19 Jan 2015
تفسير
قوله تعالى: {كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) وَتَذَرُونَ
الْآَخِرَةَ (21) وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا
نَاظِرَةٌ (23) وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ
بِهَا فَاقِرَةٌ (25) كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) وَقِيلَ
مَنْ رَاقٍ (27) وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) وَالْتَفَّتِ السَّاقُ
بِالسَّاقِ (29) إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) فَلَا صَدَّقَ
وَلَا صَلَّى (31) وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى
أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ
فَأَوْلَى (35) أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) أَلَمْ
يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ
فَسَوَّى (38) فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39)
أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلّا
بل تحبّون العاجلة (20) وتذرون الآخرة (21) وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ (22) إلى
ربّها ناظرةٌ (23) ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ (24) تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ (25)
} قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({كلّا
بل تحبّون العاجلة (20) وتذرون الآخرة (21) وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ (22) إلى
ربّها ناظرةٌ (23) ووجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ (24) تظنّ أن يفعل بها فاقرةٌ (25)
} قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال تعالى: {وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} من النّضارة، أي حسنةٌ بهيّة مشرقةٌ مسرورةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/279] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إلى
ربّها ناظرةٌ} أي: تراه عيانًا، كما رواه البخاريّ، رحمه اللّه، في صحيحه:
"إنّكم سترون ربّكم عيانا". وقد ثبتت رؤية المؤمنين للّه عزّ وجلّ في
الدّار الآخرة في الأحاديث الصّحاح، من طرقٍ متواترةٍ عند أئمّة الحديث، لا
يمكن دفعها ولا منعها؛ لحديث أبي سعيدٍ وأبي هريرة -وما في الصّحيحين-:
أنّ ناسًا قالوا: يا رسول اللّه، هل نرى ربّنا يوم القيامة؟ فقال: "هل
تضارّون في رؤية الشّمس والقمر ليس دونهما سحاب؟ " قالوا: لا. قال: "فإنّكم
ترون ربّكم كذلك". وفي الصّحيحين عن جريرٍ قال: نظر رسول اللّه صلّى اللّه
عليه وسلّم إلى القمر ليلة البدر فقال: "إنّكم ترون ربّكم كما ترون هذا
القمر، فإن استطعتم ألّا تغلبوا على صلاةٍ قبل طلوع الشمس ولا قبل غروبها
فافعلوا" وفي الصّحيحين عن أبي موسى قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه
وسلّم: "جنّتان من ذهبٍ آنيتهما وما فيهما، وجنّتان من فضّة آنيتهما وما
فيهما، وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى اللّه إلّا رداء الكبرياء على
وجهه في جنّة عدنٍ". وفي أفراد مسلمٍ، عن صهيبٍ، عن النّبيّ صلّى اللّه
عليه وسلّم قال: "إذا دخل أهل الجنّة الجنّة" قال: "يقول اللّه تعالى:
تريدون شيئًا أزيدكم؟ فيقولون: ألم تبيض وجوهنا؟ ألم تدخلنا الجنّة وتنجنا
من النّار؟ " قال: "فيكشف الحجاب، فما أعطوا شيئًا أحبّ إليهم من النّظر
إلى ربّهم، وهي الزّيادة". ثمّ تلا هذه الآية: {للّذين أحسنوا الحسنى
وزيادةٌ} [يونس: 26]. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{وجوهٌ يومئذٍ باسرةٌ} هذه وجوه الفجّار تكون يوم القيامة باسرةٌ. قال
قتادة: كالحةٌ. وقال السّدّيّ: تغيّر ألوانها. وقال ابن زيدٍ {باسرةٌ} أي:
عابسةٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/281] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({تظنّ}
أي: تستيقن، {أن يفعل بها فاقرةٌ} قال مجاهدٌ: داهيةٌ. وقال قتادة: شرٌّ.
وقال السّدّيّ: تستيقن أنّها هالكةٌ. وقال ابن زيدٍ: تظنّ أن ستدخل النّار. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يخبر
تعالى عن حالة الاحتضار وما عنده من الأهوال -ثبّتنا اللّه هنالك بالقول
الثّابت-فقال تعالى: {كلا إذا بلغت التّراقي} إن جعلنا {كلا} رداعة
فمعناها: لست يا ابن آدم تكذّب هناك بما أخبرت به، بل صار ذلك عندك عيانًا.
