الدروس
course cover
الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول
9 Nov 2008
9 Nov 2008

5350

0

0

course cover
شرح مقدمة التفسير

القسم الثالث

الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول
9 Nov 2008
9 Nov 2008

9 Nov 2008

5350

0

0


0

0

0

0

0

الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول

قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية الحراني (ت: 728هـ): (وَأَمَّا الَّذِين يُخْطِئُونَ فِي الدَّليلِ لاَ فِي الْمَدْلُولِ : فَمِثْلُ كَثِيرٍ مِن الصُّوفيَّةِ وَالوُعَّاظِ وَالفُقَهَاءِ وَغَيْرِهِمْ ، يُفَسِّرُونَ القُرْآنَ بِمَعَانٍ صَحِيحَةٍ ، لَكِنَّ القُرْآنَ لاَ يَدُلُّ عَلَيْهَا ، مِثْلُ كَثِيرٍ مِمَّنْ ذَكَرَهُ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيُّ فِي "حَقَائِقِ التَّفسيرِ" . وَإِنْ كَانَ فِيمَا ذَكَرُوهُ مَا هُو مَعَانٍ بَاطِلَةٌ فَإِنَّ ذَلِكَ يَدْخُلُ فِي القِسْمِ الأَوَّلِ ؛ وَهوَ الْخَطَأُ فِي الدَّلِيلِ وَالْمَدْلُولِ جَمِيعًا ، حَيْثُ يَكُونُ الْمَعْنَى الَّذِي قَصَدُوهُ فَاسِدًا).

هيئة الإشراف

#2

18 Nov 2008

شرح مقدمة التفسير للشيخ: محمد بن صالح العثيمين (مفرغ)

القارئ: (. . . وأما الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول فمثل كثير من الصوفية والوعاظ والفقهاء وغيرهم يفسرون القرآن بمعان صحيحة, لكن القرآن لا يدل عليها مثل كثير مما ذكره أبو عبد الرحمن السللي في حقائق التفسير، وإن كان فيما ذكروه ما هو معان باطلة فإن ذلك يدخل في القسم الأول وهو الخطأ في الدليل والمدلول جميعاً، حيث يكون المعنى الذي قصدوه فاسداً").

هيئة الإشراف

#3

18 Nov 2008

شرح مقدمة التفسير للشيخ: عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (مفرغ)


