الدروس
course cover
المثال الثالث: فهرسة مسائل "أنواع جمع القرآن"
27 Jul 2016
27 Jul 2016

1105

0

0

course cover
فهرسة المسائل العلمية

القسم الأول

المثال الثالث: فهرسة مسائل "أنواع جمع القرآن"
27 Jul 2016
27 Jul 2016

27 Jul 2016

1105

0

0


0

0

0

0

0

المثال الثالث: فهرسة مسائل "أنواع جمع القرآن"
وهو مثال على فهرسة المسائل العلمية من أقوال مجموعة من كتب متعددة في مبحث واحد
أقوال العلماء: هنا


أنواع جمع القرآن:
النوع الأول: جمعه حفظاً في الصدور، وقد جمعه النبي صلى الله عليه وسلم في صدره وجمعه بعض حملة القرآن من الصحابة في عهده صلى الله عليه وسلم منهم: أبيّ بن كعب، وزيد بن ثابت، وسالم مولى أبي حذيفة، وثابت بن قيس، ومعاذ بن جبل، وعبد الله بن مسعود.
النوع الثاني: جمعه كتابة في مصحف واحد، وهو الجمع الذي تولاه أبو بكر بإشارة من عمر بن الخطّاب لمّا استحرّ القتل في القراء في وقعة اليمامة.
النوع الثالث: جمعه على رسم واحد، ولغة واحدة وهي لغة قريش، وهو الجمع الذي تولاه عثمان رضي الله عنه لما رأى اختلاف الناس في القراءات وخشي أن تحدث فتنة بسبب ذلك.

جمع القرآن في عهد النبي صلى الله عليه وسلم:
- تكفّل الله لنبيّه صلى الله عليه وسلم بجمع القرآن في صدره وأن يقرأه كما أنزل، قال الله تعالى: {إن علينا جمعه وقرآنه}.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه شيء من القرآن يأمر بعض من يكتب له الوحي من الصحابة أن يكتبوه.
- كانت الآيات تكتب في الرقاع واللخاف والعسب والأكتاف، ونحو ذلك.
- كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بتأليف القرآن أي جمع آيات كلّ سورة منه ووضع الآيات في مواضعها التي هي عليها اليوم.
- قال زيد بن ثابت رضي الله عنه: (كنا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم نؤلف القرآن من الرقاع؛ إذ قال: ((طوبى للشام)) رواه الحاكم والبيهقي.
- المراد بهذا التأليف جمع ما نزل من الآيات المتفرّقة في سورها؛ حتى تجمع الآيات في السورة.
- قال البيهقي: (وهذا يشبه أن يكون أراد به تأليف ما نزل من الآيات المتفرقة في سورها، وجمعها فيها بإشارة النبي صلى الله عليه وسلم، ثم كانت مثبتة في الصدور مكتوبة في الرقاع واللخاف والعسب).
- وقال الحاكم: (وفيه البيان الواضح أن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر الصديق، والجمع الثالث -وهو ترتيب السور- كان في خلافة أمير المؤمنين عثمان، رضي الله عنهم أجمعين).
- كلام الحاكم يشعر أن ترتيب السور في مصحف أبي بكر قد يكون مختلفاً عن ترتيب السور في مصحف عثمان.
- يؤيّد ما ذهب إليه الحاكم سؤال ابن عبّاس لعثمان عن جعل الأنفال بعد الأعراف وقبل براءة.
- وقال النووي: (اعلم أن القرآن العزيز كان مؤلفا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم على ما هو في المصاحف اليوم، ولكن لم يكن مجموعا في مصحف بل كان محفوظا في صدور الرجال).
- اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة يدلّ على أن ترتيب السور لم يكن توقيفياً كترتيب الآيات في السورة الواحدة.
- لم يجمع القرآن في مصحف واحد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم بلا خلاف بين أهل العلم.
- قال النووي: (وإنما لم يجعله النبي صلى الله عليه وسلم في مصحف واحد لما كان يتوقع من زيادته ونسخ بعض المتلو ولم يزل ذلك التوقع إلى وفاته صلى الله عليه وسلم).
- كان من الصحابة من جمع القرآن حفظاً في صدره على عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
- ورد أن زيد بن ثابت عرض القرآن على النبي صلى الله عليه وسلم مرتين في العام الذي توفّي فيه، ولذلك ولاه أبو بكر جمع المصحف.

