19 Jan 2015
تفسير
قوله تعالى: {ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) ثُمَّ إِنِّي
أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) فَقُلْتُ
اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ
عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ
وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) مَا لَكُمْ
لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14)
أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15)
وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16)
وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ
فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ
بِسَاطًا (19) لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ إنّي دعوتهم جهارًا} أي: جهرةً بين النّاس). [تفسير القرآن العظيم: 8/232] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ إنّي أعلنت لهم} أي: كلامًا ظاهرًا بصوتٍ عالٍ، {وأسررت لهم إسرارًا} أي: فيما بيني وبينهم، عليهم الدّعوة لتكون أنجع فيهم). [تفسير القرآن العظيم: 8/232] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فقلت
استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارًا} أي: ارجعوا إليه وارجعوا عمّا أنتم فيه
وتوبوا إليه من قريبٍ، فإنّه من تاب إليه تاب عليه، ولو كانت ذنوبه مهما
كانت في الكفر والشّرك. ولهذا قال: {فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارًا}
). [تفسير القرآن العظيم: 8/232] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يرسل
السّماء عليكم مدرارًا} أي: متواصلة الأمطار. ولهذا تستحبّ قراءة هذه
السّورة في صلاة الاستسقاء لأجل هذه الآية. وهكذا روي عن أمير المؤمنين عمر
بن الخطّاب: أنّه صعد المنبر ليستسقي، فلم يزد على الاستغفار، وقرأ الآيات
في الاستغفار. ومنها هذه الآية {فقلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارًا
(10) يرسل السّماء عليكم مدرارًا} ثمّ قال: لقد طلبت الغيث بمجاديح السّماء
الّتي ستنزل بها المطر. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{ويمددكم بأموالٍ وبنين ويجعل لكم جنّاتٍ ويجعل لكم أنهارًا} أي: إذا تبتم
إلى اللّه واستغفرتموه وأطعتموه، كثر الرّزق عليكم، وأسقاكم من بركات
السّماء، وأنبت لكم من بركات الأرض، وأنبت لكم الزّرع، وأدرّ لكم الضّرع،
وأمدّكم بأموالٍ وبنين، أي: أعطاكم الأموال والأولاد، وجعل لكم جنّاتٍ فيها
أنواع الثّمار، وخلّلها بالأنهار الجارية بينها. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ
عدل بهم إلى دعوتهم بالتّرهيب فقال: {ما لكم لا ترجون للّه وقارًا} أي:
عظمةً قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، والضّحّاك، وقال ابن عبّاسٍ: لا تعظّمون
اللّه حقّ عظمته، أي: لا تخافون من بأسه ونقمته). [تفسير القرآن العظيم: 8/233] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقد
خلقكم أطوارًا} قيل: معناه من نطفةٍ، ثمّ من علقةٍ، ثمّ من مضغةٍ. قاله
ابن عبّاسٍ، وعكرمة، وقتادة، ويحيى بن رافعٍ، والسّدّيّ، وابن زيدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/233] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{ألم تروا كيف خلق اللّه سبع سماواتٍ طباقًا}؟ أي: واحدةً فوق واحدةٍ، وهل
هذا يتلقّى من جهة السّمع فقط؟ أو هي من الأمور المدركة بالحسّ، ممّا علم
من التّسيير والكسوفات، فإنّ الكواكب السّبعة السّيّارة يكسف بعضها بعضًا،
فأدناها القمر في السّماء الدّنيا وهو يكسف ما فوقه، وعطارد في الثّانية،
والزّهرة في الثّالثة، والشّمس في الرّابعة، والمرّيخ في الخامسة، والمشتري
في السّادسة، وزحل في السّابعة. وأمّا بقيّة الكواكب -وهي الثّوابت-ففي
فلك ثامنٍ يسمّونه فلك الثّوابت. والمتشرّعون منهم يقولون: هو الكرسيّ،
والفلك التّاسع، وهو الأطلس. والأثير عندهم الّذي حركته على خلاف حركة سائر
الأفلاك، وذلك أنّ حركته مبدأ الحركات، وهي من المغرب إلى المشرق؛ وسائر
الأفلاك عكسه من المشرق إلى المغرب، ومعها يدور سائر الكواكب تبعًا، ولكن
للسّيّارة حركةٌ معاكسةٌ لحركة أفلاكها، فإنّها تسير من المغرب إلى المشرق.
