11 Dec 2008
الدرس الثامن عشر: آداب طالب العلم مع الكتب
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (ت:1429هـ): (
49 – الغَرامُ بالْكُتُبِ :
شرَفُ
العِلْمِ معلومٌ لعُمومِ نَفْعِه ، وشِدَّةُ الحاجةِ إليه كحاجةِ البَدَنِ
إلى الأنفاسِ ، وظهورُ النقْصِ بقَدْرِ نقْصِه ، وحصولُ اللذةِ والسرورِ
بقَدْرِ تحصيلِه ، ولهذا اشْتَدَّ غَرامُ الطُّلَّابِ بالطلَبِ ، والغَرامُ
بجَمْعِ الكُتُبِ مع الانتقاءِ ، ولهم أَخبارٌ في هذا تَطُولُ ، وفيه
مُقَيَّدَاتٌ في ( خبرِ الكِتابِ ) يَسَّرَ اللهُ إتمامَه وطَبْعَهُ . 50- قِوامُ مَكتَبَتِكَ : 51- التعامُلُ مع الكتابِ : 52- ومنه :
وعليه
، فأَحْرِز الأصولَ من الكُتُبِ ، واعْلَمْ أنه لا يُغْنِي منها كتابٌ عن
كتابٍ ولا تَحْشُرْ مَكتَبَتَكَ وتُشَوِّشْ على فِكْرِك بالكُتُبِ
الغُثَائِيَّةِ ، لا سِيَّمَا كُتبَ المبتدِعَةِ ؛ فإنها سُمٌّ ناقعٌ .
عليك
بالكُتُبِ الْمَنسوجَةِ على طريقةِ الاستدلالِ ، والتَّفَقُّهِ في عِلَلِ
الأحكامِ ، والغَوْصِ على أسرارِ المسائلِ ، ومن أَجَلِّها كتُبُ الشيخينِ
شيخِ الإسلامِ ابنِ تَيْمِيَةَ رَحِمَه اللهُ تعالى ، وتِلميذِه ابنِ
قَيِّمِ الْجَوْزِيَّةِ رَحِمَه اللهُ تعالى ، وعلى الجادَّةِ في ذلك من
قَبْلُ ومن بعدُ كُتُبُ :
الحافظُ ابنُ عبدِ البَرِّ ( م سنة 463هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى، وأَجَلُّ كُتُبِه ( التمهيدُ ) .
الحافظُ ابنُ قُدامَةَ (م سنة 620 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى، وأَرْأَسُ كُتُبِه ( الْمُغْنِي ) .
الحافظُ ابنُ الذهبيِّ (م سنة 748 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ ابنُ كثيرٍ (م سنة 774 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافِظُ ابنُ رَجَبٍ (م سنةَ 795 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ ابنُ حَجَرٍ (م سنةَ 852 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ الشوكانيُّ (م سنةَ 1250 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ (م سنةَ 1206 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
كُتُبُ عُلماءِ الدعوةِ، ومن أَجْمَعِها ( الدُّرَرُ السنِيَّةُ ) .
العلامَةُ الصنعانيُّ (م سنةَ 1182هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى ، لا سِيَّمَا كتابُه النافعُ ( سُبُلُ السلامِ ) .
العَلَّامَةُ صِدِّيقُ حسن خان القنَّوجيُّ (م سنةَ 1307هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
العَلَّامَةُ محمَّدٌ الأمينُ الشِّنقيطيُّ (م سنة 1393هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى لا سِيَّمَا كتابُه ( أضواءُ البيانِ ) .
لا
تَسْتَفِدْ من كتابٍ حتى تَعْرِفَ اصطلاحَ مؤَلِّفِه فيه ، وكثيرًا ما
تكونُ الْمُقَدِّمَةُ كاشفةً عن ذلك ، فابْدَأْ من الكتابِ بقراءةِ
مُقَدِّمَتِه .
53- إعجامُ الكتابةِ :
إذا كَتَبْتَ فأَعْجِم الكتابةَ بإزالةِ عُجْمَتِها ، وذلك بأمورٍ :
وضوحُ الخطِّ .
رَسْمُه على ضَوْءِ قواعدِ الرسْمِ ( الإملاءِ ) .
وفي هذا مؤلَّفاتٌ كثيرةٌ من أَهَمِّها :
( كتابُ الإملاءِ ) لحسين والي . ( قواعدُ الإملاءِ ) لعبدِ السلامِ محمد هارون .
( الْمُفْرَدُ العَلَمُ ) للهاشميِّ ، رَحِمَهُم اللهُ تعالى .
النَّقْطُ للمُعْجَمِ والإهمالُ للمُهْمَلِ .
الشَّكْلُ لِمَا يُشْكِلُ .
تَثبيتُ عَلاماتِ الترقيمِ في غيرِ آيةٍ أو حديثٍ .
ما يختص بالكـتب من توجيهات
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (ت:1429هـ): (
49 – الغَرامُ بالْكُتُبِ :
شرَفُ
العِلْمِ معلومٌ لعُمومِ نَفْعِه ، وشِدَّةُ الحاجةِ إليه كحاجةِ البَدَنِ
إلى الأنفاسِ ، وظهورُ النقْصِ بقَدْرِ نقْصِه ، وحصولُ اللذةِ والسرورِ
بقَدْرِ تحصيلِه ، ولهذا اشْتَدَّ غَرامُ الطُّلَّابِ بالطلَبِ ، والغَرامُ
بجَمْعِ الكُتُبِ مع الانتقاءِ ، ولهم أَخبارٌ في هذا تَطُولُ ، وفيه
مُقَيَّدَاتٌ في ( خبرِ الكِتابِ ) يَسَّرَ اللهُ إتمامَه وطَبْعَهُ .
