4: السجع
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (4-
السجْعُ: هوَ تَوافُقُ الفاصلتينِ نَثْرًا في الحرْفِ الأخيرِ. وهوَ
ثلاثةُ أنواعٍ: مطرَّفٌ، إن اختلَفَت الفاصلتانِ في الوزْنِ، نحوَ:
الإنسانُ بآدابِه ......لا بِزِيِّه وثيابِه
ومُتَوازٍ، إن اتَّفَقَتا فيهِ، نحوُ: المرءُ بعلْمِه وأَدَبِهِ ..... لا بحسَبِه ونَسَبِه يَطْبَعُ الأسجاعَ بجواهِرِ لفْظِه ..... ويَقْرَعُ الأسماعَ بزواجرِ وَعْظِه).
الحواشي النقية للشيخ: محمد علي بن حسين المالكي
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (14- السجْعُ: هو توافُقُ(1) الفاصلتَيْنِ نثرًا في الحرْفِ الأخيرِ، نحوُ:
الإنسانُ بآدابِه .....لا بزيِّهِ وثيابِه
ونحوُ: يَطبَعُ(2) الأَسْجَاعَ(3) بجواهِرِ لفظِه...... ويَقرَعُ الأسماعَ بزواجرِ وعْظِه). _______________________ قال الشيخ محمد علي بن حسين بن إبراهيم المالكي (ت: 1368هـ): ((1) قولُه: (السجْعُ هو توافُقُ إلخ)،
ويُطْلَقُ أيضًا على نفسِ الفاصلةِ الموافِقةِ لأُخْرى في الحرفِ الأخيرِ
منها، وعليه قولُ السكَّاكيِّ: السجْعُ في النثرِ كالقافيةِ في الشعْرِ؛
وذلكَ لأنَّ القافيةَ لفظٌ في آخِرِ البيتِ، إمَّا الكلمةُ نفسُها، أو
الحرفُ الأخيرُ منها، أو غيرُ ذلكَ على اختلافِ المذاهبِ. وليستْ عبارةً عن
تَواطُؤِ الكلمتيْنِ من أواخرِ الأبياتِ على حرفٍ واحدٍ، ومَرْجِعُ
المعنييْنِ واحدٌ. وقولُه: (الفاصلتيْنِ)،
والفاصلةُ هيَ الكلمةُ الأخيرةُ من القرينةِ التي هيَ الفقرةُ، والقرينةُ
قطعةٌ من الكلامِ جُعِلَتْ مُزاوِجَةً لأُخرى، والفِقرةُ مِثلُها إنْ
شُرِطَ مُزَاوجَتُها لأخرى، وإلاَّ كانتْ أعمَّ، سواءٌ كانتْ مع تسجيعٍ أو
لا، كما هو ظاهرُ كلامِهم. وقولُه: (نثرًا)، أي: حالةَ كونِهما من نثرٍ، سواءٌ كانَ قرآنًا أو غيرَهُ. وقيلَ: السجعُ غيرُ مختَصٍّ بالنثرِ. وقولُه: (في الحرفِ الأخيرِ)، متعلِّقٌ بـ تَوَافُقُ. والسجْعُ ثلاثةُ أضرُبٍ: الأوَّلُ المطرَّفُ، وهو اختلافٌ الفاصلتيْنِ في الوزنِ، نحوُ: {مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}؛
فإنَّ الوقَارَ والأطوارَ مختلفانِ وزنًا، وكذا المثالُ الأوَّلُ في
الكتابِ؛ فإنَّ آدابَه وثيابَه مختلِفانِ وزْنًا. الثاني المُرَصَّعُ، وهوَ
أن يُوافِقَ جميعَ ما في القرينةِ الثانيةِ أو أكثرَهُ لما يُقابلُهُ من
القرينةِ الأُولى في الوزْنِ، فمِثالُ موافقةِ الجميعِ: يَطبَعُ الأسجاعَ
بجواهرِ لفظِه إلخ؛ فإنَّ وَعْظَهُ فاصلةٌ موازِنةٌ للفاصلةِ الأُولى، وهيَ
لفْظُهُ، وَيطْبَعُ مُوازِنٌ لِيَقْرَعُ، والقافيةُ فيهما العينُ،
والأسجاعُ موازِنٌ للأسماعِ، والقافيةُ فيهما العينُ أيضًا، وجواهرُ
موازِنٌ لزواجرَ، والقافيةُ فيهما الراءُ. ومثالُ موافَقَةِ الأكثرِ:
