4: التمني
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وأمَّا التمَنِّي: فهوَ طَلَبُ شيءٍ محبوبٍ، لا يُرْجَى حصولُه لكونِه مُستحيلًا أوْ بعيدَ الوقوعِ، كقولِه:
أَلاَ ليتَ الشبابَ يَعودُ يومًا ...... فأُخْبِرُه بما فَعَلَ الْمَشيبُ
وقولِ الْمُعسِرِ: (ليتَ لي أَلْفَ دينارٍ).
وإذا كان الأمْرُ متوَقَّعَ الحصولِ فإنَّ تَرُقُّبَه يُسَمَّى تَرَجِّيًا، ويُعبَّرُ عنه بـ (عسى) أو(لعلَّ)، نحوُ: {لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}.
وللتَّمَنِّي أربَعُ أدواتٍ: واحدةٌ أصليَّةٌ، وهيَ (ليتَ)، وثلاثةٌ غيرُ أصليَّةٍ، وهي: (هل)، نحوُ: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}.
و (لو)، نحوُ: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، و(لعلَّ)، نحوُ قولِه:
أَسِرْبَ الْقَطَا هلْ منْ يُعِيرُ جَناحَهُ ...... لَعَلِّي إلى مَنْ قدْ هَوَيْتُ أَطِيرُ
ولاستعمالِ هذه الأدواتِ في التَّمنِّي يُنْصَبُ المضارعُ الواقعُ في جوابِها).(دروس البلاغة)
الحواشي النقية للشيخ: محمد علي بن حسين المالكي
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): ( (وأمَّا التمنِّي)، فهو طلَبُ شيءٍ محبوبٍ لا يُرْجَى حُصولُهُ لكونِهِ مستحيلاً أو بعيدَ الوقوعِ، كقولِهِ:
ألا ليــتَ الشبابَ يعودُ يومًا ...... فـأُخبِرُهُ بما فَعَلَ المَشيـــبُ
وقولِ المُعْسِرِ: ليتَ لي ألفَ دينارٍ. وإذا كان الأمرُ متوقَّعَ الحصولِ فإنَّ ترَقُّبَهُ يُسَمَّى تَرَجِّيًا، ويُعبَّرُ عنهُ بعسى ولعلَّ، نحوُ: {لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِك أَمْرًا}. وللتمنِّي أربعُ أدواتٍ: واحدةٌ أصليَّةٌ(1)، وهي لَيْتَ، وثلاثٌ غيرُ أصليَّةٍ(2) وهي: هل، نحوُ: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}، ولو، نحوُ: {فَلَو أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، ولعلَّ، نحوُ: قولِهِ: أسِرْبَ القطَا هَلْ مَن يُعِيرُ جَناحَهُ ...... لعلِّي إلى مَـن قد هَوَيْتُ أَطِيـرُ ولاستعمالِ هذهِ الأدواتِ(3) في التمنِّي يُنصبُ المضارعُ(4) الواقعُ في جوابِها. ________________ (2) قولُه: (غيرُ أصليَّةٍ)، أي: غيرُ
حقيقيَّةٍ، أمَّا هل فتَدُلُّ عليه مجازًا، إما بالاستعارةِ التبعيَّةِ
بتشبيهِ التمنِّي المطلَقِ بمطلَقِ استفهامٍ بجامِعِ مطلَقِ الطلَبِ في
كلٍّ، فسَرَى التشبيهُ للجزئيَّاتِ، فاستعيرَتْ هل الموضوعةُ للاستفهامِ
الجزئيِّ للتمنِّي الجزئيِّ، وإما مرسَلٌ تَبعيٌّ بنقلِ هل من طلَبِ
الفهْمِ إلى مطلَقِ الطلَبِ واستعمالِها في طلَبِ حصولِ الشيءِ المحبوبِ،
إمَّا من حيثُ اندراجُه تحتَ مطلَقِ الطلَبِ، وإما من حيثُ خصوصُه لعَلاقةِ
التقييدِ أو التقييدِ والإطلاقِ، وأما لو فكذلكَ على طريقِ التجوُّزِ؛
لأنَّ أصلَ وضعِها الشرطيَّةُ، والتجوُّزُ فيها مثلُه في هل، والنُّكتةُ في
التمنِّي بهل والعدولِ عن لَيْتَ هو إبرازُ المتمَنِّي لكمالِ العنايةِ به
في صورةِ الممكِنِ الذي لا جَزْمَ بانتفائِه، وفي التمنِّي بـ (لو)
والعدولِ عن لَيْتَ الإشعارُ بعزَّةِ الْمُتَمَنَّي، حيثُ أُبْرِزَ في
صورةِ ما لم يُوجَدْ؛ لأنَّ (لو) في الأصلِ حرفُ امتناعٍ لامتناعٍ، وأما
(لعلَّ) فالتمنِّي فيها من مُستتبعاتِ التركيبِ، وليس معنًى مجازيًّا لها؛
وذلكَ لأنها مستعمَلةٌ في مرجوٍّ بعيدِ الحصولِ كالطيرانِ فيُشبِهُ
الْمُحالَ، وما لا طمَعَ في وقوعِه من الممكِنِ بجامعِ البعْدِ وعدَمِ
الحصولِ في كلٍّ، فيَتولَّدُ من ذلكَ الشبَهِ تَمنِّيهِ. دسوقيٌّ. (3) قولُه: (ولاستعمالِ هذه الأدواتِ)، أي: هل ولو ولعلَّ. (4) قولُه: (يُنصَبُ المضارِعُ إلخ)، هذا ظاهرٌ
في لو، إذ لا يُنصَبُ بعدَها لو كانت على أصلِها؛ لكونِه إنما يُنصَبُ بأنْ
مضمَرةً بعدَ الأشياءِ الستَّةِ، أعني الاستفهامَ والتمنِّي والعَرْضَ
والأمْرَ والنهيَ والنفيَ، ويَدخُلُ في العرْضِ التحضيضُ، وفي الأمْرِ
الدعاءُ، وكذا في لعلَّ؛ لأنه لا يُنصَبُ في جوابِ الترجِّي عندَ
البصريِّينَ، بل عندَ الكوفيِّين فنصبُه بعدَها لا يَدُلُّ على أنها
مستعمَلةٌ في التمنِّي إلا على مذهَبِ البصريِّينَ، وأمَّا هل فنَصْبُ
المضارِعِ بعدَها ثابتٌ مُطلَقًا، ولو بَقيَتْ على أصلِها كما لا يَخفَى،
فافَهَمْ).
دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وأمَّا التمَنِّي: فهوَ طَلَبُ شيءٍ محبوبٍ، لا يُرْجَى حصولُه لكونِه مُستحيلاً أوْ بعيدَ الوقوعِ، كقولِه:
أَلاَ ليتَ الشبابَ يَعودُ يومًا....... فأُخْبِرُه بما فَعَلَ الْمَشيبُ
وقولِ الْمُعسِرِ: (ليتَ لي أَلْفَ دينارٍ).
