الدروس
course cover
المتفق والمفترق
29 Oct 2008
29 Oct 2008

4344

0

0

course cover
شرح نخبة الفكر

القسم الخامس

المتفق والمفترق
29 Oct 2008
29 Oct 2008

29 Oct 2008

4344

0

0


0

0

0

0

0

المتفق والمفترق

قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ): (ثُمَّ الرُّوَاةُ إِن اتَّفَقَتْ أَسْمَاؤُهُمُ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ فَصَاعِدًا وَاخْتَلَفَتْ أَشْخَاصُهُمْ؛ فَهُوَ:

المُتَّفِقُ وَالمُفْتَرِقُ).

هيئة الإشراف

#2

30 Oct 2008

نزهة النظر شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر العسقلاني

قال الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني (ت:852هـ): ( (1) (ثُمَّ الرُّوَاةُ إِن اتَّفَقَتْ أَسْمَاؤُهُمْ وَأَسْمَاءُ آبَائِهِمْ فَصَاعِدًا وَاخْتَلَفَتْ أَشْخَاصُهُمْ)

سواءٌ اتَّفَقَ في ذَلِكَ اثنانِ منهمْ أَمْ أكثرُ، وكذَلِكَ إذا اتَّفَقَ اثنانِ فصاعِدًا في الكُنْيَةِ والنِّسْبَةِ (فَهُوَ) النَّوْعُ الذي يُقالُ لَهُ:

(المُتَّفِقُ وَالمُفْتَرِقُ).

وفائدةُ معرِفَتِهِ:

خشيةُ أنْ يُظَنَّ الشَّخصانِ شخصًا واحدًا.

وقد صنَّفَ فيه الْخَطِيبُ كتابًا حافلاً، وقد لَخَّصْتُهُ وزِدْتُ عليه أشياءَ كثيرةً، وهَذَا عكسُ ما تقدَّمَ مِن النَّوعِ المُسَمَّى بِالمُهْمَلِ؛ لأنَّه يُخْشَى منه أنْ يُظَنَّ الواحدُ اثنينِ، وهَذَا يُخْشَى منه أنْ يُظَنَّ الاثنانِ واحِدًا).

هيئة الإشراف

#3

30 Oct 2008

نظم الدرر لفضيلة الشيخ: إبراهيم اللاحم

قال الشيخ إبراهيم بن عبد الله اللاحم: (ضبطُ أسماءِ الرواة ِ

(1) دخلَ الحافظُ في أمورٍ تتعلَّقُ بضبطِ أسماءِ الرواةِ، فذَكَرَ مصطلحًا عندَ الأئمَّةِ يُسَمَّى (المُتَّفِقَ والمُفْتَرِقَ).

ومعناه:

أنْ يُوجَدَ شخصانِ أو أكثرُ أسماؤهم مُتَّفِقَةٌ وأشخاصُهم مُفْتَرِقَةٌ.

هيئة الإشراف

#4

30 Oct 2008

شرح نخبة الفكر لفضيلة الشيخ: سعد بن عبد الله الحميد

قال الشيخ سعد بن عبد الله الحميد: (الْمُتَّفِقُ والْمُفْتَرِقُ:

فائدةُ هذا البَحْثِ وما بعدَهُ:

أنَّكَ يا طالِبَ الحديثِ حينَما يُوَاجِهُكَ إسنادٌ مِن الأسانيدِ تَعْرِفُ كيفَ تَتَصَرَّفُ؟

فأحياناً يَأْتِيكَ في إسنادٍ قولُ: حدَّثَنا عمرُ بنُ الْخَطَّابِ، وهذا في طبقةِ الإمامِ أحمدَ، فتَغْتَرُّ وتقولُ: هوَ الصحابيُّ الجليلُ.

