30 Oct 2008
ح41: حديث عبد الله بن عمرو: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به) نع ط
قال أبو زكريا يحيى بن شرف النووي (ت: 676هـ): (
41- عَنْ أَبي مُحَمّدٍ عَبْدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رَضِي اللهُ عَنْهُما قالَ: قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَواهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ)). حديثٌ حسَنٌ صحيحٌ، رُوِّينَاهُ في كتابِ الْحُجَّةِ بإسنادٍ صحيحٍ.
شرح الأربعين النووية لفضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (
الحديث الحادي والأربعون
عَنْ
أَبِيْ مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللهِ بِنِ عمْرِو بْنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ
عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لاَيُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَواهُ تَبَعَاً لِمَا جِئْتُ بِهِ"(1)حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الحُجَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ. (1) أخرجه البخاري في كتاب قرة العيون – ج1/ ص38، (45)
الشرح
عبد الله بن عمرو بن العاص
رضي الله عنهما من المكثرين رواية للحديث،لأنه كان يكتب، وكان أبو هريرة
رضي الله عنه يغبطه على هذا،ويقول: لا أعلم أحداً أكثر حديثاً مني عن رسول
الله صلى الله عليه وسلم إلا عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما،فإنه كان
يكتب ولا أكتب(2)
يقول: "لاَ يُؤمِنُ أَحَدُكُمْ" يعني الإيمان الكامل.
"حَتَّى يَكُونَ هَواهُ" أي اتجاهه وقصده.
"تَبَعَاً لِمَا جِئْتُ بِهِ" أي من الشريعة.
قوله: "حَدِيْثٌ حَسَنٌ صَحِيْحٌ، رَوَيْنَاهُ فِي كِتَابِ الحُجَّةِ بِإِسْنَادٍ صَحِيْحٍ"
. تعقّب ابن رجب - رحمه الله - هذا التصحيح من المؤلف وقال: الحديث لايصح،
ولذلك يحسن تتبع شرح ابن رجب - رحمه الله - ونقل تعقيبه على الأحاديث، لأن
ابن رجب - رحمه الله - حافظ من حفّاظ الحديث، وهو إذا أعلّ الأحاديث التي
ذكرها النووي - رحمه الله - يبيّن وجه العلة.
لكن معنى الحديث بقطع النظر عن إسناده صحيح، وأن الإنسان يجب أن يكون هواه تبعاً لما جاء به صلى الله عليه وسلم.
من فوائد هذا الحديث:
1.-تحذير الإنسان من أن يحكم العقل أو العادة مقدماً إياها على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم، وجه ذلك: نفي الإيمان عنه.
فإن قال قائل: لماذا حملتموه على نفي الكمال؟
فالجواب:
أنَّا حملناه على ذلك لأنه لايصدق في كل مسألة، لأن الإنسان قد يكون هواه
تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في أكثر مسائل الدين، وفي بعض
المسائل لايكون هواه تبعاً، فيحمل على نفي الكمال، ويقال: إن كان هواه
لايكون تبعاً لماجاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في كل الدين فحينئذ يكون
مرتدّاً.
2.
أنه يجب على الإنسان أن يستدلّ أولاً ثم يحكم ثانياً،لا أن يحكم ثم يستدل،
بمعنى أنك إذا أردت إثبات حكم في العقائد أو في الجوارح فاستدل أولاً ثم
احكم، أما أن تحكم ثم تستدلّ فهذا يعني أنك جعلت المتبوع تابعاً وجعلت
الأصل عقلك والفرع الكتاب والسنة.
ولهذا تجد بعض العلماء -
رحمهم الله، وعفا عنهم-الذين ينتحلون لمذاهبهم يجعلون الأدلة تبعاً
لمذاهبهم، ثم يحاولون أن يلووا أعناق النصوص إلى ما يقتضيه مذهبهم على وجه
مستكره بعيد، وهذا من المصائب التي ابتلي بها بعض العلماء، والواجب أن يكون
هواك تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
3.
تقسيم الهوى إلى محمود ومذموم، والأصل عند الإطلاق المذموم كما جاء ذلك في
الكتاب والسنة، فكلما ذكر الله تعالى اتباع الهوى فهو على وجه الذم، لكن
هذا الحديث يدلّ على أن الهوى ينقسم إلى قسمين:
محمود: وهو ما كان تبعاً لما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم .
ومذموم: وهو ماخالف ذلك.
وعند الإطلاق يحمل على المذموم، ولهذايقال: الهدى، ويقابله الهوى.
.4-وجوب
تحكيم الشريعة في كل شيء، لقوله: "لِمَا جِئتُ به" والنبي صلى الله عليه
وسلم جاء بكل ما يصلح الخلق في معادهم ومعاشهم، قال الله تعالى: (وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ) [النحل: الآية89]
فليس شيء يحتاج الناس إليه
في أمور الدين أو الدنيا إلا بيّنه - والحمد لله - إما بياناً واضحاً
يعرفه كل أحد، وإما بياناً خفياً يعرفه الراسخون في العلم.
5. أن الإيمان يزيد وينقص كما هو مذهب أهل السنة والجماعة. والله أعلم.
______________________________________________________________________
(2) أخرجه البخاري في كتاب العلم، باب كتابة العلم، (113)
شرح فضيلة الشيخ : محمد حياة السندي
قال الشيخ محمد حياة السندي (ت: 1163هـ): (
(1) التعريف براوي الحديث :
عبدُ
اللهِ بنُ عَمْرِو بنِ العَاصِ بنِ وَائلٍ السَّهْمِيُّ القُرَشِيُّ،
الزَّاهِدُ العَابِدُ المُكْثِرُ مِنَ الحديثِ، الجامِعُ بينَ العِلْمِ
بالتَّوْرَاةِ والقُرْآنِ وغيرِهِما، وَأَحَدُ العَبَادِلَةِ الفُقَهَاءِ،
مَاتَ بِمِصْرَ، وَقِيلَ: بِمَكَّةَ، وقيلَ: بالطَّائِفِ، وقيلَ:
بِفِلَسْطِينَ، وَرَجَّحَ ابنُ حَجَرٍ أَنَّهُ مَاتَ بالطَّائِفِ في ذِي
الحِجَّةِ لَيَالِي الحَرَّةِ عَلى الأَصَحِّ عَنِ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ
سَنَةً.