يَطبَعُ الأسجاعَ بجواهِرِ لفظِه، ويَقْرَعُ الآذانَ بزواجرِ وعْظِه. والثالثُ المتوازي، وهو ما تَوازَتْ فيهِ الفاصلتانِ، أي: تَوافَقَتَا
وزْنًا وتَقفيَةً دونَ رعايةِ غيرِهما، بأن يَختلِفَ غيرُهما وزنًا
وتقفيةً، نحوُ: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ}؛
لاختلافِ سُرُرٍ وأكوابٍ في الوزنِ والتقفيةِ مع توافُقِ الفاصلتيْنِ،
وهما مرفوعةٌ وموضوعةٌ وزْنًا وتقفيةً، ولفظُ فيها لم يقابِلْه شيءٌ من
القرينةِ الأخرى. أو يَختلِفُ غيرُهما وزْنًا فقطْ أو تقفيةً فقطْ،
فالأوَّلُ نحوُ: {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا}،
بِناءً على أنَّ المعتبَرَ هنا الوزنُ النحويُّ لا العَروضيُّ، فعُرفًا
وعصفًا متوازيانِ، والقافيةُ فيهما واحدةٌ، والمُرْسَلاتُ والعاصِفاتُ
تَوَافقَا تقفيةً لا وزْنًا؛ لأنَّ وزْنَ مرسلاتٍ مُفْعَلاَتٍ، ووزْنَ
عاصفاتٍ فاعِلاتٌ. والحقُّ أنَّ المعتَبَرَ هنا الوزنُ العروضيُّ، وهو مقابَلةُ متحرِّكٍ
بمتحرِّكٍ وساكنٍ بساكنٍ من غيرِ نظرٍ إلى اتِّحادِ الحركةِ، ولا لكونِ
الحرفِ أصليًّا أو زائدًا، وأنَّ السجعَ في الآيَةِ المذكورةِ مُرصَّعٌ؛
لأنَّ مُرسلاتٍ وعاصفاتٍ متَّحدانِ وَزْنًا وقافيةً. والثاني نحوُ: حَصَلَ
الناطقُ والصامتُ، وهَلَكَ الحاسدُ والشامتُ. وأحسَنُ السجْعِ ما تساوَتْ
قرائنُه، نحوُ: ثمَّ ما طَالتْ
قرينتُه الثانيةُ طُولاً غيرَ متفاحِشٍ، وإلاَّ كانَ قبيحًا؛ حيثُ وقَعَت
الطويلةُ بعدَ فِقْرةٍ واحدةٍ لا بعدَ فِقْرَتيْنِ، وإلاَّ لم يَقْبُحْ؛
لأنَّ الأُولَيَيْنِ حينئذٍ بمثابةِ واحدةٍ. (2) قولُه: (يَطْبَعُ)، أي: يَعْمَلُ، يُقالُ طَبَعَ السيفَ والدرْهَمَ عَمِلَهُ. (3) وقوله: (الأسجاعَ)، أي: الكلماتِ المقفَّيَّاتِ. وقولُه: (بجواهرِ لفظِه)،
من إضافةِ المُشبَّهِ به للمُشبَّهِ، والجواهرُ جمْعُ جوهَرٍ، الشيءُ
النفيسُ. وإفرادُ اللفظِ في موضعِ إرادةِ المتعدِّدِ لكونِه في الأصلِ
مَصدرًا. وقولُه: (ويَقْرَعُ)، أي: يَدُقُّ، والمرادُ لازمُ الدَّقِّ وهو التأثيرُ، أي يُؤثِّرُ في الأسماعِ بزواجِرِ وعْظِه. عصامٌ).
دروسُ البلاغةِ الصُّغْرى
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (السجْعُ: هوَ تَوافُقُ الفاصلتينِ نَثْرًا في الحرْفِ الأخيرِ، نحوُ:
الإنسانُ بآدابِه .....لا بِزِيِّه وثيابِه
ونحوُ: يَطْبَعُ الأسجاعَ بجواهِرِ لفْظِه ..... ويَقْرَعُ الأسماعَ بزواجرِ وَعْظِه).
حسن الصياغة للشيخ: محمد ياسين بن عيسى الفاداني
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): (14- السَّجْعُ هو(1) توافُقُ الفاصلتين(2) نثراً(3) في الحرفِ الأخيرِ(4)، نحوُ(5):
الإنسانُ بآدابِه ......لا بزِيِّهِ وثيابِه
ونحوُ(6):يَطْبَعُ الأسجاعَ بجواهرِ لفظِه(7) ......ويَقْرَعُ الأسماعَ(8) بزواجرِ وعْظِه(9) ).
