الدروس
course cover
- معاني صيغ النهي
10 Nov 2008
10 Nov 2008

17188

0

0

course cover
دروس البلاغة

القسم الثاني

- معاني صيغ النهي
10 Nov 2008
10 Nov 2008

10 Nov 2008

17188

0

0


0

0

0

0

0

معاني صيغ النهي


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وقدْ تَخْرُجُ صيغتُه عنْ معناها الأصْلِيِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفهَمُ من الْمَقامِ والسياقِ:
1- كالدعاءِ، نحوُ: {لاَ تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ}.
2- والالتماسِ، كقولِك لِمَنْ يُساويكَ: (لا تَبْرَحْ منْ مكانِكَ حتَّى أَرْجِعَ إليكَ).
3- والتمنِّي، نحوُ: (لا تَطْلُعْ) في قولِه:

يا ليلُ طُلْ، يا نومُ زُلْ ..... يا صُبحُ قِفْ، لا تَطْلُعِ

4- والتهديدِ، كقولِكَ لخادِمِكَ: (لا تُطِعْ أَمْرِي).)(دروس البلاغة)

هيئة الإشراف

#2

12 Nov 2008

الحواشي النقية للشيخ: محمد علي بن حسين المالكي


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وقد تَخرُجُ صيغتُهُ عن معناها الأصليِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفهَمُ من المقامِ والسِّياقِ.
1- كالدُّعاءِ، نحوُ: (لاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ).
2- والالتماسِ(1)، كقولِكَ لمن يُساويِكَ: لا تَبرَحْ من مكانِكَ حتَّى أرْجِعَ إليكَ.
3- والتمنِّي(2)، نحوُ: (لاَ تَطْلُعِ) في قولِهِ:

يا ليـلُ طُــلْ يا نَـوْمُ زُلْ ...... يا صُبْـحُ قِــفْ لا تَطْلُــعِ

4- والتهديدِ(3)، كقولِكَ لخادِمِكَ: لا تُطْعِ أمْرِي.
__________________
قال الشيخ محمد علي بن حسين بن إبراهيم المالكي (ت: 1368هـ): ( (1) قولُه: (كالدعاءِ والالتماسِ)، العَلاقةُ بينَهما وبينَ النهيِ الإطلاقُ والتقييدُ؛ لأنَّ النهيَ موضوعٌ لطلَبِ الكفِّ على وجهِ الاستعلاءِ، فاسْتُعْمِلَ في مُطلَقِ طَلَبِ الكفِّ على جهةِ المجازِ المرسَلِ ا.هـ. دسوقيٌّ.
(2) قولُه: (والتمنِّي)، العَلاقةُ بينَه وبينَ النهيِ الإطلاقُ والتقييدُ؛ لأنَّ النهيَ طلَبُ الكفِّ على وجهِ الاستعلاءِ، فأُطلِقَ عن قيدِه، ثم قُيِّدَ بالمحبوبِ الذي لا طماعِيَةَ فيه.
(3)قولُه: (والتهديدِ)، العَلاقةُ بينَه وبينَ النهيِ السببيَّةُ؛ لأنَّ النهيَ عن الشيءِ يَتسبَّبُ عنه التخويفُ على مخالفتِه ا.هـ. دسوقيٌّ).

هيئة الإشراف

#3

14 Nov 2008

دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وقدْ تَخْرُجُ صيغتُه عنْ معناها الأصْلِيِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفهَمُ من الْمَقامِ والسياقِ:
1- كالدعاءِ، نحوُ: {لاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ}.
2- والالتماسِ، كقولِك لِمَنْ يُساويكَ: (لا تَبْرَحْ منْ مكانِكَ حتَّى أَرْجِعَ إليكَ).
3- والتمنِّي، نحوَ: (لا تَطْلُعْ) في قولِه:

يا ليلُ طُلْ، يا نومُ زُل ...... يا صُبحُ قِفْ، لا تَطْلُعِ ْ

4- والتهديدِ، كقولِكَ لخادِمِكَ: (لا تُطِعْ أَمْرِي).) ( دروس البلاغة الصغرى)

