19 Jan 2015
تفسير
قوله تعالى: {إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ
الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا
الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)
وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) لِلسَّائِلِ
وَالْمَحْرُومِ (25) وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26)
وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) إِنَّ عَذَابَ
رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ
حَافِظُونَ (29) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ
ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) وَالَّذِينَ هُمْ
لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) وَالَّذِينَ هُمْ
بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ
يُحَافِظُونَ (34) أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول
تعالى مخبرًا عن الإنسان وما هو مجبولٌ عليه من الأخلاق الدّنيئة: {إنّ
الإنسان خلق هلوعًا} ثمّ فسّره بقوله: {إذا مسّه الشّرّ جزوعًا} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/226] (م) قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (يقول
تعالى مخبرًا عن الإنسان وما هو مجبولٌ عليه من الأخلاق الدّنيئة: {إنّ
الإنسان خلق هلوعًا} ثمّ فسّره بقوله: {إذا مسّه الشّرّ جزوعًا} أي: إذا
أصابه الضّرّ فزع وجزع وانخلع قلبه من شدّة الرّعب، وأيس أن يحصل له بعد
ذلك خيرٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/226] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا مسّه الخير منوعًا} أي: إذا حصلت له نعمةٌ من اللّه بخل بها على غيره، ومنع حقّ اللّه فيها. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ
قال: {إلا المصلّين} أي: الإنسان من حيث هو متّصفٌ بصفات الذّمّ إلّا من
عصمه اللّه ووفّقه، وهداه إلى الخير ويسّر له أسبابه، وهم المصلّون). [تفسير القرآن العظيم: 8/226] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({الّذين هم على صلاتهم دائمون} قيل: معناه يحافظون على أوقاتها وواجباتها. قاله ابن مسعودٍ، ومسروقٌ، وإبراهيم النّخعيّ. قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم} أي: في أموالهم
نصيبٌ مقرّرٌ لذوي الحاجات. وقد تقدّم الكلام على ذلك في "سورة
الذّاريات"). [تفسير القرآن العظيم: 8/227] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{والّذين في أموالهم حقٌّ معلومٌ (24) للسّائل والمحروم} أي: في أموالهم
نصيبٌ مقرّرٌ لذوي الحاجات. وقد تقدّم الكلام على ذلك في "سورة
الذّاريات"). [تفسير القرآن العظيم: 8/227] (م) قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{والّذين يصدّقون بيوم الدّين} أي: يوقنون بالمعاد والحساب والجزاء، فهم
يعملون عمل من يرجو الثّواب ويخاف العقاب؛ ولهذا قال: {والّذين هم من عذاب
ربّهم مشفقون}). [تفسير القرآن العظيم: 8/227] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({والّذين هم من عذاب ربّهم مشفقون} أي: خائفون وجلون). [تفسير القرآن العظيم: 8/227] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إنّ عذاب ربّهم غير مأمونٍ} أي: لا يأمنه أحدٌ ممّن عقل عن اللّه أمره إلّا بأمانٍ من اللّه تبارك وتعالى). [تفسير القرآن العظيم: 8/227] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{والّذين هم لفروجهم حافظون} أي: يكفّونها عن الحرام ويمنعونها أن توضع في
غير ما أذن اللّه [فيه] ولهذا قال: {إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم}
). [تفسير القرآن العظيم: 8/227] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم} أي: من الإماء، {فإنّهم غير ملومين (30)} ). [تفسير القرآن العظيم: 8/227] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فمن ابتغى وراء ذلك فأولئك هم العادون} وقد تقدّم تفسير ذلك في أوّل سورة {قد أفلح المؤمنون} بما أغنى عنّي إعادته هاهنا). [تفسير القرآن العظيم: 8/227] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{والّذين هم لأماناتهم وعهدهم راعون} أي: إذا اؤتمنوا لم يخونوا، وإذا
عاهدوا لم يغدروا. وهذه صفات المؤمنين، وضدّها صفات المنافقين، كما ورد في
الحديث الصّحيح: "آية المنافق ثلاثٌ: إذا حدّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا
اؤتمن خان". وفي روايةٍ: "إذا حدّث كذب، وإذا عاهد غدر، وإذا خاصم فجر"). [تفسير القرآن العظيم: 8/227] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله:
{والّذين هم بشهاداتهم قائمون} أي: محافظون عليها لا يزيدون فيها، ولا
ينقصون منها، ولا يكتمونها، {ومن يكتمها فإنّه آثمٌ قلبه} [البقرة: 283] ).