وإذا كان الأمْرُ متوَقَّعَ الحصولِ فإنَّ تَرُقُّبَه يُسَمَّى تَرَجِّيًا، ويُعبَّرُ عنه بـ (عسى) أو(لعلَّ)، نحوَ: {لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا}.
وللتَّمَنِّي أربَعُ أدواتٍ: واحدةٌ أصليَّةٌ، وهيَ (ليتَ)، وثلاثةٌ غيرُ أصليَّةٍ، وهي: (هل)، نحوُ: {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}.
و(لو)، نحوُ: {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}، و(لعلَّ)، نحوُ قولِه:
أَسِرْبَ الْقَطَا هلْ منْ يُعِيرُ جَناحَهُ ...... لَعَلِّي إلى مَنْ قدْ هَوَيْتُ أَطِيرُ
ولاستعمالِ هذه الأدواتِ في التَّمنِّي يُنْصَبُ المضارعُ الواقعُ في جوابِها).(دروس البلاغة الصغرى)
حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): ( (وَأَمَّا
التَّمَنِّي) فهو طَلَبُ(1) شَيْءٍ محبوبٍ(2) لا يُرْجَى حُصُولُهُ(3)؛
لِكَوْنِهِ مُسْتَحِيلاً(4) أو(5) بَعِيدَ الوُقُوعِ(6)؛ كقولِهِ(7).
أَلاَ لَيْتَ الشبابَ يَعُودُ يَوْماً ....... فَأُخْبِرَهُ بِمَا فَعَلَ المَشِيبُ(8)
و(9) قولِ المُعْسِرِ: ليتَ لِي ألفَ دينارٍ(10).
وإذا كانَ الأمْرُ(11) مُتَوَقَّعَ الحصولِ(12) فإنَّ تَرَقُّبَهُ(13)
يُسَمَّى تَرَجِّياً(14), وَيُعَبَّرُ عنهُ(15) بِعَسَى (16) وَلَعَلَّ(17)
نحوُ(18):{ لَعَلَّ اللهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً}(19).
وللتَّمَنِّي أَرْبَعُ أَدَوَاتٍ(20): واحدةٌ(21) أَصْلِيَّةٌ(22)
وَهِيَ (لَيْتَ)، وَثَلاَثٌ غيرُ أَصْلِيَّةٍ(23), وهي (هلْ)(24)،
نحوُ(25).
{فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}(26)، وَلَوْ(27) نحوُ(28): { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ المُؤْمِنِينَ}(29)، وَلَعَلَّ(30) نحوُ(31) قَوْلِهِ:
أَسِرْبَ الْقَطَا(32) هَلْ مَنْ يُعِيرُ(33) جَنَاحَهُ ...... لَعَلِّي إِلَى مَنْ قَدْ هَوِيتُ(34) أَطِيرُ(35)
ولاسْتِعْمَالِ هذه الأدواتِ(36) في التَّمَنِّي يُنْصَبُ(37) المضارعُ الواقعُ في جوابِهَا(38)
_______________________
قال الشيخ علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي (ت: 1410هـ): ( (1) ( وَأَمَّا التَّمَنِّي فهو طَلَبُ ) حُصُولِ.
( 2) ( شَيْءٍ مَحْبُوبٍ ) أَي: من حَيْثُ إِنَّهُ مَحْبُوبٌ.
( 3) ( لا يُرْجَى حُصُولُهُ) ، أي: لاَ يُطْمَعُ فِي حُصُولِهِ أَصْلاً.
( 4) ( لِكَوْنِهِ مُسْتَحِيلاً ) أي: عَقْلاً أو عَادَةً.
( 5) ( أو ) لِكَوْنِهِ مُمْكِناً.
( 6) ( بعيدَ الوقوعِ ) فقولُهُ: ( طَلَبُ شَيْءٍ ) بِمَنْزِلَةِ الجِنْسِ، وقولُهُ: ( مَحْبُوبٍ )
قَيْدٌ أَوَّلُ خَرَجَ بهِ الأَوَامِرُ والنواهِي والنداءُ؛ لأَنَّهَا
لَيْسَتْ طَلَباً لحصولِ الشَيْءِ من حيثُ إِنَّهُ مَحْبُوبٌ, بل من حيثُ
قَصْدُ وُجُودِهِ أو عَدَمُ وُجُودِهِ أو إقبالِهِ، وقولُهُ: ( لاَ يُرْجَى حُصُولُهُ )
قَيْدٌ ثَانٍ خَرَجَ بهِ التَّرَجِّي، ومِن هذا القَيْدِ عُلِمَ أنَّهُ لا
يُشْتَرَطُ فِي صِحَّةِ التَّمَنِّي إِمْكَانُ المُتَمَنَّى لِذَاتِهِ، بل
قد يكونُ المُتَمَنَّى قَرِيباً، نحوُ: لَيْتَ خَالِداً يَقْدَمُ، وهو
مُشْرِفٌ على القدومِ، وقد يَكُونُ بعيداًغيرَ مُمْكِنٍ.
( 7) ( كقولِهِ ) أي: قولِ الشاعرِ
( 8) ( أَلاَ لَيْتَ الشَّبَابَ يَعُودُ يَوْماً ...... فَأُخْبِرَهُ بِمَا فَعَلَ المَشِيبُ فَإِنَّ
عَوْدَ الشبابِ مُمْتَنِعٌ عَادَةً بِنَاءً على أنَّ المرادَ بالشبابِ
قُوَّةُ الشيخوخةِ أو عَقْلاً بأنْ أُرِيدَ بهِ زَمَانُ ازديادِ القُوَى
النَّامِيَةِ لاسْتِلْزَامِهِ أنْ يكونَ للزمانِ زَمَانٌ
( 9) ( و ) قد يَكُونُ بَعِيداً مُمْكِناً، نحوُ
( 10) ( قولِ المُعْسِرِ: لَيْتَ لِي أَلْفَ دِينَارٍ ) فَإِنَّ مِلْكِيَّتَهُ لالْفِ دِينَارٍ مُمْكِنٌ عَادَةً وَعَقْلاً، وَلَكِنَّهُ بعيدُ الوقوعِ له لاعْسَارِهِ.
( 11) ( وَإِذَا كانَ الأمرُ ) المُمْكِنُ.
( 12) ( مُتَوَقَّعَ الحُصُولِ ) أي: مَرْجُوَّهُ وَمَطْمُوعاً فِي وُقُوعِهِ.
( 13) ( فَإِنَّ تَرَقُّبَهُ ) أي: تَرَقُّبَ الحصولِ.
