10 Nov 2008
1: فصاحة الكلمة
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (1- ففصاحةُ الكلمةِ: سلامتُها منْ تَنافُرِ الحروفِ، ومخالَفَةِ القياسِ، والغرابةِ.
فتَنافُرُ الحروفِ: وصْفٌ في الكلمةِ يُوجِبُ ثِقَلَها على اللسانِ، وعُسْرَ النُّطْقِ بها، نحوُ:(الظَّشِّ) للموضِعِ الْخَشِنِ، و(الْهُعْخُعِ) لنباتٍ تَرعاهُ الإبلُ، و(النُّقَاخِ) للماءِ العذْبِ الصافِي، و(المُسْتَشْزَرِ) للمفتولِ.
ومخالَفةُ القياسِ: كونُ الكلمةِ غيرَ جاريةٍ على القانونِ الصَّرْفيِّ، كجَمْعِ (بُوقٍ) على (بُوقاتٍ) في قولِ المتنبِّي:
فإنْ يكُ بعضُ الناسِ سيفًا لدولةٍ = ففي الناسِ بُوقاتٌ لها وطبولُ
إذ القياسُ في جَمْعِه للقِلَّةِ(أبواقٌ). وكـ (مَودَدَةٍ) في قولِه:
إنَّ بَنِيَّ لَلِئَامٌ زَهَدَهْ ....... ما ليَ في صدورِهم مِنْ مَوْدَدَهْ
والقياسُ: (موَدَّةٌ) بالإدغامِ.
والغرابةُ: كونُ الكلمةِ غيرَ ظاهرةِ المعنى، نحوُ: (تَكَأْكَأَ) بمعنى: اجتمَعَ، و(افْرَنْقَعَ) بمعنى: انصرَفَ، و(اطْلخَمَّ) بمعنى: اشتدَّ).
الحواشي النقية للشيخ: محمد علي بن حسين المالكي
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (1- ففصاحةُ الكلمةِ سلامتُها من تَنافُرِ الحروفِ ومخالَفَةِ القياسِ والغرابةِ،
فتَنافُرُ الحروفِ وَصْفٌ في الكلمةِ يُوجِبُ ثِقَلَها على اللسانِ
وعُسْرَ النُّطْقِ بها، نَحْوُ الظَّشِّ للموْضِعِ الْخَشِنِ، والْهَعْخَعِ
لنباتٍ تَرْعَاه الإبلُ، والنُّقَاخِ للماءِ العذْبِ الصافي،
والْمُسْتَشْزَرِ لِلْمَفْتُولِ.
ومخالَفَةُ القياسِ كونُ الكلمةِ(2) غيرَ جاريةٍ على القانونِ الصرفيِّ(3)، كجمْعِ بُوقٍ على بُوقاتٍ في قولِ المتنبِّي:
فإن يكُ بعضُ الناسِ سيفًا لِدَوْلةٍ ...... ففي الناسِ بُوقاتٌ لها وطُبولُ
إذ القياسُ في جمعِه للقلَّةِ أبواقٌ. وكمَوْددَةٍ في قولِهِ:
إِنَّ بنـيَّ لَلِئـامٍ زَهِــدَهْ ........ما لي في صـدورِهم مِـن مَوْدَدَهْ
والقياسُ مَوَدَّةٌ بالإدغامِ.
والغرابةُ كونُ الكلمةِ غيرَ ظاهِرةِ المعنى(4)، نحوُ تَكَأْكَأَ بمعنى اجتَمَعَ، وافْرَنْقَعَ بمعنى انصَرَفَ، واطْلَخَمَّ بمعنى اشتَدَّ.
___________________
قال الشيخ محمد علي بن حسين بن إبراهيم المالكي (ت: 1368هـ): ((1) قولُه: (سلامتُها من تَنافُرِ الحروفِ إلخ)، أي: عدَمِ الاتِّصافِ بكلِّ واحدٍ من الثلاثةِ، فحَيْثُما وُجِدَ واحدٌ من الثلاثةِ في الكلمةِ كانت غيرَ فصيحةٍ.
(2) قولُه: (غيرَ جاريةٍ على القانونِ الصَّرْفيِّ)،
أي: قانونِ مفرَداتِ الألفاظِ الموضوعةِ، بأن تكونَ الكلمةُ على خِلافِ ما
ثَبَتَ عن الواضِعِ ولم يُهْجَرْ، سواءٌ كان موافِقًا للقياسِ التصريفيِّ
كقامَ ومَدَّ، أو مخالِفًا كماءٍ وآلٍ وعَوَرٍ وقَطَطٍ. وبالجملةِ أنَّ
الموافِقَ لما ثَبَتَ عن الواضِعِ ولم يُهْجَرْ فصيحٌ، ولو خالَفَ القياسَ
التصريفيَّ، والمخالِفَ لما ثَبَتَ عنه ولم يُهجَرْ غيرُ فصيحٍ، كبُوقاتٍ
ومَوْدَدَةٍ، واللَّهُ أعلَمُ.
(3) قولُه: (غيرَ ظاهرةِ المعنى)، فتَحتاجُ معرفتُها إلى تفتيشٍ عنها في كُتِب اللغةِ المبسوطةِ. وبَقِيَ قِسمٌ ثانٍ، وهو كونُ الكلمةِ غيرَ مألوفةِ الاستعمالِ عندَ العرَبِ العُرَبَاءِ، فتَحتاجُ معرفتُها إلى تخريجٍ لها على معنًى بعيدٍ، نحوُ مُسْرَجٍ في قولِ العجَّاجِ:
* وفاحمًا ومَرْسَنًا مُسْرَجًا * فإنَّهُ لم يُعرَفْ ما أَرادَ بقولِه مسْرَجًا، حتَّى اخْتُلِفَ في تخريجِه، فقيلَ: هو من قولِهم في السيوفِ: سُرَيْجِيَّةٌ، منسوبةٌ إلى قَيْنٍ أيْ حدَّادٍ يقالُ له سُرَيْجٌ، يُريدُ أنه في الدِّقَّةِ والاستواءِ كالسيفِ السُّرَيْجِيِّ، وقيلَ: من السِّرَاجِ، يريدُ أنه في البريقِ واللمعانِ كالسِّراجِ).
دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (1- ففصاحةُ الكلمةِ: سلامتُها منْ تَنافُرِ الحروفِ، ومخالَفَةِ القياسِ، والغرابةِ.
فتَنافُرُ الحروفِ: وصْفٌ في الكلمةِ يُوجِبُ ثِقَلَها على اللسانِ، وعُسْرَ النُّطْقِ بها، نحوُ: (الظَّشِّ) للموضِعِ الْخَشِنِ، و(الْهُعْخُعِ) لنباتٍ تَرعاهُ الإبلُ، و(النُّقَاخِ) للماءِ العذْبِ الصافِي، و(المُسْتَشْزَرِ) للمفتولِ.
