الحال
قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (باب الحـال
الحَالُ هُوَ: الاسْمُ المَنْصُوبُ، المُفَسِّرُ لِمَا انْبَهَمَ مِنَ الهَيْئَاتِ.
نَحْوُ
قَوْلكَ: (جَاءَ زَيْدٌ رَاكِباً)، وَ(رَكِبْتُ الفَرَسَ مُسْرَجاً)،
وَ(لَقِيتُ عَبْدَاللهِ رَاكِباً)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
- وَلاَ يَكُونُ الحال إِلاَّ نَكِرَةً.
- وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ تَمَامِ الكَلاَمِ.
- وَلاَ يَكُونُ صَاحِبُهَا إِلاَّ مَعْرِفَةً).
التحفة السنية للشيخ: محمد محيي الدين عبد الحميد
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (باب الحـال
الحَالُ(1) هُوَ: الاسْمُ(2) المَنْصُوبُ(3)، المُفَسِّرُ(4) لِمَا انْبَهَمَ مِنَ الهَيْئَاتِ.
نَحْوُ
قَوْلكَ: (جَاءَ زَيْدٌ رَاكِباً)، وَ(رَكِبْتُ الفَرَسَ مُسْرَجاً)،
وَ(لَقِيتُ عَبْدَاللهِ رَاكِباً)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
- وَلاَ يَكُونُ الحال إِلاَّ نَكِرَةً.
- وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ تَمَامِ الكَلاَمِ.
- وَلاَ يَكُونُ صَاحِبُهَا إِلاَّ مَعْرِفَةً(5) ).
الشرح:
قال الشيخ محمد محيي الدين
عبد الحميد (ت: 1392هـ): (الحال
(1) الحالُ فِي اللُّغَةِ:مَا عَلَيْهِ الإِنْسَانُ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ.
وهُوَ فِي اصْطِلاحِ النّحاةِ عبارةٌ عن الاسمِ، الفَضْلَةِ، المَنْصُوبِ، المفسِّرِ لمَا انبَهَمَ من الهيئاتِ.
(2) وقولُنا: (الاسمُ)
يشملُ:الصّريحَ مثلُ (ضَاحِكاً) فِي قوْلِكَ: (جَاءَ مُحَمَّدٌ ضَاحِكاً).
ويشملُ: المؤوَّلَ
بالصّريحِ مثلُ (يَضْحَكُ) فِي قوْلِكَ: (جَاءَ مُحَمَّدٌ يَضْحَكُ)
فإنَّهُ فِي تأويلِ قوْلِكَ: (ضَاحِكاً) وكَذَلِكَ قولُنا: (جَاءَ
مُحَمَّدٌ مَعَهُ أَخُوهُ) فإنَّهُ فِي تأويلِ قوْلِكَ: (مُصَاحِباً
لأَخِيهِ).
وقولُنا: (الفَضْلَةُ) معنَاهُ أنَّهُ ليْسَ جزءاً من الكلامِ؛ فخرجَ بهِ الخبرُ.
(3) وقولُنا: (المَنْصُوبُ) خرجَ بهِ المرفُوعُ والمجرورُ.
وإنَّمَا يُنْصَبُ الحالُ بالفِعْلِ أوْ شبهِ الفِعْلِ: كاسْمِ الفَاعِلِ، والمصدرِ، والظّرفِ، واسْمِ الإشارةِ.
(4) وقولُنا: (المفسِّرُ لمَا انبهَمَ من الهيئاتِ) معنَاهُ أنَّ الحالَ يفسِّرُ مَا خفِيَ واستترَ مِن صفاتِ ذوِي العقلِ أوْ غيرِهم.
-ثُمَّ إنَّهُ قدْ يَكُونُ بياناً لصفةِ الفَاعِلِ، نحوُ: (جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ رَاكِباً). وكمَا يجيءُ الحالُ من الفَاعِلِ والمَفْعُولِ بهِ: ومثلُ ذلكَ قولُهم: (أَرْسَلَهَا العِرَاكَ)، أيْ: مُعْتَرِكَةً، و(جَاؤُوا الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ) أيْ: مُتَرَتِّبينِ. كمَا إذَا كانَ الحالُ اسْمَ استفهامٍ، نحوُ: (كَيْفَ قَدِمَ عَلِيٌّ): كقولِ الشَّاعرِ: لِمَيَّةَ مُوحِشاً طَلَلٌ = يَلُوحُ كـَأَنَّهُ خـِلـَلُ وممَّا يسوِّغُ مجيءَ الحالِ من النّكرةِ أن تخصَّصَ هذِهِ النّكرةُ بإضافةٍ أوْ وصفٍ: قوْلُهُ تعالَى: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً}: قولُ الشَّاعرِ:
نَجَّيْتَ يَا رَبِّ نُوحاً وَاسْتَجَبْتَ لَهُ = فـِي فـُلُكٍ مَاخِرٍ فِي اليَمِّ مَشْحُونَا
-أوْ بياناً لصفةِ المَفْعُولِ بهِ، نحوُ: (رَكِبْتُ الفَرَسَ مُسْرَجاً).
-وقدْ يَكُونُ محتملاً للأمرينِ جميعاً، نحوُ: (لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِ رَاكِباً).
-وقدْ يجيءُ من المجرورِ بحَرْفِ الجرِّ، نحوُ: (مَرَرْتُ بِهِنْدٍ رَاكِبَةً).
-وقدْ يجيءُ من المجرورِ بالإضَافَةِ، نحْوُ قوْلِهِ تعالَى: {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً}:
فَحَنِيفاً: حَالٌ مِن إبراهيمَ، وإبراهيم مجرورٌ بالفَتْحَةِ نيابةً عن الكَسْرَةِ، وهُوَ مجرورٌ بإضافةِ (ملَّة) إليْهِ.
شروط الحال، وشروط صاحبها
(5) يجبُ فِي الحالِ أن يكونَ نكرةً، ولا يجوزُ أن يكونَ معرفةً، وإذَا جاءَ تركيبٌ فيهِ الحالُ معرفةٌ فِي الظَّاهرِ،
فإنَّهُ يجبُ تأويلُ هذِهِ المعرفةِ بنكرةٍ، مثلُ قولِهم: (جَاءَ الأَمِيرُ وَحْدَهُ):
فإنَّ (وَحْدَهُ)
حالٌ من الأميرِ، وهُوَ معرفةٌ بالإضَافَةِ إلَى الضّميرِ، ولكنَّهُ فِي
تأويلِ نكرةٍ هِيَ قوْلُكَ: (مُنْفَرِداً) فكأنَّكَ قلْتَ: (جَاءَ
الأَمِيرُ مُنْفَرِداً).
وَرُبَّمَا وَجَبَ تقديمُ الحالِ عَلَى جميعِ أجزاءِ الكلامِ،
ويُشترطُ فِي صاحبِ الحالِ أن يكونَ معرفةً، فلا يجوزُ أن يكونَ نكرةً بغيرِ مسوِّغٍ.
وممَّا يسوِّغُ مجيءَ الحالِ من النّكرةِ أن تتقدَّمَ الحالُ عليْهَا،
ومِثالُ الثَّانِي
أعْرِب الجملتينِ الآتيتينِ:
(لَقِيَتْنِي هندٌ باكيَّةً)، (لبستُ الثّوبَ جديداً).
1-لقِيَ: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى الفَتْحِ لا مَحَلَّ لهُ مِن الإعْرَابِ.
