الدروس
course cover
المجاز المركب
10 Nov 2008
10 Nov 2008

7699

0

0

course cover
دروس البلاغة

القسم الرابع

المجاز المركب
10 Nov 2008
10 Nov 2008

10 Nov 2008

7699

0

0


0

0

0

0

0

المجاز المركب


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (الْمَجازُ المركَّبُ
المركَّبُ إن استُعْمِلَ في غيرِ ما وُضِعَ لهُ فإنْ كانَ لعَلاقةٍ غيرِ المشابَهَةِ سُمِّيَ مَجَازًا مرَكَّبًا، كالجُمَلِ الخبَريَّةِ إذا اسْتُعْمِلَتْ في الإنشاءِ، نحوُ قولِه:

هَوايَ معَ الرَّكْبِ اليَمَانِينَ مُصْعَدٌ ..... جَنِيبٌ وجُثْمانِي بِمَكَّةَ مُوثَقُ

فليسَ الغرَضُ منْ هذا البيتِ الإخبارَ، بلْ إظهارَ التحزُّنِ والتحَسُّرِ.
وإنْ كانت علاقتُه المشابَهةَ سُمِّيَ استعارةً تَمثيليَّةً، كما يُقالُ للْمُتردِّدِ في أمْرٍ: (أراكَ تُقَدِّمُ رِجْلًا، وتُؤخِّرُ أُخْرَى).

هيئة الإشراف

#2

13 Nov 2008

الحواشي النقية للشيخ: محمد علي بن حسين المالكي


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): ( (المَجازُ المركَّـبُ)(1)
المركَّبُ أن يُستَعْمَلَ في غيرِ ما وُضِعَ له لعَلاقةِ غيرِ المشابَهةِ، سُمِّيَ مجازًا مركَّبًا كالجُمَلِ الخبريَّةِ إذا استُعْمِلَتْ في الإنْشاءِ، نحوُ قولِه:

