الدروس
course cover
الدرس الثاني: استخلاص المسائل من تفسير واحد
22 Aug 2015
22 Aug 2015

10092

0

0


0

0

0

0

0
#1
course cover
المهارات الأساسية في التفسير

القسم الأول

الدرس الثاني: استخلاص المسائل من تفسير واحد
22 Aug 2015
22 Aug 2015

22 Aug 2015

10092

0

0


0

0

0

0

0

الدرس الثاني: استخلاص المسائل من تفسير واحد


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن اتبع هداه.


نبدأ بإذن الله في التطبيق العملي على مهارة تلخيص دروس التفسير، والتي فصّلت لكم في الدرس الأول من دروس هذه الدورة النافعة بإذن الله.
وأول هذه التطبيقات ستكون بإذن الله على استخلاص مسائل الآية.
والمسائل التي يذكرها المفسّرون كما سبق وتعرفتم عليها على أنواع، فمنها:
- مسائل تتعلق بعلوم بالسورة التي وردت فيها الآية.
- مسائل تتعلق بعلوم الآية نفسها.
- مسائل تفسيرية.
- مسائل استطرادية

كيف أستخلص مسائل التفسير؟
تستخلص المسائل التفسيرية بطريقتين، أنتم مطالبون بالأولى منها في هذه المرحلة..
أما الأولى: فهي استخلاصها من كلام المفسّرين، نجد أن المفسّر يتكلم عن جزئية محددة تتعلّق بالآية، فنضع لها عنوانا معبّرا فأكون قد استخلصت المسألة، وهكذا تباعا، أضع عنوانا لكل جزئية تكلم عنها المفسّر في الآية، فتجتمع لدي المسائل.
- وقد ينص المفسر على المسألة بصورة مباشرة:
كأن يقول: معنى {تولى} أي أعرض.
أو يقول: المخاطب في الآية هو النبي صلى الله عليه وسلم.
فتستخلص هذه المسائل بالطريقة التي أشرنا إليها، نضع عنوانا لكل مسألة تقابلنا كما في المثالين:
= معنى {تولى}.
= المخاطب في الآية.
وهذه المسائل لا ينبغي أن تفوت الطالب أبدا، العبرة فقط بالتركيز مع كلام المفسّر لتتبين لكم المسائل بإذن الله.
- وقد يشير المفسّر إلى المسألة بصورة غير مباشرة: وهنا يحتاج الأمر منك إلى مزيد تأمل ونظر في كلام المفسّر وربط بين الأقوال، ويكتسب الطالب هذه المهارة مع الوقت وكثرة التدرّب إن شاء الله.

الطريقة الثانية: أن تُستخلص المسائل من تأمّل الآية نفسها قبل الرجوع إلى كلام المفسرين.
وهذه الطريقة لستم مطالبين بها الآن، لأنها تستلزم في معظم الأحيان معرفة أدوات خاصة يستعملها المفسّرون في ذلك، ويمكننا تطبيقها في بعض الأحوال في حدود ضيّقة نظرا لأهميتها، وذلك لحين دراستها بصورة موسّعة إن شاء الله في دورة مهارات التفسير المتقدّمة.

ونبدأ مستعينين بالله بتوضيح ما ذكرناه بالمثال، ثم نعقب ببعض التنبيهات إن شاء الله، سنقرأ تفسير الآيات، وكلما قابلتنا مسألة أشرنا إليها باللون الأحمر في موضعها بإذن الله.

Anonymous

#2

22 Aug 2015

المثال الأول
تفسير قوله تعالى: { أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)} العلق.

في تفسير هاتين الآيتين تكلم الأشقر رحمه الله عن مسألتين فقط، وهما من المسائل النصّية قد نصّ عليهما المفسّر مباشرة أثناء التفسير.
ويلاحظ أن هاتين المسألتين من أنواع معاني المفردات، وقد نبّه الشيخ الداخل حفظه الله في الدرس السابق أن كثيرا من المفردات القرآنية قد تتعلق بها مسألتان:
- معنى المفردة القرآنية، ويقصد به معناها في اللغة.
- المراد بها في الآية، ويقصد به الشخص أو الشيء المقصود بها أو المسمّى بها.
فلا يصح أن يخلط الطالب بين هاتين المسألتين عند الحديث عن تفسير المفردة في الآية.
ففي تفسير قوله تعالى: (عبدا إذا صلّى)، نجد أن الأشقر رحمه الله تكلم عن المراد به في الآية وهو النبيّ صلى الله عليه وسلم، ونصّ عليه صراحة، فلا يصح أن يخطيء الطالب في صياغة عنوان هذه المسألة وما على شاكلتها فيقول: معنى "عبدا"، لأنه أراد تحديد الشخص المقصود في الآية ولم يرد بيان المعنى اللغوي للعبودية.

