الدروس
course cover
أبو محمد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
7 Jan 2009
7 Jan 2009

4544

0

0

course cover
مختصر عبد الغني

القسم الرابع

أبو محمد طلحة بن عبيد الله رضي الله عنه
7 Jan 2009
7 Jan 2009

7 Jan 2009

4544

0

0


0

0

0

0

0

قالَ الحافظُ أبو مُحَمَّدٍ عبدُ الغَنِيِّ بنُ عبدِ الواحدِ الْمَقْدِسِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ وأَرضاهُ:

أبو مُحَمَّدٍ طَلْحَةُ بنُ عُبيدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ


ابنِ عثمانَ بنِ عمرِو بنِ كعبِ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كعبِ بنِ لُؤَيِّ بنِ غالبٍ.
يَلْتَقِي معَ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في مُرَّةَ بنِ كَعبٍ.
وأمُّهُ الصَّعْبَةُ بنتُ الحضرميِّ، أُخْتُ العلاءِ بنِ الحضرميِّ.
واسمُ الحضرميِّ عبدُ اللَّهِ بنُ عَبَّادِ بنِ أَكْبَرَ بنِ عوفِ بنِ مالكِ بنِ عُوَيْفِ بنِ خَزْرَجَ بنِ إيادِ بنِ الصَّدَقِ.
أَسْلَمَتْ أُمُّهُ وتُوُفِّيَتْ مُسلِمَةً.
أَسْلَمَ قديمًا، وشَهِدَ أُحُدًا وما بعدَها.
ولمْ يَشْهَدْ بَدْرًا، كانَ بالشامِ في تِجارةٍ، وضَرَبَ لهُ رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بسَهْمِهِ وأَجْرِهِ.
وكانَ لهُ من الوَلَدِ:
مُحَمَّدٌ السَّجَّادُ [1]: قُتِلَ مَعَهُ.
وعِمرانُ: أُمُّهما حَمْنَةُ بنتُ جَحْشٍ.
ومُوسى بنُ طَلْحَةَ: أمُّهُ خَوْلَةُ بنتُ الْقَعْقَاعِ بنِ مَعْبَدِ بنِ زُرارةَ.
ويَعقوبُ، وإسماعيلُ، وإسحاقُ: وأمُّهم أمُّ أَبانٍ بنتُ عُتبةَ بنِ رَبيعةَ.
وزَكَرِيَّا وعائشةُ: أمُّهُمَا أمُّ كُلثومٍ بنتُ أبي بَكرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عنهم أَجمعينَ.
وعيسى ويَحْيَى: أُمُّهما سُعْدَى بنتُ عَوْفٍ الْمُرِّيَّةُ.
أمُّ إسحاقَ بنتُ طَلحةَ: أمُّها أمُّ الحارِثِ بنتُ قَسَامَةَ بنِ حَنظلةَ الطائِيَّةُ.
فأَولادُ طَلحةَ أَحَدَ عَشرَ، وقيلَ ابنَيْنِ آخَرَيْنِ: عُثمانُ وصالِحٌ، ولمْ يَثْبُتْ ذلكَ.
وقُتِلَ طَلحةُ سنةَ ستٍّ وثلاثينَ يومَ الْجَمَلِ [2]، وهوَ ابنُ اثنتَيْنِ وسِتِّينَ.


تعليق الشيخ: خالد بن عبد الرحمن الشايع

[1] سُمِّيَ السَّجَّادَ لكثرةِ عِبادتِهِ، وُلِدَ على عَهْدِ رسولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وكان مَقْتَلُهُ في وَقْعَةِ الْجَمَلِ. ونَقَلَ ابنُ حَجَرٍ (الفتحَ (8/553) عن البَغَوِيِّ أنَّ قاتِلَهُ شُرَيْحُ بنُ أَوْفَى، وقالَ:

ذَكَرَ البخاريُّ في (تفسيرِهِ) سورةَ غافِرٍ تَعليقًا على ما يُقَوِّي ما قالَهُ البَغَوِيُّ أنَّ اسمَ قاتِلِهِ شُرَيْحُ بنُ أَوْفَى؛ فإنَّهُ قالَ، أي البخاريُّ: وقالَ شَريحُ بنُ أَوْفَى:

يُذَكِّرُنِي حم والرُّمْحُ شَاجِرُ ....... فهَلَّا تَلا حم قبلَ التَّقَدُّمِ

[2] انظُر: (البدايَةَ والنهايَةَ) للحافِظِ ابنِ كثيرٍ (7/261 - 277).

