10 Dec 2008
الدرس الثالث: اتباع السلف الصالح
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (ت:1429هـ): (
كنْ على جَادَّةِ السلَفِ الصالحِ
كنْ سَلَفِيًّا على الْجَادَّةِ ، طريقِ السلَفِ الصالحِ من الصحابةِ رَضِي اللهُ عَنْهُم ، فمَن بَعْدَهم مِمَّنْ قَفَا أَثَرَهم في جميعِ أبوابِ الدينِ ، من التوحيدِ والعِباداتِ ونحوِها مُتَمَيِّزًا بالتزامِ آثارِ رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوظيفِ السُّنَنِ على نفسِك وتَرْكِ الْجِدالِ والْمِراءِ والْخَوْضِ في عِلْمِ الكلامِ وما يَجْلُبُ الآثامَ ويَصُدُّ عن الشرْعِ .
مُلازَمَةُ خَشيةِ اللهِ تعالى:
التَّحَلِّي
بعِمارةِ الظاهِرِ والباطِنِ بخشْيَةِ اللهِ تعالى: مُحافِظًا على شعائرِ
الإسلامِ وإظهارِ السُّنَّةِ ونَشرِها بالعَمَلِ بها والدعوةِ إليها
دَالًّا على اللهِ بعِلْمِكَ وسَمْتِكَ وعَمَلِكَ مُتَحَلِّيًا بالرجولةِ
والمساهَلَةِ والسمْتِ الصالحِ .ومِلاكُ ذلك خَشيةُ اللهِ تعالى ، ولهذا قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَه اللهُ تعالى :( أَصْلُ الْعِلْمِ خَشْيَةُ اللهِ تَعَالَى )
فالْزَمْ خَشيةَ اللهِ في السرِّ والعَلَنِ فإنَّ خيرَ الْبَرِيَّةِ مَن يَخْشَى اللهَ تعالى،
وما يَخشاهُ إلا عالِمٌ، إِذَنْ فخيرُ البَرِيَّةِ هو العالِمُ ولا يَغِبْ
عن بَالِكَ أنَّ العالِمَ لا يُعَدُّ عالِمًا إلا إذا كان عامِلًا ولا
يَعْمَلُ العالِمُ بعِلْمِه إلا إذا لَزِمَتْه خَشيةُ اللهِ .
وأَسْنَدَ
الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى بسَنَدٍ فيه لَطيفةٌ
إسناديَّةٌ برِوايةِ آباءٍ تِسعةٍ فقالَ : أَخبَرَنا أبو الفَرَجِ عبدُ
الوَهَّابِ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ الحارثِ بنِ أَسَدِ بنِ الليثِ بنِ
سُليمانَ بنِ الأَسْوَدِ بنِ سُفيانَ بنِ زَيدِ بنِ أُكَينةَ
بنِ عبدِ اللهِ التميميُّ من حِفْظِه ، قالَ : سَمِعْتُ أبي يقولُ :
سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سمعتُ أبي يَقولُ : سَمِعتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ
أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي
يَقولُ : سَمِعْتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ يقولُ : ( هَتَفَ العلْمُ بالعَمَلِ
، فإنْ أَجابَه وإلا ارْتَحَلَ ) اهـ .
وهذا اللفظُ بنَحوِه مَرْوِيٌّ عن سُفيانَ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى .
دوامُ الْمُراقَبَةِ:
التحَلِّي بدوامِ المراقَبَةِ للهِ تعالى في السرِّ والعَلَنِ سائرًا إلى ربِّك بينَ الخوفِ والرجاءِ فإنهما للمسلِمِ كالْجَناحَيْنِ للطائرِ.
فأَقْبِلْ
على اللهِ بكُلِّيَّتِكَ ولْيَمْتَلِئْ قلْبُك بِمَحبَّتِه ولسانُك
بذِكْرِه والاستبشارِ والفرْحِ والسرورِ بأحكامِه وحُكْمِه سبحانَه.
كنْ على جَادَّةِ السلَفِ الصالحِ
المتن:
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (ت:1429هـ): (كنْ
سَلَفِيًّا على الْجَادَّةِ ، طريقِ السلَفِ الصالحِ من الصحابةِ رَضِي
اللهُ عَنْهُم ، فمَن بَعْدَهم مِمَّنْ قَفَا أَثَرَهم في جميعِ أبوابِ
الدينِ ، من التوحيدِ والعِباداتِ ونحوِها مُتَمَيِّزًا بالتزامِ آثارِ
رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوظيفِ السُّنَنِ على نفسِك
وتَرْكِ الْجِدالِ والْمِراءِ والْخَوْضِ في عِلْمِ الكلامِ وما يَجْلُبُ
الآثامَ ويَصُدُّ عن الشرْعِ .
قالَ الذهبيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى : (
وَصَحَّ عن الدَّارَقُطْنِيِّ أنه قالَ : ما شيءٌ أَبْغَضَ إليَّ من عِلْمِ
الكلامِ . قلتُ: لم يَدْخُل الرجُلُ أبدًا في علْمِ الكلامِ ولا الْجِدالِ
ولا خَاضَ في ذلك، بل كان سَلَفِيًّا ) اهـ.
وهؤلاءِ
هم ( أهلُ السنَّةِ والجماعةِ ) الْمُتَّبِعون آثارَ رسولِ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه
اللهُ تعالى :
( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ . فالْزَم السبيلَ { وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ } .
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
القارئ: (الأمر الثاني من آداب الطالب في نفسه
كنْ
سَلَفِيًّا على الْجَادَّةِ ، طريقِ السلَفِ الصالحِ من الصحابةِ رَضِي
اللهُ عَنْهُم ، فمَن بَعْدَهم مِمَّنْ قَفَا أَثَرَهم في جميعِ أبوابِ
الدينِ ، من التوحيدِ والعِباداتِ ونحوِها مُتَمَيِّزًا بالتزامِ آثارِ
رسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وتوظيفِ السُّنَنِ على نفسِك
وتَرْكِ الْجِدالِ والْمِراءِ والْخَوْضِ في عِلْمِ الكلامِ وما يَجْلُبُ
الآثامَ ويَصُدُّ عن الشرْعِ).
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (هذه من أهم الأمور، أن الإنسان يكون على طريق السلف الصالح في جميع أبواب الدين من التوحيد والعبادات والمعاملات وغيرها.