وعليه
، فأَحْرِز الأصولَ من الكُتُبِ ، واعْلَمْ أنه لا يُغْنِي منها كتابٌ عن
كتابٍ ولا تَحْشُرْ مَكتَبَتَكَ وتُشَوِّشْ على فِكْرِك بالكُتُبِ
الغُثَائِيَّةِ ، لا سِيَّمَا كُتبَ المبتدِعَةِ ؛ فإنها سُمٌّ ناقعٌ .
50- قِوامُ مَكتَبَتِكَ :
عليك
بالكُتُبِ الْمَنسوجَةِ على طريقةِ الاستدلالِ ، والتَّفَقُّهِ في عِلَلِ
الأحكامِ ، والغَوْصِ على أسرارِ المسائلِ ، ومن أَجَلِّها كتُبُ الشيخينِ
شيخِ الإسلامِ ابنِ تَيْمِيَةَ رَحِمَه اللهُ تعالى ، وتِلميذِه ابنِ
قَيِّمِ الْجَوْزِيَّةِ رَحِمَه اللهُ تعالى ، وعلى الجادَّةِ في ذلك من
قَبْلُ ومن بعدُ كُتُبُ :
الحافظُ ابنُ عبدِ البَرِّ ( م سنة 463هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى، وأَجَلُّ كُتُبِه ( التمهيدُ ) .
الحافظُ ابنُ قُدامَةَ (م سنة 620 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى، وأَرْأَسُ كُتُبِه ( الْمُغْنِي ) .
الحافظُ ابنُ الذهبيِّ (م سنة 748 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ ابنُ كثيرٍ (م سنة 774 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافِظُ ابنُ رَجَبٍ (م سنةَ 795 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ ابنُ حَجَرٍ (م سنةَ 852 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ الشوكانيُّ (م سنةَ 1250 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ (م سنةَ 1206 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
كُتُبُ عُلماءِ الدعوةِ، ومن أَجْمَعِها ( الدُّرَرُ السنِيَّةُ ) .
العلامَةُ الصنعانيُّ (م سنةَ 1182هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى ، لا سِيَّمَا كتابُه النافعُ ( سُبُلُ السلامِ ) .
العَلَّامَةُ صِدِّيقُ حسن خان القنَّوجيُّ (م سنةَ 1307هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
العَلَّامَةُ محمَّدٌ الأمينُ الشِّنقيطيُّ (م سنة 1393هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى لا سِيَّمَا كتابُه ( أضواءُ البيانِ ) .
51- التعامُلُ مع الكتابِ :
لا
تَسْتَفِدْ من كتابٍ حتى تَعْرِفَ اصطلاحَ مؤَلِّفِه فيه ، وكثيرًا ما
تكونُ الْمُقَدِّمَةُ كاشفةً عن ذلك ، فابْدَأْ من الكتابِ بقراءةِ
مُقَدِّمَتِه .
52- ومنه :
إذا حُزْتَ كِتابًا ؛ فلا تُدْخِلْه في مَكتبتِك إلا بعدَ أن تَمُرَّ عليه جَرْدًا أو قراءةً لِمُقَدِّمَتِه ، وفِهْرِسِه ، ومواضِعَ منه ، أمَّا إن جَعَلْتَه مع فَنِّه في الْمَكتبةِ ؛ فرُبَّما مَرَّ زمانٌ وفاتَ العُمُرُ دونَ النَّظَرِ فيه ، وهذا مُجَرَّبٌ ، واللهُ الْمُوَفِّقُ .
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
القارئ: (49- الغرام بالكتب:
شرف
العلم معلوم، لعموم نفعه، وشدة الحاجة إليه كحاجة البدن إلى الأنفاس، وظهور
النقص بقدر نقصه، وحصول اللذة والسرور بقدر تحصيله، ولهذا اشتد غرام
الطلاب بالطلب، والغرام بجمع الكتب مع الانتقاء، ولهم أخبار في هذا تطول،
وفيه مقيدات في «خبر الكتاب» يسر الله إتمامه وطبعه.
وعليه،
فأحرز الأصول من الكتب، واعلم أنه لا يغني منها كتاب عن كتاب، ولا تحشر
مكتبتك وتشوش على فكرك بالكتب الغثائية، لا سيما كتب المبتدعة، فإنها سم
ناقع.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (جمع الكتب مما ينبغي لطالب
العلم أن يهتم به، ولكن يبدأ بالأهم فالأهم. فإذا كان الإنسان قليل الراتب
فليس من الخير ولا من الحكمة أن يشتري كتبا كثيرة يلزم نفسه بغرامة
قيمتها، فإن هذا من سوء التصرف.
ولذلك لم يأمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجل الذي أراد أن يزوجه ولم يجد شيئا، أن يقترض ويستدين.
واحرص على كتب الأمهات،
الأصول، دون المؤلفات الحديثة لأن بعض المؤلفين حديثا ليس عنده علم راسخ،
ولهذا إذا قرأت كتابا ما تجد أنه سطحي، قد ينقل الشيء بلفظه، وقد يحرفه إلى
عبارة طويلة، لكنها غثاء.