وإن جعلناها بمعنى (حقًّا) فظاهرٌ، أي: حقًّا إذا بلغت التّراقي، أي:
انتزعت روحك من جسدك وبلغت تراقيك، والتّراقي: جمع ترقوةٍ، وهي العظام
الّتي بين ثغرة النّحر والعاتق، كقوله: {فلولا إذا بلغت الحلقوم وأنتم
حينئذٍ تنظرون ونحن أقرب إليه منكم ولكن لا تبصرون فلولا إن كنتم غير
مدينين ترجعونها إن كنتم صادقين} [الواقعة: 83 -87]. وهكذا قال هاهنا: {كلا
إذا بلغت التّراقي} ويذكر هاهنا حديث بسر بن جحاش الّذي تقدّم في سورة
"يس". والتّراقي: جمع ترقوةٍ، وهي قريبةٌ من الحلقوم). [تفسير القرآن العظيم: 8/281] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقيل
من راقٍ} قال: عكرمة، عن ابن عبّاسٍ: أي من راقٍ يرقي؟ وكذا قال أبو
قلابة: {وقيل من راقٍ} أي: من طبيبٌ شافٍ. وكذا قال قتادة، والضّحّاك، وابن
زيدٍ. قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ} للدنيا). [تيسير الكريم الرحمن: 900] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال
ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا روح بن المسيّب
أبو رجاءٍ الكلبيّ، حدّثنا عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ:
{وقيل من راقٍ} قال: قيل: من يرقى بروحه: ملائكة الرّحمة أم ملائكة العذاب؟
فعلى هذا يكون من كلام الملائكة. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{إلى ربّك يومئذٍ المساق} أي: المرجع والمآب، وذلك أنّ الرّوح ترفع إلى
السّماوات، فيقول اللّه عزّ وجلّ: ردّوا عبدي إلى الأرض، فإنّي منها
خلقتهم، وفيها أعيدهم، ومنها أخرجهم تارةً أخرى. كما ورد في حديث البراء
الطّويل. وقد قال اللّه تعالى: {وهو القاهر فوق عباده ويرسل عليكم حفظةً
حتّى إذا جاء أحدكم الموت توفّته رسلنا وهم لا يفرّطون ثمّ ردّوا إلى اللّه
مولاهم الحقّ ألا له الحكم وهو أسرع الحاسبين} [الأنعام: 61، 62] ). [تفسير القرآن العظيم: 8/282] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{فلا صدّق ولا صلّى (31) ولكن كذّب وتولّى} هذا إخبارٌ عن الكافر الّذي
كان في الدّار الدّنيا مكذّبًا للحقّ بقلبه، متولّيًا عن العمل بقالبه، فلا
خير فيه باطنًا ولا ظاهرًا، ولهذا قال: {فلا صدّق ولا صلّى (31) ولكن كذّب
وتولّى (32) ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/282] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{فلا صدّق ولا صلّى (31) ولكن كذّب وتولّى} هذا إخبارٌ عن الكافر الّذي
كان في الدّار الدّنيا مكذّبًا للحقّ بقلبه، متولّيًا عن العمل بقالبه، فلا
خير فيه باطنًا ولا ظاهرًا، ولهذا قال: {فلا صدّق ولا صلّى (31) ولكن كذّب
وتولّى (32) ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/282] (م) قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ
ذهب إلى أهله يتمطّى} أي: جذلا. أشرًا بطرا كسلانًا، لا همّة له ولا عمل،
كما قال: {وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين} [المطفّفين:34]. وقال
{إنّه كان في أهله مسرورًا إنّه ظنّ أن لن يحور} أي: يرجع {بلى إنّ ربّه
كان به بصيرًا} [الانشقاق:13 -15]. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (قال
اللّه تعالى: {أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى} وهذا تهديدٌ ووعيدٌ
أكيدٌ منه تعالى للكافر به المتبختر في مشيته، أي: يحقّ لك أن تمشي هكذا
وقد كفرت بخالقك وبارئك، كما يقال في مثل هذا على سبيل التّهكّم والتّهديد
كقوله: {ذق إنّك أنت العزيز الكريم} [الدّخان:49]. وكقوله: {كلوا وتمتّعوا
قليلا إنّكم مجرمون} [المرسلات: 46]، وكقوله {فاعبدوا ما شئتم من دونه}
[الزّمر:15]، وكقوله {اعملوا ما شئتم} [فصّلت:40]. إلى غير ذلك. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أيحسب
الإنسان أن يترك سدًى (36) ألم يك نطفةً من منيٍّ يمنى (37) ثمّ كان علقةً
فخلق فسوّى (38) فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى (39) أليس ذلك بقادرٍ
على أن يحيي الموتى (40)} قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ألم يك نطفةً من منيٍّ يمنى}؟ أي: أما كان الإنسان نطفةً ضعيفةً من ماءٍ مهينٍ، يمنى يراق من الأصلاب في الأرحام). [تفسير القرآن العظيم: 8/283] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({ثمّ
كان علقةً فخلق فسوّى} أي: فصار علقةً، ثمّ مضغةً، ثمّ شكّل ونفخ فيه
الرّوح، فصار خلقًا آخر سويًا سليم الأعضاء، ذكرًا أو أنثى بإذن اللّه
وتقديره؛ ولهذا قال: {فجعل منه الزّوجين الذّكر والأنثى}). [تفسير القرآن العظيم: 8/283] قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (39-{فَجَعَلَ مِنْهُ} أيْ: مِن الْمَنِيِّ بعدَ تَخليقِه {الزَّوْجَيْنِ} أيْ: الصِّنْفَيْنِ مِن نَوعِ الإنسانِ، {الذَّكَرَ وَالْأُنثَى} أي: الرجُلَ والمرأةَ). [زبدة التفسير: 578] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ
قال: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} أي: أما هذا الّذي أنشأ هذا
الخلق السّويّ من هذه النّطفة الضّعيفة بقادرٍ على أن يعيده كما بدأه؟
وتناول القدرة للإعادة إمّا بطريق الأولى بالنّسبة إلى البداءة، وإمّا
مساويةٌ على القولين في قوله: {وهو الّذي يبدأ الخلق ثمّ يعيده وهو أهون
عليه} [الروم:27].
