الدروس
course cover
تفسير سورة المزمل [ من الآية (11) إلى الآية (19) ]
19 Jan 2015
19 Jan 2015

5028

0

0

course cover
تفسير جزء تبارك

القسم الثالث

تفسير سورة المزمل [ من الآية (11) إلى الآية (19) ]
19 Jan 2015
19 Jan 2015

19 Jan 2015

5028

0

0


0

0

0

0

0

تفسير قوله تعالى: {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14) إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19)}


تفسير قوله تعالى: (وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلًا (11) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال له متوعّدًا لكفّار قومه ومتهدّدًا -وهو العظيم الّذي لا يقوم لغضبه شيءٌ-:
{وذرني والمكذّبين أولي النّعمة} أي: دعني والمكذّبين المترفين أصحاب الأموال، فإنّهم على الطّاعة أقدر من غيرهم وهم يطالبون من الحقوق بما ليس عند غيرهم، {ومهّلهم قليلا} أي: رويدًا، كما قال: {نمتّعهم قليلا ثمّ نضطرّهم إلى عذابٍ غليظٍ} [لقمان: 24]؛ ولهذا قال هاهنا: {إنّ لدينا أنكالا} ).
[تفسير القرآن العظيم: 8/256]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ}؛ أي: اتْرُكْنِي وإِيَّاهم، فسَأَنْتَقِمُ منهم، وإنْ أَمْهَلْتُهُم فلا أُهْمِلْهم.
وقولُه: {أُولِي النَّعْمَةِ}؛ أي: أصحابَ النَّعمةِ والغِنَى، الذين طَغَوْا حينَ وَسَّعَ اللَّهُ عليهم مِن رِزْقِه وأَمَدَّهم مِن فَضْلِه، كما قالَ تعالى: {كَلاَّ إِنَّ الإِنْسَانَ لَيَطْغَى أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى}). [تيسير الكريم الرحمن: 893]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (11-{وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ} أيْ: دَعْنِي وإياهم ولا تَهْتَمَّ بهم, فإني أَكْفِيكَ أُمُورَهم، وأَنْتَقِمُ لك منهم.
{أُولِي النَّعْمَةِ} أيْ: أَربابَ الغِنَى والسَّعَةِ والتَّرَفُّهِ واللَّذَّةِ في الدنيا.
{وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً} إلى انقضاءِ آجَالِهم. وقِيلَ: إلى نُزولِ عُقوبةِ الدُّنيا بهم). [زبدة التفسير: 574]


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ لَدَيْنَا أَنْكَالًا وَجَحِيمًا (12) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ لدينا أنكالا} وهي: القيود. قاله ابن عبّاسٍ، وعكرمة، وطاوسٌ، ومحمّد بن كعبٍ، وعبد اللّه بن بريدة، وأبو عمران الجونيّ، وأبو مجلز، والضّحّاك، وحمّاد بن أبي سلمان، وقتادة والسّدّيّ، وابن المبارك والثّوريّ، وغير واحدٍ، {وجحيمًا} وهي السّعير المضطرمة). [تفسير القرآن العظيم: 8/256]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (ثُمَّ تَوَعَّدَهم بما عندَه مِن العِقابِ فقالَ:
(12 -14) {إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً وَجَحِيماً * وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ وَعَذَاباً أَلِيماً * يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَهِيلاً *}؛ أي: إنَّ عِندَنا {أَنكَالاً}؛ أي: عَذاباً شَديداً، جَعَلْناهُ تَنكيلاً للذي لا يَزالُ مستَمِرًّا على الذنوبِ، {وَجَحِيماً}؛ أي: ناراً حامِيَةً). [تيسير الكريم الرحمن: 893]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (12-{إِنَّ لَدَيْنَا أَنكَالاً} الأَنكالُ الأَغلالُ. وقِيلَ: هي أنواعُ العذابِ الشديدِ، {وَجَحِيماً} أيْ: ناراً مُؤَجَّجَةً). [زبدة التفسير: 574]


تفسير قوله تعالى: (وَطَعَامًا ذَا غُصَّةٍ وَعَذَابًا أَلِيمًا (13) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وطعامًا ذا غصّةٍ} قال ابن عبّاسٍ: ينشب في الحلق فلا يدخل ولا يخرج.
{وعذابًا أليمًا} ).
[تفسير القرآن العظيم: 8/256]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ}؛ وذلكَ لِمَرَارَتِه وبَشَاعَتِه، وكَراهةِ طَعْمِه ورِيحِه الخَبِيثِ الْمُنْتِنِ، {وَعَذَاباً أَلِيماً}؛ أي: مُوجِعاً مُفْظِعاً). [تيسير الكريم الرحمن: 893]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (13-{وَطَعَاماً ذَا غُصَّةٍ} أيْ: لا يَسوغُ في الْحَلْقِ, بل يَنْشُبُ فيه فلا يَنْزِلُ ولا يَخرجُ، {وَعَذَاباً أَلِيماً} أيْ: وَنَوْعاً آخَرَ مِن العذابِ غيرَ ما ذُكِرَ). [زبدة التفسير: 574]


