الدروس
course cover
ق22: (أل) تفيد العموم بشروط
1 Nov 2008
1 Nov 2008

7769

0

0

course cover
منظومة القواعد الفقهية

القسم الثالث

ق22: (أل) تفيد العموم بشروط
1 Nov 2008
1 Nov 2008

1 Nov 2008

7769

0

0


0

0

0

0

0

ق22: (أل) تفيد العموم بشروط


قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي (ت: 1376هـ): (وَ(أَلـْ) تـُفـِيْدُ الـكُلـَّ فِي الـعُمُوْمِ = فِي الجَمْعِ والإِفـْرَادِ كَالْعَلِيْمِ).

هيئة الإشراف

#2

12 Nov 2008

شرح الشيخ: عبد الرحمن بن ناصر السعدي


قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي (ت: 1376هـ): ( (32) إذَا دخلتْ (الْ) على لفظٍ مفردٍ أَوْ لفظِ جمْعٍ: أفادتْ الاسْتغراقَ والعمومَ لجميعِ المعنى.

فدخولُهَا على المفردِ مثلُ قولِهِ تعالى {والعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ. إلاَّ الَّذينَ آمنُوا} الخ.

أَيْ كلُّ إِنسانٍ خاسرٌ، لا يختصُّ بإنسانٍ دونَ غيرِهِ، إلاَّ منِ اسْتثنى، وهمُ الَّذينَ آمنُوا بقلوبهمْ وعملُوا الصَّالحاتِ بجوارحهمْ، وتواصَوْا بالحقِّ الَّذي هوَ: العلمُ النَّافعُ، والعملُ الصَّالحُ، وتواصَوْا بالصَّبرِ على ذلكَ، فهؤلاءِ همُ الرَّابحونَ، ومنْ فاتَهُ شيءٌ منْ هذهِ الخصالِ؛ كانَ لهُ منَ الخَسَارِ بحسبِ ما فاتَهُ.

وكذلكَ قولُهُ تعالى {إِنَّ الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً. إذا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً وَإذَا مَسَّهُ الخَيْرُ مَنُوعاً}، {إنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُود} إلخ، {إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ} أَيْ كلُّ واحدٍ منَ النَّاسِ هذِهِ صفتُهُ، إلاَّ منْ أَخرجَهُ عنْ هذِهِ الصِّفاتِ المذمومةِ إلى صفاتِ الخيرِ الَّتي هيَ أضدادُهَا.

وَمِنْ أَمثلةِ دخولِ (الْ) على المفردِ دخولُهَا على أسماءِ اللهِ وصفاتِهِ، فكلَّمَا دَخَلَتْ على اسمٍ منْ أَسماءِ اللهِ، أَوْ صفةٍ منْ صفاتِهِ أفادتْ جميعَ ذلكَ المعنى، واستغرقتْ وبلغتْ نهايتَهُ كالحي القيوم أي الذي له الحياة الكاملة المستلزمة لصفاتِ الذَّاتِ، والقيُّوميَّةِ الكاملةِ: الَّذي قامَ بنفسِهِ، وقامَ بجميعِ الخلقِ تدبيراً.

(العليمُ) الَّذي لهُ العلمُ الكاملُ الشَّاملُ لكلِّ معلومٍ.

(الرَّحمنُ الرَّحيمُ) الَّذي لهُ الرَّحمةُ. العامَّةُ الواسعةُ لكلِّ مخلوقٍ.

(الغنيُّ): الَّذي لهُ الغِنى التَّامُّ المطلقُ منْ جميعِ الوجوهِ.

(العليُّ الأعلى) الَّذي لهُ العلوُّ المطلقُ منْ جميعِ الوجوهِ.

العظيمُ، الكبيرُ، الجليلُ، الجميلُ، الحميدُ، المجيدُ، الَّذي لهُ جميعُ معاني العظمةِ والكبرياءِ، والجلالِ والجمالِ، والحمدِ والمجدِ.

وقِسْ على هذَا بقيَّةَ الأَسماءِ والصِّفاتِ.

ولوْ لمْ يكنْ في هذِهِ القاعدةِ إلاَّ هذَا الموضعُ الشَّريفُ لكفى بهَا شرفاً وعظمةً.

ومثالُ دخولِ (الْ) على الجمْعِ فمثلاً قولُهُ تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنْتُمُ الفُقَرَاءُ إلى اللهِ واللهُ هُوَ الغَنِيُّ الحَمِيدُ}، {يَأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ}، يدخلُ في هذَا الخطابِ جميعُ النَّاسِ.

وقولُهُ تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا}، يدخلُ فيهِ عمومُ المؤمنينَ وقولُهُ: {إِنَّمَا المُشْرِكُونَ نَجَسٌ} يدخلُ فيهِ كلُّ مشركٍ.

وقولِهِ: {إِنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ}، إلى آخرِهَا يعمُّ هذِهِ الأَصنافَ المذكورةَ.

وقولُهُ صلّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ ((إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ)) يعمُّ كُلَّ عملٍ بدنيٍّ وماليٍّ، عباديٍّ أَوْ ماديٍّ، واللهُ أَعلمُ).

هيئة الإشراف

#3

12 Nov 2008

روضة الفوائد ، لفضيلة الشيخ : مصطفى مخدوم


قال الشيخ مصطفى بن كرامة الله مخدوم: ( (32) شرَع النَّاظمُ -رحِمه اللهُ- في بيانِ بعضِ الألفاظِ التي يُستفادُ منها العمومُ لُغةً، وهي مسائلُ لُغويَّةٌ في الأصلِ، ذكَرها الأصوليُّون وغيرُهم لتوقُّفِ الاستدلالِ بالنُّصوصِ على معرفِتها.

فمنها: أداةُ التعريفِ (أل) على مذهبِ الخليلِ بنِ أحمدَ، أمَّا لو مشَيْنا على مذهبِ الجُمهورِ، فنقولُ: (لامُ التعريفِ)؛ لأن التَّعريفَ عندَهم حاصلٌ باللاَّمِ وحدَها، والألفُ للوَصْلِ بدليلٍ سقوطها في دَرَجِ الكلامِ، ولو كانت للقطعِ لَثبَتَت فيه.

قال ابنُ مالكٍ:

(ألْ) حرفُ تعريفٍ أو اللاَّمُ فَقَطْ فـنـَمـَطٌ عـرَّفــْتَ قُلْ فـيه النَّمـَطْ

(الكلَّ): (كلّ)، لفظٌ يَدُلُّ على الشُّمولِ والاستغراقِ، ولفظُه واحدٌ، ومعناه جمعٌ، ولهذا يجوزُ أن يعودَ الضَّميرُ على اللَّفظِ تارةَ، وعلى المعنى تارةً أخري.

ودخولُ (أل) على (كلّ وبعض) أجازه بعضُ النُّحاةِ على أنه عِوَضٌ عن المضافِ إليه المحذوفِ، إلا أنه لم يَرِدْ في كلامِ القُدماءِ مِن أهلِ العربيَّةِ، ولذا أنكر الأصْمَعيُّ قولَ ابنِ المُقَفَّعِ: (العِلْمُ كثيرٌ، ولكنْ أخْذُ البعضِ خيرٌ مِن تركِ الكلِّ)، وذكر أن (كل وبعض) مَعْرِفتان، أي: لا يُسْتَعْملان إلا مضافًا لفظًا أو تقديرًا، فلا تدخلُهما الألفُ واللاَّمُ.

(العمومُ): هو شمولُ اللفظِ لجميعِ أفرادِه دَفْعةً بلا حصرٍ.

