الدروس
course cover
الأسماء والكُنى والألقاب
29 Oct 2008
29 Oct 2008

8152

0

0

course cover
شرح نخبة الفكر

القسم الخامس

الأسماء والكُنى والألقاب
29 Oct 2008
29 Oct 2008

29 Oct 2008

8152

0

0


0

0

0

0

0

الأسماء والكُنى والألقاب

قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ): (فَصْــلٌ

وَمِنَ المُهِمِّ: مَعْرِفَةُ: كُنَى المُسَمَّيْنَ، وَأَسْمَاءِ المُكَنَّيْنَ، وَمَن اسْمُهُ كُنْيَتُهُ.

- ومَن اخْتُلِفَ فِي كُنْيَتِهِ، وَمَنْ كَثُرَتْ كُنَاهُ أَوْ نُعُوتُهُ، وَمَنْ وَافَقَتْ كُنْيَتُهُ اسْمَ أَبِيهِ أَوْ بِالعَكْسِ، أَوْ كُنْيَتُهُ كُنْيَةَ زَوْجَتِهِ.

- أَوْ وَافَقَ اسْمُ شَيْخِهِ اسْمَ أَبِيهِ، وَمَنْ نُسِبَ إِلى غَيْرِ أَبِيهِ، أَوْ إِلى أُمِّهِ، أَوْ إِلى غَيْرِ مَا يَسْبِقُ إِلى الفَهْمِ.

- وَمَنِ اتَّفَقَ اسْمُهُ وَاسْمُ أَبِيهِ وَجَدِّهِ، أَوِ اسْمُ شَيْخِهِ وَشَيْخِ شَيْخِهِ فَصَاعِدًا، وَمَن اتَّفَقَ اسْمُ شَيْخِهِ وَالرَّاوِي عَنْهُ.

وَمَعْرِفَةُ الأَسْمَاءِ المُجَرَّدَةِ، وَالمُفْرَدَةِ.

وَالكُنَى.

وَالأَلْقَابِ).

هيئة الإشراف

#2

30 Oct 2008

نزهة النظر شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر العسقلاني

قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ): ( (1) (ومِن المُهِمِّ)

في هَذَا الفنِّ (مَعْرِفةُ كُنَى المُسَمَّيْنَ) ممَّن اشتُهِرَ باسمِه ولهُ كُنْيَةٌ لا يُؤْمَنُ أنْ يَأْتِيَ في بعضِ الرّواياتِ مُكَنَّيًا لئلا يُظَنَّ أنَّهُ آخَرُ.

(وَمعرِفَةُ كنيةِ (أَسْمَاءِ المُكَنَّيْنَ) وهو عكسُ الذي قبلَه.

(وَمعرفةُ (مَن اسمُهُ كُنْيَتُهُ) وهم قليلٌ.

(وَمعرفةُ (مَن اخْتُلِفَ في كُنْيَتِه) وهم كثيرٌ.

(وَمعرفةُ (مَن كَثُرَتْ كُنَاهُكابْنِ جُرَيْجٍ، لهُ كُنْيَتَانِ: أَبُو الوليدِ وأبو خالدٍ.

(أو)كثُرَتْ (نُعُوتُهُ) وأَلْقَابُهُ.

(وَمعرفةُ (مَنْ وافَقَتْ كُنْيتُهُ اسمَ أبيهِكأَبِي إِسْحَاقَ إبراهيمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْمَدَنِيِّ أحدِ أتباعِ التَّابعينَ.

وفائدةُ معرفتِهِ:

نَفْيُ الغَلَطِ عمَّنْ نَسَبُهُ إلى أبيهِ، فقال: أخبرنا ابْنُ إِسْحَاقَ فَنُسِبَ إلى التَّصْحِيفِ، وأنَّ الصَّوابَ: أخبرنا أَبُو إِسْحَاقَ.

(أو بِالْعَكْسِ)كإِسْحَاقَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ.

(2) (أووافَقَتْ (كُنْيَتُهُ كُنْيَةَ زَوْجَتِهِكأَبِي أيوبَ الأَنْصَارِيِّ، وأُمِّ أيوبَ صَحَابِيَّانِ مشهورانِ.

أو وافَقَ اسمُ شَيْخِهِ اسمَ أبيهِ، كالرَّبيعِ بْنِ أَنَسٍ، عَن أنسٍ هكذا يأتي في الرِّواياتِ، فيُظَنُّ أنَّهُ يَرْوِي عَن أبيهِ كما وَقَعَ في (الصَّحِيحِ)، عَن عَامِرِ بْنِ سَعْدٍ، عَن سَعْدٍ، وهو أَبُوه، وليس أَنَسٌ، شيخُ الرَّبِيعِ، وَالِدَهُ بلْ أبُوه بَكْرِيٌّ، وشَيْخُهُ أَنْصَارِيٌّ، وهو أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الصَّحَابِيُّ المشهورُ وليسَ الرَّبِيعُ المذكورُ مِن أولادِهِ.

(3) (وَمعرفةُ (مَنْ نُسِبَ إلى غَيْرِ أَبِيهكالمِقْدَادِ بْنِ الأَسْودِ، نُسِبَ إلى الأسودِ الزُّهْرِيِّ؛ لِكَوْنِه تَبَنَّاهُ، وَإِنَّمَا هو مِقْدَادُ بْنُ عَمْرٍو.

(أو إِلَى أُمِّهِ)كابْنِ عُلَيَّةَ، هو إِسْمَاعِيلُ بْنُ إبراهيمَ بْنِ مِقْسَمٍ أحدُ الثِّقاتِ، وعُلَيَّةُ اسمُ أمِّهِ اشْتُهِرَ بها، وكان لا يُحِبُّ أن يُقالَ: لَهُ ابْنُ عُلَيَّةَ، ولهَذَا كان يقولُ الشَّافِعِيُّ: أخبرنا إِسْمَاعِيلُ الذي يُقالُ: لَهُ ابْنُ عُلَيَّةَ.

-(أو) نُسِبَ (إلى غيرِ ما يَسْبِقُ إلى الفَهْمِ) كالحَذَّاءِ، ظاهرُهُ أنَّه منسوبٌ إلى صِناعَتِها أو بيْعِها، وليسَ كذَلِكَ، وَإِنَّمَا كانَ يُجالِسُهم فنُسِبَ إليهم، وكسُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ لم يكنْ مِن بَنِي التَّيْمِ، ولكنْ نزلَ فيهمْ.

وكذا مَن نُسِبَ إلى جَدِّهِ فلا يُؤْمَنُ الْتَبَاسُهُ بمَن وافقَ اسْمُه اسْمَهُ، واسْمُ أبيه اسمَ الجدِّ المذكورِ.

(4) (وَمعرفةُ (مَن اتَّفَقَ اسْمُهُ واسْمُ أَبِيهِ وَجَدِّهِكالحَسَنِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

- وقد يقعُ أكثرُ مِن ذَلِكَ وهو مِن فروعِ المُسَلْسَلِ، وقد يتَّفِقُ الاسمُ واسمُ الأَبِ معَ اسْمِ الجَدِّ واسمِ الأَبِ فصاعِدًا كأَبِي اليُمْنِ الكِنْدِيِّ، هو زَيْدُ بْنُ الحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الحَسَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الحَسَنِ.

(5) (أواتَّفَقَ اسْمُ الرَّاوي وَ(اسْمُ شَيْخِهِ وَشَيْخِ شَيْخِهِ فَصَاعِدًا)

كعِمْرَانَ، عَن عِمْرَانَ، عَن عِمْرَانَ.

الأولُ: يُعرفُ بالقصيرِ.

والثَّانِي:أَبُو رَجَاءٍ العُطَارِدِيُّ.

والثَّالِثُ: ابْنُ حُصَيْنٍ الصَّحَابِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.

وكَــ سُلَيْمَانَ، عَن سُلَيْمَانَ، عَن سُلَيْمَانَ.

الأولُ: ابْنُ أحمدَ بْنِ أيوبَ الطَّبَرَانِيُّ.

والثَّانِي:ابْنُ أحمدَ الوَاسِطِيُّ.

والثَّالِثُ: ابْنُ عبدِ الرَّحْمَنِ الدِّمَشْقِيُّ المعروفُ بابْنِ بِنْتِ شُرَحْبِيلٍ.

وقد يقعُ ذَلِكَ للرَّاوِي ولشيخِهِ معًا، كأَبِي العَلاءِ الْهَمْدَانِيِّ،العَطَّارِ الْمَشْهُورِ بالرِّوَايةِ عَن أَبِي عَلِيٍّ الأَصْبَهَانِيِّ،الْحَدَّادِ وكُلٌّ منهما اسْمُهُ الحَسَنُ بْنُ أحمدَ بْنِ الحَسَنِ بْنِ أحمدَ بْنِ الحَسَنِ بْنِ أحمدَ؛ فاتَّفَقَا في ذَلِكَ وافْتَرَقَا في الكُنْيَةِ، والنِّسْبَةِ إلى الْبَلَدِ، وَالصِّنَاعَةِ، وصنَّفَ فيه أَبُو مُوسَى الْمَدِينِيُّ جُزْءًا حَافِلاً.

(6) (وَمعرفةُ (مَنْ اتَّفَقَ اسمُ شيْخِهِ وَالرَّاوي عَنْهُ)، وهو نوعٌ لَطِيفٌ لم يتعرَّضْ لهُ ابْنُ الصَّلاحِ.

وفائِدتُهُ:

- رَفْعُ اللَّبْسِ عمَّنْ يُظَنُّ أنَّ فيه تَكْرَارًا أو انْقِلابًا، فمِن أَمْثِلَتِه الْبُخَارِيُّ روَى عَن مُسْلِمٍ، وروَى عنه مُسْلِمٌ، فشيخُهُ مُسْلِمُ بْنُ إبراهيمَ الفَرَاهِيدِيُّ البَصْرِيُّ، والرَّاوي عنه مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ القُشَيْرِيُّ صاحبُ الصَّحِيحِ.