[تفسير القرآن العظيم: 8/227] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ
قال: {والّذين هم على صلاتهم يحافظون} أي: على مواقيتها وأركانها
وواجباتها ومستحبّاتها، فافتتح الكلام بذكر الصّلاة واختتمه بذكرها، فدلّ
على الاعتناء بها والتّنويه بشرفها، كما تقدّم في أوّل سورةٍ: {قد أفلح
المؤمنون}؛ سواءٌ لهذا قال هناك: {أولئك هم الوارثون الّذين يرثون الفردوس
هم فيها خالدون} [المؤمنون: 10، 11] وقال هاهنا: {أولئك في جنّاتٍ مكرمون}
). [تفسير القرآن العظيم: 8/227] قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أولئك في جنّاتٍ مكرمون} أي: مكرمون بأنواع الملاذّ والمسارّ). [تفسير القرآن العظيم: 8/227]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ( (19 -35) {إِنَّ
الإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً * إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً * وَإِذَا
مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً * إِلاَّ الْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ
عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ * وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ
مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ * وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ
بِيَوْمِ الدِّينِ * وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُشْفِقُونَ *
إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ * وَالَّذِينَ هُمْ
لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ
أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ
ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ
وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ * وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ *
وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ * أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ
مُكْرَمُونَ*}.
وهذا الوَصْفُ للإنسانِ مِن حَيثُ هو وَصْفُ طَبيعتِه الأَصْلِيَّةِ، أنَّه هَلوعٌ). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (19-{إِنَّ الْإِنسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً} الْهَلَعُ أشَدُّ الْحِرْصِ وأَسْوَأُ الجزَعِ وأَفْحَشُه). [زبدة التفسير: 569]
تفسير قوله تعالى: (إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : (وفَسَّرَ الْهَلُوعَ بأنَّه {إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً}،
فيَجْزَعُ إنْ أَصابَه فقْرٌ أو مَرَضٌ، أو ذَهابُ مَحبوبٍ له؛ مِن مالٍ
أو أهْلٍ أو وَلَدٍ، ولا يَستعمِلُ في ذلك الصبرَ والرِّضا بما قَضَى
اللَّهُ). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (20-21-{إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا}
أيْ: إذا أصابَهُ الفَقْرُ والحاجةُ أو الْمَرَضُ أو نحوُ ذلك, فهو كثيرُ
الْجَزَعِ، وإذا أصابَه الخيرُ مِن الغنى والْخَصْبِ والسَّعَةِ ونحوِ ذلك,
فهو كثيرُ المنْعِ والإمساكِ). [زبدة التفسير: 569]
تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) )
وقال الإمام أحمد: حدّثنا أبو عبد الرّحمن، حدّثنا موسى بن عليّ بن رباح:
سمعت أبي يحدّث عن عبد العزيز بن مروان بن الحكم قال: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "شرّ ما في رجلٍ شحٌ هالعٌ، وجبنٌ
خالعٌ".
ورواه أبو داود عن عبد اللّه بن الجرّاح، عن أبي عبد الرّحمن المقري، به وليس لعبد العزيز عنده سواه). [تفسير القرآن العظيم: 8/226]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً}
فلا يُنْفِقُ ممَّا آتَاهُ اللَّهُ، ولا يَشْكُرُ اللَّهَ على نِعَمِه
وبِرِّه، فيَجْزَعُ في الضَّرَّاءِ ويَمنَعُ في السَّرَّاءِ). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (20-21-{إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا}
أيْ: إذا أصابَهُ الفَقْرُ والحاجةُ أو الْمَرَضُ أو نحوُ ذلك, فهو كثيرُ
الْجَزَعِ، وإذا أصابَه الخيرُ مِن الغنى والْخَصْبِ والسَّعَةِ ونحوِ ذلك,
فهو كثيرُ المنْعِ والإمساكِ). [زبدة التفسير: 569] (م)
تفسير قوله تعالى: (إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({إِلاَّ الْمُصَلِّينَ}
الْمَوْصُوفِينَ بتِلكَ الأوصافِ؛ فإِنَّهم إذا مَسَّهُمُ الخيرُ شَكَرُوا
اللَّهَ، وأَنْفَقُوا مِمَّا خَوَّلَهم اللَّهُ، وإذا مَسَّهم الشرُّ
صَبَروا واحْتَسَبوا.
