الخاتمة
قال الحافظ محمد بن محمد ابن الجزري (ت: 833هـ) : (الخاتمة
وَقَـدْ تَقَـضَّـى نَظْـمِـيَ الْمُقَـدِّمَـهْ ... مِنِّـي لِـقَـارِىءِ الْـقُـرْآنِ تَقْـدِمَـهْ
وَالْـحَـمْـدُ للهِ لَـهَــا خِــتَــامُ ... ثُــمَّ الـصَّـلاَةُ بَـعْـدُ وَالـسَّــلاَمُ
[عَلَـى النَّـبِـيِّ المُصْطَـفَـى وَآلِــهِ ... وَصَـحْـبِـهِ وَتَـابِـعِـي مِـنْـوَالِـهِ]
[ أَبْيَاتُهَـا ْقَـافٌ وزايٌ فــي الـعَـدَدْ ... مَنْ يُحُسِـنِ التَّجْوِيـدَ يَظْفَـرْ بالرَّشَـدْ]
الدقائق المحكمة لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري
قال الإمام زكريا بن محمد بن أحمد الأنصاريِّ السُّنَيْكِيِّ
(ت: 926هـ) : (المتن:
وَقَدْ تَقَضَّى نَظْمِيَ الْمُقَدِّمَهْ = مِنِّي لِقَارِىءِ الْقُرْآنِ تَقْدِمَهْ
وَالْحَمْدُ للهِ لَهَا خِتَامُ = ثُمَّ الصَّلاَةُ بَعْدُ وَالسَّلاَمُ
عَلَى النَّبِيِّ المُصْطَفَى وَآلِهِ = وَصَحْبِهِ وَتَابِعِي مِنْوَالِهِ
أَبْيَاتُهَا ْقَافٌ وزايٌ في العَدَدْ = مَنْ يُحُسِنِ التَّجْوِيدَ يَظْفَرْ بالرَّشَدْ
______________________
() "وقد تقضَّى" أي: انتهَى "نظمي" لهذِهِ "المقدِّمة". وهي "مني لقارئِ القرآنِ تَقْدِمَةً" أي: تُحفةً وهديَّةً.
قال شارحُ هذه المقدِّمَةِ – غفَرَ اللهُ لَهُ -:
"وكانَ الفراغُ منه في سابعَ عشَرَ شهرِ شوَّالٍ سنةَ ثماني مئةٍ وثلاثٍ وثمانينَ. 883هـ".
تَمَّ
كِتابُ "الدَّقائقِ المُحكمَةِ في شرْحِ المقدِّمَةِ الجَزْريةِ" في علمِ
التَّجويدِ للشيْخِ الإمامِ العالمِ محمَّدٍ بنِ الشَّيْخِ محمِّدٍ
الجزْرِيِّ الشَّافعيِّ.
زياداتُ نُسخَةِ البَعلبكيِّ
[قال الناسخ]: وكانَ
الفراغُ مِن نساخَتِها يومَ الاثنيْنِ السَّابعِ من جُمادى الثَّاني مِن
شهورِ سَنَةِ 1127 ألفٍ ومائةٍ وسبعٍ وعشرينَ بالمدينةِ المنوَّرةِ على
ساكنِها أفضلُ الصَّلاةِ وأزكى السَّلامِ والتَّحيَّةِ، غفرَ اللهُ
لكاتِبِهَا ولقارئِهَا ولمنْ طالعَ فيها ودَعَى لَهُمَا وللمُسلمينَ
أجمعينَ، والحمدُ لله ربِّ العالمينَ وصلَّى اللهُ على سيِّدِنا محمَّدٍ
وآلهِ وصحبِهِ أجمعينَ آمينَ.
اعلَمْ أنَّ الحروفَ الهجائيةَ تسعةٌ وعشرونَ حرفًا، أو ثمانيةٌ وعشرون بجعلِ الحرفيْن بلفظٍ واحدٍ، وهذه أصليَّةٌ يَتَركَّبُ منها سُوَرُ القُرآنِ وكلامُ العربِ، وحروفٌ فرعيَّةٌ وهيَ على قسميْنِ:
- قِسمٌ فصيحٌ.