قال الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين (ت: 1430هـ): (ذَكَرَ بعدَ ذلك (الذين يُخْطِئُونَ في الدليلِ؛ لا في المدلولِ)، أي: يُخطئونَ في الدليلِ؛ لا في المستدَلِّ عليه.
(كثيرٌ مِن الصوفيَّةِ والوُعَّاظِ والفقهاءِ وغيرِهم؛ يُفَسِّرُونَ القرآنَ بمعانٍ صحيحةٍ؛ لكنَّ القرآنَ لا يَدُلُّ عليها) يُفَسِّرُونَ القرآنَ بمعانٍ صحيحةٍ، ولكن ليس سياقُ الآياتِ فيها، وإنما الآياتُ سِيقَتْ في المعاني التي فَهِمَها السلَفُ رَحِمَهم اللهُ، وإن كانت تلك المعاني ثابتةً بأدلَّةٍ أُخْرَى.
(مثلَ كثيرٍ مما يَذْكُرُه أبو عبدِ الرحمنِ السُّلَمِيُّ في (حقائقِ التفسيرِ)، وإن كان فيما ذكرَه ما هو معانٍ باطلةٌ؛ فإنَّ ذلك يَدخلُ في القِسمِ الأوَّلِ، وهو الخطأُ في الدليلِ والمدلولِ جميعاً، حيث يكونُ المعنى الذي قَصَدُوهُ فاسداً)، ويَدخلُ في ذلك أيضاً كثيرٌ مِن المتأخِّرينَ الذين يُفَسِّرونَ الآياتِ ويُطبِّقُونَها على معانٍ صحيحةٍ، ولكن لم تكنْ مَذكورةً في تفاسيرِ السلَفِ.
ونحن نقولُ: إنَّ القرآنَ له معانٍ كثيرةٌ، ويُمْكِنُ أنَّ المتأخِّرَ يَسْتَنْبِطُ منه أُموراً لم يأتِ بها المتقدِّمُ، فكم تَرَكَ أولٌ لآخِرٍ، ولأجْلِ ذلك نُقِرُّ تفاسيرَ المتأخِّرينَ، ونقولُ: إنَّ فيها كثيراً مِن الصوابِ، فعِنْدَنا مَثلاً تفسيرُ (المنارِ) الذي هو لمحمد رشيد رضا تفسيرٌ بالرأيِ، يَتَوَسَّعُ في كثيرٍ مِن الآياتِ، والمعاني التي يَتطرَّقُ إليها معانٍ صحيحةٌ، والاستنباطاتُ أيضاً صحيحةٌ؛ ولكن لم تكنْ مذكورةً في كُتُبِ المتقدِّمينَ، ولعلها مما فَتَحَ اللهُ تعالى على المتأخِّرينَ، وكذلك تفسيرُ سيد قطب يأتي فيه أيضاً باستنباطاتٍ، واستدلالاتٍ غريبةٍ عجيبةٍ، وتكونُ مما فَتَحَ اللهُ تعالى على يديه، وعلى قلبِه، لا شكَّ أيضاً أنها معانٍ ظاهرةٌ، يعني: يمكن أَخْذُها مِن القرآنِ؛ وإن لم توجَدْ في كلامِ المتقدِّمينَ، وفيه أخطاءٌ كما ذَكَرْنا، كذلك أيضاً شيخُنا الشيخُ عبدُ الرحمنِ الدوسريُّ رَحِمَه اللهُ، فَسَّرَ كثيراً مِن القرآنِ،ووَصَلَ إلى نحوِ سورةِ الأنفالِ أو التوبةِ، وتفسيرُه أيضاً فيه عجائبُ، يَأخُذُ كثيراً مِن تفسيرِ المنارِ، ويَرجِعُ إلى كثيرٍ مِن التفاسيرِ، ثم يأتي بأساليبَ عجيبةٍ، حتى أنه طُبِعَ تفسيرُ الفاتحةِ في مجلَّدٍ كما هو مُشاهَدٌ، مما يَدُلُّ على أنَّ اللهَ تعالى فَتَحَ عليه، وأنه يأتي الآخِرُ بفوائدَ زيادةً على ما جاءَ به المتقدِّمونَ، وكلامُ اللهِ تعالى واسعُ المعاني، ولكن الذين يَحْمِلُونَ الآياتِ على مَحاملَ لا يَحْتَمِلُها اللفظُ؛ لا يَنبغِي الإصغاءُ إلى أقوالِهم.
ومَن قَرأَ كتابَ (الكشافِ) فعليه أن يَقرأَ معه (الانتصافَ)، لكنْ ذَكرنا أنَّ صاحبَ (الانتصافِ) أَشْعَرِيٌّ، أَقَرَّ (الكشافَ) على تأويلِ آياتِ الصفاتِ، كتأويلِ آياتِ الاستواءِ، وآياتِ العُلُوِّ، وآياتِ الرفْعِ، وآياتِ صفةِ الوجهِ، وصفةِ اليدِ، وصفةِ العينِ، وما أَشْبَهَها، وكذلك على تأويلِ آياتِ المحبَّةِ والرضا، وآياتِ العَجَبِ، والكراهيةِ والبغْضِ ونحوِها، فإذا كان الإنسانُ عالِماً بهذه العقيدةِ، عَقيدةِ أهلِ السُّنَّةِ، في هذه الصفاتِ، وقَرَأَ وهو مُتَفَطِّنٌ لِمَا عَلَّقَ عليه العلماءُ فإنه يَستفيدُ منه فوائدَ بلاغيَّةً.
ففيه بلاغةٌ وفيه قوةُ أسلوبٍ، ولكن كما ذَكَرُوا: أنه يُدخِلُ السمَّ في الدَّسَمِ، وأنه يأتي بعباراتٍ مُوهِمَةٍ، وفيها ما يُؤَيِّدُ بِدعتَه، وفي غيرِه مِن التفاسيرِ كفايةٌ عنه، واللهُ أَعلَمُ).