هيئة الإشراف

#4

21 Nov 2008

حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وقد تَخْرُجُ صيغتُهُ عن(1) معناها الأصلِيِّ(2) إلى
معانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ مِن المقامِ(3) والسياقِ(4).
1- كالدعاءِ (5)، نحوُ: {فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ}(6).
2- والالتماسِ(7)، كقولِكَ لِمَنْ يُسَاوِيكَ(8): لاَ تَبْرَحْ مِن مكانِكَ حتَّى أَرْجِعَ إليكَ(9).
3- والتَّمَنِّي(10) نحوُ: (لا تَطْلُعْ) في قولِهِ(11):
يَا لَيْلُ طُلْ(12) يَا نَوْمُ زُلْ(13) = يَا صُبْحُ(14) قِفْ(15) لاَ تَطْلُعْ(16)
4- والتهديدِ(17) كقولِكَ لخادِمِكَ: لا تُطِعْ أَمْرِي(18).

_________________
قال الشيخ علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي (ت: 1410هـ): (( 1) ( وَقَدْ تَخْرُجُ صِيغَتُهُ عَن ) اسْتِعْمَالِهَا فِي ( مَعْنَاهُ الأَصْلِيِّ ).
( 2) الذي هو طَلَبُ الكَفِّ عن الفعلِ اسْتِعْلاَءً.
( 3) ( إلى معانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ مِن المَقَامِ ) أي: تُفْهَمُ تلكَ المعانِي منها بِقَرِينَةِ المقامِ.
( 4) ( والسياقِ ) وَتَكُونُ مَجَازاًلاَ بُدَّ لهُ من عَلاَقَةٍ، كَمَا أَنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْهَا فِي التَّجَوُّزِ بِصِيغَةِ الأمرِ، وهذا صادقٌ بغيرِ الطلبِ أَصْلاً, وبالطلبِ لا على وَجْهِ الاستعلاءِ.
( 5) ( كالدعاءِ ) وذلكَ إِذَا اسْتُعْمِلَتْ فِي طَلَبِ الكَفِّ عن الفعلِ على وَجْهِ التَّخَضُّعِ والتَّذَلُّلِ.
( 6) ( نحوُ: {فَلاَ تُشْمِتْ بِيَ الأَعْدَاءَ} ) أي: فَلاَ تَجْعَلْهُمْ يَفْرَحُونَ بِمُصِيبَةٍ نَزَلَتْ بِي.
( 7) ( والالتماسِ ) إذا كانتْ من المُسَاوِي بِدُونِ استعلاءٍ وتَخَضُّعٍ.
( 8) ( كَقَوْلِكَ لِمَنْ يُسَاوِيكَ ) أي: فِي الرُّتْبَةِ.
( 9) ( لاَ تَبْرَحْ مِنْ مَكَانِكَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَيْكَ )، وَالعَلاَقَةُ بينَ النهْيِ وبينَ هَذَيْنِ المَعْنَيَيْنِ الإطلاقُ؛ لأَنَّ النهْيَ مَوْضُوعٌ لِطَلَبِ الكَفِّ اسْتِعْلاَءً، فَاسْتُعْمِلَ فِي مُطْلَقِ طَلَبِ الكَفِّ مَجَازاً مُرْسَلاً.
( 10) ( وَالتَّمَنِّي ) فِيمَا إِذَا اسْتُعْمِلَتْ فِي طَلَبِ مَا لاَ طَمَاعِيَةَ فيهِ، والعلاقةُ الإطلاقُ والتقييدُ حيثُ أَطْلَقَ النهْيَ عَنْ قَيْدِهِ، ثم قَيَّدَ بالمحبوبِ الذي لاَ طَمَعَ فِي حُصُولِهِ.
( 11) ( نحوُ لاَ تَطْلَعْ فِي قولِهِ ) أي: فِي قولِ الشاعرِ.
( 12) ( يَا لَيْلُ طُلْ ) فِعْلُ أَمْرٍ من الطولِ ضِدِّ القِصَرِ.
( 13) ( يَا نَوْمُ زُلْ ) فِعْلُ أَمْرٍ من زالَ يَزُولُ, أي: اذْهَبْ.
( 14) ( يَا صُبْحُ ) أي: وَقْتَ الصُبْحِ وَالفَجْرِ.
( 15) ( قِفْ ) فِعْلُ أَمْرٍ من الوقوفِ, أي: تَوَقَّفْ عن الظهورِ، فهذه الأوامرُ الثلاثةُ مُسْتَعْمَلَةٌ فِي غيرِ مَعْنَاهَا الأصليِّ, أَعْنِي: مُرَاداً بِهَا التَّمَنِّي لِيُنَاسِبَ حالَ المتكلمِ, مِن إِبْدَاءِ الفَرَحِ وَالسُّرُورِ بِوَصْلِ الأحبابِ.
( 16) ( لاَ تَطْلُعْ ) نَهْيٌ عن طلوعِ الصبحِ، أي: الفجرِ, مُرَادٌ بِهِ التَّمَنِّي، فَكَأَنَّهُ يَقُولُ: لَيْتَكَ أَيُّهَا الصبحُ لم تَطْلُعْ, أي: لا طَمَاعِيَةَ لي فِي طلوعِكَ لِكَثْرَةِ الأفراحِ والمَسَرَّاتِ التي أَجِدُهَا بالليلِ.
( 17) ( والتهديدِ ) أي: التخويفِ والتوعُّدِ، والعلاقةُ بينَهُ وبينَ النهْيِ السَّبَبِيَّةُ؛ لأَنَّ النهيَ عن الشَيْءِ يَتَسَبَّبُ عنهُ التَّخْوِيفُ على مُخَالَفَتِهِ.
( 18) ( كَقَوْلِكَ لِخَادِمِكَ: لاَ تُطِعْ أَمْرِي ) أي: اتْرُكْ إِطَاعَةَ أَمْرِي، وَإِنَّمَا كَانَ تَهْدِيداً للعلمِ الضروريِّ بأنَّ الشخصَ لا يَأْمُرُ خَادِمَهُ بِتَرْكِ طاعةِ أمرِهِ؛ لأَنَّ المطلوبَ من الخادمِ الامتثالُ, لا عدمُهُ، وَدَلَّ على التَّوَعُّدِ استحقاقُهُ العقوبةَ بِعَدَمِ الامتثالِ).

