المتشابه
قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ): (وَإِن اتَّفَقَتِ الأَسْمَاءُ وَاخْتَلَفَتِ الآبَاءُ، أَوْ بِالعَكْسِ؛ فَهُوَ: المُتَشَابِهُ.
وَكَذَا إِنْ وَقَعَ الاتِّفَاقُ في الاسْمِ وَاسْمِ الأَبِ، وِالاخْتِلاَفُ في النِّسْبَةِ.
وَيَتَرَكَّبُ مِنْهُ وَمِمَّا قَبْلهُ أَنْوَاعٌ: - مِنْهَا: أَنْ يَحْصُلَ الاتِّفَاقُ أَو الاشْتِبَاُه؛ إِلاَّ في حَرْفٍ أَوْ حَرْفَيْنِ. -أَوْ بِالتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ. -أَوْ نَحْوِ ذَلِكَ).
نزهة النظر شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر العسقلاني
قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ): ( (3) (وَإِن اتَّفَقَتِ الأَسْمَاءُ)خطًّاً ونُطقًا (وَاخْتَلَفَت الآبَاءُ) نُطقًا مع ائْتلافِهِما خطًّا كمُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ -بِفَتْحِ الْعَيْنِ-، ومُحَمَّدِ بْنِ عُقَيْلٍ -بضمِّها-:
الأولُ:نَيْسَابُورِيٌّ.
والثَّانِي:فِرْيَابِيٌّ، وهُما مَشْهُورَانِ وطبقَتُهُما مُتَقَارِبَةٌ، (أو بِالْعَكْسِ) كأنْ تختلفَ الأسماءُ نُطقًا وتأْتَلِفَ خطًّا، وتَتَّفِقَ الآباءُ خَطًّا ونُطقًا كشُرَيْحِ بْنِ النُّعْمَانِ، وَسُرَيْجِ بْنِ النُّعْمَانِ.
الأولُ: بالشِّينِ المُعجَمَةِ والحَاءِ المُهْمَلِةِ، وهو تَابِعِيٌّ يَرْوِي عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
والثَّانِي:بالسِّينِ المُهْمَلِةِ والجِيمِ وهو من شُيُوخِ الْبُخَارِيِّ (فهو) النَّوْعُ الذي يُقالُ لَهُ: (المُتَشَابِهُ وَكَذَا إِنْ وَقَعَ) ذَلِكَ (الاتِّفَاقُ في الاسمِ واسمِ الأَبِ، والاخْتِلافُ في النِّسْبَةِ)، وقد صنَّفَ فيه الْخَطِيبُ كتابًا جليلاً سمَّاهُ (تَلْخِيصَ المُتَشَابِهِ)، ثم ذَيَّلَ هو عليهِ أيضًا بما فاتَهُ أولاً، وهو كثيرُ الفائدةِ.
(4) (وَيَتَرَكَّبُ منه وممَّا قبْلَهُ أنواعٌ: منها أن يحصُلَ الاتِّفَاقُ أو الاشْتِبَاهُ)في الاسمِ واسمِ الأبِ مثلاً (إلاَّ في حرفٍ أو حرفينِ) فأكثرَ مِن أحدِهما أو منهما.
وهو على قِسمين:
1-إمَّا أَنْ يَكُونَ الاختلافُ بالتَّغْيِيرِ مع أنَّ عددَ الحروفِ ثابتٌ في الجهتَينِ.
2-أو يكونَ الاختلافُ بالتَّغْيِيرِ مع نقصانِ بعضِ الأسماءِ عَن بعضٍ.
فمِن أمثِلَةِ الأولِ:مُحَمَّدُ بْنِ سِنَانٍ -بكسْرِ المُهْمَلِةِ ونُونَيْنِ بَيْنَهما أَلِفٌ- وهمْ جَمَاعَةٌ منهم العَوَقِيُّ بفتْحِ العينِ والواوِ، ثم القافِ شيخُ الْبُخَارِيِّ، ومُحَمَّدُ بْنُ سَيَّارٍ بفتْحِ المُهْمَلَةِ وتشديدِ الياءِ التَّحتانِيَّةِ وبعدَ الألفِ راءٌ، وهم أيضًا جماعةٌ منهم اليَمَامِيُّ شيخُ عمرَ بْنِ يُونُسَ.