( 14) ( يُسَمَّى تَرَجِّياً )، فَبَيْنَهُ
وبينَ التمنِّي تَبَايُنٌ؛ لأَنَّ التمنِّيَ طَلَبٌ كما سَبَقَ، والترجِّيَ
ليسَ بِطَلَبٍ، بل هو تَرَقُّبُ الحصولِ، وأيضاً الفرقُ بَيْنَهُمَا أنْ
يُشْتَرَطَ فِي صِحَّةِ التَّرَجِّي إِمْكَانُ المُتَرَجَّى، وَلاَ
يُشْتَرَطُ فِي التَّمَنِّي إمكانُ المُتَمَنَّى, وأنَّهُ يُشْتَرَطُ فِي
المُتَمَنَّى كَوْنُهُ مُحْبُوباً بخلافِ المُتَرَجَّى، فقد يكونُ
مَحْبُوباً، ويُقَالُ لهُ: طَمَعٌ، نحوُ: لَعَلَّكَ تُعْطِينَا، أو
مَكْرُوهاً، ويُقَالُ لهُ: إِشْفَاقٌ نحوُ: لَعَلِّي أَمُوتُ السَّاعَةَ.
( 15) ( وَيُعَبَّرُ عنهُ ) أي: عن التَّرَقُّبِ المذكورِ المُسَمَّى بِالتَّرَجِّي.
( 16) ( بِعَسَى ) إنْ كانَ الأمرُ مَطْمُوعاً فيهِ.
( 17) ( وَلَعَلَّ ) إنْ كانَ مُتَوَقَّعاً، والفرقُ بينَ التَّوَقُّعِ والطَّمَعِ، أنَّ الأوَّلَ أَبْلَغُ من الثانِي. أَفَادَهُ الفَنَرِيُّ.
( 18) ( نحوُ ) قولِهِ تَعَالَى: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالفَتْحِ}، وَقَوْلِهِ تَعَالَى:
( 19) ( لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْراً )
أي: يَقْلِبُ قَلْبَهُ من بُغْضِهَا إلى مَحَبَّتِهَا، أو من الرغبةِ عنها
إلى الرغبةِ فيها, أو من عَزِيمَةِ الطلاقِ إلى الندمِ عليه,
فَيُرَاجِعُهَا.
( 20) ( ولِلتَّمَنِّي أَرْبَعُ أَدَوَاتٍ ) أي: أَلْفَاظٍ وكلماتٍ تَدُلُّ عليهِ؛ لَفْظَةُ
( 21) ( وَاحِدَةٌ ) منهَا.
( 22) ( أَصْلِيَّةٌ ) أي: مَوْضُوعَةٌ لهُ لُغَةً, مُسْتَعْمَلَةٌ فيهِ اسْتِعْمَالاً حَقِيقِيّاً.
( 23). ( وهِيَ لَيْتَ. وثلاثٌ غيرُ أَصْلِيَّةٍ ) أي: أَنَّهَا موضوعةٌ لِغَيْرِهِ لُغَةً، مُسْتَعْمَلَةٌ فيهِ اسْتِعْمَالاً مَجَازِيّاً لِعَلاَقَةٍ.
( 24) ( وهِيَ: هَلْ ) فَإِنَّهَا فِي الأصلِ
للاستفهامِ، وقد تُسْتَعْمَلُ للتَّمَنِّي على سبيلِ الاستعارةِ
التبعيَّةِ، بأنْ شُبِّهَ مطلقُ التمنِّي بِمُطْلَقِ الاستفهامِ بِجَامِعِ
مُطْلَقِ الطلبِ فِي كلٍّ، فَسَرَى التَّشْبِيهُ لِلجُزْئِيَّاتِ،
فاسْتُعِيرَتْ (هل) المَوْضُوعَةُ للاستفهامِ الجُزْئِيِّ للتمنِّي
الجُزْئِيِّ، أو على سبيلِ المجازِ المُرْسَلِ لعلاقةِ الإطلاقِ والتقييدِ؛
فإنَّ ((هل)) لِطَلَبِ الفَهْمِ، فَأُطْلِقَ عن قيدِهِ, ثم قُيِّدَ بالمحبوبِ الذي لا طَمَاعِيَةَ فِي حُصُولِهِ،
( 25) ( نحوُ ) قَوْلِهِ تَعَالَى حِكَايَةً عن الكفارِ:
( 26) ( {فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا}
) وَإِنَّمَا يُقَالُ هذا لِقَصْدِ التَّمَنِّي؛ لأَنَّهُ حيثُ يُعْلَمُ
أنْ لا شَفِيعَ يُطْمَعُ فيهِ لا يَصِحُّ حَمْلُ الكلامِ على الاستفهامِ
المُقْتَضِي لِعَدَمِ العلمِ بالمُسْتَفْهِمِ منهُ ثُبُوتاً أو نَفْياً،
فَحَمْلُ الكلامِ على الاستفهامِ يُؤَدِّي إلى التناقُضِ، فَتَعَيَّنَ
الحملُ على غيرِهِ وهو التَّمَنِّي، والنُكْتَةُ فِي العدولِ عن (لَيْتَ) إلى (هل)
إِبْرَازُ المُتَمَنَّى فِي صورةِ المستفْهَمْ منهُ, الذي لا جَزْمَ
بِانْتِفَائِهِ لإظهارِ كمالِ العنايةِ بهِ حتى لا يُسْتَطَاعَ الإتيانُ
به, إلاَّ فِي صورةِ المُمْكِنِ الذي يُطْمَعُ فِي وقوعِهِ.
( 27) ( ولو ) فَإِنَّهَا فِي الأصلِ شَرْطِيَّةٌ، وقد تُسْتَعْمَلُ للتَّمَنِّي على طريقِ التَّجَوُّزِ، مثلَ ما تَقَدَّمَ فِي هل.
( 28) ( نحوُ ) قَوْلِهِ تعالى:
( 29) ( {فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِن المُؤْمِنِينَ}
)، فَكَأَنَّهُ قيلَ: فَلَيْتَ لَنَا كَرَّةً أي: رَجْعَةً إلى الدنيا فِي
حينَ لاَ رَجْعَةَ لَهُمْ، والنُّكْتَةُ فِي العدولِ عن ليت إلى لو
الإشعارُ بِعِزَّةِ مُتَمَنَّاهُ، حيثُ أَبْرَزَهُ فِي صورةِ مَا لم
يُوْجَدُ؛ لأَنَّ ((لو)) بِحَسَبِ أَصْلِهَا حَرْفُ امْتِنَاعٍ لامْتِنَاعٍ.
( 30) ( وَلَعَلَّ) فَإِنَّهَا مَوْضُوعَةٌ
لِلتَّرَجِّي، وقد يُسْتَفَادُ منها التمنِّي، وَلَيْسَ معنًى مَجَازِيّاً
لها بِخَلاَفِهِ فِي (هل) و (لو) فَإِنَّهُ معنًى مَجَازِيٌّ كما سَبَقَ.
