الدروس
course cover
الأنساب والموالي والإخوة والأخوات
29 Oct 2008
29 Oct 2008

3440

0

0

course cover
شرح نخبة الفكر

القسم الخامس

الأنساب والموالي والإخوة والأخوات
29 Oct 2008
29 Oct 2008

29 Oct 2008

3440

0

0


0

0

0

0

0

الأنساب والموالي والإخوة والأخوات

قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ): (وَالأَنْسَابِ.

وَتَقَعُ إِلى القَبَائِلِ وَالأَوْطَانِ: بِلاَدًا، أَوْ ضِيَاعًا، أَوْ سِكَكًا، أَوْ مُجَاوَرَةً.

وَإِلى الصَّنَائِعِ وَالحِرَفِ.

وَيَقَعُ فِيهَا الاتِّفَاقُ وَالاشْتِبَاهُ كَالأَسْمَاءِ.

- وَقَدْ تَقَعُ أَلْقَابًا.

- وَمَعْرِفَةُ أَسْبَابِ ذَلِكَ.

- وَمَعْرِفَةُ المَوَالِي مِنْ أَعْلَى وَمِنْ أَسْفَلَ بِالرِّقِّ، أَوْ بِالْحِلْفِ.

- وَمَعْرِفَةُ الإِخْوَةِ وَالأَخَوَاتِ).

هيئة الإشراف

#2

30 Oct 2008

نزهة النظر شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر العسقلاني

قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ): ( (وَ)

كذا (الأَنْسَابُ وَ) هيَ تارةً (تَقَعُ إِلَى الْقَبَائِلِ) وهو في المُتَقَدِّمَينَ أكثرُ بالنِّسْبَةِ إلى المُتَأَخِّرِينَ.

(وَ)

تارةً إلى (الأوطَانِ) وهَذَا في المُتَأَخِّرِينَ أكثرُ بالنِّسْبَةِ إلى المُتَقَدِّمَينَ، والنِّسْبَةُ إلى الوَطنِ أعمُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ (بِلادًا أو ضِيَاعًا أو سِكَكًا أو مُجَاورَةً وَ) تَقَعُ (إِلَى الصَّنَائِعِ)

كالخَيَّاطِ (وَالْحِرَفِ)كَالبَزَّازِ، (ويقعُ فيها الاتِّفَاقُ والاشْتِبَاهُ كالأسماءِ، وقد تَقَعُ) الأَنْسابُ (أَلْقَابًا) كَخَالِدِ بْنِ مَخْلَدٍ الْقَطَوَانِيِّ كان كُوفَيًّا وَيُلَقَّبُ الْقَطَوَانِيَّ، وكان يَغْضَبُ منها.

(وَ)

من المُهِمِّ أيضًا (معرفةُ أسبابِ ذَلِكَ) أي:

الأَلْقَابِ والنَّسَبِ التي باطِنُها على خِلافِ ظَاهِرِها.

(9)

(وكذا معرفةُ المَوَالِي مِن أَعْلَى وَمِنْ أَسْفَلَ بِالرِّقِّ أو بِالْحِلْفِ)

أو بالإِسْلاَمِ؛ لأنَّ كُلَّ ذَلِكَ يُطْلَقُ عليهِ

مَوْلًى، ولا يُعْرَفُ تَمْيِيزُ ذَلِكَ إلاَّ بالتَّنْصِيصِ عليهِ.

(10)

(وَمَعْرِفَةُ الإِخْوَةِ وَالأَخَوَاتِ)

وقدْ صَنَّفَ فيه القُدَمَاءُ

كعَلِيِّ بْنِ الْمَدِينِيِّ).

هيئة الإشراف

#3

30 Oct 2008

شرح نخبة الفكر لفضيلة الشيخ: سعد بن عبد الله الحميد

قال الشيخ سعد بن عبد الله الحميد: (معرِفةُ الأنسابِ:

ومِثلُهُ أيضاً معرِفةُ الأنسابِ، فهذا مِثلُ معرِفةِ الألقابِ.

والنِّسبةُ تَقَعُ إمَّا إلى قَبيلةٍ، وإمَّا إلى بَلَدٍ.

فمِن النِّسبةِ إلى القبيلةِ:

الْهَمْدَانِيُّ نِسبةً إلى هَمْدَانَ، وهيَ بطْنٌ مِنْ هَوَازِنَ.

-كذلكَ:

أيضاً إذا قِيلَ: فُلانٌ التَّيْمِيُّ أو التَّمِيمِيُّ إلى غيرِ ذلكَ، فكُلُّ هذا نِسبةٌ إلى قبائلَ.

النِّسبةُ أيضاً أحياناً تَأتِي إلى الأوطانِ والبُلدانِ، فمَثَلاً: يُقَالُ: فلانٌ الدِّمَشْقِيُّ، أوْ فُلانٌ الْخُرَاسَانِيُّ، وفُلانٌ النَّيْسَابُورِيُّ، إلى غيرِ ذلكَ مِنْ أنواعِ البُلدانِ التي يُنْسَبُ إليها الرُّواةُ.

وقدْ ألَّفَ العُلماءُ في النِّسبةِ أيضاً كُتُباً تَخْدُمُ طالبَ العلْمِ، فإنْ كانَ يُريدُ مَعرِفةَ الاسمِ والنِّسبةِ المشهورةِ، فيُمْكِنُ أنْ يَرجِعَ إلى بابِ الأنسابِ في (تقريبُ التهذيبِ)، فمَثَلاً: يأتي إلى الأَبَّارِ، فيَجِدُ أنَّ اسمَ الأَبَّارِ مَثَلاً: أحمدُ بنُ جعفَرٍ، فيَرجِعُ إلى أحمدَ بنِ جَعْفَرٍ، فيَعْرِفُ أنَّهُ صاحِبُ هذهِ النِّسْبَةِ.

