا بَعْضُ المُشْرِكِينَ عَلَى تَوْحِيدِ العِبَادَةِ؛ فَإِنَّ الشَّيْخَ رَحِمَهُ اللهُ لَمَّا تَصَدَّى للدَّعْوَةِ إلى اللهِ وبَيَّنَ مَا عَلَيْهِ الكَثْيرُ مِن الشِّرْكِ الأَكْبَرِ تَصَدَّى بَعْضُ الجُهَّالِ بالتَّشْبِيهِ عَلَى جُهَّالٍ مِثْلِهِم، وزَعَمُوا أَنَّ المُصَنِّفَ رَحِمَهُ اللهُ يُكَفِّرُ المُسْلِمِينَ، وحَاشَاهُ ذَلِكَ؛ بل لاَ يُكَفِّرُ إلاَّ مَن عَمِلَ مُكَفِّرًا وقَامَتْ عَلَيْهِ الحُجَّةُ فَإِنَّهُ يُكَفِّرُهُ.
فَقَصَدَ كَشْفَ تلك الشُّبَهِ المُشَبَّهَةِ عَلَى الجُهَّالِ ورَدَّهَا وَإِنْ كَانَتْ أَوْهَى مِن خَيْطِ العَنْكَبُوتِ لَكِنْ تُشَوِّشُ عَلَيْهِم.

وَقَدَّمَ المُصَنِّفُ رَحِمَهُ اللهُ مُقَدِّمَةً نَافِعَةً في بَيَانِ حَقِيقَةِ دِينِ المُرْسَلِينَ وَمَا دَعَوْا إِلَيْهِ، وحَقِيقَةِ دِينِ المُشْرِكِينَ، ومَا كَانُوا عَلَيْهِ؛ ليَعْلَمَ الإِنْسَانُ حَقِيقَةَ دِينِ المُرْسَلِينَ عِنْدَ وُرُودِ الشُّبْهَةِ، ويَعْلَمَ مَنْ هو أَوْلَى بِدِينِ المُرْسَلِينَ مِن دِينِ المُشْرِكِينَ، وبَيَّنَ أَنَّ مُشْرِكِي زَمَانِهِ هُمْ أَتْبَاعُ دِينِ المُشْرِكِينَ.
(4) (فَنَقُولُ: جَوَابُ أَهْلِ البَاطِلِ مِن طَرِيقَيْنِ) طَرِيقٍ (مُجْمَلٍ) وَطَرِيقٍ (مُفَصَّلٍ).

هيئة الإشراف

#3

27 Nov 2008

شرح الشيخ: محمد بن صالح العثيمين

المتن:

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي (ت: 1206هـ): (وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِكِتَابِهِ الَّذي جَعَلَهُ: {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النَّحل: 89](1).
فَلا يَأتي صَاحِبُ بَاطِلٍ بِحُجَّةٍ إِلاَّ وَفي القُرْآنِ ما يَنْقُضُها وَيُبَيِّنُ بُطْلانَهَا، كَما قالَ تَعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان: 33]
(2).
قَالَ بَعْضُ المُفَسِّرينَ: هَذِهِ الآيَةُ عَامَّةٌ في كُلِّ حُجَّةٍ يَأتي بِها أَهْلُ البَاطِلِ إِلى يَوْمِ القِيَامةِ.

وَأَنَا أَذْكُرُ لَكَ أشْياء مِمَّا ذَكَرَ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ جَوَاباً لِكَلامٍ احْتَجَّ بِهِ المُشْرِكُونَ في زَمَانِنَا عَلَيْنَا فَنَقُولُ: جَوَابُ أَهْلِ البَاطِلِ مِنْ طَرِيقَيْنِ:
-مُجْمَل.

-وَمُفَصَّلٍ(3) ).