كذلك
أيضا يترك الجدال والمراء لأن الجدال والمراء هو الباب الذي يقفل طريق
الصواب؛ فإن الجدال والمراء يحمل المرء على أن يتكلم لينتصر لنفسه فقط، حتى
لو بان له الحق تجده إما أن ينكره، وإما أن يؤوله على وجه مستكره انتصاراً
لنفسه وإرغاماً لخصمه على الأخذ بقوله؛ فإذا رأيت من أخيك جدالا ومراءً
بحيث يكون الحق واضحا (ففر منه فرراك من الأسد) يعني بحيث يكون الحق واضحا
ولكنه لم يتبعه ففر منه فرارك من الأسد، وقل ليس عندي إلا هذا واتركه.
وكذلك
الخوض في علم الكلام، الخوض في علم الكلام أيضًا مضيعة للوقت لأنهم
يتكلمون في أشياء من أوضح الأشياء، مر علي اليوم في دراسة بعض الطلبة يقول
لك ما هو العقل؟
حدد العقل؟
عرف العقل لغة واصطلاحا شرعاً وعرفاً
هذا لا يحتاج تعريف، يحتاج
العقل للتوضيح؟ ما يحتاج لكن أهل علم الكلام دخلوا علينا من هذه الأشياء ،
ما هو العقل هذا؟ سبحان الله الظاهر إنه وهو يفكر في تعريف العقل صار
مجنون نعم لأن هذا أمر واضح ما يحتاج إلى تعريف لكن هؤلاء أهل الكلام صدوا
الناس عن الحق وعن المنهج السلفي البسيط بما يوردونه من الشبهات والتعريفات
والحدود وغيرها وانظر كلام شيخ الإسلام رحمه الله في الرد على المنطقيين
يتبين لك الأمر أو في نقض المنطق وهو مختصر وأوضح لطالب العلم يتبين لك ما
هم عليه من الضلال . ما الذي حمل علماء جهابذة على أن يسلكوا باب التأويل
في باب الصفات إلا علم الكلام لو كان كذا لكان كذا، لو كان مستو على العرش
حقيقة لزم أن يكون محدودًا لماذا؟ لأن العرش محدود، لو كان يرى لزم أن يكون
في جهة وإذا كان في جهة لزم أن يكون جسما وهلم جرا يعطونك من هذا الكلام
الذي يضيعك وهم يظنون أنهم يهدونك سواء السبيل فإذن من المهم لطالب العلم
أن يترك الجدال والمراء وأن يسلك ما يرد على ذهنه من الإيرادات إذا قلنا
كذا فكيف يكون كذا اترك هذه الأشياء لا تتنطع اجعل علمك سهلا ميسرا يعني
الأعرابي يجي ببعيره يسأل النبي عليه الصلاة والسلام عن مسائل الدين وينصرف
بدون مناقشة لأنه ليس عنده إلا التسليم أما المناقشات والمراء والجدال
فهذا يضر الإنسان فالشيخ أبو بكر جزاه الله خير يعني ألمح إلى هذا الأمر
وما يجلب الآثام ويصد عن الشرع .
القارئ: (قالَ الذهبيُّ رَحِمَهُ اللهُ تعالى: (وَصَحَّ عن الدَّارَقُطْنِيِّ أنه قالَ : ما شيءٌ أَبْغَضَ إليَّ من عِلْمِ
الكلامِ . قلتُ: لم يَدْخُل الرجُلُ أبدًا في علْمِ الكلامِ ولا الْجِدالِ
ولا خَاضَ في ذلك، بل كان سَلَفِيًّا ) اهـ.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (يعني
بذلك الدارقطني يعني يبغضه مع أنه ما دخل فيه لكن لما له من نتائج سيئة
وتطويل بلا فائدة وتشكيك فيما هو متيقن وإرباك للأفكار وهجر للآثار ولهذا
ليس شيء فيما أرى أضر على المسلمين في عقائدهم من علم الكلام والمنطق وكثير
من علماء الكلام الكبار أقروا في آخر حياتهم أنهم على دين العجائز ورجعوا
إلى الفطرة الأولى لما علموا من علم الكلام قال شيخ الإسلام رحمه الله في
الفتوى الحموية : وأكثر من يخاف عليه الضلال هم المتوسطون من علماء الكلام
لأن من لم يدخل فيه فهو في عافية منه ومن دخل فيه وبلغ غايته فقد عرف فساده
وبطلانه ورجع وصدق رحمه الله وهذا هو الذي يخاف عليه في كل علم يخاف من
الأنصاف الذين في عرض الطريق لأنهم لم يروا أنفسهم أنهم لم يدخلوا في العلم
فيتركوه لغيرهم ولم يبلغوا غاية العلم والرسوخ فيه فيضلون ويضلون لكن علم
الكلام خطير لأنه يتعلق بذات الرب عز وجل وصفاته ولأنه يبطل النصوص تماما
ويحكم العقل ولهذا كان من قواعدهم أن ما جاء في النصوص من صفات الله ينقسم
إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: أقره العقل فهذا نقره بدلالة العقل لا بدلالة السمع (انظر أعوذ بالله)
القسم الثاني: نفاه العقل فيجب علينا نفيه دون تردد لأن العقل نفاه ولكن
عقل من؟ قال الإمام مالك رحمه الله: ليت شعري بأي عقل يوزن الكتاب والسنة؟
أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل؛ أخذنا قوله وتركنا من أجله الكتاب والسنة؟!
هذا لا يمكن.
القسم
الثالث: ما لم يرد العقل بنفيه ولا إثباته فمن قال إن شرط الإثبات دلاله
العقل قال يُرَد لأن العقل لم يثبته ومن قال: إن من شرط قبوله ألا يرده
العقل قال أنه يقبل وأكثرهم يقول إنه يرد ولا يقبل لأن من شرط إثابته أن
يدل عليه العقل وبعضهم توقف قال : إذا لم يثبته العقل ولم ينفه فالواجب
علينا أن نتوقف وكل هذه قواعد ما أنزل الله بها من سلطان ضلوا بها وأضلوا
والعياذ بالله وارتبكوا وشكوا وتحيروا ولهذا أكثر الناس شكا عند الموت هم
أهل الكلام عند الموت والعياذ بالله يترددون هل الله جوهر أم عرض؟ هل هو
قائم بنفسه أو بغيره؟ هل يفعل أو لا يفعل؟ هكذا عند الموت فيموت وهو شاك
نسأل الله السلامة والعافية لكن إذا كانت طريقته طريقة السلف الصالح سهل
عليه الأمر ولم يرد على قلبه شك ولا تشكيك ولا تردد نعم .