ولَمَّا حَضَرَ طلحةُ يومَ الجمَلِ اجْتَمَعَ بهِ عَلِيٌّ فوَعَظَهُ فرَجَعَ، فجاءَهُ سهمٌ رَمَى بهِ مَرْوَانُ بنُ الحكَمِ، فوَقَعَ في رُكْبَتِهِ فكانَ بهِ حَتْفُهُ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ وأَرْضَاهُ. ولَمَّا عَلِمَ بذلكَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ حَزِنَ وتَأَسَّفَ على قَتْلِهِ.

قالَ الحافظُ بنُ حَجَرٍ في (التهذيبِ) (5/ 22): قالَ ابنُ عبدِ الْبَرِّ: لا تَخْتَلِفُ العلماءُ الثِّقاتُ في أنَّ مَرْوَانَ قاتِلُ طَلحةَ.

هيئة الإشراف

#2

30 Mar 2010

شرح مختصر عبد الغني لفضيلة الشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
ذكرنا أن تراجم الخلفاء الأربعة طويلة توسع فيها العلماء رحمهم الله ، ولكن دخل في بعضها شيء من الكذب أو المبالغة ونحو ذلك ، فذكرنا أن عثمان رضي الله عنه نقم عليه الثوار أنه قرب بعض أقاربه ، منهم الحكم بن أبي العاص وابنه مروان بن الحكم ، كان النبي صلى الله عليه وسلم قد نفى الحكم إلى الطائف ، ولما استخلف عثمان رأى أن له حقا وأن له قرابة ، فلأجل ذلك أمره بأن يأتي إلى المدينة ، وولى ابنه مروان ، ولاه الكتابة ، فكان يكتب له ، وهو الذي كتب كتابا وختمه بختم عثمان ، مما كان سببا لأن ثار عليه بعضهم .
وأما الولايات الأخرى الكبيرة فلم يولها أحدا من أقاربه ، إلا أنه زاد في ولاية معاوية ، كان معاوية في عهد عمر وفي عهد أبي بكر ، كان في عهد أبي بكر يزيد بن أبي سفيان ، حتى قتل ، وبعده جعل عمرُ أخاه معاوية مكانه ، ولما استولى عثمان ، أضاف إليه جميع ولايات الشام وما حولها ، وصار كأنه خليفة في ذلك المكان ، ولأجل ذلك صار محبوبا عند أهل الشام .
وبكل حال ، عثمان رضي الله عنه قد اجتهد ولم يحد عن سيرة الخلفاء الذين قبله .
أما علي رضي الله عنه ، فقد اتهم بأنه تمالأ مع قتلة عثمان ، وحاشاه أن يكون كذلك ، ولكن عثمان منع أهل المدينة أن يقاتلوا معه ، وإلا فإن له خداما وله أقارب ، منعهم وصبر إلى أن قتل ، رضي الله عنه ، فكان بعض بني أمية يتهمونه بأنه قد مالأهما لأجل ذلك لم يسلم لهم قتلة عثمان ، وحصلت الوقائع التي حصل فيها هذا القتل الكبير .
الرافضة غلوا في علي لأنهم رأوا سيرته فيهم سيرة حسنة وأحبوه ، ثم زادوا في قدره إلى أن جعلوه كالإله أو كالنبي أو نحو ذلك.
ثم يعرف أن الرافضة كفروا لثلاثة أمور :
الأول : طعنهم في القرآن لما لم يجدوا فيه ذكر آل البيت ، اتهموا الصحابة بأنهم حذفوا منه أكثر من الثلثين ، وكل هذا كذب.
الأمر الثاني : أنهم يكفرون الصحابة إلا نفرا قليلا ، ويردون أحاديثهم ، فلا يقبلون من أحاديث الشيخين ، أبي بكر وعمر وكذلك عثمان ، كذلك بقية العشرة وكذلك بقية الصحابة عندهم أنهم كفار ، ولأجل ذلك لا يقبلون أحاديثهم ، فكان من أثر تكفيرهم أن كفروا أهل السنة الذين يحبونهم ، فيكفرون جميع أهل السنة الذين يوالون الخلفاء ويوالون الصحابة.
الأمر الثالث: الغلو في علي ، بحيث أنهم يدعونه من دون الله ، وبهذا صاروا من الكفار الذين يحكم بكفرهم ؛ لأن من كفر المسلمين فهو كافر .
وسمعت لبعض الحاضرين شريطا سئل فيه ، قال السائل : هل لي أن أزوج سنيا عدلا أمينا ، أو أزوج شيعيا فاسقا عاصيا ؟ فقال : إن السني وإن كان أمينا فإنه كافر ، وإنه في النار ولو كان عابدا ولو كان وكان ، وأما الشيعي فإنه من أهل الجنة ولو كان فاسقا ، ولو كان عاصيا ، زوج موليتك بالشيعي . هكذا يعتقدون في أهل السنة والعياذ بالله .
الآن نقرأ سيرة الخلفاء ، سيرة الستة الباقين من العشرة ، نظمهم ابن أبي داود في حائيته :