وإنْ لم يَجِدْ في (تقريبُ التهذيبِ) ما أَرادَهُ فيُمْكِنُ أنْ يَرْجِعَ إلى كتابٍ أَطْوَلَ مِنْ هذا، وهوَ كتابُ (الأَنْسَابِ)للسَّمْعَانِيِّ، فيَجِدُ أنَّهُ رَتَّبَ الأنسابَ سَوَاءٌ على القبائلِ أو الأوطانِ، وقدْ رَتَّبَها على الحُرُوفِ، فيَرْجِعُ إلى الْهَمْدَانِيِّ في حَرْفِ الهاءِ وبعدَها ميمٌ وبعدَها دالٌ، فيكونُ الْهَمْدَانِيُّ نِسبةً إلى قَبيلةِ هَمْدَانَ، وهُمْ بَطْنٌ مِنْ هَوَازِنَ، ثمَّ يَبدأُ يُعَدِّدُ مَن الذي يُنْسَبُ إلى هذهِ النِّسبةِ، فيقولُ: ويُنْسَبُ إليهِ فُلانٌ وفُلانٌ، وهكذا يَبْدَأُ يُعَدِّدُ.

وقدْ تكونُ النِّسبةُ مُشْتَرَكَةً بينَ بَلدَيْنِ أوْ بينَ قَبيلتَيْنِ، فنَجِدُ السَّمْعَانِيَّ رَحِمَهُ اللَّهُ يُعْنَى بهذا، فيقولُ: هذهِ النِّسبةُ إلى كذا وكذا، فأمَّا النِّسْبَةُ إلى كذا، ويَبدأُ يَتكلَّمُ عنها إنْ كانَ يَحْضُرُهُ كلامٌ.

فأنتَ إذا كانَ أمامَكَ راوٍ مُعَيَّنٌ تَجِدُ اسْمَهُ ها هنا، وقدْ تَستطيعُ أنْ تُمَيِّزَهُ أيْضاً بوَاسِطَةِ الشيوخِ والتلاميذِ، فإنَّ السَّمْعَانِيَّ في كثيرٍ مِن الأحيانِ يَبْدَأُ يَذْكُرُ فُلاناً: وهوَ يَرْوِي عنْ فُلانٍ،وفلانٍ،وفلانٍ، ويَرْوِي عنهُ فلانٌ وفلانٌ، ورُبَّمَا أيضاً تَكَلَّمَ عنهُ جَرْحاً وتَعديلاً؛ فكتابُ الأنسابِ للسَّمْعَانِيِّ مِمَّا لا يَسْتَغْنِي عنهُ طالِبُ العلمِ لهذا السبَبِ.

(17)

قالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: (وتَقَعُ إلى القبائلِ والأوطانِ...) إلخ.

يقولُ: إنَّ النِّسْبَةَ قدْ تَقَعُ أحياناً إلى القبائلِ والأوطانِ؛ إمَّا (بِلاداً، أوْ ضِيَاعاً) -أَيْ: مُلْكاً مثلَ: البُسْتَانِ أو الْمَزْرَعَةِ - (أوْ سِككاً أوْ مُجَاوَرَةً) أيْ: بالْجِوارِ إلى ذلكَ البلَدِ أو القَبيلةِ نَفْسِها.

وأحياناً تكونُ النِّسبةُ أيضاً إلى (الصَّنَائِعِ والْحِرَفِ) مثلُ: الْخَيَّاطِ، والْحَنَّاطِ، والْخَيَّاطُ نِسبةٌ إلى الْخِياطَةِ، والْحَنَّاطُ نسبةٌ إلى بَيْعِ الْحَنُوطِ.

والْحِرَفِ مِثلُ: البزَّازِوالبَزَّارِ، وما إلى ذلكَ.

يقولُ: إنَّهُ يَقَعُ فيها الاتِّفاقُ والاشتباهُ كالأسماءِ تَماماً، فقَدْ تَجِدُ رَاوِيَيْنِ أوْ أكثَرَ كِلَيْهِمَا يَشْتَرِكُ في نِسبةٍ مُعَيَّنَةٍ، فعندَ ذلكَ تَحتاجُ إلى مَزيدِ تَمحيصٍ في تَحديدِ ذلكَ الرجُلِ الذي وَقَعَ عندَكَ في ذلكَ الإسنادِ، فَاعْرِفْ هذا وعَضَّ عليهِ بالنَّوَاجِذِ.

يقولُ: (وقدْ تَقَعُ أَلْقَاباً) أيْ: كما سَبَقَ أنْ بَيَّنَّا.