القارئ: (وهؤلاءِ
هم ( أهلُ السنَّةِ والجماعةِ ) الْمُتَّبِعون آثارَ رسولِ اللهِ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهم كما قالَ شيخُ الإسلامِ ابنُ تَيميةَ رَحِمَه
اللهُ تعالى :
( وأهلُ السنَّةِ : نَقاوةُ المسلمينَ، وهم خيرُ الناسِ للناسِ ) اهـ .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (لكن
يا إخوان اعلموا أن من المتأخرين من قال: إن أهل السنة ينقسمون إلى قسمين:
مفوضة ومؤولة، وجعلوا الأشاعرة والماتردية وأشباههم جعلوهم من أهل السنة
وجعلوا المفوضة هم السلف فأخطأوا في فهم السلف وفي منهجهم لأن السلف لا
يفوضون المعنى إطلاقا بل قال شيخ الإسلام رحمه الله : إن القول بالتفويض من
شر أقوال أهل البدع والإلحاد واستدل لذلك بأننا إذا كنا لا ندري معاني ما
أخبر الله به عن نفسه من أسماء وصفات جاءنا الفلاسفة وقالوا أنتم جهال نحن
الذين عندنا العلم ثم تكلموا بما يريدون وقالوا المراد من النص كذا وكذا
ومعلوم أن معنى للنص خير من توقف فيه وأنه ليس له معنى فانتبهوا لهذا أن
بعض الناس يرى أن أهل السنة والجماعة يدخل فيهم المتكلمون من الأشاعرة
والماتريدية وغيرهم ويقسم أهل السنة إلى قسمين مفوضة ومؤولة ثم يقول من
العجب العجاب: طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم. سبحان الله كيف
تكون طريقة السلف أسلم وطريقة الخلف أعلم وأحكم وهل يمكن أن تكون طريق أعلم
وأحكم وليست أسلم؟! بل يلزم من كون طريقة الخلف أعلم وأحكم أن تكون أسلم
بلا شك لأن شخصا يقول هذا النص له معناه وأنا أؤمن به أعلم بلا شك وأحكم من
شخص يقول: والله ما أدري هو عندي بمنزلة ألف باء تاء ... ما أدري فلا
سلامة إلا بالعلم والحكمة العلم بالحق واتباع الحق الحكمة اتباع الحق
والعلم (...) فهذا تناقض عظيم ولهذا كان القول الصحيح في هذه العبارة أن
طريقة السلف أسلم وأعلم وأحكم جعلنا الله وإياكم على هذه الطريقة .نعم.
القارئ: (فالْزَم السبيلَ { وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ }).
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (يلزم
من كوننا نحث الطلبة على منهج السلف تحريضهم على معرفة منهج السلف أليس
كذلك؟! فنطالع الكتب المؤلفة في هذا كسير أعلام النبلاء وغيرها حتى نعرف
طريقهم ونسلك هذا المنهج القويم أما أن نقول نتبع السلف ولا أدري ماذا
يفعلون فهذا ناقص بلا شك.
تمت المقابلة الصوتية بواسطة: محمد أبو زيد
تم التهذيب بواسطة زمزم
شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله
القارئ: (كن على جادة السلف الصالح
كن
سلفياً على الجادة، طريق السلف الصالح من الصحابة رضى الله عنهم، فمن
بعدهم ممن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين، من التوحيد، والعبادات، ونحوها،
متميزاً بالتزام آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتوظيف السنن على
نفسك، وترك الجدال، والمراء، والخوض في علم الكلام، وما يجلب الآثام، ويصد
عن الشرع.
قال
الذهبي رحمه الله تعالى: "وصح عن الدارقطني أنه قال: ما شيء أبغض إلي من
علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبداُ في علم الكلام ولا الجدال، ولا خاض
في ذلك، بل كان سلفياً" ا هـ.
وهؤلاء
هم (أهل السنة والجماعة) المتبعون آثار رسول الله - صلى الله عليه وسلم -،
وهم كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: "وأهل السنة: نقاوة
المسلمين، وهم خير الناس للناس" اهـ. فالزم السبيل {ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله}.
قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: (قال المؤلف في الحلية الثانية : (كن على جادة السلف الصالح)
أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنَّ خير أمته هم القرن الأول ثم الذين
يلونهم ثم الذين يلونهم ، فهؤلاء هم خير الأمة ، وإذا أردنا أن نكون ممن
اتّصف بالخيرية فلنكن ممن يسير على طريقتهم ، قال الله جل وعلا: {
وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَىٰ
وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّىٰ
وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا } ، والله- جل وعلا- قد أمر باتّباع طريقة الصالحين كما قال جل وعلا: { اتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ} ، وأمر بالاقتداء بأهل الفضل ، ولذلك لما ذكر قول إبراهيم وممن معه أمر بالاقتداء بهم { لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} ، ولما ذكر الله - جل وعلا- السابقين من المهاجرين والأنصار أمر باتباعهم وأثنى على من اتبعهم ، قال النبي صلى الله عليه وسلم : ((اقتدُوا بالذَّين من بعدي أبوبكرٍ وعمر)) ، وقال: (( فعليكم بسنتي وسنةِ الخُلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسَّكوا بها وعُضُّوا عليها بالنواجِذ)) ، والنصوص في هذا كثيرة.
ولذلك تجد في السلف الصالح
عندهم من الفوائد والبركة الشيء الكثير ، عندهم كلام قليل فيه معانٍ كثيرة
، فما أعظم منة الله علينا بأن جعل سلفنا أولئك القوم الصالحين ، فإنَّ
صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثنت عليهم النصوص : { مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ ..} الآية ، والنصوص في هذا كثيرة.