مِثالٌ:

تَطَفَّلَ بعضُهم على كتابٍ وحَقَّقَهُ، وهوَ إنسانٌ مُتَخَصِّصٌ في التفسيرِ، فحَقَّقَ كتاباً للدَّارَقُطْنِيِّ في الرجالِ، وهوَ أَوَّلَ مَرَّةٍ يُطْبَعُ، والرجُلُ مَسَخَ الكتابَ مَسْخاً، ومِنْ عَجائِبِهِ:

الإمامُ مالِكٌ الْمُتَوَفَّى سنةَ (179هـ) ألَّفَ كتابَ (الْمُوَطَّأِ) وحَدَّثَ بهِ تلاميذَهُ، ورَوَى هذا الكتابَ عنهُ جَمٌّ مِن الرُّواةِ، فأبو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ يَسألُ شيخَهُ الدَّارَقُطْنِيَّ: مَنْ أَوْثَقُ الناسِ في (الْمُوَطَّأِ)؟

فَقَالَ: ابنُ وهبٍ، وابنُ بُكَيْرٍ، ومَعْنٌ.

فَقَالَ الْمُحَقِّقُ في الحاشيَةِ:

مَعْنٌ هوَ: ابنُ يَزيدَ، صحابِيٌّ وأَبُوهُ صَحَابِيٌّ!!

فهذا يَدُلُّ على جَهْلِهِ الفاضِحِ بطَبَقَاتِ الرُّواةِ، والسَّبَبُ أنَّهُ فَتَحَ كُتُبَ الرجالِ وبَحَثَ في مَعْنٍ، فأَخَذَ أَقْرَبَهم وهوَ ابنُ يَزِيد، ومَعْنُ بنُ يَزيدَ صاحبُ الْقِصَّةِ التي قالَ صَلَّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّمَ فيها: ((لَكَ مَا نَوَيْتَ يَا يَزِيدُ، وَلَكَ مَا أَخَذْتَ يَا مَعْنُ))، وَمَعْنٌ رَاوِي (الْمُوَطَّأِ) اسْمُهُ مَعْنُ بنُ عِيسَى القَزَّازُ.

والْمُشْكِلَةُ حينَما يكونُ جميعُ هؤلاءِ الرُّواةِ في سِنٍّ مُتقارِبَةٍ وطَبقةٍ واحدةٍ، فلا تَتَعَجَّلْ، بلْ تَنْظُرُ في الشيوخِ والتلاميذِ وتُحَدِّدُ مَنْ هوَ الرجُلُ المقصودُ، فإذا حَدَّدْتَهُ فالحمْدُ للَّهِ، وإلاَّ اسْتَعَنْتَ بالكتُبِ الْمُؤَلَّفَةِ في هذا الشَّأْنِ.

- فإذا وَجَدْتَ اسمَ الراوي واسمَ أبيهِ فهذا النوعُ يُسَمَّى: الْمُتَّفِقَ والْمُفْتَرِقَ -أي: اتَّفَقُوا في الاسمِ واسمِ الأبِ وما بعدَ ذلكَ، وافْتَرَقُوا في شَخْصِيَّاتِهِم- فلا تَقَعْ في اللَّبْسِ، ويكونُ اللَّبْسُ أكَثْرَ إذا كانَ بعضُ هؤلاءِ ثِقَةً، وبعضُهم غيرَ ثِقَةٍ، فهُنا تَكْمُنُ أَهَمِّيَّةُ هذا العلْمِ.

ألَّفَ في هذا الْخَطيبُ البَغداديُّ كِتَابَهُ (الْمُتَّفِقُ وَالْمُفْتَرِقُ)، وهوَ كتابٌ رائعٌ ولم يُطْبَعْ).

هيئة الإشراف

#5

30 Oct 2008

شرح نخبة الفكر لفضيلة الشيخ: عبد العزيز السعيد (مفرغ)

القارئ: ( (ثم الرواة إن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم فصاعداً، واختلفت أشخاصهم، فهو المتفق والمفترق).

قال الشيخ عبد العزيز بن محمد بن عبد العزيز السعيد: (هذا نوعٌ من أنواع علوم الحديث يسمى: (المتفق والمفترق) المراد به:

- المتفق في الاسم نطقاً وخطاً، والمفترق في الذات،كأسامة بن زيد الليثي.
أسامة بن زيد بن أسلم، هذا أسامة بن زيد يتوافق في هذين الراويين، هذا أسامة وهذا أسامة، وهذا زيد وهذا زيد، والنطق واحد والخط واحد، لكن الذاتين مختلفان. فهذا يسمى: المتفق؛ لكن أسامة بن زيد هذا الليثي، وهذا أسامة بن زيد بن أسلم مولى عمر رضي الله عنه.
عندنا: أحمد بن جعفر بن حمدان فيه (القطيعي)، وفيه (الطرسوسي)، هذا اسمه: أحمد بن جعفر بن حمدان، نكتبها كما نكتب اسم الآخر، وننطقها كما ننطق اسم الآخر، لكن هذا القطيعي، وهذا الطرسوسي، فذات هذا مختلفة عن ذات هذا.
أبو بكر بن عياش،عندنا ثلاثة يتفقون في الكنية والنسبة، كلهم يسمى أبا بكر بن عياش، لكن أحدهما أبو بكر بن عياش القارئ معروف.

