2: الاقتباس
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (2- الاقتباسُ: هوَ أنْ يُضَمَّنَ الكلامُ شيئًا من القرآنِ أو الحديثِ، لا على أنَّهُ منْهُ، كقولِه:
لا تكُنْ ظالمًا ولا تَرْضَ بالظلْمِ ..... وأَنْكِرْ بكلِّ ما يُستطاعُ
يومَ يَأْتِي الحِسَابُ ما لِظلومٍ ...... منْ حَمِيمٍ ولا شفيعٍ يُطاعُ
وقولِه:
لا تُعَادِ النَّاسَ في أوطانِهم ...... قَلَّمَا يُرْعَى غريبُ الوطنِ
وَإذَا ما شِئْتَ عيشًا بينَهم ...... خَالِقِ النَّاسَ بِخُلْقٍ حَسَنِ
ولا بأسَ بتغييرٍ يسيرٍ في اللفظِ المقتَبَسِ للوزْنِ، أوْ غيرِه، نحوُ: قدْ كانَ ما خِفْتُ أنْ يكونَا ...... إِنَّا إلى اللَّهِ رَاجِعُونَا وفي القُرْآنِ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} ).
الحواشي النقية للشيخ: محمد علي بن حسين المالكي
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (15- الاقتباسُ(1): هو أنْ يُضَمِّنَ الكلامَ(2) شيئًا من القرآنِ(3) أو الحديثِ لا على أنَّه منه(4)، كقولِه:
لا تَكُنْ ظالمًا ولا تَرْضَ بالظلْمِ ..... وأنْكِرْ بكلِّ ما يُستطاعُ
.............يومَ يأتي الحسابُ ما لظلومٍ ...... من حَميمٍ ولا شفيعٍ يُطاعُ(5)
وقولِه:(6)
لا تُعادِ الناسَ في أوطانِهم ...... قَلَّمَا يُرْعَى غريبُ الوَطَنْ
........وإذا ما شِئتَ عَيْشًا بينَهم ...... خالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حَسَنْ(7)
ولا بَأْسَ بتغييرٍ يسيرٍ(8) في اللفظِ المقتبَسِ للوزْنِ أو غيرِه، نحوُ:
قد كانَ(9) ما خِفْتُ أن يكونَا ...... إنَّا إلى اللهِ راجِعُونَا
والتِّلاوةُ(10) {إنَّا للهِ وإنَّا إليهِ راجعونَ} ). __________________________ قال الشيخ محمد علي بن حسين بن إبراهيم المالكي (ت: 1368هـ): ((1) قولُه: (الاقتباسُ إلخ)،
قالَ الشيخُ البنانيُّ: المكِّيُّ على منْسِكِ الحطَّابِ: والتمثيلُ
والاستشهادُ بالقرآنِ والاقتباسُ قالَ بجوازِها ابنُ عبدِ البرِّ وابنُ
رشيقٍ والنوويُّ. قالَ الزُّرقانيُّ على الموطأِ ناقلاً عن السيوطيِّ ما
نصُّهُ: ولا أعلَمُ خلافًا في جوازِه في النثْرِ في غيرِ المُجونِ
والخلاعةِ وهَزَلِ الفسَّاقِ وشَرَبَةِ الخمْرِ واللاطةِ. وأَلَّفَ في
جوازِ ذلكَ قديمًا أبو عبيدٍ القاسمُ بنُ سلاَّمٍ كتابًا جمَعَ فيهِ ما
وَقَعَ للصحابةِ والتابعينَ من ذلكَ بالأسانيدِ المتَّصِلَةِ إليه. ومن
المتأخِّرينَ الشيخُ داودُ الشاذليُّ الباخليُّ كُرَّاسةً قالَ فيها: لا
خِلافَ بيْنَ الشافعيَّةِ والمالكيَّةِ في جوازِهِ، ونَقَلَه عن عِياضٍ
والباقْلانيِّ وقالَ: كفى بهما حُجَّةً، غيرَ أنَّهم كَرِهُوهُ في الشعْرِ
خاصَّةً. وروى الخطيبُ البغداديُّ وغيرُه بالإسنادِ عن مالكٍ أنَّهُ كانَ
يَستعملُه، وهذا أكبرُ حُجَّةً على من يَزعُمُ أنَّ مذْهَبَ مالكٍ تحريمُه.