- ومنها:مُحَمَّدُ بْنُ حُنَيْنٍ بضَمِّ الحاءِ الْمُهْمَلَةِ ونونينِ الأُولى مفتوحةٌ، بَيْنَهما ياءٌ تحتانِيَّةٌ، تَابِعِيٌّ يَرْوِي عَن ابْنِ عَبَّاسٍ وغيرِه.
- ومُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرٍ بالجيمِ بعدَها باءٌ موحَّدةٌ وآخِرُه راءٌ، وهو مُحَمَّدُ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ تَابِعِيٌّ مشهورٌ أيضًا، ومِنْ ذَلِكَ مُعَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ كوفِيٌّ مشهورٌ، وَمُطَرِّفُ بْنُ وَاصِلٍ بالطَّاءِ بدلَ العينِ شيخٌ آخَرُ، يَرْوِي عنهُ أَبُو حُذَيْفَةَ النَّهْدِيُّ، ومنه أيضًا أحْمَدُ بْنُ الحُسَيْنِ صاحبُ إبراهيمَ بْنِ سعدٍ وآخرونَ، وَأَحْيَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ مِثْلَهُ، لكن بدلَ الميمِ ياءٌ تَحتانيَّةٌ، وهو شيخٌ بُخَارِيٌّ، يَرْوِي عنه عبدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْبِيكَنْدِيِّ. -ومن ذَلِكَ أيضًا حَفْصُ بْنُ مَيْسَرَةَ شيخٌ مشهورٌ من طبقةِ مَالِكٍ، وجعفرُ بْنُ مَيْسَرَةَ شيخٌ لعُبيدِ اللهِ بْنِ مُوسَى الكوفِيِّ، الأولُ بالحاءِ الْمُهْمَلَةِ والفَاءِ بعدَها صادٌ مُهملَةٌ، والثَّاني بالجيمِ والعينِ الْمُهْمَلَةِ بعدَها فاءٌ ثم راءٌ.
- ومِن أمْثِلَةِ الثَّانِي:عبدُ اللهِ بْنُ زيدٍ جماعةٌ منهم في الصَّحابَةِ صاحبُ الأذانِ، واسمُ جَدِّهِ عبدُ رَبِّهِ، وراوِي حَدِيثِ الوُضوءِ واسمُ جدِّهِ عَاصِمٌ وهُما أَنْصَارِيَّانِ.
- وعبدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ -بزيادةِ ياءٍ في أولِ اسمِ الأَبِ، والزَّاي مكسورةٌ- وهم أيضًا جماعةٌ: منهمْ في الصَّحابَةِ الْخَطْمِيُّ يُكَنَّى أبا مُوسَى، وحَدِيثُه في (الصَّحِيحَين).
- ومنهم القَارِئُ، لَهُ ذِكرٌ في حَدِيثِ عَائِشَةَ، وقدْ زَعمَ بعضُهمْ أنَّه الْخَطْمِيُّ وفيه نظرٌ.
ومنها:عبدُ اللهِ بْنُ يَحْيَى وهم جماعةٌ، وعبدُ اللهِ بْنُ نُجَيٍّ بضمِّ النُّونِ وفتْحِ الجيمِ وتشديدِ الياءِ تَابِعِيٌّ معروفٌ، يَرْوِي عَن عَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ.
(5) (أو)يحصُلُ الاتِّفَاقُ في الخطِّ والنُّطقِ، لكنْ يحصُلُ الاختلافُ أو الاشْتِبَاهُ (بِالتَّقْدِيمِ وَالتَّأْخِيرِ) إمَّا في الاسْمَيْنِ جُمْلةً (أو نحوَ ذَلِكَ)، كأنْ يقعَ التَّقْدِيمُ والتَّأخيرُ في الاسمِ الواحدِ في بعضِ حروفِهِ بالنِّسْبَةِ إلى ما يُشْتَبَهُ بِهِ.