وكّلٌ يقطع فلكه بحسبه، فالقمر يقطع فلكه في كلّ شهرٍ مرّةً، والشّمس في
كلّ سنةٍ مرّةً، وزحل في كلّ ثلاثين سنةً مرّةً، وذلك بحسب اتّساع أفلاكها
وإن كانت حركة الجمع في السّرعة متناسبةً. هذا ملخّص ما يقولونه في هذا
المقام، على اختلافٍ بينهم في مواضع كثيرةٍ، لسنا بصدد بيانها، وإنّما
المقصود أنّ اللّه سبحانه: {خلق اللّه سبع سماواتٍ طباقًا} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/233] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وجعل
القمر فيهنّ نورًا وجعل الشّمس سراجًا} أي: فاوت بينهما في الاستنارة فجعل
كلًّا منهما أنموذجًا على حدةٍ، ليعرف اللّيل والنّهار بمطلع الشّمس
ومغيبها، وقدّر القمر منازل وبروجًا، وفاوت نوره، فتارةً يزداد حتّى يتناهى
ثمّ يشرع في النّقص حتّى يستسرّ، ليدلّ على مضيّ الشّهور والأعوام، كما
قال: {هو الّذي جعل الشّمس ضياءً والقمر نورًا وقدّره منازل لتعلموا عدد
السّنين والحساب ما خلق اللّه ذلك إلا بالحقّ يفصّل الآيات لقومٍ يعلمون}
[يونس:5] ). [تفسير القرآن العظيم: 8/233-234] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {واللّه أنبتكم من الأرض نباتًا} هذا اسم مصدر، والإتيان به هاهنا أحسن). [تفسير القرآن العظيم: 8/234] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ يعيدكم فيها} أي: إذا متّم {ويخرجكم إخراجًا} أي: يوم القيامة يعيدكم كما بدأكم أوّل مرّةٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/234] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({واللّه جعل لكم الأرض بساطًا} أي: بسطها ومهّدها وقرّرها وثبتها بالجبال الرّاسيات الشّمّ الشّامخات). [تفسير القرآن العظيم: 8/234] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({لتسلكوا
منها سبلا فجاجًا} أي: خلقها لكم لتستقرّوا عليها وتسلكوا فيها أين شئتم،
من نواحيها وأرجائها وأقطارها، وكلّ هذا ممّا ينبّههم به نوحٌ، عليه
السّلام على قدرة الله وعظمته في خلق السموات والأرض، ونعمه عليهم فيما جعل
لهم من المنافع السّماويّة والأرضيّة، فهو الخالق الرّزّاق، جعل السّماء
بناءً، والأرض مهادًا، وأوسع على خلقه من رزقه، فهو الّذي يجب أن يعبد
ويوحّد ولا يشرك به أحدٌ؛ لأنّه لا نظير له ولا عديل له، ولا ندّ ولا كفء،
ولا صاحبة ولا ولد، ولا وزير ولا مشير، بل هو العليّ الكبير). [تفسير القرآن العظيم: 8/234]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا (8) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَاراً}؛ أي: بِمَسْمَعٍ منهم كُلِّهم). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (8-{ثُمَّ إِنِّي دَعَوْتُهُمْ جِهَارًا} أيْ: مُظْهِراً لهم الدعوةَ مُجَاهِراً لهم بها). [زبدة التفسير: 570]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَارًا (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنْتُ لَهُمْ وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ إِسْرَاراً}, كلُّ هذا حِرْصٌ ونُصْحٌ، وإتيانُهم بكلِّ بابٍ يُظَنُّ أنْ يَحْصُلَ منه المقصودُ). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (9-{ثُمَّ إِنِّي أَعْلَنتُ لَهُمْ} أيْ: دَعوتُهم مُعْلِناً لهم بالدعاءِ.
{وَأَسْرَرْتُ لَهُمْ} الدعوةَ، {إِسْرَاراً}
كثيراً، يَدعو الرجُلَ بعدَ الرجُلِ، يُكَلِّمُه سِرًّا فيما بينَه
وبينَه، دَعاهم على وُجوهٍ مُتخالِفَةٍ، وأساليبَ مُتفاوِتَةٍ. وقيلَ: معنى
{أَسْرَرْتُ}: أَتَيْتُهُم في مَنَازِلِهم فدَعَوْتُهم فيها). [زبدة التفسير: 570]
تفسير قوله تعالى: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ}؛ أي: اتْرُكُوا ما أنتم عليه مِن الذنوبِ، واستَغْفِروا اللَّهَ منها.
{إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً}:
كثيرَ الْمَغفرةِ لِمَن تابَ واستغْفَرَ، فرَغَّبَهم بمغفرةِ الذنوبِ، وما
يَترَتَّبُ عليها مِن حُصولِ الثوابِ واندفاعِ العِقابِ). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (10-{فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ} أيْ: سَلُوهُ المغفرةَ مِن ذُنُوبِكم السابقةِ بإخلاصِ النيَّةِ.
{إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً} أيْ: كثيرَ المغفرةِ للمُذْنِبِينَ). [زبدة التفسير: 571]
تفسير قوله تعالى: (يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) )
وقال ابن عبّاسٍ وغيره: يتبع بعضه بعضًا). [تفسير القرآن العظيم: 8/232-233]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ورَغَّبَهم أيضاً بخَيرِ الدنيا العاجِلِ فقالَ: {يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً}؛ أي: مَطَراً مُتَتَابِعاً، يَرْوِي الشِّعابَ والوِهَادَ، ويُحْيِي البلادَ والعِبادَ). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11-{يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا}
والْمِدرارُ الكثيرةُ الدُّرورِ، وهو التحَلُّبُ بالْمَطَرِ. وفي هذه
الآيةِ دَليلٌ على أنَّ الاستغفارَ مِن أعْظَمِ أسبابِ الْمَطَرِ وحُصولِ
أنواعِ الأَرْزَاقِ). [زبدة التفسير: 571]
تفسير قوله تعالى: (وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) )
هذا مقام الدّعوة بالتّرغيب). [تفسير القرآن العظيم: 8/233]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ}؛ أي: يُكَثِّرُ أموالَكم -التي تُدْرِكُونَ بها ما تَطْلُبُونَ مِن الدنيا- وأولادَكم.
{وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً} وهذا مِن أبْلَغِ ما يكونُ مِن لَذَّاتِ الدنيا ومَطَالِبِها). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (12-{وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ} بساتينَ.
{وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَاراً}
جاريةً. والمعنى: يُكَثِّرْ أموالَكم وأولادَكم، فإيمانُهم باللهِ يَجمعُ
لهم مع الحظِّ الوافرِ في الآخرةِ الْخَصْبَ والغِنَى في الدنيا). [زبدة التفسير: 571]
تفسير قوله تعالى: (مَا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا (13) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَاراً}؛ أي: لا تَخافونَ لِلَّهِ عَظمةً، وليسَ لِلَّهِ عندَكم قَدْرٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (13-{مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} أيْ: ما لكم لا تَخافونَ اللهَ فتُوَحِّدُوه وتُطيعوهُ؟ والوَقارُ العَظَمَةُ). [زبدة التفسير: 571]
تفسير قوله تعالى: (وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً}؛
أي: خَلْقاً مِن بعْدِ خَلْقٍ في بطْنِ الأُمِّ، ثم في الرَّضاعِ، ثم في
سِنِّ الطُّفوليَّةِ، ثم التمييزِ، ثُمَّ الشبابِ، إلى آخِرِ ما وصَلَ إليه
الخَلْقُ.
فالذي انْفَرَدَ بالخلْقِ والتدبيرِ البَديعِ متَعَيِّنٌ أنْ يُفْرَدَ بالعبادةِ والتوحيدِ.
وفي ذِكْرِ ابتداءِ خَلْقِهم تَنبيهٌ لهم على
الإقرارِ بالمعادِ، وأنَّ الذي أَنْشَأَهُم مِن العَدَمِ قادرٌ على أنْ
يُعيدَهم بعدَ مَوْتِهم). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (14-{وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَاراً}
خلَقَكم على أطوارٍ مُختلِفَةٍ: نُطفةً، ثم مُضغةً، ثم عَلقةً, إلى تَمامِ
الخلْقِ، كما تَقَدَّمَ بيانُه في سورةِ "المؤمنينَ"، ثم تَكونونَ
صِبياناً, ثم شَبَاباً، ثم شُيوخاً، فكيف تُقَصِّرونَ في تَوقيرِ مَن
خَلَقَكم على هذه الأطوارِ البَدِيعَةِ؟). [زبدة التفسير: 571]
تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَوَاتٍ طِبَاقًا (15) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (واسْتَدَلَّ أيضاً عليهم بخَلْقِ السماواتِ التي هي أَكْبَرُ مِن خَلْقِ الناسِ فقالَ: {أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقاً}؛ أي: كلَّ سماءٍ فوقَ الأُخْرَى). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (15-{أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللَّهُ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ طِبَاقًا} مُتطابِقَةً بعضُها فوقَ بعضٍ). [زبدة التفسير: 571]
تفسير قوله تعالى: (وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا (16) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً} لأهْلِ الأرضِ، {وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً}.