ومخالَفةُ القياسِ: كونُ الكلمةِ غيرَ جاريةٍ على القانونِ الصَّرْفيِّ، كجَمْعِ (بُوقٍ) على (بُوقاتٍ) في قولِ المتنبِّي:
فإنْ يكُ بعضُ الناسِ سيفًا لدولةٍ ....... ففي الناسِ بُوقاتٌ لها وطبولُ
إذ القياسُ في جَمْعِه للقِلَّةِ (أبواقٌ).
وكـ (مَودَدَةٍ) في قولِه:
إنَّ بَنِيَّ لَلِئَامٌ زَهَدَهْ ....... ما ليَ في صدورِهم مِنْ مَوْدَدَهْ
والقياسُ: (موَدَّةٌ) بالإدغامِ.
والغرابةُ: كونُ الكلمةِ غيرَ ظاهرةِ المعنى، نحوُ: (تَكَأْكَأَ) بمعنى: اجتمَعَ، و(افْرَنْقَعَ) بمعنى: انصرَفَ، و(اطْلخَمَّ) بمعنى: اشتدَّ).
حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (1- فَفَصَاحَةُ الكلمةِ سَلاَمَتُهَا مِن(1) تَنَافُرِ الحروفِ، ومُخَالفةِ القياسِ(2)، والغرابةِ،(3) فَتَنَافُرُ الحروفِ وَصْفٌ في الكلمةِ يُوجِبُ ثِقَلَهَا(4) على اللسانِ(5) وَعُسْرَ النطقِ بها(6)،
نحوُ الظَّشِّ للموضعِ الخَشِنِ(7)، والْهِعْخِعِ(8) لِنباتٍ(9) تَرْعَاهُ(10) الإبلُ(11)، و(12) النُّقَاخِ(13) للماءِ العَذْبِ(14) الصَّافِي(15)، والمُسْتَشْزِرِ للمَفْتُولِ(16).
ومُخَالَفَةُ القياسِ كونُ الكلمةِ غيرَ جاريةٍ على القانونِ الصرفِيِّ(17)، كَجَمْعِ بُوقٍ على بُوقَاتٍ في قَوْلِ(18) المُتَنَبِّي(19):
فَإِنْ يَكُ بَعْضُ النَّاسِ سَيْفاً لِدَوْلَةٍ فَفِي النَّاسِ بُوقَاتٌ لَهَا(20) وَطُبُولُ
إذِ القياسُ في جَمْعِهِ (21) للقلةِ أَبْوَاقٌ(22)، وَكَمَوْدَدَةٍ(23) في قولِهِ(24):
إنَّ بَنِيَّ(25) لَلِئَامٌ(26) زَهَدَهُ مَالِيَ فِي صُدُورِهِمْ مِن مَوْدَدَه(27)
والقياسُ مَوَدَّةٌ بالإدغامِ(28).
والغرابَةُ(29): كَوْنُ الكلمةِ غيرَ ظاهرةِ المعنى(30), نحو تَكَأْكَأَ بمعنى: اجْتَمَعَ, وافْرَنْقَعَ بمعنى انْصَرَفَ(31)، واطْلَخَمَّ بمعنى اشْتَدَّ(32).
_______________________
قال الشيخ علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي (ت: 1410هـ): (( 1 ) ( ففصاحةُ الكلمةِ سلامَتُهَا مِن ) كلِّ واحدٍ من العيوبِ الثلاثَةِ.
( 2 ) ( تَنَافُرِ الحروفِ ومخالفةِ القياسِ ) أي: الضابطِ المُقَرَّرِ مِن استقراءِ استعمالاتِ العربِ.
( 3 ) ( والغرابةِ ) فَحَيْثُمَا وُجِدَ واحدٌ من الثلاثةِ فِي الكلمةِ كانتْ غيرَ فصيحةٍ. قِيلَ: وَجْهُ حَصْرِ عيوبِ فصاحةِ الكلمةِ فِي الثلاثةِ أنَّ الكلمةَ لها مادَّةٌ, وهي حروفُهَا، وصورةٌ, وهي صيغَتُهَا، ودلالةٌ على معناها، وحينئذٍ فَعَيْبُهَا إمَّا فِي مادَّتِهَا وهو التنافرُ، أو فِي صورتِهَا وهي مخالفةُ القياسِ، أو فِي دلالَتِهَا على معناها وهو الغرابةُ.
( 4 ) ( فَتَنَافُرُ الحروفِ وصفٌ فِي الكلمةِ يُوجِبُ ثِقَلَهَا ) بِكَسْرِ المثلثةِ وسكونِ القافِ: الشَّيْءُ الثقيلُ.
( 5 ) ( على اللسانِ ) أي: يُوجِبُ شيئاًعظيماً بحيثُ يصيرُ علىاللسانِ كالحملِ الثقيلِ، وهذا هو المُخِلُّ بفصاحةِ الكلمةِ, وأمَّا أصلُ التنافرِ فلا يُخِلُّ بها.
( 6 ) ( وعُسْرَ النُّطْقِ بها ) عَطْفُ تفسيرٍ, أو عَطْفُ مُسَبَّبٍ على سَبَبٍ نظراً إلى أنَّ ثِقَلَ الكلمةِ سببٌ لِعُسْرِ النطقِ بها. وهذا التنافرُ نوعانِ: الأوَّلُ شديدٌ مُتَنَاهٍ فِي الثِّقَلِ.
( 7 ) ( نحوُ الظَّشِّ للموضعِ الخَشِنِ و ) نحوُ
( 8 ) ( الهِعْخِعِ ) بكسرِ الهاءِ، وسكونِ العينِ المُهْمَلَةِ، وكسرِ الخاءِ المُعْجَمَةِ أو فتحِهَا.
( 9 ) ( لنباتٍ ) أسودَ.
( 10 ) ( تَرْعَاهُ ) أي: تَسْرَحُ فيهِ وتَأْكُلُهُ
( 11 ) ( الإبلُ ) مِن قولِ أعرابيٍّ، وقد سُئِلَ عن ناقتِهِ، تَرَكَهَا تَرْعَى الهِعْخِعَ، قال الخَفَاجِيُّ:
والهاءُ والعينُ لا يكادُ واحدٌ منها يَأْتَلِفُ مع الآخَرِ مِن غيرِ فَصْلٍ انتهى، أي: فَوَجْهُ تَنَافُرِ حروفِ هذه الكلمةِ كونُهَا مِن مَخْرَجٍ واحدٍ، وهو الحَلْقُ. وقالَ ابنُ الأعرابيِّ: إنَّمَا هو الخِعْخِعُ بِخَاءَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ وعَيْنَيْنِ مُهْمَلَتَيْنِ ا هـ. وحَكَى الصَّغَانِيُّ فِي كتابِهِ ( ( الصِّحاحِ ) ) عن الليثِ ( العُهْعُخ ) بِضَمِّ العينَيْنِ المهملتَيْنِ, وهذا فيهِ الغرابةُ أيضاً.
( 12 ) ( و ) النوعُ الثاني ثقيلٌ دونَ التَّنَاهِي نحوُ.