تفسير قوله تعالى: (كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ (20) )
وقوله: {كلا بل تحبّون العاجلة (20) وتذرون الآخرة} أي: إنّما يحملهم على
التّكذيب بيوم القيامة ومخالفة ما أنزله اللّه عزّ وجلّ على رسوله صلّى
اللّه عليه وسلّم من الوحي الحقّ والقرآن العظيم: إنّهم إنّما همّتهم إلى
الدّار الدّنيا العاجلة، وهم لاهون متشاغلون عن الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/279]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (20 -25) {كَلاَّ
بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ * وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ *}؛ أي: هذا الذي أَوْجَبَ لكم الغفلةَ والإعراضَ عن وَعْظِ اللَّهِ وتذكيرِه أَنَّكُمْ {تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ}
وتَسْعَوْنَ فيما يُحَصِّلُها، وفي لَذَّاتِها وشَهَوَاتِها،
وتُؤْثِرُونَها على الآخِرَةِ فتَذرونَ العمَلَ لها؛ لأنَّ الدنيا
نَعِيمُها ولَذَّاتُها عَاجلةٌ، والإنسانُ مُولَعٌ بحُبِّ العاجِلِ،
والآخِرةَ متَأَخِّرٌ ما فيها مِن النعيمِ الْمُقيمِ.
فلذلك غَفَلْتُمْ عنها وتَرَكْتُمُوها كأنَّكم لم تُخْلَقُوا لها، وكأنَّ
هذه الدارَ هي دارُ القَرارِ، التي تُبْذَلُ فيها نَفائِسُ الأعمارِ،
ويُسْعَى لها آناءَ الليلِ والنهارِ.
وبهذا انْقَلَبَتْ عليكم الحقيقةُ، وحَصَلَ مِن
الْخَسارِ ما حَصَلَ، فلو آثَرْتُمُ الآخرةَ على الدنيا، ونَظَرْتُمْ
للعَواقِبِ نَظَرَ البَصيرِ العاقلِ لأَنْجَحْتُم ورَبِحْتُم رِبْحاً لا
خَسارةَ معَه، وفُزْتُمْ فَوْزاً لا شَقاءَ يَصْحَبُه). [تيسير الكريم الرحمن: 899]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (20-{كَلاَّ بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ} كلاَّ للردْعِ عن العَجَلَةِ، والترغيبِ في الأَنَاةِ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (وَتَذَرُونَ الْآَخِرَةَ (21) )
وقوله: {كلا بل تحبّون العاجلة (20) وتذرون الآخرة} أي: إنّما يحملهم على
التّكذيب بيوم القيامة ومخالفة ما أنزله اللّه عزّ وجلّ على رسوله صلّى
اللّه عليه وسلّم من الوحي الحقّ والقرآن العظيم: إنّهم إنّما همّتهم إلى
الدّار الدّنيا العاجلة، وهم لاهون متشاغلون عن الآخرة). [تفسير القرآن العظيم: 8/279] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (20 -25) {كَلاَّ
بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الآخِرَةَ * وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ * وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ
بَاسِرَةٌ * تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ *}؛ أي: هذا الذي أَوْجَبَ لكم الغفلةَ والإعراضَ عن وَعْظِ اللَّهِ وتذكيرِه أَنَّكُمْ {تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ}
وتَسْعَوْنَ فيما يُحَصِّلُها، وفي لَذَّاتِها وشَهَوَاتِها،
وتُؤْثِرُونَها على الآخِرَةِ فتَذرونَ العمَلَ لها؛ لأنَّ الدنيا
نَعِيمُها ولَذَّاتُها عَاجلةٌ، والإنسانُ مُولَعٌ بحُبِّ العاجِلِ،
والآخِرةَ متَأَخِّرٌ ما فيها مِن النعيمِ الْمُقيمِ.
فلذلك غَفَلْتُمْ عنها وتَرَكْتُمُوها كأنَّكم لم تُخْلَقُوا لها، وكأنَّ
هذه الدارَ هي دارُ القَرارِ، التي تُبْذَلُ فيها نَفائِسُ الأعمارِ،
ويُسْعَى لها آناءَ الليلِ والنهارِ.