الشرح:

قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): ((1) مَنَّ اللهُ علينا بِكتابِهِ العزِيزِ الَّذي {لاَ يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِن بَيْنِ يَدَيْهِ وَلاَ مِنْ خَلْفِهِ تَنزِيلٌ مِّنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ} [فُصِّلَتْ: 42]، وجَعَلَهُ سُبْحَانَهُ وتعالى تِبْيانًا، أيْ: مُبَيِّنًا لكلِّ شيءٍ يَحْتاجُهُ النَّاسُ في مَعاشِهم ومَعادِهم، ثمَّ إنَّ تِبْيانَ القرآنِ لِلأشياءِ يَنْقَسِمُ إلى قِسمَيْنِ:
الأوَّلُ: أن يُبَيِّنَ الشَّيءَ بِعينِهِ، مثلَ قولِهِ تَبارَكَ وتعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ} [ المَائِدةُ: 3 ]، وقولِهِ تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ وَأَخَوَاتُكُمْ وَعَمَّاتُكُمْ وَخَالاَتُكُمْ وَبَنَاتُ الأَخِ وَبَنَاتُ الأُخْتِ وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ وَأَخَوَاتُكُم مِّنَ الرَّضَاعَةِ وَأُمَّهَاتُ نِسَائِكُمْ وَرَبَائِبُكُمُ اللاَّتِي فِي حُجُورِكُم مِّن نِّسَائِكُمُ اللاَّتِي دَخَلْتُم بِهِنَّ فَإِن لَّمْ تَكُونُوا دَخَلْتُم بِهِنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ وَأَن تَجْمَعُوا بَيْنَ الأُخْتَيْنِ إِلاَّ مَا قَدْ سَلَفَ إِنَّ اللهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا (23) وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ كِتَابَ اللهِ عَلَيْكُمْ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} [ النساءُ: 23، 24 ].
الثَّاني: أنْ يَكونَ التِّبْيانُ بالإِشارةِ إلى مَوْضِعِ الْبَيَانِ، مثلَ قولِهِ تعالى: {وَأَنزَلَ اللهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} [ النساءُ: 113 ]، فَأَشارَ اللهُ تعالى إلى الحِكْمةِ الَّتي هيَ السُّنَّةُ، فإنَّها تُبَيِّنُ القرآنَ، وكذلكَ قولُهُ تعالى: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}[ النحلُ: 43 ]، وأيضًا [ الأنبياءُ: 7 ].
فهذا يُبَيِّنُ أنَّنا نَرْجِعُ في كلِّ شيءٍ إلى أهلِهِ الَّذينَ هُمْ أهلُ الذِّكْرِ بهِ، ولِهذا يُذْكَرُ أنَّ بعضَ أهلِ العِلمِ أَتَاهُ رَجلٌ مِن النَّصَارَى يُرِيدُ الطعْنَ في القرآنِ الكريمِ، وكان في مَطْعَمٍ، فَقَال لهُ هذا النَّصْرانيُّ: أينَ بَيانُ كيفَ يُصْنَعُ هذا الطَّعامُ؟ فَدَعا الرَّجلُ صاحِبَ المَطْعَمِ، وقالَ لهُ: صِفْ لنا كيفَ تَصْنَعُ هذا الطَّعامَ؟ فوَصَفَهُ، فَقالَ: هَكذا جاءَ في القرآنِ، فتَعَجَّبَ النَّصْرانيُّ وقالَ: كيفَ ذلكَ؟ فَقالَ: إنَّ اللهَ عزَّ وجلَّ يَقولُ: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} [الأنبياءُ: 12]، فبَيَّنَ لنا مِفْتاحَ العِلمِ بالأشياءِ بأنْ نَسْأَلَ أهلَ الذِّكْرِ بها، أيْ: أهلَ العِلمِ بهِ، وهذا مِنْ بَيانِ القرآنِ بلا شَكٍّ، فالإِحالةُ على مَنْ يَحْصُلُ بهم العِلمُ هيَ فَتْحٌ لِلعِلمِ.