( 13 ) ( النُّقَاخِ ) بِضَمِّ النونِ
( 14 ) ( للماءِ العذْبِ ) البارِدِ.
( 15 ) ( الصافي ) فِي قولِ شِعْرٍ:
وَأَحْمَقُ مِمَّنْ يَكْرَعُ الماءَ قالَ لِي دَعِ الخَمْرَ واشْرَبْ مِن نُقَاخٍ مُبَرَّدٍ
( 16 ) ( والمُسْتَشْزَرُ للمَفْتُولِ ) أي: مِن الحَبْلِ وغيرِهِ، يُقَالُ: اسْتَشْزَرَ الحبلُ أي: انْفَتَلَ، وحبلٌ مَشْزُورٌ أي: مَفْتُولٌ مِمَّا يَلِي اليَسَارَ كما فِي المصباحِ، وَوَجْهُ تَنَافُرِ حروفِ هذهِ الكلمةِ كما قالَ الخَلْخَالِيُّ: هو تَوَسُّطُ الشينِ المُعْجَمَةِ وهِيَ مهموسةٌ رَخْوَةٌ بينَ التاءِ، وهِيَ مهموسةٌ شديدةٌ، وبينَ الزايِ وهِيَ مجهورةٌ، فَضَارَبَت الشينُ بإحدى صفتَيْهَا ما قبلَهَا، وضاربَتْ بالأخرى ما بعدَها. هذا والضابطُ لمعرفَةِ تنافُرِ الحروفِ وأنَّ ثِقَلَهُ مُتَنَاهٍ أو غيرُ مُتَنَاهٍ هو الذوقُ السليمُ المُكْتَسَبُ بالنظرِ فِي كلامِ البُلَغَاءِ وممارسةِ أساليبِهِم, سواءً كانَ ثِقَلُهُ مِن قُرْبِ مخارجِ الحروفِ أو مِن بُعْدِهَا أو من غَيْرِهَا كالمُسْتَشْزَرِ.
( 17 ) ( ومُخَالَفَةُ القياسِ كَوْنُ الكلمةِ غيرَ جَارِيَةٍ على القانونِ الصرفيِّ ) المُسْتَنْبَطِ مِن تَتَبُّعِ لغةِ العربِ، فَإِذَا اقَتَضَى قَلْبَ الياءِ أَلِفاً مَثَلاً، وجاءت الكلمةُ كذلكَ كانتْ فصيحةً، أو جاءتْ بخلافِهِ فقدْ خرجَتْ عن القانونِ، وكانتْ غيرَ فصيحَةٍ. هذا حيثُ قَلَّ الاستعمالُ. وأمَّا إذا ثَبَتَ الاستعمالُ الكثيرُ على خلافِ القانونِ الصرفيِّ كلَفْظَتَي المشرقِ والمغرِبِ بكسرِ الراءِ, والقياسُ فَتْحُهَا فيهما، وكذا لَفْظَتَا (المُدْهُنِ والمُسْعُطِ) بِضَمِّ الميمِ وعَيْنِ الكلمةِ, والقياسُ فيهما كَسْرُ الميمِ وفتحُ العينِ، وكإبدالِ الهاءِ فِي أَهْلٍ وَمُوِّهَ همزةً، فَقِيلَ: آل وماء، وكأَبَى يَأْبَى بِفَتْحِ الموحدةِ فِي المضارعِ, والقياسُ كَسْرُهَا فيهِ؛ لأَنَّ فَعَلَ بفتحِ العينِ لا يأتي مضارعُهُ على يَفْعَلُ بالفتحِ إلا إذا كانَ عينُ مضارعِهِ أو لامُهُ حَرْفَ حَلْقٍ، فإنَّ مخالفةَ القياسِ فيهِ لا تُخِلُّ بالفصاحةِ؛ إذْ ذلكَ كالاستثناءِ مِن القانونِ، فإذا جاءَت الكلمةُ على هذا الاستعمالِ كانتْ فصيحةً، أو جاءَتْ على خلافِهِ, وإنْ وافَقَت القانونَ الصرفيَّ كانتْ غيرَ فصيحةٍ. فَتَحْصَّلَ أنَّ مخالفةَ القياسِ إخلالَهَا بالفصاحةِ مشروطٌ بِقِلَّةِ الاستعمالِ.
( 18 ) ( كَجَمْعِ بُوقٍ عَلَى بُوقَاتٍ فِي قَوْلِ ) أبي الطَّيِّبِ أحمدَ بنِ الحسينِ الجُعْفِيِّ الكِنْدِيِّ الكُوفِيِّ.
( 19 ) ( المُتَنَبِّي ) يَمْدَحُ الأميرَ على سيفِ الدولةِ بنِ حَمْدَانَ صاحِبِ حَلَبَ.
( 20 ) ( فَإِنْ يَكُ بَعْضُ الناسِ سَيْفاًلِدَوْلَةٍ. فَفِي النَّاسِ بُوقَاتٌ لَهَا ) أي: مَزَامِيرُ ( وَطُبُولُ ).
( 21 ) ( إذِ القياسُ فِي جَمْعِهِ ) أي: جَمْعِ لَفْظِ بُوقٍ.
( 22 ) ( لِلْقِلَّةِ أَبْوَاقٌ ) كَرُوح وَأَرْوَاح، وسُوق وأَسْوَاق، وقُوت وأَقْوَات.
( 23 ) ( وَكَمَوْدَدَة ) بِفَكِّ الإدغامِ.
( 24 ) ( في قولِهِ ) أي: قولِ الشاعِرِ.
( 25 ) ( إنَّ بَنِيَّ ) بفتحِ ياءِ التَّكَلُّمِ.
( 26 ) ( لَلِئَامٌ ) أي: لا خَيْرَ فيهم.
( 27 ) ( زَهَدَهُ. مَالِي فِي صُدُورِهِمْ مِنْ مَوْدَدَه ) أي: ليسَ فِي قلوبِهم شَيْءٌ من المَوَدَّةِ والمَحَبَّةِ لي.
( 28 ) ( والقياسُ مودَّة بالإدغامِ ) لاجْتِمَاعِ المِثْلَيْنِ وَتَحَرُّكِ الثاني، وذلكَ يُوجِبُ الإدغامَ، وحيثُ جاءَ غيرَ مُدْغَمٍ كانَ غيرَ فصيحٍ. وإنَّمَا جازَ للشاعرِ ارْتِكَابُهُ لضرورةِ الشعرِ, كَمَا ذَكَرَهُ سيبويهِ, ولا يَصِيرُ بذلكَ فَصِيحاً؛ لأَنَّ العربَ الخُلَّصَ يَتحاشَوْنَ من استعمالِهِ كذلِكَ.
( 29 ) ( والغَرَابَةُ ) فِي الاستعمالِ.