والتَّاءُ عَلامَةُ التَّأنيثِ.
والنُّونُ للوقايَةِ.
والياءُ ضميرُ المُتكلِّمِ مَفْعُولٌ بهِ، مبنِيٌّ عَلَى السُّكونِ فِي محلِّ نصْبٍ.
وهندٌ: فَاعِلُ لقِيَ مرفُوعٌ، وعَلامَةُ رفْعِهِ الضَّمَّةُ الظَّاهِرَةُ.وباكيَّةً: حالٌ مبيِّنٌ لهيئةِ الفَاعِلِ مَنْصُوبٌ بالفَتْحَةِ الظَّاهِرَةِ.
2-لبس: فِعْلٌ مَاضٍ مبنِيٌّ عَلَى فتحٍ مقدَّرٍ عَلَى آخرِهِ منعَ مِن ظُهُورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسُّكُونِ المأتِيِّ بهِ لدفعِ كراهةِ توالِي أربعِ متحرِّكاتٍ فيمَا هُوَ كالكلِمَةِ الواحدةِ.والتَّاءُ ضميرُ المُتكلِّمِ فَاعِلٌ مبنِيٌّ عَلَى الضّمِّ فِي محلِّ رفْعٍ.
والثّوبَ: مَفْعُولٌ بهِ مَنْصُوبٌ، وعَلامَةُ نَصْبِهِ الفَتْحَةُ الظَّاهِرَةُ.حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الرحمن بن محمد بن قاسم
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو
عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): ( (بابُ: الحَالِ)(1)
الحَالُ هُوَ: الاسْمُ المَنْصُوبُ، المُفَسِّرُ لِمَا انْبَهَمَ مِنَ الهَيْئَاتِ(2)،
نَحْوُ: (جَاءَ زَيْدٌ رَاكِباً)(3) وَ(رَكِبْتُ الفَرَسَ مُسْرَجاً)(4)،
وَ(لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ مَاشياً)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ(5).
- وَلاَ يَكُونُ الحَالُ إِلاَّ نَكِرَةً(6).
-وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ تَمَامِ الكَلاَمِ(7).
-وَلاَ يَكُونُ صَاحِبُهَا إِلاَّ مَعْرِفَةً(8) ).
الشرح:
قال الشيخ عبد الرحمن بن
محمد بن قاسم العاصمي (ت: 1392هـ): ( (1) الحالُ: تذكَّرُ، وتؤنَّثُ، وهي لغةً: الهيئةُ، والصِّفةُ.
واصطلاحًا: ما ذكرَهُ المصنِّفُ.
(2) أي: الحالُ، هو: المنصوبُ: بالفعلِ، أو شبهِهِ.
وتجيءُ من اسمِ الفاعلِ، واسمِ المفعولِ، واسمِ المصدرِ، وأفعلَ التَّفضيلِ، والصِّفةِ المشبَّهةِ. وما أتى منها معرفةً فهو مؤوَّلٌ بالنَّكرةِ، (كاجتهدْ وحدَكَ).
الاسمُ :صريحًا، أو مؤوَّلاً.
الفضلةُ، والمرادُ هنا: ما ليسَ جزءاً من الكلامِ.
المفسِّر لما انبهمَ، أي: استبهمَ واستغلقَ، واستعجمَ.
من الهيئاتِ: الصِّفاتِ اللاحقةِ للذَّواتِ، وقيل: إنَّها الَّتي تصلحُ جوابًا لكيفَ؟.
وتجيءُ من الفاعلِ، ومن المفعولِ، ومنهما جميعًا، كـ {قَاتِلُواْ الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً}،
(3) فراكبـًا: حالٌ من (زيدٌ).
(4) فمسرَجـًا: حال من (الفرسَ).
(5) أي: من الأمثلةِ، وماشيـًا: حالٌ من التَّاءِ، أو من (عبدَ اللهِ).
ولا تجيءُ من المبتدأ عندَ الجمهورِ.
وتجيءُ من المجرورِ بالحرفِ، نحو: (مررْتُ بهندٍ جالسةً).
والغالبُ أنَّ الحالَ، لا تكونُ إلا مشتقَّةً، منتقلةً.
(6) لأنَّها لو كانت معرفةً لتوُهِّمَ أنَّها نعتٌ للمنعوتِ.
(7) لكونـِها فضلةً، وقد تجيءُ متقدّمةً، كـ (راكبًا جاءَ زيدٌ).
وغيرِهِ، وقلَّ مجيئُهَا بدونِهِ: كـ (صلَّى وراءَهُ رجالٌ قيامًا) ).
حاشية الآجرومية للشيخ: عبد الله العشماوي الأزهري
المتن:
قال ابن آجُرُّوم: أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن داود الصنهاجي (ت: 723هـ): (باب الحـال
الحَالُ هُوَ: الاسْمُ المَنْصُوبُ، المُفَسِّرُ(1) لِمَا انْبَهَمَ مِنَ الهَيْئَاتِ.
نَحْوُ
قَوْلكَ: (جَاءَ زَيْدٌ رَاكِباً)، وَ(رَكِبْتُ الفَرَسَ مُسْرَجاً)،
وَ(لَقِيتُ عَبْدَاللهِ رَاكِباً)، وَمَا أَشْبَهَ ذَلِكَ.
- وَلاَ يَكُونُ الحال إِلاَّ نَكِرَةً(2).
- وَلاَ يَكُونُ إِلاَّ بَعْدَ تَمَامِ الكَلاَمِ(3).
- وَلاَ يَكُونُ صَاحِبُهَا إِلاَّ مَعْرِفَةً(4) ).
الشرح:
قال الشيخ عبد الله العشماوي الأزهري: ( (بابُ الحالِ)
(1) الحالُ يُذكَّرُ تقولُ: (هذا حالٌ حسنٌ).
ويؤنَّثُ وهو الأفصحُ تقول: (هذه حالٌ حسنةٌ).
وألفُهُ
منقلبةٌ عن واوٍ فأصلُهُ حَوَلٌ تحرَّكَتِ الواوُ وانفتحَ ما قبلها،
قُلِبَتْ ألفًا فصار حالٌ، بدليلِ جمعِهِ على أحوالٍ وتصغيرِهِ على حويلةٍ،
لأنَّ الجمعَ والتَّصغيرَ يردّانِ الأشياءَ إلى أصولِهَا.
قوله: (هو الاسمُ إلخ) يعني اصطلاحًا.
وأمَّا معناه لغةً فهو:ما عليه الإنسانُ من خيرٍ أو شرٍّ، واحترزَ بالاسمِ عن الفعلِ والحرفِ فلا يقعُ أحدُهُما حالاً.
قوله: (المنصوبُ) احترزَ به عن المرفوعِ والمجرورِ.
قوله: (المفسّرُ)
أي المبيّنُ لما انبهمَ أي خفيَ واستترَ من الهيئاتِ، بيانٌ لما انبهَمَ،
والهيئاتُ جمعُ هيئةٍ وهي الصّورةُ محسوسةٌ أوغيرُ محسوسةٍ.
ثمَّ اعلمْ أنَّ الحالَ يأتي من الفاعلِ:
كما في قولِهِ تعالى: {فتبسَّمَ ضاحكًا}.
وقولِهِ تعالى: {ثمَّ ولَّيْتُم مدبرين}.