والعُمدةُ في نفيِ الخلافِ على الشيخِ داودَ، وهو أعرَفُ بمذهَبِه. وأمَّا
مذهَبُ الشافعيِّ فأئِمَّتُه مُجمِعونَ على الجوازِ، والأحاديثُ الصحيحةُ
والآثارُ عن الصحابةِ والتابعينَ تَشهَدُ لهم. قالَ فمن نَسَبَ تحريمَه
لمذهَبِ الشافعيِّ فقدْ فسَّرَ وأَبَانَ عن أنَّه أجْهَلُ الجاهلينَ،
قالَهُ السيوطيُّ ملخَّصًا. قالَ الزُّرقانيُّ: وهو يُقْضَى عليه بالوهْمِ
في قولِه في عُقودِ الجُمانِ: قلتُ: وأمَّا حُكمُه في الشرْعِ ...... فمالِكٌ مشدِّدٌ بالمَنْعِ وليسَ فيه عندَنا صَراحَةْ ...... لكنَّ يَحيى النوويَّ أباحَهْ في الوعظِ نثرًا دونَ نظْمٍ مُطلَقًا ...... والشرَفُ المَقْرِيُّ فيه حقَّقَا جوازُه في الزهدِ والوعظِ وفي...... مدْحِ النبيِّ ولو بنظْمٍ فاقتَفِي
ا هـ. وبالجملةِ، فالاقتباسُ من القرآنِ إمَّا مقبولٌ، وهو ما كانَ في الخُطَبِ والمواعِظِ والعهودِ ومدْحِ النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ونحوِ ذلكَ. وإمَّا مباحٌ، وهو ما كانَ في الغزَلِ والرسائلِ والقِصصِ. وإمَّا مردودٌ وهو على ضربيْنِ: أحدُهما، ما نَسَبَه اللَّهُ تعالى إلى نفسِه، ونعوذُ باللَّهِ ممَّن يَنقُلُه إلى نفسِه، كما قيلَ عن أحدِ بني مرْوانَ أنَّه وَقَّعَ على مطالَعةٍ فيها شكايةٌ من عُمَّالِه: {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}، والثاني تضمينُ آيةٍ كريمةٍ في معنى هَزْلٍ، ونعوذُ باللَّهِ من ذلكَ، كقولِ القائلِ:
أَوْحَى إلى عُشَّاقِه طرْفُه....... هيهاتَ هيهاتَ لِمَا تُوعَدونَ
فافْهَمِ.
(2) قولُه: (أنْ يُضَمِّنَ الكلامَ إلخ)، أي: نَظْمًا كانَ أو نثرًا، أي: أن يُؤتَى بشيءٍ من لفظِ القرآنِ أو من لفظِ الحديثِ في ضِمنِ الكلامِ.
(3) وقوله: ( شيئًا من القرآنِ إلخ)، أي: كلامًا يُشبِهُ القرآنَ أو الحديثَ، سواءٌ أبْقَاهُ المقتبِسُ على معناهُ كقولِ الحريريِّ:
فلمْ يكُن إلاَّ كلَمْحِ البصرِ أو أقربَ ...... حتَّى أَنْشَدَ فأَغْرَبَ
فإنَّه كنَّى بها عن شدَّةِ القُرْبِ، وكذلكَ هو في الآيةِ الشريفةِ. أو أخْرَجَه عن معناهُ كقولِ ابنِ الروميِّ:
لئنْ أخطأتُ في مدْحِكَ....... فما أَخْطَأْتَ في منْعِي
لقد أنْزَلْتُ حاجَاِتي...... بوادٍ غيرِ ذي زَرْعِ
فإنَّه كنَّى به عن الرجُلِ الذي لا يُرْجَى نفْعُه، والمرادُ به في الآيَةِ الكريمةِ أرضُ مكَّةَ شرَّفَها اللَّهُ تعالى وعظَّمَها. فهوَ نوعانِ، وليسَ المضمَّنُ نفسَ القرآنِ أو الحديثِ، وإلاَّ لما جازَ نقْلُه عن معناهُ، ولا التغييرُ للفظِه بوجْهٍ، بل نقْلُ القرآنِ حقيقةً عن معناهُ كفْرٌ، وكذا تغييرُ لفظِه. وقولُه: (من القرآنِ أو الحديثِ)، قالَ العصامُ: وممَّا يَنبغي أن يَلْحَقَ بالاقتباسِ أن يُضَمِّنَ الكلامَ شيئًا من كلامِ الذينَ يُتَبَرَّكُ بهم وبكلامِهم، خصوصًا الصحابةُ والتابعينَ ا.هـ. وفي عروسِ الأفراحِ قيلَ: وقد يكونُ الاقتباسُ بتضمينِ شيءٍ من الفقهِ أو الأثرِ أو الحكمةِ، وفيه أنَّ ذلكَ من العِقْدِ كما سيأتي ا.هـ. بتصرُّفٍ وحذْفٍ. فالظاهرُ من كلامِهم أنَّ الاقتباسَ مقصورٌ على القرآنِ والحديثِ.
(4) قولُه: (لا على أنَّه منهُ)، أي: بشرطِ أن يكونَ المأتيُّ به على أنَّه من كلامِ المضمِّنِ بكسرِ الميمِ لا على أنَّه من القرآنِ والحديثِ. دسوقيٌّ عن السيراميِّ).
(5) (قولُه: ما لظلومٍ من حميمٍ ولا شفيعٍ يُطاعُ)، مقتبَسٌ من قولِه تعالى: {مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلَا شَفِيعٍ يُطَاعُ}، وهو باقٍ على معناهُ، وفيه بعضُ تغييرٍ كما لا يَخْفَى، والحميمُ المحِبُّ، ومعنى يُطاعُ يُؤذَنُ له في الشفاعةِ، أو تُقْبَلُ شفاعتُه.
(6) (قولُه: وقولِه)، أي: الشاعرُ، وهو الشيخُ شهابُ الدينِ أبو جعفرِ بنِ مالكٍ الأندلسيُّ الغرناطيُّ.
(7) (قولُه: خالِقِ الناسَ بخُلُقٍ حسَنٍ) مقتبَسٌ من قولِه صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ لأبي ذرٍّ: "اتَّقِ اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الحْسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ"، وهو حديثٌ صحيحٌ، ولم يُنْقَلْ في الاقتباسِ عن معناهُ. ومثالُه في الاقتباسِ من الحديثِ قولُ الشيخِ شهابِ الدينِ الخفاجيِّ في عِنايتِه:
بناتُ الزمانِ مُصيباتُه * وفيها الكريمُ شديدُ الثَّبَاتْ
وكِتمانُها مِثلُ دفْنٍ لها * ودَفْنُ البناتِ من المُكْرَمَاتْ
(8) (قولُه: ولا بأسَ بتغييرٍ
يسيرٍ إلخ)، وأمَّا نظْمُ القرآنِ أو الحديثِ مع التغييرِ الكثيرِ فيُخرجُه عن
الاقتباسِ ويُدخِلُه في العِقْدِ، وكذا إذا نظَمَ أحدُهما مع التنبيهِ على أنَّه
منه كقولِ الشاعرِ:
أَنِلْنِي بالذي استَقْرَضْتَ خطًّا * وأَشْهِدْ مَعشرًا قد شَاهَدُوهْ
فإنَّ اللَّهَ خلَّاقُ البَرايا * عنَتْ لجلالِ هيبتِه الوجوهْ
يقولُ: إذا تَداينتُمْ بدَيْنٍ * إلى أجَلٍ مُسَمًّى فاكْتُبُوهْ
وكما رُوِيَ عن الشافعيِّ رضِيَ اللَّهُ عنهُ:
عُمْدَةُ الخيرِ عندَنا كلماتٌ * أربعٌ قالَهَنُ خيْرُ البَرِيَّةْ
اتّقِ الشُّبُهَاتِ وازْهَدْ
ودَعْ ما * ليس يَعنيكَ واعْمَلَنَّ
بِنِيَّةْ
عَقَدَ قولَهُ عليهِ السلامُ: "الْحَلَالُ
بَيِّنٌ وَالْحَرَامُ بَيِّنٌ، وَبَيْنَهُمَا أُمُورٌ مُشْتَبِهَاتٌ"، وقولَهُ
عليهِ السلامُ: "ازْهَدْ فِي الدُّنْيَا يُحِبُّكَ اللَّهُ"، وقولَهُ
عليهِ السلامُ: "مِنْ حُسْنِ إِسْلَامِ الْمَرْءِ تَرْكُهُ مَا لَا
يَعْنِيهِ"، وقولَهُ عليهِ السلامُ: "إِنَّمَا الْأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ"؛
فَإِنَّ ذلكَ يَخرُجُ بذلكَ أيضًا عن الاقتباسِ، ويَدْخُلُ في العِقْدِ. والحاصلُ
أنَّ العِقْدَ هو عبارةٌ عن نظْمِ غيرِ القرآنِ والحديثِ بلا قَيْدٍ، إذْ لا
دَخْلَ فيه للاقتباسِ؛ لأنَّه إنَّما يكونُ في القرآنِ والحديثِ وعنْ نظْمِ
القرآنِ والحديثِ إنْ نَبَّهَ على أنَّه من القرآنِ أو الحديثِ، أو غيَّرَ تغييرًا
كثيرًا، وإلَّا كانَ نظمُهما اقتباسًا. دسوقيٌّ. وأمَّا إدخالُ القرآنِ أو الحديثِ
في الكلامِ المنثورِ مع التغييرِ الكثيرِ فليسَ باقتباسٍ ولا عِقْدٍ، فتَنَبَّهْ.
(9) (قولُه: نحوَ: قد كانَ إلخ)، أي: نحوَ قولِ بعضِ المغاربةِ حيْنَ ماتَ صاحبٌ له يُريدُ: قد وَقَعَ الموتُ الذي كنتُ أخافُ أنْ يكونَ.
(10) (قولُه: والتلاوةُ إلخ)، أي: فقد اقْتَبَسَ الشاعرُ ذلكَ من الآيةِ، وحذَفَ منها ثلاثةَ أشياءٍ: اللامُ من لِلَّهِ، وقولُهُ: وإنَّا، والضميرُ من إنَّا إليهِ. وزادَ لفظَ إلى لأجْلِ استقامةِ الوزنِ. دسوقيٌّ).
دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (الاقتباسُ: هوَ أنْ يُضَمَّنَ الكلامُ شيئًا من القرآنِ أو الحديثِ، لا على أنَّهُ منْهُ، كقولِه:
لا تكُنْ ظالمًا ولا تَرْضَ بالظلْمِ ..... وأَنْكِرْ بكلِّ ما يُستطاعُ
يومَ يَأْتِي الحِسَابُ ما لِظلومٍ ...... منْ حَمِيمٍ ولا شفيعٍ يُطاعُ
لا تُعَادِ النَّاسَ في أوطانِهم ..... قَلَّمَا يُرْعَى غريبُ الوطنِ
وَإذَا ما شِئْتَ عيشًا بينَهم ...... خَالِقِ النَّاسَ بِخُلْقٍ حَسَنِ
قدْ كانَ ما خِفْتُ أنْ يكونَا ..... إِنَّا إلى اللهِ رَاجِعُونَا
حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (15- الاقتباسُ هو أن يُضَمَّنَ الكلامُ(1) شيئاً من القرآنِ أو الحديثِ(2), لا على أنه منه(3)، كقولِه(4):
لا تكُنْ ظالماً ولا تَرْضَى بالظُّلـْ ..... مِ وأَنْكِرْ بكلِّ ما يُستطاعُ
يومَ يأتِي الحِسابُ(5) ما لظَلومٍ(6) ...... من حميمٍ(7) ولا شفيعٍ يُطَاعُ(8)
وقولِه(9): لا تُعادِ(10) الناسَ في أوطانِهم ..... قَلَّمَا يُرْعَى غريبُ الوطَنِ (11) وإذا ما شِئْتَ عَيْشاً بينَهم ..... خالِقِ الناسَ بِخُلْقٍ حَسَنْ(12)
ولا بأسَ بتغييرٍ يسيرٍ(13) في اللفظِ المقتبَسِ للوزْنِ أو(14) غيرِه (15)، نحوُ(16):
قَدْ كانَ(17) ما خِفْتُ أن يكونا(18) ...... إنَّا إلى اللهِ راجِعُونَا (19)
والتِّلاوَةُ(20) {إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}(21).
___________________________
قال الشيخ علم الدين محمد ياسين بن محمد عيسى الفاداني المكي (ت: 1410هـ): ((1) (الاقتباسُ هو أن يُضَمَّنَ الكلامُ) سواءٌ كان نثْراً أو نظْماً.
(2) (شيئاً من القرآنِ أو الحديثِ) النبويِّ على قائلِه أفضلُ الصلاةِ والسلامِ, والمرادُ بتضمينِه أن يُؤتَى بشيءٍ من لفظِ القرآنِ أو من لفْظِ الحديثِ في ضِمْنِ الكلامِ بشرْطِ أن يكونَ المأتيُّ به على أنه من كلامِ المضمِّنِ بكسْرِ الميمِ.
(3) (لا على أنه منه) أي: من القرآنِ أو الحديثِ, خَرَجَ بهذا القيْدِ الإتيانُ بشيءٍ من القرآنِ مراداً به القرآنُ؛ فإنه من أقبَحِ القبيحِ ومن عِظامِ المعاصي, والإتيانُ بشيءٍ من القرآنِ أو الحديثِ على أنه منه بأن يُؤْتَى به على طريقِ الحكايةِ كأن يقالُ في أثناءِ الكلامِ قالَ اللهُ تعالى: كذا, وقالَ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: كذا, فليس من التضمينِ في شيءٍ فلا يكونُ اقتباساً.
(4) (كقولِه ) أي: الشاعرِ:
(5) لا تكنْ ظالِمًا ولا تَرْضَى بالظُّلـْ ..... مِ وأنْكِرْ بكلِّ ما يُسْتَطاعُ يومَ يأتي الحسابُ
وهو يومُ القيامةِ.
(6) ( ما لظَلومٍ ) مبالَغةُ ظالِمٍ.
(7) (من حَمِيمٍ) أي: صديقٍ أو قريبٍ يَهتَمُّ بأمرِه.
(8) (ولا شفيعٍ يُطاعُ) فإنه مقتَبَسٌ من قولِه تعالى: {مَا لَلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلاَ شَفِيعٍ يُطَاعُ}.
(9) (وقولِه) أي: الشهابِ أبي جعفرِ بنِ مالكٍ الأنْدَلُسيِّ الغَرْناطيِّ.
(10) (لا تُعادِ) نَهيٌ من الْمُعاداةِ.
(11) (الناسَ في أوطانِهم قَلَّمَا يُرْعَى غريبُ الوطنِ).
(12) (وإذا ما شئتَ عيْشاً بينَهم خالِقِ الناسَ بِخُلْقٍ حَسَنٍ) فإنه مقتبَسٌ من قولِه صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ لأبي ذَرٍّ الغِفاريِّ: اتَّقِ اللهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ. وهو حديثٌ صحيحٌ.
(13) (ولا بأسَ بتغييرٍ يسيرٍ) أي: في اللَّفظِ المقتَبَسِ ويُسَمَّى اللفظُ معه: ((مقتبَسًا)), وأما إذا غُيِّرَ كثيراً حتى ظهَرَ أنه شيءٌ آخَرُ لم يُسَمَّ اقتباساً كما لو قيلَ: في شاهَت الوجوهُ. قَبُحَت الوجوهُ. ثم التغييرُ المغتَفَرُ عندَ يَسارتِه يكونُ إذا قُصِدَ به الاستقامةُ.
(14) (للوزنِ أو) الاستقامةُ لـ
(15) (غيرِه) أي: غيرِ الوزنِ كاستواءِ القرائنِ في النثرِ.
(16) (نحوُ) قولِ بعضِ المغارِبةِ حينَ ماتَ صاحبٌ له.
(17) (قد كان) أي: وَقَعَ.
(18) (ما خِفتُ أن يكونا) أي: الموتُ الذي كنتُ أخافُ أنْ يَقعَ.
(19) (إنَّا إلى اللهِ راجِعونَا) بزيادةِ لفظةِ: إلى؛ لاستقامةِ الوزْنِ.
(20) (والتلاوةُ) في القرآنِ: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ قَالُوا}
(21) {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} أي: فقد اقتَبَسَ الشاعرُ من هذه الآيةِ وحذَفَ منها ثلاثةَ أشياءٍ؛ اللامَ مِن للهِ, وإنَّا, والضميرَ من إليه.
شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري
قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل
حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (2- الاقتباسُ:
هوَ أنْ يُضَمَّنَ الكلامُ، نَظْمًا كانَ أوْ
نَثْرًا، شيئًا من القرآنِ أو الحديثِ، أيْ: أنْ يُؤْتَى بشيءٍ منْ لفظِ
الحديثِ في ضِمْنِ الكلامِ، بشَرْطِ أنْ يكونَ المَأْتِيُّ بهِ على أنَّهُ
منْ كلامِ الْمُضَمِّنِ لا على أنَّهُ منْهُ، أيْ: لا على وجهٍ يكونُ فيهِ
إشعارٌ بأنَّهُ من القرآنِ أو الحديثِ، كأنْ يُقالَ في أثناءِ الكلامِ:
قالَ اللَّهُ تعالى: كذا، أوْ قالَ النبيُّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ
وسَلَّمَ: كذا؛ فإنَّهُ لِكَوْنِه سَهْلَ التناوُلِ ليسَ مِمَّا
يُسْتَحْسَنُ ويَلْحَقُ بالبديعِ، كقولِه:
لا تَكُنْ ظالمًا ولا تَرْضَ بالظلْمِ ..... وأَنْكِرْ بكلِّ ما يُستَطَاعُ
يومَ يأتي الْحِسابُ بالظَّلُومِ ...... ما منْ حَميمٍ ولا شَفيعٍ يُطَاعُ
لا تُعادِ الناسَ في أوطانِهم ...... قَلَّمَا يُرْعَى غريبُ الوطَنِ
وإذا ما شِئْتَ عَيْشًا بينَهم ...... خَالِقِ الناسَ بِخُلُقٍ حَسَنِ
قدْ كانَ ما خِفْتُ أنْ يَكُونَا ...... إنَّا إلى اللَّهِ رَاجِعُونَا
شرح دروس البلاغة للشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)
قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: (كذلك
من المحسنات اللفظية الاقتباس، والاقتباس معناه أخذ بعض كلام مشهور وإدخاله
في كلامك؛ استعانة به. واشتقاقه من اقتباس النور أي: النظر إليه {يوم يقول المنافقون والمنافقات للذين آمنوا انظرونا نقتبس من نوركم قيل ارجعوا وراءكم فالتمسوا نورا}
وهو أن يُضمن الكلام شيئا من كلام آخر مشهور معروف، سواء كان من القرآن أو
من السنة، أو من كتب أهل العلم المشهورة، أو من الشعر المعروف المحفوظ،
فكل ذلك يسمى اقتباسا، لا على وجه السرقة، فالسرقة نوع آخر من أنواع
البديع، وهي السرقات، أن يؤخذ الكلام السابق فيفرغ من ألفاظه وتدرج معانيه
بألفاظ أخرى فيُسرق دون أن يذكر ما يدل على أنه للسابق، فالسرقات كثيرة،
فمثلاً وصف النابغة الطير فوق الجيش في قوله:
إذا ما غزوا بالجيش حلق فوقهم ..... عصائب طير تهتدي بعصائب
يصاحبنهم حتى يغرن مغارهم ..... من الضاريات في الدماء الدواربي
لهن عليهم عادة قد عرفنها ..... إذا عرضوا الخطية فوق الكواكب
فسرق هذا المعنى المتنبي حين قال:
ولي لجب (غير مسموع) أمامه بناجٍ ..... ولا الوحش المزار بسالم
تدور عليه الشمس وهي كليلة ..... تنازعه من بين ريش القشاعم
إذا ضوءها لاقى من الطير فرجة ..... تدوَّر بين البيض مثل الدراهم