فعليك بالأمهات، عليك بالأصل ككتب السلف، فإنها خير وأبرك بكثير من كتب الخلف.
ثم احذر أن تضم مكتبتك الكتب التي ليس فيها خير، لا أقول التي فيها ضرر، بل أقول التي ليس فيها خير لأن الكتب تنقسم إلى ثلاثة أقسام: خير، وشر، ولا خير ولا شر.
فاحرص أن تكون مكتبتك
خالية من الكتب التي ليس فيها خير. هناك كتب يقال أنها كتب أدب، لكنها تقطع
الوقت وتقتله من غير فائدة، هناك كتب غامضة ذات أفكار معينة ومنهج معين،
فهذه أيضا لا تدخل مكتبتك.
القارئ: (50- قوام مكتبتك:
عليك
بالكتب المنسوجة على طريقة الاستدلال، والتفقه في علل الأحكام، والغوص على
أسرار المسائل، ومن أجلها كتب الشيخين: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله
تعالى، وتلميذه ابن قيم الجوزية رحمه الله تعالى. وعلى الجادة في ذلك من
قبل ومن بعد كتب:
1- الحافظ ابن عبد البر (م سنة 463 هـ) رحمه الله تعالى، وأجل كتبه «التمهيد».
2- الحافظ ابن قدامة (م سنة 620هـ) رحمه الله تعالى، وأرأس كتبه «المغني».
3- الإمام الحافظ النووي «م سنة 676 هـ» رحمه الله تعالى.
4- الحافظ الذهبي (م سنة 748هـ ) رحمه الله تعالى.
5- الحافظ ابن كثير (م سنة 774هـ ) رحمه الله تعالى.
6- الحافظ ابن رجب (م سنة 759هـ ) رحمه الله تعالى.
7- الحافظ ابن حجر (م سنة 852هـ ) رحمه الله تعالى.
8- الحافظ الشوكاني (م سنة 1250هـ ) رحمه الله تعالى.
9- الإمام محمد بن عبد الوهاب (م سنة 1206هـ ) رحمه الله تعالى.
10- كتب علماء الدعوة ومن أجمعها «الدرر السنية».
11- العلامة الصنعاني (م سنة 1182هـ) رحمه الله تعالى، لا سيما كتابه. النافع «سبل السلام».
12- العلامة صديق حسن خان القنوجي (م سنة 1307هـ) رحمه الله تعالى.
13- العلامة محمد الأمين الشنقيطي (م سنة 1393هـ) رحمه الله تعالى، لا سيما كتابه :«أضواء البيان».
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (هذا أيضا منهم، أن يختار
الإنسان في مكتبته الكتب الأصيلة القديمة، لأن غالب المتأخرين قليلة
المعاني، كثيرة المباني، تقرأ صفحة كاملة يمكن أن تلخصها في سطر أو سطرين
مع التعريج والمطآب والتغريزات في بعض الكلمات التي لا تفهم إلا بعد
افتراض، لكن كتب السلف تجدها سهلة لينة رصينة، لا تجد كلمة واحدة ليس لها
معنى.
القارئ: (51- التعامل مع الكتاب:
لا تستفد من كتاب حتى تعرف اصطلاح مؤلفه فيه، وكثيرا ما تكون المقدمة كاشفة عن ذلك،فابدأ من الكتاب بقراءة مقدمته.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (التعامل مع الكتاب يكون بأمور:
الأول: معرفة موضوعه، حتى يستفيد الإنسان منه لأنه يحتاج إلى التخصص.
الثاني:
أن تعرف مصطلحاته، وهذا في الغالب يكون في المقدمة، لأن معرفة المصطلحات
يحصل بها في الواقع أنك تحفظ أوقات كثيرة، وهذا يفعله الناس في مقدمات
الكتب، فمثلا نعرف أن صاحب بلوغ المرام إذا قال: متفق عليه، يعني رواه
البخاري ومسلم. لكن صاحب المنتقى إذا قال: متفق عليه في الحديث يعني أنه
رواه الإمام أحمد والبخاري ومسلم، كذلك أيضا كتب الفقه يفرق بين القولين،
الوجهين، الروايتين، والاحتمالين، كما يعرف الناس من تتبع كتب الفقهاء.
الروايتين عن الإمام، والوجهين عن أصحابه، لكن أصحاب المذهب الكبار أهل
التوجيه، والاحتمالين للتردد بين قولين: والقولين أعم من ذلك كله.
كذلك يحتاج أن تعرف إذا
قال المؤلف: إجماعا أو إذا قال: وفاقا. إذا قال: إجماعا يعني بين الأمة،
وفاقا مع الأئمة الثلاثة كما هو اصطلاح صاحب الفروع في فقه الحنابلة.
الثالث:
معرفة أسلوبه وعباراته، ولهذا تجد أنك إذا قرأت الكتاب أول ما تقرأ لا
سيما من الكتب العلمية المملوءة علما، تجد أنك تمر بك العبارات تحتاج إلى
تأمل وتفكير في معناها، لأنك لم تألفها فإذا كررت هذا الكتاب ألفته، وانظر
مثلا إلى كتب شيخ الإسلام ابن تيمية، الإنسان الذي لا يتمرن على كتبه يصعب
أن يفهمها لأول مرة، لكن إذا تمرن عرفها بسر وسهولة.