__________________________شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري
قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل
حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (4- السَّجْعُ:
هوَ توافُقُ الفاصلتينِ نَثْرًا، أيْ: الكلمتينِ اللتينِ في آخِرِ
الفِقرتينِ من النثْرِ. في الحرْفِ الأخيرِ، أيْ: في الحرْفِ الواحدِ
الواقعِ في آخِرِ كلٍّ منهما. وهوَ، أي: السجْعُ، ثلاثةُ أنواعٍ:
الأوَّلُ منها: مطرَّفٌ، إن اخْتَلَفَتِ الفاصلتانِ في الوزْنِ، نحوَ: (الإنسانُ بآدابِه لا بِزِيِّه وثيابِه )؛
فإنَّ الفاصِلَةَ من الفِقرةِ الأولى آدابُه، ومن الثانيةِ ثيابُه، وهما
مختلفتانِ وَزْنًا كما لا يَخْفَى، وإنَّما التوافُقُ بينَهما في الطرَفِ
أي الحرْفِ الأخيرِ فقطْ؛ ولذا سُمِّيَ هذا القِسمُ من السجْعِ مُطَرَّفًا .
وثانيها: مُتَوَازٍ، إن اتَّفَقَتَا فيهِ، أيْ
إن اتَّفَقَت الفاصلتانِ في الوزْنِ كما اتَّفَقَتَا في الحرْفِ الأخيرِ،
وإنَّما سُمِّيَ هذا القِسْمُ مُتوازيًا؛ لِتَوَازِي الفاصلتينِ، أيْ
توافُقِهما، وَزْنًا وتَقْفِيَةً، نحوَ: المرءُ بعِلْمِه وأَدَبِه لا
بحَسَبِه ونَسَبِه؛ فإنَّ الفاصلتينِ ، وهما أَدَبُه ونَسَبُه، متوافقتانِ
في الوَزْنِ، كما أنَّهُما متوافِقَتَانِ في الحرْفِ الأخيرِ كما هوَ
الظاهِرُ .
ومرَصَّعٌ، إن اتَّفَقَتْ جميعُ ألفاظِ
الفِقرتينِ أوْ أكثرُها في الوَزْنِ والتقْفِيَةِ، كما أنَّ فاصلَتَيْهِما
متوافقتانِ وَزْنًا وتَقْفِيَةً. وإنَّما سُمِّيَ هذا القِسْمُ من
السَّجْعِ مُرَصًّعًا تَشْبِيهًا لهُ بِجَعْلِ إحدى اللُّؤْلُؤَتَيْنِ في
الْعِقْدِ في مقابَلَةِ الأخرى .
مَثَلُها الْمُسَمَّى بالترصيعِ لغةً نحوَ: ( يَطْبَعُ )، أيْ: يَعْمَلُ، يُقالُ: طَبَعَ السيفَ والدرْهَمَ، أيْ عَمِلَهُ ، (الأسجاعَ)، أي: الكلماتِ الْمُقَفَّيَاتِ، (بجواهِرِ لَفْظِه)، إضافةُ الجواهِرِ للفْظِه منْ إضافةِ الْمُشَبَّهِ بهِ للمشَبَّهِ، أيْ بلفظِه كالجواهرِ في النَّفَاسَةِ، (ويَقْرَعُ الأسماعَ)، أيْ: يَدُقُّها، والمرادُ لازِمُ الدَّقِّ، أيْ: يُؤَثِّرُ في الأسماعِ ، (بزواجِرِ وَعْظِهِ)،
منْ إضافةِ الصفةِ للموصوفِ، أيْ: بوعْظِه الزاجِرِ، فكلُّ كلمةٍ من
الفِقرةِ الأُولى موافِقَةٌ لِمَا يُقابِلُها من الفِقرةِ الثانيةِ في
الوَزْنِ والتقفِيَةِ، فإنَّ يَطْبَعُ مساويةٌ ليَقْرَعُ، والأسجاعُ
مساويةٌ للأسماعِ، والجواهِرُ مساويةٌ للزواجِرِ، والفاصلةُ مساويةٌ
للفاصِلَةِ. فهذا مِثالٌ لِمَا تَسَاوَتْ فيهِ جميعُ المتقابِلاتِ، ولوْ
بَدَّلَ الأسماعَ بالآذانِ كانَ هذا بعينِه مِثالًا لِمَا تَسَاوَى فيهِ
أكثَرُ ما في أَحَدِ الفِقرتينِ لِمَا في الأُخْرَى لا كُلُّه؛ لأنَّ
الآذانَ لا يساوي الأسجاعَ تَقْفِيَةً وإنْ ساواهُ وَزْنًا).