قال المؤلف: (كن سلفيا)
، بعض الناس يقول السلف مرحلة زمنية ، فنقول اتّباع السلف ليس مرحلةً
وإنما هو فعل ، وبالتالي نحن نقصد اتباع السلف الذي جاءت النصوص به ، فمن
طالبنا بغير ذلك لم نسمع منه ، ثم قال : (اتبع طريق السلف الصلح ومن قفا أثرهم في جميع أبواب الدين)
؛ لأنَّ بعض الناس يقتدي بالسلف في باب دون باب ، فحينئذٍ يضل في الباب
الذي ترك فيه الاقتداء بسلف الأمة ، أَضْرِبُ لهذا مثالا : يأتيك إنسان
يتقن أبواب الصفات ويكون على طريقة السلف الصالح ولكنه في أبواب الإيمان لا
يكون كذلك ، حينئذٍ ضيَّع جزءًا من طريقة السلف ، عندما يأتي في أبواب
الإيمان وأبواب الصفات على طريقة السلف لكنه يُخالِف طريقة السلف فيما
يتعلق بمعاملة الولاة حينئذٍ لا يكون سلفيًا ، وإن كان سلفيا في باب لكن لا
يقال له بإنه سلفيٌّ بإطلاق ، ذكر المؤلف من ذلك توحيد العبادات ونحوها .
قال المؤلف: (وترك الجدال)
، الجدال قد يراد به توضيح الحق والاستدلال له فيكون محمودًا مرغوبا به ،
وقد يكون المراد به المناقشة العقيمة والمجادلة بما لا يصل إلى ثمرة ، بحيث
يكون مقصود كل من المتكلِّمَين الانتصارَ للنفس ، فحينئذٍ يكون مذموما ،
أما الدليل على المحمود فقول الله تعالى: { وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} ، هذه الآية اشتملت على النوعين ؛ الجدال المذموم والجدال المحمود ، قال تعالى في الجدال المحمود: { ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ} ، فإذا كان الجدال ليس بالتي هي أحسن فإنه يكون مذمومًا ، وإن كان بالتي هي أحسن يكون محمودًا ، ما صفته؟
أن يكون المقصود والمراد هو إعلاء الحق وبيانه وإرشاد الناس إليه لا
الانتصار للنفس ، إذا كان المجادل ملتزما بالآداب والأخلاق الشرعية ، إذا
كان المجادل لا يتكلم بلسانه بما يخالف الحق ، أو بما يكون منافيا للأدب ،
قال: (والمراء) المراد بالمراء : الحديث
والمجادلة التي لا تصل إلى ثمرةٍ ونتيجة ، بحيث يُردِّد كل منهما مقالتَه
وينتصر لها ، وقد جاء في الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أنا ضَمينٌ ببيتٍ في أَوسَطِ الجنة لمن ترك المِراء ولو كان مُحِقًّا )) ، فإذن المرء يأتي بالحق ويوضحه ويبينه ويقيم الدليل عليه وحينئذ يكتفي به.
قال المؤلف : ( والخوض في علم الكلام) ، علم الكلام الذي ذمه السلف الصالح يراد به : الحديث في المباحث العقدية على مقتضى الطرائق اليونانية ، أي طرائق
غير المسلمين ، فإن الكلام في التوحيد على مقتضى ما ورد في الكتاب والسنة
هذا محمود مرغَّبٌ فيه ، سواءً كان بالدلالة الشرعية المجردة أو بالدلالة
العقلية ؛ لأن القرآن قد اشتمل على أعلى الأدلة العقلية الواردة في المباحث
العقدية ، انظر في آخر سورة يس حجج عقلية ترشدك إلى الإيمان بالبعث ، يذعن
لها كل عاقلٍ منصِف.
قال المؤلف: (صح عن الدارقطني أنه قال ماشيء أبغض إلي من علم الكلام. قلت: لم يدخل الرجل أبدا) ، يعني : الذهبي يثني على الدارقطني ، يقول لم يدخل الدارقطني في علم الكلام ولا الجدال بل كان سلفيًّا ، ثم ذكر كلمة شيخ الإسلام : (أهل السنة نقاوة المسلمين) ، يعني صفوَتهم ، (وهم خير الناس للناس): لأنهم
يرشدونهم إلى الحق ويحسنون إليهم ويكفون عن الكلام في معايِبهم ، وبالتالي
هم خير الناس للناس ، بينما بقية الطوائف يكون عندهم من الشر والأذى ما
يُقابلون به إحسانَ أهل السنة إليهم ، ولذلك من رحمة الله أن جعل أهل السنة
أهل الصفات الحسنة الذين يُحسنون إلى الخلق ، وكلما ابتعد الإنسان عن
السنة كلما تقرَّب إلى الله بإيذاء الناس . نعم
دوامُ الْمُراقَبَةِ
المتن:
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (ت:1429هـ): (دوامُ الْمُراقَبَةِ:
التحَلِّي بدوامِ المراقَبَةِ للهِ تعالى في السرِّ والعَلَنِ سائرًا إلى ربِّك بينَ الخوفِ والرجاءِ فإنهما للمسلِمِ كالْجَناحَيْنِ للطائرِ.
فأَقْبِلْ
على اللهِ بكُلِّيَّتِكَ ولْيَمْتَلِئْ قلْبُك بِمَحبَّتِه ولسانُك
بذِكْرِه والاستبشارِ والفرْحِ والسرورِ بأحكامِه وحُكْمِه سبحانَه.
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
القارئ: (الأمر الرابع دوامُ الْمُراقَبَةِ .
التحَلِّي بدوامِ المراقَبَةِ للهِ تعالى في السرِّ والعَلَنِ سائرًا إلى ربِّك بينَ الخوفِ والرجاءِ فإنهما للمسلِمِ كالْجَناحَيْنِ للطائرِ .
فأَقْبِلْ
على اللهِ بكُلِّيَّتِكَ ولْيَمْتَلِئْ قلْبُك بِمَحبَّتِه ولسانُك
بذِكْرِه والاستبشارِ والفرْحِ والسرورِ بأحكامِه وحُكْمِه سبحانَه .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (نعم .
