10 Nov 2008
معاني صيغ الأمر
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وقدْ تَخْرُجُ صِيَغُ الأمرِ عنْ معناها الأصليِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ، وقرائنِ الأحوالِ:
1- كالدعاءِ، نحوَ: {أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ}.
2- والالتماسِ، كقولِكَ لِمَنْ يُساويكَ: (أَعْطِنِي الْكِتَابَ).
3- والتمنِّي، نحوُ:
أَلاَ أيُّها الليلُ الطويلُ ألا انْجَلِي ....... بصُبْحٍ وما الإصباحُ منكَ بأمْثَلِ
4- والإرشادِ، نحوُ: {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ}.
5- والتهديدِ، نحوُ: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}.
6- والتعجيزِ، نحوُ:
يا لَبَكْرٍ أَنْشِروا لي كُلَيْبًا ...... يا لَبَكْرٍ أينَ أينَ الفِرارُ؟
7- والإهانةِ، نحوُ: {كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا}. 8- والإباحةِ، نحوُ: {كُلُوا وَاشْرَبُوا}. 9- والامتنانِ، نحوُ: {كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ}. 10- والتخييرِ، نحوُ: (خُذْ هَذَا أَوْ ذَاكَ). 11- والتسويةِ، نحوُ: {اصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا}. 12 -والإكرامِ، نحوُ: {ادْخُلُوهَا بِسَلاَمٍ آمِنِينَ} ).
الحواشي النقية للشيخ: محمد علي بن حسين المالكي
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (الأَمرِ، نحوُ: سَعْيًا في الخيرِ.
وقد تَخْرُجُ صِيَغُ الأمْرِ عن معناها الأصليِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفهَمُ من سياقِ الكلامِ وقرائنِ الأحوالِ.
1- كالدُّعاءِ (1)، نحوُ: {أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} آيةٌ.
2- والالتماسِ، كقولِكَ لمن يُساويكَ: أعْطِنِي الكتابَ.
3- والتمنِّي (2)، نحوُ:
ألا أيُّها الليلُ الطويلُ أَلاَ انْجَلِي ....... بصُبْحٍ وما الإصباحُ منكَ بأمْثَـلِ
4- والتهديدِ(3)، نحوُ: اعمَلُوا ما شِئتُمْ. 5- والتعجيزِ(4)، نحوُ: يا لِبَكْرٍ انْشُرُوا لي كُلَيْبًا ...... يا لِبَكْرٍ أينَ أينَ الفِرارُ 6- والتسويةِ(5)، نحوُ: {اصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا} آيةٌ. ____________________ (2) قولُه: (والتمنِّي)، العَلاقةُ بينَهُ وبينَ
الأمرِ إما الإطلاقُ والتقييدُ؛ لأنَّ الأمرَ طلَبٌ على وجهِ الاستعلاءِ،
فأُطْلِقَ عن قيدِه، ثم قُيِّدَ بالمحبوبِ الذي لا طماعِيَةَ فيه، وأما
السببيَّةُ؛ لأنَّ طلَبَ وجودِ الشيءِ الذي لا إمكانَ له سببٌ في
تَمَنِّيهِ ا.هـ. دسوقيٌّ. (3) قولُه: (والتهديدِ) العَلاقةُ بينَه وبينَ
الأمْرِ إما شِبهُ التضادِّ باعتبارِ المتعلَّقِ؛ وذلكَ لأنَّ المأمورَ به
إما واجبٌ أو مندوبٌ، والمهدَّدُ عليه إما حرامٌ أو مكروهٌ، وإما
السببيَّةُ؛ لأنَّ إيجابَ الشيءِ يَتسبَّبُ عنه التخوُّيفُ على مخالفتِه،
وإما المشابَهةُ بجامِعِ ترتيبِ العذابِ على كلٍّ من الأمرِ والتهديدِ عندَ
الترْكِ. ا.هـ. دسوقيٌّ. (4) قولُه: (والتعجيزِ)، العَلاقةُ بينَه وبينَ
الأمْرِ إما شِبْهُ التضادِّ في مُتعلِّقِهِمَا؛ فإنَّ التعجيزَ في
المستحيلاتِ، والطلَبَ في الممكِناتِ، وإما السببيَّةُ؛ لأنَّ إيجابَ شيءٍ
لا قُدرةَ عليه يَلزَمُ العجْزُ عنه ا.هـ. دسوقيٌّ. (5) قولُه: (والتَّسْوِيَةِ)، العَلاقةُ بينَها وبينَ الأمرِ التضادُّ؛ لأنَّ التسويةَ بينَ الفعْلِ والترْكِ تَضادُّ إِيجابِ أحدِهما ا.هـ. دسوقيٌّ).
دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وقدْ تَخْرُجُ صِيَغُ الأمرِ عنْ معناها الأصليِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ منْ سياقِ الكلامِ، وقرائنِ الأحوالِ:
كالدعاءِ، نحوُ: {أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ}.
والالتماسِ، كقولِكَ لِمَنْ يُساويكَ: (أَعْطِنِي الْكِتَابَ).
والتمنِّي، نحوُ:
أَلاَ أيُّها الليلُ الطويلُ ألا انْجَلِي ....... بصُبْحٍ وما الإصباحُ منكَ بأمْثَلِ
والإرشادِ، نحوُ: { إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ }.
والتهديدِ، نحوَ: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}.
والتعجيزِ، نحوُ:
يا لَبَكْرٍ أَنْشِروا لي كُلَيْبًا .........يا لَبَكْرٍ أينَ أينَ الفِرارُ؟
والتسويةِ، نحوَ: {اصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا}.) (دروس البلاغة الصغرى).
حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (وقد تَخْرُجُ صِيَغُ الأمْرِ(1) عن معناها الأصليِّ(2) إلى معانٍ أُخَرَ(3) تُفْهَمُ(4) مِن(5) سياقِ الكلامِ وقرائنِ الأحوالِ(6).
1- كالدعاءِ(7)، نحوُ: {أَوْزِعْنِي(8) أنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ(9)}
2- والالتماسِ (10)، كقولِكَ(11) لِمَنْ يُسَاوِيكَ(12):
أَعْطِنِي الكتابَ(13).