وبهذا انْقَلَبَتْ عليكم الحقيقةُ، وحَصَلَ مِن
الْخَسارِ ما حَصَلَ، فلو آثَرْتُمُ الآخرةَ على الدنيا، ونَظَرْتُمْ
للعَواقِبِ نَظَرَ البَصيرِ العاقلِ لأَنْجَحْتُم ورَبِحْتُم رِبْحاً لا
خَسارةَ معَه، وفُزْتُمْ فَوْزاً لا شَقاءَ يَصْحَبُه). [تيسير الكريم الرحمن: 899] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (21-{وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ} فلا تَعملونَ لها). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثُمَّ
ذَكَرَ ما يَدْعُو إلى إيثارِ الآخِرَةِ ببيانِ حالِ أهْلِها وتَفَاوُتِهم
فيها، فقالَ في جزاءِ الْمُؤْثِرِينَ للآخِرَةِ على الدنيا: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ}؛ أي: حَسَنَةٌ بَهِيَّةٌ، لها رَوْنَقٌ ونُورٌ، مِمَّا هم فيه مِن نَعيمِ القلوبِ وبَهجةِ النفوسِ ولَذَّةِ الأرواحِ). [تيسير الكريم الرحمن: 899]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (22-{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ} أيْ: ناعمةٌ غَضَّةٌ حَسَنَةٌ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) )
وفي أفراد مسلمٍ، عن جابرٍ في حديثه: "إنّ اللّه يتجلّى للمؤمنين يضحك"
-يعني في عرصات القيامة-ففي هذه الأحاديث أنّ المؤمنين ينظرون إلى ربّهم
عزّ وجلّ في العرصات، وفي روضات الجنّات.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا عبد الملك بن أبجر، حدّثنا
ثوير بن أبي فاختة، عن ابن عمر قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم:
"إنّ أدنى أهل الجنّة منزلةً لينظر في ملكه ألفي سنةٍ، يرى أقصاه كما يرى
أدناه، ينظر إلى أزواجه وخدمه. وإنّ أفضلهم منزلةً لينظر إلى وجه اللّه كلّ
يومٍ مرّتين".
ورواه التّرمذيّ عن عبد بن حميدٍ، عن شبابة، عن إسرائيل، عن ثوير قال:
"سمعت ابن عمر..". فذكره، قال: "ورواه عبد الملك بن أبجر، عن ثوير، عن
مجاهدٍ، عن ابن عمر، قوله". وكذلك رواه الثّوريّ، عن ثوير، عن مجاهدٍ، عن
ابن عمر، لم يرفعه ولولا خشية الإطالة لأوردنا الأحاديث بطرقها وألفاظها من
الصّحاح والحسان والمسانيد والسّنن، ولكن ذكرنا ذلك مفرّقًا في مواضع من
هذا التّفسير، وباللّه التّوفيق. وهذا بحمد اللّه مجمعٌ عليه بين الصّحابة
والتّابعين وسلف هذه الأمّة، كما هو متّفقٌ عليه بين أئمّة الإسلام. وهداة
الأنام.
ومن تأوّل ذلك بأنّ المراد بـ {إلى} مفرد الآلاء، وهي النّعم، كما قال
الثّوريّ، عن منصورٍ، عن مجاهدٍ: {إلى ربّها ناظرةٌ} فقال تنتظر الثّواب من
ربّها. رواه ابن جريرٍ من غير وجهٍ عن مجاهدٍ. وكذا قال أبو صالحٍ أيضًا
-فقد أبعد هذا القائل النّجعة، وأبطل فيما ذهب إليه. وأين هو من قوله
تعالى: {كلا إنّهم عن ربّهم يومئذٍ لمحجوبون}؟ [المطفّفين: 15]، قال
الشّافعيّ، رحمه اللّه: ما حجب الفجّار إلّا وقد علم أنّ الأبرار يرونه عزّ
وجلّ. ثمّ قد تواترت الأخبار عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم بما دلّ
عليه سياق الآية الكريمة، وهي قوله: {إلى ربّها ناظرةٌ} قال ابن جرير:
حدّثنا محمّد بن إسماعيل البخاريّ، حدّثنا آدم، حدّثنا المبارك عن الحسن:
{وجوهٌ يومئذٍ ناضرةٌ} قال: حسنةٌ، {إلى ربّها ناظرةٌ} قال تنظر إلى
الخالق، وحقّ لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق). [تفسير القرآن العظيم: 8/279-281]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}؛
أي: تَنْظُرُ إلى ربِّها على حَسَبِ مَراتِبِهم: منهم مَن يَنْظُرُه كلَّ
يومٍ بُكرةً وعَشِيًّا، ومِنهم مَن يَنْظُرُه كلَّ جُمُعَةٍ مَرَّةً
واحدةً، فيَتَمَتَّعُونَ بالنظَرِ إلى وَجْهِهِ الكريمِ، وجَمالِه الباهرِ
الذي ليسَ كمِثْلِه شيءٌ.