- وقسمٌ غيرُ فصيحٍ
فالفصيحُ خمسةُ أحرُفٍ:
- الهمزةُ المسهَّلَةُ.
- والصَّادُ المُشَالَةُ.
- واللاَّمُ المُفَخَّمَةُ
- والإمالَةُ.
- والنُّونُ المُخفاةُ
- وهي مُتَوَلِّدَةٌ من الحروفِ الأصْليَّةِ ولذا سُمِّيَتْ فرعيةً.
وقسمٌ غيرُ فصيحٍ:
- كالحرْفِ المُتَوَلِّدِ بينَالقافِ والكافِ.
- وبينَ الجيمِ والكافِ.
فهذه وإن جاءَتْ على ألسنَةِ بعضِ العربِ لكنْ لم يَجِيءْ منها في القُرآنِ لعدمِ فَصَاحَتِها، واللهُ أعلمُ.
()
أيْ ثمَّ بعدَ حمدِ اللهِ، الصَّلاةُ والسَّلامُ على سيّدِنا محمَّدٍ
وآلهِ وصحبهِ الأطهارِ؛ ختامٌ لهَا. كمَا أنَّ ذلكَ ابتداءٌ لهَا – كما
مرَّ -.
وفي نسخةٍ بعدُ "وَالسَّلامُ".
المنح الفكرية لنور الدين علي بن سلطان محمد القاري
قال الإمام نور الدين علي بن سلطان محمد القاري
(ت:1014هـ): (وقد
خَتَمَ المصنِّفُ مباحثَ علمِ التجويدِ بمباحثِ الوقفِ إيماءً إلى حُسْنِ
المقطعِ، ولقد أحسنَ في ذلك وأجادَ فيما أفادَ، واللهُ الهادي إلى الرشادِ،
والمُلْهِمُ إلى السدادِ.
(وقد تقَضَّى نظميَ المُقَدِّمَةَ)
بفتحِ ياءِ الإضافةِ، على استعمالٍ لغةً، لا كما قالَ المصريُّ: إنه
للضرورةِ، و (النَّظْمُ) مصدرٌ ويحتملُ أنْ يرادَ به المعنى المفعولُ،
واللامُ في (المُقَدِّمَة) للعهدِ الذي تَقَدَّمَ، وبيَنْها وبينَ ما يجيءُ
من لفظةِ (تَقَدَّمَه) صنعةُ الجناسِ، نحوُ قولِه تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ للدِّينِ القَيِّمِ} على ما هو مقرَّرٌ وَمُحَرَّرٌ في صنيعِ البديعِ (منِّي لقارئِ القرآنِ تَقْدِمَه)
(تَقَضَّى) أصلُه: تَقَضَّضَ، فَأَبْدَلُوا من الضادِ الأخيرِ ياءً،
لاستثقالِهم ثلاثَ ضاداتٍ متوالياتٍ، مُشْتَقٌّ من: انْقَضَّ الحائطُ:
سقطَ، والمرادُ هاهنا: نَقَضَ نَظْمِي المقدِّمَةَ، وفي بعضِ النسخِ: (وقد
انْقَضَى) والأَوَّلُ أصحُّ، كذا ذَكَرَه الروميُّ، لكن كونُ (تَقَضَّى)
مُضاعَفًا غيرُ صحيحٍ، بلْ هو ناقصٌ، ففي الصحاحِ: تَقَضَّى وانْقَضَى
بمعنًى واحدٍ أي: وإنْ كانَ بابُهما مُخْتَلِفًا، نعم بابُ التَّفَعُّلِ
أصلُه للتكَلُّفِ، فمَعْناها الانقضاءُ شيئًا فشيئًا ,والظاهرُ أنَّ
المرادَ هنا مجرَّدُ الانتهاءِ، أي: وقد انتهى نظمي لهذه المقدِّمَةِ في
علمِ تجويدِ القِراءةِ، وهي مني لقارئِ القرآنِ تُحْفَةٌ مُتَقَدِّمَةٌ
وهديَّةٌ مُتَّصِلَةٌ، فجزاه اللهُ عنا خيرَ الجزاءِ والمثوبةِ،
فَتَقْدِمَةٌ مبتدأٌ مؤخَّرٌ، وقالَ اليمنيُّ: حالَ كونِها
تَقْدِمَةً.قلتُ: (فمنِّي) بها مُتَعَلِّقَةٌ، ثمَّ يجوزُ أنْ يكونَ قارئُ
القرآنِ مُفْرَدًا مرادًا به الجنسُ، أو جمعًا حُذِفَ نونُه للإضافةِ.