هيئة الإشراف

#5

4 Dec 2008

شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري


قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (وقدْ تَخْرُجُ صيغتُهُ عنْ معناها الأصليِّ، وهوَ طلَبُ الكفِّ عن الفعْلِ على وجهِ الاستعلاءِ، إلى معانٍ أُخَرَ ليسَ فيها طلَبُ الْكَفِّ على وجْهِ الاستعلاءِ تُفْهَمُ من الْمَقامِ والسياقِ، سواءٌ كانَ فيها طَلَبٌ بدونِ الاستعلاءِ:
كالدعاءِ، نحوَ: {لا تُشْمِتْ}، أيْ: لا تُفْرِحْ بيَ الأعداءَ بإهانَتِكَ إيَّايَ .
والالتماسِ: كقولِك لِمَنْ يُساوِيكَ: لا تَبْرَحْ منْ مَكَانِكَ حتَّى أَرْجِعَ إليكَ .
والتَّمَنِّي نحوَ: لا تَطْلُعْ، في قولِه:

يا ليلُ طُلْ، يا نَوْمُ زُلْ ...... يا صُبْحُ قِفْ، لَا تَطْلُعِ

فصيغةُ لا تَطْلُعْ ههنا ليسَ للطَّلَبِ إذْ ليسَ الصبْحُ مِمَّا يُخَاطَبُ بذلكَ ويَفْهَمُ الْخِطابَ، بلْ لِمُجَرَّدِ التَّمَنِّي، أوْ لمْ يكُنْ فيها طلَبٌ أصْلًا، ومثالُه ما ذَكَرَهُ بقولِه.
والتهديدِ: أي التخويفِ وَالتَّوَعُّدِ، كقولِك لخادِمِك: لا تُطِعْ أَمْرِي، وإنَّما كانَ هذا تهديدًا لِلْعِلْمِ الضروريِّ بأنَّ المطلوبَ من الخادِمِ امتثالُه الأمْرَ، لا تَرْكَ إطاعةِ الأمْرِ، فهوَ للتهديدِ، فكأنَّكَ قُلْتَ: لا تُطِعْ أَمْرِي فَسَتَرَى ما يَلْزَمُكَ على تَرْكِ الإطاعةِ).

