19 Jan 2015
مقدمات تفسير سورة نوح
من تفسير ابن كثير وتفسير السعدي وزبدة التفسير للأشقر
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (تفسير سورة نوحٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/231] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (تَمَّ تفسيرُ سورةِ نوحٍ عليه السلامُ، والحمدُ لِلَّهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 890] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وهي مكّيّةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/231]
أسماء السورة
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (آخر تفسير سورة "نوحٍ" [عليه السّلام وللّه الحمد والمنة] ). [تفسير القرآن العظيم: 8/237]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (سورةُ نُوحٍ). [زبدة التفسير: 570]
نزول السورة
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وهي مَكِّيَّةٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 888]
* للاستزادة ينظر: هنا
تفسير
قوله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ
قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) قَالَ يَا
قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ
وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ
وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ
لَا يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ
قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا
فِرَارًا (6) وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا
أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا
وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول
تعالى مخبرًا عن نوحٍ، عليه السّلام، أنّه أرسله إلى قومه آمرًا له أن
ينذرهم بأس اللّه قبل حلوله بهم، فإن تابوا وأنابوا رفع عنهم؛ ولهذا قال:
{أن أنذر قومك من قبل أن يأتيهم عذابٌ أليمٌ} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/231] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (1 - 28) {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ...} إلى آخِرِ السورةِ. قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (1-{إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحاً إِلَى قَوْمِهِ} قد تَقَدَّمَ أنَّ نُوحاً أوَّلُ رَسولٍ أَرْسَلَه اللهُ، وتَقَدَّمَ مُدَّةُ لُبْثِه في قَوْمِه في سُورةِ "العنكبوتِ"، {أَنْ أَنذِرْ قَوْمَكَ} أيْ: فقُلنا له: أَنْذِرْ قَوْمَك. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قال يا قوم إنّي لكم نذيرٌ مبينٌ} أي: بيّن النّذارة، ظاهر الأمر واضحه). [تفسير القرآن العظيم: 8/231] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ}؛ أي: واضحُ النِّذارةِ بيِّنُها. قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (2-{قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ} مُنْذِرٌ مِن عِقابِ اللهِ، ومُخَوِّفٌ لكم، {مُبِينٌ} أُبَيِّنُ لكم ما فيه نَجَاتُكم). [زبدة التفسير: 570] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أن اعبدوا اللّه واتّقوه} أي: اتركوا محارمه واجتنبوا مآثمه {وأطيعون} فيما آمركم به وأنهاكم عنه). [تفسير القرآن العظيم: 8/231] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ}؛
وذلكَ بإفرادِه تعالى بالتوحيدِ والعِبادةِ، والبُعْدِ عن الشِّرْكِ
وطُرُقِه ووَسائلِه؛ فإِنَّهم إذا اتَّقَوُا اللَّهَ غَفَرَ ذُنوبَهم، وإذا
غَفَرَ ذُنوبَهم حصَلَ لهم النجاةُ مِن العذابِ، والفَوْزُ بالثوابِ). [تيسير الكريم الرحمن: 888] قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (3- {أَنِ اعْبُدُوا اللهَ} أَدُّوا إليه حَقَّه مِن التَّذَلُّلِ والْحُبِّ، وامْتَثِلُوا ما أمَرَكُم به ولا تُشْرِكوا به غيرَه، {وَاتَّقُوهُ} أيْ: اجْتَنِبُوا ما يُوقِعُكم في عذابِه،{وَأَطِيعُونِ} فيما آمُرُكُم به، فإني رسولٌ إليكم مِن عندِ اللهِ). [زبدة التفسير: 570] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يغفر لكم من ذنوبكم} أي: إذا فعلتم ما أمرتكم به وصدّقتم ما أرسلت به إليكم، غفر اللّه لكم ذنوبكم. قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى}؛
أي: يُمَتِّعْكُمْ في هذه الدارِ، ويَدْفَعُ عنكم الْهَلاكَ إلى أجَلٍ
مُسَمًّى؛ أي: مُقَدَّرِ البَقَاءِ في الدنيا بقَضاءِ اللَّهِ وقَدَرِه إلى