والثاني:

أبو بكر بن عياش الحمصي.

والثالث:

أبو بكر بن عياش السلمي.

هذه الذوات تختلف، لكن أسماءهم ينطق بها وتكون في الخط واحدة، هذا يسمى المتفق والمفترق، وهو اتفاق في الخط والنطق، واختلاف في الذات، يعني: ذات هذا تختلف عن ذات هذا).

عبد العزيز بن داخل المطيري

#6

30 Oct 2008

العناصر

المتفق والمفترق:
تعريف (المتفق والمفترق).
أهمية معرفة (المتفق والمفترق).
مثال على أهمية (المتفق والمفترق).
فائدة معرفته:
المصنفات في (المتفق والمفترق).
(المتفق والمفترق) عكس (المهمل).
متى يقع اللبس في المتفق والمفترق ؟
لا بد في (المتفق والمفترق) من اتفاق الاسم واسم الأب.

عبد العزيز بن داخل المطيري

#7

30 Oct 2008

الأسئلة

س1: عرف (المتفق والمفترق).

س2: بين أهمية معرفة المتفق والمفترق.

س3: اذكر بعض المصنفات في المتفق والمفترق.

هيئة الإشراف

#8

25 Feb 2010

شرح نخبة الفكر للشيخ عبد الكريم الخضير (مفرغ)

قال الشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير: (أحسن الله إليك: "ثم الرواة إن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم فصاعداً واختلفت أشخاصهم فهم المتفق والمفترق، وإن اتفقت الأسماء خطاً واختلفت نطقاً فهو المؤتلف والمختلف، وإن اتفقت الأسماء واختلفت الآباء أو بالعكس فهو المتشابه، وكذا إن وقع الاتفاق في الاسم واسم الأب والاختلاف في النسبة، ويتركب منه ومما قبله أنواع منها: أن يحصل الاتفاق أو الاشتباه إلا في حرف أو حرفين، أو بالتقديم والتأخير أو نحو ذلك".

نعم يقول الحافظ -رحمه الله تعالى-: "ثم الرواة إن اتفقت أسماؤهم وأسماء آبائهم فصاعداً واختلفت أشخاصهم فهم المتفق والمفترق" لا شك أن الأسماء تتفق كثيراً، محمد ومحمد ومحمد ومحمد عشرة، ثم قد تتفق آباؤهم محمد بن عبد الله ومحمد بن عبد الله خمسة، ثم في الثالث يتفق ثلاثة: محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن، ثم يتفق في النسبة اثنان محمد بن عبد الله بن عبد الرحمن الأنصاري، لكن هذا شخص وهذا شخص، هذا هو المتفق والمفترق يتفق في الاسم ويفترق في الذوات، المتفق والمتفرق هو أن تتفق الرواة وأسماء آبائهم فصاعداً، يعني كثيراً ما يتفق الأسماء ثلاثية أقل من ذلك أن تتفق رباعية وقد تتفق خماسية لا سيما في الأسر الكبيرة، نعم، تتفق الأسماء وتفترق الأشخاص، فالمتفق والمتفرق هو أن تتفق الرواة وأسماء آبائهم فصاعداً وتختلف أشخاصهم، سواءً في ذلك اتفق اثنان منهم أو أكثر، وكذا إذا اتفق اثنان فصاعداً في الكنية والنسبة، مثال ذلك: الخليل بن أحمد، الخليل بن أحمد ستة أشخاص كل منهم يقال له: الخليل بن أحمد، أولهم: النحوي البصري المعروف، صاحب العروض، الخليل بن أحمد، والثاني: أبو بشر المزني بصري أيضاً، روى عنه العباس العنبري وغيره، والثالث: أصبهاني روى عنه روح بن عبادة وغيره، والرابع: أبو سعيد السجزي القاضي الفقيه الحنفي حدث عنه ابن خزيمة وغيره، والخامس: أبو سعيد البستي القاضي المهلبي روى عنه السجزي المذكور، والسادس: أبو سعيد البستي أيضاً الشافعي روى عن أبي حامد الإسفرائيني وغيره، هؤلاء الستة اسم كل واحد منهم الخليل بن أحمد، وفات الخطيب الأربعة الأخيرة من هؤلاء قاله ابن الصلاح.