جمع القرآن في عهد أبي بكر رضي الله عنه:

- أشار عمر على أبي بكر بجمع القرآن في مصحف واحد لمّا رأى كثرة من قتل من القراء في وقعة اليمامة، وقد انقطع الوحي وزال السبب المانع من جمعه في مصحف واحد.
- طلب أبو بكر من زيد بن ثابت أن يتولّى جمع القرآن في مصحف واحد.
- تردد زيد بن ثابت في إجابة طلب أبي بكر لأنه أمر لم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم راجعه عمر حتى شرح الله صدره للموافقة.
- قال الخازن: (ويقال: إن زيد بن ثابت شهد العرضة الأخيرة التي عرضها رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبريل عليه السلام).
- لم يقع بين الصحابة خلاف في جمع أبي بكر للمصحف، وهم متوافرون في المدينة؛ فكان محلّ إجماع.
- قال علي بن أبي طالب: (أعظم الناس في المصاحف أجرا أبو بكر؛ رحمة الله على أبي بكر هو أول من جمع كتاب الله). رواه ابن أبي داوود.
- لم يتفرّد زيد بن ثابت بمراجعة هذا الجمع بل شاركه فيه بعض قراء الصحابة ومنهم أبيّ بن كعب؛ يدلّ على ذلك قصة خزيمة بن ثابت.
- احتاط أبو بكر وزيد بن ثابت في جمع المصحف احتياطاً كبيراً؛ يدلّ على شدّة عنايتهم وتوثّقهم في جمعه ومراجعته.
- قال أبو بكر لعمر ولزيد بن ثابت: (اقعدا على باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين على شيء من كتاب الله فاكتباه)، رواته ثقات، وفيه انقطاع.
- قال السخاوي: (المراد أنهما يشهدان على أن ذلك المكتوب كتب بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم أو المراد أنهما يشهدان على أن ذلك من الوجوه التي نزل بها القرآن)؛ وقال أبو شامة: (وكان غرضهم ألا يكتب إلا من عين ما كتب بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم لا من مجرد الحفظ).
- كان الغرض من جمع أبي بكر أن يجمع القرآن كله في مصحف واحد، مع بقاء قراءات الصحابة كلٌّ يقرأ كما عُلّم.
- كانت الآيات والسور قبل جمع أبي بكر متفرقة في العسب واللخاف وصدور الرجال، وكانت العمدة على الرواية، وخاف الصحابة ذهاب بعض القرآن بموت حفظته.
- قال الحارث المحاسبي: (كتابة القرآن ليست محدثة فإنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يأمر بكتابته، ولكنه كان مفرقا في الرقاع والأكتاف والعسب).
- وقال: (وإنما أمر الصديق بنسخها من مكان إلى مكان وكان ذلك بمنزلة أوراق وجدت في بيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيها القرآن منتشر فجمعها جامع وربطها بخيط حتى لا يضيع منها شيء).
- كان جمع أبي بكر للقرآن في مصحف واحد رحمة للأمّة وسبباً لحفظ القرآن.
- بقي هذا المصحف عند أبي بكر حتى توفّي.
- ثم حفظه عمر حتى توفّي.
- ثم بقي عند أمّ المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنهما.
- لما أراد عثمان جمع الناس على مصحف واحد أرسل إليها لينسخه ثم ردّه إليها.
- بقي هذا المصحف عند حفصة حتى توفيت رضي الله عنها ، وكان مروان بن الحكم لمّا تولّى إمرة المدينة يرسل إليها ليأخذه وتأبى عليه فلمّا دفنت أرسل مروان إلى عبد الله بن عمر بعزيمة أن يرسل به إليه؛ فدفعه إليه فغسله مروان وحرّقه.
- سبب إحراق مروان بن الحكم لمصحف أبي بكر أنه خشي أن يكون فيه ما يخالف مصحف عثمان الذي جمع الناس عليه.
- سيأتي تفصيل جمع أبي بكر في موضوع لاحق بإذن الله.