هيئة الإشراف

#6

8 Jan 2009

شرح دروس البلاغة للشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)


قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: (وقد تخرج صورته أو صورة النهي عن معناها الأصلي إلى معان أخر تفهم من المقام والسياق, هو ضمير لا يسمى في الأمر كذلك , كما يصرف الأمر عن معناه , يصرف اللفظ عن معناه أيضا بنفس المعاني , كالدعاء في قوله تعالى حكاية عن هارون عليه السلام: {لا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين} ،{لا تشمت بي الأعداء} , هذا طلب من هارون لأخيه موسى , وأخوه موسى أفضل منه وأعلى.
وكذلك الالتماس كقولك لمن يساويك: لا تبرح مكانك حتى أرجع إليك , لا تبرح مكانك، فهذا ليس أمرا؛ لأنه ليس معه علو , وليس دعاء أيضا؛لأنه ليس معه دنو، فهي مساواة , وكذلك استدلوا كما في قول الشاعر:

يا ليل طل يا نوم زل ...... يا صبح قف لا تطلع

لا تطلع هنا ليست نهيا؛ لأن الليل لا يمكن أن يستجيب لنهيه هو , لكنها تمني , معناه أتمنى ألا يطلع الفجر.
وكذلك التهديد كقولك لخادمك: لا تطع أمري , لا تطع أمري: معناه تهديد له , أنك ستعاقبه إذا لم يطع أمرك).

هيئة الإشراف

#7

24 Mar 2010

شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)


القارئ: (كالدعاء: نحو { لا تشمت بي الأعداء}).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (تخرج صيغة النهي عن المعنى الأصلي - المعنى الأصلي طبعاً هو الذي يتحقق من خلال العنوان - إلى معانٍ أخرى تفهم من السياق ,وأيضاً المقام والقرائن التي تصحبه، كما قيل تماماً عن الأمر.
لعله أول الأغراض أيضاً في الأمر , هناك كان الدعاء وهنا أيضاً الدعاء، رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم يخاطب الله عز وجل بقوله: { لا تشمت بي الأعداء } فهنا أيضاً: { ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به } هذه كلها يعني كل فعل مضارع سبق بلا الناهية في كتاب الله عز وجل خطاب من البشر لله عز وعلا يكون صيغة نهي خرجت للدعاء).

القارئ: (والالتماس كقولك لمن يساويك: (لا تبرح من مكانك حتى أرجع إليك).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (وهذا أيضاً مما يؤكد التشابه بين صيغة النهي وصيغ الأمر التي وردت ,فالالتماس كقولك لمن يساويك: كما قلنا هناك يقال هنا، لكن الصيغة بدل من أن تكون أمراً كانت نهياً (لا تبرح من مكانك حتى أرجع إليك) هذا واضح أنه يلتمس منه؛ لأنه في درجة مساوية له.

القارئ: (والتمني: نحو: ( لا تطلع ) في نحو قوله:

يــا ليـــل طـــل يــا نــــوم زل ...... يا صبح قف لا تطلع)

قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (واضح أيضاً أن المخاطب هنا هو الليل سواء كان طبعاًوهذا أيضاً البيت فيه شاهد على النهي ,وفيه شاهد على النداء، وفيه شاهد على الأمر لكن الشاهد هنا في قوله: (لا تطلع) لأنها هي صيغة النهي وهي التي خرج إليها والمخاطب فيها من غير العقلاء.

الشاعر يخاطب الليل ,ومخاطبة العجماوات كما أسلفت إذا كان من الموحدين المعروفين ,وإلا هناك فئة تخطاب العجماوات وهي تظن أنها يعني فعلاً تعقل، وخاصة الذين يعبدون من المشركين من الوثنيين الذين يعبدون ما لا يعقل يعبدون الشمس ويعبدون القمر، يعبدون البقر، فهم حينما يخاطبونها يشعرون بقرارة أنفسهم أنها تجيب أوستستجيب لهم ,وهؤلاء لا يدخل معنا؛ لأنه سيأتي في الحديث عن قضية المجاز أنها قرينة على هذا الكلام يريدون حقيقته، لكن لا تطلع رجل موحد يخاطب الليل يعرف أن الليل لا يمكن أن يجيب لكنه يتمنى أن تحصل من الليل مشاركة فيما يشعر به من وحشة).