ومن أمثلته: أحمد بن جعفر بن حمدان، أحمد بن جعفر بن حمدان ثلاثي، أربعة كلهم في عصر واحد، أحدهم القطيعي، والثاني: السقطي، والثالث: دينوري، والرابع: طرسوسي، ومحمد بن يعقوب بن يوسف النيسابوري رباعي اثنان كلاهما في عصر واحد، ومثال ما اتفق من ذلك في الكنية والنسبة معاً أبو عمران الجوني اثنان، وأبو بكر بن عياش ثلاثة، وعكس صالح بن أبي صالح أربعة.

وفائدة معرفة هذا النوع خشية أن يظن الشخصان شخصاً واحداً، عكس ما تقدمت في المهمل؛ لأنه يخشى أن يظن الواحد اثنين هنا إذا جاءك أحمد بن جعفر بن حمدان وهم أربعة، هؤلاء الأربعة مروا عليك كل واحد منهم اسمه أحمد بن جعفر بن حمدان فتظنهم واحد، وهذا يحصل كثيراً لمن يحقق الكتب، فإذا مر هذا الاسم وضع علامة واحد وترجم قد يترجم لغير المقصود، لغير المراد الوارد في السياق.

من الطرائف في بحث لطالبة تنقل عن تفسير القرطبي، والقرطبي كثيراً ما يقول: ولقد سمعت شيخنا أبا العباس يقول، هي تعرف أن ابن القيم كثيراً ما يقول: سمعت شيخنا أبا العباس يعني شيخ الإسلام، فترجمت لشيخ الإسلام وقالت: هذا رأي شيخ الإسلام، أين أنتِ من شيخ الإسلام؟ نعم القرطبي المفسر قبل شيخ الإسلام فضلاً عن شيخه أبو العباس، أبو العباس القرطبي أيضاً شيخه صاحب (المفهم) وكثيراً ما يقول: ولقد سمعت شيخنا أبا العباس، ظنته أبو العباس بن تيمية، وهذا من هذا؛ لأنه يظن الأشخاص شخص واحد، فالعناية بهذا الباب مهمة جداً لئلا تنسب الأقوال إلى غير أصحابها؛ ولئلا يحكم على راوي بأنه ثقة وهو في الحقيقة ضعيف أو بالعكس، فالعناية بهذا الأمر في غاية الأهمية.

وفائدة معرفة هذا النوع خشية أن يظن الشخصان شخصاً واحداً عكس ما تقدم في المهمل؛ لأنه يخشى أن يظن الواحد اثنين، وصنف فيه الخطيب كتاباً حافلاً، ولخصه الحافظ ابن حجر وزاد عليه أشياء كثيرة قاله في النزهة، نعم، هذا المعلق الذي علق على النزهة يتتبع الحافظ في كل كتبه التي لخصها من كتب الآخرين اسمه: أبو عبد الرحيم محمد كمال الدين الأدهمي، هذا معلق على النزهة، وهو من المعاصرين لكن ما هو معاصر لنا الآن؛ لأنه ذكر أنه قرأ صحيح البخاري على شيخه فلان سنة ألف وثلاثمائة وست عشر، سنة ألف وثلاثمائة وست عشر يعني قديم شوي، يعني ممكن متوفى من نصف قرن أو أكثر، نعم.