- وكذا وقعَ لِعَبْدِ بْنِ حُمَيْدٍ أيضًا.

رَوى عَن مُسْلِمِ بْنِ إبراهيمَ، وروَى عنه مُسْلِمُ بْنُ الحَجَّاجِ في (صَحِيحِه) حَدِيثًا بهَذِهِ التَّرْجَمَةِ بعيْنِها.

ومنها:

يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ، روَى عَن هِشَامٍ، وروَى عنه هِشَامٌ، فَشَيْخُهُ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ، وهو مِن أَقْرَانِهِ، والرَّاوي عنْهُ هِشَامُ بْنُ أَبِي عبدِ اللهِ الدَّسْتُوَائِيُّ.

ومنها:

ابْنُ جُرَيْجٍ، روى عَن هِشَامٍ وروى عنهُ هِشَامٌ فالأَعْلَى ابْنُ عُرْوَةَ وَالأَدْنَى ابْنُ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ.

ومنها:

الحَكَمُ بْنُ عُتَيْبَةَ، روى عَن ابْنِ أَبِي لَيْلَى، وروى عنهُ ابْنُ أَبِي لَيْلَى، فَالأَعْلَى عبدُ الرَّحْمَنِ والأَدْنَى ابْنُ عبدِ الرَّحْمَنِ المذكورِ، وأَمْثِلَتُهُ كثيرةٌ.

(7) (وَمن المُهِمِّ في هَذَا الفنِّ (معرفةُ الأسماءِ المُجرَّدَةِ) وقدْ جمعَها جماعةٌ مِن الأَئِمَّةِ:

فمنهم:

مَن جمعَها بغيرِ قَيْدٍ كابْنِ سَعْدٍ، في (الطَّبَقَاتِ)، وابْنِ أَبِي خَيْثَمَةَ، والْبُخَارِيِّ في (تَارِيخِهِمَا)، وابْنِ أَبِي حَاتِمٍ في (الْجَرْحِ).

ومنهمْ:

مَن أفْرَدَ الثِّقَاتِ بالذِّكْرِ كَالْعِجْلِيِّ، وابْنِ حِبَّانَ، وابْنِ شَاهِينَ.

ومنهمْ:

مَن أَفْرَدَ المَجْرُوحينَ كابْنِ عَدِيٍّ، وابْنِ حِبَّانَ أيضًا.

ومنهم:

مَن تَقَيَّدَ بكتابٍ مَخصُوصٍ (كرِجَالِ الْبُخَارِيِّ) لأَبِي نَصْرٍ الكَلاَبَاذِيِّ.

(ورِجَالِ مُسْلِمٍ) لأَبِي بَكْرِ بْنِ مَنْجُويَه.

(ورِجَالِهِمَا معًا) لأَبِي الْفَضْلِ بْنِ طَاهِرٍ.

(ورِجَالِ أَبِي داودَلأَبِي عَلِيٍّ الْجَيَّانِيِّ.

وكذا:

(رِجَالُ التِّرْمِذِيِّ ورجالُ النَّسَائِيِّ) لجماعةٍ مِن المَغَارِبَةِ.

(ورِجَالُ السِّتَّةِ: الصَّحِيحَيْنِ، وأَبِي داودَ، والتِّرْمِذِيِّ، والنَّسَائِيِّ، وابْنِ مَاجَهْ) لِعَبْدِ الغَنِيِّ الْمَقْدِسِيِّ، في كتابِه (الإِكْمَالِ)، ثم هذَّبَهُ المِزِّيُّ في (تَهْذِيبِ الكَمَالِ)، وقد لخَّصْتُهُ وزِدْتُ عليه أشياءَ كَثِيرَةً، وَسَمَّيْتُهُ (تَهْذِيبَ التَّهْذِيبِ)، وجاءَ معَ ما اشْتَمَلَ عليه مِن الزِّيَادَاتِ قَدْرَ ثُلُثِ الأصْلِ.

(8) (وَمِن المُهِمِّ أيضًا معرفةُ الأسماءِ (المُفْرَدَةِ) وقد صنَّفَ فيها الحافظُ أَبُو بَكْرٍ أحمدُ بْنُ هَارُونَ الْبَرْدِيجِيُّ، فذَكَرَ أشياءَ تعقَّبُوا عليه بعضَها، من ذَلِكَ قولُه: صُغْدِيُّ بْنُ سِنَانٍ أحدُ الضُّعفاءِ، وهو بِضَمِّ الصَّادِ الْمُهْمَلَةِ، وقد تُبْدَلُ سِينًا مُهْمَلَةً، وسكونِ الغينِ المُعجَمَة، بعدَها دالٌ مُهْمَلَةٌ، ثم ياءٌ كَياءِ النَّسَبِ، وهو اسمُ عَلَمٍ بلفظِ النَّسَبِ، وليس هو فَرْدًا، ففي (الْجَرْحِ والتَّعْدِيلِ)لابْنِ أَبِي حَاتِمٍ، صُغْدِيٌّ، الكُوفِيُّ، وَثَّقَهُ ابْنُ مَعِينٍ وفرَّقَ بَيْنَهُ وبَيْنَ الذي قَبْلَهُ فضَعَّفَهُ.

وفي (تاريخِ العُقَيْلِيِّ)صُغْدِيُّ بْنُ عبدِ اللهِ، يَرْوِي عَن قَتَادَةَ، قال: الْعُقَيْلِيُّ: حَدِيثُه غيرُ محفوظٍ. ا.هـ

وأظُنُّه هو الذي ذَكَرَهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ.

وأَمَّا كونُ الْعُقَيْلِيِّ ذَكَرَهَ في الضُّعفَاءِ فإِنَّمَا هو للحَدِيثِ الذي ذَكَرَهُ وليست الآفةُ منه، بلْ هيَ مِن الرَّاوي عنهُ عَنْبَسَةَ بْنِ عبدِ الرَّحْمَنِ، واللهُ أَعْلَمُ.

ومِن ذَلِكَ سَنْدَرٌ؛ بالْمُهْمَلَةِ والنونِ بوَزْنِ جَعْفَرٍ، وهو موْلَى زِنْبَاعٍ الْجُذَامِيِّ له صُحْبَةٌ ورِوَايةٌ، والمشهورُ أنَّه يُكَنَّى أبا عبدِ اللهِ، وهو اسمٌ فَرْدٌ لم يَتَسَمَّ به غيرُه فيما نَعْلَمُ، لكنْ ذَكَرَ أَبُو موسى في (الذَّيْلِ على مَعْرِفَةِ الصَّحَابَةِ)لابْنِ مَنْدَهْ سَنْدَرٌ أَبُو الأَسْوَدِ، وَرَوَى لهُ حَدِيثًا، وَتُعِقَّبَ عليه ذَلِكَ؛ فإنَّه هو الذي ذَكَرَهُ ابْنُ مَنْدَهْ.

- وقد ذَكَـرَ الحَدِيثَ المذكورَ مُحَمَّدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْجِيزِيُّ في (تاريخِ الصَّحَابَةِ) الذين نَزَلوا مصرَ في تَرْجَمَةِ سَنْدَرٍ مَوْلَى زِنْبَاعٍ، وقد حرَّرْتُ ذَلِكَ في كِتَابِي (الصَّحَابَةُ).

- (وَ) كَذَا معرفةُ (الكُنَى) المُجرَّدَةِ والمُفْرَدَةِ وكذا معرفةُ (الأَلْقَابِ) وهي تارةً تكونُ بلفظِ الاسمِ، وتارةً بلفظِ الكُنْيَةِ وتقعُ نِسْبَةً إلى عَاهَةٍ أو حِرْفَةٍ).

هيئة الإشراف

#3

30 Oct 2008

نظم الدرر لفضيلة الشيخ: إبراهيم اللاحم

قال الشيخ إبراهيم بن عبد الله اللاحم: (ثُمَّ تَكَلَّمَ الحافظُ على أشياءَ تتعلَّقُ بالرواةِ.

(1)

كذلكَ منها: معرفةُ الكُنَى وأسماءُ المُكَنِّينَ ومَن اسمُه كنيتُه … إلخ

وفي بعضِ هذه المباحثِ مؤلفاتٌ خاصَّةٌ.

ثُمَّ تَكَلَّمَ على معرفةِ الأسماءِ المجرَّدَّةِ، والمفردةِ:

الأسماءُ المجردةُ:

ليسَ فيها مُؤْتَلِفٌ وَمُخْتَلِفٌ، ولا كُنَى، وإنما تُذكرُ مجرَّدَةً دونَ اعتبارٍ مُعَيَّن.

وقالَ: إنَّ مِن الأئمَّةِ مَن سردَها هكذا دونَ تفصيلٍ، ومنهم البخاريُّ في (التاريخِ الكبيرِ)، وابنُ أبي حاتمٍ في (الجرحِ والتعديلِ).

وألَّفَ العلماءُ في الأسماءِ المجرَّدَةِ بعضُهم في الثقاتِ.

- وبعضُهم في الضعفاءِ.

- وبعضُهم في رجالِ كُتُبٍ خاصَّةٍ، مثلما أُلِّفَ في رجالِ البخاريِّ ومسلمٍ وغيرِهِما:

وألَّفَ عبدُ الغنيِّ المقدسيُّ في رجالِ الستَّةِ كتابَه (الكمالَ).

ثُمَّ المِزِّيُّ(تهذيبَ الكمالِ).

ثُمَّ الذَّهَبِيُّ(تذهيبَ التهذيبِ).

ثُمَّ الحافظُ (تهذيبَ التهذيبِ).

وللذهبيِّ كتابٌ اسمُه (الكاشِفُ في رجالِ الكتبِ الستَّةِ).