جمع القرآن في عهد عثمان رضي الله عنه:
- كان الناس قبل أن يجمعهم عثمان كلٌّ يقرأ كما تعلّم من وجوه القراءات وأحرفها.
- كثرت المصاحف وتعدّدت، وكان القراء يكتبون المصاحف على نحو ما تعلّموه.
- لما كثرت الفتوحات في زمن عثمان وخاف الصحابة وقوع الاختلاف بين الأمّة جمعهم على مصحف واحد.
- جمع ابن حجر في فتح الباري الروايات والآثار الواردة في أسباب جمع عثمان، ويأتي تفصيلها لاحقاً بإذن الله.
- أخذ عثمان المصحف المجموع الذي كان محفوظاً عند حفصة ونسخه نسخاً متعددة.
- الذين تولوا نسخ المصاحف في عهد عثمان: زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام.
- قال عثمانُ للرهط القرشيين الثلاثة: (إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيءٍ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش؛ فإنما نزل بلسانهم) رواه البخاري.
- لم يختلفوا إلا في ( التابوت ) كان زيد يقرؤها (التابوه) والقشيون يقرؤونها: (التابوت) ، قال الزهري: ( فرفع اختلافهم إلى عثمان، فقال: اكتبوه التابوت؛ فإنه نزل بلسان قريش).

- اختلف في عدد المصاحف التي أمر عثمان بنسخها؛ فقيل: أربعة، وقيل: سبعة.
- أمر عثمان ببقية المصاحف أن تحرّق، وجمع الناس على هذا المصحف؛ خشية أن يحدث خلاف بين الأمّة في القرآن.
- أجمع الصحابة على استحسان ما فعله عثمان رضي الله عنه.
- قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: "لو وليت ما ولي عثمان لعملت بالمصاحف ما عمل"
- سيأتي تفصيل مسائل الجمع العثماني في موضوع لاحق بإذن الله تعالى.

الجمع العثماني والأحرف السبعة:
- العلاقة بين الجمع العثماني والأحرف السبعة من دقيق مسائل جمع القرآن، وفيها خلاف كثير.
- مصاحف الصحابة والتابعين قبل جمع عثمان كانت على وجوه من القراءات على الأحرف السبعة.
- ذهب الحارث المحاسبي إلى أن عثمان حمل الناس على حرف واحد لمّا خشي الفتنة باختلاف القراءات.
- وذهب بعض أهل العلم إلى أنّ جمع عثمان يحتمل الأحرف السبعة.
- الراجح أن عثمان اختار من الأحرف السبعة ما وافق لغة قريش وقراءة العامّة، وبقي الرسم العثماني محتملاً لبعض ما في الأحرف الأخرى.

- اختيار عثمان لكتابة (التابوت) على (التابوه) دليل على أنه اختار بعض الأحرف على بعض.

هل ترتيب الآيات والسور توقيفي؟:
- ترتيب الآيات في السورة الواحد توقيفي بلا خلاف بين أهل العلم.
- ذهب الخازن إلى أنّ اجتهاد الصحابة كان في جمعه في مصحف واحد، وأن ترتيب السور كان توقيفياً.
- وذهب ابن فارس إلى أن ترتيب السور من اجتهاد الصحابة رضي الله عنهم.
- وقال الزركشي: (ترتيب السور كان في خلافة عثمان).
- ذهب الكرماني والخازن إلى أن ترتيب السور في المصحف اليوم هو على ترتيب سور القرآن في اللوح المحفوظ، وأنه موافق للترتيب في العرضة الأخيرة.
- قال الزركشي: (لو حلف أن يقرأ القرآن على الترتيب لم يلزم إلا على هذا الترتيب).
- وقال ابن الأنباري: (اتساق السور كاتساق الآيات والحروف كله عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فمن قدم سورة أو أخرها فقد أفسد نظم لآيات).
- فسر بعضهم قوله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} بأن المعنى: اقرأه على هذا الترتيب من غير تقديم ولا تأخير، وفيه نظر.
- مسألة اختلاف ترتيب السور في مصاحف الصحابة بحاجة إلى تحقيق وتثبّت ونقدٍ للمرويات.
- زعم القاضي أبو بكر بن الطيب أن من السلف من رتب السور في المصحف على تاريخ نزولها، وقدم المكي على المدني، وهذه دعوى باطلة.
- قال ابن سيرين: قلتُ لعكرمة: ألَّفوه كما أنزل؛ الأوَّلَ فالأوَّلَ؟ فقال: (لو اجتمع الإنس والجن على أن يؤلفوه ذلك التأليف ما استطاعوا).
- سيأتي تفصيل مسائل ترتيب الآيات والسور في موضوع لاحق بإذن الله تعالى.

الفرق بين جمع أبي بكر وجمع عثمان:
- جمع أبي بكر كان لخشية أن يذهب من القرآن شيء بذهاب حَمَلته؛ لأنه لم يكن مجموعا في موضع واحد، فجمعه في صحائف مرتبا لآيات سوره على ما وقفهم عليه النبي صلى الله عليه وسلم.
- وجمع عثمان كان لما كثر الاختلاف في وجوه القراءة حتى قرؤوه بلغاتهم على اتساع اللغات، فأدى ذلك بعضهم إلى تخطئة بعض؛ فخشي من تفاقم الأمر في ذلك فنسخ تلك الصحف في مصحف واحد مرتبا لسوره، واقتصر من سائر اللغات على لغة قريش محتجا بأنه نزل بلغتهم، وإن كان قد وسع قراءته بلغة غيرهم رفعا للحرج والمشقة في ابتداء الأمر فرأى أن الحاجة إلى ذلك قد انتهت فاقتصر على لغة واحدة.

شبهات وأجوبتها:
إذا قيل: لِم لمْ يجمع النبي صلى الله عليه وسلم المصحف في حياته؟
- حاصل أجوبة العلماء عن هذا السؤال:
1: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان معصوماً من أن ينسى شيئاً من القرآن؛ فكانت حياته ضماناً لحفظ القرآن وإن لم يكتب.
2: أن القرآن في حياة النبي صلى الله عليه وسلم كان يزاد فيه وينسخ منه ؛ فكان جمعه في مصحف واحد في عهده مظنّة للاختلاف وفيه مشقّة بالغة.

إذا قيل: كيف يوثق بأنّ ما جُمع من الرقاع والأكتاف وصدور الرجال قد تمّ به جمع القرآن؛ وما ضمانة عدم الزيادة عليه؟
- تلخيص أجوبة العلماء:
1: أن من الصحابة من جمع القرآن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، ومنهم من وصّى النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤخذ عنه القرآن.
2: أنهم لم يكونوا يخشون أن يزاد فيه ما ليس منه ولو حرفاً واحداً؛ لأن عمدتهم الرواية عن النبي صلى الله عليه وسلم مشافهة.
3: أن الخوف كان من أن يموت حفظة القرآن الذين أخذوه من النبي صلى الله عليه وسلم فينسى من بعدهم شيئا من القرآن.

إذا قيل: كيف لم توجد آخر براءة إلا مع خزيمة بن ثابت؟
- الجواب: أنهم لم يجدوها مكتوبة إلا معه؛ وأما حفظها فكان من الصحابة من يحفظها، وقد قال أبيّ: "أقرأني رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدها آيتين" دليل على حفظه لهاتين الآيتين وعددهما وموضعهما، ولم يبق إلا التوثيق مكتوباً فحصل بكتابة خزيمة بن ثابت، واتّفق المحفوظ والمكتوب، وكان هذا هو المطلوب.
- وخزيمة بن ثابت قد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجاز شهادته بشهادة رجلين؛ فهو أمر من خصائصه رضي الله عنه.