وقولِهِ تعالى: {ولا تعثَوا في الأرضِ مفسدين}:
فضاحكًا ومدبرين ومفسدين أحوالٌ من الفاعلِ، لكنeَ الفاعلَ في المثالِ الأوَّلِ ضميرٌ مستترٌ وفي الآخرَيْنِ ظاهرٌ وهو الواوُ والتّاءُ.
ويأتي من المفعولِ سواءٌ كان:
-مفعولا به كما مثَّلَه المصنِّفُ.
-أو مفعولا مطلقًا كما في قولِكَ: (ضربتُ ضربًا شديدًا).
-ويأتي منهما كما في قولِهِ تعالى: {وقاتلوا المشركين كافَّةً}:
فكافَّةً: حالٌ من الفاعلِ وهو الواوُ ومن المفعولِ وهو المشركين.
وهذه الأمثلةُ للحالِ المؤسّسةِ وهي: الَّتي لا يُستفادُ معناها إلا بذكرِهَا.
وأمَّا الحالُ المؤكّدةُ فهي:ما يُستفادُ معناها بدونِ ذكراها:
-وهي إمَّا مؤكّدةٌ لعاملِهَا لفظًا ومعنًى كما في قولِهِ تعالى: {فتبسَّمَ ضاحكًا}:
فضاحكًا: حالٌ من تبسَّمَ وهو قليلٌ.
-وإمّا مؤكّدةٌ لعاملِهَا معنًى فقط وهو كثيرٌ كما في قولِهِ تعالى: {ولا تعثَوا في الأرضِ مفسدين}.
-وإمَّا مؤكّدةٌ لصاحبِهَا كما في قولِهِ تعالى: {لآمنَ مَنْ في الأرضِ كلُّهُم جميعًا}:
فجميعًا: حالٌ مؤكّدةٌ لمَنْ.
وتأتي من المبتدأ والخبرِ
على رأي سيبويهِ.
والسَّببُ في عدمِ مجيئِهِ من المبتدأ على رأي الجمهورِ
أنَّ المبتدأَ مرفوعٌ بالابتداءِ وهو عاملٌ ضعيفٌ، فلا يكونُ عاملاً في شيئين وهو الحالُ وصاحبُهَا.
وتأتي من المجرورِ بالحرفِ كما في قولِكَ: (مررتُ بهندٍ جالسةً):
فجالسةً: (حالٌ من هندٍ).
وتأتي من المضافِ إليه بشرطِ:
-أن يكونَ المضافُ جزءًا منه كما في قولِهِ تعالى: {أيحبُّ أحدُكُم أن يأكلَ لحمَ أخيه ميتًا}:
فميتًا: حالٌ من المضافِ إليه وهو الأخُ لوجودِ الشّرطِ، وهو كونُ المضافِ الَّذي هو (لحمٌ) جزءاً من المضافِ إليه.
-وتارةً يكونُ كالجزءِ منه كما في قولِهِ تعالى: {أنِ اتّبعْ ملَّةَ إبراهيمَ حنيفًا}:
فحنيفًا: حالٌ من إبراهيمَ، ويصحُّ أن يُقالَ في غيرِ القرآنِ أنِ اتّبعِ الملَّةَ حنيفًا.
-أو يكونُ المضافُ صالحًا للعملِ في الحالِ بأن يكونَ اسمَ فاعلٍ أو اسمَ مفعولٍ أو مصدرًا كما في قولِهِ تعالى: {إليه مرجعُكُم جميعًا}.
جميعًا: حالٌ من المضافِ إليه وهو الكافُ لصحَّةِ عملِ المضافِ في الحالِ.
(2) قوله: (ولا تكونُ الحالُ إلا نكرةً) لأنَّها لو كانت معرفةً لتُوهّمَ أنَّها نعتٌ للمنعوتِ، وأُوردَ على هذا قولُهُم:
(أرسلَهَا العرَاكَ)، و(جاؤوا الجمَّ الغفيرَ)، وقولُهُم: (اجتهدْ وحدَكَ)، فإنَّ هذه أحوالٌ مع أنَّها معرفةٌ.
ويُجابُ بأنَّها وإن كانت معرفةً في اللفظِ لكنّها نكرةٌ في المعنى،
فقولُهُم: (أرسلَهَا العراكَ)، أي حالَ كونِهَا معتركةً،
وقولُهُم: (جاؤوا الجمَّ الغفيرَ) أي حالَ كونِهِم غافرين أي ساترين الأرضَ لكثرتِهِم، ف (أل) زائدةٌ،
وقولُهُم: (وحدَكَ) أي حالَ كونِكَ منفردًا.
(3) قوله: (ولا تكونُ إلا بعدَ تمامِ الكلامِ) وقد تكونُ متقدّمةً على صاحبِهَا كما في قولِكَ: (راكبًا جاء زيدٌ)، لأنَّ جاء متصرّفٌ.
(4) قوله: (ولا يكونُ صاحبُهَا إلا معرفةً) وقد يكونُ نكرةً في مواضعَ:
لميَّةَ موحشًا طللُ
فموحشًا: حالٌ من طللٍ لتخصيصِهِ بتقدّمِهِ عليه.
والثَّاني:كما في قولِهِ تعالى: {في أربعةِ أيَّامٍ سواءً}:
فسواءً حالٌ من أربعةٍ لوجودِ التّخصيصِ بالإضافةِ.
أو مخصّصةً بالوصفِ كما في قولِكَ: (جاءني رجلٌ كريمٌ راكبًا).
والثّالثُ :أن يقعَ بعد نفي أو شبهِهِ كما في قولِ ابنِ مالكٍ:
لا يبغِ امرؤٌ على امرئٍ مستسهلا
وقد يكونُ صاحبُهَا نكرةً من غيرِ مسوّغٍ كما في قولِهِ -عليه الصَّلاةُ والسّلامُ-: ((وصلَّى وراءه رجالٌ قيامًا)):
فقيامًا: حالٌ من (رجالٌ) من غيرِ مسوّغٍ، فهذا قليلٌ).
شرح الآجرومية للشيخ: حسن بن علي الكفراوي
قال الشيخ حسن بن علي الكفراوي الأزهري الشافعي (ت: 1202هـ): ( (بابُ الحالِ)
(1) (بابُ) خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ
تقديرُهُ: هذا بابُ، وتَقَدَّمَ إعرابُهُ.
وبابُ مُضَافٌ.
و(الحالِ) مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّهِ كسرةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
(الحالُ) مُبْتَدَأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
(هوَ) ضميرٌ مُنْفَصِلٌ مبتدأٌ ثانٍ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ رفعٍ.
(الاسمُ) خبرُ المبتدأِ الثاني، والثاني وخبرُهُ خبرُ الأوَّلِ، والرابطُ الضميرُ المنفصِلُ.
و(المنصوبُ) و(المُفَسِّرُ) صِفتانِ لـ الاسمُ، وصفةُ المرفوعِ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
(لِمَا) اللامُ حرفُ جَرٍّ، وما اسمٌ موصولٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ.
(انْبَهَمَ) فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على الفتحِ، وفاعلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ في مَحَلِّ رفعٍ عائدٌ على الاسمِ الموصولِ، والجملةُ صِلَتُهُ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ.
(مِن الهَيْئَاتِ) جارٌّ ومجرورٌ في مَحَلِّ نَصْبٍ حالٌ مِنْ مَا.