هَوايَ مع الركْبِ اليَمَانِينَ مُصعِدَا ..... جَنيبٍ وجُثْمَاني بمكَّةَ مُوثَقُ

فليسَ الغرَضُ من هذا البيتِ الإخبارَ، بل إظهارَ التحزُّنِ والتحَصُّرِ. وإن كانت عَلاقتُه المشابَهةَ (2) سُمِّيَ استعارةً تَمثيليَّةً(3)، كما يُقالُ للمتردِّدِ في أمْرٍ: أَراكَ تُقدِّمُ رِجْلاً وتُؤَخِّرُ أُخْرَى(4).
___________________
قال الشيخ محمد علي بن حسين بن إبراهيم المالكي (ت: 1368هـ): ((1) قولُه: (المجازُ المركَّبُ) هو بقِسمَيْه من المجازِ اللغويِّ.
(2) قولُه: (وإنْ كانتْ عَلاقتُه المشابَهةَ إلخ)، اعلَمْ أنَّه متى تَحقَّقَتْ في المجازِ المركَّبِ عَلاقةُ المشابَهةِ، ولو تَحقَّقَ معها غيرُها، لا يصِحُّ العدولُ عنها إلى غيرِها؛ لأنَّها عَلاقةُ التمثيليَّةِ، والتمثيليَّةُ هي مَحطُّ رِكابِ البُلغاءِ ومَطمَحُ نظرِهم فلا يَلتفِتُونَ معها لغيرِها، ألا تَرَى أنَّ قولَهم: إنِّي أراكَ تُقَدِّمُ رِجْلاً وتُؤَخِّرُ أُخْرى، قد تَحقَّقَ فيه عَلاقةُ المشابَهةِ كما تَحقَّقَ فيه عَلاقةُ الملزوميَّةِ؛ إذ تقديمُ الرجْلِ وتأخيرُها يَستلزِمُ التردُّدَ، ومع ذلكَ لم يقولوا إنَّ المعتَبَرَ منهما ما لَحِظَهُ المتكلِّمُ كما قالوا ذلكَ في المَجازِ المفرَدِ إذا تحقَّقتْ فيه عَلاقَتَا المشابَهةِ وغيرِها، كما في نحوِ: رأيتُ أسدًا يُرْمَى، بل إنَّما قالوا إنَّه استعارةٌ تمثيليَّةٌ فقط، فافْهَمْ.
(3) قولُه: (سُمِّيَ استعارةً تمثيليَّةً)، ذهَبَ بعضُ البيانيِّينَ إلى أنَّها لا تكونُ إلاَّ أصليَّةً بِناءً على أن تركيبَ لفظِها من متعدِّدٍ ولو تقديرًا شرطٌ. ومعنى المركَّبِ لا يكونُ إلاَّ مُستقلاّ، وكلُّ استعارةٍ جَرَتْ في المستَقِلِّ أصليَّةٌ. وذهَبَ بعضٌ آخَرُ إلى أنَّها تارةً تكونُ أصليَّةً، وتارةً تكونُ تبعيَّةً، بِناءً على أنَّه لا يُشترَطُ في لفظِها التركيبُ من متعدِّدٍ، بل الشرطُ دَلالتُه على هيئةٍ منتزَعةٍ من متعدِّدٍ، فيُجعَلُ نحوُ (في) من قولِه تعالى: {لأُصَلِّبَنَّكُمْ في جُذُوعِ النَّخْلِ} استعـارةً تمثيليَّةً، بتشبيهِ هيئةِ الاستعلاءِ المركَّبَةِ من المستعلِي والمستعلَى عليه بهيئةِ الظرفيَّةِ المركَّبةِ من ظرْفٍ ومظروفٍ بجامعِ مُطلَقِ التمكُّنِ في كلٍّ إلخ، فتكونُ استعارةً في الحرفِ، وكلُّ استعارةٍ في الحرفِ تبعيَّةٌ، فافْهَمْ.
(4) قولُه: (أَراكَ تُقَدِّمُ رِجْلاً وتُؤَخِّرُ أُخْرى)، أي: وتُؤخِّرُ تلكَ الرجْلَ تارةً أخرى، ويُقالُ في إجراءِ الاستعارةِ: شبَّهْنَا صورةَ تَردُّدِه في هذا الأمرِ بصورةِ تَردُّدِ مَن قامَ ليَذهَبَ، فتارةً يُريدُ الذهابَ فيُقدِّمُ رِجْلاً، وتارةً لا يُريدُه فيُؤخِّرُ تلكَ الرجْلَ مرَّةً أخرى، بجامعِ مُطلَقِ التردُّدِ في كلٍّ، ثمَّ استعرْنَا اللفظَ الدالَّ على صورةِ المشبَّه به لصورةِ المُشبَّهِ. والأمثالُ السائرةُ كلُّها من قبيلِ الاستعارةِ التمثيليَّةِ، مثلَ: الصيفُ ضيَّعْت اللبنَ، وأَحَشَفًا، وسُوءَ كيلٍ؛ ولذا قالوا: الأمثالُ لا تُغَيَّرُ، وذلكَ أنَّ لفظَ المستعارِ في كلِّ استعارةٍ يُستعمَلُ في معناهُ المجازيِّ على حالتِه عندَ استعمالِه في معناهُ الأصليِّ، ولا يَجوزُ تغييرُه بوجهٍ، فتنَبَّهْ).

هيئة الإشراف

#3

16 Nov 2008

دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (الْمَجازُ المركَّبُ
المركَّبُ إن استُعْمِلَ في غيرِ ما وُضِعَ لهُ فإنْ كانَ لعَلاقةٍ غيرِ المشابَهَةِ سُمِّيَ مَجَازًا مرَكَّبًا، كالجُمَلِ الخبَريَّةِ إذا اسْتُعْمِلَتْ في الإنشاءِ، نحوُ قولِه:

هَوايَ معَ الرَّكْبِ اليَمَانِينَ مُصْعَدٌ ..... جَنِيبٌ وجُثْمانِي بِمَكَّةَ مُوثَقُ

فليسَ الغرَضُ منْ هذا البيتِ الإخبارَ، بلْ إظهارَ التحزُّنِ والتحَسُّرِ.

وإنْ كانت علاقتُه المشابَهةَ سُمِّيَ استعارةً تَمثيليَّةً، كما يُقالُ للْمُتردِّدِ في أمْرٍ: (أراكَ تُقَدِّمُ رِجْلاً، وتُؤخِّرُ أُخْرَى) ).