وقولُه في وَصْفِهم: {الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (22-{إِلاَّ الْمُصَلِّينَ}
أيْ: الْمُقيمينَ للصلاةِ. يَعنِي: أنهم ليسوا على تلك الصفاتِ مِن
الْهَلَعِ والْجَزَعِ والْمَنْعِ، وأنهم على صِفاتٍ مَحمودةٍ وخِلالٍ
مَرضِيَّةٍ؛ لأنَّ إيمانَهم وديِنَ الحقِّ يَزْجُرُهم عن الاتِّصافِ بتلك
الصفاتِ، ويَحْمِلُهم على الاتِّصافِ بصِفاتِ الخيرِ). [زبدة التفسير: 569]
تفسير قوله تعالى: (الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23) )
وقيل: المراد بالدّوام هاهنا السّكون والخشوع، كقوله: {قد أفلح المؤمنون
الّذين هم في صلاتهم خاشعون} [المؤمنون: 1، 2]. قاله عتبة بن عامرٍ. ومنه
الماء الدّائم، أي: السّاكن الرّاكد.
وقيل: المراد بذلك الّذين إذا عملوا عملًا داوموا عليه وأثبتوه، كما جاء في
الصّحيح عن عائشة، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم أنّه قال: "أحبّ
الأعمال إلى اللّه أدومها وإن قلّ". وفي لفظٍ: "ما داوم عليه صاحبه"، قالت:
وكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم إذا عمل عملًا داوم عليه. وفي لفظ:
أثبته.
وقال قتادة في قوله: {الّذين هم على صلاتهم دائمون} ذكر لنا أنّ دانيال،
عليه السّلام، نعت أمّة محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم فقال: يصلّون صلاةً
لو صلّاها قوم نوحٍ ما غرقوا، أو قوم عادٍ ما أرسلت عليهم الرّيح العقيم،
أو ثمود ما أخذتهم الصّيحة. فعليكم بالصّلاة فإنّها خلق للمؤمنين حسنٌ). [تفسير القرآن العظيم: 8/226-227]
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ}؛
أي: مُدَاوِمونَ عليها في أَوقاتِها بشُروطِها ومُكَمِّلاَتِها، ولَيْسُوا
كمَن لا يَفعلُها أو يَفعلُها وَقْتاً دونَ وقتٍ، أو يَفعلُها على وَجْهٍ
ناقصٍ). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (23-{الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ} لا يَشغَلُهم عنها شاغِلٌ، يُؤَدُّونَ الصلاةَ المكتوبةَ لوَقْتِها). [زبدة التفسير: 569]
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ (24) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ} مِن زَكاةٍ وصَدَقَةٍ). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (24-{وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَّعْلُومٌ} المرادُ الزكاةُ المفروضةُ. وقيلَ: صِلةُ الرَّحِمِ). [زبدة التفسير: 569]
تفسير قوله تعالى: (لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ (25) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({لِلسَّائِلِ} الذي يَتَعَرَّضُ للسؤالِ، {وَالْمَحْرُومِ} وهو الْمِسكينُ الذي لا يَسْأَلُ الناسَ فيُعْطُوهُ, ولا يُفْطَنُ له فيُتَصَدَّقَ عليه). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (25-{لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ} قد تَقَدَّمَ تَفسيرُ السائلِ والمحرومِ في سورةِ "الذَّارِيَاتِ"). [زبدة التفسير: 569]
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ (26) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ}؛
أي: يُؤْمِنونَ بما أَخْبَرَ اللَّهُ به وأَخْبَرَتْ به رُسُلُه مِن
الجزاءِ والبعْثِ، ويَتَيَقَّنُونَ ذلكَ فَيَستَعِدُّونَ للآخرةِ،
ويَسْعَوْنَ لها سَعْيَها.