الشرح: عَنْ أبي مُحَمَّدٍ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العَاصِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا قالَ:
قالَ رسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ))، يَا أَيُّهَا المُكَلَّفُونَ بالإِيمَانِ ((حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ)) مِنَ اللهِ تَعَالى.
وهذا يكونُ على ثلاثِ مَرَاتِبَ:
(الأُولَى):
أَنْ يَعْتَقِدَ المُكلَّفُ أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ رسولُ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، حَقٌّ وَخَيْرٌ مَحْضٌ، وَهَذِهِ مَرْتَبَةٌ لاَ
يَصِحُّ الإيمانُ إلاَّ بِهَا، ولكِنْ لا يَحْفَظُ نَفْسَهُ عَن
التَّقْصِيرِ في الطَّاعَةِ، والوقوعِ في المَعْصِيَةِ، وهذَا حَالُ
غَالِبِ أَهْلِ الإيمانِ.
(والثَّانيةُ): أَنْ
يَعْتَقِدَ مَا تَقَدَّمَ، وَيَحْفَظَ نَفْسَهُ عَنِ المُخَالَفَةِ، مَعَ
مُنَازَعَتِهَا إليهَا، وأهلُ هذهِ المَرْتَبَةِ قَلِيلٌ.
(الثَّالثةُ): أَنْ
يَعْتَقِدَ مَا مَرَّ، وَتَصْبِرَ نَفْسُهُ مطاوَعَةً لِمَا جَاءَ بهِ،
غيرَ نَازِعَةٍ إلى الخلافِ، ولا تَجِدَ حَرَجًا ولا ثِقَلاً مِمَّا جَاءَ
بهِ، على خلافِ هَواهَا، بَلْ يَصِيرُ هَوَاهَا مُوَافِقًا لِمَا جاءَ
بِهِ، ومَثلُ هذَا أَعَزُّ مِنَ الكِبْرِيتِ الأحمرِ.
وهذا
هُوَ المُحَمَّدِيُّ الذي إذا ثَبَتَ عِنْدَهُ قولُ حَبِيبِهِ أَوْ
فِعْلُهُ المُحْكَمَانِ انْشَرَحَ بهمَا صَدْرُهُ، وَأَخَذَ بهمَا
بِأَعْظَمِ الرِّضَا والسرورِ، واخْتَلَطَ ذَلِكَ بِقَلْبِهِ وَقَالبِهِ،
فلَوِ اجْتَمَعَ مَنْ بَيْنَ أقطارِ الأرضِ عَلى أَنْ يَصُدُّوهُ عَنْ قولِ
مَحْبُوبِهِ وَفِعْلِهِ لَمَا تَرَكَهُمَا، ولمْ يُبَالِ بِخِلاَفِ أَحدٍ
كَائِنًا مَنْ كانَ.
آهٍ أَينَ هؤلاءِ المُحَمَّدِيُّونَ في زَمَانِنَا هذَا؟!!
(حديثٌ صحيحٌ، رُوِّينَاهُ) عَلى بِنَاءِ المفعولِ، (في كتابِ الحُجَّةِ في اتِّبَاعِ المَحَجَّةِ في عَقِيدَةِ أَهلِ السُّنَّة)ِ، تَأْلِيفُ أَبي القَاسِمِ إِسْمَاعِيلَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ فَضْلٍ، التَّيْمِيِّ الشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى (بإسنادٍ صحيحٍ).
المنن الربانية لفضيلة الشيخ :سعد بن سعيد الحجري
قال الشيخ سعد بن سعيد الحجري (م): (
الحديثُ الحادِي والأربعونَ
موضوعُ الحديثِ: العملُ بالسُّنَّةِ. وَرَفَعَ مكانةَ مَنْ خَالَفَ هواهُ وَجعلَ مَصِيرَهُ الجنَّةَ، قَالَ تَعَالَى: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فإِنَّ الجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النازعات:40،41]. 1- وُجُوبُ تحقيقِ الإِيمانِ.
عنْ عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاصِ رَضِيَ اللهُ عنْهُما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعاً لِمَا جِئْتُ بِهِ))، حديثٌ ضعيفٌ.
المفرداتُ:
(1)((لا يُؤْمِنُ)): (لا) نافيَةٌ، وَالمرادُ نفيُ الإِيمانِ الحقيقيِّ وَالإِيمانِ الصادقِ؛ أيْ: لا يَتَحَقَّقُ الإِيمانُ.
(2) ((أَحَدُكُمْ)): أيْ أحدُ أُمَّةِ الإِجابةِ، فهوَ خطابٌ لِمَنْ يَنْتَفِعُ بالخِطَابِ، وَتذكيرٌ لِمَنْ يَنْتَفِعُ بالتذكيرِ.
((هَوَاهُ)): هُوَ ما تَهْوَاهُ النفسُ وَتَمِيلُ لهُ.
والهَوَى
بغيرِ الشرعِ مَذْمُومٌ؛ لأنَّ الميزانَ يَخِفُّ بهِ، وَيَهْوِي
بالإِنسانِ على الهاويَةِ، وَيَضِلُّ بهِ عَنْ سبيلِ اللهِ، وَيَتَّبِعُ
الشيطانَ، وَهوَ الذي يَسُدُّ منافذَ الخيرِ، وَيَفْتَحُ منافذَ الشرِّ،
وَعواقبُهُ وَخِيمةٌ.
وَقدْ حَذَّرَ اللهُ مِن اتِّبَاعِ الهوَى، وَيقولُ تَعَالَى: {يَا
دَاوُدُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ
النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ
اللهِ} [ص:26].
وَبَيَّنَ تَعَالَى عَوَاقِبَهُ فَقَالَ: {أَفَرَأَيْتَ
مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللهُ عَلَى عِلْمٍ وَخَتَمَ
عَلَى سَمْعِهِ وَقَلْبِهِ وَجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَنْ
يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}[الجاثيَة:23].
(3) ((لِمَا جِئْتُ بِهِ)):
أيْ ما أُرْسِلْتُ بهِ مِن القرآنِ وَالسُّنَّةِ، فهما المَرْجِعُ
وَإِليهما الاحْتِكَامُ؛ لأنَّهُما مَصْدَرَا الشريعةِ؛ لأنَّهُما شَمِلا
الدينَ وَشَمِلا مصالحَ العبادِ.