شرح دروس البلاغة للشيخ: محمد الحسن الددو الشنقيطي (مفرغ)
قال الشيخ محمد الحسن الددو الشنقيطي: (كذلك من المحسنات اللفظية السجع.
والسجع في الأصل الترنم، يقال: سجع وسجح بمعنى ترنم، ومنه قول العباس بن الأحنف:
حمامة (كلام غير مسموع) سقط..... وأنت بمرأى من سعاد ومسمعي
اسجعي أي غني. وهو في الاصطلاح: ورود النثر على هيئة الشعر، لا من حيث
الوزن ولكن من حيث القافية، أن يرد النثر مقفَّاً كما يقفى الشعر، فهذا
الذي يسمى بالسجع، فهو توافق الفاصلتين نذراً في الحرف الأخير، وهذا كثير
في كتاب الله، وبالأخص في العهد المكي ما أُنزل من القرآن بمكة يكثر فيه
السجع جدا، ولكن لا يسمى سجعاً تأدبا مع القرآن؛ لأن السجع أصله كما ذكرنا
الغناء، والقرآن أشرف وأسمى. ومن السجع قولهم: الإنسان بآدابه ......لا بزيه وثيابه فالسجعة الأولى هي: الإنسان بآدابه، والسجعة الثانية: لا بزيه وثيابه. وكذلك قولهم: فلان يطبع الأسجاع بجواهر لفظه...... ويقرع الأسماع بزواجر وعظه هذا وصف خطيب بليغ، يطبع الأسجاع أي: يأتي بها مطبوعة على السجية موافقة للفطرة، والأسجاع جمع سجع كما ذكرنا. (بجواهر لفظه) أي: بألفاظه التي هي كالجواهر. (ويقرع الأسماع) أي: يدخل الكلام إلى الآذان بقوة كقوة القرع. (بزواجر وعظه):
الزواجر جمع زاجر الذي يزجر. فهذا أيضا فيه ما سبق في الطباق والمقابلة،
في المقابلة يطبع ماذا يقابلها هنا ؟ يقرع والأسجاع ماذا يقابلها؟ الأسماع.
والجواهر ماذا يقابلها؟ الزواجر واللفظ ماذا يقابله؟ الوعظ. يقابل لفظه
وعظه).
شرح دروس البلاغة الكبرى للدكتور محمد بن علي الصامل (مفرغ)
القارئ: (رابعًا:
السجْعُ: هوَ تَوافُقُ الفاصلتينِ نَثْرًا في الحرْفِ الأخيرِ. وهوَ
ثلاثةُ أنواعٍ: مطرَّفٌ، إن اختلَفَت الفاصلتانِ في الوزْنِ، نحوَ:
الإنسانُ بآدابِه لا بِزِيِّه وثيابِه، ومُتَوازٍ، إن اتَّفَقَتا فيهِ،
نحوَ: المرءُ بعلْمِه وأَدَبِهِ لا بحسَبِه ونَسَبِه، ومُرَصَّعٌ، إن
اتَّفَقَتْ ألفاظُ الفِقْرَتينِ أوْ أكثرُها في الوَزْنِ والتَّقْفِيَةِ،
نحوَ:
يَطْبَعُ الأسجاعَ بجواهِرِ لفْظِه .....ويَقْرَعُ الأسماعَ بزواجرِ وَعْظِه
قال الدكتور محمد بن علي الصامل: (السجْعُ وهو أكثر ألوان البيع اللفظي انتشارًا واستعمالًا هو توافق
الفاصلتين، الفاصلة يعني نهاية الجملة، الكلمة التي تنتهي بها الجملة في
النثر، انتهاء الفاصلة بحرفٍ متشابه وقسّمه البلاغيون لثلاثة أقسام:
مطرَّفٌ: إن اختلَفَت الفاصلتانِ في الوزْنِ: الكلمة التي ورد فيها الحرف، الفاصلة هي آخر كلمة في الجملة.
الإنسانُ بآدابِه: كلمة بآدابه هي الآن الفاصلة
في هذه الجملة، لا بِزِيِّه وثيابِه، كلمة ثيابه هي الفاصلة في الجملة
الثانية، ولذلك هنا اختلفت الفاصلتان في الوزن، مع اتفاقهما الاتفاق في نوع
الحرف يلاحظ به به هذا متفق، لكن الاختلاف بآدابه وتلك بثيابه، فالوزن وزن
الكلمتين مختلف ولذلك يسمى مطرف.
أما المتوزي: فإن
اتفقت الكلمتان في الوزن، يعني يقول: المرءُ بعلْمِه وأَدَبِهِ لا بحسَبِه
ونَسَبِه، فالفاصلة الأولى أدبه، والفاصلة الثانية نسبه، فأدب ونسب متفقتان
في الوزن مع الاتفاق طبعًا في مسألة الحرف الباء والهاء في آخره.
إن اتفقت ألفاظ الفقرتين أو أكثر الألفاظ في
الوزن والتقفية، هنا يُلحظ التركيز في المطرف والمتوازي على كلمة الفاصلة،
الكلمة الأخيرة.
لكن مرصع : لا ينظر إلى
الكلمة الأخيرة فحسب، بل ينظر إلى الكلمة الخيرة والتي قبلها، فإذا اتفقت
الفقرتين الجملتين الأولى والثانية بأكثر الألفاظ في الوزن والتقفية يسمى
مرصعًا:
يَطْبَعُ الأسجاعَ بجواهِرِ لفْظِه ......ويَقْرَعُ الأسماعَ بزواجرِ وَعْظِه
قول الحريري:
يَطْبَعُ الأسجاعَ بجواهِرِ لفْظِه ...... ويَقْرَعُ الأسماعَ بزواجرِ وَعْظِه
ويلحظ (يَطْبَعُ)يقرع، (الأسجاعَ) أسماء، (بجواهِرِ) بزواجر، (لفْظِه) وعظه، فهنا اتفاق في الوزن والتقفية، ولذلك يكون هذا اللون من السجع المرصع، وهذا جيد إن جاء على الطبع دون تكلف، لكن إن كان متكلفًا فقد يسهم في الإثقال وتتبع غرائب الألفاظ للوصول إلى تحقيق هذا الهدف، وهذا اللون ليس كثيرًا باعتبار أنه يحتاج إلى كثير من الضوابط).
الكشاف التحليلي
· السجع:
§ السجع لغة: مأخوذ من سجع الحمام وهو تغريده.
§ السجع اصطلاحا:توافق الفاصلتين نثراً في الحرف الأخير
° السجع كثير في القرآن، وخاصة في العهد المكي، ولكنه لا يسمى سجعاً تأدباً لأن أصلها الفناء
° شرح تعريف السجع اصطلاحاً
- قوله نثراً) أي من القرآن وغيره؛ وقيلَ: السجعُ غيرُ مختَصٍّ بالنثرِ.
- يطلق السجع أيضاً على نفس الفاصلة الموافقة
- شرح قولهم:الفاصلةُ : هيَ الكلمةُ الأخيرةُ من القرينةِ التي هيَ الفقرةُ
° مثاله:الإنسانُ بآدابِه لا بزيِّهِ وثيابِه
§ أقسام السجع
° القسم الأول: المطرف، وهو اختلافٌ الفاصلتيْنِ في الوزنِ
- مثاله: {مَا لَكُمْ لاَ تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا}
° القسم الثاني: المُرَصَّعُ: وهوَ أن يُوافِقَ جميعَ ما في القرينةِ الثانيةِ أو أكثرَهُ لما يُقابلُهُ من القرينةِ الأُولى في الوزْنِ
- مثال موافقة الجميع: يَطبَعُ الأَسْجَاعَ بجواهِرِ لفظِه، ويَقرَعُ الأسماعَ بزواجرِ وعْظِه.
- مثالُ موافَقَةِ الأكثرِ: يَطبَعُ الأسجاعَ بجواهِرِ لفظِه، ويَقْرَعُ الآذانَ بزواجرِ وعْظِه.
° القسم الثالث: المتوازي، وهو ما تَوازَتْ فيهِ الفاصلتانِ، وزْنًا وتَقفيَةً دونَ رعايةِ غيرِهما
- مثال ما اختلِفَ غيرُهما وزنًا وتقفيةً، نحوُ: {فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ}
- مثال ما اختلف غيرهما وزناً فقط:{وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا فَالْعَاصِفَاتِ عَصْفًا}
- مثال ما اختلف غيرهما تقفية فقط:حَصَلَ الناطقُ والصامتُ، وهَلَكَ الحاسدُ والشامتُ
§ وأحسَنُ السجْعِ : ما تساوَتْ قرائنُه، نحوُ: {فِي سِدْرٍ مَخْضُودٍ وَطَلْحٍ مَنْضُودٍ وَظِلٍّ مَمْدُودٍ}، ثمَّ ما طَالتْ قرينتُه الثانيةُ طُولاً غيرَ متفاحِشٍ