مِثَالُ الأولِ:الأسودُ بْنُ يَزِيدَ، وَيَزِيدُ بْنُ الأَسْوَدِ وهو ظاهرٌ، ومنه عبدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ، وَيَزِيدُ بْنُ عبدَ اللهِ.
ومِثَالُ الثَّاني:أيوبُ بْنُ سَيَّارٍ، وَأيوبُ بْنُ يَسَارٍ.
الأولُ مَدَنِيٌّ مشهورٌ ليس بالقَوِيِّ، والآخَرُ مجهولٌ).
نظم الدرر لفضيلة الشيخ: إبراهيم اللاحم
قال الشيخ إبراهيم بن عبد الله اللاحم: (ثُمَّ ذكرَ الحافظُ فنًّا آخرَ سمَّاهُ (المُتَشَابِهَ)، إن اتفقت الأسماءُ خطًّا ونُطْقًا ولكن اختلفَ النطقُ في الآباءِ: كمحمَّدِ بنِ عَقيلٍ، ومحمدِ بنِ عُقَيْلٍ، وبالعكس كأنْ تختلفُ الأسماءُ نطقًا معَ اتِّفَاقِها خَطَّاً، وتتفقُ الآباءُ خطَّاً ونُطْقًا.
وقد يَتَّفِقُ الاسمُ واسمُ الأبِ ويكونُ الاختلافُ المذكورُ في النسبةِ، وقالَ: إنَّه يتركَّبُ منه وممَّا قبلَه أنواعٌ، وأطالَ في التمثيلِ لها، وللخطيبِ كتابٌ أسمَاهُ: (تلخيصَ المتشابهِ)، وذيَّلَه بكتابٍ سمَّاهُ (تالي التلخيصِ)، لكن هذا النوعَ الذي سمَّاهُ الحافظُ (المُتَشَابِهَ) متابعةً للخطيبِ دخلَ في (المُؤْتَلِفِ والمُخْتَلفِ)، فكُتُبُ المُؤْتَلِفِ والمُخْتَلِفِ تشملُ النوعينِ، بل بعضُهم سمَّى المُؤْتَلِفَ، والمُخْتَلِفَ بالمتشابِه. -ونُنَبِّهُ إلى أنَّ ضبطَ أسماءِ الرواةِ ليسَ خاصًّا بعلومِ الحديثِ، فيدخلُ فيه الشعراءُ والأمراءُ والخلفاءُ … إلخ، وكُتُبُ معاجمِ اللغةِ ولا سيَّمَا (تاجُ العروسِ) تضبطُ أسماءً كثيرةً مُشْتَبِهَةً).
شرح نخبة الفكر لفضيلة الشيخ: سعد بن عبد الله الحميد
قال الشيخ سعد بن عبد الله الحميد: (الْمُتَشَابِهُ:
إن اتَّفَقَتِ الأسماءُ واخْتَلَفَتِ الآباءُ أوْ بالعكْسِ.
مثالُهُ:محمَّدُ بنُ عَقِيلٍ، ومحمَّدُ بنُ عُقَيْلٍ.
مثالٌ آخَرُ:شُرَيْحُ بنُ النُّعْمَانِ، وسُرَيْحُ بنُ النُّعْمَانِ.
ألَّفَ في الْمُتَشَابِهِ الْخَطيبُ البَغداديُّ كِتاباً اسْمُهُ (تلخيصُ الْمُتَشَابِهِ) في مُجَلَّدَيْنِ، وهوَ نافعٌ جِدًّا.
قالَ الحافظُ: (وكذا لوْ وَقَعَ الاتِّفَاقُ في الاسمِ واسمِ الأبِ والاختلافُ في النِّسبةِ).
قُلتُ:مثلُ: محمَّدِ بنِ خالدٍ الدِّمشقيِّ، ومحمَّدِ بنِ خالدٍ النَّيْسَابوريِّ.
