الدروس
course cover
بم يعرف التنافر، ومخالفة القياس، وضعف التأليف، والتعقيد، والغرابة؟
10 Nov 2008
10 Nov 2008

8774

0

0

course cover
دروس البلاغة

القسم الأول

بم يعرف التنافر، ومخالفة القياس، وضعف التأليف، والتعقيد، والغرابة؟
10 Nov 2008
10 Nov 2008

10 Nov 2008

8774

0

0


0

0

0

0

0

بم يعرف التنافر، ومخالفة القياس، وضعف التأليف، والتعقيد، والغرابة؟


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ  (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (ويُعرَفُ التنافرُ بالذَّوْقِ، ومخالَفَةُ القِياسِ بالصرْفِ، وضَعْفُ التأليفِ والتعقيدُ اللفظيُّ بالنحْوِ، والغرابةُ بكثرةِ الاطِّلاعِ على كلامِ العربِ، والتعقيدُ المعنويُّ بالبيانِ، والأحوالُ ومقتضياتُها بالمعانِي.
فوَجَبَ على طالبِ البلاغةِ معرفةُ اللغةِ، والصرْفِ، والنحوِ، والمعاني، والبيانِ، معَ كونِه سليمَ الذوقِ، كثيرَ الاطِّلاعِ على كلامِ العرَبِ.(دروس البلاغة).

هيئة الإشراف

#2

11 Nov 2008

الحواشي النقية للشيخ: محمد علي بن حسين المالكي


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ  (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (ويُعرَفُ التنافرُ(1) بالذَّوْقِ، ومخالَفَةُ القياسِ بالصرْفِ، وضعْفُ التأليفِ والتعقيدُ اللفظيُّ بالنحْوِ، والغرابةُ بكثرةِ الاطِّلاعِ على كلامِ العربِ، والتعقيدُ المعنويُّ بالبيانِ، والأحوالُ ومقتضياتُها بالمعاني.
فوَجَبَ على طالبِ البلاغةِ معرفةُ اللغةِ والصرْفِ والنحوِ والمعاني والبيانِ، مع كونِهِ سليمَ الذوقِ كثيرَ الاطِّلاعِ على كلامِ العرَبِ).
_________________
قال الشيخ محمد علي بن حسين بن إبراهيم المالكي (ت: 1368هـ): ( (1) قولُه: (التنافُرُ)، أيْ: بنوعَيْه: تنافرِ الحروفِ وتنافُرِ الكلماتِ).

هيئة الإشراف

#3

14 Nov 2008

دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ  (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (ويُعرَفُ التنافرُ بالذَّوْقِ، ومخالَفَةُ القِياسِ بالصرْفِ، وضَعْفُ التأليفِ والتعقيدُ اللفظيُّ بالنحْوِ، والغرابةُ بكثرةِ الاطِّلاعِ على كلامِ العربِ، والتعقيدُ المعنويُّ بالبيانِ، والأحوالُ ومقتضياتُها بالمعانِي.
فوَجَبَ على طالبِ البلاغةِ معرفةُ اللغةِ والصرْفِ والنحوِ والمعاني والبيانِ، معَ كونِه سليمَ الذوقِ، كثيرَ الاطِّلاعِ على كلامِ العرَبِ).