وسرقة أبو تمام بقوله: أقامت مع الرايات حتى كأنها ..... من الجيش إلا أنها لم تقاتل وقد ضللت عقبان أعلامه ضحى ..... بعقبان طير بالدماء نواهل أقامت مع الرايات حتى كأنها ..... من الجيش إلا أنها لم تقاتل
لكن كانت السرقات هنا حسنة جداً، فالمتنبي أضاف إلى سرقته حسناً وهو وصف ضوء الشمس على الأرض من بين الطير والجيش كما ذكرنا بالأمس في التشبيه، والمتنبي أضاف.. أقصد أبو تمام أضاف معنى جديدا، وهو أن الطير كأنها من الجيش، لأنها تمشي معهم،
أقامت مع الرايات حتى كأنها ..... من الجيش إلا أنها لم تقاتل
والاقتباس من القرآن اختلف في حكمه أهل العلم، فرأى بعضهم تحريمه؛ لأنه نقل للقرآن الذي هو كلام الله على أن يكون غير نثر ولا شعر إلى أن يدخل في الشعر، وكذلك الاقتباس من السنة، وذهب آخرون إلى جوازه مطلقاً، ولكن القول الراجح التوسط: أن الاقتباس إذا كان في معنى مفيد وبأدب وبأسلوب رائق جاز، وإن كان فيما هو سوء أدب لم يجز، فمثال ما هو سوء أدب من الاقتباس، قول الشاعر:
وردفه ينطق من خلفه ..... "لمثل ذا فليعمل العاملون"
فهذا سوء أدب؛ لأنه نقل كلام الله تعالى في أمور الآخرة إلى الغزل في أمور الدنيا، فهذا سوء أدب قطعاً ولا يجوز، أما الاقتباس في غير ذلك كالكلام المفيد، كمثل قول السيوطي رحمه الله:
عاب إملائي الحديث رجال ..... قد سعوا في الضلال سعيا حثيثا
إنما ينكر الأماني قوم ..... "لا يكادون يفقهون حديثا"
فهذا جيد لا حرج فيه، ومثل ما قال أحد المشايخ عندنا:
كن للإله ناصرا وأنكر المناكر ..... وكن مع الحق الذي يرضاه منك دائرا
ولا تعد نافعاً عن سواءه أو ضائرا ..... واسلك سبيل المصطفى ومت عليه سائرا
فما كفى أولنا أليس يكفي الآخر ..... وكل قوم أحدثوا في أمره مهاجرا
قد زعموا مزاعماً وسودوا دفاترا ..... واحتنكوا أهل البلاء واحتنكوا الحواضرا
وأورثت أكابر بدعتها أصاغرا ..... وإن دعا مجادل في أمرهم إلى مرا
{فلا تماري فيهم إلا مراء ظاهرا}
فهذا اقتباس جميل، وهذا هو النشيد الوطني عندنا، كذلك يقول في أرجوزة أخرى:
آمن أخي واستقم ..... ونهج أحمد التزم
واجتنب الطرق لا ..... تغررك أضغاث الحلم
هو يرد على المتصوفة:
واجتنب الطرق لا ..... تغررك أضغاث الحلم
لا خير في دين لدى ..... خير القرون قد عدم
أحدثه من لم يجئ ..... قطع بأنه عصم
من بعد ما قد أنزلت ..... اليوم أكملت لكم
وبعد ما صح لدى ..... جمع على غدير حم
ادع إلى سبيله ..... وخص في الناس وعم
وقل إذا ما أعرضوا ..... عليكمُ أنفسكم
طبعاً القراءة قراءة ورش عن نافع، فلذلك جاء عليكمُ بمد ميم الجمع، وهذه قراءة ابن كثير أيضاً، وهكذا في الآية السابقة.
قال: الاقتباس: هو أن يُضمن الكلام شيئا من القرآن أو الحديث، ولا يختص بذلك الذي ذكر؛ بل من الكلام المشهور أياً كان، لا على أنه منه، ولكن يستعان به فقط، كقوله:
لا تكن ظالماً ولا ترضى بالظلم ..... وأنكر بكل ما يستطاع
يوم يأتي الحساب ما لظلوم ..... من حميم ولا شفيع يطاع
فهذا اقتباس من الآية، وكذلك قول الشاعر:
لا تعادي الناس في أوطانهم ..... قلما يُرعى غريب وطني
وإذا ما شئت عيشاً بينهم ..... خالق الناس بخلق حسنِ
هذا حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((وخالق الناس بخلق حسن)).
ولا بأس بتغيير يسير في اللفظ المقتبس للوزن أو غيره، وذلك مثل قول الشاعر:
قد كان ما خفتُ أن يكون ..... إنا إلى الله راجعونا
أصل ذلك: إن لله وإنا إليه راجعون، فغير ذلك تغيراً خفيفاً).
شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)
القارئ: ( 2- الاقتباسُ: هوَ أنْ يُضَمَّنَ الكلامُ شيئًا من القرآنِ أو الحديثِ، لا على أنَّهُ منْهُ، كقولِه:
لا تكُنْ ظالمًا ولا تَرْضَ بالظلْـ ...... مِ وأَنْكِرْ بكلِّ ما يُستطاعُ
يومَ يَأْتِي الحِسَابُ ما لِظلومٍ ...... منْ حَمِيمٍ ولا شفيعٍ يُطاعُ
وقولِه:
لا تُعَادِ النَّاسَ في أوطانِهم ...... قَلَّمَا يُرْعَى غريبُ الوطنِ
وَإذَا ما شِئْتَ عيشًا بينَهم ..... خَالِقِ النَّاسَ بِخُلْقٍ حَسَنِ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (الاقتباس هذا لونٌ من الألوان البلاغية وهي أخذ كلام، ولكن هذا الكلام
يؤخذ خاصةً من القرآن الكريم أو من الحديث، وينص على أنه ليس منه، يعني لا
يقال قال الله تعالى في النص، مع أن القول لله جلّ وعلا أو لرسوله –صلى
الله عليه وسلم-، وهذا يسميه البلاغيون في صنعتهم الاقتباس.
ومسألة الاقتباس فيها خلافٌ كبير بين العلماء، هل
يقتبس من القرآن الكريم في الشعر، أو لا يقتبس؟ القضية الخلافية والمرجع
في ذلك إلى مسألة توظيف هذه الألفاظ في المعاني الجيدة والطيبة، أو المعاني
الأخرى التي يمكن أن تكون مغايرةً للمعاني الأصلية التي ورد فيها في كتاب
الله جلّ وعلا.
وعلى أي حال: يحتاج الإنسان أن يحذر في هذا
الموضوع في مسالة الاقتباس؛ إلا في المواضع التي يمكن أن تؤدي المعنى نفسه
التي وردت فيها هذه الجمل أو العبارات التي وردت في كتاب الله عز وجل أو في
قول الرسول –صلى الله عليه وسلم-؛ لأن بعض الأدباء يتجاوزون إلى أن يضعوا
شيئاً من كلام الله جلّ وعلا في نصوصٍ ماجنةٍ ساخرةٍ هازئة نبرأ إلى الله
جلّ وعلا من أن توظف مثل كلمات القرآن في مثل هذه الجوانب.
يقول المؤلفون من ذلك قول الشاعر:
لا تكُنْ ظالمًا ولا تَرْضَ بالظلْـ ...... مِ وأَنْكِرْ بكلِّ ما يُستطاعُ
يومَ يَأْتِي الحِسَابُ ما لِظلومٍ ......منْ حَمِيمٍ ولا شفيعٍ يُطاعُ
مثل هذا التوظيف الحسن، المعنى واحد وهو
الحديث عن يوم القيامة، وأن يوم القيامة لا حميم ولا شفيع يطاع فيه، فقد
كان الاقتباس في هذا الموضع يتلاءم مع المعنى الذي ورد في كتاب الله جلّ
وعلا عن هذا الموضوع. وقول الشاعر: لا تُعَادِ النَّاسَ في أوطانِهم ...... قَلَّمَا يُرْعَى غريبُ الوطنِ وَإذَا ما شِئْتَ عيشًا بينَهم ...... خَالِقِ النَّاسَ بِخُلْقٍ حَسَنِ
وهذا اقتباسٌ من هدي الرسول –صلى الله عليه وسلم- (خَالِقِ النَّاسَ بِخُلْقٍ حَسَنِ) وهذا لونٌ من الاقتباس المحمود الذي يوظف النص في الموضع المشابه لموضعه الأصلي).
القارئ: (ولا بأسَ بتغييرٍ يسيرٍ في اللفظِ المقتَبَسِ للوزْنِ أوْ غيرِه، نحوَ:
قدْ كانَ ما خِفْتُ أنْ يكونَا ..... إِنَّا إلى اللَّهِ رَاجِعُونَا
وفي القُرْآنِ: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} ).
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (وهذا من تّجوز البلاغيين في المسألة: ولا بأسَ بتغييرٍ يسيرٍ في اللفظِ المقتَبَسِ للوزْنِ؛ لأن الوزن يتطلب أن يتم هذا التغيير هذا تجاوز؛ لأنهم ينطلقون من أنه لا على أنه منه، كما قالوا في تحريفهم، يعني ليس على أن هذا النص القرآن، وإنما هو من قول القائل:
قدْ كانَ ما خِفْتُ أنْ يكونَا ..... إِنَّا إلى اللَّهِ رَاجِعُونَا
مأخوذ ومن قول الله عز وجل: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ}، وهذا ما يتصل بقضية الاقتباس، وكما أسلفت يحتاج الأمر إلى تأمل ونظر في مسألة التعامل مع كتاب الله عز وجل مع آيات كتاب الله عز وجل.
ومع أحاديث الرسول –صلى الله عليه وسلم- بشيءٍ من الاحترام والتقدير والتوظيف الحسن في المواضع التي تشابه مواضع ورود النصوص الأصلية، وليس في مواضع أخرى يُفهم منها ما يمكن أن يؤدي إلى لبسٍ في المعنى، أو تحريفٍ في الدلالة الخاصة بتلك الجمل أو الآيات).