ومِثلُ:هذا يَترجَّحُ لي أنَّهُ إلى المُتَّفِقِ والمُفْتَرِقِ أقرَبُ؛ لأنَّ التشابُهَ في اسْمِهِ واسمِ أبيهِ؛ ولأنَّنِي وَجَدْتُ في تَفريقِ الخطيبِ البَغداديِّ فيمَن اسمُهُ سعيدُ بنُ منصورٍ -وهُمْ أربعةٌ- أنَّهُ أَوْدَعَهُم في الْمُتَّفِقِ والْمُفْتَرِقِ، معَ أنَّ كلَّ واحدٍ يَخْتَلِفُ عن الآخَرِ في النِّسْبَةِ.
قالَ الحافظُ: (ويَتَرَكَّبُ منْهُ) أيْ: مِنْ هذا النوعِ (وممَّا قَبْلَهُ) الذي هوَ: المتشابِهُ والمؤْتَلِفُ والْمُخْتَلِفُ (أنواعٌ، منها: أنْ يَحْصُلَ الاتِّفاقُ والاشتباهُ في اسمِ الراوي واسمِ أبيهِ إلاَّ في حرْفٍ أوْ حرفَيْنِ).
مِثالٌ:مُحَمَّدُ بنُ حُنَيْنٍ، ومحمَّدُ بنُ جُبَيْرٍ.
ومِثلُهُ: عبدُ اللَّهِ بنُ يَزيدَ، وعبدُ اللَّهِ بنُ زيدٍ، وهذهِ الأشياءُ عندَ مَنْ يَبْحَثُ في الأسانيدِ.
قالَ الحافِظُ ما مُحَصَّلُهُ: أوْ يَحْصُلُ الاتِّفاقُ في الخطِّ والنَّقْطِ، ويَحْصُلُ الاشتباهُ في التقديمِ والتأخيرِ، إمَّا في الاسمَيْنِ جُمْلَةً أوْ نَحْوِ ذلكَ.
مِثالُهُ:الأَسْوَدُ بنُ يَزيدَ، ويَزيدُ بنُ الأسودِ).
شرح نخبة الفكر لفضيلة الشيخ: عبد العزيز السعيد (مفرغ)
القارئ: ((وإن اتفقت الأسماء واختلفت الآباء، أو بالعكس).
قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ((وإن اتفقت الأسماء واختلفت الآباء).
يعني: يكون الاسم متفقاً، في النطق والخط، (واختلفت الآباء) في النطق وائتلفت في الخط، مثل: إذا جاء عندنا عبد الله بن خبَّاب، وعبد الله بن جناب، إذا حذفنا من خباب،وجناب النقط والشكل، ننظر إلى الاسم. الأول: عبد الله، هذا الاسم مع الاسم متفق في النطق والخط، الاسم الأول هذا، والثاني: اسم الأب مختلف؛ لأن هذا جناب، وهذا خباب، لكنها مختلفة في النطق مؤتلفة في الخط. - مثل: موسى بن عَلي، وموسى بن عُلي، موسى مع موسى متوافق في الاسم، وعَلي وعُلي هذا من باب المؤتلف والمختلف. إذاً:الاسم الأول: من المتفق. والاسم الثاني: من المختلف. (أو العكس) يعني: عكس هذه المسألة اختلفت الأسماء واتفقت الآباء، حصل الاختلاف في الاسم والاتفاق في الأب، مثل: نابت بن يزيد، وثابت بن يزيد، الاسم نابت مع ثابت هذا من باب المختلف لأن صورة الخط واحدة والنطق مختلف، ويزيد الاسم الثاني من المتفق؛ لأن النطق واحد والخط واحد، هذان النوعان إذا جمعت بين المتفق والمؤتلف ينتج عندك نوعا ثالثاً من أنواع علوم الحديث وهو المشتبه. القارئ: ( (وإن اتفقت الأسماء واختلفت الآباء، أو بالعكس، فهو المتشابه). قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (المتشابه هو: الذي يجمع بين المتفق والمختلف، يجمع بين هذين النوعين). القارئ: ( (وكذا إن وقع الاتفاق في الاسم واسم الأب والاختلاف في النسبة). قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: ( (إذا وقع الاتفاق في الاسم واسم الأب والاختلاف في النسبة). فكذلك هو من المتشابه، فعندنا: محمد بن عبد الله المُخرَّمي، وعندنا: محمد بن عبد الله المَخرَمي،فمحمد ومحمد، وعبد الله وعبد الله، هذا من المتفق؛ لأنها اتفقت خطاً ونطقاً، أما المُخرَّمي والمخْرَمي فهذا من المختلف؛ لأنها ائتلفت في الصورة واختلفت في النطق. فجمع