وقتٍ محدودٍ، وليسَ المتاعُ أبَداً؛ فإنَّ الموتَ لا بُدَّ منه. قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (4-{يَغْفِرْ لَكُم مِّن ذُنُوبِكُمْ} أيْ: بعضَ ذُنُوبِكم، وهو ما سَلَفَ منها قبلَ طاعةِ الرسولِ وإجابةِ دَعوتِه {وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى}
أيْ: يُؤَخِّرْ مَوْتَكم إلى الأَمَدِ الأَقْصَى الذي قَدَّرَه اللهُ
لكم،والمرادُ: يُطيلُ أجَلَ أمَّتِكم واستعمارَها في الأرضِ، ما دامتْ
مُقيمةً على الطاعةِ. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يخبر
تعالى عن عبده ورسوله نوحٍ، عليه السّلام، أنّه اشتكى إلى ربّه، عزّ وجلّ،
ما لقي من قومه، وما صبر عليهم في تلك المدّة الطّويلة الّتي هي ألف سنةٍ
إلّا خمسين عامًا، وما بيّن لقومه ووضّح لهم ودعاهم إلى الرّشد والسّبيل
الأقوم، فقال: {ربّ إنّي دعوت قومي ليلا ونهارًا} أي: لم أترك دعاءهم في
ليلٍ ولا نهارٍ، امتثالًا لأمرك وابتغاءً لطاعتك). [تفسير القرآن العظيم: 8/232] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (فلم يُجِيبُوا لدعوتِه ولا انقَادُوا لأَمْرِه، فقالَ شاكياً لربِّهِ: {رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً} ). [تيسير الكريم الرحمن: 888] قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (5-{قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا} أيْ: دَعَوْتُهم إلى ما أمَرْتَنِي بأنْ أَدْعُوَهم إليه مِن الإيمانِ، دُعاءً دائماً في الليلِ والنهارِ مِن غيرِ تَقصيرٍ). [زبدة التفسير: 570] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فلم يزدهم دعائي إلا فرارًا} أي: كلّما دعوتهم ليقتربوا من الحقّ فروا منه وحادوا عنه). [تفسير القرآن العظيم: 8/232] قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَاراً}؛ أي: نُفوراً عن الحقِّ وإعراضاً، فلم يَبْقَ لذلكَ فائدةٌ؛ لأنَّ فائدةَ الدعوةِ أنْ يَحْصُلَ جميعُ المقصودِ أو بعضُه). [تيسير الكريم الرحمن: 888] قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (6-{فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا} عما دَعَوْتُهم إليه وبُعْدًا عنه). [زبدة التفسير: 570] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإنّي
كلّما دعوتهم لتغفر لهم جعلوا أصابعهم في آذانهم واستغشوا ثيابهم} أي:
سدّوا آذانهم لئلّا يسمعوا ما أدعوهم إليه. كما أخبر تعالى عن كفّار قريشٍ:
{وقال الّذين كفروا لا تسمعوا لهذا القرآن والغوا فيه لعلّكم تغلبون}
[فصلت:26]. قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ}؛
أي: لأجْلِ أنْ يَسْتَجِيبُوا، فإذا استَجَابُوا غَفَرْتَ لهم، فكانَ هذا
مَحْضَ مَصلحَتِهم، ولكنَّهم أَبَوْا إلاَّ تَمَادِياً على بَاطِلِهم،
ونُفوراً عن الحقِّ. قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (7-{وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ} أيْ: كُلَّمَا دَعوتُهم إلى سببِ المغفرةِ، وهو الإيمانُ بك، والطاعةُ لك.
تفسير
قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ
قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (1) )
لم يَذْكُرِ اللَّهُ في هذه السورةِ سِوَى
قِصَّةِ نُوحٍ وحْدَها؛ لِطُولِ لَبْثِه في قَوْمِه، وتَكرارِ دَعوتِه إلى
التوحيدِ، ونَهْيِهِ عن الشِّرْكِ. فأَخْبَرَ تعالى أنَّه أرْسَلَه إلى
قَوْمِه رَحمةً بهم وإنذاراً لهم مِن عذابِ اللَّهِ الأليمِ؛ خَوفاً مِن
استمرارِهم على كُفْرِهم فيُهْلِكُهم اللَّهُ هَلاكاً أَبَدِيًّا،
ويُعَذِّبُهم عَذاباً سَرْمَدِيًّا، فامْتَثَلَ نوحٌ عليه السلامُ لذلك
وابْتَدَرَ لأَمْرِ اللَّهِ فقالَ: {يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ}). [تيسير الكريم الرحمن: 888]
{مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} شديدُ الألَمِ، وهو عَذابُ النارِ, أو هو ما نَزَلَ بهم مِن الطُّوفانِ). [زبدة التفسير: 570]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (2) )
وذلكَ لتوضيحِهِ ما أَنْذَرَ به وما أَنْذَرَ
عنه، وبأيِّ شيءٍ تَحْصُلُ النجاةُ، بَيَّنَ جَميعَ ذلك بَياناً شافِياً،
فأَخْبَرَهم وأَمَرَهم بزُبْدَةِ ما يَأمُرُهم به فقالَ: {أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ}). [تيسير الكريم الرحمن: 888]
تفسير قوله تعالى: (أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاتَّقُوهُ وَأَطِيعُونِ (3) )
تفسير
قوله تعالى: (يَغْفِرْ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرْكُمْ إِلَى
أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لَا يُؤَخَّرُ لَوْ
كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) )
و " من " هاهنا قيل: إنّها زائدةٌ. ولكنّ القول بزيادتها في الإثبات قليلٌ.
