6 Feb 2015
بسم اللّه الرّحمن الرّحيم
مقدمة
بقلم معالي الشيخ:
صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ
وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد
المشرف العام على المجمع
الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله وسلّم على عبده ورسوله محمّدٍ خاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فالفقه في الدين،
والبصر بأحكام الشرع؛ من أجلّ المقاصد وأمثل الغايات، وما دعوة الشارع في
كثرةٍ كاثرة من نصوصه الثابتة إلى تطلّب الفقه والتّمهّر به دراية وتدبراً،
إلا خير عنوان على ما لهذا المطلب من شأنٍ في دين الله .. وكفيك من هذا
أنه جعل من إرادة الخير بالعبد تفقّهه في دين ربه، فقال صلّى اللّه عليه
وسلّم: "من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين".
إنه ليس يستوي
عبدٌ أعشاه الجهل وأضله الهوى عن أن يبلغ غايته، فهو يتخبط في طريقه، لا
يكاد يتهدّى؛ مع عبد قد استنارت بصيرته، فهو يعبد ربه على هدى منه ونور،
ومن هنا كان قوله سبحانه:{قل هل يستوي الّذين يعلمون والّذين لا يعلمون}.
لقد حملت دعوة
الناس إلى عبادة الله على نورٍ منه وبهدي من وحيه حكومة هذه البلاد
المباركة ولا غرو فهي بلاد الحرمين الشريفين على أن توافرت على نشر علوم
الكتاب والسنة، ما استطاعت وبما وسعها من قدرة، فرفعت بما قامت به عن الناس
جهلاً كثيراً، ودفعت به ما الكتاب والسنة منه براء. ومن ذلك جهود استوت
على سوقها بتوجيهات كريمة من لدن ولي أمر هذه البلاد خادم الحرمين
الشريفين، وفّقه الله لكل خير؛ كان من أظهرها مشروع وزارة الشؤون الإسلامية
والأوقاف والدعوة والإرشاد، ممثلةً في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف
الشريف؛ لنشر الكتب الميسّرة لعلوم الشريعة، وبذلها للناس أين وجدوا؛
ليتعلموا دينهم بأسلوب سهل ميسّر في ضوء الكتاب والسنة، وما فقهه منهما
السلف الصالح من هذه الأمة، فنشر المجمع من هذه الكتب على خطة اختطّها
كتاب:
"أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة"
وكتاب:
"الذكر والدعاء في ضوء الكتاب والسنة"
وها هو اليوم ينهض بنشر كتاب جديد هو:
"الفقه الميسر في ضوء الكتاب والسنة"
وهو يشتمل على
الأحكام الفقهية في العبادات والمعاملات مقرونةً بأدلتها الشرعية من الكتاب
الكريم والصحيح من السنة النبوية. وكل ذلك في بيان قريب المأخذ، داني
المنال، ينأى عن تعقيد وتطويل، لا طاقة لكثير من المسلمين على حلّه
والإفادة منه، ووجازة تيسر للناس فهم أحكام الدين، دونما إخلال أو إضرار
بالمادة العلمية المنتقاة.
ثم إن المجمع
طلبًا للإتقان كما هو شأنه في كل ما ينشره وكل أمر إعداد هذا الكتاب إلى
نخبة مباركة من الأساتذة أهل الاختصاص في العلم الشرعي، ولا سيما الفقه، ثم
عرضه بعد إنجازه على لجنة استشارية متخصصة لمراجعته حتى تستدرك ما عساه قد
ندّ أو غمض .. فجاء بحمد الله بمحاسن جمة منها:
1 - التحرّي البالغ في صحة ما تبنى عليه الأحكام الفقهية من أحاديث وآثار في كل مسألة.
2 - شموله واستيعابه لجميع أبواب الفقه ومسائله التي ليس للمسلم غنى عنها.
3 - وضوح عبارته، ويسر أسلوبه؛ لينتفع به طلبة العلم فمن دونهم من عامة المسلمين.
4 - دقة تقسيماته، وسهولة الاستفادة من موضوعاته؛ وذلك بجعلها تحت عنوانات تدل عليها، وتعين على فهمها.
5 - تضمنه التنبيه على جملة من المخالفات الشرعية التي ربما وقع فيها كثيرٌ من المسلمين، إمّا جهلاً أو تقليداً.
هذا وأسأل الله سبحانه أن يجعله عملاً خالصاً لوجهه الكريم، وأن يبلغ بنفعه، حتى يكون معيناً لعباده على التفقّه في دينهم.
ويطيب لي في خاتمة
الكلام أن أشكر للأساتذة الأفاضل جهدهم الذي عانوه في إعداد هذا الكتاب،
سائلاً المولى أن يجعل ما تكبّدوه رفدًا لهم يوم يلقونه.