(18)

معرِفةُ أسبابِ هذهِ النِّسَبِ:

مِن الْمُهِمِّ أيضاً مَعْرِفَةُ أسبابِ هذهِ النِّسَبِ؛ لأنَّكَ إذا عرَفْتَ أسبابَها رُبَّمَا استَطَعْتَ أنْ تُفَرِّقَ أكْثَرَ وأَكْثَرَ، وأَضْرِبُ لذلكَ مِثالاً فأَقُولُ:

رُبَّما جاءنا في بعضِ الأحيانِ الرجُلُ في سَنَدٍ يُنْسَبُ إلى قَبيلةٍ مُعَيَّنَةٍ، وفي سنَدٍ آخَرَ يُنسَبُ إلى قَبيلةٍ أُخْرَى؛ فيَشْتَبِهُ علينا الأَمْرُ هلْ هوَ ذاكَ الرَّاوِي أوْ غيرُهُ؟

ولكنْ إذا ما رَجَعْتَ إلى كتابِ (الأنسابُ)للسَّمْعَانِيِّ، ونَظَرْتَ في هذهِ النِّسبةِ إلى تلكَ القَبيلةِ، تَعْرِفُ أنَّ هذهِ النِّسبةَ يُنْسَبُ بها الرُّواةُ إلى القَبيلةِ الفُلانِيَّةِ وإلى القبيلةِ الفُلانِيَّةِ، والصحيحُ أنَّ النِّسبةَ إلى القَبيلةِ الفُلانِيَّةِ هيَ الْمَشهورةُ مَثَلاً، لكنْ أيضاً هذهِ النِّسبةُ تَقَعُ إلى القَبيلةِ الفُلانِيَّةِ.

فأنتَ إذا نَظَرْتَ إلى السنَدِ الآخَرِ الذي فيهِ نِسبةٌ أُخْرَى، فتَجِدُ أنَّ النِّسْبَةَ الأُخْرَى عِبارةٌ عنْ فَخِذٍ مِنْ أَفْخَاذِ هذهِ القَبيلةِ الثانيَةِ، فيَلْتَقِي عندَكَ الأَمْرُ، فتعْرِفُ أنَّ هذا الراوِيَ يُنْسَبُ إلى القبيلةِ الفُلانِيَّةِ التي هذهِ القبيلةُ الأُخْرَى عبارةٌ عنْ فَخِذٍ منها، ففي كِلَيْهِمَا نُسِبَ إلى قَبيلةٍ واحدةٍ، لكنَّهُ نُسِبَ إلى الْجَدِّ الأَعْلَى أوْ إلى النِّسبةِ العُلْيَا، وفي السَّنَدِ الآخَرِ نُسِبَ إلى النسبَةِ الدُّنْيَا.

فإذا عرَفْتَ أسبابَ هذهِ النِّسَبِ يَنْجَلِي عندَكَ بعضُ الإشكالِ أَحْيَاناً، وتَسْلَمُ ممَّا قدْ يَجِيئُكَ مِنْ مَظِنَّةِ أنَّ هذا الرَّجُلَ رَجُلانِ، أوْ أنَّ الإسنادَ فيهِ خَطَأٌ.

ومِنْ مُهِمَّاتِ مَعرِفَةِ الأسبابِ كذلكَ ما نَجِدُهُ في راوٍ مِثْلِ: (خالدٍ الْحَذَّاءِ)، فهوَ يُنْسَبُ هذهِ النِّسبةَ لا لأَجْلِ أنَّهُ كانَ يَصْنَعُ الأَحْذِيَةَ؛ وإنَّما لأَجْلِ أنَّهُ كانَ يُجَالِسُ الْحَذَّائِينَ، ورُبَّما قدْ كانَ يقولُ: أَحْذُو كذا أَحْذُو كذا؛ أيْ: في الحديثِ.

(19)

معرِفَةُ الْمَوَالِي:

شَبيهٌ بالأمْرِ السابقِ مَعْرِفَةُ الْمَوَالِي، فنَجِدُ أحياناً سواءٌ في (تَقريبُ التهذيبِ) أوْ غيرِهِ كَـ(سِيَرُ أعلامِ النُّبلاءِ) أوْ غيرِهما يقولُ لكَ: فلانُ بنُ فلانِ بنِ فلانٍ، الفُلانِيُّ مَوْلاهُ، أو القُرَشِيُّ مَوْلاهُ، أو التَّيْمِيُّ مَوْلاهُ.

فمَعنى هذا الكلامِ أنَّهُ ليسَ مِنْ صُلْبِ قُريشٍ، إنَّما هوَ مَوْلًى لهم؛ أيْ: كانَ عَبْداً مَمْلُوكاً فأُعْتِقَ؛ فأَصْبَحَ وَلاؤُهُ لهذهِ القَبيلةِ، فهوَ ليسَ مِنْ صُلْبِها، ولكنَّهُ بالوَلاءِ يُنْسَبُ إليها، فقدْ يُقَالُ مَثَلاً: إنَّ فُلاناً مَوْلًى لفُلانٍ.

وكلمةُ مَوْلًى:

- تَحْتَمِلُ أنْ تكونَ الأَعْلَى.

- وأنْ تكونَ الأَسْفَلَ، فكِلاهما يُقالُ لهُ: مَوْلًى؛ أي: العَبْدُ الْمَمْلوكُ إذا أُعْتِقَ يكونُ مَوْلًى لسيِّدِهِ الذي أَعْتَقَهُ.

وفي بعضِ الأحيانِ تَجِدُهم يقولونَ: فُلانٌ مَوْلَى فُلانٍ؛ أيْ: هوَ سَيِّدُ فُلانٍ، وهذا موجودٌ بكَثْرَةٍ.

فتُطْلَقُ مَوْلًى على السَّيِّدِ، وعلى العَبْدِ المملوكِ الذي أُعْتِقَ؛ ولذلكَ يُقَالُ: (ومَعرِفةُ الْمَوَالِي مِنْ أَعْلَى) الذي هوَ السَّيِّدُ، (ومِنْ أَسْفَلَ): الذي هوَ المملوكُ الذي أُعْتِقَ (بالرِّقِّ أوْ بالْحِلْفِ)؛ لأنَّ كلمةَ مَوْلًى قدْ تكونُ بالرِّقِّ -وهوَ الغالبُ- كأنْ يكونَ أُعْتِقَ ذلكَ العبْدُ، فيكونُ مَوْلًى لهم بالرِّقِّ، أوْ أُعْتِقَ بالحِلْفِ، كأنْ يكونَ حالَفَ هذهِ القَبيلةَ.