( 31) ( نحوُ قَوْلِهِ ) أي: قولِ العباسِ بنِ الأَحْنَفِ أَحَدِ الشعراءِ المُوَلَّدِينَ.
( 32) ( أَسِرْبَ القَطَا ) الهمزةُ حَرْفُ نِدَاءٍ، والسِّرْبُ: جَمَاعَةُ الظِّبَاءِ والقَطَا وَنَحْوِهِمَا، والقَطَا نَوْعٌ من الطيرِ.
( 33) ( هل مَن يُعِيرُ ) أي: قَطاً يُعِيرُ، فاسَتْعَمْلَ مَن لِغَيْرِ العاقلِ.
( 34) ( جَنَاحَهُ * لَعَلِّي إلى مَن قد هَوِيتُ ) بِكَسْرِ الواوِ, أي: أَحْبَبْتُ.
( 35) ( أَطِيرُ ) اسْتَعْمَلَ (لَعَلَّ)
هنا؛ لأَنَّ الطيرانَ مَرْجُوٌّ بَعِيدُ الحصولِ، وَلَمَّا أَشْبَهَ
المُحَالَ بِجَامِعِ عدمِ الحصولِ فِي كلِّ تَوَلُّدٍ من ذلكَ الشَّبَهِ
تَمَنِّيهِ، فالتمنِّي فِي هل من مُسْتَتْبِعَاتِ التركيبِ، فَتَدَبَّرْ.
( 36) ( وَلاسْتِعْمَالِ هذهِ الأدواتِ ) أي: الثلاثِ التي ليست بِأَصْلِيَّةٍ.
( 37) ( فى التمَنِّي يُنْصَبُ ) الفِعْلُ.
( 38) ( المضارعُ الواقعُ فِي جَوَابِهَا ) بأنْ
مُضْمَرَةٍ بعدَ الفاءِ, وَيَكُونُ الفعلُ المنصوبُ فِي تأويلِ مَصْدَرٍ
مَعْطُوفٍ على مصدرٍ مُتَوَهَّمٍ، والمعنى: أَتَمَنَّى أنْ يَقَعَ كذا
فكذا. وَيُؤْخَذُ من هنا أنَّ نَصْبَ الفعلِ قَرِينَةٌ لفظيَّةٌ على
أَنَّهَا ليستْ على أَصْلِهَا, بل مُسْتَعْمَلَةٌ فِي التمنِّي، وهذا ظاهرٌ
فِي (لو)، وكذا فِي لَعَلَّ عندَ
البَصْرِيِّينَ؛ لأَنَّهم لا يَنْصِبُونَهُ فِي جوابِ الترجِّي، وأمَّا
عندَ الكُوفِيِّينَ، فَلاَ يَدُلُّ نَصْبُ الفعلِ بَعْدَهَا على أنَّهَا
للتمنِّي؛ لأَنَّهُمْ يُجَوِّزُونَ نَصْبَهُ فِي جوابِ الترجِّي، وأمَّا
فِي (هل) فَغَيْرُ ظَاهِرٍ؛ لأَنَّ نَصْبَ الفعلِ بعدها ثابتٌ مُطْلَقاً، فَافْهَمْ).
شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري
قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل
حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (وأمَّا
التَّمَنِّي فهوَ طَلَبُ شيءٍ محبوبٍ لا يُرْجَى حصولُه، وذلكَ لكونِه
مُستحيلًا عَقْلًا أوْ عَادَةً أوْ مُمْكِنًا بَعِيدَ الوقوعِ، فإنَّ
كُلًّا منهما مِمَّا لا يُرْجَى حصولُه، كقولِه:
ألا لَيْتَ الشبابَ يَعودُ يَوْمًا ........ فأُخْبِرُهُ بما فَعَلَ الْمَشِيبُ
هذا مِثالٌ لِكَوْنِ الْمُتَمَنَّى مُسْتَحيلًا، فإنَّ استحالةَ عَوْدِ
الشبابِ ممَّا لا كلامَ لأحدٍ فيها. وإنَّما الكلامُ في أنَّهُ مستحيلٌ
عَادَةً أوْ عَقْلًا، ولعلَّ الحقَّ أنَّهُ إنْ أُرِيدَ بالشبابِ قوَّةُ
الشبوبيَّةِ كانَ عَوْدُه مُحَالًا عادَةً، وإنْ أُريدَ بهِ زمانُ ازديادِ
القُوَى النامِيَةِ كانَ عَوْدُه مُحَالًا عَقْلًا؛ لاستلزامِه أنْ يكونَ
للزَّمَانِ زمانٌ . وقولِ الْمُعْسِرِ الذي لا طَمَاعِيَةَ لهُ في حصولِ أَلْفِ دينارٍ: ليتَ
لي أَلْفَ دينارٍ. وهذا مِثالٌ لكَوْنِ التَّمَنِّي مُمْكِنًا بَعِيدَ
الوقوعِ، فَعُلِمَ منهُ أنَّ الْمُتَمَنَّى إذا كانَ أمْرًا مُمْكِنًا فلا
بُدَّ أنْ يكونَ بَعِيدَ الوقوعِ بحيثُ لا يكونُ لكَ توقُّعٌ وطَمَاعِيَةٌ
منْ حصولِه؛ لأنَّهُ إذا كانَ ممَّا لكَ تَوَقُّعٌ وطَمَاعِيَةٌ في وقوعِه
انْقَلَبَ التَّمَنِّي بالتَّرَجِّي كما قالَ . وإذا كانَ الأمْرُ مُتَوَقَّعَ الحصولِ غيرَ بعيدِ الوقوعِ فإنَّ
تَرَقُّبَهُ والتَّطَمُّعَ في حصولِه يُسَمَّى تَرَجِّيًا، وحينئذٍ
يُسْتَعْمَلُ فيهِ الألفاظُ الدالَّةُ على التَّرَجِّي، ويُعَبَّرُ عنهُ
بعسى أوْ لَعَلَّ، نحوَ قولِه تعالى: {فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ}،
فإنَّ إتيانَ اللَّهِ بالفتْحِ لرسولِه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ
على أعدائِه متَوَقَّعُ الحصولِ مُتَرَقَّبُ الوقوعِ بلا شُبْهَةٍ . ونحوَ قولِه تعالى: { لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا }،
فإنَّ المرادَ ههنا بالأمْرِ الذي يُحْدِثُه اللَّهُ تعالى هوَ أنْ
يَقْلِبَ قلْبَ الزوجِ منْ بُغْضِ الزوجةِ إلى مَحَبَّتِها، ومن الرغْبَةِ
عنها إلى الرغبةِ فيها، ومنْ غريمةِ الطلاقِ إلى النَّدَمِ عليْهِ
ورجوعِهَا، على ما يَدُلُّ عليهِ سِيَاقُ الآيةِ. ولا شُبْهَةَ أنَّهُ
أمْرٌ مُتَوَقَّعُ الوقوعِ مَرْجُوُّ الحصولِ . وللتَّمَنِّي أربعُ أدواتٍ: واحدةٌ أصلِيَّةٌ، وهيَ ليْتَ؛ لأنَّها موضوعةٌ
للتَّمَنِّي، وثلاثةٌ غيرُ أصْلِيَّةٍ؛ لأنَّها مُسْتَعْمَلَةٌ في
التَّمَنِّي بطريقِ التوَسُّعِ والْمَجازِ. وهيَ: هل التي للاستفهامِ في الأصْلِ، نحوَ: { فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَيَشْفَعُوا لَنَا }،
فإنَّهُ يُقالُ لِقَصْدِ التَّمَنِّي، والقرينةُ عليهِ زيادةُ مِنْ ؛
لأنَّها لا تُزَادُ في الاستفهامِ الغَيْرِ المنقُولِ إلى النفيِ، فعُلِمَ
أنَّ هلْ ههنا مُتَضَمِّنَةٌ للمُتَمَنِّي الْمُسْتَلْزِمِ لنفيِ التمنِّي. ولو التي أصْلُها الشَّرْطِيَّةُ، نحوَ: { فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ }،