3- والتَّمَنِّي(14)، نحوُ(15):
أَلاَ أَيُّهَا الليلُ الطويلُ أَلاَ انْجَلِي(16) ......... بِصُبْحٍ وَمَا الإِصْبَاحُ(17) مِنْكَ بِأَمْثَلِ(18)
4- والتهديدِ(19)، نحو: {اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ} (20). 5- والتعجيزِ(21). نحوُ(22): يَا لَبَكْرٍ(23) أَنْشِرُوا(24) لِي كُلَيْباً(25) ........ يَا لَبَكْرٍ أَيْنَ أَيْنَ(26) الْفِرَارُ(27) 6- والتَّسْوِيَةُ(28)، نحوُ(29) {اصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا}(30). ________________ قال الشيخ علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي (ت: 1410هـ): ( (1) ( وَقَدْ تَخْرُجُ صِيَغُ الأمرِ ) الأربعةِ المذكورةِ. ( 2) ( عن مَعْنَاهَا الأصلي ) الذي هو طَلَبُ فعلٍ على جهةِ الاستعلاءِ. ( 3) ( إلى مَعَانٍ أُخَرَ ) سواءٌ كانَ طَلَباً من غيرِ استعلاءٍ، أو غيرَ طَلَبٍ أَصْلاً ( 4) ( تُفْهَمُ ) أي: هذهِ المعاني الأُخَرُ ( 5) ( مِن ) تِلْكَ الصِّيَغِ بدلالةِ ( 6) ( سِيَاقِ الكلامِ، وَقَرَائِنِ الأحوالِ )
يعني: أَنَّ صِيَغَ الأمرِ قَد تُسْتَعْمَلُ فِي غيرِ مَعْنَاهَا الأصليِّ
لِعَلاَقَةٍ بينَ ذلك الغيرِ، وَبَيْنَ معنى الأمرِ مع قرينةٍ مَانِعَةٍ
من إرادةِ المعنى الأصليِّ، فَتَكُونُ مَجَازاً. ( 7) ( كالدُّعَاءِ ) وهو الطلبُ على وجهِ
التَّضَرُّعِ والخضوعِ, سواءٌ كانَ الطالبُ أَدْنَى أو أَعْلَى أو
مُسَاوِياً، والعَلاقةُ بينَهُ وبينَ معنى الأمرِ الأَصْلِيِّ الإطلاقُ
والتقييدُ. ( 8) ( نحوُ: {أَوْزِعْنِي} ) أي: أَلْهِمْنِي. ( 9) ( {أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} )،
ولو قالَ العبدُ لسيِّدِهِ على وجهِ الغِلْظَةِ: أَعْتِقْنِي. كَانَ
أَمْراً، وَيُعَدُّ هذا الأمرُ من العبدِ سُوءَ أَدَبٍ؛ لأَنَّ الأمرَ لا
يكونُ إلاَّ مع الاستعلاءِ, كما تَقَدَّمَ. ( 10) ( والالتماسِ )، ويُقَالُ لهُ: السؤالُ،
وهو الطلبُ على سبيلِ التَّلَطُّفِ، أي: بدونِ الاستعلاءِ والتَّضَرُّعِ،
سواءٌ صَدَرَ من الأعلى أو الأدنى رُتْبَةً، أو من الشخصِ لِمُسَاوِيهِ،
فلو صَدَرَ الطلبُ من الأعلى للأَدْنَى فِي الرُّتْبَةِ، كالسيِّدِ مع
عَبْدِهِ، أو صَدَرَ من الأدنى للأَعْلَى رُتْبَةً من غيرِ استعلاءٍ ولا
تَخَضُّعٍ فإنَّهُ يُسَمَّى الْتِمَاساً، والعلاقةُ بينَهُ وبينَ الأمرِ
الإطلاقُ والتقييدُ كالدعاءِ. ( 11) ( كقولِكَ ) على سبيلِ التَّلَطُّفِ. ( 12) ( لِمَنْ يُسَاوِيكَ ) أي: فِي الرُّتْبَةِ. ( 13) ( أَعْطِنِي الكَتَابَ ) قالَ الدُّسُوقِيُّ: انْظُرْ، هل المرادُ المساواةُ فِي نفسِ الأمرِ؟ ( 14) ( والتَّمَنِّي ) هو طلبُ الأمرِ المحبوبِ
الذي لا طَمَاعِيَةَ فيهِ، والعلاقةُ بينَهُ وبينَ الأمرِ السَّبَبِيَّةُ؛
لأَنَّ طَلَبَ وجودِ الشَيْءِ الذي لا إمكانَ لهُ سَبَبٌ فِي
تَمَنِّيهِ،ويَجُوزُ أنْ تكونَ العلاقةُ الإطلاقَ والتقييدَ؛ لأَنَّ الأمرَ
طَلَبٌ على وجهِ الاستعلاءِ، فَأُطْلِقَ عَن قَيْدِهِ, ثم قُيِّدَ
بالمحبوبِ الذي لا طَمَاعِيَةَ فيهِ. ( 15) ( نحوُ ) قولِ امْرِئِ القيسِ مِن مُعَلَّقَتِهِ المشهورةِ. ( 16) ( أَلاَ أَيُّهَا الليلُ الطويلُ أَلاَ انْجَلِي ) الياءُ فيهِ ثابتةٌ لإشباعِ الكسرةِ، والمرادُ بالانجلاءِ: الانكشافُ. ( 17) ( بِصُبْحٍ وَمَا الإِصْبَاحُ ) أي: ظُهُورُ ضَوْءِ الصُّبْحِ، وهو الفجرُ وأَوَّلُ النهارِ. ( 18) ( مِنْكَ بِأَمْثَلِ ) أي: بِأَفْضَلَ
عندي لِمُقَاسَاتِي الهمومَ والأحزانَ فيهِ، كما أُقَاسِيهَا فِي الليلِ،
فَإِنَّهُ لَمَّا كانَ الظاهرُ عَدَمَ إرادةِ أَمْرِ الليلِ بالانكشافِ؛ إذ
الليلُ ليسَ مِمَّا يُؤْمَرُ وَيُخَاطَبُ بِذَلِكَ، حُمِلَ الأمرُ على
التَّمَنِّى لِيُنَاسِبَ حالَ التَّشَكِّي من الأحزانِ والهمومِ
وَشِدَّتِهِمَا؛ إذْ لا يُنَاسِبُهَا إلاَّ عدمُ الطَّمَاعِيَةِ فِي
انجلاءِ الليلِ، وذلكَ لأَنَّهَا لِكَثْرَتِهَا، ولِزُومِهَا لليلٍ يُعَدُّ
الليلُ مَعَهَا مِمَّا لا يَزُولُ، فَكَأَنَّ الشاعرَ يقولُ: لَيْتَكَ
أَيُّهَا الليلُ تَنْجَلِي، أي: لا طَمَاعِيَةَ لي فِي انْكِشَافِكَ
لِكَثْرَةِ أَحْزَانِكَ وَشِدَّتِهَا بِظُلْمَتِكَ فَلاَ تَنْكَشِفُ