(والحمدُ للهِ لها خِتَامُ )
بكسرِ الخاءِ، وجملةُ (الحمدُ للهِ) ممَّا يُخْتَمُ به للمقدِّمَةِ؛
ليكونَ الشكرُ أولًا وآخِرًا على جزيلِ النعمةِ وجميلِ المِنَّةِ؛ وليكونَ
ختامُه مِسْكًا، كما قالَ اللهُ تعالى في حقِّ رَحيقِ الجنَّةِ: {يُسْقَوْنَ مِن رَحِيقٍ مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ}
أي: آخرَ ما يَجِدُونَ رائحةَ المسكِ بعدَ تمامِ الشَّرْبَةِ في مقامِ
اللَّذةِ. وأصلُ الختامِ: الطينُ الذي يُخْتَمُ به الإناءُ للعصْمَةِ، أو
الحُرْمَةِ، ففيه تلويحٌ إلى تأكيدِ خَتْمِ المقدِّمَةِ، وتلميحٌ إلى
ذِكْرِ صاحبِ خَتْمِ النبوَّةِ؛ولذا قالَ (ثُمَّ الصلاةُ بعدَ السلامِ)
أي: ثمَّ الصلاةُ على خاتمِ الأنبياءِ بعدَ حمدِ اللهِ تعالى لها ختامٌ،
وكذا السلامُ، ويحتملُ أنْ يكونَ السلامُ مَعْطُوفًا على الصلاةِ، وخبرُهما
محذوفٌ؛ لأنَّهُ مَعْلُومٌ بقرينةِ المقامِ، ولتعينِه عليه السلامُ بهذا
المرامِ؛ ولذا جاءَ في نسخةٍ بعدَ قولِه: ( على النبيِّ أحمدٍ وآلِه) بتنوينِ أحمدَ للضرورةِ، وفي نسخةِ بدلٌ لفظُ المصطفى، وهو أَوْلَى كما لايَخْفَى (وصحبِه وتابعي مِنْوَالِه) بكسرِ الميمِ، أي: طريقِه وحالِه في أفعالِه وأقوالِه، وفي بعضِ نسخٍ:
على النبيِّ المصطفى المُخْتَارِ = وآله وصحبِه الأطهارِ
وكنتُ ذخرتُ أفكاري لوقتٍ = فكانَ الوقتُ وقتَكَ والسلامُ
وحاصلُه
أنَّ الصلاةَ والسلامَ لها ختامٌ، كما أنَّ الحمدَ للهِ سبحانَه، لها
ختامٌ ولايَبْعُدُ أنْ يقالَ: الصلاةُ والسلامُ والحمدُ ختامٌ، ففيه إيماءٌ
إلى معنى كلمتي التوحيدِ المطلوبِ وجودُهما عندَ الخاتمةِ لأربابِ
التأييدِ، ويحتملُ أنْ يكونَ قولُه (والسلامُ) كَلاَمًا مبتدأً ما له تمامٌ
اكتفاءً بالمرامِ، كما هو عادةُ بعضِ الكرامِ، من ختمِ كتابِهم بلفظِ
والسلامُ كما قيلَ:
وكنتُ كطالبِ الدنيا لِحُرٍّ = فأنتَ الحُرُّ وانقطعَ الكَلاَمُ
الفوائد التجويدية للشيخ: عبد الرازق بن علي موسى
قال الشيخ عبد الرازق بن علي بن إبراهيم موسى المصري (ت:
1429هـ): (خـاتـمـةُ الناظـمِ:
104- وحاذِر الوقْفَ بكلِّ الحركهْ = إلاَّ إذا رُمتَ فبعضُ حرَكَــهْ
105- إلاَّ بفتـحٍ أو بنصبٍ واشِمْ = إشارةً بالضمِّ في رفـعٍ وضَـمْ
106- وقد تَقَضَّى نَظْمِي المقدِّمَهْ = منِّي لقارئِ القـرآنِ تقدِمَــهْ