الحافظ كثيراً ما يلخص كتب الآخرين، لخص التهذيب، لخص المشتبه للذهبي، لخص كذا ولخص كذا، هذا المعلق يتتبعه ويشدد عليه في النكير، يقول هنا: "وقد صنف فيه الخطيب كتاباً حافلاً وقد لخصته" فجاء المعلق يقول: "الكلام عليه كالكلام على ما سبق من أمثاله وهو قريب العهد منك، وإنني ليؤلمني كثيراً وما أدري كيف يطاوعهم دينهم أن يفعلوا ما فعلوه؟ وماذا يكون اعتذارهم أمام صاحب الكتاب الأصلي بحضرة الحق -عز وجل- يوم القيامة؟ وقد بلغنا أن الصدر الشهيد لما عمد إلى كتاب الإمام محمد المتوفى سنة تسع وثمانين ومائة صاحب الإمام أبي حنيفة ولخصه، بأن حذف منه الأدلة التي ذكرها فيه مؤلفه، ورأى الإمام محمداً في المنام فقال له: "قطّعك –بالتشديد- الله كما قطعت كتابي، فما لبث أن قتل شر قتلة"، لا شك أن الحافظ محفوظ، يعني كتبه تلغي الأصول تماماً، فكتابه التلخيص ألغى البدر المنير، حتى أن البدر المنير رغم أهميته وحاجة طلاب العلم إليه إلى الآن لم يطبع كامل؛ لأنه طلع التلخيص الحبير والتلخيص لا شيء بالنسبة لأصله، فهذه الملخصات إن لم يضف إليها الملخِص من علمه ودرره كما فعل الحافظ في تهذيب التهذيب فلا قيمة لها، نعم قد يكون الهدف من التلخيص تقريب الأصل للمتعلمين ويبقى الأصل كما هو، وما كان لله بقي، فلا ضير حينئذٍ، لكن إلغاء الكتب الأصلية بهذه الطريقة يعني من إنصاف الملخِص والمختصِر أن يشيد بالكتاب الأصلي، يعني مما يؤسف له أن الحافظ المزي -رحمة الله عليه- وهو إمام لخص الكمال للحافظ عبد الغني، الكمال هو أصل الأصول في رجال الكتب الستة، ومع ذلكم إلى الآن لم يطبع، لماذا؟ لأن الحافظ المزي اعتنى بالكتاب وزاد عليه وأضاف إليه إضافات، لا شك أن تهذيب الكمال أفضل من الكمال، يعني إذا قارنا بين الكتابين، لكن يبقى أن الأصل له فضل السبق، وله المنة على من جاء بعده، والمنة -أولاً وأخراً- لله -سبحانه وتعالى- الذي وفق الجميع لسلوك هذا الطريق.

يبقى أن نقول لطالب العلم: من وسائل التحصيل التلخيص، يعني كثير من طلاب العلم لا يستوعب إذا قرأ، نعم، نقول: من وسائل تحصيل العلم التلخيص، إيش المانع أن تمسك قلم وتمسك تفسير ابن كثير وبدل ما هو كتاب كبير جداً تلخصه؟ تلخص فوائده، وتقتصر منه على ما يعنيك على فهم كتاب الله، ستفهم القرآن، وتفهم ابن كثير معاً، تأتي إلى تفسير الطبري وتقول: في روايات مكررة وأسانيد أنا لست بحاجة إليها وتلخص، تأتي إلى تفسير القرطبي تقول: فيه استطرادات كثيرة وأدلة ومذاهب لست بحاجة إليها فتلخص، نقول: هذه وسيلة من وسائل التحصيل، لكن يبقى أن هذا الملخَص لا ينشر في الوقت الراهن ما دمت طالباً، نعم إذا تمكنت فيما بعد وتأهلت للتأليف والتصنيف وأعدت النظر في هذا الملخص، ورأيته ينفع الناس لا مانع من نشره، فالتلخيص يقرب العلوم إلى القراء لا شك، وهو أيضاً وسيلة من وسائل التحصيل، من الطرائف: أن المسعودي في تاريخه (مروج الذهب) في أول الكتاب وفي آخره: من اختصره أو نقل منه أو حذف منه أو نسبه إلى غيرنا أو فعل أو فعل فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين، فلذلك بقي الكتاب ما اختصر ولا استفيد منه، والحمد لله أن الأمة ليست بحاجته، في أول الكتاب وفي آخره يقول هذا الكلام، الله المستعان.

على كل حال هذه مسألة يستفاد منها بقدر الحاجة.

يقول: "وصنف فيه الخطيب كتاباً حافلاً ولخصه الحافظ ابن حجر وزاد عليه أشياء كثيرة قاله في النزهة).