فمن المهم دوام المراقبة لله وهذا من ثمرات الخشية أن الإنسان يكون مع
الله دائما يعبد الله كأنه يراه يقوم للصلاة فيتوضأ وكأنه ينفذ قول الله
تعالى: { يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم }
يقوم يتوضأ وكأنه ينظر إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم وهو
يتوضأ ويقول من توضأ نحو وضوئي هذا كمال المراقبة وهذا أمر مهم وقوله:
(يكون سائرا بين الخوف والرجاء فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر). هذا أحد
الأقوال في هذه المسألة
وهي هل الأولى للإنسان أن يسير إلى الله بين الخوف والرجاء أو يغلب جانب الخوف أو يغلب جانب الرجاء ؟
- الإمام أحمد رحمه الله يقول : ينبغي أن يكون خوفه ورجائه واحدا فأيهما غلب هلك صاحبه
- ومن
العلماء من يفصل ويقول : إذا هممت بطاعة فغلب جانب الرجاء إنك إذا فعلتها
قبل الله منك ورفعك بها درجات من أجل أن تقوى وإذا هممت بمعصية فغلب جانب
الخوف حتى لا تقع فيها فعلى هذا يكون التغليب لأحدهما بحسب حال الإنسان
- ومنهم من قال إنه بحسب الحال على وجه آخر فقال : أما في المرض فيغلب جانب الرجاء لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال (( لا يموتن أحدكم إلا وهو يحسن الظن بربه ))
ولأنه إذا غلَّب في حال المرض جانب الخوف فربما يدفعه ذلك إلى القنوت من
رحمة الله في حال الصحة يغلب جانب الخوف لأن الصحة مدعاة للفساد كما قال
الشاعر الحكيم:
إن الشباب والفراغ والجدة = مفسدة للمرء أي مفسدة
يعني
مفسدة عظيمة والذي أرى أن الإنسان يجب أن يعامل حاله بما تقتضيه الحال وأن
أقرب الأقوال في ذلك أنه إذا عمل خيرا فليغلب جانب الرجاء وإذا هم بسيء
فليغلب جانب الخوف هذا أحسن ما أراه في هذه المسألة الخطيرة العظيمة (طيب)
إذا قال قائل تغليب جانب الرجاء هل يجب أن يكون مبنيا على سبب صالح للرجاء
أو يكون رجاء المفلسين ؟ الأول يعني إنسان مثلا يعصي الله دائما وأبدا
ويقول رحمه الله واسعة هذا غلط لأن إحسان الظن بالله ورجاء الله لا بد أن
يكون هناك سبب ينبني عليه الرجاء وإحسان الظن وإلا كان مجرد أمنية والتمني
كما يقول عامة أهل نجد يعني العوام من أهل نجد يقولون : التمني رأس مال
المفاليس، تعرفون المفاليس ؟ من هم؟ الذين ليس عندهم شيء (...) وعندي أموال
وأشياء عظيمة (...) هكذا حكيت لنا والله أعلم هل تصح أم لا، لكن يعني حال
الأولين وبلاهتهم يعني يمكن أن تكون هكذا والله أعلم . نعم .
تمت المقابلة الصوتية بواسطة: محمد أبو زيد
تم التهذيب بواسطة زمزم
شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله
القارئ: (دوام المراقبة:
التحلي بدوام المراقبة لله تعالى في السر والعلن، سائراً إلى ربك بين الخوف والرجاء، فإنهما للمسلم كالجناحين للطائر.
فأقبل على الله بكليتك، وليمتلئ قلبك بمحبته، ولسانك بذكره، والاستبشار والفرح والسرور بأحكامه وحكمه سبحانه.
قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: (هذه الصفة الرابعة من صفات طالب العلم
، حلية طالب العلم تقتضي أنَّ طالب العلم يستشعر أنَّ الله تعالى يراقبه ،
فهو يراقب عملَه الظاهر ، وهو يراقب نيته ومقصده ؛ لأنَّ الله تعالى كما
وصف نفسه بقوله: { إِنَّ اللَّهَ لَا يَخْفَىٰ عَلَيْهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ } ، وكما قال-سبحانه- في وصف نفسه: {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى}
، من استشعر هذه الصفة وكانت صفةً ملازمةً له ، وصل إلى أعلى مراتب الدين
وهي صفة الإحسان ، فإنَّ صفة الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن
تراه فإنه يراك ، والمؤمن يتصف بهذه الصفة حال وجوده بين أيدي الناس وحال
خَلوته ؛ لأنه يعلم أن الله- جل وعلا- مُطلع عليه في جميع أحوله : { إِنْ تُخْفُوا مَا فِي صُدُورِكُمْ أَوْ تُبْدُوهُ يَعْلَمْهُ اللَّهُ}.
كذلك هذه الصفة تجعل المؤمن يستشعر الخوف ويستشعر الرجاء ، فهو يخاف على
نفسه أن يعاقبه الله بسبب ذنوبه ، وهو في نفس الوقت يرجو من الله أن يسبغ
عليه نعمه ، وأن يرحمه بسبب أنَّ الله كريم عفو رحيم مُتفضِّل ، فهو يخاف
بسبب فِعل نفسِه ويرجو بسبب رحمة ربه ، (فإنهما- يعني الخوف والرجاء- للمسلم كالجناحين للطائر) ، وهذا يدلك على خطأ من يقول : العبادة تكون بالمحبة ، بل لابد في العبادة من خوف ورجاء ومحبة.
قال : (فأقبِل على الله بكُلِّيَّتِك) يعني : بجميعك ، من أقبل على الله فإنَّ الله سيكون له معينًا ، ومؤيدًا وناصرا ، من كان مع الله كان الله معه ، { إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ} ، (وليمتلئ قلبُك بمحبة الله) ؛ لأنَّ هذا من القربات قال تعالى: {وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}، (وليمتلئ لسانك بذكر الله)
، فإنَّ ذكر الله سبب من أسباب طمأنينة القلب التي يتمكن القلب بها من
تحصيل العلم ، وذكر الله سبب من أسباب طرد الشياطين التي تلقي الوساوس في
قلوب العباد ، وذكر الله سبب من أسباب إعانة الله للعبد كما قال سبحانه : { فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ} ، و قال : ((وأَنَا
مَعَ عَبْدِي إِذَا ذَكَرَنِي ، فإن ذكرني فِي نَفْسِهِ ذَكَرْتُهُ فِي
نَفْسِي ، وَإِنْ ذَكَرَنِي فِي مَلَأٍ ذَكَرْتُهُ فِي مَلَأٍ خَيْرٍ
مِنْهُمْ))، وهذا الوصف مما يُؤكَّد عليه خصوصا في زماننا هذا ،
فإنَّ الإكثار من ذكر الله من أعظم أسباب تحصيل العلم ، وكلما كان الإنسان
مُكْثرا لذكر الله كلما فتح الله ذهنه للفهم الصحيح ، وجعل قلبه يحوي العلم
الكثير ، وبارك الله في شأنه كله ، وكلما أقل الإنسان من ذكر الله ، كلما
ابتعدت عنه البركة ، ولذلك ليكن لطالب العلم أورادًا يومية ، وكلما خلا
بنفسه اشتغل لسانُه بذكر الله وترك هذه الوساوس التي تُشغِل قلبَه في أوقات
خلوته.