الكشاف التحليلي
· الاقتباس:
§ الاقتباس اشتقاقه من اقتباس النور أي: النظر إليه
§ الاقتباس اصطلاحاً:أن يضمن الكلام شيئاً من القرآن أو الحديث لا على أنه منه
§ خرج بالتعريف:
° الإتيانُ بشيءٍ من القرآنِ مراداً به القرآنُ؛ فإنه من أقبَحِ القبيحِ ومن عِظامِ المعاصي,
° والإتيانُ بشيءٍ من القرآنِ أو الحديثِ على أنه منه بأن يُؤْتَى به على طريقِ الحكايةِ
§ مثاله:
وإذا ما شئت عيشاً بينهم ..... خالق الناس بخلق حسن
° يستوي في الحكم:
- إذا أبقاه على معناه: كقولِ الحريريِّ:
فلمْ يكُن إلاَّ كلَمْحِ البصرِ أو أقربَ ..... حتَّى أَنْشَدَ فأَغْرَبَ
- أو أخْرَجَه عن معناهُ كقولِ ابنِ الروميِّ: لئنْ أخطأتُ في مدْحِكَ ..... فما أَخْطَأْتَ في منْعِي عُمْدَةُ الخيرِ عندَنا كلماتٌ ..... أربعٌ قالَهَنُ خيْرُ البَرِيَّةْ قد كان ما خفت أن يكونا..... إنا إلى الله راجعونا أَوْحَى إلى عُشَّاقِه طرْفُه ..... هيهاتَ هيهاتَ لِمَا تُوعَدونَ عـاب إمــلائي الــحـديـث رجال ..... قد سعوا في الضلال سعيا حثيثا ° مثاله: وَإذَا ما شِئْتَ عيشًا بينَهم ..... خَالِقِ النَّاسَ بِخُلْقٍ حَسَنِ قدْ كانَ ما خِفْتُ أنْ يكونَا ..... إِنَّا إلى اللهِ رَاجِعُونَا
لقد أنْزَلْتُ حاجَاِتي ..... بوادٍ غيرِ ذي زَرْعِ
§ الظاهرُ من كلامِهم أنَّ الاقتباسَ مقصورٌ على
القرآنِ والحديثِ، قيلَ: وقد يكونُ الاقتباسُ بتضمينِ شيءٍ من الفقهِ أو
الأثرِ أو الحكمةِ
° العقد: هو نظم غير القرآن والحديث بلا قيد ، أو نظمهما إن نبه على أنه منهما
- يدخل في العقد:نظَمَ شيء من القرآن والسنة مع التنبيهِ على أنَّه منه كقولِه:
اتّقِ الشُّبُهَاتِ وازْهَدْ ودَعْ ما ..... ليس يَعنيكَ واعْمَلَنَّ بِنِيَّةْ
§ لا بأس بتغيير يسير في اللفظ المقتبس للوزن أو غيره،
° مثاله:
° كما لو قيلَ: في شاهَت الوجوهُ. قَبُحَت الوجوهُ.
° السرقات الشعرية لا تدخل في الاقتباس، كما سرقوا قول
النابغة:إذا مـا غـزوا بـالجيش حلق فوقهم عـصـائب طـير تهتدي
بعـصـائب
§ حكم الاقتباس من القرآن:
° ممن قال بحوازه: ابن عبدالبر والنووي والقاضي عياض وقال به ابن
رشيق وداود الشاذلي والباقلاني، وهو مروي عن مالك وأئمة الشافعية
- أَلَّفَ في جوازِ ذلكَ قديمًا أبو عبيدٍ القاسمُ بنُ سلاَّمٍ
كتابًا جمَعَ فيهِ ما وَقَعَ للصحابةِ والتابعينَ من ذلكَ بالأسانيدِ
المتَّصِلَةِ إليه.
° ذهب بعضهم إلى تحريم الاقتباس من القرآن مطلقاً، وذهب آخرون إلى جوازه مطلقاً، ولكن القول الراجح التوسط
° جملة الأحكام أن الاقتباس من القرآن أنواع:
° مقبولٌ: وهو ما كانَ في الخُطَبِ والمواعِظِ والعهودِ ومدْحِ النبيِّ صلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ ونحوِ ذلكَ.
° مباحٌ: وهو ما كانَ في الرسائلِ والقِصصِ
° ومردود وهو على ضربين:
- أحدُهما: ما نَسَبَه اللَّهُ تعالى إلى نفسِه، كما قيلَ عن بعض الخلفاء أنه وقع على شكاية : {إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ}.
- الثاني : تضمينُ آيةٍ كريمةٍ في معنى هَزْلٍ، كقولِ القائلِ:
- أمثلة على الاقتباس المباح، قول السيوطي رحمه الله:
إنـمـــا يـــنـــــكــر الأمـــــالــي قوم ..... لا يــكـادون يــفـقـهـون حديــثا
§ هوَ أنْ يُضَمَّنَ الكلامُ شيئًا من القرآنِ أو الحديثِ، لا على أنَّهُ منْهُ
° مثاله: