1 Nov 2008
أقسام الكلام باعتبار مدلوله (إنشاء وطلب)
قال إمام الحرمين: أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني (ت ٤٧٨هـ) : (أَقْسَامُ الكَلاَمِ بِاعْتِبَارِ مَدْلُولِهِ:
وَالكَلاَمُ يَنْقَسِمُ إِلى:
-أَمْر.
-وَنَهْيٍ.
-وَخَبَرٍ.
-وَاسْتِخْبَارٍ.
وَيَنْقَسِمُ أَيْضًا إِلى:
-تَمَنّ.
-وَعَرْضٍ.
-وَقَسَمٍ).
شرح الورقات للعلامة: جلال الدين محمد بن أحمد المحلي
قال جلال الدين محمد بن أحمد المحلي (ت ٨٦٤هـ): ( (4) وَالْكَلاَمُ يَنْقَسِمُ إِلَى: أَمْرٍ، وَنَهْيٍ، نَحْوُ: (قُم،وَلاَ تَقْعُدْ).
(وَخَبَرٍ) نَحْوُ: (جَاءَ زَيْدٌ).
(وَاسْتِخْبَارٍ) وَهُوَ الاسْتِفْهَامُ، نَحْوُ: (هَلْ قَامَ زَيْدٌ)؟
فَيُقَالُ: نَعَمْ أَوْ لاَ.
وَيَنْقَسِمُ أَيْضًا إِلَى:
- تَمَنٍّ نَحْوُ: لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ.
- (وَعَرْضٍ) نَحْوُ: أَلاَ تَنْزِلُ عِنْدَنَا.
- (وَقَسَمٍ) نَحْوُ: وَاللهِ لأَفْعَلَنَّ كَذَا).
شرح الورقات لابن الفركاح الشافعي
قال تاج الدين عبد الرحمن بن إبراهيم الفزاري ابن الفركاح الشافعي (ت: 690هـ): ( (2) (الكلامُ يَنقسِمُ إلى:
- أَمْر.ٍ
- ونَهْيٍ.
- وخَبَر.ٍ
- واستخبارٍ).
هذهِ الأقسامُ لحقيقةِ الكلامِ؛ لأنَّ الكلامَ بمعنى الْجُملةِ يُقَالُ على جميعِ هذهِ الأقسامِ. وبيانُ انقسامِ الكلامِ إلى هذهِ الأقسامِ أنَّ الكلامَ:
إمَّا أنْ يُفيدَ الطلَبَ إفادةً أَوَّلِيَّةً، وإمَّا أنْ لا يُفيدَ ذلكَ.
والأوَّلُ إمَّا أنْ يكونَ المطلوبُ بهِ الفعلَ أو الترْكَ أو الإعلامَ.
-والأوَّلُ الأمرُ.
-والثاني النهْيُ.
-والثالثُ الاستفهامُ وهوَ الاستخبارُ.
والقِسْمُ الثاني:مِنْ أصلِ التقسيمِ: ما لا يُفِيدُ الطلَبَ، وهوَ إمَّا أنْ يَحْتَمِلَ الصدْقَ والكَذِبَ أوْ لا، فإنْ كانَ يَحْتَمِلُ الصدْقَ والكَذِبَ فهوَ الخبَرُ، وإنْ لمْ يَحتملْ فهوَ التنبيهُ.
والمرادُ بالتنبيهِ سائرُ أنواعِ الجُمَلِ مِن:
- التَّمَنِّي.
- والترَجِّي.
- والعَرْضِ.
- والنداءِ.
- والقَسَمِ.
وهذا القِسْمُ أَسْقَطَهُ في الكتابِ؛ لأنَّ غَرَضَ الأُصُولِيِّ لا يَعْظُمُ تَعَلُّقُهُ بهِ، بخِلافِ الأقسامِ التي ذَكَرَها.
- ومِثالُ الأمرِ: افْعَلْ.