فإذا رَأَوْهُ نَسُوا ما هم فيه مِن النعيمِ،
وحَصَلَ لهم مِن اللَّذَّةِ والسرورِ ما لا يُمْكِنُ التعبيرُ عنه،
ونُضِّرَتْ وُجوهُهم وازْدَادُوا جَمالاً إلى جَمالِهم، فنَسْأَلُ اللَّهَ
الكريمَ أنْ يَجْعَلَنا معَهم). [تيسير الكريم الرحمن: 899-900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (23-{إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} أيْ: إلى خالِقِها ومَالِكِ أمْرِها، {نَاظِرَةٌ}،
أيْ: تَنظُرُ إليه. هكذا تَواتَرَتِ الأحاديثُ الصحيحةُ مِن أنَّ العِبادَ
يَنظرونَإلى ربِّهم يومَ القِيامةِ كما يَنظرونَ إلى القمَرِ ليلةَ
البَدْرِ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ (24) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وقالَ في الْمُؤْثِرِينَ العاجلةَ على الآجِلَةِ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ}؛ أي: مُعَبَّسَةٌ ومُكَدَّرَةٌ خاشعةٌ ذَليلةٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (24-{وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ بَاسِرَةٌ} أيْ: كالِحَةٌ عابسةٌ كَئيبةٌ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ (25) )
وهذا المقام كقوله: {يوم تبيضّ وجوهٌ وتسودّ وجوهٌ} [آل عمران: 106] وكقوله
{وجوهٌ يومئذٍ مسفرةٌ ضاحكةٌ مستبشرةٌ ووجوهٌ يومئذٍ عليها غبرةٌ ترهقها
قترةٌ أولئك هم الكفرة الفجرة} [عبس: 38 -42] وكقوله {وجوهٌ يومئذٍ خاشعةٌ
عاملةٌ ناصبةٌ تصلى نارًا حاميةً} إلى قوله: {وجوهٌ يومئذٍ ناعمةٌ لسعيها
راضيةٌ في جنّةٍ عاليةٍ} [الغاشية: 2 -10] في أشباه ذلك من الآيات
والسّياقات). [تفسير القرآن العظيم: 8/281]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({تَظُنُّ أَنْ يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ}؛ أي: عُقوبةٌ شَديدةٌ، وعَذابٌ أليمٌ، فلذلك تَغَيَّرَتْ وُجوهُهُم وعَبَسَتْ). [تيسير الكريم الرحمن: 900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (25-{تَظُنُّ أَن يُفْعَلَ بِهَا فَاقِرَةٌ} الفاقِرَةُ الداهيةُ العظيمةُ، كأنها كَسَرَتْ فَقارَ الظَّهْرِ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ (26) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (26 -35) {كَلاَّ
إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ * وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ * وَظَنَّ أَنَّهُ
الْفِرَاقُ * وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ * إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ
الْمَسَاقُ * فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى * وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى *
ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى * أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى * ثُمَّ
أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى }.
يَعِظُ تعالى عِبادَه، بذِكْرِ حالِ الْمُحْتَضِرِ عندَ السياقِ، وأنه إذا
بَلَغَتْ رُوحُه التَّرَاقِيَ، وهي العِظامُ الْمُكْتَنِفَةُ لثَغْرَةِ
النحْرِ، فحينَئذٍ يَشتَدُّ الكَرْبُ ويَطْلُبُ كلَّ وَسيلةٍ وسببٍ يَظُنُّ
أنْ يَحْصُلَ به الشِّفاءُ والراحةُ.
ولهذا قالَ: {وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ}). [تيسير الكريم الرحمن: 900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (26-{كَلَّا إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ}
أيْ: إذا بَلَغَت النفْسُ أو الرُّوحُ التراقِيَ، والتَّرْقُوَةُ عَظْمٌ
بينَ ثَغرةِ النحْرِ والعاتقِ، ويُكَنَّى ببلوغِ النفسِ التراقيَ عن
الإشفاءِ على الموتِ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ (27) )
وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا روح بن
المسيّب أبو رجاءٍ الكلبيّ، حدّثنا عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن
عبّاسٍ: {وقيل من راقٍ} قال: قيل: من يرقى بروحه: ملائكة الرّحمة أم ملائكة
العذاب؟ فعلى هذا يكون من كلام الملائكة.
وبهذا الإسناد، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/282]
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقال
ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا نصر بن عليٍّ، حدّثنا روح بن المسيّب
أبو رجاءٍ الكلبيّ، حدّثنا عمرو بن مالكٍ، عن أبي الجوزاء، عن ابن عبّاسٍ:
{وقيل من راقٍ} قال: قيل: من يرقى بروحه: ملائكة الرّحمة أم ملائكة العذاب؟
فعلى هذا يكون من كلام الملائكة). [تفسير القرآن العظيم: 8/282] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَقِيلَ مَنْ رَاقٍ}؛
أي: مَن يَرْقِيهِ، مِن الرُّقْيَةِ؛ لأنَّهم انْقَطَعَتْ آمالُهم مِن
الأسبابِ العادِيَّةِ، فلم يَبْقَ إلاَّ الأسبابُ الإلهيَّةُ، ولكنَّ
القضاءَ والقدَرَ إذا حُتِمَ وجاءَ فلا مَرَدَّ له). [تيسير الكريم الرحمن: 900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (27-{وَقِيلَ مَن رَّاقٍ}
أيْ: قالَ مَن حَضَرَ صاحبَها: مَن يَرْقِيهِ ويَشْفِي برُقْيَتِه؟
الْتَمَسوا له الأطباءَ فلم يُغْنُوا عنه مِن قَضاءِ اللهِ شَيئاً). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ (28) )
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (28-{وَظَنَّ أَنَّهُ الْفِرَاقُ} أيْ: وأَيْقَنَ الذي بلَغَتْ رُوحُه التراقِيَ أنها ساعةُ الفِراقِ مِن الدنيا، ومِن الأهْلِ والمالِ والولَدِ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ (29) )
وبهذا الإسناد، عن ابن عبّاسٍ في قوله: {والتفّت السّاق بالسّاق}
قال: التفّت عليه
الدّنيا والآخرة. وكذا قال عليّ بن أبي طلحة، عن ابن عبّاسٍ: {والتفّت
السّاق بالسّاق} يقول: آخر يومٍ في الدّنيا، وأوّل يومٍ من أيّام الآخرة،
فتلتقي الشّدّة بالشّدّة إلّا من رحم اللّه.