قَالَ تَعَالَى: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} [النساء: 65].
وَيقولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((كُلُّكُمْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ أَبَى))، قَالُوا: وَمَنْ يَأْبَى دُخُولَ الجنَّةِ؟ قَالَ: ((مَنْ أَطَاعَنِي دَخَلَ الجنَّةَ، وَمَنْ عَصَانِي فقدْ أَبَى)).
2- وجوبُ الاحْتِكَامِ إِلى الكتابِ وَالسُّنَّةِ.
3- التحذيرُ مِن اتِّبَاعِ الهَوَى.
4- الإِيمانُ برسالةِ الرسولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
5- الانْقِيَادُ وَالاسْتِسْلامُ للهِ تَعَالَى.
6- الدينُ بالتَّقْوَى لا بالهَوَى.
7- كمالُ الشريعةِ.
8- الردُّ على أهلِ البِدَعِ.
9- نَسْخُ جميعِ الأديانِ السابقةِ بدينِ الإِسلامِ.
10- السُّنَّةُ مَصْدَرٌ مِنْ مصادرِ الشريعةِ.
شرح فضيلة الشيخ :ناضم سلطان المسباح
قال الشيخ ناظم بن سلطان المسباح (م): (
(1) هذا الحديثُ ضعيفٌ لا يَصِحُّ، وإليكَ كلامَ الألبانيِّ عليهِ، وكلامَ الحافظِ ابنِ رجبٍ الحنبليِّ.
قالَ الألبانيُّ في (الْمِشْكَاةِ) : ثم
إنَّ عزوَهُ إلَى المذكورينَ يُوهِمُ أنَّهُ لم يخرِّجْهُ مَن هو أعلَى
طبقةً منهُمَا، وليسَ كذلك، فقدْ أخرجَهُ الحسنُ بنُ سفيانَ في (الأربعين)
له (ق65|1)، وهو مِن الآخذينَ عن أحمدَ وابنِ مَعِينٍ (تُوُفِّيَ 303)،
ورواهُ القاسمُ ابنُ عساكِرَ في (أربعينَهُ) وقالَ: (حديثٌ غريبٌ). ومنها: أنَّ في إسنادِهِ عقبةَ بنَ أوسٍ السَّدوسِيَّ البصريَّ، ويُقالُ فيهِ يعقوبُ بنُ أوسٍ أيضًا. وقالَ ابنُ عبدِ البرِّ: (هو مجهولٌ).
هذا
وَهْمٌ، فالسَّندُ ضعيفٌ فيهِ نعيمُ بنُ حمَّادٍ وهو ضعيفٌ، وأعلَّهُ
الحافظُ ابنُ رجبٍ بغيرِ هذه العلَّةِ متعقِّبًا علَى النَّوويِّ تصحيحَهُ
إيَّاهُ، فانظرْ كتابَهُ (جامعُ العلومِ والحكمِ).
وقالَ الحافظُ ابنُ رجبٍ: (تصحيحُ هذا الحديثِ بعيدٌ جدًّا مِن وجوهٍ:
منها:
أنَّهُ حديثٌ ينفردُ به نعيمُ بنُ حَمَّادٍ الْمَرْوَزِيُّ، ونعيمٌ هذا -
وإن كانَ وَثَّقَهُ جماعةٌ مِن الأئمَّةِ، وخرَّجَ له البخاريُّ - فإنَّ
أئمَّةَ الحديثِ كانوا يُحْسِنُونَ به الظَّنَّ لصلابتِهِ في السُّنَّةِ،
وتشدُّدِهِ في الردِّ علَى أهلِ الأهواءِ، وكانوا يَنسبونَهُ إلَى أنَّهُ
يُتَّهَمُ ويشتَبِهُ عليهِ في بعضِ الأحاديثِ، فلمَّا كثُرَ عثورُهُم علَى
مَناكيرِهِ حَكَمُوا عليهِ بالضَّعْفِ، فروَى صالحُ بنُ محمَّدٍ الحافظُ عن
ابنِ مَعِينٍ أنَّهُ سُئلَ عنه فقالَ: ليسَ بشيءٍ، إنَّما هو صاحبُ
سُنَّةٍ، قالَ صالحٌ: وكانَ يُحَدِّثُ مِن حفظِهِ، وعندَهُ مناكيرُ كثيرةٌ
لا يُتَّبَعُ عليها).
وقالَ أبو داودَ: (عندَ نُعيمٍ نحوُ عشرينَ حديثًا عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليسَ لَهَا أصلٌ).
وقالَ النَّسَائِيُّ: (ضعيفٌ).
وقالَ مَرَّةً: (ليسَ بثِقةٍ).
وقالَ مرَّةً: (قد كَثُرَ تَفرُّدُهُ علَى الأئمَّةِ المعروفينَ في أحاديثَ كثيرةٍ، فصارَ في حدِّ مَن لا يُحْتَجُّ بهِ).
وقالَ أبو زُرعةَ الدِّمشقيُّ: (يصلُ أحاديثَ يوقِفُهَا النَّاسُ، يعني أنَّهُ يرفعُ الموقوفاتِ).
وقالَ أبو عَروبةَ الخوافيُّ: (هو مُظْلِمُ الأمرِ).
وقالَ
أبو سعيدِ بنُ يونسَ: (روَى أحاديثَ مناكيرَ عن الثِّقاتِ، ونسبَهُ آخرونُ
إلَى أنَّهُ كانَ يضعُ الحديثَ، وأينَ كانَ أصحابُ عبدِ الوهَّابِ
الثَّقفيِّ وأصحابُ ابنِ سيرينَ عن هذا الحديثِ حتَّى يَنفردَ به نعيمٌ؟).
ومنها: أنَّهُ قد اخْتُلِفَ علَى نعيمٍ في إسنادِهِ، فرُوِيَ عنه، عن الثَّقفِيِّ، عن هِشامٍ.
ورُوِيَ
عنه، عن الثَّقفيِّ: حدَّثَنَا بعضُ مَشيخَتِنَا، حدَّثَنا هشامٌ أو
غيرُهُ، وعلَى هذه الرِّوايَةِ يكونُ الشَّيخُ الثَّقفيُّ غيرَ معروفٍ
عنهُ.