وسنعطي مثالا آخر على معنى مفردة قرآنية والمراد بها في الآية ..
ففي تفسير الصراط المستقيم في قوله تعالى في سورة الفاتحة: {اهدنا الصراط المستقيم (6)} الفاتحة، ذكر المفسّرون مسألتين:
الأولى: معنى الصراط في اللغة.
والثانية: المراد بالصراط في الآية.

- فمعنى الصراط (أي في اللغة): الطريق الواضح الذي لا عوج فيه.
- والمراد به في الآية (أي الشيء المسمّى بالصراط المستقيم): دين الإسلام.
هل لاحظتم الفرق بين معنى المفردة في اللغة وبين المراد بها في الآية تحديدا؟
والآن نرجع إلى التطبيق:

اقتباس:


قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9، 10 - {أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى عَبْداً إِذَا صَلَّى} الَّذِي يَنْهَى هُوَ أَبُو جَهْلٍ (من الذي ينهى؟)، وَالْمُرَادُ بالعبدِ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (المراد بالعبد)). [زبدة التفسير: 597]

كما لاحظتم أن الأشقر رحمه الله تكلم عن مسألتين واضحتين جدا في تفسير الآية، فيكون استخلاص المسائل كالتالي:
المسائل التفسيرية:
قوله تعالى: { أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)} العلق.
● من الذي ينهى؟
● المراد بالعبد.

Anonymous

#3

22 Aug 2015

المثال الثاني
تفسير قوله تعالى: {عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2)} عبس.


-
قد وردت في هاتين الآيتين أفعال، وبالتالي ينبغي أن نعرف نوع هذه الأفعال هل هي لازمة أو متعدّية؟ وإذا كانت متعدّية فما هو مفعولها؟ وما هو فاعلها إذا لم يسمّ في الآية؟
- أيضا ورد في تفسيرها سبب نزول، وسبب النزول كما درسنا في الدرس الثالث يتبع علوم السورة التي وردت فيها الآية فيراعى تقديم المسائل المتعلقة بعلوم السورة أو الآية في ترتيب المسائل.
- ووردت كذلك مسائل في معاني المفردات، فنفرد لكل مفردة مسألة في سطر منفصل، لأن بعض الطلاب يضع جميع المفردات الواردة في الآيات في صورة مسألة واحدة وهذا خطأ.
- لعل سائل يسأل ويقول إن مسألة سبب النزول هي نفسها مسألة "سبب العبوس" فلماذا التكرار؟!
والجواب أننا وإن كنا نفرد الروايات الواردة في أسباب النزول في أول قائمة المسائل، فإننا قد نحتاج إلى عرضها ثانية أثناء التفسير ليتمّ فهم المسائل على الترتيب، فعند تفسير قوله تعالى: {أن جاءه الأعمى} فإننا حتما سنعيد الكلام عن سبب النزول بتفصيل أكبر، وبذلك نجد أن سبب النزول في هذه الحالة مسألة من مسائل علوم الآية ومسألة تفسيرية في نفس الوقت لأن التفسير لا يتمّ فهمه كاملا بدونها.