- والنهيِ: لا تَفعلْ.
- والاستفهامِ وهوَ الاستخبارُ: هلْ قامَ زيدٌ ؟ وأَخْبِرْنِي عن الإنسانِ ما هوَ ؟
- ومِثالُ الخبَرِ: قامَ زيدٌ، ما قامَ زيدٌ.
- ومِثالُ التَّمَنِّي: {يَا لَيْتَنِي كُنْتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزًا عَظِيمًا}.
- ومِثالُ الترَجِّي: لعلَّ اللهَ يَغْفِرُ لي.
- ومِثالُ العَرْضِ: أَلا تَنْزِلُ عِنْدَنَا فتُصِيبَ خَيْرًا.
- ومِثالُ النداءِ: يا زيدُ.
- ومِثالُ القسَمِ: واللهِ لتَفْعَلَنَّ).
الأنجم الزاهرات للشيخ: محمد بن عثمان المارديني
قال شمس الدين محمد بن عثمان بن علي المارديني (ت: 871هـ): ( (2) أقولُ: لمَّا فَرَغَ منْ تقسيمِ الكلامِ إجْمالاً أخَذَ في تقسيمِ معانيهِ:
لأنَّ الكلامَ لاَ يَخْلُو أَنْ يُرَادَ بِهِ:
- الفِعْلُ.
- أَوِ التَّرْكُ.
- أَوِ الإعْلاَمُ.
فالأوَّلُ: هوَ الأَمْرُ.
والثَّاني: النَّهْيُ.
والثَّالثُ: هوَ الخبرُ، مثلُ:(قامَ زَيْدٌ، أَوْ زَيْدٌ قامَ).
وكذَا الاستخبارُ مثلُ: (هلْ قامَ زيدٌ)؟ أوْ (هلْ زيدٌ قائِمٌ)؟
واللهُ أَعْلَمُ).
قرة العين للشيخ: محمد بن محمد الرعيني الحطاب
قال أبو عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الرعيني المالكي [المعروف: بالحطاب] (ت: 954هـ): ( (2) والكلامُ في الاصطلاحِ: ينقَسِمُ من حيثَّيَةٍ أخرَى إلَى:
- أمْرٍ: وهوَ مَا يدُلُّ علَى طلبِ الفعلِ؛ نحوُ: قُمْ.
- ونهيٍ: وهوَ مَا يدُلُّ علَى طلَبِ التَّرْكِ؛ نحوُ: لا تقُمْ.
- وخبرٍ: وهُوَ مَا يحتَمِلُ الصِّدْقَ والكذِبَ؛ نحوُ: جَاءَ زيدٌ، وَمَا جاءَ زَيدٌ.
- واستخبارٍ: وهوَ الاستفْهَامُ؛ نحوُ: هلْ قامَ زَيدٌ؟
فيقَالُ: نعَمْ، أو: لا.
(3) وينقسِمُ الكلامُ أيضًا:
إلَى تَمَنٍّ: وهوَ طلَبُ مَا لا طمَعَ فيهِ، أو ما فيهِ عُسْرٌ؛
فالأوَّلُ: نحوُ: ليتَ الشَّبَابَ يعودُ يومًا.
والثَّاني: نحوُ: قولِ منقطعِ الرَّجاءِ: ليتَ لي مَالاً فأحجُّ بهِ.
ويمتَنِعُ التَّمنِّي في الواجبِ؛ نحوُ: ليتَ غدًا يجِيءُ؛ إلا أنْ يكُونَ المطلوُبُ مجيئَهُ الآنَ، فيدخُلُ في القِسْمِ الأوَّلِ.
والحاصلُ أنَّ التَّمنِّيَ يكُونُ في المُمْتَنِعِ والمُمْكِنِ الَّذي فيهِ عُسْرٌ.
وعَرْضٍ: بسكُونِ الرَّاءِ: هوَالطَّلبُ برِفْقٍ؛ نحوُ: ألا تنْزِلُ عنْدَنا.