هيئة الإشراف

#4

20 Nov 2008

شرح مقدمة التفسير للشيخ: صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (مفرغ)


القارئ: (وأما الذين يخطئون في الدليل لا في المدلول، فمثل كثير من الصوفية والوعاظ، والفقهاء وغيرهم يفسرون القرآن بمعانٍِ صحيحة لكن القرآن لا يدل عليها: مثل كثير مما ذكره أبو عبد الرحمن السلمي في (حقائق التفسير) وإن كان فيما ذكروه ما هو معانٍ باطلة فإن ذلك يدخل في القسم الأول، وهو الخطأ في الدليل والمدلول جميعاً حيث يكون المعنى الذي قصدوه فاسداً).
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ: (وهذا هو الذي يسمى عند الصوفية التفسير الإشاري يقولون أشارت الآية إلى كذا فيفسرونها بما تشير ويجعلون ما يفهمونه من الآيات بالإشارة يجعلونه تفسيراً للآية وهو مشهور باسم التفسير الإشاري وثم كتب كثيرة فيه من جنس كتاب (حقائق التأويل) لأبي عبد الرحمن السلمي الصوفي المشهور وهو كتاب مطبوع.
وكذلك كتاب التفسير تفسير القرآن المنسوب لأبي بكر ابن العربي، وكذلك ما ذكره في الإشاريات الألوسي في أواخر كل مجموعة من الآيات يفسرها في كتاب (روح المعانـي) هذه تسمى التفاسير الإشارية.
والتفاسير الإشارية على أقسـام:
1- منها أن يكون المعنى الذي ذكروه صحيح في نفسه لكن كما قال شيخ الإسلام الآية لا تدل عليه فتكون الآية مثلاً في فتح من الفتوح في الجهاد فيفسر الآية بفتح القلب، فتح باب المجاهدة في القلب وأن هذا يعقب نصراً على الشيطان فيجعل الجهاد جهاد القلب والنصر والغلبة غلبة العدو الكافر الذي هو الشيطان هذا المعنى في نفسه صحيح لكن هو معنى لم يرد بالآية؛ لأن الآية فيها ذكر معانٍ واضحة بالعربية من ذكر مثلاً من جهاد المؤمنين ضد الكفار ونحو ذلك وهذا المراد به الجهاد الظاهر لجماعة المؤمنين ضد الكفار الذين هم من البشر.
2- القسم الثانـي: أن يكون التفسير باطلاً في نفسه وهذا رده يكون من جهتين:
أ- الجهة الأولى أنه مخالف لما تدل الآية عليه.
ب- الثانـي أنه باطل في نفسه لأن الشرع أتى بغير هذا الكلام مثل ما يذكرونه من أحوالهم التي لم تدل عليها السنة بل كان هدى السلف على غيرها فيستدلون ببعض الآيات على ما اصطلحوا عليه أو على ما كانت عليه أحوال الصوفية بما خالفوا فيه سيرة السلف الصالح – رضِي اللهُ عَنْهم – بالزهد والورع والسلوك هذا معنى باطل في نفسه.
3- القسم الثالث: معانٍ يتوقف فيها لا يمكن أن تحكم عليها في الصحة بالصحة ولا بالبطلان وذلك لاشتمالها على مصطلحات للصوفية فيتوقف تصحيح المعنى أو إبطاله على فهم تلك المصطلحات فإنهم لهم مصطلحات لهم مصطلح معنى المقام عندهم له معنى الحال عندهم له معنى الرضى عندهم له تفسير خاص وهكذا في مصطلحات كثيرة للصوفية
الشهود: له معنى الفناء له معنى فهناك تفسيرات يفسر بها أولئك القوم والتفسير في نفسه قد لا يظهر للمتأمل الذي لا يعرف مصطلحات الصوفية صحة ذلك التفسير ولا بطلانه حتى يقف على مرادهم من مصطلحاتهم وجميع هذه الأنواع الثلاثة و الأقسام الثلاثة لا تمت إلى الآية بصلة لأنها من باب الإشاريات عندهم.
إذا تقرر هذا فهل التفسير الإشاري مردود مطلقاً؟ يعني هل التفسير الإشاري باطل أم أن التفسير الإشاري لبعض آيات الكتاب والسنة منه ما هو صحيح؟
الجواب: التفسير الإشاري منه ما هو صحيح، وتفسير الآية بالإشارة يؤخذ به إذا توفرت فيه شروط ذكرها ابن القيم –رحمه الله- في كتابه: (التبيان في أقسام القرآن) وأشار إليها ابن تيمية – رحمه الله - في بعض كتبه:
1- أول شرط من تلك الشروط التي يصح معها التفسير بالإشارة أن يكون ثم اشتراك في اللغة يعني أن يكون التفسير بالإشارة تحتمله الآية لغة ما يكون في معنى لا تحتمله الآية لغة مثلاً أن يفسر البيت بالقلب.
القلب بيت وإذا فسر آية – مثلاً – أو حديث فيه ذكر البيت بأنه القلب هذا له دلالته في اللغة؛ لأن القلب بيت وهذا المعنى صحيح.
2- الشرط الثاني: أن يكون التفسير مما دلت عليه أدلة أخرى في الشرع يعني يقول: في الآية الإشارة إلى كذا، أن يدل على هذا التفسير دليل شرعي آخر على صحته؛ يعني أن يكون المعنى المشار إليه أتى دليله آخر به.
3- الشرط الثالث: ألا يناقض دليلاً من الكتاب والسنة فإذا كان التفسير بالإشارة يناقض دليل آخر فإنه باطل.