والحِلْفُ هذا كانَ مَعْرُوفاً عندَ العَرَبِ، وأسبابُهُ كَثيرةٌ:

فمِنْ جُملةِ ذلكَ أنْ يكونَ هذا الإنسانُ قَتَلَ قَتيلاً في جِهةٍ مِن الْجِهاتِ؛ فهَرَبَ خَشيَةَ أنْ يُظْفَرَ بهِ فيُقْتَلَ، فتَجِدُهُ يَهْرُبُ إلى مكانٍ لا يُعْرَفُ فيهِ، فيَلجأُ إلى قَبيلةٍ مِن القبائلِ ويُحالِفُهم؛ فيكونُ منهم بهذهِ الصُّورةِ.

(20)

معرِفةُ الإخوةِ والأخواتِ:

ومِن الْمُهِمِّ أيضاً (مَعْرِفةُ الإخوةِ والأخواتِ) فأحياناً يَأْتِينَا في بعضِ الأسانيدِ فُلانٌ أَخُو فُلانٍ، أوْ حَدَّثَنا فلانٌ أَخُو فُلانٍ أوْ أُخْتُ فُلانٍ وهكذا، فهذا الفَنُّ يَستطيعُ بهِ طالِبُ العلْمِ أيضاً إذا عَرَفَهُ أنْ يُزِيحَ الإشكالَ الذي يَعْتَرِيهِ في بعضِ الأسانيدِ.

مِنْ جُملةِ مَنْ صَنَّفَ في ذلكَ -كما قالَ الحافظُ- عَلِيُّ بنُ الْمَدِينِيِّ، وقدْ طُبِعَ، وحَقَّقَهُ الشيخُ: بَاسِلٌ الجوَابِرِيُّ).

هيئة الإشراف

#4

30 Oct 2008

شرح نخبة الفكر لفضيلة الشيخ: عبد العزيز السعيد (مفرغ)

القارئ: (والأنساب، وتقع إلى القبائل والأوطان).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (يعني: الأنساب تارةً تكون إلى القبائل، مثل يقال: التيمي أو الأشهلي أو الهاشمي القرشي، هذه نسبة إلى القبائل.

أو إلى الأوطان: يقال: الدمشقي، المكي، الشامي، هذه نسبة إلى الأوطان.


القارئ: (
وتقع إلى القبائل والأوطان بلاداً أو ضياعاً).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (يعني: هذا الوطن، تارة يكون بلداً، كما قلنا: دمشقي، مصري، مكي، مدني.

(أو ضياعاً)

الضياع الأصل أنها جمع ضيعة، وهي المزرعة ويظهر أنه يراد بها وتطلق على أرض العقار، والمراد أنه ينسب إلى محلة من البلد، كما يقال: فلان الغوطي، الغوطة: هذه جزء من دمشق.


القارئ: (أو سككاً).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (السكك جمع سكة، وهي الطريق، يعني: طريق معروف من الطرق المتقدمة.


القارئ: (أو مجاورة).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ((أو مجاورة) يعني: ملازمة، ينسب إلى بلد؛ لأنه ليس من أهلها، ولكنه لزمها ومكث فيها، وهذا يقع غالباً في مكة والمدينة، فإذا مثلاً عندنا عالم شامي انتقل إلى مكة هذا يقال: سكن مكة أو جاور فيها سنين طويلة يقال: فلان الشامي ثم المكي.


القارئ: (وإلى الصنائع والحرف).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ((وإلى الصنائع).

جمع صنعة، كالخياط والحداد.


القارئ: (والحرف، ويقع فيها الاتفاق).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (الحرف يعني الوظائف التي يحترفها الإنسان، كالبزاز بيع البز.


القارئ: (ويقع فيها الاتفاق والاشتباه كالأسماء).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (يعني: يقع فيها الاتفاق والاشتباه الذي مر معنا في المتشابه، كما يقع في الأسماء مثلاً عندنا: البزار والبزاز، هذه تشتبه هذه من المؤتلف والمختلف.


القارئ: (وقد تقع ألقاباً).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ((وقد تقع الأنساب ألقابا).

يعني: تكون نسبة لا إلى البلد ولا إلى قبيلة، وإنما هي لقب، كما ذكروا في خالد بن مخلد القطواني؛ لأن القطواني هذه ليست تتعلق بنسبة، لا إلى بلد ولا إلى قبيلة، وإنما هذه تدل على صفة، وهي إما ثقل في المشي، وإما طول في القدمين.


القارئ: (ومعرفة أسباب ذلك).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (أي: معرفة أسباب هذه الألقاب؛ لأن معرفة الأسباب أحياناً تمنع عن الراوي أشياء كثيرة تتعلق حتى بمسائل الجرح والتعديل، كما قالوا في: معاوية بن عبد الكريم، هذا يسمى الضال، لو أخذنا على ظاهره، لاعتقدنا أنه من الضلال، وأنه مقدوح في عدالته، ولكنهم قالوا ذلك؛ لأنه ضل الطريق.

كذلك:

شيخ النسائي الملقب بالضعيف، هذا ليس لضعفه؛ وإنما لأن جسمه نحيل، فالإنسان إذا أخذ كلمة الضعيف قد يظن أنه ضعيف في حفظه، وليس هذا مراداً؛ فمعرفة مثل هذه الأشياء تبين يعني هذه الأمور، يعني: لو قال مثلاً النسائي: حدثنا الضعيف [أو]حدثنا معاوية بن عبد الكريم الضال. قد يظن إنسان أن النسائي يقدح فيه.