ورُوِيَ
عن الثَّقفيِّ: حدَّثَنا بعضُ مَشيختِنَا، حدَّثَنا هشامٌ أو غيرُهُ،
فعلَى هذه الرِّوايَةِ. فالثَّقفيُّ رواهُ عن شيخٍ مجهولٍ، وشيخُهُ رواهُ
عن غيرِ معيَّنٍ، فتزدادُ الجهالةُ في إسنادِهِ.
وقد
خرَّجَ له أبو داودَ والنَّسائيُّ وابنُ ماجهْ حَديثًا عن عبدِ اللهِ بنِ
عمرٍو، ويُقالُ: عبدُ اللهِ بنُ عمرَ، وقد اضطربَ في إسنادِهِ، وقد
وثَّقَهُ العِجْلِيُّ، وابنُ سعدٍ، وابنُ حِبَّانَ.
وقالَ ابنُ خُزيمةَ: (روَى عنه ابنُ سيرينَ مع جَلالتِهِ).
وقالَ الغَلابيُّ في (تاريخِهِ): يزعمُونَ أنَّهُ لم يسمعْ مِن عبدِ اللهِ بنِ عمرو، وإنَّما يقولُ: قالَ عبدُ اللهِ بنُ عمرَ.
فعلَى هذا تكونُ رواياتُهُ عن عبدِ اللهِ بنِ عمرٍو منقطِعةً، واللهُ أعلمُ.
جامع العلوم والحكم للحافظ: عبد الرحمن بن أحمد بن رجب الحنبلي
قال الحافظ عبد الرحمن ابن رجب الحنبلي (ت: 795هـ): (
(1)
يُرِيدُ بِصَاحِبِ كِتَابِ (الحُجَّةِ) الشيخَ أبا الفتحِ نصرَ بنَ
إبراهيمَ المَقْدِسِيَّ الشَّافِعِيَّ الفَقِيهَ الزاهدَ نزيلَ دِمَشْقَ.
وَكِتَابُهُ
هذا هوَ كتابُ (الحُجَّةُ عَلَى تَارِكِ الْمَحَجَّةِ)، يَتَضَمَّنُ
ذِكْرَ أُصُولِ الدينِ على قواعدِ أهلِ الحديثِ والسُّنَّةِ. ثمَّ
خَرَّجَهُ عن الطَّبَرَانِيِّ: حَدَّثَنَا أبو زَيْدٍ عبدُ الرحمنِ بنُ
حَاتِمٍ المُرَادِيُّ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الوهَّابِ الثَّقَفِيُّ، عنْ هشامِ بنِ حَسَّانَ، عنْ مُحَمَّدِ بنِ
سِيرِينَ، عنْ عُقبةَ بنِ أَوْسٍ، عنْ عبدِ اللَّهِ بن عَمْرٍو قالَ: قالَ
رسولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يَكُونَ هَوَاهُ تَبَعًا لِمَا جِئْتُ بِهِ لا يَزِيغُ عَنْهُ)). وقالَ
النَّسَائِيُّ: (ضَعِيفٌ، وقالَ مَرَّةً: ليسَ بِثِقَةٍ، وقالَ مَرَّةً:
قَدْ كَثُرَ تَفَرُّدُهُ عن الأَئِمَّةِ المَعْرُوفِينَ في أحاديثَ كثيرةٍ،
فَصَارَ في حدِّ مَنْ لا يُحْتَجُّ بِهِ). فَعَلَى
هذهِ الروايَةِ، فالثَّقَفِيُّ رَوَاهُ عنْ شَيْخٍ مجهولٍ، وَشَيْخُهُ
رَوَاهُ عنْ غيرِ مُعَيَّنٍ، فَتَزْدَادُ الجَهَالَةُ في إسنادِهِ. وقالَ ابنُ خُزَيْمَةَ: (رَوَى عنهُ ابنُ سِيرِينَ معَ جَلالتِهِ). وقالَ تَعَالَى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمُ اتَّبَعُوا مَا أَسْخَطَ اللَّهَ وَكَرِهُوا رِضْوَانَهُ فأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ} [مُحَمَّد:28]. وَكُلُّ مُحِبٍّ لَيْسَ يخَافُ اللَّهَ فهوَ مَغْرُورٌ.
وقدْ
خَرَّجَ هذا الحديثَ الحافظُ أبو نُعَيْمٍ في كتابِ (الأَرْبَعِينَ)،
وَشَرَطَ في أوَّلِهَا أنْ تَكُونَ منْ صِحَاحِ الأخبارِ وجِيَادِ الآثارِ
مِمَّا أَجْمَعَ النَّاقِلُونَ على عَدَالَةِ نَاقِلِيهِ.
وَخَرَّجَتْهُ الأَئِمَّةُ في مَسَانِيدِهِمْ.
وَرَوَاهُ الحَافِظُ
أبو بَكْرِ بنُ عَاصِمٍ الأَصْبَهَانِيُّ عن ابنِ وَارَةَ، عنْ نُعَيْمِ
بنِ حَمَّادٍ، حَدَّثَنَا عبدُ الوهَّابِ الثَّقَفِيُّ، حَدَّثَنَا بعضُ
مَشْيَخَتِنَا هِشَامٌ أوْ غَيْرُهُ، عن ابنِ سِيرِينَ، فَذَكَرَهُ.
وليسَ عِنْدَهُ: ((لا يَزِيغُ عَنْهُ)).
قالَ
الحافظُ أبو موسَى المَدِينِيُّ: هذا الحديثُ مُخْتَلَفٌ فيهِ على
نُعَيْمٍ، وقيلَ فيهِ: حَدَّثَنَا بَعْضُ مَشْيَخَتِنَا، حَدَّثَنَا هشامٌ
أوْ غيرُهُ.