أما ما يتعلق بأمر خارجي
عن التعامل مع الكتاب، وهو التعليق بالهوامش أو بالحواشي، فهذا أيضا مما
يجب لطالب العلم أن يغتنمه، وإذا مرت به مسألة تحتاج إلى شرح أو دليل أو
إلى تعليق ويخشى أن ينساها فإنه يعلقها، إما بالهامش وهو الذي على يمينه أو
يساره وإما بالحاشية، وهي التي تكون بأسفل.
وكذلك أيضا إذا كان الكتاب
فيه فقه مذهب من المذاهب ورأيت أنه يخالف المذهب في حكم هذه المسألة، فإنه
من المستحسن أن تقيد المذهب في الهامش أو الحاشية حتى تعرف أن الكتاب خرج
عن المذهب، ولا سيما إذا كان المذهب أقوى مما ذهب إليه صاحب الكتاب.
القارئ: (52- ومنه:
إذا
حزت كتابا، فلا تدخله في مكتبتك إلا بعد أن تمر عليه جردا، أو قراءة
لمقدمته، وفهرسه، ومواضع منه، أما إن جعلته مع فنه في المكتبة، فربما مر
زمان وفات العمر دون النظر فيه، وهذا مجرب، والله الموفق.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (هذا صحيح..... وهو حاصل كثيرا، أكثر ما يكون في حال الإنسان إذا جاءه كتاب جديد بتصفحه، أو إذا كان كثيرا يقرأ الفهرس.
قل أن تجد شخصا- مثلا- أو مر بك حال من حين يأتيك الكتاب أن تقرأه. هذا قليل.
وإنما قال الشيخ هذا، لأجل
إن احتجت إلى مراجعته عرفت أنه يتضمن حكم الذي تريد، أما إذا لم تجرده
مراجعة ولو مرورا فإنك لا تدري ما فيه من الفوائد والمسائل، فيفوتك شيء
كثير موجود في هذا الكتاب الذي عندك في الرف.
تم التهذيب بواسطة زمزم
شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله
القارئ: (قال المؤلف غفر الله له ولشيخنا :
49- الغَرامُ بالْكُتُبِ :
شرَفُ
العِلْمِ معلومٌ لعُمومِ نَفْعِه ، وشِدَّةُ الحاجةِ إليه كحاجةِ البَدَنِ
إلى الأنفاسِ ، وظهورُ النقْصِ بقَدْرِ نقْصِه ، وحصول ُاللذةِ والسرورِ
بقَدْرِ تحصيلِه ، ولهذا اشْتَدَّ غَرامُ الطُّلَّابِ بالطلَبِ ، والغَرامُ
بجَمْعِ الكُتُبِ مع الانتقاءِ ، ولهم أَخبارٌ في هذا تَطُولُ ، وفيه
مُقَيَّدَاتٌ في ( خبرِ الكِتابِ ) يَسَّرَ اللهُ إتمامَه وطَبْعَهُ .
وعليه
، فأَحْرِز الأصولَ من الكُتُبِ ، واعْلَمْ أنه لا يُغْنِي منها كتابٌ عن
كتابٍ ولاتَحْشُرْ مَكتَبَتَكَ وتُشَوِّشْ على فِكْرِك بالكُتُبِ
الغُثَائِيَّةِ ، لاسِيَّمَا كُتبَ المبتدِعَةِ ؛ فإنها سُمٌّ ناقعٌ .
50- قِوامُ مَكتَبَتِكَ :
عليك
بالكُتُبِ الْمَنسوجَةِ على طريقةِ الاستدلالِ ، والتَّفَقُّهِ في عِلَلِ
الأحكامِ ، والغَوْصِ على أسرارِ المسائلِ ، ومن أَجَلِّها كتُبُ الشيخينِ
شيخِ الإسلامِ ابنِ تَيْمِيَةَ رَحِمَه اللهُ تعالى ، وتِلميذِه ابنِ
قَيِّمِ الْجَوْزِيَّةِ رَحِمَه اللهُ تعالى ، وعلى الجادَّةِ في ذلك من
قَبْلُ ومن بعدُ كُتُبُ :
الحافظُ ابنُ عبدِ البَرِّ ( م سنة 463هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى ، وأَجَلُّ كُتُبِه ( التمهيدُ ) .
الحافظُ ابن ُقُدامَةَ (م سنة 620 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى ، وأَرْأَسُ كُتُبِه ( الْمُغْنِي ) .
الحافظُ ابنُ الذهبيِّ (م سنة 748 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ ابنُ كثيرٍ (م سنة 774 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافِظُ ابنُ رَجَبٍ (م سنةَ 795 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى.
الحافظُ ابنُ حَجَرٍ (م سنةَ 852 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ الشوكانيُّ (م سنةَ 1250 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ (م سنةَ 1206 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
كُتُبُ عُلماءِ الدعوةِ ، ومن أَجْمَعِها ( الدُّرَرُ السنِيَّةُ) .
العلامَةُ الصنعانيُّ (م سنةَ 1182هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى ، لاسِيَّمَا كتابُه النافعُ ( سُبُلُ السلامِ) .