هيئة الإشراف

#4

3 Dec 2008

حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (المَجازُ المركَّبُ(1)
المركَّبُ إن اسْتُعْمِلَ في غيرِ ما وُضِعَ له لعَلاقةٍ غيرِ المُشابَهةِ سُمِّيَ مَجازاً(2) مركَّباً(3) كالجُمَلِ الخبريَّةِ إذا اسْتُعْمِلَتْ في الإنشاءِ(4)، نحوُ قولِه(5):

هَوايَ(6) مع الرَّكْبِ اليمانِينَ مُصْعِدُ(7) ..... جَنيبٌ وجُثْمَانِي بمكَّةَ مُوثَقُ(8)

فليس الغرَضُ من هذا البيتِ الإخبارَ(9), بل إظهارَ التحزُّنِ والتحسُّرِ (10)

وإن كانت علاقتُه المُشابَهةَ(11) سُمِّيَ(12) استعارةً تَمثيليَّةً(13)، كما يُقالُ(14) للمُتردِّدِ في أمْرٍ(15): إني أراك تُقَدِّمُ رِجْلاً(16) وتُؤخِّرُ(17) أُخرى(18) ).

___________________________

قال الشيخ علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي (ت: 1410هـ): ((1) (المَجازُ المركَّبُ)

هو الكلامُ المركَّبُ المستعمَلُ في غيرِ المعنى الذي وُضِعَ له مع قرينةٍ مانِعةٍ عن إرادةِ معناه الأصليِّ, ويَنقسمُ كالمَجازِ المُفرَدِ إلى قسمين؛ مَجازٌ مرسَلٌ مركَّبٌ واستعارةٌ تمثيليَّةٌ قالَ:

(2) (المركَّبُ إن استُعمِلَ في غيرِ ما وُضِعَ له لعَلاقةٍ غيرِ المشابَهةِ سُمِّيَ مَجازاً) مرسَلاً لإرسالِ عَلاقتِه عن التقييدِ بالمشابَهةِ.

(3) (مركَّباً) لجريانِه في المركَّبِ خلافَ المُفرَدِ ويَنْحَصِرُ في موضعين أشارَ إلى الأوَّلِ بقولِه:

(4) (كالجُمَلِ الخبريَّةِ إذا استُعْمِلَتْ في الإنشاءِ) لأغراضٍ, منها التحسُّرُ وإظهارُ التأسُّفِ.

(5) (نحوُ قولِه) أي: قولِ جعفرِ بنِ عُلْبةَ الحارثيِّ.

(6) (هَوايَ) أي: مَهْوُيِّي ومَحْبوبي.

(7) (مع الركْبِ اليمانِين مُصْعِدُ) أي: مُبْعِدُ.

(8) ( جَنيبٌ وجُثْماني بمكَّةَ مُوثَقُ) أي: مُقيَّدُ.

(9) (فليس الغرضُ من هذا البيتِ الإخبارَ) أي: بكونِ هواه أي: محبوبِه: مُصْعِداً.

(10) (بل إظهارَ التحزُّنِ والتحَسُّرِ) على ما آلَ إليه أمْرُه من مفارَقةِ المحبوبِ اللازمِ ذلك للإخبارِ بها؛ لأن الإخبارَ بوقوعِ شيءٍ مكروهٍ يَلْزَمُه إظهارُ التحسُّرِ والتحزُّنِ فالعَلاقةُ اللازميَّةُ ومنها إظهارُ الضعْفِ نحوُ قولِ الشاعرِ:

ربِّ إني لا أستطيعُ اصطِباراً ..... فاعْفُ عني يا مَن يُقيلُ العِثارَا

ومنها إظهارُ السرورِ نحوُ كُتِبَ اسمي بينَ الناجحين، ومنها الدعاءُ نحوُ: تَمِّمِ اللهُ مقاصِدَنا, والموضِعُ الثاني: الْجُمَلُ الإنشائيَّةُ إذا استُعمِلَتْ في معانٍ أُخَرَ نحوُ قولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: (مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ) إذ المرادُ يَتبوَّأُ والعَلاقةُ في هذا السببيَّةُ؛ لأن إنشاءَ المتكلِّمِ العبارةَ سببٌ لإخبارِه بما تَضمنَّهُ فظاهرُه أمرٌ ومعناه خبرٌ.

(11) (وإن كانت علاقتُه المشابَهةَ) أي: بينَ صورتين مُنْتَزَعَتيْنِ من أمرين أو أمورٍ.

(12) (سُمِّيَ) أي: اللفظُ المركَّبُ المستعمَلُ في الصورةِ المُشبَّهةِ بعدَ ادِّعاءِ أنها من جنسِ الصورةِ المُشبَّهِ بها.