ففيه تَنبيهٌ على عِظَمِ خَلْقِ هذه الأشياءِ،
وكثرةِ الْمَنَافِعِ في الشمسِ والقمرِ، الدالَّةِ على رحمتِه وسَعَةِ
إحسانِه، فالعظيمُ الرحيمُ يَسْتَحِقُّ أنْ يُعَظَّمَ ويُحَبَّ ويُعْبَدَ
ويُخافَ ويُرْجَى). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (16-{وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ} أيْ: في السماواتِ, وهو في سماءِ الدنيا مِنهنَّ, {نُوراً} أيْ: مُنَوِّراً لوجهِ الأرضِ, لا حَرارةَ فيه.
{وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجاً} كالمصباحِ لأهْلِ الأرضِ ليَتَوَصَّلُوا بذلك إلى التَّصَرُّفِ فيما يَحتاجونَ إليه مِن المعاشِ, فيه حَرارةٌ وضِياءٌ). [زبدة التفسير: 571]
تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا (17) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَاللَّهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتاً} حينَ خَلَقَ أَباكُم آدَمَ وأنتم في صُلْبِه). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (17-{وَاللهُ أَنبَتَكُم مِّنَ الْأَرْضِ نَبَاتًا}
يَعنِي آدَمَ، خَلَقَه اللهُ مِن أديمِ الأرضِ، ثم أَنْبَتَ نَبْتَه في
الأرضِ بالكِبَرِ بعدَ الصِّغَرِ، وبالطُّولِ بعدَ القِصَرِ وإنما
نُمُوُّهم بما يَتَغَذَّوْنَ به مِن أجزاءِ الأرضِ بعدَ تَحَوُّلِها إلى
نَباتٍ أو حيوانٍ). [زبدة التفسير: 571]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجًا (18) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا} عندَ الموتِ {وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً} للبَعْثِ والنُّشُورِ، فهو الذي يَمْلِكُ الحياةَ والموتَ والنُّشُورَ). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (18-{ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيهَا} أيْ: في الأرْضِ, تَموتونَ فتَتَحَلَّلُ أجْزَاؤُكم حتى تَعودَ تُراباً وتَنْدَمِجَ في الأرضِ.
{وَيُخْرِجُكُمْ إِخْرَاجاً} يَعنِي: يُخْرِجُكم منها بالبعْثِ يومَ القِيامةِ.أيْ: إخراجاً دَفعةً واحدةً لا إِنباتاً بالتدريجِ كالْمَرَّةِ الأُولى). [زبدة التفسير: 571]
تفسير قوله تعالى: (وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمُ الأَرْضَ بِسَاطاً}؛ أي: مَبسوطةً مُهَيَّأَةً للانتفاعِ بها). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (19-{وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِسَاطًا} أيْ: فَرَشَها وبَسَطَها لكم تَتَقَلَّبُونَ عليها تَقَلُّبَكم على بُسُطِكم في بُيُوتِكم). [زبدة التفسير: 571]
تفسير قوله تعالى: (لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلًا فِجَاجًا (20) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً} فلولا أنه بَسَطَها لَمَا أمْكَنَ ذلك، بل ولا أَمْكَنَهم حَرْثُها وغَرْسُها وزَرْعُها، والبناءُ والسكونُ على ظَهْرِها). [تيسير الكريم الرحمن: 889]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (20-{لِتَسْلُكُوا مِنْهَا سُبُلاً فِجَاجاً} أيْ: طُرُقاً واسعةً. والفَجُّ الْمَسْلَكُ بينَ الْجَبَلَيْنِ). [زبدة التفسير: 571]
* للاستزادة ينظر: هنا