(نحوُ) خبرٌ لمبتدأٍ محذوفٍ؛ أيْ: وذلكَ نحوُ، وتَقَدَّمَ إعرابُهُ.
(جاءَ) فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على الفتحِ.
(زيدٌ) فاعلٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
(رَاكِبًا) حالٌ مِنْ زيدٌ منصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
(وَلَقِيتُ) لَقِيَ فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على فتحٍ مُقَدَّرٍ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظُهُورِهِ اشتغالُ الْمَحَلِّ بالسُّكُونِ العارِضِ كراهةَ تَوَالِي أرْبَعِ مُتَحَرِّكاتٍ فيما هوَ كالكلمةِ الواحدةِ، والتاءُ ضميرُ المتكلِّمِ فاعلٌ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ رفعٍ.
(عَبْدَ) مفعولٌ بهِ منصوبٌ.وعبدَ مُضَافٌ.
و(اللهِ) مُضَافٌ إليهِ.
و(راكبًا) حالٌ مِن الفاعلِ أو المفعولِ مَنصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
(وما أَشْبَهَ ذلكَ) مِنْ أَمثلةِ الحالِ.
وإعرابُهُ: نظيرُ ما تَقَدَّمَ.
يَعْنِي أنَّ الحالَ الاصطلاحيَّ هوَ الاسمُ الصريحُ أو الْمُؤَوَّلُ بهِ؛ فيَشملُ الجملةَ والظرفَ، فإنَّ قولَكَ: (جاءَ زيدٌ والشمسُ طالعةٌ)،
في قُوَّةِ قولِكَ: (مُقَارِنًا لِطُلُوعِ الشمسِ).
وإعرابُهُ:
جاءَ:فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على الفتحِ.
وزيدٌ: فاعلٌ مرفوعٌ.
والواوُ للحالِ.
والشمسُ طالعةٌ: مبتدأٌ وخبرٌ.
والجُمْلَةُ :في مَحَلِّ نَصْبٍ على الحالِ.
وقوْلُكَ: (جاءَ زيدٌ عِنْدَكَ)، في قُوَّةِ قَوْلِكَ: (كائنًا عِنْدَكَ).
وإعرابُهُ:
جاءَ:فعلٌ ماضٍ.
وزيدٌ: فاعلٌ مرفوعٌ.
وعندَ: منصوبٌ على الحالِ.
الْفَضْلَةُ المنصوبُ لفظًا أوْ تقديرًا أوْ مَحَلاًّ بالفعلِ الصريحِ أو المُؤَوَّلِ، نحوُ: {هَذَا بَعْلِي شَيْخًا}.
فناصِبُ الحالِ اسمُ الإشارةِ؛ لأنَّهُ في معنى أُشِيرُ.
وإعرابُهُ:
الهاءُ:للتنبيهِ.
وذا: اسمُ إشارةٍ مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
وبَعْلِي: خبرُهُ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ ظاهرةٌ مقَدَّرَةٌ على ما قبلَ ياءِ المتكلِّمِ مَنَعَ مِنْ ظهورِها اشتغالُ الْمَحَلِّ بحركةِ المناسَبَةِ، وبَعْلُ مُضَافٌ، وياء المتكلِّمِ مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ جرٍّ.
وشيخًا: حالٌ مِنْ بَعْلُ منصوبٌ بالفتحةِ.
أوْ شَبَهِهِ مِن اسمِ الفاعلِ،
نحوُ: (أنا راكبٌ الفَرَسَ مُسْرَجًا).
فَأَنَا: مبتدأٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ.
وراكبٌ: خبرٌ مرفوعٌ.
والفرَسَ: مفعولٌ بهِ منصوبٌ.
ومُسْرَجًا: حالٌ منهُ مَنصوبٌ، فناصِبُ الحالِ راكبٌ، وهوَ اسمُ فاعلٍ.
واسمِ المفعولِ،
نحوُ: (الفَرَسُ مركوبٌ مُسْرَجًا).
فالْفَرَسُ:مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
ومركوبٌ: خبرُهُ مرفوعٌ، ونائبُ الفاعلِ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ تقديرُهُ هوَ.
ومُسْرَجًا: حالٌ منهُ.
فناصِبُ الحالِ مَركوبٌ، وهوَ اسمُ مفعولٍ.
والمصدَرِ،
نحوُ: (أَعْجَبَنِي ضَرْبُكَ زيدًا مكتوفًا).
فأَعْجَبَ:فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على الفتحِ، والنونُ للوقايَةِ، والياءُ مفعولٌ بهِ في مَحَلِّ نَصْبٍ.
وضَرْبُكَ: فاعلٌ مرفوعٌ.
وضَرْبُ مُضَافٌ، والكافُ مُضَافٌ إليهِ في مَحَلِّ جرٍّ.
وزيدًا: مفعولٌ بهِ منصوبٌ.
ومَكتوفًا: حالٌ منهُ.
فناصِبُ الحالِ الْمَصْدَرُ، وهوَ الضرْبُ.
واسمِ المصدَرِ،
نحوُ: (أَعْجَبَنِي وُضوءُكَ جالسًا).
فأَعْجَبَ: فعلٌ ماضٍ، والنونُ للوقايَةِ، والياءُ مفعولٌ بهِ في مَحَلِّ نَصْبٍ.
ووُضوءُ: فاعلٌ مرفوعٌ.
ووُضوءُ مُضَافٌ، والكافُ مُضَافٌ إليهِ في مَحَلِّ جرٍّ.
وجالسًا: حالٌ منهُ؛ لوُجودِ شَرْطِهِ.
فناصبُ الحالِ الوُضوءُ، وهوَ اسمُ مَصْدَرٍ.
وأَفْعَلِ التفضيلِ،
نحوُ: (زيدٌ مُفْرَدًا أَنْفَعُ منْ عمرٍو مُعَانًا).
فزيدٌ:مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ.
ومُفرَدًا: حالٌ مِنْ فاعلِ أَنْفَعُ.
وأنفعُ: خبرٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ، وفاعلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ وُجُوبًا.
ومِنْ عمرٍو: جارٌّ ومجرورٌ مُتَعَلِّقٌ بـ أَنْفَعُ.
ومُعَانًا: حالٌ مِنْ عمْرٍو.
فَنَاصِبُ الحالِ في الأَوَّلِ والثاني أَنْفَعُ، وهوَ أفعلُ تَفضيلٍ.
والظرفِ، نحوُ: (زيدٌ عندَكَ جالسًا).
فزيدٌ: مبتدأٌ مرفوعٌ.
وعندَكَ: خبرُهُ.
وجالسًا: حالٌ مِنْ فاعلِ الظرفِ مَنصوبٌ بهِ.
والصفةِ المشبَّهَةِ، نحوُ: (زيدٌ حَسَنُ الوجهَ صحيحًا).
فزيدٌ:مبتدأٌ مرفوعٌ.
وحَسَنُ: خبرُهُ.
الوجْهَ: منصوبٌ على التشبيهِ بالمفعولِ بهِ.
وصحيحًا: حالٌ منهُ.
فناصِبُ الحالِ حَسَنُ، وهوَ صِفَةٌ مُشَبَّهَةٌ.
الْمُبَيِّنُ لِمَا خَفِيَ أَمْرُهُ مِن الصفاتِ
مَحْسُوسَةً أمْ لا، فشَمِلَ: {هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا}، و(ماتَ زيدٌ مُسْلِمًا).