107- والحمدُ للهِ لهـا خِتــامُ = ثم الصلاةُ بعــدُ والسـلامُ
108- على النبيِّ المصطَفى وآلِـهِ = وصحبِه وتـابعي مِنوالِــهِ
109- أبياتُها قافٌ وزايٌ بالعـددْ = من يُتقنِ التجويدَ يَظفرِ بالرَّشدْ
أي قد
انْقضَى وتَمَّ نظمي لهذه المقدِّمةِ المباركةِ الميمونةِ النافعةِ إن
شاءَ اللهُ تعالى منِّي لقارئِ القرآنِ تقدِمَةً، أي تحفةً وهديَّةً لتكونَ
مُعينةً له على قراءةِ القرآنِ وعلى الفوزِ بأجرِه فجزَاه اللهُ عنَّا
كلَّ خيرٍ ومتَّعَه بالنظرِ إلى وجهِه الكريمِ، ويَكفِيه ما قيلَ إنَّ مَن
دَلَّ على خَيرٍ وأعانَ عليه فلَه مِثلُ أجْرِ مَن عمِلَ به، واللهُ في
عَونِ العبدِ ما كان العبدُ في عونِ أخيه، واللهُ أعلمُ.
الخــاتِمـــةُ:
(نَسألُ اللهَ حُسنَها)
هذا
آخِرُ ما يسَّرَ اللهُ تعالى جمعَه في هذا الشرْحِ المفيدِ إن شاءَ اللهُ
تعالى، وأرجو ممن اطَّلَع فيه على هَفوَةٍ أو هَفَواتٍ أن يَلتمسَ لي
العذرَ، فإن الحسناتِ يُذهبن السيئاتِ، وإني أحمَدُ اللهَ وأشكرُه على
التمامِ، وكان الفراغُ من كتابتِه في يومِ الجمعةِ المبارَكِ الموافقِ
للعاشرِ من شَهْرِ شعبانَ المباركِ سنةَ سبعَ عشرةَ وأربعمائةٍ وألْفٍ
للهجرةِ النبويَّةِ في المدينةِ المنوَّرةِ الزكيَّةِ على صاحبِها أفضلُ
الصلاةِ وأزكى التحيَّةِ الموافقةِ 20/12/1996م.
وأرجو
مرَّةً أُخرى ممن اطَّلَعَ فيه على هَفوةٍ أو هَفَواتٍ أن يَلتمسَ لي
العذْرَ فإنَّ الحسناتِ يُذهبن السيئاتِ، وفي الختامِ أُصلِّي وأُسلِّمُ
على سيِّدِ الأنامِ سيِّدِنا محمَّدٍ وعلى آلِه وأصحابِه والتابعين صلاةً
وسلاماً دائمَيْن مُتلازمَيْن إلى يومِ الدِّينِ.
والحمدُ للهِ الذي بنعمتِه تَتمُّ الصالحاتُ
شرح المقدمة الجزرية للشيخ المقرئ: عبد الباسط هاشم
قال الشيخ عبد الباسط بن حامد بن محمد متولي [المعروف بعبد الباسط هاشم] (ت: 1441هـ):
(وقوله:
وقد تقضى نظمي المقدمه = مني لقارئ القرآن تقدمه
يعني هذه مني لقارئ القرآن تحفة وهدية. وبعد:
فلا
أدعي أني أحسنت فيما أتيت، ولا بلغت نصف الحسن، وقد قلت في أول كلمتي في
هذا الشرح أني خاوي الوفاض بادي الإنفاض قليل البضاعة كاسد الصناعة، فإن
أكن وفقت في هذه النفاثة ففضل من الله ونعمة وإلا فمن عقلي الكليل وذهني
الثقيل وعواقب الذنوب.
