11 Nov 2008
خاتمة الواسطية
قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني (ت: 728هـ): (فَنَسْأَلُ اللهَ العظيم أَنْ يَجْعَلَنَا مِنْهُمْ ، وَأَنْ لاَ يُزِيغَ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا ، وَأن يَهَبَ لَنَا مِنْ لَدُنْهُ رَحْمَةً ، إِنَّهُ هُوَ الوَهَّابُ . والحمد لله رب العالمين وصلواته وسلامه على سيدنا محمد وآله وعلى سائر المرسلين والنبيين وآل كلٍ وسائر الصالحين).
التنبيهات اللطيفة فيما احتوت عليه الواسطية من المباحث المنيفة لابن سعدي رحمه الله
قال الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي (ت: 1376هـ): (والحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمّد وآله وسلم. قال ذلك وكتبه معلقه عبد الرحمن بن ناصر بن سعدي غفر الله له ولوالديه ولجميع المسلمين. وتم الفراغ منه في 8 جمادى الأولى عام 1369هجرية).
شرح العقيدة الواسطية للشيخ مُحمَّد خَليل هَرَّاس رحمه الله
قال الشيخ محمد خليل هراس (ت: 1395هـ): (واللهُ أَعْلَمُ. وصَلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وآلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا).
شرح العقيدة الواسطية للشيخ: صالح بن فوزان الفوزان
قال الشيخ صالح بن فوزان الفوزان: (ثم خَتَمَ الشَّيخُ رِسالَته المبارَكةَ بالدُّعاءِ والصَّلاةِ والسَّلامِ على النَّبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم وَهُوَ خيرُ خِتامٍ ـ والحمدُ لِلَّهِ ربِّ العالَمِينَ، وصلى اللَّه وسلم على نبِيِّنا مُحَمَّدٍ وعلى آلِه وصَحبِه وسلَّم).
التنبيهات السنية للشيخ: عبد العزيز بن ناصر الرشيد رحمه الله
المتن:
قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني (ت: 728هـ): (نَسْأَلُ
اللهَ أَنْ يَجْعَلَنا مِنْهُمْ وأَنْ لا يُزيغَ قُلوبَنَا بعْدَ إِذْ
هَدَانا، وأَنْ يَهَبَ لَنا مِنْ لَدُنْهُ رَحْمَةً إِنَّهُ هُوَ
الوَهَّابُ.
واللهُ أَعْلَمُ.
وصلَّى اللهُ على مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّمَ تَسْلِيماً كَثِيراً ) ).
الشرح:
قال الشيخ عبد العزيز بن ناصر الرشيد (ت: 1408هـ): (قولُه: (فنسألُ اللَّهَ) أي: نَطلُبُه ونُفرِدُه بالمسألةِ -سُبْحَانَهُ-، قال تعالى: {وَاسْأَلُواْ اللَّهَ مِن فَضْلِهِ}،
وفي حديثِ ابنِ عبَّاسٍ: ((إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلِ اللَّهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ باللَّهِ)).
وعن أبي هُريرةَ -رضي اللَّهُ عنه- أَنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- قال: ((مَنْ لَمْ يَسْأَلِ اللَّهَ يَغْضَبْ عَلَيْهِ)). رواه الترمذيُّ،
وعن ابنِ مسعودٍ -رضي اللَّهُ عنه- مرفوعًا: ((سَلُوا اللَّهَ مِن فَضْلِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ يُسْأَلَ)) رواه الترمذيُّ،
وقد
وَرَدتْ أحاديثُ كثيرةٌ في النَّهيِ عن مسألةِ المخلوقِينَ، وقد بايع
النَّبيُّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- جماعةً مِن أصحابِه على أنْ لا
يَسْألُوا النَّاسَ شيئًا، منهم أبو بكرٍ وأبو ذَرٍّ وثوبانُ، وكان أحدُهم
يَسْقُطُ سَوْطُه فلا يَسألُ أحداً أنْ يُناوِلَه إيَّاهُ.
قولُه: (أنْ يَجعَلَنا منهم) أي: مِن الفِرقةِ
النَّاجيةِ المتَمَسِّكةِ بما كان عليه الرَّسولُ -صلَّى اللَّهُ عليهِ
وسلَّمَ- وأصحابُه، وَهِيَ الطَّائفةُ المنصورةُ إلى قيامِ السَّاعةِ.