العَلَّامَةُ صِدِّيقُ حسن خان القنَّوجيُّ (م سنةَ 1307هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
العَلَّامَةُ محمَّدٌ الأمينُ الشِّنقيطيُّ (م سنة 1393هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى لا سِيَّمَا كتابُه ( أضواءُ البيانِ) .
51- التعامُلُ مع الكتابِ :
لاتَسْتَفِدْ
من كتابٍ حتى تَعْرِفَ اصطلاحَ مؤَلِّفِه فيه ، وكثيرًا ما تكونُ
الْمُقَدِّمَةُ كاشفةً عن ذلك ، فابْدَأْ من الكتابِ بقراءةِ مُقَدِّمَتِه .
52- ومنه :
إذاحُزْتَ
كِتابًا ؛ فلا تُدْخِلْه في مَكتبتِك إلا بعدَ أن تَمُرَّ عليه جَرْدًا أو
قراءةً لِمُقَدِّمَتِه ، وفِهْرِسِه ، ومواضِعَ منه ، أمَّا إن جَعَلْتَه
مع فَنِّه في الْمَكتبةِ ؛ فرُبَّما مَرَّ زمانٌ وفاتَ العُمُرُ دونَ
النَّظَرِ فيه ، وهذا مُجَرَّبٌ ، واللهُ الْمُوَفِّقُ .
53- إعجامُ الكتابةِ :
إذا كَتَبْتَ فأَعْجِم الكتابةَ بإزالةِ عُجْمَتِها ، وذلك بأمورٍ :
وضوحُ الخطِّ .
رَسْمُه على ضَوْءِ قواعدِ الرسْمِ ( الإملاءِ) .
وفي هذا مؤلَّفاتٌ كثيرةٌ من أَهَمِّها :
(كتابُ الإملاءِ ) لحسين والي . ( قواعدُ الإملاءِ ) لعبدِ السلامِ محمد هارون .
(الْمُفْرَدُ العَلَمُ ) للهاشميِّ ، رَحِمَهُم اللهُ تعالى .
النَّقْطُ للمُعْجَمِ و الإهمالُ للمُهْمَلِ .
الشَّكْلُ لِمَا يُشْكِلُ .
تَثبيتُ عَلاماتِ الترقيمِ في غيرِ آيةٍ أو حديثٍ .
قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: (هذه آداب لطالب العلم متعلقة بالكتب ، منها
الحرص على الكتب جمعا ، بحيث يجمع كل ما يمكن أن يستفيد منه من كتب أهل
العلم ، وذلك أنّ الكتب فيها علم كثير ، وفيها ترتيب للمسائل ، وتعين
الإنسان على بحث ما يعرض إليه من مسائل الفقه والشرع.
الثاني : أنّ المرء حريص على استكمال مكتبته في الكتب في كل فن نافع ، ومن ثَمّ يكون لديه أصول المسائل.
الثالث : أن يحذر من الكتب المطوّلة التي فيها كلام كثير وفائدتها قليلة ، خصوصا من كتب المعاصرين ، فإنّ كلامهم كثير ، وفائدته قليلة.
كذلك يحذر من كتب
المبتدعة لأنهم يدسّون السم في الدسم ، وقد يأتون بالكلمة لا يتفطّن
الإنسان لما فيها ، انظر مثلا في تفسير بعض المعتزلة ، لما ذكر الجنة وما
وضعه الله فيها من الخيرات ، قال : ودخول الجنة أعلى نعيم يحصّله العبد ،
وهذا منطلق من عقيدة المعتزلية في نفي رؤية المؤمنين لله عز وجل التي هي
أكمل النعيم ، كما ورد في حديث جرير: فلا يُعطون شيئا أحب إليهم من ذلك ،
يعني من النظر لله ، فهذه لو قرأت الكتاب يمكن أن تمرّ عليك وترسخ في نفسك
ولا تتبين وجه الحق فيها.
الأمر الرابع :
أن يحرص على الكتب التي فيها استدلال بالأدلة ، بحيث يتعوّد على الاستدلال
ويتعوّد على استنباط الفوائد من الأدلّة الشرعية ، ومن ثَمّ يصبح ممن
ارتبط بالدليل الشرعي ، وقد ذكر المؤلف نماذج لمن كتب في ذلك.
الأمر الخامس :
معرفة اصطلاحات أهل العلم في كتبهم ، ومعرفة ترتيب كتب أهل العلم بحيث
يبقى ، أو بحيث يكون المرء قادرا على فهم الكتاب متى قرأه ، أما إذا قرأت
كتابا وفسّرت هذا الكتاب بتفسيرات غير صاحب ذلك الكتاب فقد تقع في إشكالات
كثيرة.
مثال هذا :
كلمة شيخ الإسلام نجد
هذه الكلمة عند كثير من أهل العلم يريد بها شيخ الإسلام ابن تيمية ، لكن
هناك مؤلفات تريد غيره ، كمؤلفات ابن السبكي الابن ، إذا قال شيخ الإسلام
فهو يريد والده ، فإذا نسبت كلام ابن السبكي إلى ابن تيمية بناء على أنه قد
نُسب إلى شيخ الإسلام فقد وقعت في الخطأ ، وهكذا في بقيّة المصطلحات.
ومن هنا لابد من قراءة مقدّمة الكتاب حتى تعرف المصطلحات ، وأضرب لهذا مثلا :
في (كنز العمّال) هناك
رموز ، هذه الرموز مرّات إذا فسّرتها برموز غيره حينئذ وقعت في الخطأ ، ط. س
ماذا تعني؟ الطبراني في الأوسط ، غيره يريد بها ، الطيالسي مثلا ، فحينئذ
احذر من مثل هذا.
