الدروس
course cover
تفسير سورة المدثر [ من الآية (11) إلى الآية (17) ]
19 Jan 2015
19 Jan 2015

4272

0

0

course cover
تفسير جزء تبارك

القسم الثالث

تفسير سورة المدثر [ من الآية (11) إلى الآية (17) ]
19 Jan 2015
19 Jan 2015

19 Jan 2015

4272

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12)وَبَنِينَ شُهُودًا (13) وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16) سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17)}


تفسير قوله تعالى: (ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا (11) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول تعالى متوعّدًا لهذا الخبيث الّذي أنعم اللّه عليه بنعم الدّنيا، فكفر بأنعم اللّه، وبدّلها كفرًا، وقابلها بالجحود بآيات اللّه والافتراء عليها، وجعلها من قول البشر. وقد عدّد اللّه عليه نعمه حيث قال: {ذرني ومن خلقت وحيدًا} أي: خرج من بطن أمّه وحده لا مال له ولا ولد). [تفسير القرآن العظيم: 8/265]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (11 _30) {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً * وَجَعَلْتُ لَهُ مَالاً مَمْدُوداً * وَبَنِينَ شُهُوداً * وَمَهَّدْتُّ لَهُ تَمْهِيداً * ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ * كَلاَّ إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً * سَأُرْهِقُهُ صَعُوداً * إِنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ * فَقُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ قُتِلَ كَيْفَ قَدَّرَ * ثُمَّ نَظَرَ * ثُمَّ عَبَسَ وَبَسَرَ * ثُمَّ أَدْبَرَ وَاسْتَكْبَرَ * فَقَالَ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ * إِنْ هَذَا إِلاَّ قَوْلُ الْبَشَرِ * سَأُصْلِيهِ سَقَرَ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا سَقَرُ * لاَ تُبْقِي وَلاَ تَذَرُ * لَوَّاحَةٌ لِلْبَشَرِ * عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ }.
هذه الآياتُ: نَزَلَتْ في الوَلِيدِ بنِ الْمُغيرةِ، مُعانِدِ الحقِّ، والمُبارِزِ لِلَّهِ ولرسولِه بالمُحارَبَةِ والمُشَاقَّةِ، فذَمَّه اللَّهُ ذَمًّا لم يَذُمَّه غيرَه، وهذا جَزَاءُ كلِّ مَن عانَدَ الحقَّ ونابَذَه أنَّ له الْخِزْيَ في الدنيا، ولَعذابُ الآخِرَةِ أَخْزَى، فقالَ:
{ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيداً}؛ أي: خَلَقْتُه مُنْفَرِداً بلا مالٍ ولا أهْلٍ ولا غيرِه، فلم أَزَلْ أُنَمِّيهِ وأُرَبِّيهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 896]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11- {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا} دَعْنِي أنا والذي خَلَقْتُه حالَ كونِه وَحيدًا في بَطْنِ أُمِّهِ, لا مَالَ له ولا وَلَدَ. أو دَعْنِي وَحْدِي معه, فإني أَكفيكَ في الانتقامِ منه. قالَ الْمُفَسِّرونَ: وهو الوَليدُ بنُ الْمُغيرةِ). [زبدة التفسير: 575]


تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَمْدُودًا (12) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ رزقه اللّه، {مالا ممدودًا} أي: واسعًا كثيرًا قيل: ألف دينارٍ. وقيل: مائة ألف دينارٍ. وقيل: أرضًا يستغلّها. وقيل غير ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/265]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَجَعَلْتُ لهُ مَالاً مَمْدُوداً}؛ أي: كَثِيراً). [تيسير الكريم الرحمن: 896]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (12- {وَجَعَلْتُ لَهُ مَالًا مَّمْدُودًا} أيْ: كَثيرًا. وقد كانَ الوليدُ بنُ الْمُغيرةِ مَشهورًا بكثرةِ المالِ). [زبدة التفسير: 575]


تفسير قوله تعالى: (وَبَنِينَ شُهُودًا (13) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وجعل له {وبنين شهودًا} قال مجاهدٌ: لا يغيبون، أي: حضورًا عنده لا يسافرون في التّجارات، بل مواليهم وأجراؤهم يتولّون ذلك عنهم وهم قعودٌ عند أبيهم، يتمتّع بهم ويتملّى بهم. وكانوا -فيما ذكره السّدّيّ، وأبو مالكٍ، وعاصم بن عمر بن قتادة-ثلاثة عشر. وقال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ: كانوا عشرةً. وهذا أبلغ في النّعمة [وهو إقامتهم عنده] ). [تفسير القرآن العظيم: 8/265]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَ} جَعَلْتُ له.
{بَنِينَ}؛ أي: ذُكُوراً .
{شُهُوداً}؛ أي: دائماً حاضِرِينَ عندَه على الدوامِ يَتمتَّعُ بهم، ويَقضِي بهم حَوائجَه ويَستنْصِرُ بهم). [تيسير الكريم الرحمن: 896]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (13- {وَبَنِينَ شُهُودًا} أيْ: وجَعلتُ له بَنينَ حُضورًا بِمَكَّةَ معه, لا يُسافرونَ ولا يَحتاجونَ إلى التَّفَرُّقِ في طَلَبِ الرزْقِ لكثرةِ مالِ أَبِيهِم. قيلَ: كانوا ثَلاثةَ عَشَرَ وَلَدًا كلُّهم رِجالٌ). [زبدة التفسير: 575]