(2) لا يَأْتِي مُبْطِلٌ بِحُجَّةٍ على باطِلِهِ إلاَّ وفي القرآنِ ما يُبَيِّنُ هذهِ الحُجَّةَ الباطلةَ، بلْ إنَّ كلَّ صاحِبِ باطِلٍ اسْتَدَلَّ لِباطِلِهِ بِدليلٍ صحيحٍ مِن الكتابِ والسُّنَّةِ فهذا الدَّليلُ يَكونُ دَليلاً عليهِ، كما ذَكَرَ شيخُ الإِسلامِ رَحِمَهُ اللهُ تعالى في مُقَدِّمةِ كِتابِهِ: (دَرْءُ تَعارُضِ النَّقلِ والعقلِ) أنَّهُ ما مِنْ صاحِبِ بِدْعةٍ وباطلٍ يَحْتَجُّ لِباطِلِهِ بشيءٍ مِن الكتابِ أوْ مِن السُّنَّةِ الصَّحيحةِ إلاَّ كان ذلكَ الدَّليلُ دَليلاً عليهِ، وليسَ دَليلاً لهُ.

(3) قالَ المؤلِّفُ رَحِمَهُ اللهُ مُسْتَدِلاًّ على أنَّ الرَّجلَ المُوَحِّدَ ستَكونُ لهُ حُجَّةٌ أَبْلَغُ وأَبْيَنُ مِنْ حُجَّةِ غيرِ المُوَحِّدِ مهْما بَلَغَ مِن الفَصاحةِ والبَيانِ، كما قالَ تعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} أيْ: لا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ يُجَادِلونَكَ بهِ ويَلْبِسُونَ الحقَّ بالباطلِ إلاَّ جِئْناكَ بالحقِّ وأَحْسَنَ تفسيرًا؛ ولِهذا تَجِدُ في القرآنِ كثيرًا ما يُجِيبُ اللهُ تعالى عنْ أسئلةِ هؤلاءِ المُشرِكِينَ وغيرِهم لِيُبَيِّنَ عزَّ وجلَّ للنَّاسِ الحقَّ، وسيَكونُ الحقُّ بَيِّنًا لكلِّ أحدٍ.
ولكنْ ها هُنَا أمْرٌ يَجِبُ التَّفطُّنُ لهُ، وهوَ: أنَّهُ لا يَنْبَغِي للإِنسانِ أن يَدْخُلَ في مُجادَلةِ أحدٍ إلاَّ بعدَ أنْ يَعْرِفَ حُجَّتَهُ، ويَكونَ مُسْتَعِدًّا لِدَحْرِها والجوابِ عنها؛ لأنَّهُ إذا دَخَلَ في غيرِ معرفةٍ صارت العاقبةُ عليهِ، إلاَّ أنْ يَشاءَ اللهُ، كما أنَّ الإِنسانَ لا يَدْخُلُ في مَيْدانِ المعركةِ معَ العَدُوِّ إلاَّ بسلاحٍ وشجاعةٍ.
ثمَّ ذكَرَ المُؤَلِّفُ رَحِمَهُ اللهُ أنَّهُ سيَذْكُرُ في كِتابِهِ هذا كلَّ حُجَّةٍ أتَى بِها المشرِكونَ لِيَحْتَجُّوا بها على شيخِ الإِسلامِ -رَحِمَهُ الله- ويَكْشِفُ هذهِ الشُّبُهاتِ؛ لأنَّها في الحقيقةِ لَيْسَتْ حُجَجًا، ولكنَّها تشبيهٌ وتَلْبِيسٌ
(1).

بَيَّنَ رَحِمَهُ اللهُ تعالى أنَّهُ سيُجِيبُ على هذهِ الشُّبُهاتِ بِجَوَابَيْنِ:

أحدُهما: مُجْمَلٌ عامٌّ صالحٌ لكلِّ شُبْهَةٍ.
الثَّاني: مُفْصَّلٌ، وهكَذا يَنْبِغي لأهلِ العِلمِ في بابِ المُناظَرَةِ والمُجادلةِ، أن يَأْتُوا بِجوابٍ مُجْمَلٍ حتَّى يَشْمَلَ ما يَحْتَمِلُ أنْ يُورِدَهُ المُلَبِّسُونَ المُشَبِّهونَ، ويَأْتِي بجوابٍ مُفَصَّلٍ لكلِّ مسألةٍ بعَيْنِها، قالَ اللهُ تعالى: {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}[ هودٌ: 1 ].