وللحافظِ كتابُ (التقريبِ)، والفرقُ بينَ (التذهيبِ)، و(الكاشفِ) أنَّ (الكاشفَ) يسوقُ الذهبيُّ فيه في الغالبِ عبارتَه هو في الراوي مأخوذةً مِن كلامِ الأئمَّةِ الموجودِ في (تذهيبِ التهذيبِ)، ومثلُه كلامُ الحافظِ في (التقريبِ)، الكلامُ الموجودُ هو للحافظِ، وقد لخَّصَ كلامَ الأئمَّةِ بعبارةٍ موجزةٍ فيقولُ: ثقةٌ،ثَبْتٌ، ثقةٌ لكنَّهُ يُدَلِّسُ.

الأسماءُ المفردةُ:

أنْ يأتيَ اسمُ واحدٍ لا يُطلقُ إلا على شخصٍ واحدٍ، مثلاً: صغديُّ بنُ سنانٍ، ذكرَ البرديجيُّ أنَّه فردٌ، لكن الحافظَ يقولُ: تُعُقِّبَ على البرديجيِّ في بعضِ هذه الأسماءِ التي وضعَها في كتابٍ ألَّفَه.

وقيلَ:

إنَّ صغديًّا هذا يوجدُ غيرُه، وكثيرٌ مما ذكرَه البرديجيُّ يُسلَّمُ له، والتفرُّدُ في الإسنادِ ربَّمَا تُعُقِّبَ على مَن يدَّعِيه، ومثلُ هذا في الرواةِ، فتفرُّدُ الإِسنادِ أو الراوي والجزمُ بأنَّه لا ثانيَ لهذا صعبٌ جدًّا.

(2)

وذكرَ الحافظُ مِن الأمورِ التي يجبُ معرفتُها:

الكُنَى والألقابُ، الكُنَى المجرَّدَةُ والمُفْرَدَةُ:

ومِن أهمِّ المؤلفاتِ كتابُ (الكُنَى) لابنِ عبدِ البرِّ، وللذهبيِّ كتابٌ مختصرٌ في الكُنَى، ويذكرُهم الأئمَّةُ في كتبِهم في الرواةِ، فالبخاريُّ أفردَهُم في نهايةِ (التاريخِ).

وابنُ أبي حاتمٍ في (الجرحِ والتعديلِ)، وبعضُ أصحابِ هذه الكُنَى يكونُ له اسمٌ، وبعضُهم لا يُعرفُ اسمُه ويُخْتَلَفُ في اسمِه مثلُ: أبي هريرةَ، في الصحابةِ، وأبي بكرِ بنِ عَيَّاشٍ في الرواةِ، وأحيانًا يكونُ اسمُ الشخصِ كُنيتَه.

وفي الألقابِ:

مؤلفاتٌ كثيرةٌ جدَّاً للحافظِ.

منها: كتابٌ اسمُه (نزهةُ الألبابِ في الألقابِ) مِن آخرِ ما أُلِّفَ في هذا الفنِّ، ومِن أمثلةِ أصحابِ ذوي الألقابِ: الأعمشُ،الأعرجُ،الأحدبُ،النبيلُ، والمقصودُ بها التعريفُ به لاشتهارِه بلقبِه).

هيئة الإشراف

#4

30 Oct 2008

شرح نخبة الفكر لفضيلة الشيخ: سعد بن عبد الله الحميد

قال الشيخ سعد بن عبد الله الحميد: ( (1)

معرِفَةُ الكُنَى:

إذا جاءَ باحثٌ في التقريبِ يَبْحَثُ عنْ رَجُلٍ يُقالُ لهُ:

أبو الْجَوزاءِ، والتقريبُ مُرَتَّبٌ على الْمُعْجَمِ، فأينَ يَذْهَبُ؟

إمَّا أنْ يكونَ عارِفاً اسمَهُ، أوْ يَستعينَ بالكُتُبِ التي خَدَمَتِ الطَّالبَ في هذا:

1- البخاريُّ جَعَلَ في آخِرِ تاريخِهِ كِتاباً للكُنَى، فيَذْكُرُ كُنْيَةَ الراوي ويقولُ: هوَ فُلانُ بنُ فُلانٍ.

2- مُسلمٌ لهُ كتابُ الكُنَى، وهوَ مَطبوعٌ، وكذلكَ كتابُ البُخاريِّ مَطبوعٌ.

3- الإمامُ أحمدُ لهُ كِتابُ (الكُنَى).

4- الدُّولابِيُّ لهُ كتابُ (الكُنَى).

مَثَلاً: أبو إسحاقَ السَّبِيعِيُّ،تَجِدُ أنَّ الحافِظَ جَعَلَ في آخِرِ التقريبِ باباً للكُنَى، فيُرَتِّبُهَا حَسَبَ الحروفِ معَ حَذْفِ (أَبُو)، فنَجِدُ أبا إسحاقَ في الأَلِفِ بعدَهُ سِينٌ، فنَجِدُهُ يقولُ: هوَ عمرُو بنُ عبدِ اللَّهِ الْهَمَذَانِيُّ، فتَرْجِعُ إلى حَرْفِ العينِ بعدَها ميمٌ بعدَها راءٌ.

(2)

قالَ: (وأسماءُ الْمُكَنَّيْنَ) تَجِدُ رَاوياً مَشهوراً بكُنْيَةٍ، مِثلُ:

أبي هُريرةَ، فلوْ جَاءكَ راوٍ وقالَ: حدَّثَنِي: عبدُ الرحمنِ بنُ صَخْرٍ، فرَجَعْتَ إلى (التقريبِ) وَجَدْتَهُ في عبدِ الرحمنِ، لكنْ إذا ذَهَبْتَ في آخِرِ الكتابِ في الكُنَى تَجِدُهُ يَذْكُرُ أبا هُريرةَ ويُتَرْجِمُ لهُ.

(3)

قالَ: (ومَن اسْمُهُ كُنْيَتُهُ) مثلَما قيلَ: عنْ أبي سَلَمَةَ بنِ عبدِ الرحمنِ.

(4)

قالَ: (ومَنْ كَثُرَتْ كُنَاهُ أوْ نُعُوتُهُ) مثلُ:

ابنِ جُرَيْجٍ، لهُ كُنْيَتَانِ:

- أبو الوليدِ.

- وأبو خالدٍ.

(أو نُعوتُهأيْ: أَلْقَابُهُ، فبعضُهم مَثَلاً: يُقَالُ لهُ: فلانٌ الْخُرَاسَانِيُّ البَزَّازُ، ورُبَّما أُضِيفَ إلى صناعَةٍ مِن الصِّناعَاتِ.

وأَلَّفَ السَّمْعَانِيُّ كتابَ (الأنسابِ)، فإذا جاءكَ مَثَلاً: رجُلٌ يُقالُ لهُ: البَزَّازُ، تَذْهَبُ إلى حرْفِ الباءِ بعدَهُ زَايٌ بعدَها أَلِفٌ، فيَقُولُ فيهِ: نِسْبَةً إلى مَنْ يَبِيعُ الْبَزَّ وهيَ الثيابُ، وممَّن اشْتَهَرَ بهذه النِّسبةِ فُلانٌ وفُلانٌ، فيُبَيِّنُ لكَ مَن الذي يُقالُ لهُ: البَزَّازُ.

(5)

قالَ: (ومَنْ وَافَقَتْ كُنْيَتُهُ اسمَ أبيهِ) مثلُ:

أبي إسحاقَ بنِ إسحاقَ الْمَدَنِيِّ.

(6)

قالَ: (أو بالعَكْسِ) مثلُ:

إسحاقَ بنِ أبي إسحاقَ السَّبِيعِيِّ؛ فهذا والذي قَبْلَهُ مُفيدٌ في مَعرِفَةِ الإسنادِ، وأنَّهُ ليسَ فيهِ غَلَطٌ، فلوْ جاءَ إسنادُ إسحاقَ بنِ أبي إسحاقَ، عنْ أبي إسحاقَ، رُبَّما ظَنَّ ظَانٌّ أنَّ هناكَ غَلَطاً وَتَكْرَاراً، فإذا عُرِفَ ذلكَ عَرَفْتَ أنَّهُ صَوَابٌ.

(7)

قالَ: (أوْ كُنْيَتُهُ كُنْيَةُ زَوْجِهِ) مثلُ:

أبي أيُّوبَ الأنصاريِّ، وأُمِّ أَيُّوبَ، في بعضِ الأسانيدِ عنْ أُمِّ أيُّوبَ عنْ أبي أَيُّوبَ في أنَّ القرآنَ نَزَلَ على سَبْعَةِ أحْرُفٍ.

(8)

قالَ: (وَمَنْ نُسِبَ إلى غيرِ أبيهِ) مثلُ:

الْمِقدادِ ابْنِ الأسودِ، صَوَابُهُ أنَّهُ الْمِقدادُ بنُ عمرٍو، نُسِبَ إلى الأَسْوَدِ؛ لأنَّ الأسودَ كانَ قدْ تَبَنَّاهُ قبلَ ذلكَ فنُسِبَ إليهِ.

(9)

قالَ: (أوْ إلى أُمِّهِ) مِثلُ:

إسماعيلَ ابنِ عُلَيَّةَ، وأبوهُ إبراهيمُ، وقدْ كانَ يَكْرَهُ هذا.

(10)

قالَ: (أوْ إلى غَيْرِ ما يَسْبِقُ إلى الفَهْمِ) مثلُ: خالدٍ الحَذَّاءِ.

قيلَ:كانَ يُجَالِسُ صانِعِي الأَحْذِيَةِ.

وقيلَ:لأنَّهُ كانَ يَقولُ في بعضِ الحديثِ: أَحْذُو حَذْوَ كَذَا؛ يعني: أَنْسِجُ على هذا الْمِنْوَالِ.