والمعنى: أن (أل) تفيدُ العمومَ مثلُ (كل)، سواءٌ دخَلت على جمعٍ أم على مفردٍ، ومَحَلُّ ذلك إذا لم تكنْ للعهدِ.


مثالُ الجمعِ: {فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ}.

فإنَّه يَعُمُّ كلَّ مشركٍ إلا ما خصَّه الدَّليلُ.

ومثالُ المفردِ: {إنَّ اللهَ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} فإنَّ (أل) إذا دخَلت على أسماءِ اللهِ وصفاتهِ، أفادت جميعَ ذلك المعنى واسْتَغْرَقَتْه، فمعنى العليمِ: الذي له العلمُ الكاملُ الشَّاملُ لكلِّ معلومٍ.

ودليلُ إفادتِه العمومَ صحَّةُ الاستثناءِ منه، كقولِه تعالى: {إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاّ الَذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ....}[العصر: 3، 2] والاستثناءُ مِعيارُ العمومِ إلا في العددِ.

وقد نصَّ على ذلك أهلُ اللُّغةِ، وكلامُهم حجَّةٌ في المسائلِ اللُّغويَّةِ).

هيئة الإشراف

#4

12 Nov 2008

شرح الشيخ: سعد بن ناصر الشثري (مفرغ)


القارئ: (وأل تفيد الكل في العموم في الجمع والإفراد كالعليم)

قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: (بدأ المؤلف بعد ذلك بذكر ألفاظ العموم، وأول هذه الألفاظ (أل) الجنسية، الداخلة على الأسماء.

و(أل) الداخلة على الأسماء ثلاثة أنواع:

النوع الأول: الزائدة، وتكون قبل أسماء الأعلام، مثل: الحارث والعباس، فهذه زائدة ولا يستفاد بها العمـوم.

النـوع الثاني: (أل) العهدية، وهي التي يراد بها إرجـاع الكلام إلى معهود مصاحب سابق، ومثال ذلك قوله جـل وعـلا: {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ}، الرسول هنا معرفة بـ (أل)، لكن (أل) هنا للعهد، بمعنى أنه هو الرسول السابق، فهذه لا يستفاد منها العموم، ومثله قوله جل وعلا: {كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا} وهنا (أل) في الموطنين عهدية، فلا يستفاد بها العموم، وقد يكون العهد موجوداً في الذهن، وليس موجوداً في الكلام، مثل قوله سبحانه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ}، هنا (أل) عهدية؛ فلا يستفاد بها العموم.

النوع الثالث: (أل) الجنسية، وهي التي يراد بها الجنس، فهذه هي التي يستفاد بها العموم، وهي على ثلاثة أنواع:

النوع الأول: الداخلة على الجمع، مثل: المؤمنون، المسلمون، الرجال.

النوع الثاني: (أل) الداخلة على أسماء الأجناس، مثل الماء، البيع.

النوع الثالث: (أل) الداخلة على الأسماء المفردة، مثل: الإنسان، {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُواْ}.

{الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا}، هنا (أل) دخلت على اسم مفرد، وكانت جنسية، فتفيد العموم، والدليل على إفادة هذا النوع للعموم:

-صحة الاستثناء منه: بدلالة قول الله جل وعلا: {إِنَّ الإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ آمَنُوا}، فدل ذلك على أن الإنسان عام، وإلا ما صح الاستثناء منه.

- ومثله أيضاً: صحة وصفه بالجمع في قوله سبحانه: {أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء}، الطفل معرفة بـ (أل) الجنسية، فتكون مفيدة للعموم، لدلالة وصفها بالاسم الموصول (الذين)، وجاء في حديث ابن مسعود في التشهد، أن المتشهد يقول: (السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين)، قال النبي صلى الله عليه وسلم:((فإنك إذا قلت ذلك فقد سلمت على كل عبد صالح، في السماء وفي الأرض))، فدل ذلك على أن الصالحين يفيد العموم، لتفسير النبي صلى الله عليه وسلم لذلك بالعام.