القارئ: (والتهديد: نحو قولك لخادمك: (لا تطع أمري)
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (قيد (لخادمك) كقولك لخادمكم هو المحدد للغرض من صيغة النهي هنا وهي التهديد؛ لأن السيد حينما يخاطب خادمه، مفترض أن الخادم يباشر بالطاعة، ولكن حينما يقول له سيده لا تطع أمري، معنى هذا أنه تهديد له: (إياك أن تغفل عن أمري) وهذا واضح تماماً أن السيد لا يمكن أن يأمر عبده بأنه لا يطيعه، أو بأمر خادمه بأنه لا يطيعه، وإنما هذا على سبيل التهديد والوعيد له).

القارئ: (بارك الله فيكم ونفع الله بكم ، فضيلة الشيخ، هاهنا بعض الأسئلة منها:
وجه انحصار الطلب في هذه الخمسة الأشياء: الأمر، والنهي، والاستفهام، والتمني والنداء؟
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (لأنه لا يمكن أن يكون هناك أمر إلا عن طريق هذه الخمسة، من خلال إحصاء اللغويين لهذه الطرق بوصفها أساليب، يعني قد يكون الأمر يتحقق , ولكنه عن طريق أسلوب ليس مطرداً؛ لأنه قد يتحول الخبر إلى إنشاء، يعني أنت تقول كلاماً خبرياً فيتحول إلى إنشاء، يعني كأن تقول لزميلك مثلاً: (ليس معي قلم) أنت في هذ الحالة مخبر ، أنت تخبر، وهذا أسلوب خبري، لكن حالتك التي يمكن أن يكتشف منها زميك الذي تخاطبه كأنك تقول له أعطني قلماً لكنك لم تلجأ إلىالأمر عن طريق فعل الأمر أو إحدى صيغ الأمر التي تحققه نتيجة أنك تتأدب أو كأنك تميل إلى التعريض لا تريد أن تصرح بأنك تطلب هذا الطلب.
إذاً: وجه انحصار الإنشاء الطلبي في الخمسة ، أنها هي الأساليب الصيغ التي يتحقق من خلالها الإنشاء عن طريق البناء اللغوي ، لكن هناك عن طريق المعاني قد تزيد من خلال دخول الخبر في هذا الجانب؛ لأنه قد يحقق الأمر أو الاستفهام أو غيره من أساليب الإنشاء.
إذاً : انحصاره في الخمسة الأمر والنهي والاستفهام والتمني والنداء ، هو حصر للأبنية اللغوية التي يتحقق من خلالها الطلب.

القارئ: (فضيلة الشيخ :ذكروا أن الأمر، أو ذكر أن الأمر من الأعلى إلى الأدنى على وجه الاستعلاء ويسمى أمراً، لكن إذا كان لغير وجه الاستعلاء مع أنه من الأعلى إلى الأدنى كالشفاعة مثلاً، كقول النبي صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم لبريرة: ((إنما أنا شافع)) ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هنا يحلظ أن النص الذي ذكرتموه في سؤالكم (إنما أنا شافع ) هنا ليس فيه أمر؛ لأن هذا أسلوب خبري أيضاً، لكن حينما يرد كلاماً من أعلى إلى أدنى ليس على سبيل الاستعلاء هو أمر نطبق عليه الحالات التي وردت.
إذا نظرنا إلى الصيغة , فهي صيغة أمر ، لكن إذا نظرنا إلى منزلة القائل , فهذا طبعاً يكون من الأمرالصريح الذي يتحقق فيه صدق الصيغة وأنها صيغة أمر سواء كانت فعلاً أو غيره من الصيغ الأربع أو منـزلة القائل وأنه أعلى درجة من هذا، هذا هو الذي يأتي على الأصل، لكنه رسول الله صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم ورحيم بهذه الأمة , وهو مثال على الخلق الرفيع الذي يتعامل به الناس، فهو من حقه أن يأمر بحكم منـزلته، ولكنه يريد أن يبين أن هذا حتى لا يفهم أنه يأتي في هذا الأمر على سبيل الإلزام، لأنه لو قالها دون أن يقيد هذا الأمر (إنما أنا شافع) لفهم المخاطب والمخاطبة بأن هذا لون من الأمر لها بضرورة التنفيذ، ولكن كونه يقيد صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم (إنما أنا شافع) حتى يترك لها الحرية أن تأخذ أو لا تأخذ.