بين المتفق في اسم الراوي وأبيه، والاختلاف في النسبة. القارئ: ( (ويتركب منه ومما قبله أنواع؛ منها أن يحصل الاتفاق أو الاشتباه إلا في حرف أو حرفين). قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (يحصل الاتفاق بينها إلا في حرف أو حرفين، مثلما قالوا: إذا صار عندنا محمد بن جبير، ومحمد بن حنين، محمد مع محمد متفق، وحنين، مع جبير، هذا مختلف، لكن الاختلاف وقع في حرفين؛ لأنك تجردها من النقط، فيكون الاختلاف في حرفٍ واحدٍ؛ لأن الجيم مثل الحاء، ما تختلف، والنون مع الباء والياء مع الياء، ويبقى الراء مع النون، هذا حاصل الاختلاف بينهما في حرف. القارئ: (أو بالتقديم والتأخير، أو نحو ذلك). قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (يعني: في التقديم أو التأخير قالوا: مثل: إما أن يكون تقديم الاسم على اسم، أو تقديم حرف على حرف قالوا: محمد بن سيار، ومحمد بن يسار، محمد مع محمدمتفق، لكن يسار مع سيار مختلف، هنا الاختلاف ليس في زيادة حروف ولا حذف حروف، وإنما الاختلاف بينهما في أن الحروف بدلت أمكنتها؛ لأن سيار هي حروف يسار. أو كان بتقديم في الأسماء، مثل: الوليد بن مسلم، ومسلم بن الوليد، هذا نوع من أنواع المتشابه، أو الأسود بن يزيد، ويزيد بن الأسود، أو عبد الله بن يزيد، ويزيد بن عبد الله، فهنا هي متفقة لكن الاختلاف حصل في الترتيب فقط).
العناصر
المتشابه:
تعريف (المتشابه): أن تتفق الأسماء وتختلف الآباء، أو بالعكس.
مثال: على (المتشابه).
مثال: لاتفاق الأسماء خطاً ونطقاً، واختلاف الآباء نطقًا مع ائتلافهم خطا.
مثال: لاختلاف الأسماء نطقًا واتفاقهم خطًا، واتفاق الآباء خطًا ونطقًا.
أهمية معرفة (المتشابه).
المصنفات في (المتشابه).
مسائل وتنبيهات:
من أنواع (المتشابه) الاتفاق في الاسم واسم الأب، والاختلاف في النسبة قد يحصل الاتفاق في الخط، ولكن يحصل الاختلاف في التقديم والتأخير يتركب من المتشابه والمؤتلف والمختلف أنواع أخرى ذكر أمثلة على تلك الأنواع.
تنبيه: ضبط أسماء الرواة ليس خاصًا بعلوم الحديث يدخل في ضبط الأسماء: ضبط أسماء الخلفاء والأمراء والشعراء).
الأسئلة
س1: عرف (المتشابه).
س2: مثل للمتشابه.
س3: بين أهمية معرفة المتشابه.
س4: اذكر بعض المصنفات في المتشابه.
شرح نخبة الفكر للشيخ عبد الكريم الخضير (مفرغ)
قال الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير: (قال الحافظ -رحمه الله تعالى-: "وإن اتفقت الأسماء واختلفت الآباء أو بالعكس فهو المتشابه"،وكذا إن وقع ذلك الاتفاق في الاسم واسم الأب والاختلاف في النسبة ويتركب منه ومما قبله أنواع: منها أن يحصل الاتفاق أو الاشتباه إلا في حرف أو حرفين أو بالتقديم والتأخير أو نحو ذلك"، إذا اتفقت الأسماء خطاً ونطقاً واختلفت الآباء نطقاً مع ائتلافها خطاً أو عكسه بأن تختلف الأسماء نطقاً وتأتلف خطاً، وتتفق الآباء خطاً ونطقاً فهذا النوع يقال له: المتشابه، ومثال الأول: محمد بن عَقيل بفتح العين ومحمد بن عُقيل بضمها، الأول: نيسابوري، والثاني: فريابي، وهما مشهوران وطبقتهما متقاربة، ومثال الثاني: شريح بن النعمان وسريج بن النعمان الأول بالشين المعجمة والحاء، والثاني بالسين المهملة والجيم.