وقال عكرمة: {والتفّت السّاق بالسّاق} الأمر العظيم بالأمر العظيم. وقال
مجاهدٌ: بلاءٌ ببلاءٍ. وقال الحسن البصريّ في قوله: {والتفّت السّاق
بالسّاق} همّا ساقاك إذا التفّتا. وفي روايةٍ عنه: ماتت رجلاه فلم تحملاه،
وقد كان عليها جوّالًا. وكذا قال السّدّيّ، عن أبي مالكٍ.
وفي روايةٍ عن الحسن: هو لفّهما في الكفن.
وقال الضّحّاك: {والتفّت السّاق بالسّاق} اجتمع عليه أمران: النّاس يجهّزون جسده، والملائكة يجهّزون روحه). [تفسير القرآن العظيم: 8/282]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ}؛
أي: اجتَمَعَتِ الشدائدُ والْتَفَّتْ، وعَظُمَ الأمْرُ وصَعُبَ الكَرْبُ،
وأُرِيدَ أنْ تَخْرُجَ الرُّوحُ التي أَلِفَتِ البَدَنَ ولم تَزَلْ معَه،
فتُسَاقُ إلى اللَّهِ تعالى، حتى يُجَازِيَها بأعمالِها ويُقَرِّرَها
بفِعالِها.
فهذا الزَّجْرُ الذي ذَكَرَه اللَّهُ, يَسُوقُ القلوبَ إلى ما فيه نَجَاتُها، ويَزْجُرُها عمَّا فيه هلاكُها.
ولكنَّ المُعانِدَ الذي لا تَنْفَعُ فيه الآياتُ، لا يَزَالُ مُسَتَمِرًّا على بَغْيِهِ وكُفْرِه وعِنادِه). [تيسير الكريم الرحمن: 900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (29-{وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ}
أي: الْتَفَّتْ ساقُه بسَاقِه عندَ نُزولِ الموتِ به، فماتَتْ رِجلاهُ
ويَبَسَتْ سَاقاهُ ولم تَحْمِلاهُ، وقد كانَ جَوَّالاً عليهما، فالناسُ
يُجَهِّزونَ جَسَدَه، والملائكةُ يُجَهِّزُونَ رُوحَه). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ (30) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالْتَفَّتِ السَّاقُ بِالسَّاقِ}؛
أي: اجتَمَعَتِ الشدائدُ والْتَفَّتْ، وعَظُمَ الأمْرُ وصَعُبَ الكَرْبُ،
وأُرِيدَ أنْ تَخْرُجَ الرُّوحُ التي أَلِفَتِ البَدَنَ ولم تَزَلْ معَه،
فتُسَاقُ إلى اللَّهِ تعالى، حتى يُجَازِيَها بأعمالِها ويُقَرِّرَها
بفِعالِها.
فهذا الزَّجْرُ الذي ذَكَرَه اللَّهُ, يَسُوقُ القلوبَ إلى ما فيه نَجَاتُها، ويَزْجُرُها عمَّا فيه هلاكُها.
ولكنَّ المُعانِدَ الذي لا تَنْفَعُ فيه الآياتُ، لا يَزَالُ مُسَتَمِرًّا على بَغْيِهِ وكُفْرِه وعِنادِه). [تيسير الكريم الرحمن: 900] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (30-{إِلَى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ الْمَسَاقُ} أيْ: إلى خالِقِكَ تُساقُ الأرواحُ بعدَ قَبْضِها مِن الأجسادِ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّى (31) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَلاَ صَدَّقَ}؛ أي: لا آمَنَ باللَّهِ وملائكتِه وكُتُبِه ورُسُلِه واليومِ الآخِرِ والقدَرِ خيرِه وشَرِّه.