اقتباس:

تفسير قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) )
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(1-{عَبَسَ وَتَوَلَّى}؛ أَيْ: كَلَحَ (معنى: عبس) النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (من الذي عبس؟
) بِوَجْهِهِ، وَأَعْرَضَ (معنى: تولّى) ). [زبدة التفسير: 585]
تفسير قوله تعالى: (أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) )

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) :(2-{أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى}؛ أَيْ: لأَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى (سبب العبوس). سَبَبُ نُزُولِ السُّورَةِ أَنَّ قَوْماً مِنْ أشرافِ قُرَيْشٍ كَانُوا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَدْ طَمِعَ فِي إسلامِهِم، فَأَقْبَلَ إِلَيْهِ رَجُلٌ أَعْمَى هُوَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ (المراد بالأعمى)، فَكَرِهَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَقْطَعَ عَلَيْهِ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ كلامَهُ، فَأَعْرَضَ عَنْهُ؛ فَنَزَلَتْ (سبب نزول سورة عبس)). [زبدة التفسير: 585]

سبب نزول السورة:
المسائل التفسيرية:

قوله تعالى: (عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2))
معنى: (عبس)
من الذي عبس؟
معنى: (تولى)
● المراد بالأعمى

● سبب العبوس.

Anonymous

#4

22 Aug 2015

المثال الثالث
تفسير قوله تعالى: (عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2)) النبأ.

- في المثال التالي يظهر لنا نوع جديد من المسائل التفسيرية، وهو معاني الأساليب التي ترد في القرآن، ومن أشهرها ما هو موجود في ذلك المثال وهو أسلوب الاستفهام.
وسبيل إتقان معرفة معاني الأساليب التي ترد في القرآن هو دراسة علم البلاغة، نسأل الله أن يرزقنا وإياكم من فضله.
والاستفهام معناه السؤال عن شيء مجهول للسائل، فالأصل فيه هو السؤال المحض.

ولكن أساليب الاستفهام كثيرا ما تأتي لغير الاستفهام المحض، بل تخرج إلى معان بلاغية أخرى..
فيأتي أسلوب الاستفهام بمعنى النفي، والإنكار، والتقرير، والتفخيم، والتعجب... إلى آخر ما تحتمله من معان يدلّ عليها السياق الذي ترد فيه.
ولذلك أمثلة كثيرة ستمرّ علينا أثناء الدراسة بإذن الله.

ويكتفي الطالب في هذه المرحلة بما يذكره المفسّرون من معنى للاستفهام الوارد في الآية، فإذا لم يتعرض له أحد من المفسّرين أمكن للطالب أن يتجاوز هذه المسألة إلى أن يدرسها مستقبلا إن شاء الله.
- وتكرر في هذا المثال نوعان من المسائل[1]، وردت في المثال السابق تلاحظونها إن شاء الله كالتالي:

اقتباس:


تفسير قوله تعالى: (
عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ (1) عَنِ النَّبَإِ الْعَظِيمِ (2) )
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ): (يقول تعالى منكراً (معنى الاستفهام في الآية) على المشركين (مرجع الضمير في قوله: "يتساءلون") في تساؤلهم عن يوم القيامة (بيان ما يتساءلون عنه) إنكاراً لوقوعها (بيان الغرض من التساؤل) : {عمّ يتساءلون (1) عن النّبإ العظيم}. أي: عن أيّ شيءٍ يتساءلون؟ عن أمر القيامة وهو النّبأ العظيم
(المراد بالنبأ العظيم). يعني: الخبر الهائل المفظع الباهر(معنى النبأ العظيم).
قال قتادة وابن زيدٍ: النّبأ العظيم:البعث بعد الموت. وقال مجاهدٌ: هو القرآن.
(المراد بالنبأ العظيم) والأظهر الأوّل؛ لقوله: {الّذي هم فيه مختلفون}. يعني: النّاس فيه على قولين؛ مؤمنٌ به وكافرٌ ). [تفسير القرآن العظيم: 8/302]
المسائل التفسيرية: [2]
● معنى الاستفهام في الآية.
● مرجع الضمير في قوله: (يتساءلون).
● بيان الغرض من التساؤل.
● معنى: (النبأ العظيم).
● المراد بالنبأ العظيم.

______________________
[1] النوعان هما:
1: الفاعل الذي لم يُسم في الآية، وهو فاعل: (يتساءلون)،
والذي عبّرنا عن مسألته بــ: مرجع الضمير في قوله تعالى: (يتساءلون).
ونقصد بالضمير واو الجماعة المتصلة بالفعل.
2: معنى (النبأ العظيم) لغة، والمراد به في الآية.
[2] اكتفينا بمسألة "المراد بالنبأ العظيم" بدلا من مسألة "بيان ما يتساءلون عنه" لأنهما مسألة واحدة.