( 30 ) ( كونُ الكلمةِ غيرَ ظاهرةِ المعنى ) أي: لم يَنْتَقِلِ الذهنُ منها لِمَعْنَاهَا الموضوعةِ لهُ بسهولةٍ بأنْ لا تكونَ مَأْلُوفَةَ الاستعمالِ عندَ العربِ العُرَبَاءِ سُكَّانِ الباديَةِ، وهِيَ قِسْمَانِ: أحدُهُمَا: ما تَتَوَقَّفُ مَعرفةُ معناهُ على كَثْرَةِ البحثِ والتفتيشِ فِي المعاجمِ، أَعْنِي: كُتُبَ اللغةِ المبسوطةِ لِعَدَمِ تداوُلِهِ فِي لغةِ خُلَّصِ العَرَبِ.
( 31 ) ( نحوُ تَكَأْكَأَ بمعنى اجْتَمَعَ، وافْرَنْقَعَ بمعنى انْصَرَفَ ) من قولِ عيسى بنِ عُمَرَ النَّحْوِيِّ حين سَقَطَ عن حمارِهِ, فاجْتَمَعَ الناسُ حولَهُ: (مَالَكُمْ تَكَأْكَأْتُمْ عَلَيَّ تَكَأْكُؤَكُمْ عَلَى ذِي جِنَّةٍ، افْرَنْقِعُوا عَنِّي). فإنَّ هاتَيْنِ الكلمتَيْنِ لِعَدَمِ تَدَاوُلِهِمَا فِي لغةِ العربِ الخُلَّصِ لا يَذْكُرُهُمَا من اللغويينَ فِي كتابِهِ إلاَّ مَن قَلَّ.
هذا وَحَكَى ابنُ الجَوْزِيِّ فِي كتابِ الحَمْقَى هذا القولَ عن أبي عُبَيْدَةَ، وقالَ: مَالَكُمْ تَكَأْكَأُونَ، ثم قالَ: فقالَ الناسُ: تَكَلَّمَ بالعِبْرانيَّةِ، فَعَصَرُوا حَلْقَهُ إلى أن اسْتَغَاثَ، وآلَى أنْ لا يَنحوُ على الجَهْلِ.
( 32 ) ( واطْلَخَمَّ بمعنى اشْتَدَّ ) وعَظُمَ مِن قولِ أبي تمَّامٍ:
قد قُلْتُ لَمَّا اطْلَخَّمَ الأمرُ وانْبَعَثَتْ عَشْوَاءُ تَالِيَةً غَبْساً دَهَارِيسَا
القسمُ الثاني: مَا لاَ يُرْجَعُ فِي معرفةِ معناهُ إلى كُتُبِ اللغةِ لِكَوْنِ غيرِهِ مُسْتَعْمَلاً عندَ العربِ، ولِعَدَمِ جَرَيَانِهِ على النظيرِ، فَيَحْتَاجُ إلى تَكَلُّفٍ فِي تَخْرِيجِهِ مُوْجِبٍ لِصُعُوبَةِ الفَهْمِ وَلِخَفَائِهِ كَمسرجٍ مِن قولِ رُؤْبَةَ العَجَّاجِ:
ومقلةً وحاجباً مُزججا وفاحِماً ومَرْسنا مُسَرَّجا
فإنَّهُ لَمْ يُعْرَفْ مَا أَرَادَ بقولِهِ: مُسَرَّجَا حتى اخْتُلِفَ فِي تَخْرِيجِهِ، فَقِيلَ: هو مِن قولِهم للسيوفِ: سريجيةٌ منسوبةً إلى قَيْنٍ يُقَالُ لهُ: (سُرَيْجٌ) يُرِيدُ أنَّ أَنْفَهُ فِي الاستواءِ والدقَّةِ كالسيفِ السَّرِيجِيِّ، وقيلَ: مِن السراجِ، يُرِيدُ أَنَّهُ فِي البَرِيقِ واللمَعَانِ كالسراجِ، ولا يَخْفَى ما فِي تَشْبِيهِ الأنفِ بالسيفِ أو السراجِ مِن خلافِ المُعْتَادِ فِي تراكيبِ البُلَغَاءِ واعتباراتِهِم).
شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري
قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل
حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (الفصاحةُ في اللغةِ تُنْبِئُ عن البيانِ والظهورِ،
يُقالُ: أَفْصَحَ الصبِيُّ في مَنْطِقِه إذا بانَ وظَهَرَ كلامُه، وأيضًا
يُقالُ: فَصَحَ الأَعْجَمِيُّ وَأْفْصَحَ، إذا انْطَلَقَ لسانُه، وخَلَصَتْ
لُغَتُهُ من اللُّكْنَةِ، وجادَتْ فلم يَلْحَنْ.
وهذا
المعنى وإنْ لمْ يكُنْ نفسَ البيانِ والظهورِ، لكنَّه يَئُولُ إليه بنوعٍ
من الاسْتِلْزَامِ؛ فلهذا قالَ: تُنْبِئُ عن البيانِ والظهورِ، ولم يَقُلْ:
هيَ البيانُ والظهورُ. وأشارَ بهِ إلى أنَّ المرادَ هوَ مُطْلَقُ
الدَّلالةِ، سواءٌ كانتْ بطريقِ الْمُطابَقَةِ أوْ بغيرِها منْ أنواعِ
الدَّلالةِ.
وَتَقَعُ
في الاصطلاحِ وصْفًا لِلْكَلِمَةِ والكلامِ والمتكلِّمِ، لكنْ بالمعنى
الذي تَقَعُ وصْفًا لأحَدِ هذه الموصوفاتِ لا تَقَعُ بهِ وصْفًا للآخَرِ،
بلْ بالمعنى الْمُغَايِرِ، حتَّى صارَ فصاحةُ المفرَدِ والكلامِ
والمتكلِّمِ كأنَّها حقائقُ مختلفةٌ غيرُ مشترِكَةٍ في أمْرٍ يَصْلُحُ
تعريفًا وبيانًا لها؛ فلذا أَفْرَدَ كُلًّا منها بتعريفٍ وقالَ مُقَدِّمًا
لتعريفِ فصاحةِ الكلمةِ على فصاحةِ الكلامِ والمتكلِّمِ؛ لتوَقُّفِهِمَا
عليها: ففصاحةُ الكلمةِ سلامتُها منْ تَنَافُرِ الحروفِ ومخالَفَةِ القياسِ
والغرابةِ، أيْ: منْ كلِّ واحدٍ منْ هذهِ الثلاثةِ، حتَّى لوْ وُجِدَ في
الكلمةِ شيءٌ منها لا تكونُ فصيحةً، وإنَّما انْحَصَرَ فصاحةُ الكلمةِ في
السلامةِ منْ هذهِ الثلاثةِ؛ لأنَّ الْمُخِلَّ في فصاحتِها إمَّا عيْبٌ في
مادَّتِها وحروفِها، وهوَ التنافُرُ. أوْ في صورتِها وصِيغتِها، وهوَ
مخالَفَةُ القياسِ. أوْ في دَلالتِها على معناها، وهوَ الغرابةُ؛ إذْ لا
يُتَصَوَّرُ فيها شيءٌ آخَرُ سوى هذهِ الثلاثةِ يكونُ مُخِلًّا بفصاحتِها.
فتنافُرُ
الحروفِ، وَصْفٌ في الكلمةِ يُوجِبُ ثِقَلَها على اللسانِ، وعُسْرَ
النطْقِ بها: الظاهِرُ أنَّ الثِّقَلَ في الكلمةِ سببٌ لتَعَسُّرِ النطْقِ
بها، فهذا العَطْفُ منْ قبيلِ عَطْفِ الْمُسَبَّبِ على السببِ،
وَيُحْتَمَلُ أنْ يكونَ عَطْفَ تفسيرٍ؛ بِناءً على أنَّ الثِّقَلَ في
الكلِمَةِ ليسَ إلَّا عُسْرَ النطْقِ بها.
نحوَ:
(الظَّشِّ) للموضِعِ الْخَشِنِ، و(الْهُعْخُعِ) لنباتِ تَرْعَاه الإبلُ،
و(النُّقَاخِ) للماءِ العذْبِ الصافِي، و(المُسْتَشْزَرِ) للمفتولِ، أيْ:
نحوَ وصْفِ هذه الكلماتِ؛ ليكونَ المثالُ مطابِقًا للمُمَثَّلِ لهُ. ثمَّ
هذهِ الكلماتُ متفاوِتَةٌ في التنافُرِ وإيجابِ الثِّقَلِ ؛ فبعضُها
كهُعْخُعٍ مُتَنَاهٍ فيهِ، وبعضُها كمستشزرٍ دُونَ ذلكَ .
ومخالَفَةُ
القياسِ، كونُ الكلمةِ غيرَ جاريةٍ على القانونِ الصرفيِّ: أيْ لا
باندراجِها فيه، ولا بكونِها في حُكْمِ الْمُسْتَثْنَاةِ منه، وبيانُ
شُذوذِها عُقَيْبَ بيانِ القانونِ، فنحوَ: أَبَى يَأْبَى، من الشواذِّ
الثابتةِ في اللغةِ الواقعةِ في كلامِ الفصحاءِ، ليستْ من المخالَفَةِ في
شيءٍ؛ لأنَّها في حُكْمِ المستثناةِ .
كجَمْعِ بُوقٍ على بُوقاتٍ في قولِ الْمُتَنَبِّي:
فإنْ يكُ بعضُ الناسِ سَيْفًا لدَوْلَةٍ ......... ففي الناسِ بُوقاتٌ لها وَطُبُولُ
البُوقُ بالضَّمِّ هوَ الذي يُنْفَخُ فيه، وَجَمْعُه للقِلَّةِ بُوقاتٌ كما في البيتِ على خِلافِ القانونِ .
إذ
القياسُ في جَمْعِه لِلْقِلَّةِ: أبواقٌ ، وللكثرةِ: بَوَائِقُ، والمرادُ
ببعضِ الناسِ في البيتِ نفسُ الممدوحِ، يعني سيفَ الدولةِ، وكَمَوْدَدَةٍ
في قولِه:
إنَّ بَـِنيَّ لَلِئــامٌ زَهَدَةْ ...... ما لي في صُدورِهم منْ مَوْدَدَةْ
والقياسُ
مودَّةٌ بالإدغامِ . والقولُ بأنَّ مخالَفَةَ القياسِ في الشعْرِ جائزٌ
للضرورةِ الشعْرِيَّةِ لا يُجدِي شيئًا؛ لأنَّ الجوازَ لا يُنافِي انتفاءَ
الفصاحةِ، فإنَّ كثيرًا من الألفاظِ معَ كونِها جائزةً مُخِلَّةٌ
بالفصاحةِ، وهذا ظاهِرٌ جِدًّا . والغرابةُ،
كونُ الكلمةِ غيرَ ظاهرةِ المعنى: أيْ غيرَ ظاهرةِ الدَّلالةِ على المعنى
الموضوعِ لهُ، فلا يَصْدُقُ هذا التعريفُ على الْمُتَشابِهِ والْمُجْمَلِ،
حتَّى يَلْزَمَ اشتمالُ القرآنِ على الغريبِ لوقوعِهما فيه؛ وذلكَ لأن
كُلًّا منهما وإنْ كانَ غيرَ ظاهرِ الدَّلالةِ على المعنى المرادِ لكنَّهُ
ظاهِرُ المعنى الموضوعِ لهُ لسهولةِ انتقالِ الذهْنِ منهما إلى معناهما
الموضوعيْنِ لهُ . نحوَ:
تَكَأْكَأَ، بمعنى اجْتَمَعَ، وَافْرَنْقَعَ بمعنى انْصَرَفَ، واطْلَخَمَّ
بمعنى اشْتَدَّ: فإنَّ مثلَ هذه الألفاظِ لعَدَمِ تَدَاوُلِها فيما بينَ
العربِ العُرَبَاءِ ليستْ بظاهِرَةِ الدَّلالةِ على معانيها، بلْ يُحتاجُ
في معرفتِها إلى أنْ يُنَقَّبَ وَيُبْحَثَ عنها في الكتُبِ المبْسُوطةِ من
اللغةِ).
شرح دروس البلاغة للشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)
قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: (فلنبدأ أولا بالفصاحة في الكلمة الواحدة , ففصاحة الكلمة
سلامتها من تنافر الحروف ومخالفة القياس والغرابة، فصاحة الكلمة توافر
شروط فيها، وهذه الشروط ثلاثة منها اتفاقية وهي التي ذكرها المؤلفون هنا،
واثنان خلافيان لم يذكرهما، والثلاثة الاتفاقية هي أولاً: سلامتها من تنافر الحروف
:فإذا كانت الكلمة مؤلفة من حروف متنافرة في اللفظ يصعب على الإنسان
ترتيبها مثل هذا: هعخع , الهعخع نبات معروف فهذا النوع متنافر , الكلمة
الواحدة متنافرة؛ لأنها تتألف من حروف يصعب النطق بها بالترتيب، الهاء
والعين والخاء من حروف الحلق , ومن الصعب النطق بها كلها في كلمة واحدة
(هعخع) إذن هذا هو التنافر في الكلمة الواحدة.
ثانياً: مخالفة القياس:
ومخالفة القياس المقصود به أن لا تكون جارية على سنن لغة العرب، فإن كانت
الكلمة خارجة عن سنن لغة العرب، بأن كانت شاذة كإدغام ما يفك , أو فك ما
يدغم , أو نحو ذلك , فهذه غير فصيحة كقول أبي النجم:
الحمد لله العلي الأجلل ........ الواسع الفضل الكريم المجزل
الحمد
لله العلى الأجلل هذا فك المدغم، قاعدة العربية وقياسها أن يقال: الحمد
لله العلي الأجل بالإدغام، فهذه الكلمة غير فصيحة؛ لأنها فك فيها ما حقه
الإدغام.