(13) (استعارةً تمثيليَّةً) أما: كونُه استعارةً؛ فلأنه استُعِيرَ الدالُّ على الصورةِ المُشبَّهِ بها للصورةِ المُشبَّهةِ، وأما كونُ هذه الاستعارةِ تمثيليَّةً فإشارةٌ إلى عِظَمِ شأنِها كأنَّ غيرَها ليس فيه تمثيلٌ أصْلاً مع أنَّ التمثيلَ بمعنى التشبيهِ عامٌّ في كلِّ استعارةٍ.

(14) (كما يُقالُ) أي: كالقولِ الذي يُقالُ.

(15) (للمتردِّدِ في أمْرٍ) أي: في فعلِه وعدَمِ فعلِه بأن يَتَوجَّهَ إليه بالعزْمِ تارةً ويَتوجَّهَ للإحجامِ عنه بالعزْمِ تارةً أخرى.

(16) (إنِّي أراك تُقدِّمُ رِجْلاً) مَرَّةً.

(17) (وتؤخِّرُ) تلك الرِّجْلَ المتقدَّمةَ مَرَّةً.

(18) (أخرى ) فإنََّ هذا القولَ حيث استُعمِلَ في التردُّدِ فهو استعارةٌ تمثيليَّةٌ يُقالُ في إجرائِها: شُبِّهتْ هيئةُ من يَتردَّدُ في أمرٍ بينَ أن يَفعلَه, وأن لا يَفعلَه بهيئةِ مَن يَتردَّدُ في الذِّهابِ أو في الدخولِ, فتارةً يُقدِّمُ رجلَه, وتارةً يؤخِّرُها بجامعِ الْحَيْرةِ في كلٍّ, أي: كونِ كلٍّ منهما له مُطلَقُ إقدامٍ بالانبعاثِ لأمْرٍ تارةً, والإحجامِ عن ذلك الأمرِ بذلك الانبعاثِ تارةً أخرى, ثم استُعيرَ اللفظُ الدالُّ على الهيئةِ المُشبَّهِ بها للهيئةِ المُشبَّهةِ على سبيلِ الاستعارةِ التمثيليَّةِ, هذا وإذا فَشَتْ وشاعَتْ وكَثُرَ استعمالُها أعني: استُعمِلَتْ كثيراً في مثل ما استَعْمَلَها الناقلُ الأوَّلُ سُمِّيَتْ مَثلاً, ولا يُغَيَّرُ مطلَقاً بحيثُ يُخاطَبُ به المُفرَدُ والمذكَّرُ, وفروعُهما بلفظٍ واحدٍ من غيرِ تغييرٍ؛ لأن المستعارَ في كلِّ استعارةٍ مستعمَلٌ في معناه المَجازيِّ على حالتِه عندَ استعمالِه في معناه الحقيقيِّ, ولا يَجوزُ تغييرُه بوجهٍ, وذلك نحوُ: الصيفَ ضيَّعْتِ اللبنَ فإنَّ أصلَ مَوْرِدِه أنَّ لدختوسَ بنتَ لَقِيطِ بنِ زُرارةَ تَزوَّجَتْ شيخاً كبيراً, وهو عمرُو بنُ عمرِو بنِ عُدَسٍ, فطلَبَتْ منه الطلاقَ في زمَنِ الصيفِ لضعفِه, فطلَّقَها ثم تَزوَّجَتْ بشابٍّ فقيرٍ, وهو عمرُ بنُ زُرارةَ, وأصابَها جَدْبٌ في زمنِ الشتاءِ فطلَبَتْ من الشيخِ الذي طلَّقَها شيئاً من اللبنِ فقالَ لها ذلك القولَ, ثم نَقَلَه الناقلُ الأوَّلُ لِمَضْرِبٍ, وهو قضيَّةٌ تَضمَّنَتْ طلَبَ الشيءِ بعدَ تضييعِه والتفريطِ فيه، ثم فَشَا استعمالُه في مثلِ تلك القضيَّةِ مما طُلِبَ فيه الشيءُ بعدَ التسبُّبِ في ضياعِه والتفريطِ في تحصيلِه في زمَنٍ آخَرَ من غيرِ تغييرٍ له في حالةِ الْمَضْرِبِ عن هيئتِه في حالةِ الْمَوْرِدِ. وإجراءُ الاستعارةِ فيه أن يُقالَ: شُبِّهَتْ هيئةُ من فَرَّطَ في أمْرٍ زمَنَ إمكانِ تحصيلِه بهيئةِ المرأةِ التي طُلِّقَتْ من الشيخِ اللابنِ, ورَجَعتْ إليه تَطلُبُ منه اللبنَ زَمنَ الشتاءِ بجامعِ التفريطِ في كلٍّ, واستُعِيرَ اللفظُ الدالُّ على المُشبَّهِ به, وهو القولُ المذكورُ للمشبَّهِ على سبيلِ الاستعارةِ التمثيليَّةِ).