Anonymous

#5

22 Aug 2015

المثال الرابع

تفسير قوله تعالى: {وَمَا هُوَ عَلَى الْغَيْبِ بِضَنِينٍ }التكوير-24


- في الآية التالية مسألة تتعلق بعلوم الآية وهي القراءات الواردة في كلمة (ضنين) فتقدّم في أول قائمة المسائل كما اتفقنا.
- وبقية المسائل وردت معنا في الأمثلة السابقة عدا مسألة واحدة نعلّق على كيفية صياغتها.

اقتباس:

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: (وما هو على الغيب بظنينٍ) أي: وما محمّدٌ (مرجع الضمير {هو}) على ما أنزله اللّه إليه (المراد بالغيب) بظنينٍ، أي: بمتّهمٍ (معنى ظنين)، ومنهم من قرأ ذلك بالضّاد ( القراءة الثانية {ضنين})، أي: ببخيلٍ (معنى {ضنين})، بل يبذله لكلّ أحدٍ، قال سفيان بن عيينة: (ظنينٌ) و(ضنينٌ) سواءٌ، أي: ما هو بكاذبٍ، وما هو بفاجرٍ، والظّنين: المتّهم، والضّنين: البخيل. وقال قتادة: كان القرآن غيباً (المراد بالغيب) فأنزله اللّه على محمّدٍ فما ضنّ به على النّاس - وكذا قال عكرمة وابن زيدٍ وغير واحدٍ- بل بلّغه ونشره وبذله لكلّ من أراده. (تضمن الآية الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم في قيامه بالدّعوة [1]) واختار ابن جريرٍ قراءة الضّاد.
قلت: وكلاهما متواترٌ ومعناه صحيحٌ كما تقدّم)

مسائل القراءات
القراءات الواردة في كلمة: {ضنين}
المسائل التفسيرية

مرجع الضمير {هو}
المراد بالغيب
معنى الآية على القراءتين
تضمُّن الآية الثناء على النبي صلى الله عليه وسلم في قيامه بالدعوة

____________________
[1] لأن نفي النقص عنه صلى الله عليه وسلّم يتضمن إثبات كماله.

Anonymous

#6

22 Aug 2015

المثال السادس
تفسير قوله تعالى: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} الضحى.

- في هذا المثال نوع جديد من الأساليب وهو أسلوب القسم.
فإذا ما وجدنا في الآية أسلوب قسم فحتما يكون لدينا ثلاث مسائل:
1: المقسم به، وهو الذي يأتي بعد إحدى أدوات القسم: الواو، والباء، والتاء.
2: المقسم عليه، ويأتي بعد المقسم به.
3: فائدة القسم،
وهي دائما لتعظيم شأن المقسم به والمقسم عليه، لأن الله جل وعلا لا يقسم إلا بمعظّم ولا يقسم إلا على معظّم، وغالبا ما يشير المفسّرون إلى ذلك أثناء التفسير.
مثال: قوله تعالى: (ن (1) والقلم وما يسطرون (2) ما أنت بنعمة ربك بمجنون (3)) القلم.
فالمقسم به هو قوله تعالى: (والقلم وما يسطرون)
والمقسم عليه هو قوله تعالى: (ما أنت بنعمة ربك بمجنون)
الحكمة من القسم: تعظيم شأن النبيّ صلى الله عليه وسلم، ونفي النقص عنه.
فائدة الإقسام بالقلم: أقسم الله بالقلم وما يسطرون تشريفا وتعظيما لشأن القلم والكتابة فبالقلم كتب القرآن وغيره من الكتب المقدّسة، وكتبت المقادير، ودونت المعارف والعلوم.......