القارئ: (ومعرفة الموالي من أعلى ومن أسفل بالرق أو بالحلف).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (المولى:

- تطلق على السيد.

- وعلى المنعم.

- وتطلق على المنْعَم عليه.

- وعلى العبد الرقيق؛ فالأعلى: يراد به المحالَف والمنعِم، والأسفل: يراد به المنعَم عليه، يعني بالعتق والمحالِف؛ لأن المحالِف يحالف عن ضعف، والمحالَف هو الأقوى، والمحالِف هو الأضعف؛ لأنه يحالف غيره، يعني: يعقد معه عقداً في المناصرة، وأما المنعم فهو الذي أنعم بالعتق، فهذا هو الأقوى من المنعم عليه؛ لأن المنعم أصله عبد.

(بالرقيعني: إذا جاءنا قال:

أبو العالية الرياحي: مولاهم يحتمل أنه مولى الرياحيين، يعني: أنه أنعم عليهم.

- ويحتمل أنهم هم المنعمون عليه، فهنا إذا عرفنا أن الرياحي معتَق، أبو العالية الرياحي أعتقته امرأة من بني رياح؛ فصار يسمى مولاهم.

(أو بالحلف)

الحلف: هو العقد على النصرة والمعاونة، هذا كالإمام مالك، هو مالك بن أنس الأصبحي التيمي، الأصبحي وهو من بني أصبح، صليبةً يعني من أصلابهم، ولكن يضاف إليه التميمي؛ لأن قبيلة أصبح تحالفوا مع تيم، فصار يسمى التيمي، أو يكون الولاء بالإسلام،كمحمد بن إسماعيل البخاري الجعفي مولاهم؛ لأن جده المغيرة كان مجوسياً فأسلم على يد أحد الجعوفيين، فصار ولاؤه له بالإسلام.


القارئ: (ومعرفة الإخوة والأخوات).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (هذا كعائشة وأسماء، كعبد الله بن عمر وحفصة، كمحمد بن سيرين ومعبد بن سيرين وكريمة بنت سيرين وحفصة بنت سيرين. هذا لإخوة وأخوات، هذا فيه فائدة: ألا يظن الغلط في الإسناد أو القلب، مثل: أحيانا [يأتي ]سفيان بن عيينة ومحمد بن عيينة، فسفيان إمام وأخوه محمد ضعيف، فإذا جاء إنسان ما يعرف محمداً؛ لأنه ما هو مشهور، فوجد في الإسناد محمد بن عيينة ظن أنه تحريف، فإذا عرفنا أن هذا له إخوة، وأنهم يروون انتفى ظن التحريف، وخاصة إذا كانت الأسماء متقاربة، مثل: معبد ومحمد.

أو مثلاً:

عبد الله بن عمر بن الخطاب، له ولدان؛ عبيد الله وعبد الله، فإذا رأى مثلاً: كلمة عبيد الله ظن أنها متحرفة عن عبد الله).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#5

30 Oct 2008

العناصر

1- معرفة من نسب إلى غير أبيه .

2- معرفة من نسب إلى أمه.

3- معرفة من نسب إلى غير ما يسبق الفهم إليه .

4- معرفة من اتفق اسمه واسم أبيه وجده .

5- معرفة من اتفق اسمه مع اسم شيخه وشيخ شيخه فصاعدًا .

6- معرفة من اتفق اسم شيخه والراوي عنه .


7- معرفة الأسماء المجردة والمفردة:

أولاً: الأسماء المجردة:

- المراد بالأسماء المجردة .

- المصنفات في (الأسماء المجردة).

(الأسماء المجردة) هي أكثر ما في كتب الجرح والتعديل .

ثانياً: الأسماء المفردة:

- المراد بالأسماء المفردة.

أمثلة على الأسماء المفردة.


8- معرفة الإخوة والأخوات:

المصنفات في الإخوة والأخوات.

- معرفة الموالي:

المراد بـ (المولى).

- إطلاقات لفظ (المولى).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#6

30 Oct 2008

الأسئلة

س1: اذكر بعض الكتب المصنفة في الأخوة والأخوات.

س2: عدد إطلاقات لفظ (المولى).

س3: ما فائدة معرفة الموالي؟

هيئة الإشراف

#7

30 Nov 2008

نظم الدرر لفضيلة الشيخ: إبراهيم اللاحم

قال الشيخ إبراهيم بن عبد الله اللاحم: (3)

ثُمَّ ذكرَ الحافظُ الأنسابَ: وهي ما خُتِمَ بياءِ النسبِ، فأحيانًا يُنسَبُ إلى قبيلةٍ، أو إلى حرفةٍ، أو إلى وطنٍ، أو ضيعةٍ، أو سكَّةٍ،فالدارَقُطْنِيُّ يُنْسَبُ إلى حيٍّ ببغدادَ اسمُه: دارُ القطنِ، وأحيانًا لا يكونُ مختومًا بياءِ النسبِ فيكونُ منسوبًا إلى حرفةٍ،كالخيَّاطِ، وأحدُ الرواةِ نُسِبَ إلى ثلاثِ حِرَفٍ:

- فكانَ يبيعُ الحِنْطَةَ فقيلَ له: الحنَّاطُ.