تفسير قوله تعالى: (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا (14) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({يوم ترجف الأرض والجبال} أي: تزلزل، {وكانت الجبال كثيبًا مهيلا} أي: تصير ككثبان الرّمل بعد ما كانت حجارةً صمّاء، ثمّ إنّها تنسف نسفًا فلا يبقى منها شيءٌ إلّا ذهب، حتّى تصير الأرض قاعًا صفصفًا، لا ترى فيها عوجًا، أي: واديًا، ولا أمتًا، أي: رابيةً، ومعناه: لا شيء ينخفض ولا شيء يرتفع). [تفسير القرآن العظيم: 8/256]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وذلكَ {يَوْمَ تَرْجُفُ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ} مِن الْهَوْلِ العَظيمِ، {وَكَانَتِ الْجِبَالُ} الراسياتُ الصُّمُّ الصِّلابُ {كَثِيباً مَهِيلاً}؛ أي: بِمَنزلةِ الرَّمْلِ الْمُنْهَالِ الْمُنْتَثِرِ، ثم إنَّها تُبَسُّ بعدَ ذلك، فتكونُ كالْهَبَاءِ المنثورِ). [تيسير الكريم الرحمن: 893]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (14-{يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ} تَتحرَّكُ وتَضطَرِبُ بِمَن عليها. والرَّجْفَةُ الزلزلةُ الشديدةُ.
{وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَّهِيلاً} أيْ: وتكونُ الجبالُ. والكَثيبُ الرمْلُ الْمُجْتَمِعُ، والْمَهِيلُ الذي يَمُرُّ تحتَ الأَرْجُلِ. أيْ: رَمْلاً سائِلاً لشِدَّةِ الرجْفَةِ). [زبدة التفسير: 574]


تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا (15) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال مخاطبًا لكفّار قريشٍ، والمراد سائر النّاس: {إنّا أرسلنا إليكم رسولا شاهدًا عليكم} أي: بأعمالكم، {كما أرسلنا إلى فرعون رسولا} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/256]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (15 -16) {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً *} يقولُ تعالى: احْمَدُوا رَبَّكُم على إرسالِ هذا النبيِّ الأُمِّيِّ العربيَّ البَشِيرِ النذيرِ، الشاهِدِ على الأُمَّةِ بأعمالِهم، واشْكُرُوه وقُومُوا بهذه النِّعمةِ الْجَليلةِ، وإيَّاكم أنْ تَكْفُرُوها، فتَعْصُوا رَسولَكم فتَكونُوا كفِرْعَوْنَ حينَ أَرْسَلَ اللَّهُ إليه مُوسَى بنَ عِمرانَ.
فدَعاهُ إلى اللَّهِ وأَمَرَه بالتوحيدِ فلم يُصَدِّقْه، بل عَصاهُ، فأَخَذَه اللَّهُ أخْذاً وَبِيلاً؛ أي: شَديداً بَلِيغاً). [تيسير الكريم الرحمن: 893-894]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (15-{إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولًا شَاهِدًا عَلَيْكُمْ} يَشهدُ عليكم يومَ القيامةِ بأعمالِكم، أيْ: فعَصَيْتُمُوهُ.
{كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولًا} يَعْنِي مُوسى). [زبدة التفسير: 574]