هيئة الإشراف

#5

5 Dec 2008

شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري


قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (الْمَجَازُ الْمُرَكَّبُ
قالَ في الحاشيةِ: الْمَجَازُ المرَكَّبُ بقِسْمَيْهِ من الْمَجَازِ اللُّغَوِيِّ، انتهى .
والمرادُ بكونِ الْمَجَازِ لُغَويًّا ثبوتُ الْمَجَازيَّةِ لهُ باعتبارِ الدَّلالةِ الوضعيَّةِ ؛ لأنَّ لهُ بهذا الاعتبارِ نِسبةً إلى اللغةِ، واحْتَرَزَ بهِ عن الْمَجَازِ العقليِّ ؛ لأنَّ ثبوتَ الْمَجَازيَّةِ لهُ باعتبارِ الإسنادِ الذي هوَ أمْرٌ عقْلِيٌّ كما سيَجِيءُ .
اللفظُ الْمُرَكَّبُ إن استُعْمِلَ في غيرِ ما وُضِعَ لهُ فلا بُدَّ أنْ يكونَ ذلكَ لعَلاقةٍ، فإنْ كانَ لعَلاقةٍ غيرِ المشابَهَةِ سُمِّيَ مَجازًا مُرَكَّبًا، هكذا في النسخةِ الموجودةِ عندَنا،والظاهِرُ أنَّهُ سُمِّيَ مَجازًا مُرَكَّبًا مُرْسَلًا لِجَرَيَانِ قاعدةِ الْمَجَازِ الْمُرسَلِ فيه.وتفصيلُ الْمَقامِ أنَّ هذا القِسمَ مِمَّا لم يَتَعَرَّضْ لهُ الجمهورُ،وخَصُّوا الْمَجَازَ المرَكَّبَ بالقِسْمِ الثانِي، فلمْ يَتَأَتَّ منهم تَسْمِيَةُ هذا القِسْمِ أَصْلًا لا بالْمَجَازِ المرَكَّبِ،ولا بالْمَجَازِ المرَكَّبِ الْمُرْسَلِ.ولَمَّا حَقَّقَ المحقِّقونَ أنَّ إهمالَ هذا القِسمِ معَ صِحَّةِ جَرَيانِ قاعِدَتَي الْمَجَازَيْنِ في الْمُرَكَّبِ ممَّا ليسَ لهُ وجهٌ، تَعَرَّضُوا بهذا القِسْم أيضًاوسَمَّوْهُ بالْمَجَازِ المرَكَّبِ الْمُرْسَلِ، أوْ بالْمَجَازِ الْمُرْسَلِ التركيبيِّ،ولم يَظْهَرْ لنا منْ كلامِ أحدٍ تسميةُ هذا القِسمِ باسمِ العامِّ، أيْ بالْمَجَازِ الْمُرَكَّبِ فقَطْ.ولعلَّ الْمُصَنِّفَ اطَّلَعَ على ذلكَ، أوْ سَقَطَ من الكاتبِ لفظُ الْمُرْسَلِ بعدَ قولِه: ( سُمِّيَ مَجازًا مُرَكَّبًا )، واللَّهُ سبحانَه أَعْلَمُ .
كالجُمَلِ الخبريَّةِ إذا اسْتُعْمِلَتْ في الإنشاءِ، نحوَ قولِه:

هَوَايَ معَ الرَّكْبِ اليَمَانِينَ مُصْعِدٌ ..... جَنِيبٌ وجُثْمَانِي بِمَكَّةَ مُوثَقُ

قدْ مَرَّ شرْحُ هذا الشعْرِ في بحْثِ الْمُضافِ إلى الْمَعْرِفةِ، فليسَ الغَرَضُ منْ هذا البيتِ الإخبارَ، بلْ إنشاءَ التأسُّفِ وإظهارَ التحَزُّنِ والتَحَسُّرِ على مُفَارَقَةِ المحبوبِ اللازمِ للإخبارِ بها، فوَقَعَ استعمالُ هذا الإخبارِ في غيرِ الموضوعِ لهُ لعَلاقةِ اللزومِ لا لعَلاقةِ المشابَهَةِ، فصارَ مَجازًا مرَكَّبًا مُرْسَلًا .