وإذا تأمل الإنسان الأمر بذكر الله ، وجد أنَّ الله جل وعلا لا يأمر بالذكر إلا ويصفه بصفة الكثرة ، كما قال سبحانه: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} ، بينما وصف المنافقين بأنهم كانوا {لَا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلًا} ، حينئذٍ إذا أراد الإنسان أن يُبارك له في وقته ، في شأنه ، فليُكْثِر من ذكر الله ، ومن أعظم أنواع الذكر: قراءة القرآن.
قال المؤلف أيضا من الأمور التي يتصف بها طالب العلم : (الاستبشار والفرح والسرور بأحكام الله وحِكَمه سبحانه وتعالى)
، فافرح بما أنعم الله عليك ، وافرح بإنزال هذا الكتاب ، وافرح ببعثة هذا
النبي الكريم ، وافرح بأن تعلمت شيئًا من أحكام هذه الشريعة ، قال تعالى : { قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَٰلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ}.
هذا شيء من الصفات التي
ذكرها المؤلف في حلية طالب العلم بما يتعلق بصفة طالب العلم في نفسه ،
ولعلنا إن شاء الله - جل وعلا- أن نكمل بقية هذه الصفات في لقائنا
القادم...
أسأل الله – جل وعلا- أن
يرزقنا وإياكم الأخلاق الفاضلة ، اللهم اجعلنا ممن تأدب بآداب العلم ،
اللهم ارزقنا علما نافعا وعملا صالحا ، اللهم إنا نسألك فهم النبيين وحفظ
المرسلين والملائكة المقربين ، اللهم وفقنا لما تحب وترضى ، واجعل أعمالنا
على البر والتقوى ، اللهم اجعلنا ممن عمل بعلمه فأكسبته علما آخر ، برحمتك
يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق ولاة أمورنا لكل خير ، واجعلهم من أسباب
الهدى والتقى والصلاح والسعادة ، هذا والله أعلم ، وصلى الله على نبينا
محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
سؤال : أحسن الله إليكم شيخنا ....
الشيخ :
إمام يصلي من أجل أن يؤثِّر على المأمومين . فنقول لماذا يؤثر؟ ، هل ليكون
له مكانة؟ ، هل ليكون له منزلة؟ ، هل ليُثني عليه الناس ويقولوا ما أجمل
صوته؟ ، حينئذٍ هذا رياءٌ وسمعة ، ومن سمَّعَّ سمَّعَّ الله به ، فيقال له
يوم القيامة إنما قرأت ليقال قارئ فقد قيل ، وأما إن كان يريد أن يكون ذلك
مؤثِّرا في قلوب المستمعين ليتوبوا إلى الله ويرجعوا إليه ويتركوا طاعة
الشيطان ، ويتصفوا بصفة الإنابة إلى الله – جل وعلا- لا لحَظِّ نفسه وإنما
يريد مصلحتهم هم ، فحينئذ هذا جائز بل يؤجر العبد عليه ، فإن الله – جل
وعلا- قد أمر بالتذكير فقال : { فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَىٰ}
سؤال : أحسن الله إليكم هذا سائل يقول ....كيف يكون التخلص من الرياء؟
الشيخ :
التخلص من الرياء بأن يقصد الإنسان بعمله وجه الله والدار الآخرة. نسأل
الله - جل وعلا- أن يرزقنا وإياكم العلم النافع والعمل الصالح ، هذا والله
أعلم ، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
مُلازَمَةُ خَشيةِ اللهِ تعالى
المتن:
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد (ت:1429هـ): (مُلازَمَةُ خَشيةِ اللهِ تعالى:
التَّحَلِّي
بعِمارةِ الظاهِرِ والباطِنِ بخشْيَةِ اللهِ تعالى: مُحافِظًا على شعائرِ
الإسلامِ وإظهارِ السُّنَّةِ ونَشرِها بالعَمَلِ بها والدعوةِ إليها
دَالًّا على اللهِ بعِلْمِكَ وسَمْتِكَ وعَمَلِكَ مُتَحَلِّيًا بالرجولةِ
والمساهَلَةِ والسمْتِ الصالحِ .ومِلاكُ ذلك خَشيةُ اللهِ تعالى ، ولهذا قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَه اللهُ تعالى :( أَصْلُ الْعِلْمِ خَشْيَةُ اللهِ تَعَالَى )
فالْزَمْ خَشيةَ اللهِ في السرِّ والعَلَنِ فإنَّ خيرَ الْبَرِيَّةِ مَن يَخْشَى اللهَ تعالى،
وما يَخشاهُ إلا عالِمٌ، إِذَنْ فخيرُ البَرِيَّةِ هو العالِمُ ولا يَغِبْ
عن بَالِكَ أنَّ العالِمَ لا يُعَدُّ عالِمًا إلا إذا كان عامِلًا ولا
يَعْمَلُ العالِمُ بعِلْمِه إلا إذا لَزِمَتْه خَشيةُ اللهِ .
وأَسْنَدَ
الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى بسَنَدٍ فيه لَطيفةٌ
إسناديَّةٌ برِوايةِ آباءٍ تِسعةٍ فقالَ : أَخبَرَنا أبو الفَرَجِ عبدُ
الوَهَّابِ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ الحارثِ بنِ أَسَدِ بنِ الليثِ بنِ
سُليمانَ بنِ الأَسْوَدِ بنِ سُفيانَ بنِ زَيدِ بنِ أُكَينةَ
بنِ عبدِ اللهِ التميميُّ من حِفْظِه ، قالَ : سَمِعْتُ أبي يقولُ :
سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سمعتُ أبي يَقولُ : سَمِعتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ
أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي
يَقولُ : سَمِعْتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ يقولُ : ( هَتَفَ العلْمُ بالعَمَلِ
، فإنْ أَجابَه وإلا ارْتَحَلَ ) اهـ .