بِانْكِشَافِكَ، وعلى تَقْدِيرِ انكشافِكَ فالإصباحُ لا يَكُونُ أَمْثَلَ
منكَ للزومِ الأحزانِ على كُلِّ حالٍ. ( 19) ( والتهديدِ ) أي: التَّخْوِيفِ مُطْلَقاً
سَوَاءٌ كانَ بِمُصَاحَبَةِ وَعِيدٍ مُبَيَّنٍ, كَأَنْ يقولَ السيِّدُ
لِعَبْدِهِ: دُمْ عَلَى عِصْيَانِكَ فَالعَصَا أَمَامَكَ، أَوْ وَعِيدٍ
مُجْمَلٍ. ( 20) ( نحوُ ) قولِهِ تعالى: {اعْمَلُوا مَا شِئْتُمْ}
أي: فَسَتَرَوْنَ جَزَاءَهُ أَمَامَكُمْ، وَإِنَّمَا كانَ هذا تَهْدِيداً,
لِظُهُورِ أنَّهُ ليسَ المرادُ أَمْرَهُمْ بِكُلِّ عَمَلٍ شَاءُوا, أو
لأَنَّ قَرَائِنَ الأحوالِ دَالَّةٌ على أنَّ المرادَ الوعيدُ, لا
الإهمالُ، والعلاقةُ بينَ هذا المعنى والأمرِ ما بَيْنَهُمَا من شِبْهِ
التَّضَادِّ باعتبارِ المُتَعَلَّقِ؛ لأَنَّ المأمورَ بهِ إِمَّا وَاجِبٌ
أو مَنْدُوبٌ، والمُهَدَّدُ عليهِ إِمَّا حَرَامٌ، أو مَكْرُوهٌ. وقالَ
بَعْضُهُمْ: إنَّ هذا مَجَازٌ مُرْسَلٌ عَلاَقَتُهُ السَّبَبِيَّةُ؛ لأَنَّ
إِيجَابَ الشَيْءِ يَتَسَبَّبُ عنهُ التخويفُ على مُخَالَفَتِهِ، أو
استعارةٌ عَلاَقَتُهَا المُشَابَهَةُ بِجَامِعِ تَرَتُّبِ العذابِ على
كُلٍّ من الأمرِ والتهديدِ عندَ التركِ. ( 21) ( وَالتَّعْجِيزِ ) أي: إظهارِ العجْزِ،
يعني: إظهارِ المُتَكَلِّمِ عَجْزَ المخاطَبِ الذي يَتَوَهَّمُ أنَّ فِي
وُسْعِهِ، وطاقَتِهِ أنْ يَفْعَلَ فِعْلاً ما، والعلاقةُ بينَهُ وبينَ
الأمرِ ما بَيْنَهُمَا من شِبْهِ التضادِّ فِي مُتَعَلِّقِهِمَا، فإنَّ
التعجيزَ فِي المُسْتَحِيلاتِ، والأمرَ فِي المُمْكِنَاتِ، وَيَجُوزُ أنْ
تَكُونَ السَّبَبِيَّةَ لأَنَّ إِيجَابَ شَيْءٍ لاَ قُدْرَةَ عليهِ
يَسْتَلْزِمُ التعجيزَ. ( 22) ( نحوُ ) قَوْلِ مُهَلْهِلِ بْنِ
رَبِيعَةَ مُطَالِباًثَأْرَ أَخِيهِ كُلَيْبِ بْنِ رَبِيعَةَ، مِنْ بَنِي
تَغْلِبَ، وَكَانَ قَدْ قَتَلَهُ جَسَّاسٌ مِنْ آلِ بَكْرٍ. ( 23) ( يَا لَبَكْرٍ ) بِفَتْحِ اللامِ التي
لِلتَّعَجُّبِ أو التَّهْدِيدِ، وحينئذٍ فَلاَ حَذْفَ، وَيُحْتَمَلُ أنْ
تَكُونَ للاستغاثةِ, والمستغاثُ لهُ محذوفٌ، تَقْدِيرُهُ لِكُلَيْبٍ أي:
يَا آلَ بَكْرٍ. ( 24) ( أَنْشِرُوا ) بِفَتْحِ الهَمْزَةِ مِن
أَنْشَرَ الرُّبَاعِيِّ، وَهُوَ عِبَارَةٌ عن إحياءِ الموتَى
وَإِخْرَاجِهِمْ مِن قُبُورِهِمْ, أي: أَحْيُوا. ( 25) ( لِي كُلَيْباً) فَاسْتَغَاثَ الشاعرُ
بهم فِي إِحْيَاءِ كُلَيْبٍ تَعْجِيزاً لهم لِعَدَمِ قُدْرَتِهِمْ على
إِحْيَائِهِ وَتَهَكُّماً بِهِمْ. وَذَلِكَ أنَّ كُلَيْباً قد حَمَى
قِطْعَةَ أرضٍ فلم يَكُنْ يَرْعَاهَا إِلاَّ إِبِلُ جَسَّاسٍ لِمُصَاهَرَةٍ
بَيْنَهُمَا. فَفِي ذَاتِ يَوْمٍ خَرَجَتْ نَاقَةٌ لِقَبِيلَةِ جَرْمِ
بْنِ رَيَّانَ فِي إبلِ جَسَّاسٍ تَرْعَى فِي حِمَى كُلَيْبٍ،
فَاسْتَغْرَبَهَا كُلَيْبٌ، فَرَمَاهَا بِحَرْبَةٍ وَصَارَ ضَرْعُهَا
يَشْخُبُ لَبَناً وَدَماً، فَصَاحَت البَسُوسُ عَمَّةُ الجَسَّاسِ
قَائِلَةً: وَا ذُلاَّهُ وَاغُرْبَتَاهُ، فَقَالَ جَسَّاسٌ لَهَا:
أَيَّتُهَا الحُرَّةُ اهْدَئِي فَوَاللَّهِ لأَعْقِرَنَّ فَحْلاً هو
أَعَزُّ عَلَى أَهْلِهِ مِنْهَا، وَقَصَدَ بذلكَ نَفْسَ كُلَيْبٍ، فلم
يَزَلْ جَسَّاسٌ يَتَوَقَّعُهُ على غِرَّةٍ حتى خَرَجَ، وَتَبَاعَدَ عن
الحِمَى, فَخَرَجَ جَسَّاسٌ فِي أَثَرِهِ وَرَمَاهُ بِحَرْبَةٍ فِي
صُلْبِهِ, وَأَجْهَزَ عَلَيْهِ عَمْرٌو حَتَّى مَاتَ. ( 26) ( يَالَبَكْرٍ أَيْنَ أَيْنَ ) تَأْكِيدٌ لَفْظِيٌّ. ( 27) ( الفِرَارُ ) بِكَسْرِ الفاءِ، أي:
الهَرَبُ أي: لا يُمْكِنُكُم الهَرَبُ مِنَّا, وَقَدْ أَحَطْنَا بِكُمْ,
وَأَمْسَكْنَا عَلَيْكُم الطُّرُقَ, فَاسْتَمَّرَ الشَّرُّ والقِتَالُ بينَ
القَبِيلَتَيْنِ – تَغْلِبَ قَبِيلَةِ كُلَيْبٍ وَآلِ بَكْرٍ قَبِيلَةِ
جَسَّاسٍ – أَرْبَعِينَ سَنَةً, وَكَانَ النَّصْرُ وَالغَلَبَةُ فِي ذلكَ
حَلِيفَ تَغْلِبَ, لا آلِ بَكْرٍ. ( 28) ( والتَّسْوِيَةُ ) أي: بَيْنَ شَيْئَيْنِ
حيثُ يَتَوَهَّمُ المخاطَبُ أنَّ أحدَهُمَا أَرْجَحُ من الآخرِ,
وَأَنْفَعُ منهُ، والعلاقةُ بينَها وبينَ الأمرِ التَّضَادُّ؛ لأَنَّ