هيئة الإشراف

#4

20 Nov 2008

حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني


قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ  (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): ( (وَيُعْرَفُ التنافُرُ(1) بالذَّوْقِ(2)، و(3) مُخَالَفَةُ القياسِ(4) بالصَّرْفِ(5)، وضعفُ التأليفِ والتعقيدُ اللفظيُّ بالنَّحْوِ(6)، والغرابةُ بكثرةِ الاطلاعِ على كلامِ العربِ(7)، والتعقيدُ المعنويُّ بالبيانِ(8) والأحوالُ ومُقْتَضَيَاتُهَا(9) بالمعاني (10).
فَوَجَبَ على طالبِ البلاغةِ مَعْرِفَةُ(11) اللغةِ، والصَّرْفِ، والنَّحْوِ، والمعاني، والبيانِ(12) مع كَوْنِهِ(13) سَلِيمَ الذَّوْقِ(14)، كثيرَ الاطلاعِ على كلامِ العربِ(15). ) (دروس البلاغة)
________________________
قال الشيخ علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي (ت: 1410هـ): ( (1 ) ( ويُعْرَفُ التنافُرُ ) سواءً كان تنافُرَ حروفٍ أو كلماتٍ.
( 2 ) ( بالذوقِ ) الصحيحِ، وهو قُوَّةٌ غريزيَّةٌ لها اختصاصٌ بإدراكِ لَطَائِفِ الكلامِ ومَحَاسِنِهِ الخَفِيَّةِ، وَتَحْصُلُ بِمُمَارَسَةِ كلامِ أَئِمَّةِ الكتابِ والتَّفَطُّنِ لخواصِّ مَعَانِيهِ وَتَرَاكِيبِهِ، وأيضا تَحْصُلُ بِتَنْزِيهِ العقلِ والقلبِ عَمَّا يُفْسِدُ الآدابَ والأخلاقَ.
( 3 ) ( و ) تُعْرَفُ
( 4 ) ( مُخَالَفَةُ القِيَاسِ ) فِي بِنْيَةِ الكلمةِ.
( 5 ) ( بِـ ) عِلْمِ ( الصرْفِ ) لأنَّ الصَّرْفِيِّينَ يَذْكُرونَ القواعدَ القياسيَّةَ وَبِجَانِبِها الألفاظُ الشواذُّ الثابتةُ فِي اللغةِ، ويقولونَ: إِنَّهَا شَاذَّةٌ، فَيُعْلَمُ منهُ أنَّ ما لمْ يَأْتِ على تلكَ القواعدِ، وأنَّ مَا عَدَا هذهِ الألفاظَ خلافُ القياسِ.
( 6 ) ( و ) يُعْرَفُ ( ضَعْفُ التأليفِ والتعقيدُ اللفظيُّ بـِ ) عِلْمِ النَّحْوِ؛ لأنَّ النحويينَ يَذْكُرونَ القواعدَ المشهورةَ، وما هو الأصلُ وما هو خلافُ الأصلِ، وأنَّ الأصلَ تقديمُ الفاعلِ على المفعولِ، وأنَّ تقديمَ المفعولِ على خلافِ الأصلِ، وأنَّ الأصلَ تقديمُ المُسْتَثْنَى منهُ على المُسْتَثْنَى، وأنَّ عكسَ ذلكِ خلافُ الأصلِ، وحينئذٍ يُعْرَفُ بالنَّحْوِ أنَّ الكلامَ الجَارِيَ على خلافِ القانونِ المشهورِ ضعيفُ التأليفِ، وأنَّ الكلامَ الذي وَقَعَ فيهِ كثرةُ مخالفةِ الأصلِ عَسِرُ الدلالةِ ومُعَقَّدٌ.