اقتباس:

تفسير قوله تعالى: (وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) )

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (أقسمَ تعالى بالنهارِ إذا انتشرَ ضياؤهُ، بالضحى، وبالليلِ إذا سجى وادلهمَّتْ ظلمتهُ، (المقسم به) + (معنى: "الضحى") + (معنى: "سجى") على اعتناءِ اللهِ برسوله صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقالَ: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} (المقسم عليه)). [تيسير الكريم الرحمن: 928] (م)


تفسير قوله تعالى: (مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3) )

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ} أي: مَا ترككَ منذُ اعتنى بكَ، ولا أهملكَ منذُ رباكَ ورعاكَ، بلْ لمْ يزلْ يربيكَ أحسنَ تربيةٍ، ويعليكَ درجةً بعدَ درجةٍ. (معنى: "ودّعك")

{وَمَا قَلَى} كَ اللهُ أي: ما أبغضكَ منذُ أحبَّكَ (معنى: "قلى")، فإنَّ نفيَ الضدِّ دليلٌ على ثبوتِ ضدِّهِ، والنفي المحضُ لا يكونُ مدحاً، إلاَّ إذا تضمنَ ثبوتَ كمالٍ، فهذهِ حالُ الرسول صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ الماضيةُ والحاضرةُ، أكملُ حالٍ وأتمها، محبةُ اللهِ لهُ واستمرارهَا، وترقيتهُ في درجِ الكمالِ، ودوامُ اعتناءِ اللهِ بهِ. (دلالة الآية على محبة الله لرسوله صلى الله عليه وسلّم)). [تيسير الكريم الرحمن: 928]

المسائل التفسيرية:
قوله تعالى: {وَالضُّحَى (1) وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى (2) مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى (3)} الضحى.
● المقسم به
● معنى: "الضحى"
● معنى: "سجى"
● المقسم عليه
● معنى: "ودعك"

● معنى: "قلى"

● دلالة الآية على محبة الله لرسوله صلى الله عليه وسلّم

Anonymous

#7

22 Aug 2015

المثال السابع (تطبيق مباشر)
تفسير قوله تعالى:{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا (12) مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا (13)} الإنسان.


ليحضر كل طالب منكم دفترا، ويدون فيه المسائل التي استخلصها من المثال التالي:

اقتباس:

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ): {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا}على طاعةِ اللَّهِ، فعَمِلُوا ما أَمْكَنَهم منها، وعن مَعَاصِي اللَّهِ فتَرَكُوها، وعلى أقدارِ اللهِ المُؤْلِمَةِ فلم يَتَسخَّطُوها {جَنَّةً} جامعةً لكلِّ نَعيمٍ، سالمةً مِن كلِّ مُكَدِّرٍ ومُنَغِّصٍ، {وَحَرِيراً} كما قالَ تعالى: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}.
ولعَلَّ اللَّهَ إنَّما خَصَّ الحريرَ؛ لأنه لِباسُهم الظاهرُ، الدالُّ على حالِ صاحبِه.

{مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ}،الاتِّكاءُ: التَّمَكُّنُ مِن الجلوسِ، في حالِ الرَّفاهِيَةِ والطُّمأنينةِ والراحةِ ، والأرائكُ هي السُّرُرُ التي عليها اللِّباسُ الْمُزَيَّنُ.
{لاَ يَرَوْنَ فِيهَا}؛ أي: في الجنَّةِ ، {شَمْساً} يَضُرُّهم حَرُّها ، {وَلاَ زَمْهَرِيراً}؛ أي: برْداً شَديداً، بل جَميعُ أوقاتِهم في ظِلٍّ ظليلٍ، لا حَرَّ ولا برْدَ، بحيثُ تَلْتَذُّ به الأجسادُ ولا تَتألَّمُ مِن حَرٍّ ولا بَرْدٍ.

ثم يقارن تطبيقه على هذا النموذج ليختبر استيعابه للأمثلة السابقة:


اقتباس:


قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ):
{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا}
(مرجع الضمير {هم}) على طاعةِ اللَّهِ، فعَمِلُوا ما أَمْكَنَهم منها، وعن مَعَاصِي اللَّهِ فتَرَكُوها، وعلى أقدارِ اللَّهِ الْمُؤْلِمَةِ، فلم يَتَسَخَّطُوها (متعلق الصبر) {جَنَّةً} جامعةً لكلِّ نَعيمٍ، سالمةً مِن كلِّ مُكَدِّرٍ ومُنَغِّصٍ (وصف الجنة)، {وَحَرِيراً} كما قالَ تعالى: {وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ}.