بالنَّصْبِ بإضمارِ أنْ بعدَ الفاءِ. فالنصْبُ قرينةٌ على أنَّ لوْ ليستْ
على أصْلِها؛ إذْ لا يُنْصَبُ الفعْلُ بأنْ مُضْمَرَةً بعدَ الفاءِ إلَّا
بعدَ الأشياءِ السِّتَّةِ التي هيَ: الاستفهامُ، والتمنِّي، والعَرْضُ،
والأمْرُ، والنهْيُ، والنفْيُ. فلوْ حُمِلَتْ على أصلِها لمْ يكُنْ لنَصْبِ
المضارِعِ بعدَها وجهٌ. وأمَّا حَمْلُها على خصوصِ التمنِّي فلِمَا بيْنَ
التَّمَنِّي ومعناها الأصليِّ من التَّلَاقِي في التقديرِ؛ فلذلكَ شاعَ
استعارتُها لذلكَ . ولعلَّ نحوَ قولِه: أسِرْبَ الْقَطَا هَلْ مَنْ يُعِيرُ جَنَاحَهُ ...... لعَلِّي إلى مَنْ قدْ هَوَيْتُ أَطِيرُ فإنَّ طَيَرَانَ المتكلِّمِ إلى مَنْ قدْ هَوَاهُ ليسَ مِمَّا يُتَوَقَّعُ
حصولُه ويُتَرَجَّى وقوعُه؛ لكونِه مُستحيلًا، فلا تُحْمَلُ كلمةُ لَعَلَّ
ههنا على أصْلِها الذي هوَ التَّرَجِّي، بلْ على معنى التَّمَنِّي
المسْتَعْمَلِ في الْمُحالاتِ وَالْمُمْكِنَاتِ التي لا طماعِيَةَ في
وقوعِها . ولاستعمالِ هذهِ الأدواتِ في التَّمَنِّي يُنْصَبُ المضارِعُ الواقعُ في
جوابِها، وهذا ظاهِرٌ في كلمةِ لوْ؛ لأنَّ الشَّرْطيَّةَ ليستْ من الأشياءِ
التي يُنْصَبُ المضارِعُ في جوابِها، وكذا في لعلَّ على مَذْهَبِ
البَصْريِّينَ؛ إذْ لا جوابَ للتَّرَجِّي عندَهم، فنَصْبُ المضارِعِ في
جوابِهما يكونُ قرينةً على خروجِهما عنْ أصْلِهما واستعمالِهما في معنى
التَّمَنِّي، لكنَّهُ غيرُ ظاهرٍ في هلْ؛ لأنَّ الاستفهامَ الذي هوَ
أصْلُها أيضًا من الأشياءِ التي يُنْصَبُ المضارِعُ بعدَها، فنَصْبُ
الجوابِ بعدَ هلْ لا يَدُلُّ على خروجِها عنْ أصْلِها وتَضْمِينِها لمعنى
ليْتَ، فلَعَلَّهُ أرادَ أنَّ الاستعمالَ في معنى التَّمَنِّي عِلَّةٌ
لنَصْبِ الجوابِ في جميعِ هذه الأدواتِ، وإنْ كانَ يُمْكِنُ ذلكَ في بعضِها
بغيرِ هذا الاستعمالِ أيضًا، أوْ أرادَ بصيغةِ الجمْعِ ما فوقَ الواحدِ،
وقصَدَ بهذهِ الأدواتِ كلمةَ لوْ ولعلَّ فقطْ).
شرح دروس البلاغة للشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)
قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: (القسم الرابع من أقسام الإنشاء الطلبي: التمني, وهو طلب حصول لشيء محبوب لا يرجى حصوله؛ إما لكونه مستحيلا،أو لكونه بعيد الوقوع متعذرا، فالأول كقول الشاعر:
ألا ليت الشباب يعود يوماً ...... فأخبره بما فعل المشيب
ألا ليت الشباب يعود يوما، هل سيعود الشباب؟ من فارقه الشباب لا يعود إليه أبدا, ليتَ وهل ينفع شيئاً ليتُ ....... ليتَ شباباً بوع فاشتريتُ والمتعذر كقول الفقير:
ليت لي مالا فأحج به، ليت لي مالا فأحج به، هذا تمن لأمر يمكن أن يقع
ولكنه متعذر، وإن كان الأمر متوقع الحصول فإن ترقبه يسمى ترجيا، ويعبر عنه
حينئذ بعسى وبلعل، {لا تدري لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا} هذا مترجى هنا، مرجو أن يحدث الله بعد ذلك أمرا فتعود الأسرة إلى حالها بعد حصول الطلاق الأول، وكذلك قوله تعالى: {فعسى الله أن يأتي بالفتح أو أمر من عندهفيصبحوا على ما أسروا في أنفسهم نادمين} فالفتح مرجو، وكقول الشاعر: عسى فرج يأتي به الله إنه ...... له كل يوم في خليقته أمر فأنت ترجو الفرج من عند الله تعالى تترجاه. وللتمني أربع أدوات، واحدة أصلية هي الأصل،وهي:(ليت)،وثلاث غير أصلية،وهي (هل) كقوله تعالى حكاية عن أهل النار: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل} فهم هنا يتمنون أحد أمرين: إما أن يجدوا شفعاء فيشفعوا لهم ليُخرجوا من النار, أو أن يُردوا إلى الحياة الدنيا فيعملوا عملا غير عملهم الأول،وكلا الأمرين لا يمكن أن يقع. وكذلك (لو)، كقوله تعالى حكاية عن أهل النار أيضاً سقط...الحياة الدنيا فنكون من المؤمنين، ولا يمكن أن يرجعوا إليها. وكذلك (لعل) كقول الشاعر: أسرب القطا هل من يعير جناحه ....... لعلي إلى من قد هويت أطير ... سقط... (لعلي إلى من قد هويت أطير) معناها أتمنى ذلك،ومنه قول الله تعالى حكاية عن فرعون: {يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب} معناه: يتمنى أن يبلغ الأسباب {أسباب السماوات}. ولاستعمال هذه الأدوات في التمني ينصب المضارع الواقع في جوابها، إذا جاء بعدها فعل مضارع معطوف بالفاء أو بالواو أو بثم أوبأي، وهذا عطف الجواب فإنه حينئذ ينصب، كقوله تعالى حكاية عن فرعون:{يا هامان ابن لي صرحا لعلي أبلغ الأسباب. أسباب السماوات فأطلعَ إلى إله موسى} في قراءة النصب، قراءة النصب هنا، {فأطلعَ} الفعل المضارع منصوب في جواب الطلب الذي هو لعلي، في القراءة الأخرى، قراءة الرفع {فأطلع إلى إله موسى} عطف على أبلغ، علِّي أبلغ الأسباب علِّي أطلع إلى إله موسى، {فلو أن لنا كرة فنكون} هذا فعل مضارع منصوب متصل بفاء الجواب، وإنما نصب الفعل في جواب التمني الذي فهم من لو. لهذا قال: " ولاستعمال هذه الأدوات في التمني ينصب المضارع الواقع في جوابها).
شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)
القارئ: (بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصبحه أجمعين أما بعد :
قال المؤلفون - رحمهم الله تعالى - : ( وأما التمني فهو طلب شيء محبوب لا يرجى حصوله لكون مستحيلاً أو بعيد الوقوع كقوله :
إلا لـيـت الشـباب يـعـود يـوماً فأخبـره بما فعـل المشـيب
وقول المعسر : " ليت لي ألف دينار ").
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (بسم
الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله وصلى الله وسلم وبارك على رسوله محمد بن
عبد الله وعلى أله وصحبه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين .. وبعـد :
فهذا النوع الرابع من أنـواع
الإنشاء الطلبي وسبق أن تحدثنا عن الأمر والنهي والاستفهام والتمني هو
الرابع من ألوان الإنشاء الطلبي .
ويعرف التمني : بأنه طلب شيء محبوب لا يرجى حصوله لكونه مستحيلاً أو بعيد الوقوع .
أنبه إلى الكلمة التي أشرت في
تعريف الأنواع الثلاثة السابقة بأنها تتصدر التعريف وهي كلمة طلب لانضواء
هذا اللون تحت الإنشاء الطلبي ثم أنبه ما يلحظه المتلقي من وجود شيء من
التناقض بين صدر التعريف وعجزه ، إذ أن الصدر يقول : طلب شيء محبوب ،
والعجز يقول : لا يرجى حصوله فكيف يطلب ما لا يرجى حصوله .
فهنا أمر إذا كان الإنسان يعرف
أن هذا الذي يطلبه لا يرجى حصوله فكيف يطلبه هذا هو الذي يدخل هذا الأمر
في حيز التمني ؛ لأن التمني أسلوب يكشف عن دخيلة نفس المتلقي .
المتلقي تتعلق نفسه بطلب هذا
الشيء وإن كان يوقن في قرارة نفسه أن هذا الأمر لا يمكن أن يحصل ، إذاً
مسألة التمني هي لون من الأساليب التي تكشف عن حال المتمني المتكلم بهذا
الأسلوب ينكشف أن نفسه متعلقة بهذا الطلب الذي يصدر منه ثم جاء في آخر
التعريف تعليل لعدم حصول المطلوب وذُكِرَ أمران :
الأول : أن يكون هذا المطلوب مستحيلاً .
والثانـي: أن يكون بعيد الوقـوع .
وذكر العلماء في تعليل كون المتمنى مستحيلاً قالوا إما أن يكون مستحيلاً :
- عقلاً وعادةً .
- أو عادةً فقط .
وجَعَلَ بعضهم المستحيل حصوله
عقلاً يدخل في نطاق المستحيل أما المستحيل حصوله عادة فجعله من بعيد الحصول
ولذلك مثل له المؤلفون بمثالين :
الأول : الشاهد الشعري المعروف :
إلا لـيـت الشـباب يـعـود يـوماً فأخبـره بما فعـل المشـيب
هنا الشاعر يتمنى عودة الشباب،
الشباب الزمني ورجوع الزمن إلى الوراء وهذا أمر مستحيل؛ لأنه يخالف السنة
الكونية التي خلقها الله عز وجل للناس . أما إن كان شباب الصحة وشباب القوة
، ربما يكون الإنسان كبيراً في سنه لكنه يملك طاقة وحيوية يمكن أن تجعله
يوصف بالشباب إذا كان المقصود به جانب الصحة والقوة ، لكن الشاعر لا يريده
وإنما يريد الجانب الزمني ؛ لأنه يقول : (فأخبره بما فعل المشيب) فهو الآن
في مرحلة المشيب ومرحلة المشيب بلا شك تدل على وهنٍ وكبر زمن ، هذا الشق
الأول الذي لا يمكن حصوله عقلاً وأيضاً كذلك لا يحصل عادةً ؛ لأن الذي لا
يحصل عقلاً لا يحصل عادة.
أما الثاني : فقول المعسر ولذلك لاحظ أن
القرينة هي قولهم هي قول المعسر ليس المتكلم أي إنسان وإنما هو إنسان محدد
وهو المعسر يقول : ليت لي ألف دينار ، لو تمنى هذا رجل ثري لكان من أيسر
الأشياء التي يمكن أن تتحقق له ولكنه رجل معسر ويعلم أن هذا بعيد الحصول
لكنه ليس مستحيل الحصول ، وهذان نوعان حصرا البلاغيون أو اللغويون بصفة
عامة ؛ لأن درس التمني كما سنلحظ الصبغة البلاغية فيه ليست شاملة لكل
جزيئاته التي تحدث عنها المؤلفون كما سنعرف في ثنايا الحديث من هذا الموضوع).
القارئ : (وإذا كان الأمر متوقع الحصول فإن ترقبه يسمى ترجياً ، ويعبر عنه بعسى أو بلعل نحو {لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً }).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (ينبه المؤلفون هنا إلى مسألة تحتاج إلى توقف وهي الفرق بين التمني والترجي
ولذلك يقولون إن التمني هو طلب حصول الشيء المحبوب الذي لا يرجى حصوله .