كذلك ينبغي بك قبل أن
تدخل الكتاب في مكتبتك أن تعرف طريقته ، وأن تقرأ مقدمته وخاتمته ، وأن
تمرّ على شيء من مسائله ، وأما إذا وضعت الكتاب في محلّه في المكتبة بدون
أن تنظر فيه فقد لا تتمكن من قراءته ولا معرفته في وقت آت.
كذلك ينبغي للإنسان في
الكتب أن يحرص على إبراز الكتب النافعة لتكون قريبة من متناول يده ، بينما
الكتب التي تقل فائدتها أو تقل مراجعته لها يضعها في مكان أقصى قليلا ،
وينبغي فيه أن يحرص على اختيار كتاب جامع في كل فن بحيث إذا أشكل عليه شيء
راجع ذلك الكتاب ، و بذلك يعرف مواطن بحث المسائل في ذلك الكتاب لئلا يقع
في زلل فيه.
وهناك أيضا ما يتعلّق بتعليقات الإنسان أو بكتابته ، ينبغي أن يتأنّى فيها ، لا تكتب تعليقا حتى تفكّر هل هذا التعليق مناسب أو لا.
كم من مرة كتبت تعليقا
ثم نقدت على نفسك وعرفت خطأك في هذا التعليق بعد مدة قليلة ، فلا تكتب
التعليق إلا بعد تأمّل وتفكّر ، وإذا كتبت فاحرص على وضوح الخط ، واحرص على
أن يكون جليّا ، واحرص على أن يكون منقوطا ، واحرص على أن يكون واضح
الأسلوب يفهمه كل من قرأه.
إعجامُ الكتابةِ
المتن:
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (ت:1429هـ): (إذا كَتَبْتَ فأَعْجِم الكتابةَ بإزالةِ عُجْمَتِها ، وذلك بأمورٍ :
وضوحُ الخطِّ .
رَسْمُه على ضَوْءِ قواعدِ الرسْمِ ( الإملاءِ ) .
وفي هذا مؤلَّفاتٌ كثيرةٌ من أَهَمِّها :
( كتابُ الإملاءِ ) لحسين والي . ( قواعدُ الإملاءِ ) لعبدِ السلامِ محمد هارون .
( الْمُفْرَدُ العَلَمُ ) للهاشميِّ ، رَحِمَهُم اللهُ تعالى .
النَّقْطُ للمُعْجَمِ والإهمالُ للمُهْمَلِ .
الشَّكْلُ لِمَا يُشْكِلُ .
تَثبيتُ عَلاماتِ الترقيمِ في غيرِ آيةٍ أو حديثٍ .
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
القارئ: (الثالث والخمسون: إعجامُ الكتابةِ :
إذا كَتَبْتَ فأَعْجِم الكتابةَ بإزالةِ عُجْمَتِها
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (يقول أعجم، كتاب معجم، أعجم الكتابة معناه: اجعله أعجميا؟! لا، معناه أزل عجمته بإعرابه وتشكيله ونقطه، حتى لا يشكل وهذا من الأفعال التي يراد بها الضدان كما جاء في الحديث (يتحنث) يعني النبي صلى الله عليه وسلم (يتحنث في غار حراء الليالي ذوات العدد) يتحنث يعني؟ يزيل الحنث أم يفعل الحنث؟ يزيله ، وهذه لها أمثلة كثيرة ، فمعنى أعجم الكتاب: أزال عجمته بتشكيله وإعرابه.
القارئ: (وذلك بأمورٍ :
أولاً: وضوحُ الخطِّ .
ثانيا: رَسْمُه على ضَوْءِ قواعدِ الرسْمِ ( الإملاءِ ) .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (لا بد أن تكون عالما بالنحو أخشى أن
تقع في قول القائل يريد أن يعربه فيعجمه، أو فأعجمه، لا بد أن تكون عالما
بالنحو أما مثلا فكرة أن يقول لك هذه مرفوعة ، منصوبة ، مكسورة، وتفعل لا،
لا بد أن تكون عالما ، وإذا أشكلت عليك الكلمة فارجع إلى مظانها ، إذا أشكل
عليك ترقيم الكلمة
أو حركاتها في تركيبها لا في إعرابها فارجع إلى كتب اللغة لأن هناك أخطاء شائعة بين الناس، مثلا يقولون: تَجْرِبة وتَجَارِب. أكثر الناس إن لم أقل كل الناس يضمونها ، فأخشى أن يأتي واحد بيعجن فتمر به تجربة فيقول: تجربة بضم الراء ، فيشكلها نطقا وإعرابا ، وهذا غلط ، لأنه قد يشتهر بين الناس أشياء وليس لها أصل فلا بد أن ترجع للأصل.
القارئ: (وفي هذا مؤلَّفاتٌ كثيرةٌ من أَهَمِّها : ( قواعدُ الإملاءِ ) لعبدِ السلامِ محمد هارون . قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (هذه قواعد إملائية ينبغي مراعاتها. تمت المقابلة الصوتية بواسطة: محمد أبو زيد
( كتابُ الإملاءِ ) لحسين والي .
( الْمُفْرَدُ العَلَمُ ) للهاشميِّ ، رَحِمَهُم اللهُ تعالى .