الشرط الثالث: عدم غرابتها
ألا تكون الكلمة غريبة، والمقصود بالغرابة البعد عن استعمال الناس، إذا
كانت كلمة غير مألوفة في لسان العرب , وإنما يتقعر بها المتقعرون , ولا
تكون مشهورة فيصعب فهم معناها، فهذا مانع من فصاحتها، لكن إنما يقصد بذلك
ما كان لدى أهل اللغة بالسليقة , أما لدينا نحن، فكثير من كلمات القرآن
التي هي أفصح فصيح وأبلغ بليغ هي غريبة عندنا، فلا يجعلها ذلك غريبة في لغة
العرب.
فالمقصود بالغرابة
هنا الغرابة لدى العرب الفصحاء , لا الغرابة لدى كل أحد، فلو كان كذلك
لكان الإنجليز مثلاً العربية كلها غريبة عندهم , وكان كثيرا منا نحن يستغرب
كثيرا من كلمات القرآن ولا يفهم معناها، وكثيرا من كلمات السنة ولا يفهم
معناها، فليس معنى ذلك أن كلمات القرآن فيها ما هو غريب , أي غير فصيح،
وليس معناه أن في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ما هو غريب , أي غير فصيح ,
لا، قول النبي صلى الله عليه وسلم:((اللهم جللنا سحابا دلوقا ضحوكاً كثيفا تمطرنا منه رذاذاً قطقطا سجلا))
هذا كلام فصيح، لكن كلماته إنما هي غريبة عندنا نحن , وليست غريبة عند
العرب الفصحاء، سحابا قصيفا كثيفاً دلوقاً ضحوكا تمطرنا منه رذاذاً قطقطا
سجلا هو ليس غريبا لكن نحن الغرباء.
إذن هذه ثلاثة شروط اتفاقية في الكلمة، شرطان آخران:
الشرط الرابع:
عدم الاستهجان , ألا تكون الكلمة مستهجنة لدى الناس، وذلك كبعض الألفاظ
التي يقبح بالإنسان التصريح بها، سواء كان ذلك من ناحية الأدب أو كان من
ناحية شكل الكلمة نحو (الجِرِشَّا) الجِرِشَّا بمعنى النفس، وهي كلمة غير
متنافرة الحروف وغير مخالفة للقياس، وغير غريبة أيضا، لكنها قبيحة الشكل،
والجِرِشَّا بمعنى النفس، ومنها قول أبي الطيب المتنبي في مدح سيف الدولة:
مبارك الاسم أغر اللقب ..... كريم الجرشا شريف النسب
مبارك الاسم أغر اللقب ...... كريم الجرشا شريف النسب
الشرط الخامس:
ألا تكون الكلمة سوقية , والمقصود بذلك أن بعض الكلمات تبتذل حتى تجري على
ألسنة الأرذل، فيقبح بذوي الهيبة والمكانة استخدامها والإكثار منها، وهذا
مشكك؛ لأنه يختلف من بلد إلى بلد , ومن بيئة إلى بيئة , وواقع إلى واقع،
فلذلك إنما اتفق على الشروط الثلاثة الأول فقط. قال:
فتنافر الحروف وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعسر النطق بها، كالظش
للموضع الخشن، الظش أقصد للموضع الخشن، الطش هو المطر الخفيف والظش هو
المكان الخشن ذو الحجارة، والهعخع وهو نبات ترعاه الإبل، و والنقاخ للماء
العذب الصافي , والمستشزر للمرتفع أو المفتول , ومنه قول امرئ القيس: غدائره مستشزرات إلى العلا ....... تضل المدارى في مثنى ومرسل غدائره:
أي غدائر رأسها، مستشزرات: أي مفتولات إلى أعلى مرتفعات إلى العلا، تضل
المدارى , وهي جمع مدرىً وهو المشط تضل المدارى في مثنى ومرسل. ومخالفته للقياس مخالفة الكلمة للقياس، هي كون الكلمة غير جارية على القانون الصرفي، أي على القاعدة اللغوية، كجمع بوق على بوقات في قول المتنبي: فإن يك بعض الناس سيفا لدولة ...... ففي الناس بوقات لها وطبول بالنسبة للمثال هنا غير صحيح، فبوقات في قول أبي الطيب (ففي
الناس بوقات لها وطبول) جمع بوقة لا جمع بوق، فالبوقة تستعمل أيضا بمعنى
البوق , وقد جاء في الحديث ذكر البوقة، وهي آلة من آلات اللهو، فينفخ فيها،
فإذن المعنى صحيح لكن المثال غير صحيح، فالمخالف لصنع القياس مثل: الحمد لله العلي الأجلل ....... الواسع الفضل الكريم المجزل بوقات مفردها بوقة، وبوقة يقاس جمعها على بوقات وقس في ذي التا ومالم يعقلا ....... مصغرى وصفة ...... (كلام غير مسموع) (كلام غير مسموع) فيه القياس في جمعه للقلة أبواق هذا لو سلمنا أن بوقات جمع بوق، كالموددة في قول الشاعر: إن بنينا لئام فهذه ما لي...... في صدورهم من موددة يقصد من مودة , موددة أقصد يقصد من مودة، وهذا فك المدغم، فالمودة يلزم إدغامها في لغة العربية وهو هنا فكها، وهو يهجو أولاده فقال: إن بنينا لئام فهذه – وهو جاهلي - ما لي في صدورهم من موددة أي: من مودة، ففك المدغم , فموددة هنا كلمة غير فصيحة . والغرابة
كون الكلمة غير ظاهرة المعنى، قد تكون الكلمة غير ظاهرة المعنى لأهل اللغة
الفصحاء نحو تكأكأ بمعنى اجتمع، وافرنقع بمعنى تفرق أو انصرف، ويروى أن
أعرابيا كان يركب حمارا له فعثر به فسقط، فاجتمع الناس عليه فقال:
(ما لكم تكأكأتم عليّ كتكأكئكم على ذي جنةٍ , افرنقعوا عني) ما لكم
تكأكأتم عليّ: أي اجتمعتم عليّ، كتأكئكم أي: اجتماعكم، على ذي جنة أي:
مجنون، افرنقعوا عني: معناه تفرقوا عني، فالكلمتان غير فصيحتين , تكأكأتم ,
افرنقعوا، واطلخم بمعنى اشتد ومنه قول الشاعر: (ولي شبابي واطلخم شبابها) اطلخم شبابها أي: اشتد وقوي. إذن انتهينا من القسم الأول).
شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)
القارئ: (ففصاحة الكلمة سلامتها من تنافر الحروف ومخالفة القياس والغرابة).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (يلحظ أن الحديث عن فصاحة الكلمة هنا لم يأتِ وصفاً للكلام الفصيح ما قيل بعد هذا عند المؤلفين وعند غيرهم من البلاغيين ليس وصفاً للكلام الفصيح وإنما هو استثناء لما ليس بفصيح، فصاحة الكلمة سلامتها من تنافر الحروف ومخالفة القياس والغرابة.
إذاً: هو ذكر الأشياء التي ينبغي أن تسلم منها الكلمة حتى تكون فصيحة ولم يذكر الجوانب التي ينبغي أن تتوافر في الكلمة حتى تكون فصيحة وإنما التي تتجنبها الكلمة - فهذا ما يسمى بالشرط السلبي، وهو يومئ إلى مسألة مهمة جداً هو أن الأصل في الكلمات التي ترد عن العرب أنها فصيحة إلا ما حصل منه تنافر في الحروف أو مخالفة للقياس كما سنعرف، وقد يكون لي تحفظ على كلمة (مخالفة للقياس) والغرابة؛ هذه الأمور الثلاثة التي يمكن أن تكون مستثناة مما يوصف بالفصاحة وما عدا ذلك يمكن وصفه بالفصاحة).
القارئ: (فتنافر الحروف وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان وعسر النطق بها نحو الظش للموضع الخشن، والهعخع لنبات ترعاه الإبل،والنقاخ للماء العذب الصافي، والمستشزر للمفتول).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هذا هو تعريف تنافر الحروف: (وصف في الكلمة يوجب ثقلها على اللسان) هذه الكلمة التي يحصل فيها التنافر يثقل على اللسان النطق بها، ويعسر النطق بها وذكروا لذلك أمثلة مثل الظش والهعخع والنقاخ والمستشزر هذا طبعاً ما يمكن أن يعبر عنه بتنافر الحروف، العلماء ذكروا أسباب التنافر، ما ضابط التنافر؟
ضابط التنافر هو صعوبة اللفظ إذا صعب على الإنسان أن ينطق بالكلمة، فهذا يؤميء وهذا مؤشر إلى أن فيها تنافراً في حروفها، لكن كيف يحصل التنافر هل هو من الحروف التي تتقارب في المخرج كما ذكر بعض العلماء، أو غير ذلك لكن المرجع في ذلك إلى الجانب الذوقي وصعوبة النطق وعسره على المتكلم وهو بلا شك يتفاوت فهناك تنافر خفيف وهناك تنافر ثقيل، الهعخع كلمة صعبة جداً، الظش أخف منها قليلاً، المستشزر أخف لولا كثرة ألفاظها لكانت أخف من الظش وهكذا، إذاً: حتى التنافر هو على درجات فمنه، كلما صعب كلما كان من الدرجة الأعلى وكلما خف كلما كان أقرب إلى ما يخلو من التنافر لكن هذه السمة ما تزال موجودة فيه). القارئ: (ومخالفة القياس كون الكلمة غير جارية على القانون الصرفي كجمع بوق على بوقات في قول المتنبي: فـإن يــك بـعـض النـاس سيـفاً لـدولـة ........ففـي الناس بـوقـات لـها وطبـول إذ القياس في جمعه للقلة أبواق، وكموددة في قوله: إن بــــــنـيّ للـئـــام زهــــدة مـالي....... فــي صــدورهـم مـن مـوددة والقياس مودة بالإدغام). قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (هذا هو الشرط الثاني الذي وضعه البلاغيون لفصاحة اللفظة المفردة يعنى أن تخلو اللفظة المفردة من مخالفة القياس. في الحقيقة ماذا يراد بالقياس، القياس كما أوضح أيضاً المؤلف في شرحه أن الكلمة لا تكون جارية على القانون الصرفي، العلماء حينما أحصوا أو تتبعوا المفردات اللغوية استطاعوا أن يضعوا أوزاناً قياسية لبعض المفردات وهناك بعض المفردات ليست لها أوزان قياسية وإنما حتى في كتب التصريف يقال هذا سماعي. إذاً: نحن لو قلنا مخالفة القياس الصرفي، فالقياس لا يشمل كل المفردات هذا جانب، من المآخذ على هذه الصيغة لهذا الشرط. أما الجانب الثاني فهو أن عدداً من المفردات خالفت القياس الصرفي ولكنها فصيحة ولذلك يقولون هو شاذ قياساً فصيح استعمالاً. إذاً: ما دام فيه شذوذ في القياس، فلو أطلقنا هذه القاعدة لكان محكوماً عليه بأنه غير فصيح لكن حينما يقال فصيح استعمالاً فهنا نوع من الاستثناء من هذه القاعدة. ولذلك يعني يحسن ألاّ يقال مخالفة القياس، وإنما يقال مخالفة ما ورد عن واضع اللغة، ما ورد في كلام واضع اللغة، أو ما ورد في اللغة المروية عن العرب، لماذا؟ لأننا في هذه الحالة سنخرج من قضية القياس، ونعمم حتى تكون السماعية داخلة في الموضوع، ومالا ينضبط بقاعدة القياس وخرج عنه وهو فصيح قد ورد في كتاب الله جل وعلا عدد من الكلمات لا تخضع للقاعدة الصرفية ولهذا كيف يمكن أن نحكم على قاعدة صرفية بأنها تخطئ وهي قد جاءت بعد القرآن الكريم، هذا طبعاً من الأشياء التي يمكن أن تؤخذ على كلام البلاغيين في هذا الجانب. وذكر المؤلف نماذج أو أمثلة على هذه المخالفة ففي صيغ الجمع مثلاً في كلمة بوق في قول المتنبي جمعها على بوقات مع أن هذا الجمع قياسي والجمع يتساهل فيه يعني اللغويون يمكن كثيراً ما لا جمع له يمكن أن يجمع جمعاً مؤنثاً سالماً، لكن هذا لأن له جمعاً معهوداً ومعروفاً ولم يأخذ به المتنبي فقال بوقات بدل أبواق. وهذا طبعاً جمع القلة، هذا يتصل باختيار صيغة الجمع إذا وجد صيغة مألوفة، فلا ينبغي أن تلجأ إلى صيغة غير مألوفة، فأنت خالفت في هذا، طبعاً على كلام اللغويين. أما موددة فهي كلمة اجتمع فيها مثلان الثاني منهما متحرك. القاعدة عند اللغويين: أنه إذا اجتمع مثلان الثاني منهما متحرك يدغم الثاني في الأول ولذلك الأصل أن يقال مودة - مثل الأجلل بدل الأجلّ، مصوون بدل من مصون وهكذا من العبارات التي يمكن أن تكون مخالفة للقياس وبالإمكان أن ترجع إلى القياس. إذاً: قد يكون الداعي هو الجانب يعني وزن في الشعر هو سبب في هذا الجانب لكني أتمنى أن يؤكد على أن المخالفة هو لما ورد عن واضع اللغة، وكلمة واضع اللغة طبعاً المقصود بها ليست شخصاً معيناً، وإنما ما ورد في كلام المتحدث باللغة من كلمات ندخل المخالف قياساً الفصيح استعمالاً فيها لأن إطلاقها بهذا الشكل قد يوقعنا في حرج الحكم على بعض الألفاظ المخالفة للأقيسة الصرفية أو التصريفية أو لبعض الأقيسة التصريفية بأنها غير فصيحة، وهذا طبعاً فيه مزلق خطير). القارئ: (والغرابة كون الكلمة غير ظاهرة المعنى نحو تكأكأ بمعنى اجتمع وافرنقع بمعنى انصرف، واطلخم بمعنى اشتد). قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (نحن أمام مصطلح يحتاج إلى تحرير المصطلح الثالث من المصطلحات التي ذكرها البلاغيون وأنه يمثل أحد العيوب الثلاثة التي يمكن أن تطلق على المفردة فإذا صارت الكلمة غريبة حينئذٍ توصف بأنها غير فصيحة وهذا أيضاً إطلاق لا ينبغي التسليم به، لماذا؟ أولاً: الغرابة مسألة نسبية، فلو أنني جمعت مجموعة من الأشخاص وذكرت بعض المفردات وقلت كل واحد يسجل الكلمات الغريبة عليه في هذا النص سأجد أن النص يشتمل على مائة كلمة مثلاً أربعة سجلوا عشر كلمات وثلاثة سجلوا ثلاث كلمات أو أربع كلمات وواحد ربما يسجل كلمة واحدة وواحد ربما لا يسجل أي كلمة. إذاً: تفاوت هؤلاء في تسجيلهم للغريب معنى ذلك أنه قد يكون شيء غريب عليّ أنا لكنه ليس غريباً عليك. ولذلك قضية النسبية في مسألة الحكم على الغرابة، كيف يمكن أن تضبط، قالوا خروجاً من هذا إن الغرابة هي ما كان غريباً عن من يملك ثروة لغوية ضخمة بحيث يمكن أن يكون حجة في هذا الجانب وإلا لو أننا أطلقناها لوقعنا في حرج شديد وهناك كتب مؤلفة في غريب القرآن وكتب مؤلفة في غريب الحديث بل عشرات الكتب،فهل كلما يمكن يوصف بأنه غريب يعني ليس بفصيح هنا طبعاً المسألة تحتاج منا إلى تأمل وتريث فمسألة الغرابة نسبية. الغرابة: هي أن يخفى المعنى على المتلقي، أن يخفي معنى الغرابة على المتلقي. قد يخفى المعنى عليّ أنا أيها المتلقي لكنه لا يخفى عليك أنت أيها المتلقي الآخر، ولذلك كيف أحكم هل آخذ بما أراه أنا أو بما تراه أنت هذه مسألة تحتاج إلى ضابط ولذلك ما خفي عن علماء اللغة يمكن أن يكون هذا فيصلاً في هذه المسألة، والأمثلة التي وردت وذكرها المؤلف مثل تكأكأ بمعنى اجتمع وانفرقع بمعنى انصرف واطلخم بمعنى اشتد طبعاً هذه الآن أصبحت يعني الذين يسمعونها صارت ليست غريبة عليهم يعرفونها تماماً، فهل زوال غرابتها يعني زوال عدم فصاحتها هذه المسألة تحتاج منا إلى شيء من التأنـي. إذاً مسألة الغرابة مسألة نسبية لكن كيف صارت الغرابة يعني مخلة بالفصاحة هو ما يمكن أن ينبه عليه بأن المتكلم والمتلقي ينبغي أن يسيرا سيراً متوازناً. نطق المتكلم يتبعه فهم المتلقي. الكلمة الغريبة إذا وردت إلى أذن المتلقي قد تجعله يتوقف ويتريث في الفهم قليلاً لماذا؟ لأنه يريد أن يستحضر ما دلالة هذه اللفظة حتى يفهم، توقفه هذا يجعل المتكلم يسبقه في الكلام وربما فاته.. ومن هنا تأتي قضية المسايرة فكأن الكلمة الغريبة أصبحت موضعاً يتوقف المتلقي فيه عن الاستمرار في متابعة المتكلم وهذا هو سبب عدم فصاحتها؛ لأن الأصل أن يتساير المتكلم والمتلقي، المتكلم في النطق، والمتلقي في الفهم فإذا نطق المتكلم كلمة غريبة لا يعرفها المتلقي فمعنى ذلك أنه تسبب فيتعثر المتلقي في المتابعة، وهذا هو أحد الأسباب التي جعلتهم يذكرون هذه الغرابة لكن كما أسلفت هي غرابة نسبية. وهي تختلف عن الشرطين السابقين، الشرط الأول: التنافر، صفة ثابتة ما تتغير، قد تتغير إذا حاول الإنسان أن يعيد الكلمة أكثر من مرة فالشخص الذي يقرأ كلمة الظش أو الهعخع أول مرة قد لا ينطقها كما ينبغي لكن إذا استمر الإنسان نطق أكثر من مرة فربما يجيد، هل إجادته تنفي؟ لا، ما تنفي، ما تنفي التنافر لأنه ما يزال النطق صعباً وعسراً على المتكلم. أما الغرابة فلا، الغرابة تزول بمجرد معرفة المعنى، لكن هنا أريد التنبيه على أمر يمكن أن تجتمع العيوب الثلاثة في كلمة واحدة، فالهعخع مثلاً هي متنافرة وهي في الوقت نفسه غريبة لأنه ما يعرف حتى لو فسر ما معنى الهعخع وقيل إنها كلمة أيضاً مستدعاة بمعنى أنها ليس لها أصل، لكن قيل أنها طبعاً لنبات ترعاه الإبل. كيف أصل كيف أعرف الفرق بين الشرط الأول التنافر والشرط الثاني المخالفة والشرط الثالث الغرابة، يقال أن الكلمة ينظر إليها من ثلاث زوايا: الزاوية الأولى: هي المادة التي تتكون منها الكلمة،الحروف التي تتكون منها إذا كان العيب في الحروف التي تتكون منها المادة فهو عيب يوصف بالتنافر. وإذا كان العيب يتصل بالصيغة التي بنيت عليها أصبحت عليها الكلمة فهو عيب في المخالفة مخالفة القياس [ غير مسموعة ] أو مخالفة الوضع كما نقترح. وإذا كان العيب في المعنى الذي هو الجهة الثالثة التي ينظر إليها يعني هي سهلة في النطق لكنه لا يـعرف معناها هذا طبعاً الغرابة: إذاً: إذا كان في المادة فهو تنافر. وإذا كان في الصيغة فهو مخالفة للقياس. وإذا كان في المعنى فهو الغرابة).
الكشاف التحليلي
شروط فصاحة الكلمة:
- الشرط الأول: السلامة من تنافر الحروف
أنواع تنافر الحروف:
النوع الأول: التنافر المتناهي الثقل
أمثلة النوع الأول من التنافر
النوع الثاني: الثقيل دون التناهي
أمثلة النوع الثاني من التنافر
كيف يعرفُ تنافر الحروف؟
الشرط الثاني لفصاحة الكلمة: السلامة من مخالفة القياس
شرط وقوع مخالفة القياس غير مخلة بالفصاحة
أمثلة مخالفة القياس
الشرط الثالث لفصاحة الكلمة: عدم الغرابة
أقسام الغرابة:
القسم الاوّل : ما تتوقف معرفة معناه على المعاجم
أمثلة القسم الاول
القسم الثاني : ما لا يرجع في معرفة معناه إلى ال
أمثلة القسم الثاني
الشروط المختلف فيها لفصاحة الكلمة:
الشرط الرابع لفصاحة الكلمة: عدم الاستهجان
الشرط الخامس لفصاحة الكلمة: ألا تكون سوقية