وقولُهُ: الفَضْلَةُ، مُخْرِجٌ للاسمِ المنصوبِ العُمْدَةِ؛ كاسمِ إنَّ وأخواتِها، وخبرِ كانَ وأخواتِها.
فالمرادُ بالفَضلةِ:ما وَقَعَ بعدَ اسْتِيفَاءِ الفعلِ فَاعِلَهُ، والمبتدأِ خَبَرَهُ، وإنْ تَوَقَّفَ المعنى المقصودُ عليهِ كما تأتي الإشارةُ إلى ذلكَ.
وقولُهُ: لِمَا انْبَهَمَ، غيرُ معْهُودٍ في اللغةِ.
وقولُهُ: مِن الهَيْئَاتِ، خَرَجَ بهِ التمييزُ؛ فإنَّهُ مُبَيِّنٌ لِمَا انْبَهَمَ مِن الذَّوَاتِ والنِّسَبِ.
وكَرَّرَ الْمِثالَ إشارةً إلى أنَّ الحالَ يأتي مِن الفاعلِ نَصًّا كالمثالِ الأَوَّلِ، أوْ مِن المفعولِ كذلكَ كالثَّاني، أوْ مِنْهُمَا احتمالاً كالثَّالثِ.
ويأتي مِن المجرورِ بالحرْفِ، نحوُ: (مَرَرْتُ بهِنْدٍ جالسةً).
فـ جالسةً حالٌ مِنْ هندٍ المجرورِ بِالْبَاءِ.
ومِن المجرورِ بالمضافِ بِشَرْطِهِ، نحوُ: {أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا}.
فالهمزةُ للاستفهامِ الإنكاريِّ.
ويُحِبُّ: فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ ضمُّ آخِرِهِ.
وأَحَدُ: فاعلٌ مرفوعٌ.
وأحدُ مُضَافٌ.
والكافُ مُضَافٌ إليهِ في مَحَلِّ جرٍّ.
والميمُ علامةُ الجمْعِ.
وأنْ:حرفٌ مَصْدَرِيٌّ ونَصْبٍ.
ويَأْكُلَ: فعلٌ مضارِعٌ منصوبٌ بأنْ، وعلامةُ نصبِهِ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ، وفاعلُهُ مستترٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ هوَ.
ولَحْمَ: مفعولٌ منصوبٌ، ولحمَ مُضَافٌ.
وأَخِي: مُضَافٌ إليهِ.
وأخي مُضَافٌ.
والهاءُ مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الكسرِ في مَحَلِّ جرٍّ.
مَيْتًا: حالٌ مِن الأخِ المضافِ إليهِ المجرورِ بـ لَحْمَ المضافِ.
ونحوُ: {أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا}.
أنْ: مُفَسِّرَةٌ.
واتَّبِعْ: فِعْلُ أَمْرٍ، وفاعلُهُ مُستَتِرٌ وُجوبًا تقديرُهُ أَنْتَ، في مَحَلِّ رفعٍ.
ومِلَّةَ: مفعولٌ بهِ، وهوَ مُضَافٌ.
وإبراهيمَ: مُضَافٌ إليهِ.
وحَنيفًا: حالٌ.
ونحوُ: {إِلَيْهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعًا}.
فإليهِ:جارٌّ ومجرورٌ خبرٌ مُقَدَّمٌ.
ومَرجِعُ: مبتدأٌ مُؤَخَّرٌ مرفوعٌ، ومَرْجِعُ مُضَافٌ.
والكافُ مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ جرٍّ.
وجميعًا: حالٌ منهُ.
ويأتي مِن الخَبَرِ:
نحوُ: {هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا}.
فهوَ:مبتدأٌ.
والحقُّ: خبرُهُ.
ومُصَدِّقًا: حالٌ منهُ.
ولا يَجِيءُ الحالُ مِن المبتدأِ.
(2) (ولا يكونُ الحالُ إلاَّ نَكِرَةً):
الواوُ للاستئنافِ،
لا نافيَةٌ،
يكونُ: فعلٌ مضارِعٌ مُتَصَرِّفٌ مِنْ كانَ الناقصَةِ يَرْفَعُ الاسمَ ويَنْصِبُ الخبرَ.
الحالُ: اسْمُها مرفوعٌ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
إلاَّ: أداةُ استثناءٍ مُلْغَاةٌ لا عَمَلَ لها.
ونَكرةً: خبرُ يكونُ مَنصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
(ولا): حرفُ نفيٍ.
(يكونُ): فعلٌ مضارِعٌ مُتَصَرِّفٌ منْ كانَ الناقصَةِ واسمُهُ مستترٌ فيهِ تقديرُهُ هوَ يعودُ على الحالُ.
(إلاَّ): حرفُ إيجابٍ؛ أيْ: إثباتٍ بعدَ النفيِ.
(بَعْدَ): ظرفٌ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ خبرُ يكونُ، وبعدَ مُضَافٌ.
و(تَمامِ): مُضَافٌ إليهِ، وتَمامِ مُضَافٌ.
و(الكلامِ): مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ، وعلامةُ جَرِّهِ كسرةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
(3) (ولا يكونُ صَاحِبُها إلاَّ مَعْرِفَةً). وإعرابُهُ كما تَقَدَّمَ.
يَعْنِي أنَّ الأصلَ في الحالِ أنْ تكونَ نكِرةً؛ دَفْعًا لتَوَهُّمِ أنَّها نَعْتٌ عندَ نَصْبِ صَاحِبِهَا أوْ خَفاءِ إعرابِها.
وقدْ تكونُ بلفظِ المَعْرِفَةِ فتُؤَوَّلُ بنكِرةٍ.
نحوُ: (ادْخُلوا الأوَّلَ فالأوَّلَ)؛ أيْ: مُتَرَتِّبِينَ.
و(أَرْسِلْها العِرَاكَ)؛ أيْ: مُعتَرِكَةً.
و(جاءَ زيدٌ وَحْدَهُ)؛ أيْ: مُنْفَرِدًا.
و(جاءُوا الجمَّ الغفيرَ)؛ أيْ: جميعًا.
(ولا تكونُ إلاَّ بعدَ تَمامِ الكلامِ)؛ لأنَّها فَضْلَةٌ بعدَ استيفاءِ المبتدأِ خَبَرَهُ، والفعلِ فَاعِلَهُ، وإنْ تَوَقَّفَ حُصولُ الفائدةِ عليها، نحوُ قولِهِ تعالى: {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لاَعِبِينَ}.
فما: نافيَةٌ.
وخَلَقَ: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على فَتْحٍ مُقَدَّرٍ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظهورِهِ اشتغالُ المحلِّ بالسكونِ العارضِ.
ونا: فاعلٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رَفْعٍ.
والسماواتِ: مفعولٌ بهِ منصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ الكسرةُ نيابةً عَن الفتحةِ؛ لأنَّهُ جَمْعُ مُؤَنَّثٍ سالمٌ.
والأرضَ: معطوفٌ على السماواتِ، والمعطوفُ على المنصوبِ منصوبٌ.
ومَا: الواوُ حرفُ عطفٍ.
مَا اسمٌ موصولٌ بمعنى الذي مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ نَصْبٍ عطفٌ على السماواتِ المنصوبِ.
وبينَ: ظرفُ مكانٍ منصوبٌ على الظَرفيَّةِ المكانيَّةِ مُتَعَلِّقٌ بمحذوفٍ صِلَةُ الموصولِ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ.