ومثال ذلك: من السنة كما ذكر ابن القيم أن شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فسر الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام وهو قوله: ((إن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلبٌ أو صورةٌ)) قال شيخ الإسلام – رحمه الله – فالملائكة لا تحيط بقلب قد ملئ من كلاب الشبهات وصور الشهوات.
فأولاً: البيت فسره بالقلب هذا ذكره إشارةً.
الكلاب: قال إشارة إلى الشبهات، وهكذا الشبهات كلاب، لماذا؟
لأن الكلب لا يزال يلهث، وهكذا الشبهة لا تزال تلهث بصاحبها، أما الشهوة تعرض وتزول أما الشبهة ملازمة له.
الثالث الصور: الصورة من جنس الشهوات، الصورة من الشهوات وعلى هذا يكون شيخ الإسلام في تفسيره ذلك قد فسره بالشروط جميعاً.
أولاً: دلالة الألفاظ في اللغة واردة.
الثانـي: أن المعنى الذي ذهب إليه وقال إن في الحديث إشارة إليه هذا المعنى صحيح جاءت الأدلة بمثله، فالشبهات والشهوات مرض إذا استحكم بالعبد أو دخل القلب حفت الشياطين واستحوذت صاحبه وابتعدت عنه ملائكة الرحمة.
الثالث: الشبهات والشهوات هي من فهم معنى الكلب والصورة.
إذاً نقول التفسير الإشاري إذا استعمله أحد من أهل العلم من باب الاستنباط فإنه يكون صحيحاً إذا توفرت فيه هذه الشروط الثلاثة وأما إذا لم تتوفر فيه هذه الشروط الثلاثة فهو من باب اللعب التفسير الذي لم تدل الآية عليه مثل صنيع الصوفية يعتقدون معتقد يدخل في بث الآية على أي موضع، بل إنهم عجب الصوفية من إشاراتهم حتى شكل الحروف دخلوا فيه يعني شكل حروف القرآن بدلالات عندهم وإشارات.
مثلاً: قالوا في بسم الله، قالوا: الباء ابتدئ بها الكلام، ونقطت من تحتها نقطة واحدة إشارة إلى توحيد الله –جل وعلا- إيش لها علاقة. وهذا الكلام موجود وهو تفسير صوفي بحت لا دليل عليه موجود في كتاب توحيد الخلاق المنسوب للشيخ سليمان بن عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب وهذا الكتاب (توحيد الخلاق) فيه في أوله كثير من الصوفيات هو ليس للشيخ سليمان، وإنما لرجل من أهل العراق قدم على الشيخ في الدرعية وعثر عليه في تهمةٍ في الدين كأنه له شأن أو نحو ذلك فقتل في الدرعية بعد تصنيفه لهذا الكتاب المقصود أنه فيه إشاريات كثيرة هذا الكتاب الإشاريات التي فيه غلط منها هذه.
يقول السين شرشرت بثلاث يعني بثلاث شرطات شرشرت بثلاث بعد الباء المنقوطة من تحت رداً على المثلثة، لا علاقة، هذا الكلام ما له علاقة يعني بمعنى أنه أوهام جعلوها تفسيراً.
الميم دورت حتى يحيط اسم الله بالقلب صارت دائرة، هذا خرافة.
فإذاً التفسير الإشاري منه ما هو تفسير معانٍ ومنه ما هو تفسير للخط أيضاًَ، وهذا كله باطل إلا ما كان في المعاني توفرت فيه الشروط التي ذكرنا، نكتفي بهذا القدر وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
إضافة على ما ذكرنا تنبيه جيد من الأخ يعني استشكال الجيد وهو أن التفسير الإشاري أضف إلى شروطه ألا يكون معه نفي المعنى الظاهر وهذا معلوم لأنه هو إشارة فيقول في الآية إشارة لكن للإيضاح يشترط هذا الشرط يعني يجعله رابعاً للشروط وهو ألا يكون فيه نفي للمعنى الأصلي وأظن أن ابن القيم ذكر هذا الشرط لكن ما استحضره جيداً الآن.
إذاًَ نفي المعنى الأصلي ليس مراداً عند من صحح التفسير الإشاري فإذا توفرت الشروط التي منها ما أضفنا الآن وهو: أن المعنى الأول مثبت وإنما هذا معنى ثانٍ زيادة وهو ما أشارت إليه الآية.
في الحديث: ((الملائكة لا تدخل بيتاً فيه كلب أو صورة)) ما يعني شيخ الإسلام أن ينفي دخول الملائكة البيت الذي هو بيت السكن إذا كان فيه كلب أو صورة هو لا يريد أن ينفي ذلك يقول هذا مثبت وفيه إشارة إلى الشيء الآخر، فإذاً المعنى الظاهر من الآية أو من الحديث هذا مراد ومثبت عند من صحح التفسير الإشاري بشروطه المعتبرة فإذاً هي أربعة شروط:
الأول: ألا ينافي اللغة.
الثانـي: أن يدل عليه دليل صحيح.
الثالث: ألا يكون ثمّ دليل يبطله.
الرابع: أن يكون المعنى الأول مثبتاً عند من فسر التفسير الإشاري ويفسر بالتفسير الإشاري زيادة على المعنى الأول.
ابن القيم ذكره في (التبيان في أقسام القرآن)، ذكر الشروط فيها وأظن الشرط هذا منها لكن الآن ما استحضر ذلك.
بعض الآيات ما فيها إشارة، لكن هذا لأن بعض الزهاد من السلف جاءت عنه عبارات في التفسير الإشاري لكنها عبارات صحيحة لهذا صحح شيخ الإسلام وابن القيم وجماعة من العلماء صححوا التفسير الإشاري بشروطه والتفسير الإشاري ليس مقصوداً قد يتوفر وقد لا يتوفر وإذا جهله المرء فليس هو من العلم المرغوب فيه وإنما هو من اللطائف.