وإنْ كانت عَلاقتُه المشابَهَةَ، سُمِّيَ استعارةً تَمْثيليَّةً، أمَّا التسميةُ بالاستعارةِ فظَاهِرَةٌ،وأمَّا النِّسبةُ إلى التمثيلِ؛ فلأنَّ التشبيهَ الذي يُبْتَنَى عليهِ هذا القِسمُ من الْمَجَازِ الْمُرَكَّبِ لا يكونُ إلَّا تمثيلًا،وهوَ ما يكونُ وجْهُه مُنْتَزَعًا منْ مُتَعَدِّدٍ كما مَرَّ في بحثِ التشبيهِ، كما يُقالُ للْمُتَرَدِّدِ في أمْرٍ: ( أَراكَ تُقَدِّمُ رِجْلًا وَتُؤَخِّرُ أُخْرَى )، فَشَبَّهَ الصورةَ العقليَّةَ الحاصلةَ منْ تَرَدُّدِه في هذا الأمْرِ بالصورةِ الْحَيَّةِ الحاصلةِ منْ تَرَدُّدِ مَنْ قامَ ليَذْهَبَ، فيُقَدِّمُ رِجْلًا تارةً لإرادةِ الذَّهابِ، ويُؤَخِّرُ أخرى لعَدَمِ إرادتِه،ووجْهُ الشبَهِ بينَ الصورةِ المُشَبَّهةِ والصورةِ المُشَبَّهةِ بها ما يُعْقَلُ من الهيئةِ التي هيَ كونُ كلِّ واحدٍ منهما مُتَّصِفًا بِمُطْلَقِ الإقدامِ على أمْرٍ مَرَّةً، والكفِّ عنهُ أُخْرَى، ثمَّ لَمَّا اعْتُبِرَ التشبيهُ بينَ الصورتينِ في هذا الوجهِ استُعِيرَ الكلامُ الموضوعُ للصورةِ الثانيةِ المُشَبَّهِ بها للصورةِ الأُولى المُشَبَّهةِ ؛ مبالَغةً في التشبيهِ لهُ وادِّعاءً لدخولِ الصورةِ العقليَّةِ في جِنسِ الصورةِ الْحِسِّيَّةِ. ومثلُ هذا الكلامِ في كونِه استعارةً تَمثيليَّةٍ سائرُ الأمثالِ السائرةِ؛ لأنَّها ليستْ إلَّا الْمَجَازاتِ الْمُرَكَّبَةِ الفاشِيَةِ الاستعمالِ التي تُسْتَعْمَلُ على حَسَبِ الاستعارةِ التمثيليَّةِ.وهذا تفصيلٌ لما وَقَعَ في الحاشيةِ حيثُ قالَ: ( ويُقالُ في إجراءِ الاستعارةِ شَبَّهْنَا .... إلخ ) ).

هيئة الإشراف

#6

8 Jan 2009

شرح دروس البلاغة للشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)


قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: (ثم بعد هذا المجاز المركب.
قال: إن استعمل،المركب إن استعمل في غير ما وضع له لعلاقة غير المشابهة سمي مجازاً مركباً، أي: أن الأسلوب نخن كنا نتكلم في المجاز الذي هو مفرد،كلمة واحدة, الغائط, المجلس, ونحو ذلك, الرقبة.
هذا المجاز الماضي المجاز المرسل مجاز في كلمة مفردة، فيسمى المجاز المرسل المفرد، عكسه المجاز المركب، وهو في الأسلوب، إذا استُعمل الأسلوب أو التركيب في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة فيسمى أيضاً مجازاً, يسمى مجازاً مركباً، كالجمل الخبرية إذا استُعملت في الإنشاء، وذلك مثل قول الشاعر،وهو جعفر بن علبة الكلابي:

هواي مع الركب اليمانين مصعد ..... جنيب وجثماني بمكة موثق.

‘‘هواي مع الركب اليمانين مصعد‘‘ فإنه لا يقصد بهذا التركيب الإخبار، بل يقصد بذلك إظهار الحزن، ولا يقصد أن يخبرها بما حصل، وهو يقول في القصة بكاملها:

هواي مع الركب اليمانين مصعد ..... جنيب وجثمـاني بمكة موثق

عجبت لمسراها وأنى تخلـصت ..... إلي وبـاب السجن دوني مغلق

ألمت فحيت ثم قامت فودعـت ..... فلما تولت كادت النفس تزهق

فلا تحسبي أني تخشعت بعـدكم ..... لشيء ولا أني من الموت أفرق

ولا أن نفسي يشتهيها وعيدهـم ..... ولا أنني بالمشي بالقيد أخـرق

ولكن اعترتني من هواك ضمانة ..... كما كنت ألقى منك إذ أنا مطلق.