ولعَلَّ اللَّهَ إنَّما خَصَّ الحريرَ؛ لأنه لِباسُهم الظاهرُ، الدالُّ على حالِ صاحبِه.
(لم خُص الحرير بالذكر؟)
{مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الأَرَائِكِ}، (مرجع الضمير في {فيها}) الاتِّكاءُ: التَّمَكُّنُ مِن الجلوسِ، في حالِ الرَّفاهِيَةِ والطُّمأنينةِ والراحةِ (معنى الاتكاء)، والأرائكُ هي السُّرُرُ التي عليها اللِّباسُ الْمُزَيَّنُ.(معنى الأرائك)
{لاَ يَرَوْنَ فِيهَا}؛ أي: في الجنَّةِ (مرجع الضمير في {فيها})، {شَمْساً} يَضُرُّهم حَرُّها ، {وَلاَ زَمْهَرِيراً}؛ أي: برْداً شَديداً (معنى الزمهرير)، بل جَميعُ أوقاتِهم في ظِلٍّ ظليلٍ، لا حَرَّ ولا برْدَ، بحيثُ تَلْتَذُّ به الأجسادُ ولا تَتألَّمُ مِن حَرٍّ ولا بَرْدٍ. (ما يفيده خلوّ الجنة من الحر والبرد)
المسائل التفسيرية
قوله تعالى:{وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا }
مرجع الضمير {هم}
متعلق الصبر
وصف الجنّة
لم خُصّ الحرير بالذكر؟

قوله تعالى:{مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا}
معنى الاتكاء
مرجع الضمير في قوله: {فيها}
معنى الأرائك
معنى الزمهرير
ما يفيده خلوّ الجنة من الحر والبرد

Anonymous

#8

22 Aug 2015

تنبيهات وإرشادات

1: فوات بعض المسائل على الطالب في أوّل الأمر لا يقدح في ملَكته وقدرته الذهنية.
2: على الطالب أن يدرّب نفسه على التفطن لمواضع المسائل، أي يدرك وجود مسألة في الموضع الفلاني من كلام المفسّر، وإن عبّر عنها الطالب بأيّ صيغة في هذه المرحلة، وإحسان الصياغة يأتي بكثرة التدرّب ومحاكاة كلام أهل العلم.
3: التفطن لوجود المسألة يأتي بمداومة النظر في كلام المفسّرين وتحرّي الدقة في فهمه.
4:
بالنسبة لصياغة عنوان المسألة فالأمر فيه سعة، ويمكن أن يعبر عن المسألة الواحدة بأكثر من طريقة، ويراعى صياغة المسألة بأقل الألفاظ دون الإخلال بمضمونها مستعملا في ذلك ما ورد من ألفاظ في الآية نفسها حتى يدلّ على موضع المسألة في الآية، وكذلك ألفاظ المفسّرين.
5:
بعض الطلاب يضع آية كاملة كمسألة واحدة، وقد يضع آيتين، فيقول مثلا:
المسألة الأولى: معنى قوله تعالى {عبس وتولى* أن جاءه الأعمى}
وهذا خطأ فالآية الواحدة على وجازتها قد تحتوي على عدد كبير من المسائل يجب فصلها والتعبير عنها تعبيرا دقيقا، وهذا أدعى لفهم القرآن فهما جيدا.
6:
بعض الطلاب يعبر عن المسائل بذكر الفوائد السلوكية والإيمانية، ولا يتعرض لمعاني المفردات ولا التراكيب، ويجب التفريق بين المسائل التي يذكرها المفسّرون والفوائد التي يستنتجها الطالب.
7: الفوائد السلوكية والإيمانية وإن كانت مطلوبة، إلا أنها مبنية في الأصل على فهم المعنى وما قد يتعلق به من أسباب النزول وغيره، فلا نقدم الفرع على الأصل.

تمّ الدرس، والحمد لله ربّ العالمين.

Anonymous

#9

23 Jul 2022

المثال الخامس
تفسير قوله تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)} الشرح.