وكذا إن وقع ذلك الاتفاق في اسم الأب والاختلاف في النسبة، ومثله إن وقع الاتفاق في الاسم واسم الأب والاختلاف في النسبة، وصنف الخطيب البغدادي في ذلك كتاباً سماه: (تلخيص المتشابه).
ويتركب من هذا النوع المتشابه مع ما قبله أنواع كثيرة منها: أن يحصل الاشتباه في الاسم واسم الأب مثلاً إلا في حرف أو حرفين فأكثر من أحدهما أو منهما وهو على قسمين:
الأول: ما وقع فيه الاختلاف بالتغيير مع أن عدد الحروف ثابت في الجهتين فمحمد بن سنان ومحمد بن سيار ومحمد بن حنين ومحمد بن جبير، ومعرف بن واصل، ومطرف بن واصل، وأحمد بن الحسين، وأحيد بن الحسين وحفص بن ميسرة، وجعفر بن ميسرة، كل هذه أسماء متقاربة في الصورة، ويحصل فيها التصحيف كثيراً.
والثاني: ما وقع فيه الاختلاف بالتغيير مع نقصان بعض الأسماء عن بعض في عدد الحروف نحو عبد الله بن يزيد وعبد الله بن زيد عبد الله بن يحيى عبد الله بن نجي، يحيى ونجي قريبة في الصورة، ومن ذلك أن يحصل الاتفاق في الخط والنطق ويحصل الاختلاف والاشتباه في التقديم والتأخير إما في الاسمين أو في أحدهما، مثال ذلك: ما كان ذلك في الاسمين معاً: الأسود بن يزيد ويزيد بن الأسود، عبد الله بن يزيد ويزيد بن عبد الله، نصر بن علي وعلي بن نصر، كعب بن مرة مرة بن كعب، ومثال ما كان ذلك في أحد الاسمين: أيوب بن سيار وأيوب بن يسار، صنف الخطيب البغدادي كتاباً سماه: (رافع الارتياب في المقلوب من الأسماء والأنساب) بهذا نعرف قدر الخطيب -رحمه الله تعالى- الذي لم يترك باب من أبواب علوم الحديث إلا وصنف فيه مصنفاً، ومع ذلك يعتب على الخطيب ويقال: إن الخطيب أساء إلى علوم الحديث وأدخل فيه ما ليس منه، والله المستعان.
هذا سؤال يعني يمكن أن يجاب عليه، هذا يسأل عن الموقظة للحافظ الذهبي -رحمه الله-، وهل من حفظ النخبة ينصح بقراءة الموقظة وحضور شرحه؟ وكذا هل تغني النخبة عن البيقونية؟
نعم النخبة تغني عن البيقونية، لكن لا يمنع أن يحفظ طالب العلم البيقونية أربعة وثلاثين بيت، ما تكلفه شيء لا سيما إذا كان ما هو بحافظ منظومات أخرى؛ لأن النظم مفيد ومهم، فيبدأ بالبيقونية، والنخبة يحفظها ويقرأ شرحها، ويعتني بها، وإن حفظ نظمها للصنعاني لا بأس، أما بالنسبة للموقظة للحافظ الذهبي فهي كتاب نفيس فيه تحريرات للحافظ -رحمة الله عليه- الذهبي، وهي ليست شاملة لكل علوم الحديث في كل ما يحتاجه طالب علوم الحديث، لكن هي مجرد انتقاء لمسائل تحدث عنها الحافظ الذهبي بدقة وتحرير -رحمة الله عليه-، والله أعلم.
وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
نعم).