وهذا اللفظُ بنَحوِه مَرْوِيٌّ عن سُفيانَ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى .
شرح الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
القارئ: (مُلازَمَةُ خَشيةِ اللهِ تعالى
التَّحَلِّي
بعِمارةِ الظاهِرِ والباطِنِ بخشْيَةِ اللهِ تعالى: مُحافِظًا على شعائرِ
الإسلامِ وإظهارِ السُّنَّةِ ونَشرِها بالعَمَلِ بها والدعوةِ إليها
دَالًّا على اللهِ بعِلْمِكَ وسَمْتِكَ وعَمَلِكَ مُتَحَلِّيًا بالرجولةِ
والمساهَلَةِ والسمْتِ الصالحِ . ومِلاكُ ذلك خَشيةُ اللهِ تعالى ، ولهذا قالَ الإمامُ أحمدُ رَحِمَه اللهُ تعالى : ( أَصْلُ الْعِلْمِ خَشْيَةُ اللهِ تَعَالَى )
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (وهذا الذي قاله الإمام أحمد صحيح أصل العلم خشية الله وخشية الله هي الخوف المبني على العلم والتعظيم ولهذا قال الله تعالى: { إنما يخشى الله من عباده العلماء }
فالإنسان إذا علم الله عز وجل حق العلم وعرفه حق المعرفة فلا بد أن يقوم
في قلبه خشية الله لأنه إذا علم ذلك علم عن رب عظيم عن رب قوي عن رب قاهر
عن رب عالم بما يسر ويخفي الإنسان فتجده يقوم بطاعة الله عز وجل أتم قيام { إنما يخشى الله من عباده العلماء }
قال العلماء : والفرق بين الخشية والخوف أن الخشية تكون من عظم المخشي
والخوف من ضعف الخائف الخوف يكون من ضعف الخائف وإن لم يكن المخوف عظيما
ولهذا يخاف الصبي من فتى أكبر منه قليلا لكن الأكبر من هذا الفتى يخاف من
هذا الفتى أم لا؟ يا جماعة الصبي الصغير له سنتان يخاف من صبي له ست سنوات
صحيح؟ طيب ، لعظم المخوف وأم لقصر الخائف؟ لقصر الخائف (طيب) هذا الذي له
ست سنوات يخاف ممن له عشر سنوات إذن ليس عظيما فالفرق بين الخشية والخوف أن
الخشية تكون من عظم المخشي والخوف من نقص الخائف ولهذا بعض الناس يخاف من
لا شيء لأنه رعديد تعرفون الرعديد؟ جبان يخاف من كل شيء ولهذا يضرب المثل
بالرجل يقال هو يخاف من ظلاله يمشي مثلا في القمر فيرى الظلال فيقول هذا
واحد يلاحقني ثم يهرب وهذا الظلال معه رجليه وهو يقول أنا نجوت من هذا
الرجل لأنه جبان فالحاصل أن الخشية أعظم من الخوف ولكن قد يقال خَفِ الله { فلا تخافوهم وخافون إن كنتم مؤمنين } وهذا في مقابلة فعل هؤلاء الذين يخافون من الناس .
القارئ: (فالْزَمْ خَشيةَ اللهِ في السرِّ والعَلَنِ فإنَّ خيرَ الْبَرِيَّةِ مَن يَخْشَى اللهَ تعالى،
وما يَخشاهُ إلا عالِمٌ، إِذَنْ فخيرُ البَرِيَّةِ هو العالِمُ ولا يَغِبْ
عن بَالِكَ أنَّ العالِمَ لا يُعَدُّ عالِمًا إلا إذا كان عامِلًا ولا
يَعْمَلُ العالِمُ بعِلْمِه إلا إذا لَزِمَتْه خَشيةُ اللهِ .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (قوله
وفقه الله : لا يعد عالما يعني: عالما ربانيا وأما كونه عالما ضد الجاهل
فهذا يقال، يقال إن الذي ألف المنجد رجل نصراني وفيه من معرفة اللغة
العربية شيء كثير وإن كان غلطات كثيرة وأشياء تؤخذ عليه من الناحية الدينية
لكن العالم الذي يعمل بعلمه هو الذي يصدق عليه أنه عالم رباني لأنه يربي
نفسه أولا ثم يربي غيره ثانيا .
القارئ: (وأَسْنَدَ
الْخَطيبُ البَغداديُّ رَحِمَه اللهُ تعالى بسَنَدٍ فيه لَطيفةٌ
إسناديَّةٌ برِوايةِ آباءٍ تِسعةٍ فقالَ : أَخبَرَنا أبو الفَرَجِ عبدُ
الوَهَّابِ بنُ عبدِ العزيزِ بنِ الحارثِ بنِ أَسَدِ بنِ الليثِ بنِ
سُليمانَ بنِ الأَسْوَدِ بنِ سُفيانَ بنِ زَيدِ بنِ أُكَينةَ
بنِ عبدِ اللهِ التميميُّ من حِفْظِه ، قالَ : سَمِعْتُ أبي يقولُ :
سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سمعتُ أبي يَقولُ : سَمِعتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ
أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي يَقولُ : سَمِعْتُ أبي
يَقولُ : سَمِعْتُ عليَّ بنَ أبي طالبٍ يقولُ : ( هَتَفَ العلْمُ بالعَمَلِ
، فإنْ أَجابَه وإلا ارْتَحَلَ ) اهـ .
وهذا اللفظُ بنَحوِه مَرْوِيٌّ عن سُفيانَ الثوريِّ رَحِمَه اللهُ تعالى .