على
أن ظني في الله تبارك وتعالى جميل أن ينفع به وبمن سمعه، فليقبل على
علاَّته وليتغاضى عن هفواته؛ فقد قالوا: من لك بأخيك كله وقالوا: من ذا
الذي ما ساء قط ومن له الحسنى فقط. وقالوا: كفى المرء نبلاً أن تعد معايبه،
وإني أعترف أني جم العيوب كثير الهفوات والذنوب، فرحم الله امرأ رأى عيبي
فستره وأرشدني إليه. فقد قال من هو خير مني: ((رحم الله امرأ أهدى إلي
عيوبي)).
ومن السنة عند ختم القرآن ألا يوقف على آخر سورة الناس فقط بل يقرأ الفاتحة ومن أول البقرة إلى قوله: {وأولئك هم المفلحون}، فهذه سنة من سنن ختم القرآن لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أحب الأعمال إلى الله الحالّ المرتحل)) قيل: وما الحال المرتحل يا رسول الله؟ قال: ((هو الذي يضرب من أول القرآن إلى آخره كلما حل ارتحل)).
ويسن
الدعاء و الاجتهاد فيه عند الختم وجمع الأولاد والأصدقاء والأحباب، فقد كان
يفعل ذلك ابن عباس وابن مسعود رضي الله تبارك وتعالى عنهما.
ويستحب التكبير من أول سورة الضحى إلى آخر سورة الناس بأن يقول: {ولسوف يرضى} الله أكبر، بسم الله الرحمن الرحيم {والضحى}، {وأما بنعمة بك فحدث} الله أكبر، بسم الله الرحمن الرحيم {ألم نشرح لك صدرك} وهكذا.
وقد
قال الإمام الشافعي رضي الله تبارك وتعالى عنه: من ترك التكبير من أول
الضحى فقد ترك سنة من سنن رسول الله صلى الله عليه وسلم. والأصح أنها سنة
عند المكيين، و ليست سنة عند الكوفيين غير أنها مستحبة ومندوب إليها.
ويكره
تحريماً قراءة القرآن بالهذرمة أعني بعدم مراعاة المد والغن والوقف
والابتداء ومخارج الحروف وصفاتها، فإن قصد بذلك مذاكرة القرآن خوف النسيان
جاز له ذلك في سره، فلا يُسمع أحداً، وليمسك عن القراءة عند خروج الريح حتى
ينتهي منه، وإن قطع القراءة لعذر تعوذ قبل استئنافها، وإن قرأ جهراً وبعد
آية أو آيتين أو ثلاث أو أربع ذكر أنه لم يتعوذ، سن له أن يقف ويتعوذ،
ويأتي بما قرأه حتى يصل إلى المكان الذي نسي عنده فيستأنف القراءة، وإن
تعوذ أول القراءة وآخرها كان ذلك جيداً. فعله الإمام النخعي، وعلة ذلك في
أول القراءة ألا يلبس الشيطان عليه قراءته، وفي آخرها ألا يغتر بحسن العمل.
ويكره
تحريماً جمع آيات متفرقات وجعلها ورداً، فإن كانت في موضوع واحد كره
تنزيهاً، وإن أراد كمال الأجر فلا يقرأ إلا على وضوء، وإن شاء كمال الكمال
فليكثر القراءة في الصلاة وفي جوف الليل فتلك مظان أوقات الإجابة.
أسأل
الله تبارك وتعالى أن ينفع بما قلناه، وأن يرزق سامعه الصبر على ما فيه من
هفوات وخلل، إنه على ما يشاء قدير، وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه
وسلم.
عبد الباسط حامد محمد، وشهرته/ عبد الباسط هاشم.