والتصديقُ بيومِ الدِّينِ يَلزَمُ منه التصديقُ بالرسُلِ، وبما جَاؤُوا به مِن الكُتُبِ). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (26-{وَالَّذِينَ يُصَدِّقُونَ بِيَوْمِ الدِّينِ} هو يومُ القِيامةِ، لا يَشُكُّونَ فيه ولا يَجْحَدُونَه). [زبدة التفسير: 569]
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ (27) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالَّذِينَ هُمْ مِنْ عَذَابِ رَبِّهِمْ مُشْفِقُونَ}؛ أي: خَائِفُونَ وَجِلُونَ، فيَتْرُكونَ لذلك كلَّ ما يُقَرِّبُهم مِن عَذابِ اللَّهِ). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (27-{وَالَّذِينَ هُم مِّنْ عَذَابِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ} أيْ: خائفونَ وَجِلُونَ مع ما لهم مِن أعمالِ الطاعةِ, استحقاراً لأعمالِهم، واعترافاً بما يَجِبُ للهِ سبحانَه عليهم). [زبدة التفسير: 569]
تفسير قوله تعالى: (إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ (28) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ}؛ أي: هو العذابُ الذي يُخْشَى ويُحذَرُ). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (28-{إِنَّ عَذَابَ رَبِّهِمْ غَيْرُ مَأْمُونٍ} أيْ: لا يَنبغِي أنْ يَأمنَه أحَدٌ، وإنَّ حَقَّ كلِّ أحَدٍ أنْ يَخَافَهُ). [زبدة التفسير: 569]
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ (29) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ}
فلا يَطَؤُونَ بها وَطْأً مُحَرَّماً؛ مِن زِنًى أو لُواطٍ أو وَطْءٍ في
دُبُرٍ أو حَيْضٍ ونحوِ ذلك، ويَحفَظُونَها أيضاً مِن النظَرِ إليها
ومَسِّها ممَّن لا يَجوزُ له ذلك، ويَتْرُكونَ أيضاً وَسائلَ
الْمُحَرَّماتِ الداعيةَ لفِعْلِ الفاحشةِ). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (29-31-{وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} إلى قولِه: {فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} قد تَقدَّمَ تفسيرُه في أوَّلِ سُورةِ "المؤمنينَ" مُسْتَوْفًى). [زبدة التفسير: 569]
تفسير قوله تعالى: (إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (30) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ}؛ أي: سُرِّيَّاتِهم.
{فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} في وَطْئِهِنَّ، في الْمَحَلِّ الذي هو مَحَلُّ الْحَرْثِ). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
تفسير قوله تعالى: (فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ (31) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ}؛ أي: غيرَ الزوجةِ ومِلْكِ اليَمينِ، {فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ}؛ أي: الْمُتَجَاوِزونَ ما أَحَلَّ اللَّهُ إلى ما حرَّمَ اللَّهُ.
ودَلَّتْ هذه الآيةُ على تَحريمِ نِكَاحِ المُتْعَةِ؛ لكونِها غيرَ زوجةٍ مَقصودةٍ، ولا مِلْكِ يَمينٍ). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (32) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}؛ أي: مُراعُونَ لها حَافِظونَ مُجْتَهِدُونَ على أَدائِها والوَفاءِ بِهَا.
وهذا شامِلٌ لجَميعِ الأماناتِ التي بَيْنَ
العبدِ وبينَ رَبِّه، كالتكاليفِ السِّرِّيَّةِ، التي لا يَطَّلِعُ عليها
إلاَّ اللَّهُ، والأماناتِ التي بَينَ العبدِ وبَينَ الخَلْقِ، في الأموالِ
والأسرارِ.