ومِثلُ: سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ، نَزَلَ بينَ بَنِي تَيْمٍ فنُسِبَ إليهم.

(11)

قالَ: (ومَن اتَّفَقَ اسمُهُ واسمُ أبيهِ واسمُ جَدِّهِ) .

مثلُ: الحسَنِ بنِ الحسَنِ بنِ الحسَنِ بنِ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ، ومَعرِفَتُهُ حتَّى لا يَظُنَّ ظانٌّ أنَّ في الإسنادِ خَطَأً إذا وَجَدَ ذلكَ.

(12)

قالَ: (ومَن اتَّفَقَ اسْمُهُ معَ اسمِ شَيْخِهِ فَصَاعِداً) مثلُ:

عِمرانَ، عنْ عِمرانَ، عنْ عِمرانَ.

فالأوَّلُ:

هوَ القَصيرُ.

والثاني:

أبو رجاءٍ العُطَارِدِيُّ.

والثالثُ:

هوَ الصحابِيُّ ابنُ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عنهُ.

(13)

قالَ: (ومَن اتَّفَقَ اسمُ شَيْخِهِ والراوي عنْهُ) .

مثلُ: يَحْيَى بنِ أبي كَثِيرٍ يَرْوِي عنهُ هِشَامٌ الدَّسْتُوَائيُّ، وهوَ يَرْوِي عنْ هشامِ بنِ عُرْوَةَ، فإذا جاءَ هشامٌ عنْ يحيى عنْ هشامٍ رُبَّما ظَنَّ ظَانٌّ أنَّ في الإسنادِ غَلَطاً، وهوَ ليسَ كذلكَ.

ومِثلُ:عبدِ الرحمنِ بنِ أبي لَيْلَى، التابعيِّ الجليلِ، لهُ ابنٌ اسْمُهُ: محمَّدٌ، فنَجِدُ مُحَمَّداً يُقَالُ لهُ أحياناً: ابنُ أَبِي لَيْلَى، وأَبُوهُ كذلكَ يُقَالُ لهُ: ابنُ أبي لَيْلَى، فإذا جاءنا إسنادٌ: حَدَّثَنَا ابنُ أبي لَيْلَى، عن الْحَكَمِ بنِ عُتَيْبَةَ، عن ابنِ أبي لَيْلَى، عن ابنِ مسعودٍ.. رُبَّما ظَنَّ ظانٌّ أنَّ هناكَ خَطَأً، وهوَ ليسَ كذلكَ.

معرِفةُ الأسماءِ الْمُجَرَّدَةِ والْمُفْرَدَةِ:

(14)

قالَ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالَى: (ومعرِفَةُ الأسماءِ الْمُجَرَّدَةِ والْمُفْرَدَةِ) يَقْصِدُ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى أنَّهُ يَنبغِي لطالِبِ العلْمِ أنْ يَعْرِفَ الأسماءَ الْمُجَرَّدَةَ والْمُفْرَدَةَ.

أوَّلاًمَعْرِفَةُ الأسماءِ الْمُجَرَّدَةِ:

والأسماءُ المجرَّدَةُ لَيْسَتْ بكُنًى ولا ألقابٍ، ولَيْسَتْ شيئاً مِمَّا تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ مِن الأُمُورِ التي سَبَقَ التنبيهُ عليها، وإنَّما هيَ:

الأسماءُ التي تَتَكَرَّرُ دائماً، فإذا أَرَدْنَا أنْ نُعَرِّفَ شَخْصاً مَثَلاً فنَقولَ: هوَ سُفيانُ بنُ سعيدٍ الثوريُّ، فيُقَالُ: هذا اسمٌ مُجَرَّدٌ، وهكذا.

والأسماءُ الْمُجَرَّدَةُ هيَ الغالبُ، وهيَ التي تُشَكِّلُ مُعْظَمَ كُتُبِ الْجَرْحِ والتعديلِ، ومِنْ أَهَمِّها (التاريخُ الكبيرُ)للبخاريِّ،(والطَّبَقَاتُ الكُبْرَى)لابنِ سعْدٍ،(والجَرْحُ والتعديلُ)لابنِ أبي حاتمٍ،(والثِّقَاتُ)لابنِ حِبَّانَ، وغيرُها مِنْ كُتُبِ الرجالِ التي رُتِّبَت التَّرَاجِمُ فيها إمَّا على الحروفِ أوْ على الطَّبَقَاتِ.

ويُمْكِنُ أنْ يُقالَ لِمِثْلِ (التاريخُ الكبيرُ) للبخاريِّ،(والجَرْحُ والتعديلُ)لابنِ أبي حاتمٍ: إنَّها مِنْ كُتُبِ الرُّواةِ عامَّةً، وكذلكَ أيضاً (الطَّبَقَاتُ)لابنِ سعْدٍ مِنْ كُتُبِ الرُّواةِ العامَّةِ، لكنَّهُ رَتَّبَ الرُّواةَ على الطَّبقاتِ.

هذهِ الكُتُبُ الثلاثةُ:

- (الطبقاتُ)لابنِ سعدٍ.

- و(التاريخُ الكبيرُ)للبخاريِّ.

- و(الجَرْحُ والتعديلُ)لابنِ أبي حاتمٍ، جَمَعَ فيها مُصَنِّفُوهَا التراجِمَ أو الأسماءَ الْمُجَرَّدَةَ -كما نَصَّ عليهِ ابنُ حَجَرٍ هنا- دُونَ أن يَتَقَيَّدُوا بصِفةٍ مُعَيَّنَةٍ، فلم يَتَقَيَّدُوا بمسألةِ: الصفةِ، والحفْظِ، والضبْطِ.

- ولم يَتَقَيَّدُوا كذلكَ بالرُّوَاةِ المَطْعُونِ فيهم، ولا برُواةِ كُتُبٍ مخصوصةٍ، ولا رُواةِ بُلدانٍ مَخصوصةٍ، ولا غيرِ ذلكَ، وإنَّما تَجِدُ في هذهِ الكتُبِ الثقاتِ، والضعفاءَ، ورجالَ الكُتُبِ السِّتَّةِ وغيرِها، ورجالَ البُلدانِ جميعِها، كُلُّ هذا موجودٌ في هذهِ الكتُبِ الثلاثةِ.

وهناكَ مَنْ أَفْرَدَ الأسماءَ المجرَّدَةَ بصِنْفٍ مُعَيَّنٍ،أوْ بصِفةٍ معَيَّنَةٍ، فمِنْ جُملتِهم -وأوَّلُهم- الْعِجْلِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تعالى، ويَليهِ: ابنُ حِبَّانَ، وابنُ شَاهِينَ رَحِمَهُما اللَّهُ تعالى، فهؤلاءِ الثلاثةُ وغيرُهم أفْرَدُوا الثقاتِ خاصَّةً بالتصنيفِ.

وكتابُ: العِجْلِيِّ مَطبوعٌ، وكتابُ: ابنِ شاهينَ مطبوعٌ بعُنوانِ (أَسْمَاءُ الثِّقاتِ).

هناكَ أيضاً مَنْ أَفْرَدَ الأسماءَ المجرَّدَةَ بالتصنيفِ بِناءً على صِفةٍ مُعَيَّنَةٍ، وهم مَنْ جُرِّحَ مِنْ أصحابِ الأسماءِ المُجَرَّدَةِ، وألَّفَ في هذا النوعِ أيضاً عددٌ مِن الأَئِمَّةِ، منهم العَقِيلِيُّ أحمدُ بنُ جَعفرٍ، ومنهم ابنُ حِبَّانَ، ومنهم ابنُ عَدِيٍّ.

والجديرُ بالذكْرِ أنَّ ابنَ حِبَّانَ رَحِمَهُ اللَّهُ قدْ ألَّفَ تاريخاً كبيراً، واخْتَصَرَ مِنْ هذا (التاريخِ الكبيرِ) هذَيْنِ الكتابَيْنِ: (الثِّقاتِ) و(المَجْرُوحِينَ)، فجَعَلَ الثقاتِ على حِدَةٍ، والمجروحينَ على حِدَةٍ، وأيضاً تراجُمُهم تُعْتَبَرُ مختصَرَةً مِنْ هذا التاريخِ الكبيرِ الذي عَمِلَهُ.

وكتابُ: ابنِ عَدِيٍّ يُعتبَرُ أفْضَلَ هذهِ الكتُبِ التي أُلِّفَتْ بِناءً على تلكَ الصفةِ، وقد اعتَمَدَ عليهِ الذَّهَبِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ في كتابِهِ (مِيزانُ الاعتدالِ).

مِن المُؤَلِّفينَ أيضاً مَنْ تَقَيَّدَ برجالِ كُتُبٍ أوْ جِهةٍ مُعَيَّنَةٍ، فنَجِدُ بعضَ الْمُصَنِّفِينَ أَفْرَدَ فقطْ رجالَ كتابِ (صحيحُ البخاريِّ) بالترجمةِ، وهذا حَصَلَ لِلْكَلابَاذِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ في كتابِهِ (رِجَالُ صحيحِ البخاريِّ).

جاءَ بعدَهُ ابنُ المَنْجُوَيْهِ، فوجَدَ الكَلاباذِيَّ سبَقَهُ بالترجمةِ لرجالِ البُخاريِّ، فتَرْجَمَ هوَ لرجالِ مُسْلِمٍ.

ثمَّ جاءَ بعدَ ذلكَ: ابنُ طاهرٍ الْمَقْدِسِيُّ، فوَجَدَ أنَّ الكَلاباذِيَّ، وابنَ المَنْجُوَيْهِ أفْرَدَ كُلٌّ منهما لرجالِ أحَدِ الصحيحَيْنِ، فجَمَعَ بينَ الكتابَيْنِ في كتابٍ سَمَّاهُ: (الجمْعُ بينَ رجالِ الصحيحَيْنِ)، وكلُّ هذهِ الكتُبِ الثلاثةِ مطبوعةٌ ومِن الكتُبِ الْمُهِمَّةِ.