قُلْتُ: تَصْحِيحُ هذا الحديثِ بَعِيدٌ جِدًّا مِنْ وُجُوهٍ؛ منها: أنَّهُ
حَدِيثٌ يَتَفَرَّدُ بهِ نُعَيْمُ بنُ حَمَّادٍ المَرْوَزِيُّ، وَنُعَيْمٌ
هذا وإنْ كانَ وَثَّقَهُ جماعةٌ مِن الأَئِمَّةِ، وَخَرَّجَ لهُ
البُخَارِيُّ؛ فَإِنَّ أَئِمَّةَ الحَدِيثِ كَانُوا يُحْسِنُونَ بهِ
الظَّنَّ، لِصَلابَتِهِ في السُّنَّةِ، وَتَشَدُّدِهِ في الرَّدِّ على أهلِ
الأهواءِ، وكانُوا يَنْسِبُونَهُ إلى أنَّهُ يَهِمُ وَيُشَبَّهُ عليهِ في
بعضِ الأحاديثِ، فَلَمَّا كَثُرَ عُثُورُهُم على مَنَاكِيرِهِ حَكَمُوا
عليهِ بالضَّعْفِ.
فَرَوَى صالحُ بنُ محمَّدٍ الحافظُ عن ابنِ مَعِينٍ أنَّهُ سُئِلَ عنهُ، فقالَ: ليسَ بشَيْءٍ، ولكنَّهُ صَاحِبُ سُنَّةٍ.
قالَ صالحٌ: (وكانَ يُحَدِّثُ مِنْ حِفْظِهِ، وعندَهُ مَنَاكِيرُ كَثِيرَةٌ لا يُتَابَعُ عليها).
وقالَ أبو داودَ: (عندَ نُعَيْمٍ نَحْوُ عشرينَ حَدِيثًا عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ليسَ لها أصْلٌ).
وقالَ أبو زُرْعَةَ الدِّمَشْقِيُّ: (يَصِلُ أحاديثَ يُوقِفُهَا النَّاسُ، يَعْنِي أنَّهُ يَرْفَعُ المَوْقُوفَاتِ).
وقالَ أبو عَرُوبَةَ الحَرَّانِيُّ: (هوَ مُظْلِمُ الأمْرِ).
وقالَ أبو سعيدِ بنُ يُونُسَ: (رَوَى أحاديثَ مَنَاكِيرَ عن الثقاتِ، وَنَسَبَهُ آخَرُونَ إلى أنَّهُ كَانَ يَضَعُ الحَدِيثَ).
وأينَ
كانَ أَصْحَابُ عبدِ الوهَّابِ الثَّقَفِيِّ، وأصحابُ هشامِ بنِ حَسَّانَ،
وأصحابُ ابنِ سِيرِينَ عنْ هذا الحديثِ حتَّى يَتَفَرَّدَ بهِ نُعَيْمٌ؟!
ومنها: أنَّهُ قد اخْتُلِفَ على نُعَيْمٍ في إسنادِهِ، فَرُوِيَ عنهُ عن الثَّقَفِيِّ عنْ هشامٍ.
وَرُوِيَ عنهُ عن الثَّقَفِيِّ، حَدَّثَنَا بَعْضُ مَشْيَخَتِنَا هِشَامٌ أوْ غيرُهُ.
وَعَلَى هذهِ الروايَةِ فيكونُ شَيْخُ الثَّقَفِيِّ غَيْرَ مَعْرُوفٍ عَيْنُهُ.
وَرُوِيَ عنهُ عن الثَّقَفِيِّ، حَدَّثَنَا بَعْضُ مَشْيَخَتِنَا، حَدَّثَنَا هشامٌ أوْ غيرُهُ.
ومنها: أنَّ فِي إِسْنَادِهِ عُقْبَةَ بنَ أَوْسٍ السَّدُوسِيَّ البَصْرِيَّ، وَيُقَالُ فيهِ: يَعْقُوبُ بنُ أَوْسٍ أَيْضًا.
وقدْ
خَرَّجَ لهُ أبو داودَ والنَّسَائِيُّ وابنُ مَاجَهْ حَدِيثًا عَنْ عبدِ
اللَّهِ بنِ عمرٍو، وَيُقَالُ: عبدُ اللَّهِ بنُ عُمَرَ.
وقد اضْطَرَبَ في إسنادِهِ.
وَقَدْ وَثَّقَهُ العِجْلِيُّ، وابنُ سَعْدٍ، وابنُ حِبَّانَ.
وقالَ ابنُ عبدِ البَرِّ: (هوَ مَجْهُولٌ).
وقالَ الغَلابِيُّ
في (تاريخِهِ): (يَزْعُمُونَ أنَّهُ لمْ يَسْمَعْ منْ عبدِ اللَّهِ بنِ
عَمْرٍو، وإنَّمَا يَقُولُ: قالَ عبدُ اللَّهِ بنُ عَمْرٍو).
فَعَلَى هذا تكونُ رِوَايَاتُهُ عنْ عبدِ اللَّهِ بنِ عمرٍو مُنْقَطِعَةً، واللَّهُ أَعْلَمُ.
وأمَّا مَعْنَى الحديثِ ،
فهوَ أنَّ الإِنسانَ لا يَكُونُ مُؤْمِنًا كَامِلَ الإيمانِ الواجبِ حتَّى
تكونَ مَحَبَّتُهُ تَابِعَةً لِمَا جَاءَ بهِ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ من الأوامرِ والنَّوَاهِي وَغَيْرِهَا، فَيُحِبُّ ما
أَمَرَ بهِ، ويَكْرَهُ ما نَهَى عنهُ.
وقدْ وَرَدَ القرآنُ بِمِثْلِ هذا في غيرِ موضعٍ، قالَ تَعَالَى: {فَلا
وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ
ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا
تَسْلِيمًا} [النساء:65].
وقالَ تَعَالَى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} [الأحزاب:36].
وَذَمَّ سُبْحَانَهُ مَنْ كَرِهَ ما أَحَبَّهُ اللَّهُ، أوْ أَحَبَّ ما كَرِهَهُ اللَّهُ، قالَ: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ}[مُحَمَّد: 9].
فالواجبُ على كلِّ مؤمنٍ:
- أنْ
يُحِبَّ ما أَحَبَّهُ اللَّهُ مَحَبَّةً تُوجِبُ لهُ الإتيانَ بما وَجَبَ
عليهِ مِنْهُ، فَإِنْ زَادَت المَحَبَّةُ حتَّى أَتَى بما نُدِبَ إليهِ
منهُ كانَ ذلكَ فَضْلاً.