س: (السؤال غير مسموع).
ج: ما في شك الذي يخرج عن تفاسير الصحابة والتابعين خروجه عنها ابتداع فأول من خرج عن هذه التفاسير أحدث بدعة في الدين تبعه عليها أناس قد يكون هو خرج عنها باجتهاد لكن الاجتهاد أخطأ فيه فعله وهو خروجه عن تفاسير الصحابة والتابعين ابتداع كونه اجتهد في تفسير الآية فأخطأ هذا له أجر المجتهد أو يغفر له لأنه مجتهد يوصف بأنه مبتدع.
يجتمع في حقه الجهتان جهة العقوبة والإثم لابتداعه، وجهة المغفرة له لخطأه.
الخروج عن تفاسير هذا القدر بدعة لاحظ الخروج قبل أن يتكلم في تفسير الآية خرج عن تفاسير الصحابة والتابعين بذهنه ورام شيئاً جديداً هذا ابتداع يؤزر عليه.
اجتهاد في معنى الآية هذا قد يكون صواباً وقد يكون خطأً فهو إذا أخطأ في ذلك فقد يغفر له ويكون من جملة المجتهدين، وهذه يرددها شيخ الإسلام كثيراً مثل ذكر في المولد في اقتضاء الصراط المستقيم قال في المولد: وإن كان بعض من يعمل الموالد أو يحضرها يؤجر على ذلك ذكر العبارة التي يحتج بها أهل الموالد نعم لكن المولد في نفسه بدعة والحضور فيه بدعة لكن قد يؤجر إذا قام في قلبه محبة النبي صَلّى اللهُ عَلَيهِ وسَلَّم في موطن المولد فهو عنده جهتان الله جل وعلا حكم عدل أسرع الحاسبين والملائكة تكتب أولاً حضوره المولد في نفسه بدعة وحضوره لمكان البدعة هذا ذم هنا يأتي انتهى هذا مجال التأثيم أو العمل الذي أثم عليه انتهى يأتي على ما قام على قلبه من المحبة ومن تعظيم الرسول هذا يؤجر عليه لهذا قال شيخ الإسلام: قد يؤجر من يحضر تلك يعني لما قام في قلبه من محبة الرسول عليه الصلاة والسلام ولكن ليس معنى ذلك أنه لا يأثم من جهة أخرى كذلك في هذا الموطن، شيخ الإسلام له في مثل هذا في مواطن كثيرة تحل الإشكال باختلاف الجهة، أراد أنه يجتمع في المكلف الجهتان:
1- جهة التأثيم لابتداعه.
2- وجهة الأجر أو المغفرة لخطئه في نفسه أو جهة الأجر إذا قام في قلبه بعض الإيمان.