قولُه: (أنْ لا يُزيغَ قُلوبَنا) أي: يُميلُها عن الحقِّ والهُدى (بعد إِذْ هَدَانا)، أي وَفَّقَنَا وَأَلْهَمَنَا، فإنَّهُ -سُبْحَانَهُ- الهادِي، ((مَنْ يَهْدِه اللَّهُ فَلا مُضِلَّ له، ومَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ له))،
وقد وَرَدَ أَنَّ النَّبيَّ -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- كان أكثرُ يَمِينِه ((لاَ وَمُقَلِّبَ القُلُوبِ))،
وكان -صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ- يقولُ في دعائِه: ((يَا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِكَ))، فقيل: يا نبيَّ اللَّهِ آمنَّا بِكَ وبما جئتَ بِهِ فهلْ تَخافُ علينا؟ فقال: ((نَعَمْ إِنَّ الْقُلُوبَ بَيْنَ إِصْبِعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ الرَّحْمَنِ يُقَلِّبُهَا كَيْفَ شَاءَ)) أَخرجَه أحمدُ والترمذيُّ مِن حديثِ أنسٍ،
ووَرَدَ
أنَّ قَلبَ ابنِ آدَمَ كَرِيشةٍ مُلْقاةٍ في فلاةٍ تُفيئُها الرِّياحُ،
ولذا قيل: إنَّ القَلبَ سُمِّي قَلْباً لتَقَلُّبِه، كما قال بعضُهم:
مَا سُمِّي القَلـبُ إلاَّ مِـن تقلُّبِـه ... فاحذَرْ على القلبِ مِن قَلبٍ وتَحويلِ
وقال آخرُ:
وما سُمِّيَ الإنسانُ إلا لنَسْيـهِ ... وما سُمِّيَ القَلبُ إلاَّ أنَّه يَتَقلَّبُ
قولُه: (وأنْ يَهَبَ لنا) أي: يُعطِيَنا.
قولُه: (مِن لَدُنْه) أي: مِن عندِه.
قولُه: (الوهَّابُ) أي: كَثيرُ الهِباتِ والعطايا، فلا خيرَ إلا خيرُه ولا إلهَ غيرُه.
قد تَمَّ ما أَرَدْنا إيرادَه في هَذِهِ العُجالةِ، والحمدُ لِلَّهِ رَبِّ
العالَمِينَ، وصلَّى اللَّهُ على سيِّدِ المُرسَلين وآلِهِ وصَحبِه أجمعين،
وكان الفراغُ مِن تعليقِه على يدِ جامِعِه الفقيرِ إلى اللَّهِ عبدِ
العزيزِ بنِ ناصرِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عبدِ العزيزِ الرَّشيدِ سنة 1377
في أوَّلٍ مِن ذي الحجَّةِ، والعصمةُ لِلَّهِ ولكتابِه، والعاقِلُ مَن
اغتَفَر قليلَ خطأِ المرءِ في كَثيرِ صَوابِه).
الروضة الندية للشيخ: زيد بن
عبد العزيز بن فياض رحمه الله
المتن:
قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني (ت: 728هـ): (قَولُهُ:
فَنَسْألُ اللهَ أنْ يَجْعَلَنا مِنْهُمْ، وأنْ لاَ يُزِيغَ قُلوبَنا
بَعدَ إذْ هَدَانا ؛ وأنْ يَهَبَ لَنَا مِن لَدُنْهِ رَحمةً إنَّهُ هُوَ
الوَهَّابُ). الشرح:
ورَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ عَن عَائِشَةَ
قَالَتْ: دَعواتٌ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَدْعو بها: يَا مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك. قَالَتْ
فَقُلتُ يا رَسُولَ اللهِ: إنَّكَ تُكْثِرُ أنْ تَدعوَ بهَذَا الدُّعاءِ
فقَالَ: إنَّ قَلْبَ الآدَمِيِّ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِ اللهِ
فَإِذَا شَاءَ أَزَاغَهُ وَإِذَا شَاءَ أَقَامَهُ.
ورَوَى الإِمَامُ أَحْمَدُ أيضاً عَن شَهْرٍ
سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ تُحَدِّثُ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُكْثِرُ فِي دُعائِه يقولُ: اللَّهُمَّ
مُقَلِّبَ القُلوبِ ثَبِّتْ قَلْبِي عَلَى دِينِك. قَالَتْ: فقلتُ: يا
رَسُولَ اللهِ أوَ إِنَّ القلوبَ لَتُقَلَّبُ؟ قَالَ نَعَمْ. مَا خَلَقَ
اللهُ مِنْ بَشَرٍ مِن بَنِي آدمَ إلاَّ أَنَّ قَلْبَهُ بَيْنَ
أُصْبُعَيْنِ مِن أَصابِعِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ؛ فإنْ شَاءَ أَقَامَهُ
وَإنْ شَاءَ أزَاغَهُ ؛ فَنَسْأَلُ اللهَ رَبَّنَا أنْ لاَ يُزِيغَ
قُلوبَنَا بعدَ إذْ هَدَانا ونسألُهُ أنْ يَهَبَ لنَا مِن لَدُنه رحمةً
إنَّهُ هُوَ الوَهَّابُ قَالَتْ فقلتُ: يا رَسُولَ اللهِ، ألاَ تُعلِّمُني
دَعوةً أَدْعو بها لنَفْسِي؟ قَالَ: بَلَى. قُولِي: اللَّهُمَّ رَبَّ
النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ اغْفِرْ لي ذَنْبِي وَأَذْهِبْ غَيْظَ قَلْبِي
وَأَجِرْنِي مِنْ مُضِلَّاتِ الْفِتَنِ مَا أَحْيَيْتَنِي.
فَنَسْألُ اللهَ رَبَّنا أنْ يُثبِّتَ قُلوبَنا
وأنْ يَهْدِيَنا صِراطَه المُستقِيمَ. وصلَّى اللهُ عَلَى خيرِ خَلْقِه
مُحَمَّدٍ وآلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّم تَسْليماً كَثيراً).