- وأنْ
يَكْرَهَ مَا كَرِهَهُ اللَّهُ تَعَالَى كَرَاهَةً تُوجِبُ لهُ الكَفَّ
عَمَّا حَرَّمَ عليهِ مِنْهُ، فَإِنْ زَادَت الكَرَاهَةُ حتَّى أَوْجَبَت
الكَفَّ عَمَّا كَرِهَهُ تَنْزِيهًا كانَ ذلكَ فَضْلاً.
وَقَدْ ثَبَتَ في (الصَّحِيحَيْنِ) عنْهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنَّهُ قالَ: ((لا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ نَفْسِهِ وَوَلَدِهِ وَأَهْلِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ)).
فلا
يكونُ المؤمنُ مُؤْمِنًا حتَّى يُقَدِّمَ مَحَبَّةَ الرسولِ على مَحَبَّةِ
جميعِ الخلقِ، ومَحَبَّةُ الرسولِ تابِعَةٌ لمَحَبَّةِ مُرْسِلِهِ.
والمَحَبَّةُ الصحيحةُ تَقْتَضِي: المتابعَةَ والمُوَافَقَةَ في حُبِّ المَحْبُوبَاتِ وبُغْضِ المَكْرُوهَاتِ، قَالَ عزَّ وَجَلَّ: {قُلْ إِنْ
كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ
وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ
كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ
وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ
اللَّهُ بِأَمْرِهِ} [التَّوْبَة:24].
وقالَ تَعَالَى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ} [آل عمرانَ:31].
قالَ
الحسنُ: (قالَ أصحَابُ النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: يا
رسولَ اللَّهِ، إِنَّا نُحِبُّ رَبَّنَا حُبًّا شَدِيدًا فَأَحَبَّ اللَّهُ
أنْ يَجْعَلَ لِحُبِّهِ عَلَمًا، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هذهِ الآيَةَ).
وفي (الصَّحِيحَيْنِ): عن النبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قالَ: ((ثَلاثٌ
مَنْ كُنَّ فِيهِ وَجَدَ حَلاوَةَ الإِيمَانِ: أَنْ يَكُونَ اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِمَّا سِوَاهُمَا، وَأَنْ يُحِبَّ الْمَرْءَ
لا يُحِبُّهُ إِلا لِلَّهِ، وَأَنْ يَكْرَهَ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى
الْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللَّهُ مِنْهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ
يُلْقَى فِي النَّارِ)).
فَمَنْ
أَحَبَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مَحَبَّةً صادقةً منْ قَلْبِهِ أَوْجَبَ لهُ
ذلكَ أنْ يُحِبَّ بِقَلْبِهِ ما يُحِبُّهُ اللَّهُ ورسولُهُ، وَيَكْرَهَ ما
يَكْرَهُهُ اللَّهُ ورسولُهُ، وَيَرْضَى بما يُرْضِي اللَّهَ ورسولَهُ،
وَيَسْخَطَ ما يَسْخَطُهُ اللَّهُ ورسولُهُ، وأنْ يَعْمَلَ بجوارحِهِ
بِمُقْتَضَى هذا الحبِّ والبُغْضِ.
فإنْ
عَمِلَ بِجَوَارِحِهِ شَيْئًا يُخَالِفُ ذلكَ، فإن ارْتَكَبَ بَعْضَ مَا
يَكْرَهُهُ اللَّهُ ورسولُهُ، أوْ تَرَكَ بعضَ مَا يُحِبُّهُ اللَّهُ
ورسولُهُ معَ وُجُوبِهِ والقُدْرَةِ عليهِ، دَلَّ ذلكَ على نَقْصِ
مَحَبَّتِهِ الواجبةِ، فَعَلَيْهِ أنْ يَتُوبَ منْ ذلكَ وَيَرْجِعَ إلى
تَكْمِيلِ المَحَبَّةِ الواجِبَةِ.
قالَ
أبو يعقوبَ النَّهْرُجُورِيُّ: (كُلُّ مَن ادَّعَى مَحَبَّةَ اللَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ، ولمْ يُوَافِق اللَّهَ في أمْرِهِ، فَدَعْوَاهُ باطلةٌ).
وقالَ يَحْيَى بنُ مُعَاذٍ: (ليسَ بِصَادِقٍ مَن ادَّعَى مَحَبَّةَ اللَّهِ عزَّ وجلَّ ولمْ يَحْفَظْ حُدُودَهُ).
وَسُئِلَ رُوَيْمٌ عن المَحَبَّةِ، فقالَ: (المُوَافَقَةُ في جميعِ الأحوالِ).
وَأَنْشَدَ:
ولوْ قُلْتَ لي: مُتْ، مُتُّ سَمْعًا وَطَاعَةً ** وَقُلْتُ لِدَاعِي الْمَوْتِ أَهْلًا وَمَرْحَبَا
ولبعضِ المُتَقَدِّمِينَ:
تَعْصِي الإِلَهَ وَأَنْتَ تَزْعُمُ حُبَّهُ ** هَذَا لَعَمْرِي فِي الْقِيَاسِ شَنِيعُ
لَوْ كَانَ حُبُّكَ صَادِقًا لأََطَعْتَهُ ** إِنَّ الْمُحِبَّ لِمَنْ يُحِبُّ مُطِيعُ
فَجَمِيعُ المَعَاصِي تَنْشَأُ مِنْ تَقْدِيمِ هَوَى النُّفُوسِ على مَحَبَّةِ اللَّهِ ورسولِهِ.
وقدْ وَصَفَ اللَّهُ المُشْرِكِينَ بِاتَّبَاعِ الهَوَى في مواضعَ منْ كتابِهِ، وقالَ تَعَالَى: {فَإِنْ
لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ
وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتبَّعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ} [القَصَص:50].
وكذلكَ البِدَعُ، إنَّمَا تَنْشَأُ منْ تَقْدِيمِ الهَوَى على الشَّرعِ؛ ولهذا يُسَمَّى أَهْلُهَا أَهْلَ الأَهْوَاءِ.
وكذلكَ المَعَاصِي، إنَّما تَقَعُ منْ تقديمِ الهَوَى على مَحَبَّةِ اللَّهِ وَمَحَبَّةِ مَا يُحِبُّهُ.