{وَلاَ صَلَّى} ). [تيسير الكريم الرحمن: 900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (31-{فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صَلَّى} أيْ: لم يُصَدِّقْ بالرسالةِ ولا بالقرآنِ، ولا صَلَّى لربِّه، فلا آمَنَ بقَلْبِه, ولا عَمِلَ ببَدَنِه). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (32) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَلَكِنْ كَذَّبَ} بالحقِّ في مُقابَلَةِ التصديقِ، {وَتَوَلَّى} عن الأمرِ والنهيِ، هذا وهو مُطْمَئِنٌّ قَلْبُه). [تيسير الكريم الرحمن: 900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (32-{وَلَكِن كَذَّبَ وَتَوَلَّى} أيْ: كذَّبَ بالرسولِ وبما جاءَ به، وتَوَلَّى عن الطاعةِ والإيمانِ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى (33) )
وقال الضّحّاك: عن ابن عبّاسٍ: {ثمّ ذهب إلى أهله يتمطّى} [أي]. يختال. وقال قتادة، وزيد بن أسلم: يتبختر). [تفسير القرآن العظيم: 8/282]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَتَوَلَّى} عن الأمرِ والنهيِ، هذا وهو مُطْمَئِنٌّ قَلْبُه، غيرُ خائفٍ مِن ربِّه، بل يَذهبُ {إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى}؛ أي: ليسَ على بالِه شيءٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (33-{ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى} أيْ: يَتبَخْتَرُ ويَختالُ في مِشْيَتِه افتخاراًَ بذلك، أو يَتثاقلُ ويَتكاسَلُ عن الداعِي إلى الْحَقِّ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (35) )
وقد قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، حدّثنا عبد الرّحمن
-يعني ابن مهديٍّ-عن إسرائيل، عن موسى بن أبي عائشة قال: سألت سعيد بن
جبيرٍ قلت: {أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى}؟ قال: قاله النّبيّ
صلّى اللّه عليه وسلّم لأبي جهلٍ، ثمّ نزل به القرآن.
وقال أبو عبد الرّحمن النّسائيّ: حدّثنا إبراهيم بن يعقوب. حدّثنا أبو
النّعمان، حدّثنا أبو عوانة - (ح) وحدّثنا أبو داود: حدّثنا محمّد بن
سليمان. حدّثنا أبو عوانة-عن موسى بن أبي عائشة، عن سعيد بن جبيرٍ قال: قلت
لابن عبّاسٍ: {أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك فأولى}؟ قال: قاله رسول
اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم ثمّ أنزله اللّه عزّ وجلّ.
قال ابن أبي حاتمٍ: وحدّثنا أبي، حدّثنا هشام بن خالدٍ، حدّثنا شعيبٌ عن
إسحاق، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {أولى لك فأولى (34) ثمّ أولى لك
فأولى} وعيدٌ على أثر وعيدٍ، كما تسمعون، وزعموا أنّ عدوّ اللّه أبا جهلٍ
أخذ نبيّ اللّه بمجامع ثيابه، ثمّ قال: "أولى لك فأولى ثمّ أولى لك فأولى".
فقال عدوّ اللّه أبو جهلٍ: أتوعدني يا محمّد؟ واللّه لا تستطيع أنت ولا
ربّك شيئًا، وإنّي لأعزّ من مشى بين جبليها). [تفسير القرآن العظيم: 8/282-283]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (تَوَعَّدَه بقولِه: {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى}.
وهذه كَلِمَاتُ وَعيدٍ كَرَّرَها لتَكريرِ وَعيدِه). [تيسير الكريم الرحمن: 900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (34-35-{أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى (34) ثُمَّ أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} أيْ: وَلِيَكَ الويلُ، وأَصْلُه: أَوْلاكَ اللهُ ما تَكرهُه. يَتكرَّرُ عليك ذلك مَرَّةً بعدَ مَرَّةٍ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى (36) )
وقوله: {أيحسب الإنسان أن يترك سدًى} قال السّدّيّ: يعني: لا يبعث.
وقال مجاهدٌ، والشّافعيّ، وعبد الرّحمن بن زيد بن أسلم: يعني لا يؤمر ولا ينهى.
والظّاهر أنّ الآية تعمّ الحالين، أي: ليس يترك في هذه الدّنيا مهملًا لا
يؤمر ولا ينهى، ولا يترك في قبره سدًى لا يبعث، بل هو مأمورٌ منهيٌّ في
الدّنيا، محشورٌ إلى اللّه في الدّار الآخرة. والمقصود هنا إثبات المعاد،
والرّدّ على من أنكره من أهل الزّيغ والجهل والعناد، ولهذا قال مستدلًّا
على الإعادة بالبداءة فقال: {ألم يك نطفةً من منيٍّ يمنى}؟). [تفسير القرآن العظيم: 8/283]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثم ذَكَّرَ الإنسانَ بخَلْقِه الأوَّلِ، فقالَ: {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى}؛ أي: مُعَطَّلاً لا يُؤْمَرُ ولا يُنْهَى، ولا يُثابُ ولا يُعاقَبُ؟
هذا حُسبانٌ باطِلٌ، وظَنٌّ باللَّهِ غيرَ ما يَلِيقُ بحِكمَتِه). [تيسير الكريم الرحمن: 900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (36-{أَيَحْسَبُ الْإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى} أيْ: هَمَلاً لا يُؤْمَرُ ولا يُنْهَى ولا يُحاسَبُ ولا يُعاقَبُ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ} بعدَ الْمَنِيِّ {عَلَقَةً}؛ أي: دَماً). [تيسير الكريم الرحمن: 900] (م)
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (37-{أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِّن مَّنِيٍّ يُمْنَى} أيْ: ألم يَكُ ذلك الإنسانُ قَطرةً مِن مَنِيٍّ يُراقُ في الرَّحِمِ؟). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً فَخَلَقَ فَسَوَّى (38) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أَلَمْ يَكُ نُطْفَةً مِنْ مَنِيٍّ يُمْنَى (37) ثُمَّ كَانَ} بعدَ الْمَنِيِّ {عَلَقَةً}؛ أي: دَماً.