القارئ: (يعني نفهم من هذا أنه لم يخرج بالأمر عن صيغته).
القارئ: (فضيلة الشيخ: ما وجه اختلاف المعنى في قوله تعالى بين اللفظين (دعاء، ونداء): { إلا دعاءً ونداءً }.
هناك سقط في الصوت.

القارئ: (كالدعاء: { لا تشمت بي الأعداء }).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (واضح أن هذه الصيغة { لا تشمت } هي صيغة النهي وكونها خرجت من هارون لموسى فهذا واضح تماماً أنها يعني يدعوه لأن لا يحصل فيه شماتة، فهذا لون أيضاً من الدعاء باعتبار منزلة الداعي والذي توجه إليه بالدعاء).

القارئ: (فضيلة الشيخ ما رأيكم في توسع بعض الشعراء في مخاطبة النجوم كالجوزاء والثريا والسهى وكذلك القمر والشمس؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (إذا كان هذا الخطاب فيه لون من الاعتبار والتأمل في مخلوقات الله جل وعلا ،وطلب العظة والعبرة من هذه المخلوقات ، وأن الله عز وجل خلقها ، فهذا أمر محمود؛ لأن طلب الاعتبار والاتعاظ أمر فيه خير، لكن كان ينصرف في كل مخاطباته إليها ,فيحتاج الأمر في هذه القضية إلى تحديد النصوص ما المقصود بها؟ لأننا لا نستطيع أن نحجر على الناس ونقول: لا تخاطب النجم، إذا كان هو يخاطب ويريد أن يجنب نفسه مخاطبة الذين يشغلونه، ويخاطب القمر بماذا؟ ماذا يقول للقمر؟).

مداخلة غير مسموعة.
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (لا ، هذه قضية أخرى الآن ,هو جعل للقمر ما لله جل وعلا ,هنا طبعاً واضح تماماً, هل يريد المخاطب أن يسليه فقط عن موقف هو فيه حزين، فهذا أمر، ولكن إن طلب من المخاطب سواء كان قمراً أو نجماً أو غير ذلك أن يحقق له أمراً على سبيل.........
والحقيقة كما قلت لك قبل قليل، لابد أن نعرف حال المتكلم: حال المتكلم، هل هو يوقن بأن هذا الكلام صحيح، لو أني قلت إن مخاطبة الشاعر الفلاني: دون تحديد أسماء، للقمر هو يخاطبه على وجه الحقيقة، هويطلب منه أن يحقق هذا الأمر، لقلنا هذا أمر على سبيل الحقيقة، لا يصح أن تقول أنه للتمني مثلاً؛ لأن حال الشاعر تدعو إلى أنه فعلاً يقصد هذا الأمر على سبيل الحقيقة , لكن إن كانت حالته حالة مؤمن , وإنما يخاطب القمر ليسلي نفسه عن بعض الأمور التي أو يمني نفسه بأن القمر، أو يجرب من القمر مخاطباً آخر يمكن أن يخاطبه ليسلي نفسه عما هو فيه من حزن، أما الحجر على الشعراء بألا يقولوا شيئاً، فهذا فيه تكلف.
أما الإطلاق العام أيضاً ، وإدعاء أن هذه المخاطبات هي التي ينبغي أن تحقق ما يطلب منها الشعراء، فهذا أيضاً فيه مجازفة ومخالفات عقدية.
التوسط في الأمر: أمر مطلوب؛ لأننا حينما نتتبع الشعر العربي نجد أنواع المخاطبات كثيرة جداً لتلك، لكن الغرض منهاهو التأمل، والعبرة، الادكار، إظهار جمال الكون وغير ذلك من الأشياء).