س: (السؤال غير مسموع).
ج: لا الابتداع له جهة هو قد يجتهد في شيء له الاجتهاد فيه هذا مجتهد من جنس الذين يجتهدون في مسائل الفروع ونحو ذلك. لكن إذا اجتهد في مسائل الصفات اجتهد في آيات الصفات هل هذه مما يجتهد فيها فسرها بغير تفاسير الصحابة والتابعين لها، هل هذا مما يعذر فيه؟ أو هو قد أحدث رأياً وفسر القرآن برأيه خارجاً عن تفاسير الصحابة؟ هنا الجهة منفكة يؤزر على ابتداعه وأما فعله في نفسه الذي هو تفسيره الآية بهذا، هذا قد يكون معذوراً وقد لا يكون معذوراً؟ قد تكون شبهة قامت عنده أو غير ذلك لهذا شيخ الإسلام مثلاً عذر بعض العلماء مثل البيهقي ومثل الخطابي، قال إنهم اجتهدوا في مسائل الصفات لكن ما عذر غيرهم فهناك من يعذر في هذه المسائل ومن لا يعذر وليس معنى أنه يعذر أنه لا يؤاخذ على بدعته فهو مبتدع بالجهة الأولى ثم التأثيم في المسألة الثانية مرفوع عنه يعني يدل أن يتراكب عليه الإثم من الجهتين هو يأثم من جهة واحدة وقد يكون يأثم من جهة الابتداع ومن الجهة الأخرى.
فأما اسم المبتدع فيطلق عليه اسم المبتدع فالذين حرفوا القرآن عن ظاهره وفسروا مثلاً آية الرحمة بأنها الإنعام أو فسروا قوله تعالى: {ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي} أن يدي الرحمن – جل وعلا – هما قدرتاه، ونحو ذلك هذا مبتدع تفسير مبتدع وصاحبه مبتدع في نفسه ويؤزر على ابتداعه هذا.
لكن الجهة الثانية وهي خطأه في تفسير الآية هل يعذر عليه أو لا؟ هذه مسألة أخرى هذه تنبه لها في كلام شيخ الإسلام وهذا التفصيل لا يذكره أئمة السلف عندهم أنه أخطأ في البداية ابتداع في البداية فما ترتب على الأمر المبتدع له حكمه هذا كلام أئمة السلف فإذا كان مبتدعاً في الاجتهاد في الصفات فهو مبتدع في أوله وما ترتب على ابتداعه فهو مؤزر عليه.
شيخ الإسلام يختلف عن هذا في مواضع كثيرة يفصل بين المقامين مثل هذا الموضع يفصل بين المنشأ وبين النتيجة فيقول هو مبتدع الحكم عند الجميع واحد أنه مبتدع فيؤزر على بدعته الأولى، وأما اجتهاده في بعض الموارد إذا كانت قامت عنده شبهة فقد يعذر يعني عند الله – جل وعلا – وقد لا يعذر؛ لأن المسألة مشتبهة ودقيقة فشيخ الإسلام له طريقة في ذلك حتى تفهم كلامه وحتى لا يستدل عليك أحد بكلام شيخ الإسلام ويناقض به قول السلف. شيخ الإسلام جعل الجهتين منفكتين والسلف جعلوا النتيجة مترتبة على الأصل.

س: (السؤال غير مسموع).
ج: هذا متجه يعني يريد أن يقول في عصر شيخ الإسلام كثرت الشبهة صنف الناس واعظموا الشبهة والاستدلالات فلما كثرت الشبهة شيخ الإسلام ذكر هذا التفريق.
وأما في عهد السلف فكانوا لقربهم من عصر النبوة وقرب عهدهم من كلام الصحابة والتابعين والمخالف قليل والخارج عن تفاسير السلف قليل ونادر سواء في الصفات أو في الإيمان أو في القدر نادر فهم خرجوا مبتدعين وما ظهرت لهم الحجج مثل ما ظهرت الشبهة بعد ذلك كانت الشبهة والأدلة عندهم محصورة ورد عليهم الأئمة بردود كثيرة وبعد ذلك تنوعت الشبه كثيراً، ولهذا راجت بعض الشبه على بعض الأئمة المشهورين مثل النووي ونحوه من علماء المسلمين – رحمهم الله -).