والكتُبُ كثيرةٌ ممَّا أُلِّفَ في رجالِ التِّرمذيِّ، ورجالِ أبي دَاوُدَ، ورِجالِ النَّسائيِّ، لكنَّها غيرُ موجودةٍ الآنَ ولا نَعْرِفُ عنها شيئاً، لكنَّنَا الآنَ نَتَحَدَّثُ عن الكُتُبِ المشهورةِ والتي خَدَمَتْ طُلاَّبَ العلْمِ، فمِنْ أهَمِّهَا كتابُ (الكَمَالُ)للحافظِ عبدِ الغنِيِّ الْمَقْدِسِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، فقدْ جَمَعَ رِجالَ الكتُبِ السِّتَّةِ في هذا الكتابِ.

ثمَّ جاءَ بعدَهُ الحافظُ جمالُ الدينِ الْمِزِّيُّ، فوَجَدَ أنَّ كتابَ الكَمَالِ يَحتاجُ إلى تهذيبٍ، وليسَ معنى التهذيبِ الاختصارَ، ولكنْ يكونُ بحذْفِ أشياءَ لا حاجةَ لها، وقدْ تكونُ أشياءَ أَخْطَأَ المُصَنِّفُ في ذِكْرِها، ويُضيفُ أشياءَ تَدْعُو الحاجةُ إليها، ويُرَتِّبُ الأشياءَ التي يَجِدُ أنَّ الكتابَ أَخَلَّ بتَرْتِيبِها، أوْ أنَّهُ رَتَّبَها تَرتيباً مَرْجُوحاً، أوْ أنَّ الأَوْلَى أنْ يُرَتَّبَ على صِفةٍ مُعَيَّنَةٍ.

- فمَثلاً: الحافِظُ عبدُ الغنيِّ الْمَقْدِسِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ جَعَلَ كتابَهُ قِسميْنِ:

فالقِسمُ الأَوَّلُ:

تَرْجَمَ فيهِ للصحابةِ فقطْ.

والقسْمُ الثاني:

تَرْجَمَ فيهِ للرجالِ غيرِ الصحابةِ مِن التابعينَ فمَنْ بَعْدَهم، ورَتَّبَ الصحابةَ على حُروفِ الْمُعْجَمِ مُبْتَدِئاً بالعَشَرَةِ الْمُبَشَّرِينَ بالجنَّةِ، ورَتَّبَ باقِيَ الرُّواةِ أيضاً على حروفِ المعجَمِ مُبْتَدِئاً بِمَن اسْمُهُ محمَّدٌ وأحمدُ، وجَعَلَ النساءَ مِن الصَّحَابِيَّاتِ بعدَ الصحابةِ، والنساءَ مِنْ باقي الرُّواةِ بعدَ الرُّواةِ.

لكنَّ الْمِزِّيَّ لَحَظَ مَلْحَظاً جَيِّداً في هذا الترتيبِ، وقالَ: إنَّ بعضَ الأحاديثِ يَأْتِي فيها صحابِيٌّ يَرْوِي عنْ صحابِيٍّ آخَرَ، كأنْ يَرْوِيَ ابنُ عبَّاسٍ، عنْ عمرَ بنِ الخطَّابِ، فحينَما يَنْظُرُ الناظِرُ إلى هذا الإسنادِ يَجِدُ أنَّ الصحابِيَّ يَرْوِي عن الصحابِيِّ، وهوَ لا يَعْرِفُ أنَّ الأوَّلَ صَحَابِيٌّ؛ فقدْ يَظُنُّ أنَّهُ تَابِعِيٌّ، فيَذْهَبُ للقِسْمِ الثاني فيَبْحَثُ في تَرجمتِهِ فلا يَجِدُ؛ فيَظُنُّ أنَّ هذا الرجُلَ لا تَرجمةَ لهُ، والحقيقةُ أنَّهُ مُتَرْجَمٌ لهُ في قِسْمِ الصحابةِ.

والعكسُ كذلكَ، قالَ: قدْ يَأْتِينَا حَدِيثٌ أَرْسَلَهُ تابعِيٌّ، غيرَ أنَّهُ سَقَطَ مِنْ إسنادِهِ على الأَقَلِّ الصحابِيُّ، فيَظُنُّ مَنْ لا خِبْرَةَ لهُ أنَّ هذا التابعِيَّ صَحَابِيٌّ؛ لأنَّهُ يَرْوِي الحديثَ عن النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ، فيَذْهَبُ ويَطْلُبُ هذهِ التَّرْجَمَةَ في قِسْمِ الصحابةِ فلا يَجِدُها؛ فَلِذَلِكَ كانَ الأَوْلَى أنْ تُدْمَجَ التراجِمُ، بحيثُ إذا بَحَثَ الإنسانُ عنْ تَرجمةِ راوٍ مِن الرُّوَاةِ يَجِدُها في مَوْضِعِها بحَسَبِ الترتيبِ الأَبْجَدِيِّ.

فالشاهِدُ أنَّ كتاباً مِثْلَ: (تَهذيبُ الكمالِ) يُعْتَبَرُ أرْوَعَ ما أُلِّفَ في كُتُبِ الرجالِ، وأَتْقَنَهُ الْمِزِّيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ إتْقَاناً شَهِدَ لهُ بهِ القَاصِي والدَّانِي؛ ولذلكَ نَجِدُ أنَّ حاجةَ العُلماءِ وطُلاَّبِ العِلْمِ لهُ ما زَالَتْ قائمةً منذُ وَقْتِ الْمِزِّيِّ إلى وَقْتِنا الحاضرِ، ويُدْرِكُ أهَمِّيَّةَ هذا الكتابِ مَنْ عانَى البحْثَ في الأسانيدِ، وعَرَفَ مَدَى العُسْرِ الذي يَجِدُهُ في مَعْرِفَةِ اتِّصالِ الإسنادِ مِنْ عَدَمِهِ، وبخَاصَّةٍ في مَعْرِفَةِ الشُّيوخِ والتلاميذِ؛ فرَحِمَ اللَّهُ الْمِزِّيَّ رَحْمَةَ واسعةً.

ثانياً: معرِفةُ الأسماءِ الْمُفْرَدَةِ :

مِن الأشياءِ الْمُهِمَّةِ أيضاً مَعْرِفَةُ الأسماءِ الْمُفْرَدَةِ؛ أي: الأسماءِ التي لا تُؤْثَرُ إلاَّ عنْ رجُلٍ واحدٍ، ولا يُشارِكُهُ في ذلكَ الاسمِ أحَدٌ، مِثْلُ: بيهثَ، ومثلُ: المُطَوَّسِ.. وهكذا، فهيَ أسماءٌ لا يُوجَدُ منها في عِلْمِ رجالِ الحديثِ سِوَى ذلكَ الاسمِ فقطْ، فهذهِ يُقالُ لها: الأسماءُ الْمُفْرَدَةُ.

ومِنْ جُمْلَةِ مَنْ أَلَّفَ في هذهِ الأسماءِ الْمُفْرَدَةِ أحمدُ بنُ هارونَ المعروفُ بالْبَرْدِيجِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ، وهوَ مِنْ عُلماءِ الحديثِ المَشْهُورِينَ، ألَّفَ كتابَهُ (طَبَقَاتُ الأسماءِ الْمُفْرَدَةِ)، والكتابُ جزءٌ لطيفٌ مَطبوعٌ بتَحقيقِ سَكينةَ الشهابِيِّ، لكنْ يَقولُ مُحَقِّقُ (النُّزْهَةِ): إنَّهُ اكتَشَفَ أنَّ هذا الكتابَ الذي طُبِعَ عِبَارَةٌ عنْ مُخْتَصَرٍ للكتابِ الأصْلِ، وأنا لا أعْرِفُ عنْ هذا شيئاً، وإنَّما أعْرِفُ أنَّ الكتابَ مَطبوعٌ.

يُبَيِّنُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ رَحِمَهُ اللَّهُ أنَّ الْبَرْدِيجِيَّ اعْتَنَى بإفرادِ هذا النوعِ بالتصنيفِ، لكنْ هناكَ بعضُ الأخطاءِ التي وَقَعَ فيها ممَّا لا يُقَلِّلُ مِنْ قِيمةِ الكتابِ، ولا يَضُرُّ ذلكَ الْمُصَنِّفَ رَحِمَهُ اللَّهُ؛ لأنَّ هذا مَبْلَغُ عِلْمِهِ، فحينَما يَذْكُرُ رَاوِياً ويَقولُ: إنَّهُ لا يُشَارِكُهُ في هذا الاسمِ أحَدٌ، فهذا هوَ مَبْلَغُ علْمِ الْبَرْدِيجِيِّ، أمَّا مَن اطَّلَعَ على مَزيدٍ مِنْ ذلكَ وعَرَفَ أنَّ هناكَ رَاوِياً آخَرَ، فهذا لا يَنْقُصُ مِنْ قَدْرِ ذلكَ الكتابِ.

ويَضْرِبُ الحافظُ ابنُ حَجَرٍ مِثالاً على هذا (سهديَّ بنَ سِنَانٍ)، وهوَ أحَدُ الضُّعفاءِ؛ يقولُ: إنَّ البَرْدِيجِيَّ ذَكَرَ أنَّ (سهديَّ بنَ سِنَانٍ) هذا مِنْ أصحابِ الأسماءِ الْمُفْرَدَةِ، بينَما هناكَ رُوَاةٌ آخَرونُ يُقالُ لهم أيضاً: (سهديٌّ)؛ فإذَنْ لم يَتَفَرَّدِ ابنُ سِنَانٍ بهذا الاسمِ، بلْ شارَكَهُ غيرُهُ.