القارئ: (بارك الله فيكم ، فضيلة الشيخ، السؤال الأخير: ما وصيتكم لطالب علم البلاغة في توظيف هذه المعاني في مخاطباته وإنشاءاته؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (حينما يدرك الطالب دلالات هذه الأساليب في قضية الأمر يمكنه أن يلجأ إلى أسلوب الأمر ليحقق هذه الأغراض الكثيرة.
أسلوب الأمر يمكن أن يستخدم بالعنف ، ويأمر بطريقة يمكن أن تنفر، فيمكنه أن يستثمر معرفة هذه الأغراض التي يخرج لها أسلوب الأمر، لاستخدامها للناس، ارشادهم، تخويفهم، إباحتهم، تخييرهم، كل الأمور التي وردت، ولكن عليه أن يختار العبارات اللبقة، العبارات الهادئة، العبارات التي يمكن أن تجد قبولاً عند المخاطبين حتى لا ينفرهم؛ لأن الإنسان بطبعه إذا سمع كلاماً ليناً استجاب له، وإن سمع كلاماًصلفاً أو قاسياً أو جافاً ربما ينفر، ولو كان هذا الكلام فيه خير له في أخراه، لأن الناس مجبولون على الميل إلى من كان فيه لين وفيه لطف ، والله سبحانه وتعالى يقول لرسول صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم: {ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك }.
شـكرا الله لكم).

القارئ: (........... المعية بالرقي بعلم البلاغة والتعدي به من طور الألفاظ والمعاني إلى طور الحياة الاجتماعية؟).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (الحقيقة هذا سؤال مهم وينبغي دائماً أن نستحضر التعريف العام للبلاغة (مطابقة الكلام لمقتضى الحال).
البلاغة أيضاً أن تكون قادراً على إبلاغ ما في نفسك للمتلقي، فعندنا مسألة الدعوة إلى الله جل وعلا حينما تكون بألفاظ طيبة أساليب محببة إلى المتلقين المخاطبين سيقبلونها منك، لكن إذا استخدمت الأساليب الغليظة الأساليب التي فيها لون من العنف والتعنيف عليهم يمكن أن تحقق ردة فعل سلبية، فالإنسان حينما يتأمل طريقة خطاب الله جل وعلا لرسوله عليه الصلاة والسلام وهو الرسول المرسل برسالة حينما نقرأ قول الله عز وجل ونستمع إليه: { عفا الله عنك لم إذنت لهم } هنا الله سبحانه وتعالى يريد أن يقول لرسوله عليه الصلاة والسلام: لم أذنت لهؤلاء لكنه قدّم اخباره بأنه عفا عنه { عفا الله عنك لم أذنت لهم } فلو أنك وجدت شخصاً على معصية تقول له: (لا تفعل كذا هداك الله) ولو أنك قلت (هداك الله) لوقرت في نفسه هذه الجملةوفتحت لك آفاق القبول عنده.
ولذلك ينبغي أن نتأمل أن لفظ تحية في الإسلام هو من أحسن العبارات وصفاً له ليكون مفتاحاً للحديث واستئناس المخاطب حينما تخاطبه بأول كلمة تلقيها عليه تقول: السلام عليك، السلام عليكم فهنا أنت ألقيت عليه كلمة تشعره بأنه في مأمن منك، لا يراع، لا يخف منك فإنك تلقي عليه السلام، ففي هذه الحالة يمكن أن يدلف الناس سواء كان عن طريق استتخدام فعل الأمر أو عن طريق استخدام صيغة النهي، صيغ الأمر أو صيغ النهي أو صيغة النهي هنا طبعاً يمكن للإنسان أن يحقق مآرباً كثيرة في هذا الجانب ولعل في درس قام إن شاء الله يمكن أن يعرف كيف تكون الأساليب الجيدة التي قد نحقق الأمر فيها عن طريق استخدام صيغة ليست صيغة الأمر سواء كان بفعل الأمر أو الفعل المضارع أو باسم الفعل أو بالمصدر النائب عن اسم الفعل يعني أي الصيغ هذه لا تستخدم وإنما يستخدم الأسلوب الخبري فيها، فهذه أيضاً فيها لون من الحكمة في التعامل مع الآخرين والعبارات أشبه بالمادة الخام يمكن أن يوظفها المتكلم توظيفاً حسناً ويمكن أن يستخدمها استخداماً سيئاً لا تحقق غرضه وكلما استطاع الإنسان أن يبدع في معرفة نفسية المتلقي والدخول إليه دخولاً حسناً هيناً ليناً كان ذلك ادعى لاستجابة إلى ما يدعو إليه وصلى الله على نبينا محمد).