ثالثا: النَّقْطُ للمُعْجَمِ والإهمالُ للمُهْمَلِ .
رابعا: الشَّكْلُ لِمَا يُشْكِلُ .
شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله
القارئ: (قال المؤلف غفر الله له ولشيخنا :
49- الغَرامُ بالْكُتُبِ :
شرَفُ
العِلْمِ معلومٌ لعُمومِ نَفْعِه ، وشِدَّةُ الحاجةِ إليه كحاجةِ البَدَنِ
إلى الأنفاسِ ، وظهورُ النقْصِ بقَدْرِ نقْصِه ، وحصول ُاللذةِ والسرورِ
بقَدْرِ تحصيلِه ، ولهذا اشْتَدَّ غَرامُ الطُّلَّابِ بالطلَبِ ، والغَرامُ
بجَمْعِ الكُتُبِ مع الانتقاءِ ، ولهم أَخبارٌ في هذا تَطُولُ ، وفيه
مُقَيَّدَاتٌ في ( خبرِ الكِتابِ ) يَسَّرَ اللهُ إتمامَه وطَبْعَهُ .
وعليه
، فأَحْرِز الأصولَ من الكُتُبِ ، واعْلَمْ أنه لا يُغْنِي منها كتابٌ عن
كتابٍ ولاتَحْشُرْ مَكتَبَتَكَ وتُشَوِّشْ على فِكْرِك بالكُتُبِ
الغُثَائِيَّةِ ، لاسِيَّمَا كُتبَ المبتدِعَةِ ؛ فإنها سُمٌّ ناقعٌ .
50- قِوامُ مَكتَبَتِكَ :
عليك
بالكُتُبِ الْمَنسوجَةِ على طريقةِ الاستدلالِ ، والتَّفَقُّهِ في عِلَلِ
الأحكامِ ، والغَوْصِ على أسرارِ المسائلِ ، ومن أَجَلِّها كتُبُ الشيخينِ
شيخِ الإسلامِ ابنِ تَيْمِيَةَ رَحِمَه اللهُ تعالى ، وتِلميذِه ابنِ
قَيِّمِ الْجَوْزِيَّةِ رَحِمَه اللهُ تعالى ، وعلى الجادَّةِ في ذلك من
قَبْلُ ومن بعدُ كُتُبُ :
الحافظُ ابنُ عبدِ البَرِّ ( م سنة 463هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى ، وأَجَلُّ كُتُبِه ( التمهيدُ ) .
الحافظُ ابن ُقُدامَةَ (م سنة 620 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى ، وأَرْأَسُ كُتُبِه ( الْمُغْنِي ) .
الحافظُ ابنُ الذهبيِّ (م سنة 748 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ ابنُ كثيرٍ (م سنة 774 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافِظُ ابنُ رَجَبٍ (م سنةَ 795 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى.
الحافظُ ابنُ حَجَرٍ (م سنةَ 852 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الحافظُ الشوكانيُّ (م سنةَ 1250 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
الإمامُ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الوَهَّابِ (م سنةَ 1206 هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
كُتُبُ عُلماءِ الدعوةِ ، ومن أَجْمَعِها ( الدُّرَرُ السنِيَّةُ) .
العلامَةُ الصنعانيُّ (م سنةَ 1182هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى ، لاسِيَّمَا كتابُه النافعُ ( سُبُلُ السلامِ) .
العَلَّامَةُ صِدِّيقُ حسن خان القنَّوجيُّ (م سنةَ 1307هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى .
العَلَّامَةُ محمَّدٌ الأمينُ الشِّنقيطيُّ (م سنة 1393هـ ) رَحِمَه اللهُ تعالى لا سِيَّمَا كتابُه ( أضواءُ البيانِ) .
51- التعامُلُ مع الكتابِ :
لاتَسْتَفِدْ
من كتابٍ حتى تَعْرِفَ اصطلاحَ مؤَلِّفِه فيه ، وكثيرًا ما تكونُ
الْمُقَدِّمَةُ كاشفةً عن ذلك ، فابْدَأْ من الكتابِ بقراءةِ مُقَدِّمَتِه .
52- ومنه :
إذاحُزْتَ
كِتابًا ؛ فلا تُدْخِلْه في مَكتبتِك إلا بعدَ أن تَمُرَّ عليه جَرْدًا أو
قراءةً لِمُقَدِّمَتِه ، وفِهْرِسِه ، ومواضِعَ منه ، أمَّا إن جَعَلْتَه
مع فَنِّه في الْمَكتبةِ ؛ فرُبَّما مَرَّ زمانٌ وفاتَ العُمُرُ دونَ
النَّظَرِ فيه ، وهذا مُجَرَّبٌ ، واللهُ الْمُوَفِّقُ .
53- إعجامُ الكتابةِ :
إذا كَتَبْتَ فأَعْجِم الكتابةَ بإزالةِ عُجْمَتِها ، وذلك بأمورٍ :
وضوحُ الخطِّ .
رَسْمُه على ضَوْءِ قواعدِ الرسْمِ ( الإملاءِ) .
وفي هذا مؤلَّفاتٌ كثيرةٌ من أَهَمِّها :
(كتابُ الإملاءِ ) لحسين والي . ( قواعدُ الإملاءِ ) لعبدِ السلامِ محمد هارون .