حاشية الشيخ صالح بن عبد الله العصيمي على شرح ابن عثيمين

قال الشيخ صالح بن عبدالله العصيمي: ( (1) ومن هنا سمي المأخذ الملتبس شبهة؛ لأنه تشبه بالحق، وإنما يقع الالتباس لشوب الباطل بشيء من الحق يزينه.
قال شيخ الإسلام -كما في (مجموع الفتاوى) (8/37) -: (لا يشتبه على الناس الباطل المحض، بل لا بد أن يشاب بشيء من الحق).

هيئة الإشراف

#4

27 Nov 2008

شرح كشف الشبهات لفضيلة الشيخ: صالح بن فوزان الفوزان 

المتن:

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي (ت: 1206هـ): (وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِكِتَابِهِ الَّذي جَعَلَهُ: {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النَّحل: 89](1).
فَلا يَأتي صَاحِبُ بَاطِلٍ بِحُجَّةٍ إِلاَّ وَفي القُرْآنِ ما يَنْقُضُها وَيُبَيِّنُ بُطْلانَهَا، كَما قالَ تَعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان: 33]
.
قَالَ بَعْضُ المُفَسِّرينَ: هَذِهِ الآيَةُ عَامَّةٌ في كُلِّ حُجَّةٍ يَأتي بِها أَهْلُ البَاطِلِ إِلى يَوْمِ القِيَامةِ
(3).

وَأَنَا أَذْكُرُ لَكَ أشْياء مِمَّا ذَكَرَ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ جَوَاباً لِكَلامٍ احْتَجَّ بِهِ المُشْرِكُونَ في زَمَانِنَا عَلَيْنَا(4) فَنَقُولُ: جَوَابُ أَهْلِ البَاطِلِ مِنْ طَرِيقَيْنِ:
-مُجْمَل.

-وَمُفَصَّلٍ(5) ).


الشرح:

قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: ((1) فَكِتَابُ اللهِ مَا تَرَكَ شَيْئًا نَحْتَاجُ إِلَيْهِ مِن أُمُورِ دِينِنَا إلاَّ وبَيَّنَه لَنَا، لَكِنْ يَحْتَاجُ منَّا إلى تَفَقُّهٍ وتَعَلُّمٍ ولو كَانَ عِنْدَك سِلاَحٌ، ولَكِنْ لاَ تَعْرِفُ تَشْغِيلَه فإنَّه لاَ يَدْفَعُ عَنْكَ العَدُوَّ، وكَذَلِكَ القُرْآنُ لاَ يَنْفَعُ إِذَا كَانَ مَهْجُورًا.
(2) هَذِه قَاعِدَةٌ مَعْرُوفَةٌ؛ لأَِنَّ اللهَ -جَلَّ وعَلاَ- يَقُولُ عَن القُرْآنِ: {تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ} ويَقُولُ: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا} فَلاَ تُوجَدُ شُبْهَةٌ في الدُّنيا، أو باطِلٌ في الدُّنيا يُدْلِي به كَافِرٌ أو مُلْحِدٌ إلاَّ وفي القُرْآنِ مَا يَرُدُّ عَلَيْهِ، لَكِنْ لاَ يَتَبيَّنُ هَذَا إلاَّ بِمَعْرِفَةِ القُرْآنِ والتَّفَقُّهِ فيه ودِرَاسَتِهِ حَقَّ الدِّرَاسَةِ، حَتَّى يُعْرَفَ مَا فيه مِن الكُنُوزِ، وَمَا فيه مِن السِّلاَحِ، ومَا فِيهِ مِن الذَّخِيرَةِ الَّتِي نُقَاوِمُ بِهَا أَعْدَاءَنَا، فَنُقْبِلُ عَلَى كِتَابِ اللهِ حِفْظًا وتَفَهُّمًا وتِلاَوَةً وتَدَبُّرًا وَعَمَلاً، حَتَّى نَكُونَ مُسَلَّحِينَ بِهَذَا السِّلاَحِ، أمَّا مُجَرَّدُ وُجُودِ القُرْآنِ عِنْدَنَا مِن غَيْرِ أَنْ نَعْتَنِيَ بِهِ ونَدْرُسَهُ فَلاَ يَكْفِي، وأَهْلُ الكِتَابِ ضَلُّوا وكَفَرُوا وعِنْدَهُم التَّورَاةُ والإِنْجِيلُ لَمَّا تَرَكُوا تَعَلُّمَهُمَا والعَمَلَ بِهِمَا.
(3) فَلَيْسَ هَذَا خَاصًّا بالرَّسُولِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ- وَأَهْلِ زَمَانِهِ مَعَ القُرْآنِ، بَلْ هَذَا عَامٌّ لِكُلِّ أُمَّتِهِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ، لَكِنْ يَحْتَاجُ إِلَى عِنَايَةٍ بالقُرْآنِ، ودِرَاسَةٍ للقُرْآنِ، وتَفَهُّمٍ للقُرْآنِ كَمَا يَنْبَغِي؛ لأَنَّ فِيهِ بَيانَ الحَقِّ والرَدَّ عَلَى أَهْلِ البَاطِلِ.