مَعْرِفَةُ الكُنَى والألقابِ:

(15)

قالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: (وَالْكُنَى) أيْ: مِن الْمُهِمِّ مَعرِفةُ كُنَى الْمُسَمَّيْنَ وأسماءِ الْمُكَنَّيْنَ، فهذا لهُ عَلاقةٌ بذلكَ، ولكنَّ هذهِ الكُنَى أحياناً تكونُ مُفْرَدَةً أيضاً، فالمفروضُ في طالِبِ العلْمِ أنْ يَعْرِفَ الكُنَى الْمُجَرَّدَةَ والمفرَدَةَ.

والكُنَى الْمُجَرَّدَةُ؛أي: العادِيَّةُ، والمُفْرَدَةُ أي: التي لا يُشَارِكُ فيها ذلكَ الراويَ أحَدٌ.

وهناكَ جُملةٌ أيضاً مِن الكُنَى الْمُفْرَدَةِ، لكِنَّنِي لا أَذْكُرُ أنَّ هناكَ مَنْ أَفْرَدَها بالتصنيفِ، ولا أَذْكُرُ أيضاً الْبَرْدِيجِيَّ جَعَلَها مِن الأسماءِ التي أَوْرَدَها في كتابِهِ؛ لأنَّهُ قدْ تكونُ الكُنْيَةُ مُفْرَدَةً، لكنَّ اسمَ صاحبِها ليسَ مُفْرَداً.

ومِن الكُنَى الْمُفْرَدَةِ:

(أبو الْمُطَوَّسِ)، فيُمْكِنُ أنْ يكونَ مِنْ أصحابِ الكُنَى الْمُفْرَدَةِ.

(16)

قالَ رَحِمَهُ اللَّهُ: (والألقابِ) أيْ: ومِن الْمُهِمِّ أيضاً مَعرِفةُ الألقابِ، ومَعرفةُ الألقابِ هذهِ أهَمِّيَّتُها مِثْلُ:

أهَمِّيَّةِ مَعرفةِ الكُنَى التي تَحَدَّثْنَا عنها سابِقاً، فأحياناً يَأْتِينَا في الإسنادِ راوٍ بلَقَبٍ، فإذا لم نَكُنْ عارِفِينَ بصاحبِ ذلكَ اللَّقَبِ، فإنَّنا لا نَستطيعُ معرِفةَ موْضِعِ تَرجمتِهِ إلاَّ بوَاسِطَةِ الكُتُبِ التي لها مَفاتيحُ.

مِن الكتُبِ التي تُعِينُ على ذلكَ:

كتابُ (تَقْرِيبُ التهذيبِ)، فنَجِدُ أنَّهُ أتَى بالألقابِ والنِّسْبَةِ وغيرِ ذلكَ مِن الأبوابِ التي عَقَدَها، كمَنْ نُسِبَ إلى أبيهِ، أوْ إلى أُمِّهِ، أوْ إلى جَدِّهِ، أوْ إلى خَالِهِ، أوْ إلى غيرِ ذلكَ.

الذي يَهُمُّنَا في هذا أنَّ ابنَ حَجَرٍ أفْرَدَ باباً في الألقابِ، فمَثَلاً: إذا كُنْتَ لا تَعْرِفُ اسمَ الأعمَشِ فاذْهَبْ إلى بابِ الألقابِ هنا، وانْظُرْ حرْفَ الهمزةِ بعدَها عينٌ بعدَها ميمٌ، فتَجِدُهُ يقولُ لكَ: الأعمشُ هوَ: سُلَيْمَانُ بنُ مِهْرَانَ، وكذا في غُنْدَرٍ هوَ: محمَّدُ بنُ جَعفرٍ، فتَرجِعُ إلى سُليمانَ بنِ مِهْرَانَ في حرْفِ السينِ، وإلى محمَّدِ بنِ جَعفرٍ في حرْفِ الميمِ، فتَجِدُ تَرجمتَهُ؛ فتَعْثُرُ على الكلامِ الذي تُريدُهُ عنْ ذلكَ الراوي.

واللقَبُ - في الغالِبِ - يكونُ بسَببِ عاهَةٍ أوْ بسبَبِ حِرْفَةٍ، فمِن العاهاتِ: الأعمشُ، فالعَمَشُ نوعٌ مِن الْمَرَضِ يأتي في العينَيْنِ.

كذلكَ:

الأعرجُ هوَ نِسبةٌ إلى عاهةٍ في الرِّجْلِ، وهكذا غيرُها مِن الألقابِ التي بسَبَبِ عاهَةٍ.

- أمَّا الألقابُ التي تكونُ بسببِ حِرفةٍ، فهيَ أيضاً تُعْتَبَرُ كثيرةً، مِثْلُ: البَزَّازِ، أو البَزَّارِ، وهذا يُعْتَبَرُ اسماً ولقباً في نفْسِ الوَقْتِ، فإذا لم تَجِدْهُ في بابِ الألقابِ فتَذْهَبُ في بابِ النِّسْبَةِ؛ لأنَّهُ قدْ يكونُ مُشْتَرَكاً بينَ أنْ يكونَ لَقَباً وبينَ أنْ يَكونَ نِسْبَةً.

المُهِمُّ أنَّهُ نَسَبَهُ إلى حِرْفَةٍ:

هيَ إمَّا إلى بَيْعِ الْبَزَّةِ وهيَ الثيابُ.

- وإمَّا إلى بيعِ الْبَزْرِ، وهوَ نوعٌ مِنْ أنواعِ البُذُورِ، وما إلى ذلكَ).

هيئة الإشراف

#5

30 Oct 2008

شرح نخبة الفكر لفضيلة الشيخ: عبد العزيز السعيد (مفرغ)

القارئ: ( (فصل: ومن المهم معرفة كنى المسمين وأسماء المكنين).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (من المهم معرفة كنى المسمين)

يعني: أن الراوي إذا كان معروف الاسم، فمن المهم أن نعرف كنيته؛ لأنه قد يأتي راوٍ فيروي عنه بالكنية دون الاسم، والأسماء كثيرة والكنى كثيرة، فإذا جاء راو قال: حدثنا أبو المعتمر، فإنه يريد سليمان بن المعتمر هذا لا بأس.


القارئ: (وأسماء المكنين).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ( (وأسماء المكنينيعني: هناك أناس عرفوا بالكنية، فمن المهم أن نعرف أسماءهم؛ حتى إذا حدَّث أحد عنهم بأسمائهم عرفنا ذلك، مثل: أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، نعلم أنه مثلاً: عبد الله بن قيس، أو أبو الدرداء، أنه عويمر العجلاني.


القارئ: (ومن اسمه كنيته).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ( (ومن اسمه كنيته) لأن هناك بعض الرواة اسمه كنيته، كأبي بكر بن عبد الرحمن أحد الفقهاء السبعة، أو كأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، هذا اسمه كنيته.


القارئ: (ومن كثرت كناه أو نعوته).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (لأنه مر عندنا في الجهالة، الجهالة قد يكون سببها كثرة نعوت الراوي.


القارئ: (ومن وافقت كنيته اسم أبيه).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ((ومن وافقت كنيته اسم أبيه)

مثل: أبي مسلم الأغر بن مسلم، هذا كنيته أبو مسلم، وأبوه اسمه مسلم، هذا يذكره العلماء، حتى لا يظن بعض الرواة أن هناك غلطا في الرواية، وأن كلمة مسلم هذه متكررة.


القارئ: (أو بالعكس).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ( (أو بالعكس)

الأولى: وافقت كنيته اسم أبيه.

والثانيتوافق كنية أبيه اسمه،

مثل: معقل بن أبي معقل الأب أبو معقل، وافقت كنيته اسم ابنه، معقل.

ومثل: الحسن بن أبي الحسن البصري،الحسن بن أبي الحسن، أبو الحسن وافقت كنيته اسم ابنه.


القارئ: (أو كنيته كنية زوجته).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (أو وافقت كنيته كنية زوجته، كأبي الدرداء وأم الدرداء، أبي ذر وأم ذر.


القارئ: (ومن نسب إلى غير أبيه).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ( (ومن نسب إلى غير أبيه).

إذا نسب إلى غير أبيه إما أحياناً ينسب إلى أجنبي، أو ينسب إلى أبيه الأعلى دون أبيه الأدنى، وهذا كما يقال: عبد الملك بن جريج، عبد الملك بن جريج اسم أبيه عبد العزيز، ولكنه نسب إلى جده، فهذا نسب إلى غير أبيه، يعني: نسب إلى غير أبيه الأدنى بنسبته إلى أبيه الأعلى.

أو مثلما يقول: أحمد بن حنبل هو: أحمد بن محمد بن حنبل، فمثل هذا نسب إلى غير أبيه على معنى أنه نسب إلى أبيه الأعلى، لم ينسب إلى أبيه المباشر، أو ينسب إلى غير أبيه لسبب من الأسباب، كالمقداد بن عمرو الكندي، هذا نسب، وهو يسمى: المقداد بن الأسود؛ لأنه كان في حجر الأسود بن عبد يغوث، فتبناه؛ فصار يسمى المقداد بن الأسود.

أو مثل:الحسن بن دينار، دينار هذا زوج أمه، وإلا هو اسمه: الحسن بن واصل، لكن لما كان في حجره وتولاه صار يسمى الحسن بن دينار، وإلا اسم أبيه الحسن بن واصل.


القارئ: (أو إلى أمه).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ( (أو إلى أمه)

يعني: أمه القريبة أو البعيدة، ينسب إلى أمه، مثل: عبد الله بن بحينة، بحينة أمه.

- ومثل: محمد الحنفية،هذا هو محمد بن علي بن أبي طالب، لكن ينسب إلى الحنفية؛ لأن أمه من بني حنيفة.