أما الترجي فهو توقع الحصول
وفرقٌ بين الطلب والتوقع ولذلك أدرج التمني في الإنشاء الطلبي وجعل الترجي
في الإنشاء غير الطلبي لكون الترجي لا يطلب شيئاً وإنما يتوقع أن يحصل هذا
الشيء وفرقوا أيضاً أن الترجي يكون بمجموعة من الأدوات ، منها : لعل ، ولعل
كما سنعرف مشتركة بين التمني أو الترجي والفيصل في دلالتها على التمني أو
الترجي هو ما يحصل من طلب فهذا المطلوب هو مستحيل أو بعيد الحصول وفيه طلب
وإن كان توقع فهو ترجي ومثلوا بقول الله عز وجل : {لعل الله يحدث بعد ذلك أمراً }
لرجاء تغير الحال التي تكون بين الزوجين كما يصل الأمر في فترةٍ من
الفترات إلى تباغض بينها وخلاف شديد لكن الله عز وجل يحدث بعد ذلك أمراً
ربما يكون الأمر يقع غير ذلك فيصل إلى الود والتلاحم والتواد بين الزوجين
الرجل والمرأة ولذلك هو ترجي وتوقع حصول اختلاف الحال بينهما).
القارئ : (وللتمني أربع أدوات واحدة أصلية وهي : ليت ، وثلاثة غير أصلية وهي : هل نحو : {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} ، ولو نحو: {فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} ولعل نحو :
أسـرب القطا هـل من يعيـر جنـاحـه لعلي إلى من قد هويت أطير ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (ليت
هي أم باب التمني وهي الأداة الأصلية التي يعبر فيها عن هذا اللون من
الأساليب الإنشائية لكن التمني يكمن أن يتحقق بغيرها ، ولذلك جعلت هي
دلالتها أصلية مباشرة على هذا اللون من الأساليب . أما الأدوات الأخرى التي
يمكن أن يتحقق التمني عن طريقها لم توضع أصلاً للتمني.
ولكن التمني يأتي عن طريقها بواسطة ما
يعرف بسياق القرائن التي تصحب هذا الأسلوب فتحقق معرفة أن هذا المراد
بالتمني . أول هذه الأدوات غير الأصلية اكتفى المؤلفون بذكر الشاهد الذي مر
قبل قليل ولم يذكروا لها شاداً اكتفاءً بما سبق .
الأدوات غير الأصلية أولاً هي : هل ، في نحوقول الله تعالى : { فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا} وهل
كما نعرف هي من أدوات الاستفهام ومر بنا أن أدوات الاستفهام قد يتحقق من
خلال هذه الأدوات ما يعرف بعدد من الأغراض ومن الأغراض التمني يعني التمني
بـ ( هل ) يكون غرضاً عند ذكر أدوات الاستفهام وتكون هل هنا أداة باعتبار
أنها تتحقق فيلحظ هذا الجانب كيف يمكن أن ينظر إلى هذا الأسلوب من زاويتين
في الاستفهام يجعل الغرض تمني وفي التمني هنا تجعل هل أداة للتوصل إليه ،
ولا مشاحة في هذه النظرة ؛ لأن الزاوية التي ينظر إليها اختلفت .
لكن لو تساءلنا كيف دلت هل على التمني { فهل لنا من شفاء فيشفعوا لنا } لو لاحظنا هذه الآية أن معنى { فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا } يعني ليت لنا شفعاء فيشفعوا لنا هذا هو المعنى الذي دلت عليه هذه الآية .
وحتى يكون الاستنباط لهذه الآية
للمعنى في هذه الآية صحيحاً فعلينا أن نعرف من هؤلاء الذين يقولون هذا
القول وما القرينة التي دلت على كون هذا الطلب ، هذا السؤال هذا الاستفهام
تحول إلى تمنٍ .
يمكن طبعاً الرجوع إلى سياق
الآية ليلحظ بأن السياق يدل على أن القائلين هذا القول هم أصحاب النار لأن
الله عز وجل يقول قبل هذه الآية بآيتين أو ثلاث : { ونادى أصحاب النار أصحاب الجنة أن أفيضوا علينا من الماء أو مما رزقكم الله } إلى أن يعني قال جل وعلا : {
ولقد جئناهم بكتاب فصلناه على علم وهدى ورحمة لقوم يؤمنون * هل ينظرون إلى
تأويله يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق
فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا أو نرد فنعمل غير الذي كنا نعمل } .
إذاً المتحدث عنهم أو الذين
يقولون هذا القول هم أصحاب النار وكونهم يطلبون شفعاء فيشفعوا لهم هذه
أمنية لهم أن يشفع لهم أن يخرجوا مما هم فيه ، لكن السائل أن يسأل ويقول :
لِمَ لم يأتِ التمني بالأداة
الأصلية ؟ لم جاء بهل ما دام تمني ؟ الله سبحانه وتعالى في هذه الآية يصور
الحالة التي عليها هؤلاء حين جاء على لسانهم التمني بهل كأنما هو تصوير
لإبراز غير الممكن لأن المتمنى مستحيل إبراز غير الممكن في صورة الممكن ؛
لأن هذا الذي يسمع هو تمني لكنه جاء بصورة الاستفهام ، والاستفهام عند
الناس الذين يستخدمونه يعني يتحدثون به السائل يتوقع أن يحصل على إجابة
فكون المتمني يستخدم أداة من أدوات الاستفهام كأنما هو يمني نفسه أن يحصل
على إجابة كما يحصل السائل على إجابة ولذلك يقول البلاغيون : صور المتمنى
غير الممكن في صورة الممكن وهو السؤال لكمال العناية به من قبل أولئك الذين
تمنوا هذا بالنسبة لـ ( هل ) .
أما ( لو ) : فيقول الله جل وعلا : { فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين } و (لو) في أصل وضعها اللغوي هي حرف امتناع لامتناع ولكن المعنى هنا { فلو أنا كرة فنكون من المؤمنين }
المعنى ليت لنا عودة لنعود مرة ثانية حتى نصبح من المؤمنين ، والذين
يقولون هذا الكلام أيضاً لابد أن نعرف منهم حتى نعرف أهذا مستحيل في حقهم
أو ليس مستحيل ومتى ؟ فالقول هنا : هو يوم القيامة حينما يقول الله عز وجل :
{ وأزلفت الجنة للمتقين * وبرزت الجحيم للغاوين }
الذين يتحدثون بهذا هم الغاوون ولذلك طلب أن يعودوا للدنيا مرة ثانية حتى
يكونوا من المؤمنين من الأشياء المستحيلة ، ولذلك فيمكن أيضاً أن يسأل
السؤال الذي مر قبل عن هل : لو فرضنا أن التمني جاء بليت ولم يأتِ بلو ؟
يقال هنا إن السبب في هذا والله أعلم أن لو تستصحب معها دلالتها الأصلية
وهو امتناع لامتناع ولذلك هذا المتمنى عزيز الحصول بمعنى لا يمكن أن يحصل
لذلك هو تصويرٌ من الله عز وجل لهذا تمنوه بلو وأنه لا يمكن امتناع لامتناع
مع أنه شيء متمنى .