( 7 ) ( و ) تُعْرَفُ ( الغرابةُ بكثرةِ الاطلاعِ على كلامِ العربِ ) والإحاطةِ بمعاني المفرداتِ المَأْنُوسَةِ، وهذا يَحْصُلُ بِتَتَبُّعِ الكُتُبِ المُتَدَاوَلَةِ فِي عِلْمِ مَتْنِ اللغةِ، وممارسةِ ما دُوِّنَ فيها؛ فَيَعْلَمُ أَنَّ مَا عَدَاهُمَا مِمَّا يَفْتَقِرُ إلى التفتيشِ فِي الكُتُبِ المبسوطةِ التي لمْ تُخَصَّ بالمشهورِ، أو إلى تخريجٍ على وجهٍ بعيدٍ غيرِ سالمٍ مِن الغرابةِ؛ لأنَّ الأشياءَ تَتَبَيَّنُ بِأَضْدَادِهَا.
( 8 ) ( و ) يُعْرَفُ ( التعقيدُ المعنويُّ بـِ ) عِلْمِ ( البيانِ ) لأنَّهُ موضوعٌ لايرَادِ المعنى بِطُرُقٍ مختلفةٍ فِي الوضوحِ والخفاءِ، وحينئذٍ يُعْلَمُ بهِ أنَّ الكلامَ المجازيَّ أو الكِنَائِيَّ إذا صَعُبَ فَهْمُ معناهُ لخفاءِ القرائنِ بِعَدَمِ جريانِهِ على أسلوبِ البُلَغَاءِ مُعَقَّدٌ غيرُ فصيحٍ.
( 9 ) ( و ) تُعْرَفُ ( الأحوالُ ومُتْقَضَيَاتُهَا ) وأنَّ الكلامَ بليغٌ طابقَ مُقْتَضَى الحالِ
( 10 ) ( بِـ ) عِلْمِ ( المعانِي ) لأنَّهُ موضوعٌ لبيانِ الأحوالِ التي بها يُطَابِقُ اللفظُ مقتضياتِها، فَيُعْلَمُ بهِ أنَّ الكلامَ حالةَ مطابقَتِهِ مُقْتَضَى الحالِ بليغٌ، وحالةَ عَدَمِ المطابقةِ ليس بِبِلَيغٍ.
( 11 ) ( فَوَجَبَ على طالبِ البلاغةِ مَعرفةُ ) العلومِ الخمسةِ.
( 12 ) ( اللغةِ والصرفِ والنحوِ والمعاني والبيانِ ) جَمِيعُهَا تَتَعَلَّقُ بالبلاغةِ إلاَّ أنَّ تَعَلُّقَ مجموعِ عِلْمَيِ المعاني والبيانِ بِهَا أَزْيَدُ؛ لأَنَّ البلاغةَ كما سَبَقَ مطابقةُ الكلامِ لِمُقْتَضَى الحالِ، وبِعِلْمِ المعاني يُعْرَفُ مَا بهِ تَحْصُلُ تلكَ المطابقةُ، وكذا عِلْمُ البيانِ، فإنَّ المقصودَ بالذاتِ منهُ تَمْيِيزُ السالمِ مِن التعقيدِ المعنويِّ مِن المُشْتَمِلِ عليهِ، وهو مِمَّا تَتَوَقَّفُ عليهِ البلاغةُ.
وأمَّا الثلاثةُ الباقِيَةُ وإنْ تَوَقَّفَت البلاغةُ على مَفَادِهَا فإنَّ المقصودَ بالذاتِ مِن النحوِ البحثُ عن اللفظِ مِن حيثُ الإعرابُ والبناءُ، ومِن الصرفِ البحثُ عنهُ مِن حيثُ الصِحَّةُ والإعلالُ، ومِن عِلْمِ مَتْنِ اللغةِ بيانُ معناهُ الموضوعِ لَهُ، ولهذا سَمَّوا عِلْمَي المعانِي والبيانِ عِلْمَ البلاغةَ، ثم احْتَاجُوا لمعرفةِ الاَوْجُهِ التي تَزِيدُ الكلامَ حُسْناً وَتَكْسُوهُ رِقَّةً ولَطَافَةً بعدَ رعايةِ مطابقتِهِ، فوضَعوا لذلكَ عِلْمَ البديعِ، وبهذا كان مجموعُ البلاغةِ ثلاثةَ علومٍ.
( 13 ) ( مع كونِهِ ) أي: طالبِ البلاغةِ.
( 14 ) ( سَلِيمَ الذوْقِ ) لِيَحْكُمَ بأنَّ ما عَدَّهُ ذوقُهُ ثقيلاً مُتَعَسِّرَ النطقِ، فهو متنافرٌ، ومَا لاَ فَلاَ.
( 15 ) ( كثيرَ الاطلاعِ على كلامِ العربِ ) لَيَغْلِبَ على ظَنِّهِ ما هو غريبٌ من الألفاظِ, وما هو سالمٌ مِن الغرابَةِ).‌