إذا تقرر ذلك؛ فإن قول المؤلف هنا: (كالعليم)، لا يصح أن يمثل به في هذه المسألة، لأن (أل) هنا عهدية وليست جنسية، وكون هذا اللفظ يستفاد به وصف لله عز وجل، مأخوذ من كون هذه الصفة صيغة مبالغة، أو صفة مشبهة، وليس مأخوذاً من كونه معرفاً بـ (أل)، ولو قيل بأن هذا اللفظ يفيد العموم، لكان في ذلك موافقة لعقائد أهل الحلول والاتحاد، وهي عقيدة فاسدة، إذا قيل: (أسأل الله العليم)، كأنه قال: (أسأل الله الذي هو كل عليم)، ولا شك أن المخلوق يوصف بالعلم، لكن لكلٍ علم يناسبه، تقرر من ذلك أن اسم العليم لا يصح أن يمثل به على هذه المسألة).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#5

12 Nov 2008

العناصر

شرح قول الناظم:

وأل تفيد الكل في العموم في الجمع والإفـراد كالعليم
تعريف العموم
سبب ذكر الأصوليين لألفاظ العموم مع أنها مسائل لغوية
صيغ العموم
الخلاف في وجود صيغ للعموم
عدد صيغ العموم
فائدة: تعليل كثرة صيغ العموم عند القرافي، وبيان أنها ترجع إلى ثلاثة أقسام
من صيغ العموم (أل)
أهمية هذه القاعدة
الخلاف في تسميتها
الدليل على إفادة (أل) للعموم
حكاية الاتفاق بين الأصوليين القائلين بالعموم على أن (أل) تفيد العموم
(أل) لا تدخل إلا على الأسماء، وهي ثلاثة أنواع:
النوع الأول: (أل) الزائدة
حكمها: لا تفيد العموم
مثالها: الحارث والعباس
النوع الثاني: (أل) العهدية
حكمها: لا تفيد العموم
مثالها: (إنا أرسلنا إليكم رسولاً كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول....)
أنواع المعهود:
المعهود في الكلام السابق
المعهود في الذهن
النوع الثالث: (أل) الجنسية
حكمها: تفيد العموم
أنواع (أل) الجنسية:
النوع الأول: (أل) الجنسية الداخلة على الجمع
مثالها: (فاقتلوا المشركين)
النوع الثاني: (أل) الجنسية الداخلة على اسم الجنس
مثالها: البيع والماء
النوع الثالث: (أل) الجنسية الداخلة على الاسم المفرد
مثالها: (الزانية والزاني)
الاستدراك على المؤلف في تمثيله بـ(العليم) ونحوه من أسماء الله وصفاته
(أل) في اسم (العليم) هي العهدية لا الجنسية
لطيفة لغوية: الكلمة المكونة من حرف تذكر باسمها، والمكونة من حرفين فأكثر تذكر بمسماها
من صيغ العموم (كلّ)
(كل) أقوى صيغ العموم دلالة على العموم
حكاية اتفاق الأصوليين القائلين بالعموم على إفادة (كل) للعموم
أنواع (كل)
النوع الأول (كل) المستقلة
مثالها: (كل نفس ذائقة الموت)
النوع الثاني (كل) المؤكدة
مثالها: (هذا البيت كله)
مسألة: الخلاف في جواز دخول (أل) على لفظة (كل)

عبد العزيز بن داخل المطيري

#6

12 Nov 2008

الأسئلة

س1 ما سبب ذكر الأصوليين لألفاظ العموم مع أنها مسائل لغوية؟
س2: ما الدليل على إفادة (أل) العموم؟
س3: هل تفيد (أل) العهدية و (أل) الزائدة العموم؟
س4: هل تفيد (أل) الجنسية العموم؟
س5: اذكر ما استدرك على الناظم رحمه الله في تمثيله بـ (العليم) للعموم.