وكانَ يَخِيطُ فقيلَ له: الخيَّاطُ، وباعَ شيئًا يقالُ له الخبطُ يُعلفُ للدوابِّ فقيلَ له: الخبَّاطُ، فصارَ له ثلاثُ حِرَفٍ فإلى أيِّها نِسْبَتُه فهو صحيحٌ؟

واسمُه: عيسى بنُ أبي عيسى، وهو ضعيفُ الحديثِ.

ويقعُ في هذه الأنسابِ كثيرٌ مِن الاشتباهِ فيَحْسُنُ ضبطُها، مثلُ:

الحنَّاطِوالخيَّاطِ،والبزَّارِوالبزَّازِ.

ويقولُ الحافظُ: إنَّ الأنسابَ تقعُ أحيانًا ألقابًا أي: أنَّه لم يُنْسَبْ إلى شيءٍ ولكنَّه لقبٌ له، مثلُ: خالدٍ الحذّاءِ لم يعملْ أحذيةً، وإنما يقالُ: إنَّه كانَ يجلسُ في سوقِ الحذَّائِينَ فنُسِبَ إليهم.

وقيلَإنَّ سببَ تلقيبِه بذلكَ أنَّه كانَ دائمًا يقولُ: (أَحُذُّ على هذا النحوِ).

(4)

وممَّا تحدَّثَ عنه الحافظُ معرفةُ فلانٍ تميميٍّ، أو قرشيٍّ، أو تيميٍّ أو نحوِ ذلك، في الكُتُبِ المتقدَّمَةِ تجدُ: التيميَّ مولاهم أو مولى فلانٍ، فهذا يكونُ عِتْقُه أو ولاؤُه لبني فلانٍ، وعندَ المتأخِّرِينَ صارتْ تُحذفُ هذه الكلمةُ ويُنسبُ المُتَرْجَمُ لهم هكذا.

ومعرفةُ الموالي مَنْ أعلى وهو المُعْتِقُ، ومَن أسفلُ وهو المُعْتَقُ، وكذلكَ ذكرُ المَوْلَى بالحلفِ وهو غيرُ المَوْلَى بالرقِّ فقد يكونون كلُّهم عُرُبًا ولكن نُسِبَ إلى بني فلانٍ وهو عربيٌّ مِن بابِ الحلفِ، وتارةً يُنْسَبُ إلى بني فلانٍ وهو ليسَ منهم لا حِلْفًا ولا عِتْقًا وإنَّما يكونُ نزلَ فيهم، ومعروفٌ أنَّ المُدُنَ لمَّا اخْتُطَّتْ فإنَّ كلَّ قبيلةٍ صارَ لها جهةٌ أو مَحِلَّةٌ، فيقولون: نزلَ في بني فلانٍ فَنُسِبَ إليهم.

(5)

كذلكَ:

ينبغي (معرفةُ الإخوةِ والأخواتِ) مِن الرواةِ، وهذا صنَّفَ فيه ابنُ المدينيِّ).

هيئة الإشراف

#8

2 Apr 2010

شرح نخبة الفكر للشيخ عبد الكريم الخضير (مفرغ)

قال الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير: (قال الحافظ: "ومعرفة الأسماء المجردة والمفردة، والكنى والألقاب والأنساب، وتقع إلى القبائل وإلى الأوطان بلاداً أو ضياعاً" الضياع: كرجال جمع ضيعة بالفتح، العقار أو الأرض المغلة كما في القاموس، "أو سككاً"، السكك: الأزقة والمحال "أو مجاورة"، أو إلى الصنائع والحرف ويقع فيها الاتفاق والاشتباه كالأسماء وقد تقع ألقاباً.

ومعرفة أسباب ذلك، ومعرفة الموالي من أعلى ومن أسفل بالرق أو بالحلف، ومعرفة الإخوة والأخوات، قال الحافظ في شرحه: "ومن المهم في هذا الفن معرفة الأسماء المجردة، الأسماء المجردة، وقد جمعها جماعة من الأئمة فمنهم من جمعها بغير قيد" يعني بكونها أسماء ثقات أو ضعاف أو مذكورة في كتاب مخصوص كابن سعد في الطبقات وابن أبي خيثمة والبخاري في تاريخهما وابن أبي حاتم في الجرح والتعديل، يعني هؤلاء يجمعون الرواة من غير قيد، لم يتقيدوا بالثقات فقط ولا بالضعفاء فقط ولا برجال كتب معينة فقط، بل أطلقوا، كل ما وقع لهم من الرواة ذكروه، فهؤلاء جمعوا الرجال من غير قيد، ومنهم من أفرد الثقات بالذكر كالعجلي وابن حبان وابن شاهين، ومنهم من أفرد المجروحين كابن عدي وابن حبان والعقيلي وغيرهم، ومنهم من تقيد بكتاب مخصوص كرجال البخاري لأبي نصر الكلاباذي ورجال مسلم لأبي بكر بن منجويه، ورجالهما لأبي الفضل بن طاهر، ورجال أبي داود لأبي علي الجياني، وكذا رجال الترمذي ورجال النسائي لجماعة من المغاربة، ورجال الستة الصحيحين وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه لعبد الغني المقدسي في كتابه الكمال، وعرفنا أنه أصل جميع ما كتب في رجال الكتب الستة، الكمال، ومع ذلكم أهمل لسبب شهرة المختصر المهذب تهذيبه للحافظ المزي، وشهرة مؤلفه، ثم هذبه المزي في تهذيب الكمال.