تفسير قوله تعالى: (وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيدًا (14) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ومهّدت له تمهيدًا} أي: مكّنته من صنوف المال والأثاث وغير ذلك). [تفسير القرآن العظيم: 8/265]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَمَهَّدْتُ لَهُ تَمْهِيداً}؛ أي: مَكَّنْتُهُ مِن الدنيا وأسبابِها، حتى انقادَتْ له مَطالِبُه، وحصَلَ على ما يَشْتَهِي ويُريدُ). [تيسير الكريم الرحمن: 896]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (14- {وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيدًا} أيْ: بسَطْتُ له في العَيْشِ وطُولِ العمُرِ والرياسةِ في قُريشٍ). [زبدة التفسير: 575]


تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ (15) )

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({ثُمَّ} معَ هذه النِّعَمِ والإمداداتِ.
{يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ}؛ أي: يَطمَعُ أنْ يَنالَ نَعيمَ الآخِرةِ كما نالَ نَعيمَ الدنيا). [تيسير الكريم الرحمن: 896]


تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِنَّهُ كَانَ لِآَيَاتِنَا عَنِيدًا (16) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ يطمع أن أزيد (15) كلا إنّه كان لآياتنا عنيدًا} أي: معاندًا، وهو الكفر على نعمه بعد العلم). [تفسير القرآن العظيم: 8/265]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({كَلاَّ}؛ أي: ليسَ الأمْرُ كما طَمِعَ، بل هو بخِلافِ مَقصودِه ومَطلوبِه؛ وذلك لأنه:{كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيداً}؛ أي: مُعانِداً، عرَفَها ثم أَنْكَرَها, ودَعَتْه إلى الحقِّ فلم يَنْقَدْ لها, ولم يَكْفِهِ أنَّه أَعْرَضَ وتَوَلَّى عنها، بل جَعَلَ يُحَارِبُها ويَسْعَى في إبطالِها). [تيسير الكريم الرحمن: 896]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (16- {كَلاَّ} أيْ: لستُ أَزِيدُه، {إِنَّهُ كَانَ لِآيَاتِنَا عَنِيدًا} أيْ: مُعَانِدًا لها, كافِرًا بما أَنْزَلْنَاهُ منها على رَسُولِنا). [زبدة التفسير: 575]


تفسير قوله تعالى: (سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا (17) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال اللّه: {سأرهقه صعودًا} قال الإمام أحمد: حدّثنا حسنٌ، حدّثنا ابن لهيعة، عن درّاج، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد، عن رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم قال: "ويلٌ: وادٍ في جهنّم، يهوي فيه الكافر أربعين خريفًا قبل أن يبلغ قعره، والصّعود: جبلٌ من نارٍ يصعد فيه سبعين خريفًا، ثمّ يهوي به كذلك فيه أبدًا".
وقد رواه التّرمذيّ عن عبد بن حميد، عن الحسن بن موسى الأشيب، به ثمّ قال: غريبٌ، لا نعرفه إلّا من حديث ابن لهيعة عن درّاجٍ. كذا قال. وقد رواه ابن جريرٍ، عن يونس، عن عبد اللّه بن وهبٍ، عن عمرو بن الحارث، عن درّاج وفيه غرابةٌ ونكارةٌ.
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبو زرعة وعليّ بن عبد الرّحمن -المعروف بعلّان المصريّ -قال: حدّثنا منجاب، أخبرنا شريكٌ، عن عمّارٍ الدّهنيّ، عن عطيّة العوفيّ، عن أبي سعيدٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: {سأرهقه صعودًا} قال: "هو جبلٌ في النّار من نارٍ يكلّف أن يصعده، فإذا وضع يده ذابت، وإذا رفعها عادت، فإذا وضع رجله ذابت، وإذا رفعها عادت".
ورواه البزّار وابن جريرٍ، من حديث شريكٍ، به.
وقال قتادة، عن ابن عبّاسٍ: صعودٌ: صخرةٌ [في جهنّم] عظيمةٌ يسحب عليها الكافر على وجهه.
وقال السّدّيّ: صعودًا: صخرةً ملساء في جهنّم، يكلّف أن يصعدها.
وقال مجاهدٌ: {سأرهقه صعودًا} أي: مشقّةً من العذاب. وقال قتادة: عذابًا لا راحة فيه. واختاره ابن جريرٍ).
[تفسير القرآن العظيم: 8/265-266]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (17- {سَأُرْهِقُهُ صَعُودًا} أيْ: سَأُكَلِّفُه مَشَقَّةً مِن العذابِ, والإرهاقُ: أنْ يُحْمَّلَ الإنسانُ الشيءَ الثقيلَ الذي لا يُطِيقُه). [زبدة التفسير: 575]



* للاستزادة ينظر: هنا