(4) لَمَّا ذَكَرَ لَكَ هذه القَاعِدَةَ العَظِيمَةَ وهو أَنَّه لاَ يَأْتِي مُبْطِلٌ بِشُبْهَتِه إلاَّ وفي القُرْآنِ مَا يُبَيِّنُ بُطْلاَنَها، وأَنَّ ذَلِكَ مُسْتَمِرٌّ إلى يَوْمِ القِيَامَةِ، دَخَلَ في التَّمْثِيلِ مِن الوَاقِعِ الَّذي جَرَى للشَّيخِ -رَحِمَهُ اللهُ- في وَقْتِهِ مَعَ خُصُومِهِ، ومِن هنا إلى آخِرِ الكِتَابِ، كُلُّهُ كَشْفُ شُبُهَاتٍ يَعْتَرِضُونَ بِهَا عَلَى الشَّيْخِ وهو يُجِيبُهُم عَنْهَا مِن كِتَابِ اللهِ ومِن سُنَّةِ رَسُولِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ-، ويَدْحَضُ حُجَجَهُم، وبِذَلِكَ نَصَرَهُ اللهُ عَلَيْهِم وأَبْطَلَ كَيْدَهُم.
(5) المُجْمَلُ: هو القَاعِدَةُ العَامَّةُ فِي جَوابِ أَهْلِ البَاطِلِ عَلَى اخْتِلاَفِ أصْنَافِهِم، وفي أيِّ زَمَانٍ ومَكَانٍ.
والمُفَصَّلُ: هو الرَّدُّ عَلَى كُلِّ شُبْهَةٍ عَلَى حِدَةٍ، فإِذَا عَرَفْتَ المُجْمَلَ والمُفَصَّلَ في رَدِّ الشُّبُهاتِ صَارَ عِنْدَكَ سِلاَحٌ لمُنَازَلَةِ المُشْرِكِينَ والمُبْطِلِينَ.

هيئة الإشراف

#5

27 Nov 2008

شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ

المتن:

قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب بن سليمان التميمي (ت: 1206هـ): (وَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَيْنَا بِكِتَابِهِ الَّذي جَعَلَهُ: {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} [النَّحل: 89].
فَلا يَأتي صَاحِبُ بَاطِلٍ بِحُجَّةٍ إِلاَّ وَفي القُرْآنِ ما يَنْقُضُها وَيُبَيِّنُ بُطْلانَهَا، كَما قالَ تَعالى: {وَلاَ يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} [الفرقان: 33].
قَالَ بَعْضُ المُفَسِّرينَ: هَذِهِ الآيَةُ عَامَّةٌ في كُلِّ حُجَّةٍ يَأتي بِها أَهْلُ البَاطِلِ إِلى يَوْمِ القِيَامةِ.

وَأَنَا أَذْكُرُ لَكَ أشْياء مِمَّا ذَكَرَ اللهُ تعالى في كِتَابِهِ جَوَاباً لِكَلامٍ احْتَجَّ بِهِ المُشْرِكُونَ في زَمَانِنَا عَلَيْنَا فَنَقُولُ: جَوَابُ أَهْلِ البَاطِلِ مِنْ طَرِيقَيْنِ:
-مُجْمَل.

-وَمُفَصَّلٍ).


الشرح:

قال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ: (فقال: (وقد منَّ الله علينا بكتابه الذي جعله الله: {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}) هذه الكلمة تأصيل؛ لأن الردود على المشركين وكشف الشبه الأصل فيها كتاب الله جلّ وعلا، كل حجة عندنا فإنما هي في القرآن في هذا الأمر العظيم، أمر التوحيد، ومضادة الشرك وأهله، هي في القرآن، لم؟ لأن القرآن كما قال جلّ وعلا: {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ} فقوله: {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} فما فيه بيانُ كل الأشياء، وأعظم الأشياء حاجة إلى تبيانها مسألة التوحيد والشرك، وبيان التوحيد وبيان الشرك، وهذا هو أعظم ما يحتاج إليه العباد، فكان هذا داخلاً دخولاً أولياً في قوله: {تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ}.

فإذاً: الرجوع في التبيان والبيان والحجة إلى القرآن،وهذا كما سيأتي في أن كل الحجج إنما هي من القرآن، والسنةُ مبينة للقرآن.
قال: (فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها) وهذا قاعدة عامة في كل شيء، في مسائل العقيدة، والتوحيد، وكل مسألة يحتاج فيها إلى حكم الشرع، فإنها في القرآن، كما قال جل وعلا: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} على أحد وجهي التفسير.
قال: (إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها؛ كما قال تعالى: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً}) المثل: ليس المراد به ما يسير مسير؛ كما يقال: في الأمثال كذا وكذا، وإنما المثل هو: القول الذي يسير في الناس.
القول إذا كان له حجة، وله مسير في الناس من جهة القناعة به لشبهة فيه قيل له: مثل، ولهذا قال -جل وعلا- هنا: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ} يعني: بحجة باطلة في تحسين الشرك، أو في إيراد الشبه، وأنهم ليسوا بكفار ولا مشركين {إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ} يعني: في رده وبيان بطلانه وبيان الحق في ذلك {وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} وأوضح تبياناً، وأحسن تأويلاً وشرحاً لذلك المثل وللحق الذي فيه؛ لأن القرآن غالب.
(قال بعض المفسرين: هذه الآية عامة في كل حجة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة).

قال الإمام -رحمه الله- هنا: (وأنا اذكر لك أشياء مما ذكره الله في كتابه جواباً لكلام احتج به المشركون في زماننا علينا، فنقول: جواب أهل الباطل من طريقين: مجمل ومفصل) فمن هذه الجملة، من هذه الرسالة العظيمة (كشف الشبهات) يبتدئ الكلام على الشبهات وعلى إبطالها، وما ذكره المصنف -رحمه الله تعالى- قبل ذلك مقدمات غاية في الأهمية، وهي المحكمات التي يحتاج الموحد إلى أن يرجع إليها في حجاجه مع أهل الباطل وأهل الظلم والطغيان.(فنقول: جواب أهل الباطل من طريقين: مجمل ومفصل) كل شبهة في كلام المشركين أدلوا بها فإن جوابها في القرآن، إما عن طريق الجواب المجمل، وإما عن طريق التفصيل؛ لقوله الله جل وعلا: {وَلا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلاَّ جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيراً} والله -جل وعلا- أبطل حجج المشركين بالإجمال وبالتفصيل. وقول الشيخ -رحمه الله- هنا: (جواب أهل الباطل من طريقين مجمل ومفصل) كلمة (مجمل) تارة يقابل بها (المبيَّن) وتارة يقابل بها (المفصَّل) ومعناها: إذا قوبل بها (المبين) يختلف عن معناها إذا قوبل بها (المفصل). والأول هو الذي يبحثه الأصوليين حين يجعلون في مباحثهم في الركن الثالث من أركان أصول الفقه - وهو البحث في الاستدلال - (المجمل) ويقابلون به (المبين).