وبينَ مُضَافٌ، والهاءُ مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ جرٍّ، والميمُ حرفُ عِمَادٍ، والألِفُ حرفٌ دالٌّ على التثنيَةِ.
وَلاعِبِينَ: حالٌ مِنْ فاعلِ خَلَقَ منصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ الياءُ نيابةً عَن الفتحةِ؛ لأنَّهُ جَمْعُ مُذَكَّرٍ سالِمٌ.
وقولِ الشاعرِ:
إنَّما الْمَيْتُ مَنْ يَعيشُ كَئِيبًا كـَاسـِفـًا بـَالـُهُ قليلَ الرجاءِ
إنَّمَا:أداةُ حَصْرٍ مُلغاةٌ لا عَمَلَ لها.
الْمَيْتُ: مبتدأٌ مرفوعٌ بالابتداءِ، وعلامةُ رفعِهِ ضَمَّةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
ومَن: اسمٌ موصولٌ مَبْنِيٌّ على السكونِ في مَحَلِّ رفعٍ خبرٌ.
ويعيشُ: فعلٌ مضارِعٌ مرفوعٌ، وفاعلُهُ ضميرٌ مُسْتَتِرٌ فيهِ جوازًا تقديرُهُ هوَ يعودُ على الاسمِ الموصولِ.
والجملةُ صِلَةُ الموصولِ لا مَحَلَّ لها مِن الإعرابِ.
كئيبًا: حالٌ مِنْ فاعلِ يعيشُ منصوبٌ.
وكاسفًا: حالٌ ثانيَةٌ.
وبالُهُ: فاعلٌ بـ كاسفًا.
وبالُ مُضَافٌ.
والهاءُ مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ جرٍّ.
وقليلَ: حالٌ ثالثةٌ.
وقليلَ مُضَافٌ.
والرجاءِ: مُضَافٌ إليهِ مجرورٌ.
وقدْ يَجِبُ تقديمُ الحالِ إذا كانَ لها صَدْرُ الكلامِ، نحوُ: (كيفَ جاءَ زيدٌ؟)
فكيفَ: اسمُ استفهامٍ مَبْنِيٌّ على الفتحِ في مَحَلِّ نَصْبٍ على الحالِ مِنْ زيدٌ مُقَدَّمَةٌ عليهِ، وجاءَ: فعلٌ ماضٍ.
وزيدٌ: فاعلٌ.
وأنْ يكُونَ صاحبُها الْمُتَّصِفُ بها في المعنى مَعْرِفَةً، نحوُ: (جاءَ زيدٌ راكبًا).
فراكبًا :حالٌ نكِرَةٌ واقعةٌ بعدَ تمامِ الكلامِ، وصاحبُها زيدٌ، وهوَ مَعْرِفَةٌ بِالْعَلَمِيَّةِ.
وقدْ يكونُ صاحبُها نَكِرةً سَماعًا،
نحوُ: و(صَلَّى وَرَاءَهُ رِجَالٌ قِيامٌ).
فَصَلَّى: فعلٌ ماضٍ مَبْنِيٌّ على فتحٍ مُقَدَّرٍ على آخِرِهِ مَنَعَ مِنْ ظهورِهِ التعَذُّرُ.
وَرَاءَ: ظرفُ مكانٍ منصوبٌ على الظَرفيَّةِ المكانيَّةِ، وعلامةُ نصبِهِ فتحةٌ ظاهرةٌ في آخِرِهِ.
ووراءَ مُضَافٌ.
والهاءُ مُضَافٌ إليهِ مَبْنِيٌّ على الضَّمِّ في مَحَلِّ جرٍّ.
ورجالٌ: فاعلٌ.
وقِيامًا: حالٌ منهُ.
أوْ قِياسًا؛ لِوُجودِ الْمُسَوِّغِ مِنْ تَقَدُّمِ الحالِ على النكِرةِ، نحوُ: (لِمَيَّةَ مُوحِشًا طَلَلُ)
فَلِمَيَّةَ: اللامُ حرفُ جَرٍّ، وَمَيَّةَ مجرورٌ باللامِ، وعلامةُ جَرِّهِ الفتحةُ نيابةً عَن الكسرةِ؛ لأنَّهُ اسمٌ لا يَنْصَرِفُ، والمانعُ لهُ مِن الصرْفِ العَلَمِيَّةُ والتأنيثُ.
والجارُّ والمجرورُ خبرٌ مُقَدَّمٌ.
وطَلَلُ: مبتدأٌ مُؤَخَّرٌ.
ومُوحِشًا: حالٌ منهُ.
أوْ تخصيصِ النكرةِ بالوَصْفِ، نحوُ قولِ الشاعرِ:
نَجَّيْتَ يا ربِّ نُوحًا واستَجَبْتَ لهُ في فـُلـْكٍ ماخِرٍ فــي اليمِّ مَشْحُونَا
وعــاشَيــَدْعـــُو بـآيــاتٍ مـُبــَيِّنَةٍ في قـومـِهِ ألفَ عامٍ غيرَ خَمـْسِينَا
فمَشحونًا :حالٌ مِنْ فُلْكٍ الْمُخَصَّصِ بالوصْفِ بعدَهُ.
أوْ بالإضافةِ، نحوُ قولِهِ تعالى: {فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ}.
فـ سواءً: حالٌ مِنْ أربعةِ الْمُخَصَّصِ بإضافتِهِ إلى أيَّامٍ.
أوْ وُقوعِهَا بعدَ نفيٍ أوْ شَبَهِهِ مِن النهيِ والاستفهامِ.
مثالُ النفيِ: قولُهُ:
ما حُمَّ مِنْ مَوْتٍ حِمًى واقيَا ولا تــَرَى
مــِنْ أَحــَدٍ بــَاقـِيَا
فَوَاقِيًا:حالٌ مِنْ حِمًى المسبوقِ بالنفيِ، وباقيًا حالٌ مِنْ أَحَدٍ كذلكَ.
ومِثالُ النهيِ:
لا يَبْغِ امْرُؤٌ على امْرِئٍ مُسْتَسْهِلاً
فَمُسْتَسْهِلاً حالٌ مِن امْرُؤٌ الأوَّلِ المسبوقِ بالنهيِ.
وكذلكَ الأصلُ في الحالِ أنْ تكونَ مُشْتَقَّةً؛
كرَاكِبًا مُشْتَقٌّ مِن الركوبِ.
وقدْ تكونُ جامدةً فتُؤَوَّلُ بهِ،
نحوُ قولِهِ تعالى: {فَانْفِرُوا ثُبَاتٍ}؛ أيْ: مُتَفَرِّقِينَ.
الفاءُ: بِحَسَبِ ما قَبْلَها.
وانْفِرُوا: فعلُ أمْرٍ مَبْنِيٌّ على حَذْفِ النونِ، والواوُ فاعلٌ.
وثُبَاتٍ: حالٌ مِن الواوِ.
وأنْ تكونَ مُنْتَقِلَةً.
وقدْ تكونُ لازِمةً كما في قولِهِ تعالى: {هُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا}؛ فمُصَدِّقًا مُلازِمًا للحَقِّ.
وقولِهِ: (خلَقَ اللهُ الزرافةَ يَدَيْهَا أطْوَلَ مِنْ رِجْلَيْها).