فهنا لا يقصد بهذا الخبر, وإنما يقصد به الإنشاء والتوجع، فأتى به بأسلوب الخبر، ونظير هذا قول الشاعر:

ولقد أمرُّ على اللئيم يسبني ..... فمضيت ثم أقول لا يعنيني.

فمضيت, لقد أمر على اللئيم يسبني معناه: كثيراً ما يحصل مني ذلك، فمضيت معناه: فأمضى، فاستعمل هنا لفظ الماضي وقُصد به الاستمرار، الاستمرار، فمضيت ثم أقول لا يعنيني .

حيران ممتلئاً عليَّ إهابه ..... إني وربك سخطه يرضيني

ومن نظير هذا قول الله تعالى: {أتى أمر الله فلا تستعجلوه} فهذا الأسلوب لا يقصد به أن القيامة قد قامت، وهو في الأصل للماضي، لكن يقصد به تحقيق ما هو واقع في المستقبل، {أتى أمر الله}معناه: هو آت لا محالة، فكأنه قد أتى، فهذا المجاز، {أزفت الآزفة} ليس معنى ذلك: أنها قد قامت بالفعل، لكن معناه: أنها قطعاً قائمة لا محالة، ونظير هذا قول الله تعالى: {والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة}.

فظاهر هذا الأسلوب أنه خبر فقط، لكن معناه: الطلب، الوالدات يرضعن أولادهن،معناه: ليرضع الوالدات أولادهن، وكذلك قولك: رحم الله زيداً، ظاهر هذا الأسلوب أنه خبر عن الماضي، ولكن الواقع أنه إنشاء ودعاء، رحم الله زيداً معناه: أسأل الله أن يرحمه في المستقبل، وليس خبراً أنه قد رحمه في الماضي، فأنت لا تدري، فإذن هذا النوع من المجاز يسمى المجاز المركب؛ لأنه في أسلوب بكامله، في جملتة.

وإن كانت علاقته المشابهة سمي استعارة تمثيلية كما سبق، كما يقال للمتردد في أمر: أراك تقدم رجلا,ً وتؤخر أخرى، فهو لم يقدم رجلاً ولم يؤخر أخرى، فهذا الأسلوب إنما يطلق على الأمر الحقيقي، لكن يراد به استعارة عن معنى آخر، وهو أنه كالذي يقدم رجلاً ويؤخر أخرى في التردد، فهذا استعارة تمثيلية في أسلوب، وليست في كلمة واحدة).

هيئة الإشراف

#7

2 Aug 2017

شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)


القارئ: ( المجاز المركب : المركب إن استعمل في غير ما وضع له فإن كان لعلاقة غير مشابهة سمي مجازاً مركباً كالجمل الخبرية إذا استعملت في الإنشاء نحو قوله :
هـواي مع الركـب اليـمانيــين مصعد جنيب وجثماني بمكة موثق
فليس الغرض من هذا البيت الإخبار بل إظهار التحزن والتحسر).

قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (المجاز المركب هو لون من المجاز نظر فيه إلى الألفاظ التي استعملت في غير ما وضعت له . فإن كانت كلمة واحدة فتكون استعارة، تكون مجازاً مرسلاً ، فإن كانت جملة ففي هذه الحالة يقولون: أنها مجاز مركب، مجاز مركب باعتبار أن الألفاظ التي استعملت في غير ما وضعت له ليست لفظاً واحداً وإنما هي مجموعة من الألفاظ مركبة أدرجوها ضمن المجاز المركب وجعلوا من ذلك الجملة الخبرية إذا استعملت في الإنشاء حينما نقول : ( فلان رحمه الله ) ( رحمه الله ) هذه جملة خبرية لكن الأصل المعنى المراد فيها هو الدعاء ( اللهم أرحمه ) فلذلك يعني هذا يجعلون هذه من المجاز المركب وهذه رؤية للمؤلفين ومنه قول الشاعر جعفر الحارثي :
هـواي مع الركـب اليـمانيــين مصعد جنيب وجثماني بمكة موثق
يقول المؤلفون : ليس الغرض من هذا البيت الإخبار بل إظهار التحزن والتحسر لأنه لا يخبر بما وقع له مع الركب اليمانيين ، هو في مكة والركب المسافر يعني قلبه مع ذلك الركب ، لا يريد الإخبار وإنما يظهر حزنه وتحسره على موقفه من أنه لم يصحب أولئك ، فإذاً هذا لون من المجاز يرى المؤلفون أنه يسمى المجاز المركب).