تفسير قوله تعالى: (فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا (16) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فعصى فرعون الرّسول فأخذناه أخذًا وبيلا} قال ابن عبّاسٍ، ومجاهدٌ، وقتادة، والسّدّيّ، والثّوريّ: {أخذًا وبيلا} أي: شديدًا، أي فاحذروا أنتم أن تكذّبوا هذا الرّسول، فيصيبكم ما أصاب فرعون، حيث أخذه اللّه أخذ عزيزٍ مقتدرٍ، كما قال تعالى: {فأخذه اللّه نكال الآخرة والأولى} [النّازعات: 25] وأنتم أولى بالهلاك والدّمار إن كذّبتم؛ لأنّ رسولكم أشرف وأعظم من موسى بن عمران. ويروى عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ). [تفسير القرآن العظيم: 8/256]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (15 -16) {إِنَّا أَرْسَلْنَا إِلَيْكُمْ رَسُولاً شَاهِداً عَلَيْكُمْ كَمَا أَرْسَلْنَا إِلَى فِرْعَوْنَ رَسُولاً * فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ فَأَخَذْنَاهُ أَخْذاً وَبِيلاً *} يقولُ تعالى: احْمَدُوا رَبَّكُم على إرسالِ هذا النبيِّ الأُمِّيِّ العربيَّ البَشِيرِ النذيرِ، الشاهِدِ على الأُمَّةِ بأعمالِهم، واشْكُرُوه وقُومُوا بهذه النِّعمةِ الْجَليلةِ، وإيَّاكم أنْ تَكْفُرُوها، فتَعْصُوا رَسولَكم فتَكونُوا كفِرْعَوْنَ حينَ أَرْسَلَ اللَّهُ إليه مُوسَى بنَ عِمرانَ.
فدَعاهُ إلى اللَّهِ وأَمَرَه بالتوحيدِ فلم يُصَدِّقْه، بل عَصاهُ، فأَخَذَه اللَّهُ أخْذاً وَبِيلاً؛ أي: شَديداً بَلِيغاً). [تيسير الكريم الرحمن: 893-894] (م)

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (16-{فَعَصَى فِرْعَوْنُ الرَّسُولَ} وكَذَّبَه ولم يُؤْمِنْ بما جاءَ به.
{فَأَخَذْنَاهُ أَخْذًا وَبِيلًا} أيْ: شَديداً ثَقيلاً غَليظاً. والمعنَى: عاقَبْنَا فِرعونَ عُقوبةً شديدةً غَليظةً بالغرَقِ). [زبدة التفسير: 574]


تفسير قوله تعالى: (فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا (17) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {فكيف تتّقون إن كفرتم يومًا يجعل الولدان شيبًا} يحتمل أن يكون {يومًا} معمولًا لتتّقون، كما حكاه ابن جريرٍ عن قراءة ابن مسعودٍ: "فكيف تخافون أيّها النّاس يومًا يجعل الولدان شيبًا إن كفرتم باللّه ولم تصدّقوا به"؟ ويحتمل أن يكون معمولًا لكفرتم، فعلى الأوّل: كيف يحصل لكم أمانٌ من يوم هذا الفزع العظيم إن كفرتم؟ وعلى الثّاني: كيف يحصل لكم تقوى إن كفرتم يوم القيامة وجحدتموه؟ وكلاهما معنًى حسنٌ، ولكنّ الأوّل أولى، واللّه أعلم.
ومعنى قوله: {يومًا يجعل الولدان شيبًا} أي: من شدّة أهواله وزلازله وبلابله، وذلك حين يقول اللّه لآدم: ابعث بعث النّار. فيقول من كم؟ فيقول: من كلّ ألفٍ تسعمائةٌ وتسعةٌ وتسعون إلى النّار، وواحدٌ إلى الجنّة.
قال الطّبرانيّ: حدّثنا يحيى بن أيّوب العلّاف، حدّثنا سعيد بن أبي مريم، حدّثنا نافع بن يزيد، حدّثنا عثمان بن عطاءٍ الخراسانيّ، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قرأ: {يومًا يجعل الولدان شيبًا} قال: "ذلك يوم القيامة، وذلك يوم يقول اللّه لآدم: قم فابعث من ذرّيّتك بعثًا إلى النّار. قال: من كم يا ربّ؟ قال: من كلّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةٌ وتسعون، وينجو واحدٌ". فاشتدّ ذلك على المسلمين، وعرف ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال حين أبصر ذلك في وجوههم: "إنّ بني آدم كثيرٌ، وإنّ يأجوج ومأجوج من ولد آدم، وإنّه لا يموت منهم رجلٌ حتّى يرثه لصلبه ألف رجلٍ. ففيهم وفي أشباههم جنّةٌ لكم".
هذا حديثٌ غريبٌ، وقد تقدّم في أوّل سورة الحجّ ذكر هذه الأحاديث).
[تفسير القرآن العظيم: 8/256-257]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (17 - 18) {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً * السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً}؛ أي: فكيفَ يَحْصُلُ لكم الفِكاكُ والنَّجاةُ مِن يَومِ القِيامةِ، اليومِ الْمَهِيلِ أمْرُه، العظيمِ قَدْرُه الذي يُشَيِّبُ الوِلْدانَ, وتَذوبُ له الْجَماداتُ العِظامُ، فتَتَفَطَّرُ بهِ السَّماءُ وتَنْتَشِرُ به نُجومُها، {كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً}؛ أي: لا بُدَّ مِن وُقوعِه، ولا حائِلَ دُونَه). [تيسير الكريم الرحمن: 894]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (17-{فَكَيْفَ تَتَّقُونَ} أيْ: كيفَ تَقُونَ أنْفُسَكم؟ {إِن كَفَرْتُمْ} أيْ: إنْ بَقِيتُمْ على كُفْرِكم، {يَوْماً} أيْ: عذابَ يومٍ.
{يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيبًا}؛ لشِدَّةِ هولِه، أيْ: يَصِيرُ الأطفالُ الصِّغارُ فيه بِيضَ الشعورِ. وهذا كِنايةٌ عن شِدَّةِ الْخَوْفِ). [زبدة التفسير: 574]