التسويةَ بينَ الفِعْلِ والتركِ تُضَادُّ إِيجابَ أَحَدِهِمَا. ( 29) ( نحوُ ) قَوْلِهِ تَعَالَى: ( 30) {اصْبِرُوا أَوْ لاَ تَصْبِرُوا}
فَإِنَّهُ رُبَّمَا يُتَوَهَّمُ أنَّ الصَبْرَ نَافِعٌ, فَدَفَعَ ذلكَ
بِالتَّسْوِيَةِ بينَهُ وَبَيْنَ عَدَمِهِ, أَيْ: صَبْرُكُمْ وَعَدَمُهُ
فِي عَدَمِ النَّفْعِ سَوَاءٌ، وَيُمَثَّلُ بهذا لِلتَّسْوِيَةِ فِي
النهْيِ أيضاً. وَمِمَّا جَاءَ للتَّسْوِيَةِ فِي الأمرِ قَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ أَنْفِقُوا طَوْعاًأَوْ كَرْهاًلَنْ يُتَقَبَّلَ مِنْكُمْ} فَإِنَّهُ رُبَّمَا يُتَوَهَّمُ أَنَّ الإنفاقَ طَوْعاًمَقْبُولٌ دونَ الإِكْرَاهِ, فَسَوَّى بَيْنَهُمَا فِي عَدَمِ القَبُولِ).
شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري
قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل
حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (وقدْ
تَخْرُجُ صِيَغُ الأمْرِ عنْ معناها الأصليِّ إلى معانٍ أُخَرَ تُفْهَمُ
منْ سِياقِ الكلامِ وقرائنِ الأحوالِ، وهيَ نحوَ سِتَّةٍ وعشرينَ،
ذَكَرَها أهلُ الأصولِ، وذَكَرُوا العَلاقةَ أيضًا بينَ الْمَعنى الأصليِّ
لصِيَغِ الأمْرِ وبينَ تلكَ المعانِي، وذَكَرَ المصنِّفُ بعضًا منْ تلكَ
المعانِي، ولم يَتَعَرَّضْ لبيانِ العَلاقةِ أَصْلًا نَظَرًا للاختصارِ:
كالدعاءِ: أي الطلبِ على سبيلِ التَّضَرُّعِ والخضوعِ، نحوَ {أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ} .
والالتماسِ: كقولِكَ لِمَنْ يُساوِيكَ في الرُّتْبَةِ: أَعْطِنِي الكتابَ، بدونِ الاستعلاءِ والتضرُّعِ .
والتَّمَنِّي: وهوَ طَلَبُ محبوبٍ لا طَمَاعِيَةَ فيهِ، وذلكَ في مَقَامٍ لا يَقْدِرُ المأمورُ على تحصيلِ المطلوبِ، نحوَ:
ألا أيُّها الليلُ الطويلُ أَلَا انْجَلِي ....... بصُبْحٍ وما الإصبَاحُ منكَ بأَمْثَلِ
فليسَ
المرادُ طَلَبَ الانجلاءِ من الليلِ؛ لأنَّهُ لا يَقْدِرُ على ذلكَ، بلْ
تَمَنِّي الانجلاءِ فقطْ، وقولُه: وما الإصباحُ منكَ بأَمْثَلِ، أيْ:
أَفْضَلَ، كلامٌ تقديريٌّ، فكأنَّهُ يقولُ: هذا الليلُ لا طَمَاعِيَةَ في
زوالِه وانكشافِه، وعلى تقديرِ الانكشافِ فالإصباحُ لا يكونُ أفْضَلَ منهُ
عندي؛ لأنِّي أُقَاسِي هُمُومِي نهارًا كما أُقَاسِيها ليلًا . والإرشادِ:
جَعَلَهُ بعضُهم قِسْمًا من النَّدْبِ، وفَرَّقَ بعضُهم بينَه وبينَ
النَّدْبِ، بأنَّ النَّدْبَ لِمَصْلَحَةِ الآخِرَةِ، والإرشادَ
لِمَصْلَحَةِ الدنيا، نحوَ: {إِذَا تَدَايَنْتُمْ بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى فَاكْتُبُوهُ وَلْيَكْتُبْ بَيْنَكُمْ كَاتِبٌ بِالْعَدْلِ}، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرْشَدَ فِي هَذِهِ الْآيَةِ العِبادَ عندَ الْمُدَايَنَةِ بكِتابةِ الدَّيْنِ . والتهديدِ: أي التخويفُ بِمُصَاحَبَةِ وعيدٍ مُبَيَّنٍ أوْ مُجْمَلٍ، نحوَ: {اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ}،
أيْ: فَسَتَرَوْنَ جَزَاءَهُ أمامَكم، فهوَ يَتَضَمَّنُ وَعِيدًا
مُجْمَلًا . والتهديدُ معَ الوعيدِ الْمُبَيَّنِ كأنْ يقولَ السيِّدُ
لعبدِه: دُمْ على عِصيانِكَ فالْعَصَا أمامَكَ . والتعجيزِ: وهذا في مَقامِ إظهارِ عَجْزِ مَنْ يَدَّعِي أنَّ في وُسْعِه وطاقَتِه أنْ يَفْعَلَ الأمْرَ الفُلانيَّ، نحوَ: يَا لِبَكْرٍ أَنْشِرُوا لي كُلَيْبًا ......يَا لِبَكْرٍ أَيْنَ أَيْنَ الْفِرَارُ إذْ ليسَ المرادُ بهِ أَمْرَهم حقيقةً بإنشارِ الكُلَيْبِ، وإنَّما
المرادُ إظهارُ عَجْزِهم عنْ ذلكَ؛ لأنَّهُم إذا حاوَلُوهُ بعدَ سَماعِ
صيغةِ الأمْرِ ولمْ يُمْكِنْهُم ظَهَرَ عَجْزُهُم . والإهانةِ: أيْ إظهارُ ما فيهِ تصغيرُ الْمُهَانِ، وقِلَّةِ الْمُبَالَاةِ بهِ، نحوَ: { كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيدًا }، فليسَ المرادُ أمْرَهم بكونِهم حجارةً أوْ حديدًا؛ لِعَدَمِ قُدْرَتِهِمْ على ذلكَ، بل المقصودُ إظهارُ قِلَّةِ الْمُبالاةِ بهم . والإباحةِ: هوَ الإذنُ في الفِعْلِ لمَنْ يَستأذِنُ فيهِ بِلِسَانِ الْمَقالِ أوْ بِلسانِ الحالِ، نحوَ: { كُلُوا وَاشْرَبُوا }، بمعنى أنَّهُ يُباحُ لكم الأكلُ والشرْبُ . والامتنانِ: نحوَ: { كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ }، فإنَّ اقترانَ قولِه تعالى: {رَزَقَكُمُ اللَّهُ} قرينةُ الامتنانِ على العِبادِ . والتخييرِ: نحوَ: خُذْ هذا أوْ ذاكَ، والفَرْقُ
بينَ التخييرِ والإباحةِ على ما قالوا أنَّهُ لا يَجوزُ الْجَمْعُ بيْنَ
الأمرينِ في التخييرِ، ويَجوزُ في الإباحةِ . والتسويةِ بينَ شيئيْنِ: وذلكَ في مَقامٍ يَتَوَهَّمُ المخاطَبُ أنَّ أحدَهما أرْجَحُ من الآخَرِ، نحوَ:{ اصْبِرُوا أَوْ لَا تَصْبِرُوا }؛
فإنَّهُ ربَّما يَتَوَهَّمُ أنَّ الصبْرَ نافعٌ، فدَفَعَ ذلكَ بالتسوِيَةِ
بينَ الصَّبْرِ وعَدَمِه، فليسَ المرادُ بالصيغةِ الأمْرَ بالصبْرِ، بل
المرادُ كما دَلَّتْ عليهِ القرائنُ التسويةُ بينَ الأمرينِ . والإكرامِ: وهذا إذا اسْتُعْمِلَتْ صيغةُ الأمرِ في مَقامٍ يَحْصُلُ منْ حصولِ المطلوبِ إكرامُ المأمورِ، نحوَ: { ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ آمِنِينَ } ).
شرح دروس البلاغة للشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)
قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: (وقد تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلي إلى معان أخر تفهم من سياق الكلام وقرائن الأحوال , فيمكن أن تأتي صيغة الأمر للدلالة على معنى آخر، والأصوليون وأهل البلاغة يوصلنا ذلك إلى ثلاث وثلاثين صارفاً ،وهي التي تسمى بالصوارف الأمر عن معناه ,صوارف الأمر عن معناه ثلاث وثلاثون عند أهل الأصول , وهو هنا ذكر بعضها فقط.
والصارف الأو هو الدعاء , كقول الله تعالى: {رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي} فأوزعني هنا صورة الأمر , لكنها ليست للأمر بل هي للدعاء , قد ذكرنا أن الدعاء يأتي في مقابل الأمر وفي مقابل النهي , في مقابل النهي العام , وكذلك الالتماس وهو طلب المساوي من مساويه , كقولك لمن يساويك: أعطني هذا الكتاب , أعطني هذا القلم , فهذا كذلك ليس أمرا وإنما هو التماس.
والثالث: التمني كقول امرؤ القيس:
ألا أيها الليل الطويل ألا انجلِ....... بصبح وما الإصباح منك بأمثلِ
انجلِ: لا يأمره؛لأنه هو لايستطيع التصرففي الليل ,لكنه يتمنى عليه أن يفعل ذلك , مجرد تمني , فقال انجل بصيغة الأمر والمقصود به التمني , معناه يا ليتك تنجلي. والرابع: التهديد: وهو منه قول الله تعالى: {اعملوا ما شئتم} , {اعملوا ما شئتم} هذا تهديد لهم , معناه:فستجازون على عملكم. والخامس: التعجيز: كقوله تعالى: {قل كونوا حجارة أو حديدا أو خلقا مما يكبر في صدوركم} , {قل كونوا حجارة أو حديدا}, هذا ليس تكوينا ولا أمرا , لكن المقصود به التعجيز , أنهم لا يستطيعون ذلك , {من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ} كل هذه الأوامر لا يقصد بها الأمر , وإنما يقصد بها التعجيز , لا يستطيع ذلك , كذلك قول المهلهل: يالبكر أنشري لي قلوباً ....... يالبكر أين أين الفرار يخاطب بني بكر بن وائل فيقول: يالبكر أنشري لي قلوباً أي: ابعثوهم بعد أن قتلوهم , يالبكر أين أين الفرار , أنشري لي قلوباً , أنهم لا يستطيعون ذلك ولكن هذا تعجيز لهم. والسادس: التسوية , ومنه قول الله تعالى: {اصبروا أو لا تصبروا} معناه : سواء أصبرتم أو لم تصبروا فقضاء الله نافذ وحكمه ماض. ومنها كذلك التكوين كقوله تعالى: {إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون} , هذا ليس أمرا إنما هو تكوين , ومنه قوله تعالى:{إنما قولنا لشيء إذا أردناه أن نقول له كن فيكون} أي :تكوينه . وكذلك الإهانة: كقوله تعالى: {ذق إنك أنت العزيز الكريم} ذق هنا لا يقصد بها الأمر , وإنما يقصد بها الإهانة وهكذا).
شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)
القارئ: (وقد تخرج صيغ الأمر عن معناها الأصلي إلى معانٍ أخر تفهم من سياق الكلام وقرائن الأحوال).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هنا يبدأ النظر البلاغي في أساليب الأمر، بعد أن تحدد، حتى يعرف كيف يحدد
هذا اللون من أي ألوان الإنشاء هو، بعد تحديده بأنه طلبي، يحدد بأنه أمر
من خلال معرفة الصيغة التي جاء بها.
يسأل الآن :هل تلتزم الصيغ التي
جاء فيها صيغة الأمر سواء كان عن طريق الفعل أو المضارع المقترن بلام الأمر
،أو اسم الفعل ،أو المصدر النائب عن فعل الأمر، عن أي واحد من هذا..
هل التزم بما ورد في التعريف آنفاً (هو طلب الفعل على وجه الاستعلاء) ؟
لا يلتزم بهذا؛ لأنه ليس كل صيغة أمر يمكن
أن تتحول إلى طلب فعل على وجه الاستعلاء ،فكما قلنا هذا هو التعريف على
ظاهر الأمر، لكن الأمر يحقق معانٍ أخرى يمكن أن تلحظ، ولكن لابد هنا من
التنبه من أن الذي يعين على معرفة هذه الألوان الأخرى وهذه المعاني الأخرى
هو السياق، السياق الذي ترد فيه صيغة الأمر، إذا وردت صيغة الأمر في سياق،
فهذا السياق هو الذي يوجه إلى معرفة معناها، فلا يمكن أن أنظر إلى صيغة
الأمر فقط، وإنما لابد أن أنظر إلى ما قبلها وما بعدها مما يعين على معرفة
المراد منها، وهي التي عبر عنها بقولهم: (تفهم من سياق الكلام وقرائن
الأحول)لأنه أحياناً يكون الغرض مدركاً من خلال لفظة واردة في السياق (نص)
أو يكون خارج النص، كأن يكون الحال الداعي أو الوصف العام في المقام الذي
وردت فيه هذه العبارة أو هذه الصيغة أو تلك.
وقرائن الأحوال: القرائن سواء كانت لفظية أو معنوية تدخل في هذا الموضوع).
القارئ: (كالدعاء نحو: { أوزعني أن أشكر نعمتك } ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (الأغراض التي يخرج لها الأمر كثيرة جداً، وحينما قال المؤلفون رحمهم الله
(كالدعاء) هم يأتون على سبيل التمثيل وليس على سبيل الحصر؛ ولذلك وردفي بعض
كتب الأصول وبعض كتب البلاغة من اجتهد في تحديد العدد، عدد الأغراض
البلاغية التي يخرج إليها الأمر:
- منهم من أوصلها إلى ست وعشرين.
- ومنهم من قال: أنها ثلاثة وثلاثون غرضاً
،وهذا طبعاً أتصور أن التحديد فيه شيء من التكلف؛ لأنه ربما يكون أكثر من
ذلك، والأمر يتوقف على الحال والمقام، ومادام الحال والمقام يختلف ،فيحمل
معه الاختلاف أيضاً في الغرض، ننظر الآن للمثال الأول، والغرض الذي استنبطه
البلاغيون منه، يقولون: (كالدعاء)
إذاً: الغرض من الأمر هنا: الدعاء لقوله الله عز وجل: { أوزعني أن أشكر نعمتك } هذا حتى أعرف من الذي قال؟
فعل الأمر هو (أوزعني) ومن المتحدث بهذا؟ هو نبي، والمخاطب: هو الله جل وعلا.
إذاً: صيغة الأمر هنا، قائلها نبي، وموجهة
إلى الله جل وعلا، فالغرض من هذا يكون الدعاء، وهنا قاعدة: (كل ما كان
المتكلم أدنى درجة من المخاطب، فإن كان المخاطب هو الله جل وعلا يكون دعاءً
بصفة عامة، وإن كان المخاطب أعلى درجة من المتكلم، ولكنه من بني البشر،
فلا يعقل أن يكون دعاءً؛ لأن الدعاء عبادة ولا يوجه إلا إلى الله جل
وعلا)ولهذا يخطئ كثير من البلاغيين حينما يقول: دعاء، ويضرب مثال بمخاطبة
بشر لبشر، وهذا فيه تسامح وتجاوز لا ينبغي، ولهذا نقول: إن مثل ما يحسن
الإشارة إليه كأن يتكلم شاعر لأمير، أو يتكلم ابن لأبيه، أو يتكلم تلميذ
لأستاذه، هنا لا يسمى دعاءً، وإنما يكون رجاءً، يمكن أن يكون رغبة أخرى،
لأن الدعاء عبادة ولا ينبغي التسامح في هذا الجانب).
القارئ: (والالتماس كقولك لمن يساويك: أعطني الكتاب).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (يلحظ
هنا أن الغرض هو الالتماس،لكن قبل ذكر المثال الذي ذكره المؤلفون، قالوا
كقولك لمن يساويك استدراكاً حتى يبينوا درجة المتكلم والمخاطب .
إذاً: هما على درجة واحدة؛ فإذا كان
الاثنان على درجة واحدة يكون الغرض من الأمر حينئذ الالتماس؛ لأنه ليس أعلى
درجة، فيحق له في هذه الحالة أن يكون آمراً، ولا أدنى درجة فيكون مترجياً
،وإنما هو مساوٍ له، ولذلك ينبغي أن يختلف الأمر، فإذا قلت أنت لزميلك:
(أعطني الكتاب، أو أعطني القلم) فأنت في هذه الحالة تلتمس منه ولا تأمره،
هو أمرٌ طبعاً في صنعته اللغوية، الفعل: أعطني أمر، ولكن لون من الأدب ألا
يسمى أمراً في هذا الجانب وإنما يكون إلتماساً؛ لأنك لا تملك الأمر إلا إذا
كنت ذا سلطة تستطيع أن تأمر فتطاع، وصاحب السلطة هو دائماً هو الأعلى على
هؤلاء منزلة، ولهذا إذا كان مساوياً يكون للالتماس).
القارئ: (والتمني: نحو: ألا أيها الليل الـطـويـل ألا انـجلـي بصبح وما الإصباح منك بأمثل )
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (من أغراض الأمر أن يكون للتمني، ويضربون لذلك مثالاًأوشاهداًٍ.
يقول امرئ القيس: ألا أيها الليل الطويل ألا انجلي.
(انجلي) هنا هو فعل الأمر المعني بالتمني
،ويلحظ هنا أن المتحدث هو الشاعر ,المتكلم، والمخاطب هو الليل، وهل يمكن أن
يخاطب الليل؟ ولذلك قيل: إنه إذا خوطبت الجمادات التي لا تعقل ،فغالباً
يكون الغرض هو التمني، يكون التمني لماذا؟
لأنه في قرارة نفس المتكلم أنه يعرف أن
الليل لا يمكن أن يجيبه أو ينفذ أمره، ولكن كان يمني نفسه أن تحصل منه
إجابة، ولهذا إذا خوطب الليل، خوطب النجم ، خوطب القمر ، خوطب السحاب،
خوطب المطر، بهذا الشكل عن طريق الأمر غالباً ما يكون الغرض من هذا هو
التمني؛ لأنه يعبر عن حالة نفسية للمتكلم، ومع أن المتكلم يدرك ويجزم بأن
الليل لا يمكن أن يرد عليه ولا يمكن أن ينفذ طلبه، ولكن هي أمنية كشف عنها
أسلوب الأمر في هذا الجانب).
القارئ: (والارشاد نحو : { إذا تداينتم بدين إلى أجلٍ مسمىًّ فاكتبوه وليكتب بينكم كاتب بالعدل }).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (في
هذه الآية شاهدان: الغرض من الأمر هو الارشاد، إذا كان الارشاد لما فيه
مصلحة في الدنيا يطلق عليه الارشاد، أنت ترشده توجهه، ليقوم بعمل فيه
مصلحة دنيوية، وربما أيضاً يكون الجانب الأخروي ,لكن بعضهم خصّ الجانب
الأخروي بما يسمى الندب، الندب والارشاد .
أحياناً يكون هذا غرض وذاك غرض، يفرقون
بينها إذا كانت المصلحة دنيوية تكون للإرشاد، وإذا كانت أخروية تكون
ندباً، والأمر فيه سعة في هذا الجانب في مسألة الارشاد والندب.
الشاهد الأول في الآية قول الله وجل وعلا: { فاكتبوه }.
والشاهد الثاني: { وليكتب }.
الأول فعل أمر ،والثاني فعل مضارع اقترن
بلام الأمر ،وكلاهما يحقق الغرض نفسه، ولهذا فيه ارشاد للناس أنهم إذا
عملوا أو تداينوا فيما بينهم أن يكتبوا ذلك حتى لا ينسى بعضهم، ثم تقع
المشكلات بعد ذلك ,فهذا ارشاد من الله جل وعلا لما فيه مصلحة، طبعاً بلاشك
أن المصلحة هنا ظاهرها أنها دنيوية، لكن أيضاً متعلقة بالآخرة؛ لأن الوفاء
بالحق هو شيء مرتبط بالدنيا ,لكن أيضاً له نصيب من ثواب الآخرة ,إذا وفى
الإنسان وأعطى ما عليه، وأخلص في التخلص من حقوق الناس وإبراء الذمة ،
فبلاشك أنه سيثاب أيضاً في الآخرة).
القارئ: (والتهديد: نحو: { اعملوا ما شئتم } ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (يلحظ هنا أمر مهم ينبغي أن تنتبه إليه في مسألة طريقة الاستشهاد في الكتب البلاغية، حينما يذكر البلاغيون هنا أن الشاهد قوله تعالى: { اعملوا ما شئتم }
وأن هذه الآية أو هذا الجزء من الآية يدل على التهديد تهديد من الله جل
وعلا للمخاطبين بهذه الآية (قلت في درس سابق، وقد ضربت مثالاً لذلك بهذا
النص: إن السياق هو الذي يعين، لو أننا اكتفينا بهذا النص: { اعملوا ما شئتم }
فقط، لكان محتملاً أن يكون للإباحة، إذا كان المخاطب به يخير بأنه يعمل ما
يشاء ,كما حصل في قول الرسول صَلّى الله عَلَيْهِ وَسَلَم: ((لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم))
فهذه الإباحة الإشعار برضا الله عز وجل، هذا يمكن أن يكون غرض وذاك غرض،
لكن حينما يكون المخاطبون بهذا من المشركين، من الذين ألحدوا في آيات الله،
من الذين خالفوا أوامر الله، من الذين لم يستجيبوا لنداء الله، لتوجيهات
الله جل وعلا,يكون هنا جانب التهديد؛ ولذلك لا يحسن الاقتصار على هذا
الموضع فقط، وإنما نعرف بأن الآية الكريمة التي ورد فيها هذا المقطع: {اعملوا ما شئتم } هي قول الله عز وجل: {
إن الذين يلحدون في آياتنا لا يخفون علينا أفمن يلقى في النار خير أم من
يأتي آمناً يوم القيامة اعملوا ما شئتم إنه بما تعملون بصير }.
إذاً: واضح من سياق الآية أن: { اعملوا ما شئتم }
هنا فعلاً للتهديد , ولهذا لا بدمن التنبيه على أن معرفة الغرض لابد أن
يعتمد على السياق وقرائن الأحوال، والسياق هو معرفة من المخاطب، وما
الموضوع الذي يخاطب فيه، كل هذا يوصل إلى تحديد الغرض، من الأمر في هذا
الاسم).
القارئ: (والتعجيز نحو: يا لبـكر انشــروا لــي كليـباً يا لبـكر أيـن أيـن الفــرار ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هنا
في هذا البيت ذكر البلاغيون أن الغرض من الأمر هو التعجيز، والأمر المقصود
هنا هو (انشروا لي كليباً) مع أن هذا البيت فيه ثلاثة شواهد:
- فيـه النـداء.
- وفيه الأمر.
- وفيه الاستفهام.
ولكن لعلنا نؤجل الحديث عن كل
واحد في موضعه، التعجيز هنا حينما ينظر إلى المعنى الذي طلبه الشاعر وهو
المهلهل ,حينما طلب إليه خصومه يعني قوم جساس الذي قتل أخاه كليباً ,طلبوا
منه أن يسمح وأن يطلب الفدية ما شاء، فمما قاله قال: يمكن أن يسمح إذا تحقق
له هذا الأمر: (أنشروا لي كليباً) أعيدوا حياته، أحيوه لي، فهل بإمكان
البشر أن يفعلوا ذلك؟ لا يمكن.
إذاً: هو تعجيز من الشاعر لأولئك القوم،
فيكون الغرض من الأمر ليس على ظاهره، هو طلب تنفيد الفعل، وحينما قاله يطلب
أن ينفذ لكن هل يمكن أن يقوموا به؟ لا يمكن، وهو يعرف أنهم لا يستطيعون
ذلك، ولهذا فهو رغبة منه في إظهار عجزهم أو تعجيزهم عن الإتيان بهذا الأمر
والكف عن مطالبته بالفدية أو غيرها).
القارئ: (والإهانة نحو: { كونوا حجارة أو حديداً } ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (أيضاً هذا من الأشياء التي ينبغي أن يستصحب فيها السياق، يعني لابد أن يكون
السياق واضحاً، لكن لأن المخاطبين هنا هم الكفار الذين كانت أهم أعمالهم
في الدنيا، والله سبحانه وتعالى يطلب منهم أن يكونوا حجارة أو حديداً، وهنا
أثني على المؤلفين في الاستشهاد بالإهانة؛ لأنه يرد هذا المثال في قضية
التعجيز في بعض الكتب البلاغية، الله سبحانه وتعالى يعني ينبغي أن يتأدب في
جانب أن يكون الغرض من هذا التعجيز من الله عز وجل لأولئك، لو أنهم بدلوا
كلمة التعجيز بقول إظهار العجز، غير التعجيز؛ لأن الله عز وجل لا يأمر بشيء
وهو يعرف أن المأمور به لا يستطيع أن يفعله ,لعدله جل وعلا، ولهذا حينما
قال الله عز وجل لأولئك: { كونوا حجارة أو حديداً } هو نوع من الإهانة لهم، هو إهانة لهم؛ لأنهم لم يلتزموا بأوامر الله عز وجل، ولم يطيعوا رسله، ولذلك هذه نتيجة الأمر، فقوله: { كونوا } الأمر من الله عز وجل لإهانتهم ولمزيد من إذلالهم نتيجة ما اقترفت أيديهم في دنياهم).
القارئ: (والإباحة: نحو: { كلوا واشربوا } ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (حينما نتأمل: { كلوا واشربوا }
لو أننا أخذنا هذا الأمر على ظاهره وأن الأمر فيه لطلب تنفيذ الأكل
والشرب، فهو من الله عز وجل، الله عز وجل يطلب منا أن نأكل ونشرب، لكن لو
كان الأمر على ظاهره، لكان الإنسان مطالباً أن يأكل أو يشرب في كل وقته،
ولهذا لا ينبغي أن يؤخذ مثل هذا الأمر على ظاهره ,وإنما يقال: هذا إباحة أن
تأكل وتشرب، الله سبحانه وتعالى يبيح لك الأكل والشرب، لكنه لا يلزمك
بالاستمرار عليهما على ما هو في ظاهر فعل الأمر، ولذلك فالإباحة هنا هي أن
تشعر بأن الأمر مباح لك فعله، لكنك لست ملزماً بالاستمرار عليه).
القارئ: (والامتنان: نحو: { كلوا مما رزقكم الله } ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هو
يلحظ أن مثل هذا (كلوا) و (كلوا) التي قبلها كانت للإباحة، وهذه للامتنان،
وهذا طبعاً يظهر من خلال عدد من الشواهد، حينما لحظنا أن الآية: { كلوا مما رزقكم الله }
الله سبحانه وتعالى رزقكم أشياء كثيرة، فكون المأكول مما رزقه الله عزوجل
للناس, كون ما يطلب الله عز وجل منالناس أن يأكلوا ممارزقهم إياه , فهذا لون
من الامتنان.
إذاً: السياق الذي ورد { مما رزقكم الله }
هو الذي دعا لأن يكون الغرض هو الامتنان، امتنان من الله على عباده أن
يطلب منهم أن لا يأكلوا فقط أن يأكلوا، وإنما يشعر أيضاً بأنه من رزقهم
أشياء كثيرة يمكن أن يأخذوا ما شاءوا منها).
القارئ: (والتخيير: نحو: (خذ هذا أو ذاك).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هنا
يلحظ أن التخيير (خذ هذا أو ذاك) يمكن أن يختلط على بعض المستمعين بالإباحة
: أي يباح لك أن تأخذ هذا أو ذاك , هل يصح أن نقول عن كل تخيير يصلح
للإباحة وكل إباحة تصلح للتخيير، هنا لا، هنا فيه فرق بين التخيير
والإباحة؛ لأن الإباحة يجوز للإنسان أن يجمع بين الشيئين المذكورين أو
الأشياء المذكورة.
أما التخيير : فهو يختار أحد
الأشياء المذكورة حينما يقول: (خذ هذا أو ذاك) لا يصح أن يجمع بين هذا وذاك
وإنما يأخذ هذا أو يأخذ ذاك.
ولهذا طبعاً هو الفرق بين
التخيير، فخذ فعل أمر، وما دخل عليه هذا الفعل لا يصح أن يجمع المأمور أو
المتلقي بين ما ورد بعد الفعل، وإنما يأخذ واحداً منه، الذي قبله أو الذي
بعده).
القارئ: (والتفريق: نحو { اصبروا أو لا تصبروا } ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (واضح أيضاً من خلال السياق، سياق الآية التي وردت بها هذه العبارة: { اصبروا أو لا تصبروا } أنهم إن صبروا أو لم يصبروا فهم سواء فيما سيكون مصيرهم، ولذلك لابد من استصحاب السياق العام لأنهم..... وغالب.
الآية التي ورد فيها: { اصبروا أو لا تصبروا }
يدل سياقها على أنه إن حصل صبر من هؤلاء المخاطبين أو لم يحصل لهم صبر،
فالأمر سواء، الحكم عليهم بأنهم لم يكونوا مننفذين لما طلب منهم في دنياهم.
وما يأتي للتسوية هو غالباً في
قضية الإنشاء عامة ,وربما يأتي في الاستفهام أنه سيق بكلمة سواء، أو ما
يشعر بها كما سنأخذ في موضوع الاستفهام: { سواء عليهم أأنذرتهم أم لم تنذرهم }.
أيضاً للتسوية يحصل: فالتسوية يمكن أن تكون في الأمر كما في: { اصبروا أو لا تصبروا } أو تكون في الاستفهام كما سنعرف في الدرس القادم إن شاء الله).
القارئ: (والإكرام: نحو: { ادخلوها بسلام } ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: ( { ادخلوها بسلام آمينن }
حتى يكون لفظ آمنين شاهداً على الإكرام لأنه كيف تكرم، حينما نقول: أٍدخل
المكان الفلاني فقط كلمة ادخل قد يكون أمر تعنيف، لكن حينما تقول: ادخل
بسلام آمن، هنا هذا فيه لون من التكريم؛ لأنك جمعت له بين أن يدخل في مكان
جيد ,وهنا المقصود به الجنة، وبسلام :سلامة من الآفات، وسلامةمن العذاب،
وسلامة من الأشياء التي يمكن أن لا تحد ,سلامة من كل ما يمكن أن يسهم في
عدم رضاه.
ويقول: (آمنين) أيضاً فيها جمع بين
السلامة والأمن وهذا غاية الإكرام؛ ولذلك ادخل هو الفعل، والسياق الذي يدل
على الإكرام هو كلمة (بسلام) و (آمنين) ).