وكذلكَ حُبُّ الأشخاصِ، الواجبُ فيهِ أنْ يكونَ تَبَعًا لِمَا جَاءَ بهِ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فَيَجِبُ
على المُؤْمِنِ مَحَبَّةُ اللَّهِ وَمَحَبَّةُ مَنْ يُحِبُّهُ اللَّهُ من
الملائكةِ والرُّسُلِ والأنبياءِ والصِّدِّيقِينَ والشُّهَدَاءِ والصالحينَ
عُمُومًا؛ ولِهَذَا كانَ مِنْ عَلامَاتِ وُجُودِ حلاوةِ الإيمانِ أنْ
يُحِبَّ المرءَ لا يُحِبُّهُ إلا للَّهِ، وَيُحَرِّمَ مُوَالاةَ أعداءِ
اللَّهِ ومَنْ يَكْرَهُهُ اللَّهُ عُمُومًا، وقدْ سَبَقَ ذلكَ في مَوْضِعٍ
آخَرَ، وبهذا يكونُ الدِّينُ كُلُّهُ للَّهِ، و((مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ، فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإِيمَانَ)).
ومنْ
كانَ حُبُّهُ وَبُغْضُهُ وَعَطَاؤُهُ وَمَنْعُهُ لِهَوَى نَفْسِهِ، كانَ
ذلكَ نَقْصًا فِي إِيمَانِهِ الواجبِ، فَيَجِبُ عَلَيْهِ التَّوبةُ منْ
ذلكَ، والرُّجوعُ إلى اتِّبَاعِ ما جاءَ بهِ الرسولُ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ منْ تَقْدِيمِ مَحَبَّةِ اللَّهِ ورسولِهِ وما فيهِ
رِضَا اللَّهِ ورسولِهِ على هَوَى النُّفُوسِ وَمُرَادَاتِهَا كُلِّهَا.
قالَ
وُهَيْبُ بنُ الوَرْدِ: (بَلَغَنَا -واللَّهُ أَعْلَمُ- أنَّ مُوسَى عليهِ
السلامُ قالَ: يا رَبِّ أَوْصِنِي؟ قالَ: أُوصِيكَ بِي، قَالَهَا ثَلاثًا،
حتَّى قالَ في الآخِرَةِ: أُوصِيكَ بِي أنْ لا يَعْرِضَ لكَ أَمْرٌ إلا
آثَرْتَ فيهِ مَحَبَّتِي على مَا سِوَاهَا، فَمَنْ لمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ
لَمْ أُزَكِّهِ وَلَمْ أَرْحَمْهُ).
والمعروفُ في استعمالِ الهَوَى عندَ الإِطلاقِ: أنَّهُ المَيْلُ إلى خلافِ الحقِّ.
كَمَا في قولِهِ عزَّ وَجَلَّ: {وَلا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} [ص:26].
وقالَ: {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى} [النَّازِعَات:40،41].
وقدْ يُطْلَقُ الْهَوَى بِمَعْنَى المَحَبَّةِ والمَيْلِ مُطْلَقًا، فَيَدْخُلُ فيهِ المَيْلُ إلى الحقِّ وغيْرِهِ.
وَرُبَّمَا اسْتُعْمِلَ بِمَعْنَى مَحَبَّةِ الحقِّ خاصَّةً وَالانْقِيَادِ إليهِ.
وسُئِلَ
صَفْوَانُ بنُ عَسَّالٍ: (هلْ سَمِعْتَ من النبيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْهَوَى؟ فَقَالَ: سَأَلَهُ أَعْرَابِيٌّ عن
الرَّجُلِ يُحِبُّ القَوْمَ وَلَمْ يَلْحَقْ بِهم، فقالَ: ((الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ))). وَلَمَّا نَزَلَ قولُهُ عَزَّ وَجَلَّ: {تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ} [الأحزاب:51]، قَالَتْ عَائِشَةُ للنبيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا أَرَى رَبَّكَ إِلا يُسَارِعُ في هَوَاكَ).
وهذا الحديثُ مِمَّا جَاءَ اسْتِعْمَالُ الهَوَى فيهِ بِمَعْنَى المَحَبَّةِ المحمودةِ. إِنَّ هوَاكَ الَّذي بِقَلْبِي ** صَيَّرَنِي سَامِعاً مُطِيعَا
وقالَ عُمَرُ
في قِصَّةِ المُشَاوَرَةِ في أُسَارَى بَدْرٍ: فَهَوِيَ رسولُ اللَّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما قالَ أبو بكرٍ، ولمْ يَهْوَ مَا
قُلْتُ.
وقدْ وَقَعَ مِثْلُ ذلكَ في الآثارِ الإسْرَائِيلِيَّةِ كَثِيرًا.
وَكَلامُ مَشَايِخِ القومِ وَإِشَارَاتُهُم نَظْمًا وَنَثْرًا يَكْثُرُ فيها هذا الاستعمالُ.
وَمِمَّا يُنَاسِبُ مَعْنَى الحَدِيثِ مِنْ ذلكَ قَوْلُ بَعْضِهِم:
أَخَذْتَ قَلْبِي وَغَمْضَ عَيْنِي ** سَلَبْتَني النَّوْمَ وَالْهُجُوعَا
فـَذَر ْفُؤَادِي وَخُذْ رُقَادِي ** فَقَالَ:لَا، بَلْ هُمَا جَمِيعَا
شرح معالي الشيخ : صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ(مفرغ)
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز بن محمد آل الشيخ (م): (
القارئ:
وعن أبي محمد عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: ((لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواهُ تبعاً لما جئتُ به)) حديث حسن صحيح روِّيناه في (كتاب الحجة) بإسناد صحيح.