{فَخَلَقَ} اللَّهُ الحيوانَ وسَوَّاهُ؛ أي: أَتْقَنَه وأَحْكَمَهُ، {فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى} ). [تيسير الكريم الرحمن: 900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (38-{ثُمَّ كَانَ عَلَقَةً} أيْ: كانَ بعدَ النُّطْفَةِ {عَلَقَةً}، أيْ: دمًا، {فَخَلَقَ} أيْ: فَقَدَّرَ بأنْ جَعَلَها مُضغةً مُخَلَّقَةً، {فَسَوَّى} أيْ: فعَدَّلَه وكَمَّلَ نَشأتَه ونَفَخَ فيه الرُّوحَ). [زبدة التفسير: 578]
تفسير قوله تعالى: (فَجَعَلَ مِنْهُ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى (39) )
تفسير قوله تعالى: (أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى (40) )
والأوّل أشهر كما تقدّم في سورة "الرّوم" بيانه وتقريره، واللّه أعلم.
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا الحسن بن محمّد بن الصّباح، حدّثنا شبابة، عن
شعبة، عن موسى بن أبي عائشة، عن آخر: أنّه كان فوق سطحٍ يقرأ ويرفع صوته
بالقرآن، فإذا قرأ: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}؟ قال: سبحانك
اللّهمّ فبلى. فسئل عن ذلك فقال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم
يقول ذلك. وقال أبو داود، رحمه اللّه: حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا
محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة قال: كان رجلٌ يصلّي
فوق بيته، فكان إذا قرأ: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى}؟ قال
سبحانك، فبلى، فسألوه عن ذلك فقال: سمعته من رسول اللّه صلّى اللّه عليه
وسلّم.
تفرّد به أبو داود ولم يسمّ هذا الصّحابيّ، ولا يضرّ ذلك.
وقال أبو داود أيضًا: حدّثنا عبد اللّه بن محمّدٍ الزّهريّ، حدّثنا سفيان،
حدّثني إسماعيل بن أميّة: سمعت أعرابيًّا يقول: سمعت أبا هريرة يقول: قال
رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "من قرأ منكم بالتّين والزّيتون فانتهى
إلى آخرها: {أليس اللّه بأحكم الحاكمين}؟ فليقل: بلى، وأنا على ذلك من
الشّاهدين. ومن قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة} فانتهى إلى: {أليس ذلك بقادرٍ
على أن يحيي الموتى}؟ فليقل: بلى. ومن قرأ: {والمرسلات} فبلغ {فبأيّ حديثٍ
بعده يؤمنون}؟ فليقل: آمنّا باللّه".
ورواه أحمد، عن سفيان بن عيينة. ورواه التّرمذيّ عن ابن أبي عمر، عن سفيان
بن عيينة. وقد رواه شعبة، عن إسماعيل بن أميّة قال: قلت له: من حدّثك؟ قال
رجل صدقٍ، عن أبي هريرة
وقال ابن جريرٍ: حدّثنا بشرٌ، حدّثنا يزيد، حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله:
{أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي الموتى} ذكر لنا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه
عليه وسلم كان إذا قرأها قال: "سبحانك وبلى".
قال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أحمد بن سنانٍ الواسطيّ، حدّثنا أبو أحمد
الزّبيريّ، حدّثنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن مسلمٍ البطين، عن سعيد بن جبير،
عن ابن عبّاسٍ أنّه مرّ بهذه الآية: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيي
الموتى}؟، قال: سبحانك؛ فبلى). [تفسير القرآن العظيم: 8/283-284]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أَلَيْسَ ذَلِكَ} الذي خَلَقَ الإنسانَ هذا وطَوَّرَه إلى الأطوارِ المختَلِفَةِ {بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى}، بَلْ إِنَّه على كلِّ شيءٍ قَديرٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 900]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (40-{أَلَيْسَ ذَلِكَ} أيْ: أليسَ ذلك الذي أَنشأَ هذا الْخَلْقَ البديعَ وقدَرَ عليه، {بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى} أيْ: يُعيدُ الأجسامَ بالبعْثِ كما كانتْ عليه في الدنيا، فإنَّ الإعادةَ أَهْوَنُ مِن الابتداءِ؟). [زبدة التفسير: 578]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (عن أبي هُريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسَلَّمَ: ((مَنْ قَرَأَ مِنكُمْ {لاَ أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ}فَانتَهَى إِلَى قَوْلِهِ: {أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى} فَلْيَقُلْ: بَلَى)) ). [زبدة التفسير: 578]
* للاستزادة ينظر: هنا