والشكر مكرورٌ للأمانة العامة لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، وللإخوة العاملين في الشؤون العلمية.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين). [مقدمة الفقه الميسر: 3-5]
مقدمة الأمانة العامة للمجمع
الحمد لله الذي
أكمل لنا الدين، وأتمّ علينا النعمة، وجعل أمة الإسلام خير أمة، وبعث فيها
رسولاً أميناً يتلو عليها آيات ربه، ويزكيها، ويعلمها الكتاب والحكمة، صلى
الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً، أما بعد:
فإن معرفة رب
العالمين وعبادته على نور وهدى وبصيرة هو أساس الحياة، والمطلب الأعلى
للنجاة، ولا يتأتّى ذلك للعبد إلا بالفقه في الدين؛ لذا حث عليه الشرع
المطهر ورغب فيه، فقال صلّى اللّه عليه وسلّم : (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين)،
فقد رتب صلّى اللّه عليه وسلّم في هذا الحديث الخير كله على معرفة أحكام
الدين، وفهمها الفهم الصحيح الذي يحصل به العلم النافع، المؤدي إلى العمل
الصالح. لذا كان لزاماً على كل مسلم أن يتفقه في دينه؛ كي يعبد ربه على علم
وبصيرة؛ معتصماً في ذلك بكتاب الله الكريم، وبسنة سيد المرسلين صلّى اللّه
عليه وسلّم حتى يصلح عمله، ويستقيم أمره، لقوله صلّى اللّه عليه وسلّم : (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو ردٌّ).
ومجمع الملك فهد
لطباعة المصحف الشريف، الذي يعتني بكتاب الله الكريم، تفسيراً له، وشرحاً،
وترجمةً لمعانيه إلى لغات العالم المختلفة، وطباعته بالصورة التي تليق
بمكانته؛ -لأنه أساس السعادة الحقيقية في الدنيا والآخرة، لمن تمسك به،
وعمل بما جاء فيه- يسعى أيضاً إلى إيصال سائر علوم الشريعة المطهرة إلى كل
مسلم في أنحاء المعمورة، وذلك بإعداد الكتب العلمية النافعة التي يستفيد
منها المسلم في عقيدته، وعبادته، ومعاملاته، بأسلوب سهل، يكون فيها تبصرة
للمتعلم، وهداية للمسلم، وتذكرة للعالم، لاحتوائها مع اختصارها على جلّ ما
يحتاج إليه المسلم من أحكام الدين وآداب الشرع المطهر، مع ذكر الدليل من
الكتاب والسنة، لأنها كتب موجهة لعموم المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها
وشمالها وجنوبها، وجميعهم حريصون على العمل بكتاب الله وسنة رسوله صلّى
اللّه عليه وسلّم .
وسبق للمجمع إخراج
كتاب (أصول الإيمان في ضوء الكتاب والسنة)، وفي هذا الإطار نفسه. وضمن هذه
السلسلة المباركة يسرّ أمانة المجمع أن تقدم هذا الكتاب المختصر في الفقه،
المشتمل على أنواع العبادات والمعاملات التي يحتاج المسلم إلى معرفة
أحكامها؛ والتي لا غنى له عنها في سيره إلى الله والدار الآخرة.
وهذا المختصر في
"الفقه الميسر" الذي نقدمه لإخواننا المسلمين في كل مكان، بأسلوبه السهل،
استمدت مسائله من كتاب الله الكريم، وسنة رسوله الأمين صلّى اللّه عليه
وسلّم. ولما كان القصد منه في المقام الأول إفادة عامة الناس من غير
المتخصصين في العلوم الشرعية والدارسين لها، حرصنا على أن يكون بعيداً عن
التطويل والتفريع وذكر الخلاف؛ إذ إن ذلك محله الدراسات الأكاديمية في
الجامعات وكتب الفقه المطولة، ومن هنا حرص في إعداده على أن يكون واضح
العبارة، سهل التناول، يستفيد منه العامة والخاصة في عباداتهم ومعاملاتهم.
وبهذه المناسبة
نتقدم بالشكر الجزيل للذين أسهموا في إعداد هذا الكتاب من الأساتذة
المتخصصين في الفقه، وهم: الأستاذ الدكتور عبد العزيز مبروك الأحمدي،
والاستاذ الدكتور فيحان بن شالي المطيري، والأستاذ الدكتور عبد الكريم بن
صنيتان العمري، والأستاذ الدكتور عبد الله بن فهد الشريف الهجاري، على ما
بذلوه من جهد في الإعداد. كما أن للدكتور عبد العزيز مبروك جهداً طيباً في
توثيق النصوص، وتخريج الأحاديث الواردة في الكتاب كله.
كما نشكر اللذين
قاما بمراجعته وصياغته من الشؤون العلمية، وهما: الأستاذ الدكتور علي بن
محمد ناصر فقيهي، والدكتور جمال بن محمد السيد.
وإنا لنرجو الله
سبحانه أن يجعله عملاً خالصاً لوجهه الكريم، وأن ينفع به جميع المسلمين،
وأن يجعله في موازين الحسنات، في يوم لا ينفع فيه مال ولا بنون، إلا من أتى
الله بقلب سليم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
الأمانة العامة
لمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف). [مقدمة الفقه الميسر: 7-9]