الشيخ: هذا الحديث حديث مشهور؛ وذلك لكونه في كتاب التوحيد. قال عليه الصلاة والسلام:((لايؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به))وهذا حديث حسن كما حسنه -هنا- النووي بل قال: حديث حسنٌ صحيح، وسببُ تحسينه أنهُ في معنى الآية وهي قوله -جل وعلا-: {فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً ممَّا قَضيت ويُسلِّموا تسليماً} وتحسين الحديث لمجيء آية فيها معناه؛ مذهب كثير من المتقدمين من أهل العلم كابن جرير الطبري وجماعة من حُذَّاق الأئمة والمحدثين. قوله هنا: ((لايؤمن أحدُكم حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به))
يعني الإيمان الكامل لا يكون حتى يكون هوى المرء ورغبة المرء تبعاً لما
جاء به المصطفى -صلى الله عليه وسلم- يعني: أن يجعل مراد الرسول -صلى الله
عليه وسلم- مَقدَّماً على مُرادهِ وأن يكون شرع النبي -صلى الله عليه وسلم-
مقدَّماً على هواه وهكذا، فإذا تعارض رَغَبُهُ وما جاءت به السُنة؛ فإنه
يُقدّم ما جاءت به السنَّة، وهذا جاء بيانُه في آيات كثيرة، وفي أحاديث
-أيضاً-كثيرة؛ كقول الله -جل وعلا-: {قُلْ إن كان آباؤكم وأبناؤكم…} الآية؛ من سورة براءة إلى أن قال: {أحب إليكم من الله ورسوله وجهادٍ في سبيله فتربَّصوا حتى يأتي الله بأمرهِ}، فالواجب أن يكون الله ورسوله أحبَّ إليه ممَّا سِواهُما، وإذا كان كذلك فسيكون هوى المرء تبعاً لما جاء به المصطفى صلى الله عليه وسلم .
الكشاف التحليلي
حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما -مرفوعاً-: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)
تخريج حديث عبد الله بن عمرو
نقد إسناد الحديث
بيان ضعف هذا الحديث للأمور التالية:
الأمر الأول: أن مداره على نعيم بن حماد، وهو ضعيف جداً
الأمر الثاني: أنه اختلف فيه على نعيم بن حماد
الأمر الثالث: أن في إسناده عقبة بن أوس، وهو مختلف فيه
نقد متن الحديث
يصح حمل الحديث على معنى يوافق الأصول الشرعية
ذكر ما يشهد لمعنى الحديث من آيات الكتاب العزيز
ذكر ما يشهد لمعنى الحديث من السنة النبوية الصحيحة
موضوع حديث ابن عمرو
ترجمة عبد الله بن عمرو
المعنى الإجمالي لحديث عبد الله بن عمرو
شرح قول النووي -رحمه الله-: (وهو حديث حسن صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح)
الجمع في الحكم على الحديث بين الحسن والصحة في كلام المحدثين له أوجه:
الوجه الأول: أنه في مرتبة بين مرتبة الحديث الحسن ومرتبة الحديث الصحيح
الوجه الثاني: أنه حسن المعنى صحيح الإسناد
المراد بحسن المعنى لطافته، وإلا فكل ما صح فهو حسن
الوجه الثالث: أنه روي بإسناد حسن، وبإسناد صحيح
قوله: (رويناه) يصح فيه ضبطان:
الأول: فتح الراء وبناء ضمير الرفع على الفاعلية
الثاني: ضم الراء وتشديد الواو وكسرها لبناء الفعل على ما لم يسم فاعله
كتاب الحجة هو كتاب (الحجة على تارك المحجة) لأبي الفتح المقدسي
قوله: (بإسناد صحيح) وهم من النووي رحمه الله تعالى
شرح ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يؤمن أحدكم حتى...)
المراد بنفي الإيمان -هنا-: نفي كماله
ذكر نظائر هذا الإطلاق من السنة
شرح ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)
معنى (الهوى)
التحذير من اتباع الهوى في غير رضوان الله عز وجل
معنى (التبعية)
مراتب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم:
المرتبة الأُولَى: اعتقاد أَنَّ مَا جَاءَ بِهِ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَقٌّ
هَذِهِ مَرْتَبَةٌ لاَ يَصِحُّ الإيمانُ إلاَّ بِهَا
المرتبة الثَّانيةُ: أَنْ يَعْتَقِدَ ذلك ويجاهد نَفْسَهُ على الاتباع مع نزوع نفسه للمخالفة
هذه المرتبة أعلى مما قبلها وأدنى مما بعدها
المرتبة الثَّالثةُ: أَنْ يَعْتَقِدَ ذلك وتنقاد نفسه للطاعة من غير مجاهدة
هذه مرتبة كمال الإيمان المرادة في الحديث المروي
المحبة الصادقة تقتضي موافقة المحبوب فيما يحب ويكره
تفسير آية الامتحان
وجوب محبة ما يحبه الله ورسوله
محبة ما يحبه الله ورسوله فرع عن محبة الله ورسوله
تقديم ما يحبه الله ورسوله على شهوات النفس من دلائل الإيمان
سبب المعصية تقديم الهوى على محبة الله ورسوله
* من فوائد حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما:
- وجوب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
- أن المحبة أصل العمل
- وجوب تهذيب الهوى
- الدين اتباع لا ابتداع
- وجوبُ الاحْتِكَامِ إِلى الكتابِ وَالسُّنَّة
العناصر
حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما -مرفوعاً-: (لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به)
تخريج حديث عبد الله بن عمرو
نقد إسناد الحديث
موضوع حديث ابن عمرو
ترجمة عبد الله بن عمرو
المعنى الإجمالي لحديث عبد الله بن عمرو
شرح قول النووي -رحمه الله-: (وهو حديث حسن صحيح، رويناه في كتاب الحجة بإسناد صحيح)
كتاب الحجة هو كتاب (الحجة على تارك المحجة) لأبي الفتح المقدسي
قوله: (بإسناد صحيح) وهم من النووي رحمه الله تعالى
شرح ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (لا يؤمن أحدكم حتى...)
المراد بنفي الإيمان -هنا- نفي كماله
ذكر نظائر هذا الإطلاق من السنة
شرح ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (حتى يكون هواه تبعاً لما جئت به)
معنى (الهوى)
التحذير من اتباع الهوى في غير رضوان الله عز وجل
معنى (التبعية)
مراتب اتباع النبي صلى الله عليه وسلم
المحبة الصادقة تقتضي موافقة المحبوب فيما يحب ويكره
تفسير آية الامتحان
وجوب محبة ما يحبه الله ورسوله
محبة ما يحبه الله ورسوله فرع عن محبة الله ورسوله
تقديم ما يحبه الله ورسوله على شهوات النفس من دلائل الإيمان
سبب المعصية تقديم الهوى على محبة الله ورسوله
من فوائد حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما