ب: العَلَم
قال المؤلفون؛ حفني بن إسماعيل بن خليل ناصفٍ (ت: 1338هـ)، ومحمَّدُ ديابٍ بن إسماعيل بن درويش (ت: 1340هـ)، وسلطانُ محمَّدٍ (ت: بعد 1329هـ)، ومصطفى طَمُومٍ (ت: 1354هـ): ( (وأمَّا العَلَمُ) فيُؤتَى بهِ لإحضارِ معناهُ في ذِهْنِ السامعِ باسْمِه الخاصِّ، نحوُ: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}. وقدْ يُقْصَدُ بهِ معَ ذلكَ أغْرَاضٌ أُخْرَى: كالتعظيمِ، في نحوِ: رَكِبَ سيفُ الدولةِ، والإهانةِ في نحوِ: ذَهَبَ صَخْرٌ، والكنايةِ عنْ مَعْنًى يَصْلُحُ اللفظُ لهُ، في نحوِ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ}).(دروس البلاغة)
شموس البراعة للشيخ: أبي الأفضال محمد فضل حق الرامفوري
قال الشيخ أبو الأفضال محمد فضل
حق الرامفوري (ت: 1359هـ): (وأمَّا
العلْمُ فيُؤْتَى بهِ لإحضارِ معناهُ في ذِهْنِ السامعِ باسمِه الخاصِّ
بمعناهُ، بحيثُ لا يُطْلَقُ باعتبارِ وضْعِه لهذا المعنى المخصوصِ على
غيرِه، وإنْ أُطْلِقَ على الغيرِ باعتبارِ وَضْعٍ آخَرَ كما في الأعلامِ
المشترَكَةِ نحوَ: { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ }،
فإبراهيمُ وإسماعيلُ عَلَمَانِ أُتِيَ بهما لأجْلِ إحضارِ معناهما في
ذِهْنِ السامِعِ باسْمِهما الخاصِّ. وقدْ يُقْصَدُ بهِ معَ ذلكَ -أيْ
بإحضارِ معناهُ باسْمِه الخاصِّ- أغراضٌ أُخرى باعتبارِ معناهُ الأصليِّ
قبلَ العَلَمِيَّةِ، فإنَّ الأعلامَ كثيرًا ما يُلْحَظُ فيها إلى معانيها
الأصليَّةِ:
كالتعظيمِ في نَحْوِ: رَكِبَ سيفُ الدولةِ، ممَّا كانَ الاسمُ صالحًا للتعظيمِ، والمقامُ مقامَهُ .
والإهانةِ في نحوَ: ذَهَبَ صخرٌ، مِمَّا كانَ الاسمُ دالًّا على الإهانةِ، والمقامُ يَقْتَضِيها .
والكنايةِ عنْ معنى يَصْلُحُ اللفظُ -أيْ لفظُ العلَمِ- لهُ، في نحوَ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ }، مِمَّا يَنْتَقِلُ منْ معناهُ الأصليِّ إلى ما يَصْلُحُ كنايةً عنهُ. ففي قولِه تعالى: { تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ }،
عَبَّرَ بأبي لَهَبٍ عنْ مُسَمَّاهُ، وقَصَدَ باعتبارِ معناهُ الأصليِّ،
أعني مُلازِمَ اللَّهبِ، الكنايةَ عنْ كونِه جَهَنَّمِيًّا؛ لأنَّهُ لازِمٌ
لملازَمَتِه للَّهَبِ، فإنَّ اللَّهَبَ الحقيقيَّ لَهَبُ نارِ جهنَّمَ،
فيكونُ انتقالًا من الملزومِ إلى اللازمِ باعتبارِ الوَضْعِ الأوَّلِ، وهذا
القدْرُ كافٍ في الكنايةِ).
الكشاف التحليلي
- ثانيا: العَلَم.
- يؤتى بالعلم لإحضارِ معناهُ في ذِهْنِ السامعِ باسْمِه الخاصِّ
- مثاله: {وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ}
- قد يوتى بالعلم لقصد أغراض أخرى، كالتعظيم والإهانة والكناية عن معنى يصلح اللفظ له
- مثال التعظيم: ر كب سيف الدولة
- مثال الإهانة: ذهب صخر
- مثال الكنابة: {تبت يدا أبي لهب}.