تفسير قوله تعالى: (السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولًا (18) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {السّماء منفطرٌ به} قال الحسن، وقتادة: أي بسببه من شدّته وهوله. ومنهم من يعيد الضّمير على اللّه عزّ وجلّ. وروي عن ابن عبّاسٍ ومجاهدٍ، وليس بقويٍّ؛ لأنّه لم يجر له ذكرٌ هاهنا.
وقوله تعالى: {كان وعده مفعولا} أي: كان وعد هذا اليوم مفعولًا أي واقعًا لا محالة، وكائنًا لا محيد عنه).
[تفسير القرآن العظيم: 8/257]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (17 - 18) {فَكَيْفَ تَتَّقُونَ إِنْ كَفَرْتُمْ يَوْماً يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ شِيباً * السَّمَاءُ مُنْفَطِرٌ بِهِ كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً}؛ أي: فكيفَ يَحْصُلُ لكم الفِكاكُ والنَّجاةُ مِن يَومِ القِيامةِ، اليومِ الْمَهِيلِ أمْرُه، العظيمِ قَدْرُه الذي يُشَيِّبُ الوِلْدانَ, وتَذوبُ له الْجَماداتُ العِظامُ، فتَتَفَطَّرُ بهِ السَّماءُ وتَنْتَشِرُ به نُجومُها، {كَانَ وَعْدُهُ مَفْعُولاً}؛ أي: لا بُدَّ مِن وُقوعِه، ولا حائِلَ دُونَه). [تيسير الكريم الرحمن: 894] (م)

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (18-{السَّمَاءُ مُنفَطِرٌبِهِ} أيْ: مُتَشَقِّقَةٌ به لشِدَّتِه وعظيمِ هَوْلِه، وانفطارُها لنُزولِ الملائكةِ، {كَانَ وَعْدُه مَفْعُولاً} أيْ: كائناً لا مَحالةَ). [زبدة التفسير: 574]


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا (19) )

قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول تعالى: {إنّ هذه} أي: السّورة {تذكرةٌ} أي: يتذكّر بها أولو الألباب؛ ولهذا قال: {فمن شاء اتّخذ إلى ربّه سبيلا} أي: ممّن شاء اللّه هدايته، كما قيّده في السّورة الأخرى: {وما تشاءون إلا أن يشاء اللّه إنّ اللّه كان عليمًا حكيمًا} [الإنسان: 30] ). [تفسير القرآن العظيم: 8/257-258]

قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (19) {إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً}؛ أي: إنَّ هذهِ الْمَوْعِظَةَ التي نَبَّأَ اللَّهُ بها مِن أحوالِ يومِ القِيامةِ وأهوالِه تَذْكِرَةٌ يَتذَكَّرُ بها الْمُتَّقونَ، ويَنْزَجِرُ بها المُؤْمِنونَ.
{فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلاً}؛ أي: طَريقاً مُوصِلاً إليه، وذلك باتِّباعِ شَرْعِه؛ فإنَّه قد أَبَانَه كلَّ البَيانِ، وأَوْضَحَه غايةَ الإيضاحِ.
وفي هذا دليلٌ على أنَّ اللَّهَ تعالى أَقْدَرَ العبادَ على أفعالِهم ومَكَّنَهم منها، لا كما يَقولُه الْجَبْرِيَّةُ: إنَّ أفعالَهم تَقَعُ بغيرِ مَشيئتِهم، فإنَّ هذا خِلافُ النَّقْلِ والعَقْلِ). [تيسير الكريم الرحمن: 894]

قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (19-{إِنَّ هَذِهِ} أيْ: ما تَقَدَّمَ مِن الآياتِ، {تَذْكِرَةٌ} وهي الْمَوْعِظَةُ.
{فَمَن شَاء اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا} أيْ: اتَّخَذَ بالطاعةِ التي أهَمُّ أنواعِها التوحيدُ, طَريقاً تُوَصِّلُه إلى رِضوانِ اللهِ في الجنَّةِ). [زبدة التفسير: 574]


* للاستزادة ينظر: هنا