فـ يَدَيْها: بَدَلٌ مِن الزرافةَ بَدَلُ بعضٍ مِنْ كُلٍّ، وبدلُ المنصوبِ منصوبٌ، وعلامةُ نصبِهِ الياءُ نيابةً عَن الفتحةِ؛ لأنَّهُ مُثَنًّى.
وأطولَ: حالٌ مِنْ يَدَي الزرافةِ، والطولُ لازِمٌ لَهُمَا).
شرح الآجرومية للدكتور: محمد بن خالد الفاضل (مفرغ)
القارئ: (بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد، قال المصنف رحمه الله تعالى:
(باب الحال: الحال هو الاسم المنصوب المفسِّر لما انبهم من الهيئات،
نحو: جاء زيد راكباً، وركبت الفرس مسرجاً، ولقيت عبد الله ماشياً، وما أشبه ذلك.
ولا يكون الحال إلا نكرة،
ولا يكون إلا بعد تمام الكلام،
ولا يكون صاحبها إلا معرفة).
قال الدكتور محمد بن خالد الفاضل: (يقول المؤلف رحمه الله: الحالُ وصفٌ فضلةٌ منتصبُ = مفهم فـي حالٍ كـفرداً أذهبُ (جاء زيد راكباً) أي في حال ركوب، قابلت محمداً ماشياً، أي في حال مشي، أي هي هيئته وحالته أنه يمشي أو أنه راكب عندما قابلته، ما عليه الإنسان من خير أو شر، وربما تكون أوسع مما عليه الإنسان، يعني أي شيء تسأل عن حاله حتى لو سألت عن حال الكتاب، يعنيأريد أن أشتري هذا الكتاب، على أي حال؟ فالحال في اللغة هي: ما عليه الإنسان في الغالب من خير أو شر. - حينما تقول (وصف) فإنك تخرج به ما ليس بالوصف، والوصف يغلب فيه أن يكون مشتقّاً، والمشتق يخرج به ما كان جامداً؛ لأن الحال الجامدة فيها كلام. والحال كما ترون من خلال تمثيل المؤلف، المؤلف مثل بقوله: (نحو: (جاء زيد راكباً، وركبت الفرس مسرجاً) ما الفرق بين الأمرين؟ (جاء زيدٌ راكباً) أن (راكباً) تسمى حال من زيد وهو الفاعل، من (الفرس) وهو مفعول. يقول المؤلف: (ولا يكون الحال إلا نكرة، ولا يكون إلا بعد تمام الكلام، ولا يكون صاحبها إلا معرفة): فإن
جاء شيء يوهم أنه حال معرفة فإنه يكون مؤولاً، فإنه يؤول بالنكرة، كما إذا
قلت: (جاء زيدٌ وحده)، (وحده) هنا مضاف إلى الضمير، فهو معرفة، وهي حال. كيف جاءت الحال هنا معرفة؟ (جاء زيدٌ منفرداً). وكما في قول الشاعر: فالحال
إذاً الأصل فيها أنها نكرة، ولا تأتي معرفة، وما جاء منها في هيئة المعرفة
فإنه قليل، وينبغي أن يؤول بالنكرة لكي تطرد وتسلم القاعدة. لا
ينبغي أن تأتي الحال إلا بعد تمام الكلام؛ لأنها هي بيان لهيئة ما تقدم،
هي إنما تأتي لبيان الهيئة، فالأصل فيها أن تكون متأخرةً، وربما جاءت
متقدمةً لسبب معين، وهو ليس بالكثير أيضاً، كما إذا كانت من الأسماء التى
لها الصدارة، كما إذا كانت مثلاً بكلمة (كيف)، لو قلت مثلاً (كيف قدم
محمد؟) فكيف
هنا منصوبة على الحال مقدمة، وسبب تقديمها أو اضطرار التقديم هنا لأن كيف
من الأسماء التى لها الصدارة، وإلا فالأصل في الحال أن تكون متأخرةً،
ولأنها فضلة، فالأصل فيها أن تأتي بعد تمام الكلام. ولا يكون صاحبها إلا معرفة، يشترط في الحال ألا تأتي إلا من المعرفة. ولا
ينبغي أن يكون نكرة، ولم يسمع مجيئه نكرة إلا قليلاً، وقالوا إنما حصل ذلك
مع قلته، أو إنما يتسامح في ذلك مع قلته إذا وجد مسوغٌ له. ما معنى البيت؟ الطلل ما هو؟
- أن تخصص هذه النكرة إما بإضافة، أو بوصف، أو بنحو ذلك، ففي قوله تعالى: {في أربعةِ أيامٍ سواءً} ومن مسوغات مجيء الحال من النكرة:
نجيت يا ربِّ نوحاً واستجبت له في فـُلُك ماخر فــي اليمِّ مشحونا لأنه
وصفه بقوله (ماخرٍ) (في فلك ماخرٍ في اليم مشحونا)، فوصف الفلك النكرة
بأنه ماخر قلل من شيوعه وعمومه، وخصصه قليلاً فصح أن تأتي منه الحال. - كما تأتي من المفعول.
- أو وصفٍ: (في فلكٍ ماخر) ).
(الحال هو الاسم المنصوب المفسِّر لما انبهم من الهيئات):
العلماء يفسرون الحال بتفسير قريب من هذا، أو يعرفونها بتعريف قريب من هذا
التعريف، فالحال متفق على أنها وصف فضلةٌ منصوب يدل على الحال، أي أنه
يفسر هيئةً مبهمة، هذا معنى قوله (المفسر لما انبهم من الهيئات) وهو معنى
قولهم: (أو مفهم في حالٍ، أو يدل على الحال)، ابن مالك يقول:
فهو معنى قوله: (لما انبهم من الهيئات) حينما تقول: (جاء زيدٌ) لم تتضح الهيئة التي جاء عليها، هي ما زالت هيئة مبهمة،
إذا أردت أن توضح هيئته هذه المبهمة تأتي بالحال حينئذٍ فتقول: (جاء زيدٌ راكباً)، فالحال التي هي عليها الآن هي حال الركوب.
هذه الأمور التى جُعلت في التعريف هي احتراز من أشياء معلومة:
- وحينما تقول: (منصوب) تخرج به ما كان مرفوعاً، أو مجروراً من الأسماء.
- وحينما تقول: (فضلة)
فإنك تخرج به أيضاً ما ليس بفضلةٍ، ويراد به الخبر، فإن الخبر يأتى
منصوباً، خبر كان يأتي منصوباً، وهو ليس بفضلة، ولذلك لا يقال عنه إنه حال.
وحينما تقول: (ركبت الفرس مسرجاً)
فالحال إذاً:
- قد تأتي من الفاعل مثل: (جاء زيدٌ راكباً).
- وقد تأتي من المفعول مثل: (ركبت الفرس مسرجاً).
- وقد تأتي محتملة مثل: (قابلت زيداً راكباً)، يعني يمكن أنا الفاعل، الذي هو راكب، وممكن المفعول.
-
ويمكن أن تأتي منهما معاً كما لو قلت: (قابلت زيداً راكبين)، يعني كلانا،
يعني هي حال الآن من الفاعل والمفعول، تقابلنا وكلانا في حال ركوب.
- وقد تأتى أيضاً من غير الفاعل ومن غير المفعول كما إذا قلت مثلاً: (مررت بهندٍ جالسةً)، هنا حال من الجار والمجرور.
وقد تأتي من المضاف إليه كما في قوله تعالى: {أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً} فـ(حنيفاً) أيضاً حال من المضاف إليه الذي هو إبراهيم.