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين (ت: 1421هـ): (إذن لا بد من العمل بما علم لأنه إذا لم يعمل بعلمه صار من أول تسعر بهم النار يوم القيامة
وعالم بعلمه لم يعملن = معذب من قبل عباد الوثن
هذه واحدة إذا لم يعمل بعلمه أُرث الفشل في العلم وعدم البركة ونسيان العلم لقول الله تعالى : { فبما نقضهم ميثاقهم لعناهم وجعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه } بعدها ؟ { ونسوا حظا مما ذكروا به }
وهذا النسيان يشمل النسيان الذهني والعملي قد يكون بمعنى ينسونه دينيا
أوينسونه يتركونه لأن النسيان في اللغة العربية يطلق بمعنى الترك أما إذا
عمل الإنسان بعلمه فإن الله تعالى يزيده هدى قال الله تعالى: { والذين اهتدوا زادهم هدى } ويزيده تقوى ولهذا قال: { وآتاهم تقواهم }
إذا عمل بعلمه ورثه الله تعالى علم ما لم يعلم ولهذا روي عن علي بن أبي
طالب رضي الله عنه أنه قال : هتف العلم بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل. وتروى
هذه اللفظة العلم يهتف بالعمل (يعني يدعوه) فإن أجابه وإلا ارتحل. ما الذي
يرتحل ؟ العلم وهذا واضح لأنك إذا عملت بالعلم تذكرته كلما عملت وأضرب لكم
مثلا برجل عرف صفة الصلاة من السنة وصار يعمل بها كلما صلى هل ينسى ما علم
؟ لا ينسى لأنه تكرر عليه لكن لو ترك العمل به نسي وهذا دليل محسوس على أن
العمل بالعلم يوجب ثبات العلم ولا ينساه . نعم .
تمت المطابقة الصوتية بواسطة: محمد أبو زيد
تم التهذيب بواسطة زمزم
شرح الشيخ سعد بن ناصر الشثري حفظه الله
القارئ: (ملازمة خشية الله تعالى
التحلي
بعمارة الظاهر والباطن بخشية الله تعالى؛ محافظاً على شعائر الإسلام،
وإظهار السنة ونشرها بالعمل بها والدعوة إليها؛ دالاً على الله بعلمك وسمتك
وعلمك، متحلياً بالرجولة، والمساهلة، والسمت الصالح.
وملاك
ذلك خشية الله تعالى ، ولهذا قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى: "أصل العلم
خشية الله تعالى". فالزم خشية الله في السر والعلن، فإن خير البرية من
يخشى الله تعالى، وما يخشاه إلا عالم، إذن فخير البرية هو العالم، ولا يغب
عن بالك أن العالم لا يعد عالماً إلا إذا كان عاملاً، ولا يعمل العالم
بعلمه إلا إذا لزمته خشية الله.
وأسند
الخطيب البغدادي رحمه الله تعالى بسند فيه لطيفة إسنادية برواية آباء
تسعة، فقال(1): أخبرنا أبو الفرج عبد الوهاب بن عبد العزيز بن الحارث بن
أسد بن الليث بن سليمان بن الأسود بن سفيان بن زيد بن أكينة ابن عبد الله
التميمي من حفظه؛ قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبى يقول: سمعت أبي يقول: سمعت
أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت أبي يقول: سمعت علي بن أبي
طالب يقول:
"هتف العلم بالعمل، فإن أجابه، وإلا ارتحل" ا هـ.
وهذا اللفظ بنحوه مروي عن سفيان الثوري رحمه الله تعالى.
قال الشيخ سعد بن ناصر الشثري: (الأدب الثالث من حلية طالب العلم : ملازمة خشية الله تعالى ، بحيث يمتلئ قلبك من مخافة الله التي تدفعك إلى طاعته وتبعدك عن معصيته ، والفرق بين الخوف والخشية
أنَّ الخوف يُلاحِظ فيه الخائفُ ضعفَ نفسِه ، والخشية يُلاحِظ فيه الخاشي
قوةَ المَخْشِي ، فعندما يلاحظ المرء قدرة الله – جل وعلا- تبدأ عنده درجة
الخشية ، وكلاهما مطلوب ؛ الخشية والخوف ، قال تعالى: { إِنَّمَا ذَٰلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} ، والخشية أيضا مطلوبة قال تعالى: {
أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ
كَمَنْ هُوَ أَعْمَىٰ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ الَّذِينَ
يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ وَالَّذِينَ
يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ
وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ} ، فإذن الخشية من الدرجات المطلوبة ، والخشية تدفع الإنسان إلى المحافظة على شعائر الإسلام في باطنه وظاهره. الخشية تنشأ من أمور ؛ أولها : العلم بالله تعالى وبقدرته وبصفاته ومن ذلك أن يَعلم العبد أن الله مُطَّلعٌ عليه في كل أحواله ، الثاني :
مما تنشأ عنه الخشية ، معرفة العبد بأن ربَّه قادر عليه ، قادرٌ على إنزال
العقوبة به ، ويُطالع سُنن الله في الكون في الأمم السابقة كم أنزل بهم من
العقوبات. الخشية تنشأ من ملاحظة الدار الآخرة
وأنَّ المرء عما قريب منتقل إليها ومحاسبٌ على أعماله في الدنيا ، فإذا
استحضر الإنسان ذلك زادت عنده صفة الخشية من الله تعالى. هذه الخشية ليست
خاصةً بالقلب بل لها مظاهرُ في ظاهر البدن ؛ منها المحافظة على شعائر الإسلام ، ومنها إظهار السنة ، ومنها حرص الإنسان على نشر السنة والدعوة إليها ، ومنها أن يكون المرء متخلقًا بالأخلاق الفاضلة ، سَهْلا مع عباد الله ، وهذا معنى قول المؤلف: (والمساهَلة) يعني : أن يكون هيِّنًا رفيقًا مع الخلق ، وأما (السمت الصالح) فالسَّمت المراد به الصفة الظاهرة ، السمت هو الصفة الظاهرة ، قال الله تعالى : {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} ، ثم أورد المؤلف حديث أو أثر "هتف العلم بالعمل ، فإن أجابه ، وإلا ارتحل"،
يعني : أنَّ صاحب العلم إذا عمل به بقيَ علمُه ، وأما إذا لم يعمل به فإن
العلم يزول ، ولكن هذا الحديث أو هذا الأثر الذي ذكره المؤلف ضعيف الإسناد ،
فيه عبد العزيز التميمي وهو مُتكلَّمٌ فيه ، ولذلك لا يصح هذا الحديث فهو
ضعيفٌ جدا ، لا يصح هذا الأثر فهو ضعيفٌ جدا .نعم