قال ابن حجر: "وقد لخصته وزدت عليه أشياء، وسمته تهذيب التهذيب، وجاء مع ما اشتمل عليه من الزيادات قدر ثلث الأصل"، وهنا المعلق نعم يقول: "وسميته تهذيب التهذيب وجاء مع ما اشتمل عليه من الزيادات".. إلى آخره، يقول: "ثم هذبه المزي في تهذيب الكمال وقد لخصته"، المعلق يقول: "حسب العادة المألوفة أي أنه أخذ ثلثه وحذف ثلثيه"، الحافظ يقول: "وجاء مع ما اشتمل عليه من الزيادات قدر ثلث الأصل"، قال هذا المعلق -كمال الدين الأدهمي-: يقول: "حسب العادة المألوفة أي أنه أخذ ثلث وحذف الثلثين ونسبه إلى نفسه"، هذا مع كونه زاد عليه أشياء كثيرة فلو كان لم يزد ماذا يكون حجم ذلك المختصر؟ ثم ما الفائدة في كونه يحذف نصفه أو أكثر منه ويزيد عليه؟ ألا كان في وسعه أن يجعل....... ذيلاً بالزيادات التي زادها فيكون أبقى للكتاب كما هو من غير تلعب فيه؟ وعرفنا أن هذا المعلق متحامل على الحافظ -رحمه الله-.

كلمة (المجردة) "ومعرفة الأسماء المجردة" الأسماء المجردة كثير من الشروح لا يعرف معنى كيف مجردة؟ إيش معنى مجردة؟ مجردة من إيش؟ والذي يظهر لي أنا أنها مجردة من الكتب، من كتب إيش؟ من كتب الرواية، من كتب الحديث، يعني مثلاً الذي يكتب في رجال البخاري ما هو بيجرد هذه الأسماء من هذا الكتاب من البخاري أولاً؟ يجرد هذه الأسماء ثم يتتبع أقوال أهل العلم في هؤلاء الرجال؟ نعم، يقول: "ومعرفة الأسماء المجردة" إيش معنى مجردة؟

طالب:......

كيف؟

طالب:......

لا، لا، أقول: مثل هذا الشخص الذي يكتب في رجال الكتب الستة أول عمل يعمله ماذا يصنع؟ يجرد هذه الأسماء من هذه الكتب الستة، يأتي إلى أسانيد البخاري فيجردها من الصحيح، يأتي إلى أسانيد مسلم فيجردها، يأتي إلى أسانيد أبي داود فيذكر الزوائد، يأتي إلى أسانيد وهكذا، ثم يذكرها مرتبة ويذكر فيها ما قال فيها أهل العلم من جرح أو تعديل.

يتعقب الشيخ قاسم بن قطلوبغا تلميذ المصنف: بأنه إن كان مراده بالمجردة التي لا تقيد..، لا تقيد بكونهم ثقات أو ضعفاء أو رجال كتاب مخصوص فلا يظهر معنى قوله: "ومنهم من جمعها بغير قيد" منهم من جمعها بغير قيد، جمع الكتب المجردة بغير قيد، فتعقب ظاهر إن كان المراد المجردة أنها لا تقيد بكونهم ثقات أو ضعفاء، قال الملا علي القاري: "الأسماء المجردة أي من الكنى والألقاب" كيف؟ أعم من أن يكون أصحابها ثقات أو ضعاف مذكورة في كتاب دون كتاب، وبهذا اندفع اعتراض التلميذ بقوله: "إن كان المراد بالمجردة التي لا تقيد بكونهم ثقات أو ضعفاء أو رجال كتاب مخصوص فلا يظهر معنى قوله: "فمنهم من جمعها بغير قيد" انتهى، قال الملا: "لكن لا يخفى أن الدفع إنما يتم لو ثبت أن جمع الأئمة مختص بمن لم يكن له كنية أو لقب مع أن هذه الأسماء المجردة فيها كنى وفيها ألقاب أو بمن لم يشتهر بأحدهما، والظاهر أن جمعهم أجمع وأعم".

وفي شرح أبي الحسن السندي الصغير بهجة النظر: "المراد بالمجردة العارية عن الخصوصيات، المتقدمة من التوافق بالوجوه المذكورة، ومن اشتهار مسمياتها بالكنى" يعني أن معرفة الأسماء المقيدة بالخصوصيات المذكورة من المهمات، وكذا معرفة الأسماء العارية عنها، فمعرفة الكل من المهم، لكن الذي يظهر لي أن الأسماء المجردة التي جردت من الكتب، من كتب الرواية للكلام عليها من خلال جمع كلام أهل العلم.

ومن المهم أيضاً: معرفة الأسماء المفردة التي لم يشارك من تسمى بشيء منها غيره فيها، وقد صنف فيها -أي في خصوصها- وإلا فالظاهر أن الجوامع المتقدمة شاملة للأسماء المفردة، أي تواريخ البخاري، وسؤالات الإمام أحمد، كتب الثقات، كتب الضعفاء موجود فيها الأسماء المفردة، صنف فيها على سبيل الإفراد الحافظ أبو بكر أحمد بن هارون البرديجي، قال الحافظ ابن حجر: ذكر –يعني البرديجي- أشياء تعقبوا عليه بعضها، من ذلك قوله: "صغدي بن سنان أحد الضعفاء، وهو بضم المهملة، وقد تبدل سيناً –سغدي- سيناً مهملة، وسكون الغين المعجمة بعدها دال مهملة، ثم ياء كياء النسب، وهو اسم علم بلفظ النسب، واسمه سندي بن حبيش، اسم لكنه بلفظ النسب، مثل حرمي بن عمارة اسم لكنه بلفظ النسب، وهذا كثير، لكن صغدي كم من شخص سمي صغدي؟ يقول: هذا شخص مفرد ما في غيره، كم من شخص سمي أجمد؟ أجمد، أحمد بإعجام الحاء، أجمد، كم من شخص؟ هذه أسماء مفردة، يسمونها مفردة، وهو علم بلفظ النسب وليس هو فرداً، ففي الجرح والتعديل لابن أبي حاتم أكثر من واحد سمي باسم صغدي، صغدي الكوفي وثقه ابن معين، وفرق بينه وبين الذي قبله فضعفه، وفي تاريخ العقيلي: صغدي بن عبد الله يروي عن قتادة، قال العقيلي: حديثه غير محفوظ، وأظنه هو الذي ذكره ابن أبي حاتم، وأما كون العقيلي ذكره في الضعفاء فإنما هو للحديث الذي ذكره، وليست الآفة منه بل هي من الراوي عنه عنبسة بن عبد الرحمن، والله أعلم.