هيئة الإشراف

#5

3 Dec 2008

شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري


قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (ويُعرَفُ التنافُرُ بالذوْقِ: المقصودُ منْ هذا الكلامِ بيانُ ما يُحتاجُ إليه في حُصولِ البلاغةِ من العلومِ وغيرِها؛ ليَعْلَمَها طالبُ البلاغةِ وَيُحَصِّلَها، فيُمْكِنُ لهُ حصولُ البلاغةِ. وتفصيلُ ذلكَ أنَّهُ قدْ عُلِمَ مِمَّا ذُكِرَ منْ تعريفِ البلاغةِ بأنَّها مطابَقَةُ الكلامِ لمُقْتَضَى الحالِ معَ فصاحَتِه، أنَّهُ لا بدَّ في حُصولِ البلاغةِ منْ شَيْئَيْنِ:
أحدُهما: معرفةُ الأسبابِ الْمُخِلَّةِ بالفصاحةِ ؛ ليُحْتَرَزَ بهذهِ المعرفةِ عنْ إيرادِ الكلامِ غيرَ فصيحٍ؛ لأنَّهُ متى فُقِدَ الاحترازُ عنْ واحدٍ منْ تلكَ الأسبابِ انْتَفَت الفصاحةُ فانْتَفَت البلاغةُ أيضًا لِمَا عَلِمْتِ منْ كونِ الفصاحةِ شَرْطًا لتحَقُّقِ البلاغةِ .
والثاني: معرفةُ الأحوالِ ومقتضياتِها ضرورةَ أنَّ إيرادَ الكلامِ مطابِقًا لِمُقْتَضَى الحالِ لا يَتَأَتَّى بدونِ هذه المعرِفةِ .
والأسبابُ الْمُخِلَّةُ بالفصاحةِ أمورٌ؛ بعضُها يُعْرَفُ بعِلْمٍ، وبعضُها بعلْمٍ آخَرَ، وبعضُها لا يُعْلَمُ بعلْمٍ أصلًا، بلْ بالذَّوْقِ على ما قالَ: ويُعْرَفُ التنافُرُ بالذوْقِ، أيْ: على ما هوَ الْمَذْهَبُ الصحيحُ منْ أنَّ كلَّ ما عَدَّهُ الذوقُ السليمُ ثقيلًا مُتَعَسِّرَ النطْقِ فهوَ مُتنافِرٌ، ولا مَدْخَلَ فيهِ لقُرْبِ الْمَخارِجِ أوْ بُعْدِها على ما قيلَ، والذوْقُ قُوَّةٌ للنفْسِ بها يُدْرَكُ لَطَائِفُ الكلامِ ووجوهُ تحسينِه، وهوَ سَلِيقِيٌّ كما للعربِ العُرَبَاءِ، وكَسْبِيٌّ كما لِلْمُوَلَّدِينَ الْمُمارِسِينَ كلامَ بُلَغَاءِ العربِ الْمُزَاوِلِينَ بنِكَاتِهِمْ وأسرارِهم .
ومخالَفةُ القياسِ يُعرَفُ بالصرْفِ: إذْ بهِ يُعْرَفُ أنَّ مَوْدَدَةً في قولِه:
ما لي في صدورِهم مِنْ مَوْدَدَةْ
مخالِفٌ للقياسِ؛ لأنَّ منْ قواعدِهم أنَّ الْمِثْلَيْنِ إذا اجْتَمَعَا في كلمةٍ، وكان الثاني منهما متَحَرِّكًا ولمْ يكُنْ زائدًا لِغَرَضٍ، وجَبَ الإدغامُ .
وضَعْفُ التأليفِ والتعقيدُ اللفظيِّ يُعْرَفُ كلٌّ منهما بالنحْوِ: أَمَّا الأوَّلُ فظَاهِرٌ. وأمَّا الثاني؛ فلأنَّ سببَه إِمَّا ضَعْفُ التأليفِ أو اجتماعُ أمورٍ مخالِفَةٍ للأصْلِ، والنحوُ يُبَيِّنُ ما هوَ الأصْلُ، وما هوَ خِلافُه .
والغرابةُ يُعْرَفُ بكثرةِ الاطِّلاعِ على كلامِ العَرَبِ؛ لأنَّ مَنْ تَيَسَّرَ لهُ كثرةُ الاطِّلاعِ على كلامِهم حَصَلَ لهُ الإحاطةُ بالألفاظِ الْمَأْنُوسَةِ، وعَلِمَ أنَّ ما عدَاها مِمَّا هوَ غيرُ ظاهِرِ الدَّلالةِ على المعنى الموضوعِ لهُ فهوَ غريب ٌ.
والتعقيدُ المعنويُّ يُعْرَفُ بالبيانِ: إذْ بهِ يُعْرَفُ اختلافُ طُرُقِ الدَّلالةِ في الوضوحِ، وتمييزُ السالِمِ عن التعقيدِ المعنويِّ من المشتَمِلِ عليهِ .
والأحوالُ وَمُقْتَضَيَاتُها يُعْرَفُ بالمعانِي: وهذا ظاهِرٌ منْ تعريفِه الآتِي عنْ قريبٍ .
فوَجَبَ على طالبِ البلاغةِ معرفةُ اللغةِ والصرْفِ والنَّحْوِ والمعانِي والبيانِ كلِّها، معَ كونِه سَلِيمَ الذَّوْقِ كثيرَ الاطِّلاعِ على كلامِ العرَبِ، إلَّا أنَّ تَعَلُّقَ المعاني والبيانِ بالبلاغةِ لَمَّا كانَ أَزْيَدَ منْ تَعَلُّقِ غيرِهما بها لأنَّهُما لا يَبْحَثَانِ إلَّا عمَّا يَتَعَلَّقُ بالبلاغةِ سَمَّوْا هذينِ العِلْمَيْنِ بالبلاغةِ. ولَمَّا كان موضوعُ علْمِ البيانِ أَخَصَّ تَحَقُّقًا منْ موضوعِ علْمِ المعاني، ونازلًا منهُ مَنْزِلَةَ الشُّعْبَةِ من الأصْلِ؛ لأنَّ المعانيَ يَبْحَثُ عن الألفاظِ منْ حيثُ دَلالتُها على الخواصِّ، سواءٌ كانتْ مُستعمَلَةً في المدلولاتِ الوَضْعِيَّةِ وَالْعَقْلِيَّةِ، والبيانِ عن الألفاظِ الْمُستعمَلَةِ في المدلولاتِ العقليَّةِ منْ حيثُ تَفَاوُتُها في الجلاءِ والْخَفاءِ؛ قَدَّمَ المعانيَ على البيانِ فقالَ:...).