و(المجمل) الذي يقابل به (المبين) اختلفت عباراتهم في تعريفه، ولكن حاصلها يرجع إلى أن (المجمل):

- ما لم تتضح دلالته.
أو كما قال بعضهم:ما احتمل شيئين ولا مرجح.أو كما قال بعضهم:ما لم يكن متحد المعنى، ولم يكن ثَّم ما يبين ذلك المعنى فيه.

فإذاً: (المجمل) الذي يقابل بـ(المبين) هذا يبحث فيه من جهة دلالة الألفاظ، ومن جهة الاستدلال، فيقال: هذا مجمل وهذا مبين.ومعلوم أن النصوص إذا جاء فيها شيء مجمل فلابد من البحث عما يبينه حتى يتم الاستدلال؛ لأن الاستدلال بالمجمل لا يصح؛ لأنه محتمل لأشياء ولا مرجح لأحد الاحتمالات من اللفظ أو من التركيب، وإنما لا بد من البحث عن البيان في أدلة أخرى.

وأما في مقام البرهان وعند أهل الحِجاج والاستدلال: فإنهم يستخدمون لفظة (المجمل) المقابل لها (المفصل) وهو الذي عناه الشيخ -رحمه الله- في هذا المقام، حيث قال: (من طريقين: مجمل ومفصل).و(المجمل) هنا هو (المجمل) في باب الحجاج وباب الاستدلال وإقامة البرهان، وذلك: أن البراهين في إقامتها تنقسم إلى:
1-براهين مجملة.
2- وبراهين مفصلة.
ويقصد بالإجمال: البرهان العام، الذي يمكن أن تُرجع أفراداً كثيرة إليه من جهة الاحتجاج، فيصلح حجة لأشياء كثيرة دون تحديد.
وأما (المفصل)الذي يقابل به (المجمل) هذا: فإنه الرد الذي يقابل به كل شبهة على حدة، فتكون الشبهة لها رد بالتفصيل عليها.وقد يكون هناك في الرد المفصل ما يشترك فيه بين رد ورد، وهذا يأتينا إن شاء الله تعالى.فتحصَّل لك:أن قول الإمام رحمه الله تعالى: (جواب أهل الباطل من طريقين: مجمل ومفصل): أن المجمل: هو الجواب العام والاستدلال العام والبرهان العام الذي يصلح لكل حجة يوردها المجادل.والمفصل: هو البرهان والدليل لإبطال كل شبهة على حدة، ذلك على وجه التفصيل.فإذاً: الإجمال هنا غير الإجمال المعروف في أصول الفقه، فالإجمال هنا واضح بخلاف المجمل في أصول الفقه، فإنه مالم تتضح دلالته.

عبد العزيز بن داخل المطيري

#6

27 Nov 2008

العناصر

شرح قول المؤلف: (وقد من الله تعالى علينا بكتابه الذي جعله تبياناً لكل شيء...)

- كمال بيان القرآن

- أقسام البيان في القرآنشرح قوله: (فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها)

تفسير قول الله تعالى: (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً)
- هذه الآية عامة في كل شبهة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة

طرق الإجابة عن شبهات المشركين
الجواب المجمل عن شبهات المشركين

هيئة الإشراف

#7

27 Nov 2008

الأسئلة

س1: فسر باختصار قوله تعالى: {ونزلنا عيك الكتاب تبياناً لكل شيء} وبيّن وجه استدلال المؤلف رحمه الله تعالى به.

س2: فسر باختصار قوله تعالى: {ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً} وبيّن وجه استدلال المؤلف به.

س3: اذكر طرق الإجابة عن شبهات المشركين.