ومن ذلكم: سندر، سندر بوزن جعفر، وهو مولى زنباع الجذامي، له صحبة ورواية، والمشهور أنه يكنى أبا عبد الله وهو اسم فرد سندر، لم يتسم به غيره فيما نعلم، قاله ابن حجر، لكن ذكر أبو موسى في الذيل على معرفة الصحابة لابن منده: سندر أبو الأسود، وروى له حديثاً وتعقب عليه ذلك؛ فإنه هو الذي ذكره ابن منده، وقد ذكر الحديث المذكور محمد بن ربيع الجيزي في تاريخ الصحابة الذين نزلوا مصر في ترجمة سندر مولى زنباع، يقول: "وقد حررت ذلك في كتابي الصحابة".

ومن المهم معرفة الكنى المجردة، ويقال فيه ما يقال في الأسماء المجردة.

والألقاب: وهي تارة تكون بلفظ الاسم، اللقب تارة يكون بلفظ الاسم كسفينة مثلاً، وتارة بلفظ الكنية كأبي تراب وأبي بطن هذا لقب لكنه بلفظ الكنية، وتارة نسبة إلى عاهة كالأعمش أو حرفة كالعطار، أو صفة كزين العابدين وهكذا.

وكذا معرفة الأنساب: وهي تارة تقع إلى القبائل، وهي في المتقدمين أكثر بالنسبة إلى المتأخرين، وتارة إلى الأوطان وهذا في المتأخرين أكثر أي بالنسبة إلى المتقدمين، وبالنسبة إلى الوطن أعم من أن يكون بلاداً أو ضياعاً أو سككاً أو مجاورة، وإلى الصنائع والحرف كالخياط والبزار، ويقع فيها الاتفاق والاشتباه كالأسماء، وقد تقع الأنساب ألقاباً كمحمد بن مخلد القطواني كان كوفياً ويلقب بالقطواني وكان يغضب منها، وهي مأخوذة من القطوان وهي مقاربة الخطو مع النشاط، وفي شرح السندي نقلاً عن اللقاني: القطوان موضوعان أحدهما بسمرقند والآخر بالكوفة، وهذا منسوب إلى الذي بالكوفة، فعلى هذا يكون نسبة وليست بلقب.

ومن المهم أيضاً معرفة أسباب الألقاب والنسب التي باطنها على خلاف ظاهرها كالضال، الضال لقب معاوية بن عبد الكريم الضال، اسم فاعل من ضل، إيش معنى ضال؟ ضل بطريق مكة، ضاع، فقيل له: الضال، والذي يتبادر من هذا اللقب أنه وصف سيء من الضلال نسأل الله العافية، والضعيف ضد القوي لقب عبد الله بن محمد لضعف جسمه وليس لضعف روايته، وصاعقة محمد بن عبد الرحيم لقب بذلك لشدة حفظه، ومحمد بن سنان العوقي باهلي نزل بالعوقة بطن من عبد القيس فنسب إليها، وكأبي مسعود البدري على ما تقدم في قول الأكثرين لم يشهد بدراً بل نزل بها أو سكنها فنسب إليها.

ومن المهم: معرفة الموالي من أعلى ومن أسفل بالرق أو بالحلف أو بالإسلام؛ لأن كل ذلك يطلق عليه مولى، ولا يعرف ذلك إلا بالتنصيص عليه من إمام معتمد للتفرقة بين الموالي المذكورين.

ومن المهم أيضاً: معرفة الإخوة والأخوات من العلماء والرواة كذلك، وقد صنف فيه القدماء كعلي بن المديني ومسلم بن الحجاج والنسائي والسراج، ولأبي داود أيضاً كتاب في الإخوة والأخوات مطبوع، ومثال ذلك في الصحابة عمر وزيد، عمر وزيد ابنا الخطاب، وعبد الله وعبيد الله ابنا مسعود، ومن اللطائف أن ثلاثة أو أربعة وقعوا في إسناد واحد، ففي العلل للدارقطني من طريق هشام بن حسان عن أخيه يحيى بن سيرين عن أخيه أنس بن سيرين عن محمد بن سيرين عن أنس بن مالك أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: ((لبيك حقاً حقاً تعبداً ورقاً)) وذكر أبو طاهر المقدسي أن محمد بن سيرين رواه عن أخيه سعيد عن أخيه أنس.

ومن فائدة معرفة الإخوة والأخوات كما قال القاري: دفع توهم اتحاد المتعدد حيث يكون البعض مشهوراً دون غيره، ومنها: دفع ظن من ليس بأخٍ أخاً لاشتراك أبويهما في الاسم كأحمد بن إشكاب وعلي بن إشكاب ومحمد بن إشكاب، فالأول حضرمي، والآخران غيره، نعم).