ونحوُهُ التَّحضيضُ؛ إلا أنَّهُ طلبُ بَحْثٍ.
وقَسَمٍ: بفَتْحِ القَافِ والسِّينِ: وهوَ الحَلِفُ؛ نحوُ: (واللَّهِ لأفْعَلَنَّ كذا) ).
شرح الورقات للشيخ: عبد الله بن صالح الفوزان
قال الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان: ( (2) الكَلامُ منْ حَيْثُ مَدْلُولِهِ قِسْمَانِ:
1 - طَلَبٌ، وهوَ ثلاثةٌ:
- طَلَبُ فِعْلٍ: وهذا أمْرٌ؛ مثلُ: {أَقِمِ الصَّلاةَ}.
- وطَلَبُ تَرْكٍ: وهذا نَهْيٌ؛ مثلُ: {وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ}.
- وطَلَبُ خَبَرٍ: وهذا استفهامٌ واستخبارٌ؛ مثلُ: كَمْ كِتَابًا عِنْدَكَ؟.
2 - غيرُ طَلَبٍ، وهذا هوَ الخَبَرُ.
وهناكَ تَقْسِيمٌ آخَرُ أَخْصَرُ منْ هذا، وهوَ أنَّ الكلامَ قِسْمَانِ:
أ - خَبَرٌ: وهوَ ما يَحْتَمِلُ الصدقَ والكذبَ لذاتِهِ، وسيأتِي شَرْحُهُ إنْ شاءَ اللَّهُ.
ب - إنشاءٌ: وهوَ ما لا يَحْتَمِلُ الصدقَ والكذبَ؛ لأنَّ مَدْلُولَهُ لا يَحْصُلُ إلا بالتَّلَفُّظِ بهِ، فلا يُمْكِنُ أنْ يُقَالَ: إِنَّهُ صِدْقٌ أَوْ كَذِبٌ.
ومِن الإنشاءِ:
- الأمرُ.
- والنهيُ.
- والاستفهامُ.
- والتَّمَنِّي.
- والعَرْضُ وهوَ الطَلَبُ بِرِفْقٍ؛ كقولِهِ تَعَالَى عنْ إبراهيمَ عليهِ السلامُ: {أَلا تَأْكُلُونَ}، والقَسَمُ وهوَ الحَلِفُ؛ لأنَّ مَدْلُولَ الكلِّ لا يَحْصُلُ إلا بالتَّلَفُّظِ بهِ.
وأَهَمُّ هذهِ الأنواعِ:
- الأمرُ.
- والنهيُ.
وما عَدَاهُمَا فَلا يَتَرَتَّبُ علَى ذِكْرِهِ فِي الأصولِ كبيرُ فائدةٍ، واللَّهُ أَعْلَمُ).
شرح الورقات للشيخ عبد العزيز بن إبراهيم القاسم (مفرَّغ)
قال الشيخ عبد العزيز بن إبراهيم القاسم: ( (والكلام ينقسم إلى أمْر ونهيٍ وخبر واستخبار، وينقسم أيضاً إلى: تمنٍّ وعَرْضٍ وقسم).
الكلام ينقسم إلى: أمر، ونهي، واستخبار، يعني الكلام ينقسم باعتبارات مختلفة.
فهو ينقسم إلى ثلاثة أقسام من حيث ما يتركب منه:
إما أن يكون اسماً أو فعلاً أو حرفًا.
فالاسم: ما دلَّ على معنى في نفسه ولم يقترن بزمان، مثل: (زيد وعمرو وبكر وخالد)، هذه تدل على معان في أنفسها، ما تقترن بزمان.
الفعل: ما دلَّ على معنى في نفسه واقترن بزمان، قد يكون ماضياً، قد يكون مضارعاً قد يكون أمراً.
والحرف: كلمة دلّت على معنى في غيرها ولم تقترن بزمان، هذا معناه.