- معنا في هاتين الآيتين مسألة مشهورة وسهلة إن شاء الله، وهي معرفة المخاطب في الآية.
ويستدل على وجود الخطاب في الآية بورود ما يدلّ عليه:
كضمير الخطاب، كما في قوله: (فَإِذَا فَرَغْتَ) الشرح.
أو النداء، كما في قوله: (يَا أَيَّهَا النَّبِيُّ) الأحزاب.
أو فعل الأمر، كما في قوله: (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) الإخلاص.
وكذلك النهي، كما في قوله: (لَا تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا) التوبة.
أو اسم فعل الأمر، كما في قوله: (عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ) المائدة.
فينتبه جيدا إلى علامات الخطاب، لأن بعض الطلاب يخطؤون عندما تتحدث آية عن جماعة من الناس أو عن شخص محدد فيقول: المخاطب في الآية، وليس كذلك.

- ومن المسائل التفسيرية المهمّة والتي ستتكرر معنا كثيرا إن شاء الله، ووردت في هذا المثال أيضا ما نعبّر عنه بــ: متعلّق الفعل.
فقد أشرنا في الأمثلة السابقة إلى أنه إذا ورد فعل في الآية فإننا ننظر فيه هل هو لازم أي يكتفي بفاعله، أم يتعدّى إلى مفعوله؟
فإذا كان متعديا فما هو مفعوله إذا لم يُسم في الآية؟
سنعبّر عن مسألة المفعول المحذوف بمتعلَّق الفعل.
مثال: قوله تعالى: (فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ) الشرح.
فنتساءل: فرغ من ماذا؟
هذا المحذوف الذي نتساءل عنه سنعبّر عنه كمسألة تفسيرية بــ: متعلق الفراغ.
مثال آخر: قوله تعالى: (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا)
استيأس الرسل من ماذا؟
هذا هو المتعلق.
وحذف المتعلق وإطلاق الفعل له فوائد كثيرة لأنه بذلك يفيد العموم، ويكون جامعا لكثير من المعاني النافعة، ولذلك تتنوع عبارات المفسّرين في بيان متعلق الفعل، وتكون غالبا من باب التمثيل وليس حصر المتعلق في معنى بعينه.
ولذلك تنوعت عبارات المفسّرين في بيان متعلق الفراغ في الآية السابقة، فيكون الفراغ من جميع الأشغال من مهام الدعوة ومن أمور الدنيا ونحو ذلك.
وكذلك متعلق اليأس، فإنه شامل لكل ما يئس منه الرسل من إيمان المكذبين وصبر أتباعهم من المؤمنين، بل وقرب النصر الذي وعدهم الله به.

اقتباس:


قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثمَّ أمرَ اللهُ رسولهُ أصلاً، والمؤمنينَ تبعاً (المخاطب في الآية[1])، بشكرهِ والقيامِ بواجبِ نعمهِ (مقصد الآيتين)، فقالَ: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانصَبْ} أي: إذا تفرغتَ منْ أشغالكَ، ولمْ يبقَ في قلبكَ ما يعوقهُ (متعلق الفراغ)، فاجتهدْ في العبادةِ والدعاءِ (معنى: "فانصب") + (متعلق النَّصَب)، وقدْ قيلَ:إنَّ معنى قولهِ: {فَإِذَا فَرَغْتَ} منَ الصلاةِ وأكملتهَا (متعلق الفراغ) {فَانْصَبْ} في الدعاءِ (متعلق النَّصَب) {وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ} في سؤالِ مطالبكَ (متعلق الرغبة).
واستدلَّ مَنْ قالَ بهذا القولِ، على مشروعيةِ الدعاءِ والذكرِ عقبَ الصلواتِ المكتوباتِ (دلالة الآيات على مشروعية الدعاء والذكر عقب الصلوات المكتوبات)، واللهُ أعلمُ بذلكَ.). [تيسير الكريم الرحمن: 929]

مقصد الآيتينالمسائل التفسيرية
● المخاطب في الآيتين.
● متعلق الفراغ
● معنى: فانصب
● متعلق النَّصَب
● متعلق الرغبة
● دلالة الآيات على مشروعية الذكر والدعاء عقب الصلوات المكتوبات.

_________________________
[1] الغالب في صيغة الخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم أن أمته مخاطبون به تبعا، إلا إذا أتى ما يُخصّص الخطاب.