(العراك) هنا حال، وهو دخلت عليه (أل) فقد يقال: كيف جاءت الحال معرفة هنا؟
والواقع أنها في تأويل نكرة، والتقدير: فأرسلها معتركةً، وكما في قولهم: ادخلوا الأول فالأول،
هنا
(الأول فالأول) في محل نصب، منصوبة على الحال، مع أنه معرف بأل، ويقولون
إنها في تأويل النكرة؛ لأن المعنى: ادخلوا مترتبين، أو ادخلوا منتظمين، أو
ما إلى ذلك.
المراد بصاحب الحال هو: الذي تأتى الحال صفةً له ولبيان هيئته هو الذي يسمى صاحب الحال.
فإذا قلت مثلاً: (ركبت الفرس مسرجاً)، أين صاحب الحال؟
(الفرس)،
(وجاء زيدٌ ماشياً)، صاحب الحال (زيد)، (مررت بهندٍ جالسةً)، صاحب الحال
هو (هند)، فصاحب الحال إذاً هو الذي جاءت الحال للبيان عن هيئته، وجاءت
الحال صفةً له.
صاحب الحال هذا يشترط فيه أن يكون معرفة،
-أن تتقدم الحال عليه، ومن أبرز الشواهد التى تستشهد به كتب النحو على مجيء صاحب الحال نكرة قول الشاعر:
لمية موحشاً طلل يــلـوح كـأنـه خلـل
(موحشاً) هو الحال، صاحب الحال
(طلل) جاء نكرةً، ويقولون: إنه ساغ تنكيره؛ لأن الحال تقدمت عليه، فتقدم الحال عليه هنا مسوغ لذلك.
كذلك يقولون بأن من مسوغات مجيء الحال نكرة - وهو ليس كثيراً أيضاً
هل عندنا في هذه الآية حال أو ليس عندنا حال؟
(في أربعة)؛
لأن المعنى: أربعة أيام سواء، أي حالة كونها متساوية، مستوية، أو نحو ذلك،
فسواء هنا وقعت حالاً من النكرة، الذي سوغ وقوعها من النكره أنها هنا
أضيفت إلى الأيام في قوله تعالى: {في أربعة أيام}.
فوصف النكرة مما يقربها ويقلل من عمومها، وجاء من ذلك قول الشاعر:
المشحون هو الفلْك، الفلك هنا المشحون، الفلك هنا نكرة، كيف ساغ أن تأتي الحال منه؟
- وأنها تأتي من الفاعل،
- من الجار والمجرور.
- ومن المضاف، ومن غيرها.
وأنها أيضاً لا بد فيها -في الحال-:
- أن تكون نكرة.
- وأن ما جاء منها ظاهره أنه معرفة فإنه يؤول.
- والأصل في صاحبها أن يكون معرفةً.
- وأن مجيئه نكرة قليل إلا بمسوغ.
والمسوغات ذكرنا منها:
والثاني: أن تُخَصَّص النكرة:
- إمابإضافة:{في أربعة أيام}.
العناصر
الحال
تعريف الحال في اللغة والاصطلاح
الحال في اللغة: هي ما عليه الإنسان في الغالب من خير أو شر
تعريف الحال في الاصطلاح: هو الاسم المنصوب المفسر لما انبهم من الهيئات
تعريف آخر للحال: الاسم الوصف الفضلة المنصوب، المبين للهيئة، أو المبين لما انبهم من الهيئات
ناصب الحال
الحال نوعان: مؤسسة ومؤكدة
شروط الحال
الشرط الأول: أن يكون نكرة
الشرط الثاني: أن يجيء بعد استيفاء الكلام
فائدة: الحال غالباً لا تكون إلا مشتقة، متنقلة
أنواع صاحب الحال
النوع الأول: حال من الفاعل نحو: (جاء زيد راكباً)
النوع الثاني: حال من المفعول نحو: (ركبت الفرس مسرجاً)
النوع الثالث: حال محتملة للفاعل أو المفعول نحو: (قابلت زيداً راكباً)
النوع الرابع: حال من الفاعل والمفعول معاً نحو: (قابلت زيداً راكبين)
النوع الخامس: حال من الجار والمجرور نحو: (مررت بهند جالسة)
النوع السادس: حال من المضاف إليه نحو: (أن اتبع ملة إبراهيم حنيفاً)
شرط صاحب الحال: أن يكون معرفة
مسوغات مجيء صاحب الحال نكرة
المسوغ الأول: أن تتقدم الحال عليه
مثال تقدم الحال عليه: (لمية موحشاً طلل يلوح كأنه خلل)
المسوغ الثاني: أن تخصص هذه النكرة بإضافة
مثال تخصص النكرة بالإضافة: (في أربعة أيام سواء للسائلين)
المسوغ الثالث: أن تخصص النكرة بوصف
مثال تخصص النكرة بوصف: (في فلك ماخر في اليم مشحونا)
الأسْئِلةٌ
س1: مَا هُوَ الظّرفُ؟
س2: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ الظّرفُ؟
س3: مَا هُوَ ظرفُ الزّمانِ؟
س4: إلَى كمْ قسْمٍ ينقسِمُ ظرفُ الزّمانِ؟
س5: مثِّلْ بثلاثةِ أمثْلِةٍ فِي جملٍ مُفِيدَةٍ لظرفِ الزّمانِ المختصِّ، وبثلاثةِ أمثْلِةٍ أخرَى لظرفِ الزّمانِ المبهَمِ.
س6: هلْ يُنْصَبُ عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ فيهِ كلُّ ظرفِ زمانٍ؟
س7: اجعلْ كلَّ واحدٍ من الألفاظِ الآتيَةِ مفعولاً فيهِ فِي جملةٍ مُفِيدَةٍ، وبيِّنْ معنَاهُ:
عتَمَةً، صباحاً، زماناً، لحظةً، ضحوةً، غداً.
س8: مَا هُوَ ظرفُ المكانِ؟
س9: مَا هُوَ ظرفُ المكانِ المبهمُ؟
س10: مَا هُوَ ظرفُ المكانِ المختصُّ؟
س11: مثِّلْ بثلاثةِ أمثْلِةٍ لكلٍّ مِن ظرفِ المكانِ المبهمِ وظرفِ المكانِ المختصِّ.
هلْ يُنْصَبُ عَلَى أنَّهُ مَفْعُولٌ فيهِ كلُّ ظرفِ مكانٍ؟
س12: اذْكُرْ سبعَ جُمَلٍ تصفُ فِيهَا عملَكَ يومَ الجمعةِ، بشرطِ أن تشتملَ كلُّ جملةٍ عَلَى مفعولٍ فيهِ.
س13: مَا هُوَ الحالُ لُغَةً واصْطِلاحاً؟
س14: مَا الذي تأتِي الحالُ منْهُ؟ وهلْ تأتِي الحالُ من المضافِ إليْهِ؟
س15: مَا الذي يُشترطُ فِي الحالِ، ومَا الذي يُشترطُ فِي صاحبِ الحالِ؟
س16: مَا الذي يسوِّغُ مجيءَ الحالِ من النّكرةِ؟
س17: مثِّلْ لِلحالِ بثلاثةِ أمثْلِةٍ، وطبِّقْ عَلَى كلِّ واحدٍ منْهَا شروطَ الحالِ كلَّهَا، وأعرِبْهَا.