وفيه تقسيم آخر، أن الكلام ينقسم إلى: أمر، ونهى، وخبر، واستخبار.
لأن الكلام لا يخلو: إما أن يُراد به الفعل، أو الترك أو الإعلام.
فإن أريد به الفعل فهو الأمر، مثل: أقم الصلاة، هذا أريد به الفعل، فإذا قلت: أقم الصلاة، أدِّ الزكاة، صُم رمضان، أطع والديك، هذا أمر، هذا كلام أريد به الفعل، إذا أردت بكلامك فعلاً معيناً، فإنه يُسمى أمراً.
وقد لا يُراد الفعل، إنما يُراد الترك، فهو النهى، مثل: لا تُشرك بالله، لا تُسبل إزارك، لا تمشِ في الأرض مرحاً، هذا نهي، الأول أمر، افعل كذا، وهذا نهي، لا تفعل.
وقد لا يكون الكلام لا يطلب به فعل ولا يُطلب به ترك، وإنما يُقصد به الإعلام، وهو الخبر أو الاستخبار، (الخبر) مثل: أي خبر يذكره الإنسان عن غيره، مثل: قام زيد، ذهب عمرُو، أخبر عن قيام هذا، وأخبر عن قدوم هذا وما أشبه ذلك، أو الاستخبار، يعني: الاستفهام والسؤال، مثل: هل قدم عمرو؟ هل جاء زيد؟ هذا استخبار، وإذا قلت جاء زيد، هذا خبر، فالكلامإما أن يكون: أمر أو نهي أو مراد به الإعلام أو خبر يعني إما يراد به الفعل أو الترك أو الإعلام.
وفيه تقسيم آخر للكلام، وهو أنه ينقسم إلى قسمين:
- خبر.
- وإنشاء.
وهذا مشهور، يقولون الكلام:
- إما خبرٌ.
- وإما إنشاء.
فالخبر: ما يحتمل الصدق والكذب لذاته، بقطع النظر عن المُخبر والخبر، ليدخل في هذا خبر الله سبحانه وخبر رسوله عليه الصلاة والسلام والأمور القطعية.
لأن الخبر من حيث المُخبِر ثلاثة أقسام:
- ما لا يمكن وصفه بالكذب، كخبر الله سبحانه، خبره صادق، لا يمكن وصفه بالكذب أو خبر الرسول عليه الصلاة والسلام الثابت عنه.
الثاني: ما لا يمكن وصفه بالصدق، كالخبر عن المستحيل شرعاً أو عقلاً، فمثلاً: لو ادّعى شخص أنه رسول الله، هل يُقبل هذا الخبر؟
ما يُقبل، هذا خبر لا يمكن وصفه بالصدق شرعاً، لأن النبي عليه الصلاة والسلام هو خاتم الأنبياء والمرسلين، ليس بعده نبي.
أو عقلاً، كاجتماع النقيضين، كالحركة والسكون، أو الليل والنهار، أو الحياة والموت، لو قال إنسان: فلان حي ميت.
ما يمكن تصديق هذا عقلاً، أو قال: نحن الآن في الليل والنهار، لما يمكن، إما في ليل وإلا في نهار.
الثالث: ما يمكن أن يوصف بالصدق أو الكذب، إما على السواء أو مع رجحان أحدهما على الآخر، كمن أخبر عن سفر فلان أو قدوم فلان، هذا يحتمل.
فالخبر: ما يحتمل الصدق والكذب لذاته، وعرفنا مدلول هذه الكلمة: لذاته، ليدخل خبر الله جل وعلا وخبر الرسول عليه الصلاة والسلام، والأشياء البدهية، والأمور القطعية.
- وعُرِّف الخبر بتعريف آخر: بأنه ما لا يتوقف تحقق مدلوله على النطق به.
- وعُرّف أيضاً بأنه: ما يصح أن يُقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب.
فالكلام إذا أردت أن تعرف هل هو خبر أو إنشاء، هذه قاعدة تفيدك في هذا، وهي إن صح أن يُقال لقائل هذا الكلام: صادق أو كاذب، أو صدقت أو كذبت فهذا خبر، وإن لم يصح فليس خبراً، وإنما هو إنشاء، ويتضح بالمثال: فلو قال إنسان، سافر محمد، هل يصح أن تقول صدقت أو كذبت؟
يصح، لو قال إنسان: سَافِرْ يا محمد، هل يصح أن نقول صدقت أو كذبت؟
ما يصح، لو قال: اجتهد يا محمد، أقول: كذبت؟ صدقت؟
ما يصلح، لأن هذا ليس خبراً، فالخبر ما يصح أن يُقال لقائله إنه صادق فيه أو كاذب.
القسم الثاني: الإنشاء، وهو ما لا يحتمل الصدق والكذب، أو هو ما يتوقف تحقق مدلوله على النطق به، أو -وهو أسهل-: ما لا يصح أن يُقال لقائله: صدقت أو كذبت، مثل: اجتهد يا علي، أقم عندنا يا محمد، ما يصح تقول صدقت، كذبت، هذا هو الإنشاء.
الإنشاء، قد يكون طلبيّاً، يُطلب منه شيء، قد يكون غير طلبي.
فالطلبي: ما يستدعي مطلوباً غير حاصل وقت الطلب، يعني يطلب شيئاً غير حاضر وقت الطلب، وغير الطلبي ما ليس كذلك.
والطلبي يشمل أموراً منها:
الأمر: وهو طلب الفعل على وجه الاستعلاء، مثل: أطع والديك، هذا أمر أو نهي أو استفهام؟
هذا أمر، وهو طلب الفعل على جهة الاستعلاء.
ويشمل أيضاً، الدعاء: وهو الطلب الموجه من الصغير إلى العظيم، مثل: اللهم اهدني لأعمال الخير، اللهم وفقني للأعمال الصالحة، هذا دعاء، هو طلب في الواقع، هو أمر، لكن يَقْبُحُ أن يقال له أمر، أن الإنسان يأمر الله جلا وعلا أن يوفقه، ولهذا يقال في الشيء إن كان من صغير إلى كبير، أو مثل دعاء الإنسان لله جل وعلا ما نقول هذا أمر، وإنما نقول دعاء، بخلاف الأول -الأمر: طلب الفعل على وجه الاستعلاء.
وإن كان الطلب من شخص مساوٍ فهذا يُسمونه التماساً، تلتمس من قرينك من مماثلك أن يحقق لك هذا الشيء.
وهذه الأمور الثلاثة نظمها بعضهم بقوله:
كما في (السُّلَّم)؛ فالكلام قلنا قسمان:
- خبر.
- وإنشاء.
الإنشاء يشمل:
- الأمر.
- ويشمل الدعاء.
- ويشمل النهي هذا الثالث، الأمر الأول والدعاء الثاني.
الثالث: النهى، مثل: لا تُقصّر في واجبك، لا تُضع وقتك، هذا نهي، لأنك تطلب منه هذا الشيء، ويشمل: أمراً رابعاً وهو الاستفهام، مثل: هل حفظت دروسك؟ هل قرأت حزْبك وما أشبه ذلك، ويشمل: أيضاً أمراً خامساً وهو: العرض، العرض: هو الطلب برفق، مثل: ألا تزورنا فنُكرمك، هذا عرض، تطلب من إنسان طلباً برفق وبأدب.
والسادس: التحضيض: وهو الطلب مع حث وإزعاج، تقول مثلاً: هلاّ أديت واجبك، هلاّ ذهبت إلى فلان، هذا بقوة، أما الأول، بلُطف: ألا تزورنا، ألا تذهب معنا، ويشمل: أيضاً التمني، فالتمني من أقسام الإنشاء، والتمني هو طلب المستحيل أو ما فيه عُسْرٌ، مثل قول الشاعر:
هذا مستحيل أما ما فيه عُسْر مثل قول البخيل: ليت لي مالاً فأحجّ منه، هذا يمكن لكن فيه عُسْر.
الثامن : مما يشمله الإنشاء وهو الأخير: الرجاء: وهو طلب الأمر القريب الحصول، الأمر القريب الحصول، هذا يُقال فيه رجاء، أما الذي يستحيل أو فيه عُسْر، يقال له تمني، مثال الرجاء: لعل الله يشفيني فأزورك، هذا لعل الله، يرجو من الله أن يشفيه حتى يزور أخاه، أو ما أشبه ذلك.
هذه أنواع الطلب، وقد نظمها بعضهم في قوله:
مُرْ وادعُ وانهَ وسلْ واعرض لحظهمُ تـمـنـٍّ وأرجـو
كذاك النـهي قد كمـا
هذه ثمانية أمور، كلها داخلة ضمن الإنشاء.
فنقول: الكلام ينقسم إلى قسمين: خبر، وهو ما يحتمل الصدق والكذب، وإنشاء، والإنشاء، هذا أقسام:
- الأمر.
- والدعاء.
- والنهي.
- والاستفهام.
- والعرض.
- والتحضيض.
- والتمني.
- والرجاء.
هذه كلها أقسام الإنشاء الطلبي.
أما الإنشاء غير الطلبي مثل: (صيغ العقود)، إذا قلت: بعتُ أو تزوجتُ، هذه تحتمل، لكن إذا أردت بها إمضاء العقد، -لاحظوا هذا القيد- هي خبر إذا أردت أن أُخبر أني بعتُ هذا المحل مثلاً، أو هذا الكتاب أو اشتريت هذا الكتاب، لكن إذا قصدت إجراء هذا العقد، وإمضاء هذا العقد، فهي إنشاء غير طلبي.
ومثل صيغ القسم أيضاً، مما يُمثّل به على الإنشاء غير الطلبي، وهذا بحثه في علم المعاني من علم البلاغة، وهذا يدل على ترابط هذه العلوم، لاحظوا هذا تطرق فيما سبق بشيء يتعلق بالنحو، وشيء يتعلق بالبلاغة، ويأتي أشياء تتعلق بفنون أُخرى، ما يدل على أن العلوم هذه مترابطة، وأن الإنسان ينبغي له أن يأخذ من كل علم بطرف، ولا يستصعب هذا الشيء، هذه أمور سهلة ويسيرة، لكن الإنسان إذا سمعها أول مرة أو مرتين ثلاث، قد لا يفهمها، وقد يستصعبها، لكنه إذا جدّ واجتهد، وأعاد النظر وأدام المراجعة تسهل عليه مثلما سهُلت على غيره، فأهل العلم الذين قبلنا، والذين في وقتنا، قارنهم بنفسك، هم بشر كما أنت بشر، ما فيه وَحْي نازل عليهم، لكن لا بد من جدّ واهتمام وعناية، وهذا مما يُسهّل العلم على طالب العلم أنه ينظر في غيره من الناس الذين جدّوا واجتهدوا وحصلّوا، بشر مثله، عليه أن يجتهد كما اجتهدوا ويُحصّل كما حصلوا، ولا يستصعب، كون الإنسان يسمع التقسيمات والتفريعات تجعل بعض الناس يزهد في العلم ويستصعب العلم، ينبغي للإنسان ألا يخطُر في باله هذا الشيء وأن يدفعه عن نفسه، وأن يعلم أن هذا من الشيطان الذي يُحاول صرفه عن العلم وعن الخير وعن جميع ما ينفع).
العناصر
الأسئلة
س1: عرف (الخبر) و (الإنشاء) ومثل لكل منهما.
س2: عرف ما يلي مع التمثيل:
أ/ الأمر.
ب/ الدعاء.
ج/ الاستفهام.
د/ العرض.
هـ/ التمني.
و/ الرجاء.