(الْمُفْرَدُ العَلَمُ ) للهاشميِّ ، رَحِمَهُم اللهُ تعالى .
النَّقْطُ للمُعْجَمِ و الإهمالُ للمُهْمَلِ .
الشَّكْلُ لِمَا يُشْكِلُ .
تَثبيتُ عَلاماتِ الترقيمِ في غيرِ آيةٍ أو حديثٍ .
قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: (هذه آداب لطالب العلم متعلقة بالكتب ، منها
الحرص على الكتب جمعا ، بحيث يجمع كل ما يمكن أن يستفيد منه من كتب أهل
العلم ، وذلك أنّ الكتب فيها علم كثير ، وفيها ترتيب للمسائل ، وتعين
الإنسان على بحث ما يعرض إليه من مسائل الفقه والشرع.
الثاني : أنّ المرء حريص على استكمال مكتبته في الكتب في كل فن نافع ، ومن ثَمّ يكون لديه أصول المسائل.
الثالث : أن يحذر من الكتب المطوّلة التي فيها كلام كثير وفائدتها قليلة ، خصوصا من كتب المعاصرين ، فإنّ كلامهم كثير ، وفائدته قليلة.
كذلك يحذر من كتب
المبتدعة لأنهم يدسّون السم في الدسم ، وقد يأتون بالكلمة لا يتفطّن
الإنسان لما فيها ، انظر مثلا في تفسير بعض المعتزلة ، لما ذكر الجنة وما
وضعه الله فيها من الخيرات ، قال : ودخول الجنة أعلى نعيم يحصّله العبد ،
وهذا منطلق من عقيدة المعتزلية في نفي رؤية المؤمنين لله عز وجل التي هي
أكمل النعيم ، كما ورد في حديث جرير: فلا يُعطون شيئا أحب إليهم من ذلك ،
يعني من النظر لله ، فهذه لو قرأت الكتاب يمكن أن تمرّ عليك وترسخ في نفسك
ولا تتبين وجه الحق فيها.
الأمر الرابع :
أن يحرص على الكتب التي فيها استدلال بالأدلة ، بحيث يتعوّد على الاستدلال
ويتعوّد على استنباط الفوائد من الأدلّة الشرعية ، ومن ثَمّ يصبح ممن
ارتبط بالدليل الشرعي ، وقد ذكر المؤلف نماذج لمن كتب في ذلك.
الأمر الخامس :
معرفة اصطلاحات أهل العلم في كتبهم ، ومعرفة ترتيب كتب أهل العلم بحيث
يبقى ، أو بحيث يكون المرء قادرا على فهم الكتاب متى قرأه ، أما إذا قرأت
كتابا وفسّرت هذا الكتاب بتفسيرات غير صاحب ذلك الكتاب فقد تقع في إشكالات
كثيرة.
مثال هذا :
كلمة شيخ الإسلام نجد
هذه الكلمة عند كثير من أهل العلم يريد بها شيخ الإسلام ابن تيمية ، لكن
هناك مؤلفات تريد غيره ، كمؤلفات ابن السبكي الابن ، إذا قال شيخ الإسلام
فهو يريد والده ، فإذا نسبت كلام ابن السبكي إلى ابن تيمية بناء على أنه قد
نُسب إلى شيخ الإسلام فقد وقعت في الخطأ، وهكذا في بقيّة المصطلحات.
ومن هنا لابد من قراءة مقدّمة الكتاب حتى تعرف المصطلحات ، وأضرب لهذا مثلا :
في (كنز العمّال) هناك
رموز ، هذه الرموز مرّات إذا فسّرتها برموز غيره حينئذ وقعت في الخطأ ، ط. س
ماذا تعني؟ الطبراني في الأوسط ، غيره يريد بها ، الطيالسي مثلا ، فحينئذ
احذر من مثل هذا.
كذلك ينبغي بك قبل أن
تدخل الكتاب في مكتبتك أن تعرف طريقته ، وأن تقرأ مقدمته وخاتمته ، وأن
تمرّ على شيء من مسائله ، وأما إذا وضعت الكتاب في محلّه في المكتبة بدون
أن تنظر فيه فقد لا تتمكن من قراءته ولا معرفته في وقت آت.
كذلك ينبغي للإنسان في
الكتب أن يحرص على إبراز الكتب النافعة لتكون قريبة من متناول يده ، بينما
الكتب التي تقل فائدتها أو تقل مراجعته لها يضعها في مكان أقصى قليلا ،
وينبغي فيه أن يحرص على اختيار كتاب جامع في كل فن بحيث إذا أشكل عليه شيء
راجع ذلك الكتاب ، و بذلك يعرف مواطن بحث المسائل في ذلك الكتاب لئلا يقع
في زلل فيه.
وهناك أيضا ما يتعلّق بتعليقات الإنسان أو بكتابته ، ينبغي أن يتأنّى فيها ، لا تكتب تعليقا حتى تفكّر هل هذا التعليق مناسب أو لا.
كم من مرة كتبت تعليقا
ثم نقدت على نفسك وعرفت خطأك في هذا التعليق بعد مدة قليلة ، فلا تكتب
التعليق إلا بعد تأمّل وتفكّر ، وإذا كتبت فاحرص على وضوح الخط ، واحرص على
أن يكون جليّا ، واحرص على أن يكون منقوطا ، واحرص على أن يكون واضح
الأسلوب يفهمه كل من قرأه.