هيئة الإشراف

#6

26 Dec 2008

شرح دروس البلاغة للشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)


قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: (ويعرف التنافر بالذوق، التنافر بين الكلمات إنما يعرف بالذوق اللغوي، وتعرف مخالفة القياس بالصرف والنحو ليس بالصرف فقط؛ بل بالصرف والنحو أيضا، ويعرف ضعف التأليف والتعقيد اللفظي بالنحو، وتعرف الغرابة بكثرة الاطلاع على كلام العرب، فالتعقيد المعنوي يزول بالبيان , ومعرفة الأحوال التي يتكلم فيها الإنسان مقتضياتها يعرف بالمعاني، فعلم أن البلاغة إذن ثلاثة أقسام:
- ما يقتضى إزالة للخطأ في التعبير , بأن يكون الكلام مناسبا لمقتضى الحال، فهذا هو علم المعاني.
- وما يقتضى إزالة للتعقيد فهذا هو علم البيان.
- وما يقتضي تحسينا للكلام فهذا هو البديع.
فوجب على طالب البلاغة معرفة اللغة والصرف والنحو، والمعاني والبيان , مع كونه سليم الذوق , أي: أن يكون سليم الذوق , كثير الاطلاع على كلام العرب.
بعد هذا قال: علم المعاني هو العلم الأول من هذه العلوم , وهو في الواقع ثمانية أبواب، لكن كتابنا لم يأت على كلها:
فالباب الأول: باب الإسناد الخبري.
والباب الثاني: باب المسند إليه.
والباب الثالث: باب المسند.
والباب الرابع: باب متعلقات الفعل.
والباب الخامس: باب الإنشاء.
والباب السادس: باب القصر.
والباب السابع: باب الوصل والفصل.
والباب الثامن: باب المساواة والإيجاز والإطناب).

هيئة الإشراف

#7

19 Mar 2010

شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)


القارئ: (ويعرف التنافر بالذوق ومخالفة القياس بالصرف، وضعف التأليف والتعقيد اللفظي بالنحو والغرابة بكثرة الاطلاع على كلام العرب والتعقيد المعنوي بالبيان والأحوال ومقتضياتها بالمعاني، فوجب على طالب البلاغة معرفة اللغة والصرف والنحو والمعاني والبيان مع كونه سليم الذوق كثير الإطلاع على كلام العرب).

قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (ثم شرع المؤلفون بتعداد العناصر التي مرت:
التنافر.
ومخالفة القياس.
وضعف التأليف والغرابة والتعقيد المعنوي.
كل أو طالب العلم للصرف والنحو والبلاغة والبيان بمعانيها وبيانها، وهنا أجيب عن ما أشرت إليه في أول الحديث وهو قضية لماذا جعل البلاغيون الحديث عن الفصاحة والبلاغة مقدمة للعلوم وليس داخلة في واحد من هذه العلوم ؟
الحقيقة أنهم أرادوا أن يربطوا علوم العربية ببعضها، لو لاحظنا أن الحديث عن الفصاحة شمل علوم العربية التي سميناها في الدرس السابق علوم الصحة، على مستوى المفردة وعلى مستوى الكلام، وعلى مستوى المتكلم وقدرته فكل من يريد أن تتحقق فيه صفة الفصاحة فعليه أن يجيد علوم العربية التي يمكن أن ترشده إلى صحة الكلام، والبلاغة هي طبعاً المحاولة لاستثمار المواد الأولية الموجودة في الفصاحة وتطبيقها على المعاني والأحوال والمقامات المختلفة بقدرة واضحة وهبها الله عز وجل للمتكلم وهنا لعلي أختم الحديث بأن الوسيلة المثلى التي يمكن للإنسان أن يكتسب فيها صفة الفصاحة والبلاغة هي الدربة وتعويد النفس والثروة اللغوية الضخمة، ولعل من أهم ما يكسب هذه الثروة هو حفظ النصوص الشرعية من كلام الله جل وعلا في كتابه العزيز ومن حديث الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ ما صح من حديثه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّمَ وشعر العرب ونثرهم مما يحمل من المعاني التي يمكن أن ترشد والقوالب اللفظية التي تعين الإنسان على أن يعبر عما يشاء بقدرة فائقة يمكن أن تكسبه هذا، فالإنسان قد تكون لديه بعض العيوب الصوتية يستطيع أن يتغلب عليها من خلال معرفة أو من خلال تكرار النطق لبعض الأشياء التي تصعب عليه، فيتجاوز ذلك بمشيئة الله عز وجل، وقديماً كانوا يقولون أن بعض الفصحاء كان يضع بعض الحصى الصغيرة في فمه حتى يستطيع أن ينطق بعض المفردات دون الحاجة إلى بعض المواضع في ذلك، ومما يقال عن عمر بن الخطاب رَضِيَ اللهُ عنه أنه كان ينطق الضاد من أي شدقيه شاء رحمه الله ورضي عنه وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد.


الأسـئلة:

السؤال: بارك الله فيك ونفع الله بكم، ونفع بعلمكم فضيلة الشيخ كلمة الفصاحة يستخدمها العامة وقد يريدون بها فصاحة الصوت فهل هذا المعنى مراد في علم البلاغة؟

قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (نعم، هو واحد من الأشياء المرادة وليس هو المراد، لأنه هو جزء من المراد، لو أنك لحظت قضية التنافر، تنافر الكلمات هو دليل على عدم القدرة على الانسياق وراء النطق الصحيح.

إذاً: أي شيء يسهم في الإخلال بالنطق أو التداخل بين بعض الأصوات يسهم بلا شك في عدم الفصاحة، ولذلك يقولون عن واصل بن عطاء أنه كان يتجنب نطق الراء في كلامه لماذا؟

لأن لدغته بالراء كانت شديدة جداً وقبيحة، يعني يمكن أن تسهم في إضحاك الناس عليه، ولذلك كان يبدع في تجنبها في كلامه وكانت عنده قدرة عجيبة لولا ثروته اللغوية ما استطاع والعبارات الكثيرة التي كانت تقال له معروفة ومتداولة عند الناس لما قيل له: (اطرح رمحك واركب فرسك) قيل له قل: (اطرح رمحك واركب فرسك) فقال مباشرة: (ألقِ قناتك واعل جوادك) مباشرة دون أن يتوقف لحظة واحدة وحينما قيل كذا (حفرت بئر في الصحراء) ذكر كلاماً، مثلاً قوله لبشار بن برد، شف، بشار بن برد هجاه، لأن بشاراً كان يعرف أنه لا يستطيع أن ينطق اسمه، يأمن أنه لا ينطق اسمه ولهذا هجاه قال: (أما كان لهذا الأعمى المشنف، الأعمى المكنى بأبي معاذ -طبعاً يريد أن يخرج- من يبعج بطنه... إلى آخر العبارة التي ذكر) فهذه قدرة من واصل بن عطاء في تجنبه، ولا شك أن ما أشرت إليه في سؤالك هو واقع، وأن الفصاحة هي أن ينطق المتكلم أصوات العربية من مخارجها الصحيحة وهذا جزء مما يحقق الفصاحة.


سؤال: بارك الله فيكم، هل نفهم من هذا أن الفصاحة هي المرتبة الأولى من مراتب البلاغة؟

قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (أشرت في الحديث أن البلاغة هي أعم: بحيث لا يمكن أن يطلق على الكلام بأنه بليغ حتى تتحقق فيه الفصاحة، فإذا تحققت الفصاحة يمكن أن يكون الكلام بليغاً، لكن يمكن أن يكون الكلام فصيحاً لكنه ليس ببليغ لماذا؟

لأنه كما قلت إذا لم يراع المقام فعندئذٍ الفصاحة تحافظ على وجودها لكنها لا تتحقق البلاغة؛ لأن البلاغة ترتبط تريد فصاحة وزيادة، لأن البلاغة تزيد على أن هذا الكلام الجميل المنطوق الصحيح الخالي من العيوب، لكن يقال في موضعه لو جاء إنسان على أناس في حالة عزاء وقال قصيدة في الغزل، حتى وإن كانت من عيون الشعر إلا أنها تكون سقطة كبيرة جداً؛ لأنه لم يراع المقام.


سؤال: بارك الله فيكم، هل يحسن للناظم أن يخالف القياس أحياناً للاستعذاب؟

قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (الأغلب أن القياس لا يخالف الاستعذاب لكن ربما يكون السبب أن المخالفة تكون مؤدية إلى إيقاعٍ جميل، هذا في حينه، لا تكون قاعدة مطردة، لكن قد تفسر في حينها، ولذلك يخطئ كثير من البلاغيين حينما يصف بعض الفواصل في كتاب الله جل وعلا بأنها قيلت بهذه الصيغة مراعاة للفاصلة فمثلاً كقول الله عز وجل: {والضحى، والليل إذا سجى، ما ودعك ربك وما قلى } لاحظ طبعاً ليس هناك خطأ حتى يخالف، لكن هنا حذف المفعول في قلى أصله قلاك فلماذا؟ هل قلى حتى تكون مثل ضحى وسجى؟ لا، وإنما هناك وراء ذلك معنى من المعاني يمكن أن يتحقق من ورائه قضية الجانب الإيقاعي وجانب الجرس الذي يمكن أن يحصل من خلال السماع، فإذا كانت على مستوى، لا مخالفة فيها وإنما اختيرت لفظة دون لفظة ليتحقق ذلك، فهذا جيد، لكن أحياناً كما حصل مما يروى عن صاحب ابن عباد حينما قال:

أيها القاضي بِقُم وفكر يكمل العبارة بأي عبارة فقال قد عزلناك فقم، لأنه يريد التورية والتجنيس في وقت واحد فراح القاضي ضحية (سجعة) كما يقولون.

فينبغي ألاّ تتحول الصنعة اللفظية إلى غاية بل هي وسيلة.


سؤال: بارك الله فيكم، ما رأيكم في المزج بين لغات العرب لطالب علم العربية في نظمه ونثره (لهجات العرب) ؟

قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (شرط الفصاحة ألاّ يكون المعنى موهماً أو ملبساً أن يمزج نعم من الأشياء العامة التي يفهمها الناس والتي لا تخل بإدراك المتلقي للمعنى، فلو أن لهجة من اللهجات تضمنت معنى مثلاً اقفز الكلمة المشهورة إذا قالها وهو يريد اجلس فهذه مشكلة لأن الناس يفهمون خلاف ما يريد، الآن عندنا في عصرنا تستخدم بعض الكلمات في بعض البيئات العربية لها دلالات مختلفة، السبب في ذلك أن البيئة ربما تكسب لفظاً من الألفاظ معنى عرفي، تكسب معنى عرفياً له فمثلاً كلمة العافية في المغرب العربي يرون أنها بمعنى النار فإذا سألت الله عز وجل لواحد من الناس تقول أسأل الله لك العافية كأنك تشتمه، بينما لو تقول هذا الكلام لنا نحن ندعو لك بأنك تكرر هذا الكلام كثيراً، كلمة (أكرمكم الله) تقال في الشام لها دلالة جميلة جداً، لها عندنا دلالة سيئة وقبيحة، مثلاً كلمة (بيارة) عندهم بمعنى ...

(هنا انقطع الشريط).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#8

29 Oct 2018

الكشاف التحليلي 

- ملخص العيوب التي تمنع فصاحة الكلام وبلاغته
- وسائل معرفة عوامل الفصاحة والبلاغة
- وسيلة معرفة "التنافر"
- وسيلة معرفة "مخالفة القياس"
- وسيلة معرفة "ضعف التأليف" و"التعقيد اللفظي"
- وسيلة معرفة "الغرابة"
- وسيلة معرفة التعقيد المعنوي
- وسيلة معرفة الأحوال ومقتضياتها
- الملكات التي يحتاجها طالب البلاغة