سعيد وسعد وابن عوف وطلحة ...... وعامر فهر والزبير الممدح

هؤلاء هم الستة .
بدأ المؤلف بالذين قتلوا في وقعة الحرة ، وهم طلحة والزبير ،
كنية طلحة : أبو محمد ، وهو طلحة بن عبيد الله بن عثمان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب ، يلتقي مع النبي صلى الله عليه وسلم في مرة بن كعب ، فهو قرشي وتيمي ؛ أي: يجتمع مع أبي بكر في تيم بن مرة .

وأمه يقال لها : الصعبة بنت الحضرمي ، أخت العلاء بن الحضرمي ، القائد المشهور ، اسم الحضرمي عبد الله بن عباد بن أكبر بن عوف بن مالك بن عويف بن خزرج بن إياس بن الصدق ، أمه من هذه القبيلة ، قبيلة إياس ، مشهورة ولهم ذكر ، وهم من الأنصار ، من بني الخزرج ، أسلمت أمه وتوفيت مسلمة ، وطلحة أسلم قديما بمكة وشهد أحدا وما بعدها ، ولم يشهد بدرا ولم يعاتب النبي صلى الله عليه وسلم أحدا تخلف عن بدر ؛ لأنه إنما خرج يريد عير قريش ، فجمع الله بينه وبين عدوه .
طلحة كان بالشام في تجارة في ذلك الوقت ، ضرب له النبي صلى الله عليه وسلم بسهمه ، أعطاه سهما من الغنائم ، وكتب له أجرا كأنه شهدها .
ذكر بعض أولاده :
أولا: محمد السجاد ، وقتل معه في وقعة الجمل ، قالوا : سمي السجاد ؛ لكثرة عبادته ، ولد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يذكروا له صحبة.
ذكروا أن الذي قتله شريح بن أوفى ، قال البخاري في تفسيره لسورة غافر تعليقا على ما يقوي ما قاله البغوي ، أن اسم قاتله شريح بن أوفى ، وكان شريح يقول:

يذكـرني حم والرمح شاجر ...... فهـلا تلا حـم قبل التقـدم

يعني أنه لما أراد أن يقتل السجاد قرأ قوله تعالى: {أَتَقْتُلُونَ رَجُلًا أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اللَّهُ} وهي في سورة حم غافر .
الثاني: عمران بن طلحة ، أمه وأم محمد ، حمنة بنت جحش ، أخت زينب بنت جحش أم المؤمنين ، وهي التي كانت تستحاض في عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
الثالث: موسى بن طلحة ، ومن أشهرهم ، وله ذكر في كتب الحديث ، أمه خولة بنت القعقاع بن معبد بن زرارة .
الرابع والخامس والسادس : يعقوب وإسحاق وإسماعيل ، وأمهم أم أبان بنت عتبة بن ربيعة .
السابع والثامن : زكريا وعائشة ، أمهما أم كلثوم بنت أبي بكر الصديق ، رضي الله عنه .
يعني أن من فضائله أنه تزوج أخت عائشة : أم كلثوم بنت أبي بكر .
التاسع والعاشر: عيسى ويحيى ، أمهما سعدى بنت عوف المرية .
الحادي عشر: أم إسحاق بنت طلحة ، أمها أم الحارث بنت قسامة بن حنظلة .
فأولاده أحد عشر ، وذكر له أيضا ابنان ولم يثبت ذلك : عثمان وصالح ، ولم يذكر أنه استولد أمة .
فزوجاته: خولة وحمنة وأم أبان وأم كلثوم ، وسعدى بنت عوف ، وأم الحارث يكون له ست زوجات لأنه يتزوج ويطلق .
كان قتله سنة ستة وثلاثين يوم الجمل ، وعمره اثنتان وستين .
ذكروا أنه لما حضر يوم الجمل اجتمع به علي فوعظه ، فرجع ، فجاءه سهم رمى به مروان بن الحكم ، فوقع في ركبته وكان به حتفه ، فلما علم بذلك علي حزن وتأسف على قتله ، ولكن هكذا.