ولذلك لابد من التنبه إلى استحضار الدلالة الأصلية للأداة المستخدمة سواء كانت (هل) أو (لو).
أما (لعل) : فهي أخف من الأداتين
السابقتين وحينما لحظنا قبل قليل التفريق بين الترجي والتمني لوجدنا أن
إحدى أدوات الترجي هي ( لعل ) ولهذا الأشياء المتمناة بلعل أقل درجة من
المتمناة بليت أو ( لو ) يمكن أن (لعل) تشارك ( هل ) في هذا الجانب باعتبار
الدلالة الأصلية لكل أداة منها ومثال ذلك قول الشاعر العباس بن الأحنف :
أسـرب القـطا مـن يـعيـر جـنـاحـه لعلي إلى من قد هويت أطير
وهو يتمنى أن يطير أن يستعير
أجنحة القطا ليطير إلى من يحب وهذا يعني ليس مستحيل عقلاً لكنه مستحيل
عادة . ولهذا الاستفهام هنا بلعل يعني يقربه من الترجي مع أنه لا يمكن أن
يحصل ما يريد ولذلك يقول البلاغيون إن مخاطبته للقطا في نداءها ( أسرب
القطا ) بالأداة كما سنعرف (أسرب القطا ) النداء هنا جاء بالهمزة ( هل من
يعير جناحه ) والقطا طير غير عاقل فلماذا استخدم (من) للعاقل؟ لأنه يتصور
أنه يحمل خطاب بينه وبين هذا الجنس من الطير فيمكن أن يحصل منه على إجابة ،
لون من التشخيص من هذا الشاعر لمن يخاطب ، ( لعلي إلى من قد هويت أطير )
هي أمنية لكنها ليست مثل أمنية الرجوع من الآخرة إلى الدنيا حتى يعمل أو
حصول الشفاعة للكافرين أصحاب النار . تمني الوصول إليها إلى الحبيب أخف
بكثير من ذلك ؛ لأنه أولاً كان موجوداً وهذا أمر ليس مستحيل الحصول عليه
والطيران قد لا يراد به حقيقة الطيران أيضاً مع أن الشاعر نص على استعارة
الأجنحة للرغبة في سرعة الوصول قد يفسر هذا الأمر بأنه سرعة الوصول إلى من
يحب).
القارئ : (ولاستعمال هذه الأدوات بالتمني ينصب المضارع الواقع في جوابها).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (واحدة من القرائن التي تدل على استخدام هذه الأدوات للتمني وهي طبعاً غير
الأداة الأصلية (هل ولو ولعل ) أن المضارع الواقع في جوابها ينصب ؛ لأن
القاعدة النحوية تقول : ( ينصب الفعل بأن مضمرة بعد الفاء في ستة ألوان من
النصب : ( الاستفهام والتمني والعرض والأمر والنهي والنفي) يكون التقدير : (
أتمنى أن يقع كذا وكذا ) ولهذا جاء نصب الفعل المضارع {فهل من شفعاء فيشفعوا لنا }
هنا كأنه قال : ( نتمنى أن لنا شفعاء فيشفعوا لنا ) إذاً التمني واضح من
خلال الدلالة من حيث المعنى ومن حيث التقدير الأسلوبي لنصب الفعل المضارع
الذي وقع . {فلو أن لنا كرة فنكون} كذلك وهذا لون من معرفة دلالة من معرفة الأساليب من خلال الدلالة اللغوية على [غير واضح ] ).
الكشاف التحليلي
التمني
تعريف التمني: طلب شيء محبوب لا يرجى حصوله لكونه مستحيلاً أو بعيد الوقوع
- محترزات التعريف
لا يشترط في صحة التمني إمكانه لذاته، بل قد يكون قريباً ممكنا أو غير ممكن.
مثال البعيد غير الممكن: ألا ليت الشباب يعود
مثال البعيد الممكن: ليت لي ألف دينار
- الفرق بين التمني والترجي:
الفرق الأول: أن التمني طلب، والترجي ترقب وليس بطلب
الفرق الثاني: يشترط في الترجي إمكان المترجى ولا يشترط في التمني إمكان المتمنى
الفرق الثالث:يشترط في المتمنى كونه محبوباً، أما المترجى فيكون محبوباً ومكروهاً
- الكلام على الترجي:
المترجى إن كان محبوباً سمي طمعاً؛ وإن كان مكروهاً سمي إشفاقاً، ومثالهما.
يعبر عن الترجي بعسى إن كان الأمر مطموعاً فيه، وبلعل إن كان الأمر متوقعاً، والفرق بينهما.
- مثال عسى : {فعسى الله أن يأتي بالفتح}
- مثال لعل: {لعل الله يحدث بعد ذلك أمرا}
أدوات التمني:
القسم الأول: أداة أصلية: أي موضوعة للتمني، وهي: ليت.
القسم الثاني: أدوات غير أصلية، أي موضوعة لغير التمني لغة؛ مستعملة فيه مجازاً لعلاقة.
الأداة الأولى: هل، وهي في الأصل للاستفهام، واستعملت للتمني استعارة.
- مثال هل للتمني: {فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا}، مع توضيح المثال.
- النكتة في العدول عن ليت إلى هل.
- (هل) تدل على التمني مجازاً بوجه من وجوه أربعة:
- الوجه الأول: الاستعارة التبعية؛ بتشبيه التمني المطلق بمطلق استفهام
- الوجه الثاني: المرسل التبعي، بنقل (هل) من طلب الفهم إلى مطلق الطلب.
- الوجه الثالث: من حيث اندراجها تحت مطلق الطلب
- الوجه الرابع: من حيث خصوصه لعلاقة التقييد أو التقييد والإطلاق.
الأداة الثانية: لو، وهي في الأصل شرطية، واستعملت للتمني استعارة
- مثال لو للتمني: {فلو أن لنا كرة فنكون من المؤمنين} مع توضيح المثال.
- النكتة في العدول عن ليت إلى لو
- (لو) دلت على التمني مجازاً؛ مثل (هل)
الأداة الثالثة: لعل، لأنها موضوعة للترجي، وقد يستفاد منها التمني.
- مثال لعل أفادت التمني: لعلي إلى من قد هويت أطير، وتوضيح المثال
- التمني في (لعل) من مستتبعات التركيب، وليس معنى مجازياً لها
حكم الفعل المضارع بعد أدوات التمني غير الأصلية:
- ينصب المضارع الواقع في جوابها بأن مضمرة بعد الفاء، والفعل المنصوب في تأويل مصدر معطوف على مصدر متوهم
- قوله تعالى: {لعلي أبلغ الأسباب أسباب السماوات فأطلعَ إلى إله موسى} قرئت (أطلع) بالنصب في جواب الطلب، وبالرفع عطفاً على (أبلغ)
مسألة:هل نصب الفعل قرينة على أن الأداة مستعملة في التمني وليست على أصلها؟