كذلك:

سهيل، وسهل، وصفوان أبناء بيضاء، أمهم بيضاء، نسبوا إلى أمهم.

كذلك: معوذ، ومعاذ ابني عفراء، هذا نسبة إلى الأم، هؤلاء نسبوا إلى أمهم المباشرة.

وأحياناً ينسب إلى أم له بعيدة، كبشير بن الخصاصية، هذا بشير بن الخصاصية، الخصاصية هذه قال العلماء: أم جده الثالث ونسب إليها.


القارئ: (أو إلى غير ما يسبق إلى الفهم).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ((أو إلى غير ما يسبق إلى الفهم)

إذا نسب الشخص إلى شيء يفهم منه مباشرة شيء معين، لكن أحياناً تكون النسبة إلى شيء يراد به خلاف ما يفهم من ظاهره، كما قالوا في أبي مسعود البدري: عقبة بن عمرو. الذي يتبادر إلى الذهن أنه من أهل بدر، يعني: ممن شهد بدراً، لكن أكثر العلماء على أنه لم يشهد بدراً، وإنما سمي بذلك؛ لأنه كان ينـزل في بدر.

كذلك: مقسم مولى ابن عباس، نسب إلى ابن عباس، قالوا: وهو المتبادر إلى الذهن أنه مولى ابن عباس؛ إما بالحلف كما سيأتي إن شاء الله، وإما بالولاء، وإما بالإسلام، ولكنه ليس مولى ابن عباس، هو مولى عبد الله بن الحارث، وإنما قيل له: مولى ابن عباس؛ لأنه كان ملازماً لابن عباس.


القارئ: (ومن اتفق اسمه واسم أبيه وجده).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (ومعرفة من اتفق اسمه واسم أبيه واسم جده، يعني: يكون اسمه واسم أبيه واسم جده سواء، هذا من الأنواع المهمة؛ كالحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، لأن المطلع على الإسناد قد يظن أن كلمة (ابن) متحرفة عن كلمة (عن).


القارئ: (أو اسم شيخه وشيخ شيخه فصاعدا).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (أو يتكرر اسم شيخه وشيخ شيخه فصاعداً، هذا مثلوا له برواية عمران القصير، عن عمران أبي رجاء العطاردي، عن عمران بن الحصين، فإذا قال: عمران، عن عمران، عن عمران، قد يظن الظان أن في الإسناد تكراراً أو تحريفاً.


القارئ: (ومن اتفق اسم شيخه والراوي عنه).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ((ومن اتفق اسم شيخه والراوي عنه).

كهشام الدستوائي، عن يحيى بن أبي كثير، عن هشام بن عروة، اتفق اسم الراوي عنه الراوي عن يحيى هشام الدستوائي، اتفق مع اسم شيخه هشام بن عروة، فإذا قال: حدثنا هشام، عن يحيى بن أبي كثير، عن هشام.


القارئ: (ومعرفة الأسماء المجردة والمفردة).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (قالوا: معرفة الأسماء المجردة هذه مما أشكل فهمها على من شرح (النزهة والنخبة) والمؤلف لم يبينها - يعني- بياناً واضحاً في (النزهة)؛ ولهذا قال بعض شراح (النزهة) المتقدمين- الأسماء المجردة، يعني: (الأسماء المجردة عن الكنى والألقاب) يعني: لا يقصدون الاسم اللقب والكنية، وإنما نعرف الأسماء المجردة وهذه واضحة.


القارئ: (ومعرفة الأسماء المجردة والمفردة).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (المفردة يعني: الاسم الذي ينفرد به الشخص ولا يشاركه أحد من الرواة فيه، هذا مثل: الصحابي أجمد بن عجيان، هذا اسم مفرد ليس هناك أحد بهذا الاسم.

كذلك:

قالوا: الدجين بن ثابت، هذا أحد الرواة عن عمر، ليس هناك أحد من الرواة يسمى الدجين بن ثابت إلا هذا، فهذا من الأسماء المفردة.


القارئ: (والكنى والألقاب).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ((ومعرفة الكنى والألقاب) الكنى هو ما صدر بأب أو أم، والألقاب هو ما أشعر بمدح أو ذم، يعني: من المهم معرفة الكنى والألقاب؛ لأن الكنى إذا عرفنا الكنى والألقاب للرواة وعرفنا أيضاً الأنساب فإن هذا من أهم ما يكتشف به التدليس، وهو تدليس الشيوخ).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#6

30 Oct 2008

العناصر

معرفة كنى المسمين وأسماء المكنين:
فائدة معرفة (الكنى).
المصنفات في (الكنى).

كيفية البحث عن الكنى في كتابي (التقريب) و(التهذيب) .

معرفة الألقاب:
المصنفات في (الألقاب).
أمثلة لذوي الألقاب.
معرفة من وافق اسمه كنيته .
معرفة من كثرت كناه .
معرفة من كثرت نعوته.
معرفة من وافقت كنيته اسم أبيه .
معرفة من وافق اسمه كنية أبيه .
معرفة من وافقت كنيته كنية زوجه .
معرفة من وافق اسم شيخه اسم أبيه .

عبد العزيز بن داخل المطيري

#7

30 Oct 2008

الأسئلة

س1: ما فائدة معرفة كنى المسمين وأسماء المكنين؟
س2: اذكر بعض الكتب المؤلفة في (الكنى).
س3: ما فائدة معرفة الألقاب؟
س4: ما المراد بالأسماء المجردة وما فائدة معرفتها؟
س5: ما المراد بالأسماء المفردة وما فائدة معرفتها؟

هيئة الإشراف

#8

2 Apr 2010

شرح نخبة الفكر للشيخ عبد الكريم الخضير (مفرغ)

قال الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير: (شرح قول المصنف: "فصل: ومن المهم معرفة كنى المسمين، وأسماء المكنين، ومن اسمه كنيته، ومن كثرت كناه أو نعوته، ومن وافقت كنيته اسم أبيه أو بالعكس، أو كنيته كنية زوجته، ومن نسب إلى غير أبيه، أو إلى أمه أو إلى غير ما يسبق إلى الفهم، ومن اتفق اسمه واسم أبيه وجده، أو اسم شيخه وشيخ شيخه فصاعداً، ومن اتفق اسم شيخه والراوي عنه، ومعرفة الأسماء المجردة والمفردة، والكنى والألقاب والأنساب، وتقع إلى القبائل والأوطان بلاداً أو ضياعاً أو سككاً أو مجاورة، وإلى الصنائع والحرف، ويقع فيها الاتفاق والاشتباه كالأسماء، وقد تقع ألقاباً، ومعرفة أسباب ذلك، ومعرفة الموالي من أعلى ومن أسفل بالرق أو بالحلف، ومعرفة الإخوة والأخوات، ومعرفة آداب الشيخ والطالبوسن التحمل والأداء، وصفة كتابة الحديث وعرضه وسماعه وإسماعه والرحلة فيه، وتصنيفه إما على المسانيد أو الأبواب أو العلل أو الأطراف، ومعرفة سبب الحديث، وقد صنف فيه بعض شيوخ القاضي أبي يعلى بن الفراء، وصنفوا في غالب هذه أنواع، وهي نقل محض، ظاهرة التعريف، مستغنية عن التمثيل، وحصرها متعسر، فلتراجع لها مبسوطاتها، والله الموفق والهادي لا إله إلا هو.

وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين"

الشيخ/ عبد الكريم بن عبد الله الخضير

الكنى والألقاب والأنساب:

"والكنى والألقاب والأنساب، وتقع إلى القبائل والأوطان بلاداً أو ضياعاً أو سككاً أو مجاورة، وإلى الصنائع والحرف، ويقع فيها الاتفاق والاشتباه كالأسماء، وقد تقع ألقاباً، ومعرفة أسباب ذلك، ومعرفة الموالي من أعلى ومن أسفل بالرق أو بالحلف، ومعرفة الإخوة والأخوات، ومعرفة آداب الشيخ والطالب".

يكفي، يكفي.

يقول الحافظ -رحمه الله تعالى-: "فصل: ومعرفة كنى المسمين" نعم، هذا مما يحتاج إليه الطالب، طالب العلم فيما يتعلق بالرواة من الأسماء والكنى والأسماء والألقاب، ومعرفة كنى المسمين وأسماء المكنين، ومن اسمه كنيته، ومن اختلف في كنيته، ومن كثرت كناه أو نعوته، ومن وافقت كنيته اسم أبيه أو بالعكس أو كنيته كنية زوجته، ومن نسب إلى غير أبيه، أو نسب إلى غير ما يسبق إلى الفهم، ومن اتفق اسمه واسم أبيه وجده، أو اسم شيخه وشيخ شيخه فصاعداً، ومن اتفق شيخه والراوي عنه.

الحافظ -رحمه الله تعالى- ذكر في هذا الفصل ما يحتاج إليه في هذا الفن مما يتعلق بالرواة من الأسماء والكنى والأنساب والألقاب، فقال: "ومن المهم في هذا الفن معرفة كنى المسمين"، ممن اشتهر باسمه وله كنية لا يؤمن أن يأتي في بعض الرواية مكنياً فيظن أنه آخر، يعني أنت تحفظ اسم راوي لكن ما تحفظ كنيته، ....... كثيراً اسمه في كثير من الأسانيد ثم يأتي مرة أو مرتين مكنى، فإذا كنت لا تعرف كنيته ما عرفته، فتظنه شخص آخر غير ذلك، مثال ذلك قتادة بن دعامة البصري الثقة الثبت المشهور كنيته أبو الخطاب، لا بد من معرفة مثل هذه الكنى، وقتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف كنيته أبو رجاء، ومن المهم أكثر ما يأتي قتادة باسمه، وأكثر ما يأتي قتيبة باسمه، لكن قد يأتي: حدثنا أبو رجاء، اسم أبو رجاء إيش؟ فلا بد من معرفة هذه الكنى.

ومن المهم أيضاً: معرفة أسماء الكنى أي معرفة اسم من اشتهر بكنيته، وهو عكس الذي قبله؛ لأنه لا يؤمن أن يرد مسمىً في بعض الطرق مع أن الجادة ذكره بالكنية، والغالب فيمن كذلك -يعني من يشتهر بالكنية- أن اسمه يضيع، ولذا اختلف في أبي هريرة، اختلف في اسمه واسم أبيه على أكثر من ثلاثين قول، كل من اشتهر بكنية وعرف بها يختلف، أبو قتادة، أبو ثعلبة الخشني، أبو ذر، أبو الدرداء يختلف في أسمائهم، لماذا؟ لأنهم اشتهروا بالكنى، والغالب فيمن كان كذلك أن اسمه يضيع، فلا يعرفه إلا افرد من الناس ممن له عناية بهذا الشأن، من ذلك: أبو عاصم النبيل، اسمه الضحاك بن مخلد وأبو جمرة اسمه نصر بن عمران الضبعي.

ومن المهم أيضاً: معرفة من اسمه كنيته وهم قليل كأبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري النجاري المدني القاضي اسمه وكنيته واحد، وقد يكون السبب في ذلك أن اسمه ضاع، خلاص ضيعوه الناس، اعتمدوا على هذه الكنية فضاع اسمه، يعني هل منكم من لا يعرف أبو تراب الظاهري؟ نعم، تعرفون أبو تراب؟ إيش اسمه؟ نعم؟

طالب:......

اشتهر بالكنية، لكن من يعرف اسمه؟ نعم، من اشتهر بالكنية سواءً كان من المعاصرين أو من المتقدمين الغالب أن اسمه يضيع فلا يعرف، وأبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود مشهور بكنيته، قال ابن حجر في التقريب: "والأشهر أنه لا اسم له غيرها".

ومن المهم أيضاً: معرفة من اختلف في كنيته وهم كثير، مثل عيسى بن موسى القرشي أبو محمد أو أبو موسى وغالب بن سليمان العتكي أبو صالح أو أبو سلمة.

ومن المهم أيضاً: معرفة من كثرت كناه ابن جريج عبد الملك بن عبد العزيز له كنيتان أبو الوليد وأبو خالد، وفضالة بن إبراهيم التيمي أبو إبراهيم وأبو أحمد أحمد بن محمد بن الوليد بن عقبة أبو محمد وأبو الوليد، ومن المهم من ذلك أيضاً معرفة من كثرت نعوته وألقابه، ومعرفة من وافقت كنيته اسم أبيه كأبي إسحاق إبراهيم بن إسحاق المدني أحد أتباع التابعين، كثير هذا، كثير من يسمي ابنه على اسم أبيه فتكون كنيته توافق اسم أبيه.

وفائدة معرفته نفي الغلط عمن نسب إلى أبيه فقال: أخبرنا ابن إسحاق، أخبرنا ابن إسحاق فنسب إلى التصحيف وأن الصواب أخبرنا أبو إسحاق، نعم، هو أبو إسحاق وهو أيضاً ابن إسحاق، وعكس ذلك كإسحاق بن أبي إسحاق السبيعي، إسحاق بن أبي إسحاق السبيعي.

ومن المهم أيضاً: معرفة من وافقت كنيته كنية زوجته كأبي أيوب الأنصاري وأم أيوب صحابيان مشهوران، أو وافق اسم شيخه اسم أبيه كالربيع بن أنس عن أنس هكذا يأتي في الروايات فيظن أنه يروي عن أبيه كما وقع في الصحيح عن عامر بن سعد عن سعد وهو أبوه، وليس أنس شيخ الربيع والده بل أبوه بكري وشيخه أنصاري، وهو أنس بن مالك الصحابي المشهور، وليس الربيع المذكور من أولاده.

ومن المهم أيضاً: معرفة من نسب إلى غير أبيه كالمقداد بن الأسود، نسب إلى الأسود الزهري لكونه تبناه وإنما هو المقداد بن عمرو، أوإلى أمه كابن علية وهو إسماعيل بن إبراهيم بن مقسم، أحد الأعلام، وعلية اسم أمه اشتهر بها، وكان لا يحب أن يقال له: ابن علية، ولهذا كان يقول الشافعي: أنبأنا إسماعيل الذي يقال له: ابن علية.

ومن المهم أيضاً: معرفة من نسب إلى غير ما يسبق إلى الفهم كالحذاء، ظاهره أنه منسوب إلى صناعة الحذاء أو بيعها وليس كذلك، وإنما كان يجالسهم فنسب إليهم، وكسليمان التيمي لم يكن من بني تيم، ولكنه نزل فيهم، أو كأبي مسعود البدري عقبة بن عمرو يسبق إلى الفهم أن نسبته إلى الغزوة المشهورة وليس كذلك، وإنما نزل بدراً فنسب إليها، وإن قال البخاري: إنه حضر بدراً فنسبته إلى الغزوة مع أنه سكن بدر، وكذا من نسب إلى جده فلا يؤمن التباسه بمن وافق اسمه واسم الجد المذكور ومثال ذلك: سلمة بن الأكوع فإن اسمه سلمة بن عمرو بن الأكوع.

ومعرفة من اتفق اسمه واسم أبيه وجده كالحسن بن الحسن بن الحسن، الحسن بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب -رضي الله عنهم-، وقد يقع أكثر من ذلك وهو من فروع المسلسل، يعني وجد في المتأخرين في القرن الثامن والتاسع محمد بن محمد بن محمد إلى عشرة، نعم ويقع في هذا الخطأ كثيراً، إذا نسب القول حذف واحد، مل الواحد من الكتابة إيش بيكتب عشرة؟! إذا مل فلا يدرى القول هل هو للابن أو للأب أو للجد لأنك إذا حذفت ويش يدريك؟ نعم، إذا صاروا عشرة وحذفت خمسة وبقي خمسة هذا القول لمن؟ ما تدري، فينبغي العناية بهذا.

وقد يتفق الاسم واسم الأب مع اسم الجد واسم أبيه فصاعداً كأبي اليمن الكندي، زيد بن الحسين بن زيد بن الحسين بن زيد بن الحسين، يوجد هذا، زيد بن الحسين بن زيد بن الحسين بن زيد بن الحسين، يعني كل واحد يسمي على أبوه وهكذا فيلزم عليه التسلسل.

وقد يتفق الراوي واسم شيخه وشيخ شيخه فصاعداً كعمران عن عمران عن عمران؛ خالد عن خالد، نعم، عمران عن عمران عن عمران الأول: يعرف بالقصير، والثاني: أبو رجاء العطاردي، والثالث: أبو حصين الصحابي -رضي الله عنه-، وسليمان عن سليمان عن سليمان: الأول: الطبراني، والثاني: الواسطي، والثالث: الدمشقي.

وقد يقع ذلك للراوي ولشيخه معاً كأبي العلاء الهمداني عطار، مشهور بالرواية عن أبي علي الأصبهاني الحداد، وكل منهما اسمه الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد فاتفقا في ذلك وافترقا في الكنية والنسبة إلى البلد والصناعة، وصنف فيه أبو موسى المديني جزءاً حافلاً، وهذا النوع مهم، هذا من أهم المهمات أن تعرف مثل هذه الأمور، إذا جاءك خالد عن خالد، قلت: خالد من؟ نعم، خالد بن مهران الحذاء عن خالد بن عبد الله الطحان الواسطي، معروف هذا عند أهل العلم.

ومن المهم أيضاً: معرفة من اتفق اسم شيخه والراوي عنه، من اتفق اسم شيخه والراوي عنه، قال الحافظ: "وهو نوع لطيف لم يتعرض له ابن الصلاح، وفائدته: رفع اللبس عمن يظن أن فيه تكرار أو انقلاب"، فمن أمثلته: البخاري روى عن مسلم وروى عنه مسلم، فشيخه مسلم بن إبراهيم الفراديسي البصري، والراوي عنه مسلم بن الحجاج صاحب الصحيح، وكذا وقع ذلك لعبد بن حميد أيضاً روى عن مسلم بن إبراهيم، وروى عنه مسلم بن الحجاج في صحيحه حديثاً بهذه الترجمة بعينها.

ومنها: يحيى بن أبي كثير روى عن هشام وروى عنه هشام، فشيخه هشام بن عروة وهو من أقرانه، والراوي عنه هشام الدستوائي، ومنها: ابن جريج روى عن هشام وروى عنه هشام فالأعلى ابن عروة والأدنى ابن يوسف الصنعاني.

ومنها: الحكم بن عتيبة روى عن ابن أبي ليلى وروى عنه ابن أبي ليلى، فالأعلى عبد الرحمن الأب، والأدنى محمد بن عبد الرحمن المذكور، وأمثلة ذلك كثيرة جداً، وبالمناسبة ابن أبي ليلى عبد الرحمن بن أبي ليلى الأب ثقة، مشهور من رواة الصحيح، وعبد الرحمن بن أبي ليلي الفقيه المعروف سيء الحفظ، سيء الحفظ، فإذا وجدت كلاماً في الأحكام منسوب لابن أبي ليلى فهو للابن وليس للأب، الفقيه في كتب الفقه قال بذلك ابن شبرمة وابن أبي ليلى وغيرهم، المقصود بابن أبي ليلى الفقيه الابن سيء الحفظ، وليس المقصود به الأب لأنه ليس بمثابة ابنه في الفقه، وهذه خفيت على كثير ممن يبحث في المسائل الفقهية وحلها عند النووي -رحمه الله- في شرح مسلم أشار إلى أن الفقيه الذي يدور اسمه كثيراً هو الابن محمد وليس الأب عبد الرحمن، وأمثلة ذلك كثيرة جداً).