وكذلك العَهْدُ شامِلٌ للعهْدِ الذي عاهَدَ
عليه اللَّهَ، والعهدِ الذي عاهَدَ عليه الخَلْقَ؛ فإنَّ العَهْدَ يُسألُ
عنه العبدُ هل قامَ به ووَفَّاهُ أمْ رَفَضَه وخانَهُ فلم يَقُمْ به؟). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (32-{وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ}
أي: لا يُخِلُّون بشيءٍ مِن الأماناتِ التي يُؤْتَمَنُونَ عليها، ولا
يَنْقُضُونَ شَيئاً مِن العهودِ التي يَعْقِدُونَها على أَنْفُسِهم). [زبدة التفسير: 569]
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ (33) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالَّذِينَ هُمْ بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ}؛
أي: لا يَشْهَدُونَ إلاَّ بما يَعْلَمُونَه، مِن غيرِ زِيادةٍ ولا نقْصٍ
ولا كِتمانٍ، ولا يُحابِي فيها قَريباً ولا صَدِيقاً ونحوَه، ويكونُ
القصْدُ بها وجْهَ اللَّهِ.
قالَ تعالى: {وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ للهِ}،
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ
شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ
وَالأَقْرَبِينَ}). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (33-{وَالَّذِينَ هُم بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ}
أيْ: يُقيمونَ الشهادةَ على وَجْهِها على مَن كانتْ عليه؛ مِن قَريبٍ أو
بعيدٍ، رَفيعٍ أو وَضيعٍ، ولا يَكْتُمُونَها ولا يُغَيِّرُونَها). [زبدة التفسير: 569]
تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ يُحَافِظُونَ} بِمُدَاوَمَتِها على أكْمَلِ وُجُوهِها). [تيسير الكريم الرحمن: 887]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (34-{وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ}
أيْ: على أَذْكَارِها وأَركانِها وشَرَائِطَها, لا يُخِلُّونَ بشَيءٍ مِن
ذلك، ولا يَشْتَغِلُون عنها بشيءٍ مِن الشواغلِ, ويُحافِظونَ عليها بعدَ
فِعْلِها مِن أنْ يَفْعَلُوا ما يُحْبِطُها ويُبْطِلُ ثَوَابَها). [زبدة التفسير: 569-570]
تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ (35) )
قالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ نَاصِرٍ السّعْدِيُّ (ت: 1376هـ) : ({أُولَئِكَ}؛ أي: الْمَوصفونَ بتلك الصِّفاتِ، {فِي جَنَّاتٍ مُكْرَمُونَ}؛ أي: قد أَوْصَلَ اللَّهُ لهم مِن الكرامةِ والنعيمِ الْمُقيمِ ما تَشْتَهِيهِ الأَنْفُسُ وتَلَذُّ الأَعْيُنُ وهم فيها خالِدونَ.
وحاصِلُ هذا أنَّ اللَّهَ وَصَفَ أهْلَ
السعادةِ والخيرِ بهذه الأوصافِ الكاملةِ، والأخلاقِ الفاضلةِ، مِن
العباداتِ البَدَنِيَّةِ؛ كالصلاةِ والمُداوَمَةِ عليها، والأعمالِ
القَلْبيَّةِ؛ كخَشيةِ اللَّهِ الداعيةِ لكلِّ خيرٍ، والعباداتِ
المالِيَّةِ, والعقائدِ النافعةِ, والأخلاقِ الفاضلةِ، ومعامَلَةِ اللَّهِ,
ومعامَلَةِ خَلْقِه أحسَنَ معامَلَةٍ؛ مِن إنصافِهم وحِفْظِ عُهودِهم
وأَسرارِهم, والعِفَّةِ التامَّةِ بحِفْظِ الفُروجِ عمَّا يَكْرَهُ اللَّهُ
تعالى). [تيسير الكريم الرحمن: 887-888]
قالَ مُحَمَّدُ سُلَيْمَان الأَشْقَرُ (1430هـ) : (35-{أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ} أيْ: مُسْتَقِرُّونَ فيها مُكْرَمُونَ بأنواعِ الكَراماتِ). [زبدة التفسير: 570]
* للاستزادة ينظر: هنا