ومنه قول بعض العرب: "قد كان من مطرٍ". وقيل: إنّها بمعنى "عن" تقديره:
يصفح لكم عن ذنوبكم واختاره ابن جريرٍ وقيل: إنّها للتّبعيض، أي يغفر لكم
الذّنوب العظام الّتي وعدكم على ارتكابكم إيّاها الانتقام.
{ويؤخّركم إلى أجلٍ مسمًّى} أي: يمدّ في أعماركم ويدرأ عنكم العذاب الّذي إن لم تنزجروا عمّا نهاكم عنه، أوقعه بكم.
وقد يستدلّ بهذه الآية من يقول: إنّ الطّاعة والبرّ وصلة الرّحم، يزاد بها
في العمر حقيقةً؛ كما ورد به الحديث: "صلة الرّحم تزيد في العمر".
وقوله: {إنّ أجل اللّه إذا جاء لا يؤخّر لو كنتم تعلمون} أي: بادروا
بالطّاعة قبل حلول النّقمة، فإنّه إذا أمر [اللّه] تعالى بكون ذلك لا يردّ
ولا يمانع، فإنّه العظيم الّذي قهر كلّ شيءٍ، العزيز الّذي دانت لعزّته
جميع المخلوقات). [تفسير القرآن العظيم: 8/231]
ولهذا قالَ: {إِنَّ أَجَلَ اللَّهِ إِذَا جَاءَ لاَ يُؤَخَّرُ لَوْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} لَمَا كَفَرْتُم باللَّهِ وعانَدْتُم الحقّ). [تيسير الكريم الرحمن: 888]
{إِنَّ أَجَلَ اللهِ إِذَا جَاءَ لاَ يُؤَخَّرُ} أيْ: ما قَدَّرَه لكم إذا جاءَ وأنتم باقونَ على الكفْرِ، لا يُؤَخَّرُ بل يَقعُ لا مَحالةَ، فبَادِرُوا إلى الإيمانِ والطاعةِ، {لَوْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ} لعَلِمْتم أنَّ أجَلَ اللهِ إذا جاءَ لا يُؤَخَّرُ). [زبدة التفسير: 570]
تفسير قوله تعالى: (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلًا وَنَهَارًا (5) )
تفسير قوله تعالى: (فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَارًا (6) )
تفسير
قوله تعالى: (وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا
أَصَابِعَهُمْ فِي آَذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا
وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَارًا (7) )
{واستغشوا ثيابهم} قال ابن جريح، عن ابن عبّاسٍ: تنكّروا له لئلّا يعرفهم.
وقال سعيد بن جبيرٍ، والسّدّيّ: غطّوا رءوسهم لئلّا يسمعوا ما يقول.
{وأصرّوا} أي: استمرّوا على ما هم فيه من الشّرك والكفر العظيم الفظيع،
{واستكبروا استكبارًا} أي: واستنكفوا عن اتّباع الحقّ والانقياد له). [تفسير القرآن العظيم: 8/232]
{جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ}؛ حَذَرَ سماعِ ما يقولُ لهم نَبِيُّهم نوحٌ عليه السلامُ.
{وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ}؛ أي: تَغَطَّوْا بها غِطاءً يَغشاهم؛ بُعْداً عن الحقِّ وبُغْضاً له.
{وَأَصَرُّوا} على كُفْرِهم وشَرِّهم، {وَاسْتَكْبَرُوا} على الحقِّ {اسْتِكْبَاراً}, فشَرُّهم ازْدَادَ وخيرُهم بَعُدَ). [تيسير الكريم الرحمن: 888-889]
{جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ} لئلاَّ يَسمعوا صوْتِي.
{وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ} أيْ: غَطُّوا بها وُجوهَهم لئلا يَرَوْنِي ولئلا يَسمعُوا كلامِي. {وَأَصَرُّوا} أي: استَمَرُّوا على الكفْرِ.
{وَاسْتَكْبَرُوا} عن قَبولِ الحقِّ.
{اسْتِكْبَاراً} شَديداً). [زبدة التفسير: 570]
* للاستزادة ينظر: هنا