القارئ : (وإن كانت علاقته المشابهة سمي ( استعارة تمثيلية ) كما يقال للمتردد في الأمر : ( أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى ) ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (يلحظ هنا رجوع المؤلفين مرة ثانية إلى قضية الاستعارة ؛ لأن المجاز المركب عندهم هو ما شمل أمرين : ما كان فيه استعمال الجمل الخبرية بمعنى الإنشائية ، و ما كانت الاستعارة فيه جملة وليست لفظة واحدة ، وإن كانت العلاقة فيها المشابهة ، العلاقة بين اللفظ المذكور والمعنى المراد ن إن كانت المشابهة فهي استعارة سواء كان استعارة مفردة أو استعارة تمثيلية كما هو واضح في كل مثل ، كل الأمثال حين تستعمل في غير مضربـها الأصلي تعد استعارة ، فإذا قال شخص لشخص : الصيف ضيعت اللبن ، فهذا استعارة ، استعار هذه العبارة للمتحدث معه وهو المخاطب ويريد أن ينقل الصورة التي كانت عليها تلك المرأة التي طلبت من زوجها الطلاق في فصل الصيف ، ثم عادت إليه مرة ثانية تطلب منه اللبن فقال لها : الصيف ضيعت اللبن . الصورة التي حدثت في تلك الواقعة استعيرت بكاملها ، إذاً هي استعارة تمثيلية استعارة للمثل فيصح أن تندرج تحت هذا اللون من الاستعارة كل الأمثال إذا ضربت أو استعملت في غير موردها الأصلي).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#8

29 Oct 2018

الكشاف التحليلي 

المجاز المركب.
· تعريف المجاز المركب
· ينقسم إلى قسمين؛ مَجازٌ مرسَلٌ مركَّبٌ واستعارةٌ تمثيليَّةٌ
· القسم الأول:المجاز المرسل المركب:
§ المركَّبُ إن استُعمِلَ في غيرِ ما وُضِعَ له لعَلاقةٍ غيرِ المشابَهةِ سُمِّيَ مَجازاً مرسَلاً مركباً
° سبب تسميته مجازً مرسلاً مركبا
§ ينحصر في موضعين:الجمل الخبرية إذا استعملت في الإنشاء، والْجُمَلُ الإنشائيَّةُ إذا استُعمِلَتْ في معانٍ أُخَرَ
° الموضع الأول:الجُمَل الخبريَّة إذا استُعْمِلَتْ في الإنشاء
- يؤتى بهذا الاستعمال لأغراض؛ منها:
- التحسر وإظهار التأسف، ومثاله:هواي مع الركب اليمانين مصعد * جنيب وجثماني بمكة موثقُ
- ومنها :إظهارُ الضعْفِ نحوُ قولِ الشاعرِ: ربِّ إني لا أستطيعُ اصطِباراً فاعْفُ عني يا مَن يُقيلُ العِثارَا
- ومنها: إظهارُ السرورِ نحوُ كُتِبَ اسمي بينَ الناجحين.
- ومنها: الدعاءُ نحوُ: تَمِّمِ اللهُ مقاصِدَنا.
° الموضع الثاني:الْجُمَلُ الإنشائيَّةُ إذا استُعمِلَتْ في معانٍ أُخَرَ
- مثاله:(مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّداً فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ)، وبيان ذلك
· القسم الثاني:الاستعارة التمثيلية
§ سبب كونها استعارة تمثيلية
° مثالها:قولك للمتردد في الأمر:إني أراك تقدم رجلاً وتؤخر أخرى
° تنبيه:إذا فشت جملة الاستعارة التمثيلية وكثر استعمالها سميت مثلاً، ولا يغير مطلقا.
- مثاله:الصيف ضيعتِ اللبن، وبيان قصته
· الْمَجَازُ المرَكَّبُ بقِسْمَيْهِ من الْمَجَازِ اللُّغَوِي
· تحقيق الكلام في المجاز المرسل التركيبي، وإهمال الجمهور له